الحشد الشعبي وتنظيمات دعم الإرهاب
إن أمريكا عندما تدعم ما تسميه بحقوق الإنسان في أي بلد ما، فإن لها مصلحة فيه، ويعي العالم أن كولومبيا تعد من الفضائح في التاريخ الأمريكي فهي أكثر دولة كانت تنتهك حقوق الإنسان ومع ذلك كانت أكثر دولة في العالم تحصل على المساعدات الأميركية ففي عام 1999 كانت أول وأكبر متلقٍ للسلاح الأمريكي، رغم كل السوء، ورغم سجلها المتسخ في حقوق الإنسان ، ومع هذا حصلت على مساعدات أمريكية أكثر من بقية الدول في نصف الكرة الأرضية مجتمعة. لم تكن هذه المساعدات من أجل عيون الإنسان في هذا البلد، ولا من أجل إحقاق الديمقراطية أو الوصول إلى العدالة فيه، وإنما كانت ترتفع بقدر ما يزداد عدد القتلى فيها، وكلما ارتفعت حصيلة " مذابح المناشير السلسلية " وهي مذابح تعد وحشية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، حيث كان الجيش الكولومبي حين يدخل أي منطقة فإنّه يقوم بتقطيع أجساد الناس إلى أجزاء بالمناشير السلسلية ويلقي بهم في حفر.[1]
لنلحظ أن هذه المذابح مطابقة تماماً لمشهد تقطيع الرؤوس والأجسام التي شهدها العراق بعد الاحتلال ، والتي يقوم بها داعش أو الحشد الشعبي في العراق، أو من الجيش نفسه، والذي يتغطى بغطاء الحشد الشعبي، مثلما حدث في كولومبيا عبر " فارك" .
اجتهدت الـ "bbc" الموقرة في يونيو من عام 2015م على موقعها العربي ووضعت أربعة أسئلة في نهاية تقرير يتحدث عن تنظيم "داعش" والأسئلة هي:
ـ برأيك، من المسؤول عن ظهور التنظيم وتمدده؟
ـ هل ترى أن التنظيم في حالة تراجع أم أنه ما زال يحافظ على قوته؟
ـ ما هي مصادر قوة التنظيم؟
ـ لماذا نجح التنظيم في بسط سيطرته على هذه المساحات الشاسعة؟
السؤال الأخير لو تم تحليله من قبل البي بي سي لوصلوا إلى إجابة ستكون مقنعة للمشاهد وللقاريء فتوجه داعش نحو نينوى وفتح الطريق أمامه وتوجهها نحو السيطرة على القسم السني من العراق.. رغم التحذيرات ورفع الصوت من قبل حكومة المالكي وتوابعهم بأن بغداد قد تسقط في يد داعش ، إلا أن كل ذلك كان تمويها ، ولم تتزحزح داعش عن المناطق السنية التي وقفت في وجه الاحتلال الأمريكي والمد الصفوي.. أي بوضوح تام وجود داعش في العراق هي لمحاربة السنة وليس لهدف آخر.
ولو أنها رفعت قليلاً من مهنيتها وحياديتها لحللت ما حدث قبل ذلك في العالم، لتكتشف أن "داعش" هي صنيعة حروب وحشية سابقة دمرت العالم أجمع، ونشرت الفساد فيه في كل جزء منه، وستلحظ أن الخطوات والعلامات هي هي لم تتغير ولن تتغير في مسيرة الحرب القذرة على العالم، وصناعة الفقاعات في الدول لم تتوقف منذ مطلع القرن الماضي.
