الثلاثاء، 27 أبريل 2010

كلمات للعشب والمطر


أشعر بحزن..


الحزن حالة تأمل تسطو على الذاكرة


عاطفة جياشة تجتاح القلب وهو يهبط في حمّى التقارب الروحي


الذي مزجناه ببوحنا الشفاف


نامت أنامل الكتابة


غفت العاطفة في حركة الجسد المحموم


انتبهت لحظتي على خطوات الأيام


العمر يسير.. يركض..


فهل ندعه يدهسنا كي نكتشف أننا بحاجة إلى ما يؤجج فينا ذلك الإشتعال الذي كان


ما الذي غير الوقع..



هل أملك نظرة قاصرة وأنا امزج الورود ليظهر عطراً فريداً للكون..


هل أخون ذاكرتي وأنا أربط الأشياء ببعضها؟


نعم العمر يجري..


وحزني كغيمة


لست أنا الآن ذلك الجبلي الأخضر


أشجار السنديان التي تمرين بها في طرقاتك لا مكان لها


كي أفهمها..


لم تعد لغتي تلك الرنانة، القاسية بلزوجة الحب


ذلك الشعاع التاريخي خفت..


فلماذا أيتها التاريخية؟


لماذا أعكر صفوك بعقل ينافح الكلمات والأشجار والأنهار..


بجنون العاطفة التي اكبتها الآن كي لا أفر


أنت صاخبة كتاريخك وكجنوني


ومع ذلك فأنت مثقلة بعبء الأنثى في داخلك، التي تريد ولا تريد..


الأنثى الباسقة التي ترغب في أن أقدم قرابيني لأصل إليها


لست الآن أنا أصبحت أنتِ..


أيتها التاريخية:


العمر يجري، والحزن أنا


لست أنت في حياتي سوى ذلك الهطول الذي يبدد حالات الغيم..


لكنك كومت كل الغيوم ورميت بها على كاهلي ككتلة هائلة سقطت من علو شاهق..


وها أنا حزين


ملحق ( الساعة الواحدة بعد منتصف القلب)


ليس للبحر مطر أيتها التاريخية


ولا للسحابة أرضها فهي تئن في فضائها دون سكون


ولا للعشب مصبا يرويه


كل ما هنالك هذا الوشل الذي يطارد الروح


ويناجيك مع تنفس العصافير


ويزغرد لك مع حفيف أوراق الشجر


( الساعة الثانية بعد هطول الروح)


هنالك أمل يلوح في الأفق


بل هنالك رؤية تقول إن للعشب مطراَ


إن لليل قمراً


إن نسمة ستهب لتلقح الروح بورود جديدة


تعطر تاريخنا ولا تعطله


ويشتعل أكثر دون أن يخمد


ويتبدد الحزن


7/ابريل/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك