ما أشجعني عندما انتقدك!
هكذا يجب أن تقول لنفسك وأنت تنقد ما اكتبه، ولكن سخريتك مما أقول أو أكتب ليس شجاعة منك أو مني، إنما هو تهرّب من النفس التي تميل إلى تسطيح الكلمات، وأخذ الأشياء على علاتها.
ما أفقرني إلى نقدك!
هذه هي المشكلة التي يجب أن تواجه بها نفسك، فعندما تقرأ ما أكتب ثم تتجاهله بحكم أنك ترى أن هذا أقل منك، دون أن تدرك أن جملة واحدة قد تلهمك بقية حياتك من هذا الكاتب المسكين.
العمر مرآة للنقد!ستكتشف مع الزمن أنك كلما تقدمت في العمر، بالتالي في التجربة، فإنك تعيد قراءة من حولك، لأنهم هم الشعاع الذي يلفت انتباهك إلى الظلمة التي بداخلك.. وبهذا فإنك تعيد النظر في مسألة القراءة، ولا تأخذها على علاتها بل تكتشف أنك كنت مخطئًا وأن هذه القراءة كشفت لك ما كنت تبحث عنه.
النقد والشجاعة متنافران تمامًا!
إقدامي على نقدك ليس شجاعة مني، بل غيرة سبقتني إلى استلهام معنى ضاع مني في وقت كنت أبحث عنه. ليظهر التسطيح القائم على انفعال يفترض أنني في غنىً عنه. بينما الشجاعة تكمن في إن جبنك جعلك تصفق لي وأنا أقدم لك الفكرة الغائبة عنك، وأن تشير إلى ما كتبت وأنت تستقي مني هذه الفكرة.
إنها شبهة أخلاقية.. هكذا بكل بساطة!