ليتضح لنا هنا إيحاءات الإعلام الغربي في توجيه الرأي نحو أن داعش صنيعة إسلامية بل عربية إسلامية، وهي صنيعة إيرانية غربية بدلالات توجهها نحو أهدافها، ففي العراق لم تقترب من كربلاء أو غيرها من المناطق التي تحت الاحتلال الفارسي، نعم العراق الآن فارسي، ولم تصل إلى مناطق في العالم فيها أكثرية شيعية، كالبحرين وعمان، وحالة القطيف والأحساء التي استهدفها التنظيم تعتبر من الحالات الذاهبة إلى تهييج أهالي المحافظتين ضد السعودية فقط. كما أن هذه التنظيمات ليست بمعزل عن السياق السياسي العام، فمثل هذه التنظيمات لا يتم انشاؤها إلا في مناطق الفوضى، ومن ثم تسعى للتوسع إلى ما جاورها، وهذا ما يُراد لها، ولم تزرع إلا في الأماكن التي يراد لها أن تكون في حالة فوضى.
إنها " تخلق مثل هذه المناخات جاذبية لنموذج داعش وقابلية لاستنساخه وتطبيقه في العديد من المجتمعات، طالما أن المسارات البديلة مغلقة إلى الآن، فليست خطورة هذا التنظيم أنه اجتاز الحدود وأقام كيانًا عابرًا لها، ومتوحشًا في سلوكه مع الخصوم، بل أنه أصبح نموذجًا للوعي الشقي السلبي ولحالة المجتمعات العربية والمسلمة.
أصبح هذا التنظيم "نموذجًا"، وقد وجدنا كيف سعت جماعات أخرى في ليبيا واليمن ومصر إلى استنساخه، فطالما أن الأزمة السياسية السنية لم تُحل، والأزمة السلطوية العربية قائمة، فإن هذا التيار والتيارات الأخرى، سواء كانت شيعية أو عِرقية أو غيرها ستجد فرصة للنمو والصعود والتكيف مع الضغوط والظروف المختلفة، وإذا تراجعت في مكان ستتنشر في مكان آخر."[2] ، ولا يعني هذا القول أن داعش أو الحشد الشعبي هما صنيعة العرب أو المسلمين، بغض النظر عن خروج البغدادي ـ مثلما يقولون ويرددون ـ من صلب القاعدة، والتي تعد صنيعة عربية، ولكنها دُعمت من قبل واشنطن، كي تزيح عنها الهم الشيوعي في افغانستان، ولنا في هذا السياق أن نعيد توضيح ما قالته الحكومة الأمريكية أو ما نطقت به إحدى المحاكم الأمريكية وهي تعلن أنها تطالب إيران بمليارات الدولارات لأنها آوت أسامة بن لادن ومنفذوا عملية 11 سبتمبر، ولم تفصح هذه المحكمة عن مكنونها إلا بعد أن حققت حملة بوش " الصليبية" أهدافها تجاه الإسلام، واوجدت لها مناخاً داخل أمريكا ومن ثمّ في العالم أتاح لها غزو افغانستان وغزو العراق وتجييش الجيوش ضد المملكة العربية السعودية وضد بقية العالم الإسلامي الذي وصفته بالإرهابي.
لاشيء يمتد كيد المخابرات..
في العراق الخط الموازي تماماً لتنظيم " داعش" هو " الحشد الشعبي" وهو نموذج لـ" الحرس الثوري" ولـ " فارك" في كولومبيا ولـ " بوكو حرام" ولغيرها من التنظيمات، التي تسعى لخدمة مصلحة من يشعل الحرب ضد العالم. لقد تم اقرار قانون الحشد الشعبي من قبل ما يسمى بالبرلمان ويتميز عن غيره ممن يوجدون داخل المناطق العربية أنه اكثر خطورة وتأثيراً حتى من الحرس الثوري، حيث أنه يحمل في طياته:
ـ ستاراً عربياً بينما هو أعجمي
ـ ستاراً قومياً وهو طائفي
ـ يدعي أنه جزء من جيش العراق وهو جزء من منظومة تسعى لدمار المنطقة.
ـ تم اضفاء الصفة القانونية له وهو غير شرعي أصلاً. بدليل دخوله سوريا ومن ثمّ تنكر العبادي بعد ذلك من أن من شاركوا في الحرب في سوريا ليسوا ضمن الجيش الرسمي.
