كتابي: الخروج من الخلوات إلى الجلوات في معرض القاهرة
صدر كتابي الأول، الخروج من الخلوات إلى الجلوات.. الصوفية معركة الأفكار الغربية الجديدة.
عن دار تكوين في جدة. ويباع الآن في معرض القاهرة.
والكتاب موضوعه شاقًّا وليس سهلاً، وعملية الرصد مضنية حيث تم رصد التوجه الغربي نحو استخدام الصوفية لتكون بديلة في
المعركة الطائفية المقبلة، ودلل على ذلك بكثرة الزيارات للسفارات والقنصليات الغربية للزوايا والمجالس، وقدمها عبر تسلسل في كتابه. وأورد في رصده الكثير من المقولات التي قيلت من الجانبين الصوفي والغربي تجاه بعضهما البعض.
وجاء الكتاب في خمسة فصول بدأت بمقدمة عن معركة الأفكار استعرضت فيها بعض التقارير وعلى رأسها تقرير معهد راند "بناء شبكات مسلمة معتدلة" عن العلاقات الطائفية في المنطقة العربية، الذي أورد فيه التقرير أن المعركة كانت مع الاتحاد السوفيتي هي دولة في مواجهة دولة بينما هنا الوضع مختلفًا حيث أن هناك غموضًا في المواجهة ولهذا كأنه يدعو للفوضى في المنطقة. ويشير التقرير "إلى استخدام التيار التقليدي والصوفي في مواجهة الإسلام السلفي، ويؤكد أن من مصلحة الغرب إيجاد أرضية تفاهم مشتركة مع التيار الصوفي التقليدي من أجل التصدي للتيار الإسلامي" وبعد استعراض الكاتب سيناريوهات التقرير أوضح أنه على الدول العربية أن تعمل على نهج "ادفنها قبل أن أراها" والمتمثل في النقاط التالية:
- مراقبة الجهات الفاعلة والعمل على ألا تسير في خططها، وأن يتم إيقافها قبل أن تنفذ أي مشروع.
- عدم التهاون في التوجهات لدى أية فئة مهما كانت.
- تكريس مفهوم الوطنية، ودعم الوطنيين الصادقين الذين ينتهجون توجه دولتهم نحو الوطنية.
- العمل على تكريس الخطاب الديني الوسطي الهادئ الذي لا يثير النعرات ولا يستدعي الطائفية.
- التوجه نحو تذويب العلاقة الشائكة بين السنة والشيعة.
- قراءة توجه إيران بشكل جاد. وماذا يمكنها أن تفعل لتذويب هذه العلاقة الشائكة.
- قراءة بقية الطوائف في المنطقة والعمل على ألا تنجرف نحو الطائفية.
- إزالة مشاكل الحدود بين الدول العربية، وحل مشكلاتها من قبل جامعة الدول العربية بأقصى سرعة ممكنة.
- السعي إلى ألا يكون هناك ضغط اقتصادي على الشعوب.
- عدم إعطاء الجهات الفاعلة من خارج المنطقة أي مشروعية للدخول للعبث بالبلاد العربية.
- الربط بين مناطق الصراع، ومحاولة تفتيت هذا الصراع، والتنبه إلى تأجيج الصراع في مكان بينما الهدف في مكان آخر.
- عدم إعطاء الهويات الطائفية أية مشروعية مهما كانت المسوغات، العمل فقط بالمكون الوطني دون غيره.
الفصل الثاني عن الصوفية ونشأتها وفرقها وطرقها ووجودها في العالم العربي، ومن ثم أفردت الفصل الثالث للصوفية في المملكة العربية السعودية ومجالسهم. موضحًا فيه ان " العمل على موضوع الصوفية في المملكة العربية السعودية من أعقد الأعمال، إذ إن الحديث عنهم لم يتم التطرق إليه في السابق، ولم يُكشف عنه عبر المنابر الصحفية أو الإعلامية إلا من قليل ومن بعيد غريب يكاد يغمز أو يلمز دون أن يصرح، وربما يعود السبب في عدم الحديث عنهم أنهم من مكونات السنة، وأنهم كانوا يعملون دون إيذاء أحد، ويعيشون طقوسهم في الخفاء دون تأثير خارج دائرتهم."
وجاء الفصل الرابع عن العلاقة بين المستعمر والصوفية بدءًا من سنة 257هـ مرورًا بالغزو التتري والحروب الصليبية، وصمتهم حيال هذه الحروب، مع رصد لكلمات ومؤتمرات غربية جميعها تتجه نحو الصوفية. أما في الفصل الخامس والذي يحمل عنوان الكتاب " الخروج من الخلوات إلى الجلوات"، والاهتمام الغربي بالتصوف، وإنشاء الاتحاد العالمي للتصوف عام 2013م، والذي يسعى إلى إعادة إظهار دور التصوف في المنطقة العربية، وتوظيفه دبلوماسيًا وأمنيًا، مع العمل على تفعيل الطرق الصوفية في العالم العربي وفي الغرب. ورصد المؤلف شواهد بمساعدة الصوفية للمستعمر متنقلا ما بين الجزائر وسوريا والسنغال ومصر والمغرب. موضحًا أ، التحركات السياسية لإعلاء شأن التصوف هذه الأيام واضحة للعيان، وأن هناك "تعمّدًا في خلط أوراق الإسلام وتقسيمه إلى فئات انساق وراءه الكثير ـ بكل أسف ـ حيث أنه لا يوجد إسلام سني وإسلام شيعي وإسلام صوفي، ولكن المسميات تجبرنا على أن نتحرك في ضوئها من أجل تبيان وشرح الأهداف من وراء كل ذلك، حتى لو تم ذلك بإشارات سريعة في هذا الكتاب، بين فينة وأخرى، لأن ما أكتبه هنا ليس مهمته هو تبيان الإسلام الصحيح من غيره، أو الحديث عن الفرق أو الملل والنحل، بل من أجل إيضاح الصوفية واستغلالها كبديل عن الشيعة لهدم ما تبقى من الدول العربية."
وقدّمت فيه العديد من التقارير التي نشرت في الصحف والمجلات الأمريكية والغربية وسعيهم في تبني التصوف؛ حيث تشير إحدى المجلات الأمريكية إلى أنه " يعتقد الاستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصُّوفية بأفرعها العالميَّة قد تكون واحدًا من أفضل الأسلحة، فالصُّوفية بطرقها الباطنيَّة تمثل برأيهم توجهًا مناقضًا للطوائف الأصوليَّة كالوهَّابيَّة التي يمنع أشدُّ أئمتها تعصبًا "الموسيقى والرَّقص لا بل حتى الحبَّ الرومانسي" ولكن الصُّوفية تعود، ولها اليوم عشرات الملايين من الأتباع المخلصين في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الغربيَّة، ناهيك عن مئات الملايين ممن يتَّبعون التقاليد الصُّوفية، وهناك صراع حادَّ بين الوهَّابيين والصُّوفيين على الصَّعيد الأيديولوجي لفت أنظار صُنَّاع السِّياسة الأمريكيَّة بشدَّة، وبينما لا يستطيع الرسميُّون الأمريكيون أن يقروا الصُّوفية علنًا، بسبب فصل الدين عن الدُّولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علنًا باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصُّوفية، وهناك بالمقابل مجموعة صُوفية في واشنطن نفسها تسعى لتعزيز العلاقة مع الإدارة الأمريكيَّة."
الكتاب مليء بالشواهد التي توحي بتوجه الغرب نحو زعزعة الإسلام الصحيح بالطائفية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك