‏إظهار الرسائل ذات التسميات عولمة، اختلاف، فلسفة، هوية، رأسمالية، شرق، غرب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عولمة، اختلاف، فلسفة، هوية، رأسمالية، شرق، غرب. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 8 يوليو 2021

العولمة والاختلاف!

 " إن العولمة ترتبط بقلب الثقافة الحديثة كما ترتبط الممارسة الثقافية بقلب العولمة"، (جون توملنسون) والممارسة الثقافية ستختلف من بلد لبلد، ولن تكون متطابقة في شتى بلدان العالم، وهذا ما يجب أن تعيه الرأسمالية، ليس الرأسمالية، بل الرأسماليين إذ يستحيل تطبيق الفكتورية التي تم قولبتها من قبلهم، والمرتبطة "بالتحيزات الثقافية ذات الطابع المحلي البحت بقيم ذات طابع عالمي" (الثقافة والمساواة ج1 ص16) ولا يمكن للعولمة أن تهيمن على ثقافة أخرى عبر إلغائها أو إذابة خصوصياتها، وستقف الهوية أمام هذا المد الذي لا يرضى بالاختلاف،ولا يتعايش إلا مع اتجاه واحد هو الاتجاه الغربي.حتى في حالة أن البلدان غير منتجة في ثقافتها لأن الوضع سيصبح أكثر تعقيدًا، ولن يرضى باكتساح ثقافة جديدة على حساب ثقافته، بخلاف التكريس للمعايير والقيم المستقاة من التعاليم الدينية، وهذا لا يتوقف على الدين الإسلامي الذي تم وسمه بالإرهاب لأهداف غربية واضحة المعالم تقف أمام خوف لهزيمة من نفسها، بحيث أن ما تنادي به لا يتفق والقيم الإنسانية الساطعة البياض والتي تنحو نحو الانحراف والشذوذ بشكل واضح في مجتمعاتها، فلم تجد أمامها سوى صناعة غول جديد أمام شعوبها كي تظل مسي
طرة عليهم، وكي تبقي السيطرة في نطاقها لتعمم قيمها الجديدة على العالم.

إن التشوية الذي يتعرض له العرب عبر وسائل الإعلام الغربية وعبر السينما ما هو إلا سوء تقدير، ولا يدعو إلى التعايش مع الآخر، بل يكرّس مفهوم العيش وفق نظرية واحدة، " ما يؤاخذ على العولمة تنميطها للأخلاق وقضاؤها على الثقافات لصالح تكوين حضارة مادية تكرس هيمنة وسيطرة الأطراف القوية  وهو ما يستثير رد فعل قوي من جانب الهويات الوطنية." (مبحث عن الإعلام وأزمة الخطاب للدكتور عبد القادر التومي) لذلك فإن مؤيدي تسييس هويات الجماعات "الثقافية" يبدأون بضرب من المقدمات المنطقية وينتهون بضرب من التوصيات الخاصة بالسياسة التي يجب اتباعها" (الثقافة والمساواة ج1ص19)
إن مناقشة نزعة "القبول" في أدبيات الثقافة الغربية غير مستساغة، وما يجب مناقشته بالتحديد هو نزعة "الاختلاف"، لأن كلمة "قبولنا" تقدم إيحاءاتها المبنية على الاستعمار، أو المبنية على القوة، التي يباهي بها، ويعتقد أنه يتسيد العقول بقوة الآلة، ولهذا فإنه يضيق النظرة لتكون من اتجاهه هو لا من جميع الاتجاهات، بل ولا حتى من المقابل. فإجادة التعبير في إطار النظرية الفلسفية تبتعد بتوصياتها عند التطبيق، فكل شيء يجب أن يكون "مقبولاً" لدى الساسة وعلى الآخر تقبل ما يتم تقديمه من توصيات سواء في حقوق الإنسان أو في غيره. يجب استنساخ "تجربتنا" فقط لتكون هي الوحيدة القائمة في هذا الكون. هكذا هم يفعلون الآن.
شددوا على هوياتكم كي لا تضيع!