يتساءل الكاتب مشاري الذايدي في مقالة له في صحيفة الشرق الأوسط، وهو يوازي الحشد الشعبي بداعش، وهما فعلا حصيلتهما في النهاية واحدة: " لكن ماذا عن «داعش» الشيعية؟ أين صوت العالم المتحضر عنها، بل السياسة العاقلة التي تلجمها، حتى لا تكون سببًا في نشاط «داعش» السنية؟ خصوصًا أن «داعش» الشيعية مرعية من «دول» وبرلمانات، ألم يشرع البرلمان العراقي وضع «الحشد الشعبي»، ويضفي عليه بركات الدولة العراقية؟
ميليشيات يقودها أمثال أوس الخفاجي، الذي صرح مؤخرًا بأنه وجنوده يدخلون مناطق السنّة العراقيين، وصدورهم عامرة بالحقد؛ نعم قالها: الحقد، وكأنه يتعبد لله بهذا الحقد المقدس.
«الحشد الشعبي» العراقي – الخميني، مدان حسب منظمة العفو الدولية (أمنستي) التي دعت في تقريرها الأخير دول العالم لضبط توريد الأسلحة للحكومة العراقية، التي تعتبر قتلة «الحشد الشعبي» جزءًا من قواتها الشرعية.
نائب عصابات «الحشد الشعبي»، أبو مهدي المهندس، افتخر مؤخرًا بـ«حزب الله» اللبناني، وبأنه تلميذ عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، والأخيران، حسب قانون أميركا، من رموز الإرهاب الدولي، وفي الوقت نفسه أميركا أوباما تدعم حكومة بغداد المشرعنة للحشد الطائفي!"[3]
وقف حيدر العبادي مبتسما، وقال:" نبارك للشعب العراقي ولابطال الحشد الشعبي اقرار قانون الحشد، ونجدد التأكيد مرة اخرى على أهمية هذا القانون الذي أكدنا في أكثر من مناسبة أهمية اقراره، فهؤلاء المقاتلين الأبطال من شباب وكبار السن يجب الوفاء لتضحياتهم التي قدموها وهو أقل ما نقدمه لهم".
إذاً مرر الرئيس العراقي حيدر العبادي القانون وأعلن أنه تحت قائد القوات المسلحة ، أي أنه نظامياً. وهي خطوة أدت إلى ردود فعل في الداخل العراقي وفي الخارج أيضاً. ويعلم الجميع أن الحشد الشعبي تأسس وعدد من الحركات المسلحة في العراق على أسس مذهبية، إثر فتوى للمرجع الديني الشيعي على السيستاني في يونيو 2014.
يقول صباح الخزاعي، اكاديمي وباحث عراقي سياسي،لقناة أورينت: " من الغرائب اعتبار أن الحشد الشعبي يعزز من الدولة المدنية في العراق." وقال: إن الحشد الشعبي عبارة عن ميليشيات طائفية تتيع لمذهب معين. واستطرد: أنهم أخذوا يطبلون منذ 2003م وبتوافق أمريكي وبغض نظر من الأمم المتحدة بأن الحكومات التي جاءت بعد غزو العراق حكومات توافقية وحكومات توازن، وعلى حين غرة ضربوا بكل التوافقات ومرروا قانون الحشد الشعبي، وبالتالي فهو صفحة من صفحات الهيمنة الطائفية التي تدين لإيران. وطرح سؤالاً : لماذا يتم شرعنة الحشد الشعبي طالما أن هناك جيشاً للعراق؟
وأضاف: الميليشيا لم يتم ضمها للجيش بل أصبحت كيان موازٍ للجيش.. أي ند له، وهذا ما تريده إيران في العراق."[4]
لقد فرض القانون على العراقيين فرضاً بعد أن صدرت أوامر الولي الفقيه. وأن القصد هو تشكيل حرس ثوري طائفي معتبرا أن ما يحدث في العراق مع الحشد الشعبي هو هيمنة إيرانية على العراق بامتياز.
وتتهم هذه الميليشيات بارتكاب أعمال عنف طائفية بحق العراقيين السنة، في المناطق التي تستولي عليها، فقتلت عشرات المدنيين السنة “بإعدامات عشوائية”. تقول المستشارة في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا: " وهي ممارسات تصل لمستوى جرائم الحرب كما تؤكد منظمات حقوق الإنسان الدولية، كما نفذت المليشيات الشيعية عمليات انتقام ذات طبيعة مذهبية بحق السكان السنة الذين لم ينخرطوا في الأعمال العدائية".[5]
لقد قدمت حكومة العبادي دعماً كاملاً لهذه الميليشيات، وأطلقت له من الموازنة 60 مليون دولار، ويتقاضى كل فرد في الحشد الشعبي 500 دولار شهريا، ويحظى هذا التنظيم بالعناية الفائقة من قبل الدولة، وبشكل لاحظه كل أهل العراق.. ويشرح قيادي في تشكيل “سرايا الجهاد” المتواجد في أطراف سامراء مخصصات الحشد الشعبي بقوله "عناصر الحشد يستلمون مرتبات شهرية وبدل طعام، أما الإجازات التي يتمتع بها المقاتل فتحدد حسب القطاعات العسكرية التي يتبع لها والوضع الأمني فيها، فعناصر الحشد يعملون بطريقة 50% دواما و50% استراحة، فيما يتلقون عناية صحية من قبل الوحدات الطبية التي نشرتها وزارة الصحة في المناطق التي يتواجد فيها الحشد الشعبي".[6]
إن الحشد الشعبي شيعي 100% وهو ليس جزء من الجيش الوطني ، بل هو منظومة موازية له، مدعومة من إيران، "ورغم إنكار الحكومة العراقية لوجود دعم إيراني لتلك المليشيات إلا أن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي اضطر مؤخرا إلى الاعتراف بأن إيران تقدم “دعما كبيرا” لمليشيات الحشد الشعبي المتحالفة مع القوات العراقية، وكان كشف قيادي في ائتلاف “الوطنية” برئاسة نائب الرئيس إياد علاوي قد أكد على أن الحرس الثوري الإيراني هو من يتولى تجهيز ميلشيات الحشد بالأسلحة والمعدات القتالية."[7]
وجاء في وكالة رويترز عن مسؤولين عراقيين، قولهم إن: "الإيرانيين ساعدوا في تنظيم تشكيلات الحشد الشعبي بعد الفتوى التي أصدرها المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني، بدعوة العراقيين للدفاع عن بلدهم بعد اجتياح تنظيم داعش للموصل في حزيران المنصرم".
ويكشف قيادي في ائتلاف الوطنية برئاسة نائب الرئيس إياد علاوي أن أعداد قوات ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية, بلغت 250 ألف متطوع غالبيتهم من الميليشيات الشيعية السابقة, موضحًا أن منظمة “فيلق بدر”, التي كان تعدادها 40 إلى 50 ألف مقاتل وحلت في العام 2005، وأصبحت منظمة سياسية برئاسة هادي العامري, أعيد تحويلها إلى منظمة عسكرية بهذا العدد الكامل في إطار ميليشيات الحشد.
إن تورط هذه الميليشيات الشيعية في جرائم ضد السنة واضحة للعيان وكثير من المنظمات تحدثت عن ذلك، والأمم المتحدة دوما تغض البصر عن أفعاله المدمرة، فالهدف المرجو منها كان يتحقق على الأرض، والسعي إلى إبادة السنة، وهم أهل الشريعة الإسلامية المؤثرة في كل أقطار العالم، والتي باتت تغزو العالم بل اتضح أنها تغزو العالم، ليس بالعسكر أو بالحروب أو بالدسائس بل لما تحمله هذه الشريعة من سمو إنساني اكتشفته المجتمعات الغربية، وسجلت من بعد أحداث 11 سبتمبر نتائج عكسية لم يتوقعها الغرب، حيث أن الهجوم الشرس على الإسلام من قبل الآلة الغربية جعل الناس تتساءل عن هذا الدين، وجعلها تقرأ فيه وتتمعن تعاليمه فوجدته أنه الأقرب إلى النفوس،وأنه هو المنهج الصحيح للحياة، بعيداً عن المتطرفين الذين يوجدون في كل ديانة. ومن هنا فإن ما يفعله الحشد الشعبي يعد في نظر القائمين على الأمم المتحدة نموذجاً للحرب على الإسلام.
ومن السهولة بمكان ربط هذه الميليشيات بإيران، فالسوشل ميديا أصبحت علامة لفضح كل الأكاذيب العراقية والإيرانية على حد سواء، والجميع في الداخل العراقي، وعلى رأسهم مسؤولين عراقيين،يثبت أن جمال محمد جعفر، المعروف باسمه الحركي، أبو مهدي المهندس، هو اليد اليمنى لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ويثني عليه البعض من مقاتلي الحشد الشعبي على أنه بمثابة قائد لجميع القوات التي تعتبر كلمته كالسيف عليها. بخلاف أن عدة وكالات والسوشل ميديا نشرت صورًا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني بصحبة أعضاء في ميليشيات الحشد الشعبي، وأكدت مصادر أن سليماني يشرف بنفسه على تحركات هذه الميليشيات في تكريت.
جرائم مليشيات الحشد الشعبي في العراق:
ـ إعدام طفل بالرصاص في محافظة ديالى العراقية، وتظهر لقطات من فيديو كيف أعدم الطفل – 11سنة– وهو موثوق اليدين وفي مكان مجهول بعد تعذيبه والسخرية منه من قبل عدد كبير من أفراد المليشيا العراقية.
ـ حسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” في أحد تقاريرها، تصاعدت انتهاكات المليشيات المتحالفة مع قوات الأمن العراقية في المناطق السنية في الشهور الأخيرة، حيث تم إجبار السكان على ترك منازلهم، أو خطفهم، أو إعدامهم ميدانيًا في كثير من الأحيان.
ـ قتلت المليشيات الشيعية في العراق عددًا كبيرًا من المدنيين في محافظة ديالى التي شهدت عمليات واسعة لاستعادة بعض مناطقها من تنظيم الدولة، وشملت الاتهامات حرق القرى والمزارع في المناطق التي تجري استعاد تها من تنظيم الدولة، بالإضافة إلى حرق وسرقة عشرات المنازل السكنية.
ـ في تكريت اتهمت منظمة العفو الدولية الحشد الشعبي بقتل عشرات المدنيين السنة في إعدامات عشوائية.
ـ واتهمت منظمة العفو الدولية مكونات سياسية عراقية الحشدَ بالتنكيل الطائفي بالسنّة وبالعمل على إحداث تغيير ديموغرافي عبر التهجير القسري للعائلات السنية من بعض المناطق السنية المحررة، وهدم دور عبادة سنية.
ـ اتهم الميليشيا بقتل مصلين سنّة في جوامعهم وبتنفيذ اغتيالات منظمة لأئمة مساجد.
ـ وجهت إلى الحشد المسؤولية عن مجزرة بروانة في محافظة ديالي، التي ذهب ضحيتها أكثر من 90 شخصًا.
ـ قدم مركز عراقي مختص بحقوق الإنسان توثيقا مصورًا لشهادات حول حالات اغتصاب تعرضت لها نساء في منطقة جنوب بغداد على أيدي جنود في الجيش الحكومي وعناصر من ميليشيا الحشد الشعبي، وأكد ناشط حقوقي أن القائمين على هذه الأفعال ينفذون أجندة طائفية، تهدف للتطهير العرقي والمذهبي في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد.
ـ ووثقت منظمات ناشطة في العراق تعرض 190 مسجدًا للتخريب أو التدمير أو الاعتداء عليها من قبل الميليشيات الشيعية في المناطق الساخنة، ومنها ديالى، وصلاح الدين، والأنبار، وبغداد، ومناطق أخرى. في حين تستمر عمليات التهجير القسري والاغتيالات الممنهجة التي تستهدف أهل السنة في البلاد لتغيير ديموغرافية المنطقة، كما يقول السكان.
ـ تم تداول مقطعاً مصوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر قوات الأمن العراقية ومليشيا الحشد الشعبي المساندة لها وهي تقوم بحرق منطقة البوعجيل، قرب مدينة تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق.
ـ في بلدة الدور جنوب مدينة تكريت، اختطفت ميلشيات الحشد أكثر من أربعين شخصا بينهم نساء وأطفال، وقالت مصادر عراقية أن عمليات الخطف جرت بعد تمكن القوات الحكومية المدعومة بقوة من مليشيا الحشد الشعبي من الدخول إلى أحياء في الأجزاء الشمالية للمدينة، مشيرة إلى أن جميع المختطفين أخذوا من منازلهم في قرية الباشات التي تقع في الدور إلى مكان مجهول.
ـ في بعض النقاط الأمنية المنتشرة في بغداد ومدن أخرى شهدت قيام عناصر من الحشد الشعبي بتوزيع مجموعة كتب دينية بعضها مسيء لسنة في محاولة لرفع الروح المعنوية والقتالية في المعركة التي يخوضونها.
"ـ في الفلوجة (محافظة الأنبار – غرب) 2016: اتهمت عدة منظمات حقوقية بينها «هيومن رايتس ووتش»، «الحشد الشعبي» بارتكاب عدة جرائم في مدينة الفلوجة في 2016، بعد انسحاب تنظيم داعش منها. من بين هذه الجرائم التعذيب والاختطاف والقتل خارج القانون وتدمير المنازل، والغريب في الأمر أن حكومة حيدر العبادي تصر على أن «الحشد الشعبي» لم يشارك في تحرير الفلوجة، وذكر شهود عيان وأسرى محررين من قبضة «الحشد الشعبي» أن أكثر من 2500 مدني من نازحي الفلوجة سجنوا في معتقلات مجهولة (إخفاء قسري)، وتم قتل العشرات منهم تحت وطأة التعذيب.
ـ في بلدة الصقلاوية (10 كيلومترات شمال قضاء الفلوجة) في محافظة الأنبار، أصدر تحالف القوى العراقية (الكتلة السنية في العراق) في 9 يونيو 2016، بيانًا أكد فيه تورط ميليشيات «الحشد الشعبي» في ارتكاب «مجزرة المحامدة» التي لقي فيها عشرات الأشخاص حتفهم، واختطاف أكثر من 600 شخص وإخفاءهم قسرًا. في الكرمة (محافظة الأنبار) 2016: اتهمت الأمم المتحدة «الحشد الشعبي» بالتعذيب وانتزاع اعترافات بالقوة، وتنفيذ إعدامات. وشجبت «هيئة علماء المسلمين في العراق» (سنية) إقدام ميليشيات «الحشد الشعبي» على إحراق مسجدين في الكرمة. في تكريت (محافظة صلاح الدين – شمال) 2015: أكد «المركز الوطني للعدالة» (غير حكومي) أنه يملك دلائل موثقة على أن 8 آلاف منزل داخل تكريت (160 كيلومترا شمال بغداد) تعرضت للنهب والسلب ثم التدمير بالعبوات الناسفة. واتهم الشيخ فلاح حسن الندى، أحد شيوخ قبيلة البوناصر في تكريت، ميليشيات «الحشد الشعبي» بمنع أهالي تكريت من العودة إلى منازلهم.
ـ في بعقوبة (مركز محافظة ديالى) 2014: أوضح شهود عيان أن ميليشيات محسوبة على «الحشد الشعبي» ارتكبت جرائم كبيرة بحرق منازل وإتلاف الحقول الزراعية، ومنع أبناء الطائفة السنية من العودة إلى منازلهم. واتهم مؤتمر عشائر محافظة «ديالى» عناصر الحشد الشعبي بتدمير 100 مسجد في المحافظة في 2014. في آمرلي (محافظة صلاح الدين) 2014: قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير لها، إن لديها ما يثبت أن ميليشيات «الحشد الشعبي» نهبت ممتلكات المدنيين السنة الذين فروا بسبب القتال وأحرقت منازلهم ومحالهم، ودمرت على الأقل قريتين اثنتين على بكرة أبيهما. وأشارت إلى أن الميليشيات، التي أمكن التعرف إليها عن طريق المركبات والشارات، تضم فيلق بدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب ما يسمى «حزب الله» العراقي، وسرايا طلائع الخراساني، وكلها منضوية تحت لواء الحشد الشعبي".[8]
ليست هذه كل الجرائم بل هناك أكثر من ذلك سيتم التطرق لها قريباً.
مكونات الحشد الشعبي:
العجيب أن مسميات الفصائل في الحشد الشعبي تتخذ كلمات من يقرأها يعتقد أن هؤلاء ملائكة هبطوا على الأرض لإحقاق الحق، بينما هم يستخدمون هذه المسميات لخديعة من يعمل تحت إمرتهم من السذج والذين لا يملكون من عقولهم سوى ما يردده عليهم أسيادهم، لا يفكرون في المكون العراقي العام ، ومسمى الدولة العراقية، بقدر ما يهمهم من يعطيهم بضع دولارات نهاية كل شهر.
وكثرة عدد الفصائل التي يتكون منها الحشد الشعبي جاءت رغبة في الحصول على امتيازات سلطوية وعسكرية. ومن أهم فصائل ميلشيات الحشد الشعبي:
- سرايا السلام:هي الميليشيا الشيعية الأكبر، نواة هذه السرايا هي جيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر، والذي كان قد جمّده عام 2007. أعلن الاسم الجديد في 11 يونيو 2014، قبل صدور فتوى السيستاني بيومين.
- منظمة بدر (الجناح العسكري) : هي أقوى ميليشيات الحشد وترتبط بعلاقات قوية مع الجيش العراقي ويواليها معظم أصحاب الرتب العالية فيه. وعبرها يمرّ السلاح الإيراني، وهي التي توزّعه على ميليشيات الحشد. وهناك علاقة وثيقة بين العامري وبين المرشد العام للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي وفيلق القدس بقيادة اللواء قاسم سليماني.
- كتائب حزب الله العراق هي كتائب سرية جدًا، كعادة كتائب حزب الله اللبناني، وقيادتها غير معروفة ولا تنسق إلا مع الإيرانيين. وأعلنت ولادتها سنة 2007 ببيان رسمي. وشاركت الكتائب في معارك ديالي وقضاء بلد، وكان دورها أساسيًا في معارك جرف الصخر. تمتلك سلاحًا خفيفًا ومتوسطًا وتعتمد حين الحاجة على إسناد ناري إيراني مباشر بالسلاح الثقيل.
- عصائب أهل الحق : ثاني أكبر ميليشيا بعد سرايا السلام، ولدت سنة 2007 من رحم جيش المهدي، يقدّر عدد عناصر العصائب بعشرات الآلاف، وهم يمتلكون خبرة عسكرية اكتسبوها من محاربتهم الأمريكيين، ولديهم هيكل تنظيمي عسكري متين يقوده المسؤول العسكري “الشيخ ليث”. كان لهم دور فعال جدًا في معارك آمرلي وقضاء بلد، وشاركوا في معارك جرف الصخر ومعارك الضابطية. لديهم مصانع تنتج صواريخ من طراز “الأشتر” وصواريخ أخرى استخدمت في معارك عزيز بلد. أما ولاء العصائب فهو للخامنئي، وتربطهم علاقة وثيقة جدًا بفيلق القدس.
- حركة حزب الله النجباء: انشقت “المقاومة الإسلامية/ حركة حزب الله النجباء” عن عصائب أهل الحق سنة 2013. ويقودها الشيخ أكرم الكعبي الذي كان نائب الأمين العام للعصائب، ويقود لواء عمار بن ياسر التابع للعصائب في سوريا، وذلك بسبب تفاعل خلاف سابق حول مقتل أحد قادة العصائب المقربين من الكعبي على يد أحد مرافقي المسؤول العسكري الشيخ ليث. ويمتاز أفرادها، وعددهم بضعة آلاف، بتدينهم الشديد وبولائهم للخامنئي.
- كتائب سيد الشهداء: انشقت عن كتائب حزب الله بالتزامن مع فتوى السيستاني. أمينها العام هو “الحاج ولاء”. وقد قتل أخيرًا مسؤولها العسكري “الحاج أبو سيف” في سامراء وكان من كبار المتمولين العراقيين. ويقدر عدد أفرادها بما بين 3 و4 آلاف. أسست الكتائب لمعارك الضابطية وشاركت بفعالية في معارك سامراء وآمرلي. يتميز مقاتلوها بمستواهم التعليمي العالي فأغلبيتهم جامعيون. وتمتلك جميع الاختصاصات العسكرية التي تحتاج إلى مستوى تعليمي عالٍ. أما سلاحهم فهو خفيف ومتوسط وينسقون بشكل قوي مع الجيش العراقي الذي يؤمّن لهم التغطية النارية بالأسلحة الثقيلة.
- سرايا الجهاد والبناء: يُقدر عدد أفرادها بحوالي 3 آلاف، يمتازون بشراستهم في القتال. تأسست بالتزامن مع فتوى السيستاني، كجناح عسكري للحركة السياسية المعروفة بحركة الجهاد والبناء التي تشكلت أوائل العام 2011 باندماج 3 تشكيلات إسلامية هي حركة حزب الله العراق، وحركة سيد الشهداء، وحزب نهضة العراق.
- كتائب التيار الرسالي: هي جناح عسكري للتيار الرسالي العراقي. أمينها العام هو النائب الشيخ عدنان الشحماني والذي قضى سنة في السجون العراقية وأطلق سراحه سنة 2012 بعد صدور قانون العفو. حررت الكتائب المقدر عدد مقاتليها بألفين منطقة المعامل في الكرمة ـ الفلوجة، وشاركت في معارك الضابطية، بسلاحها الخفيف والمتوسط وبإسناد ناري من الجيش العراقي.
- سرايا الخراساني: تشكلت سنة 2013 كجناح عسكري لحزب الطليعة الإسلامي تحت عنوان الدفاع عن المقدسات في سوريا. قائدها الفعلي هو السيد حامد الجزائري، يقدر عدد عناصرها بحوالى 3 آلاف، ومرجعيتها السيد الخامنئي. حرر مقاتلو السرايا منطقة عزيز بلد التي قضى فيها العميد الإيراني حميد تقوي حين كان يشارك في المعركة إلى جانبهم. وشاركوا أيضًا في معارك آمرلي. ويستخدمون السلاح الخفيف والمتوسط ويدعمهم الجيش العراقي بالسلاح الثقيل.
- سرايا عاشوراء:تشكلت بالتزامن مع فتوى السيستاني، كجناح عسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي. عدد أفرادها نحو خمسة آلاف.
- سرايا العتبات: هي سرايا عسكرية تابعة للمقامات الشيعية العراقية. تتألف من عدّة سرايا أبرزها سرايا العتبة العباسية بقيادة “الشيخ ميثم” ويقدر عدد أفرادها بخمسة آلاف مقاتل شاركوا في معارك جرف الصخر وسيد غريب في قضاء بلد، وهم يعتمدون على السلاح الخفيف والمتوسط الذي يمدهم به الجيش، أما تمويلهم فهو ضخم ويأتي من النذور الشيعية للمقامات.[9]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك