الثلاثاء، 8 مايو 2018

الصوفية في المملكة العربية السعودية

 

لاشيء يهز العالم (7)

يعد العمل على موضوع الصوفية في المملكة العربية السعودية من أعقد الأعمال، إذ إن الحديث عنهم لم يتم التطرق إليه في السابق، ولم يُكشف عنه عبر المنابر الصحفية أو الإعلامية إلا من قليل ومن بعيد غريب يكاد يغمز أو يلمز دون أن يصرح، وربما يعود السبب في عدم الحديث عنهم أنهم من مكونات السنة، وأنهم كانوا يعملون دون إيذاء أحد، ويعيشون طقوسهم في الخفاء دون تأثير خارج دائرتهم. وربما أن هناك رقابة مكثفة عليهم سابقًا، وقد أشيع أنه في جدة تم مداهمة إحدى الزوايا بعد أن تم الإبلاغ عمن فيها، وأنهم يحرفون الدين ويقومون بطقوس شعوذة وخلافه.

ويُعد الاقتراب من دراسة الصوفية في المملكة من الأمور "الشائكة" حتى عام 2006م تقريبًا، وذلك بسبب أن الانفتاح الإعلامي بدأ تدريجيًا من بداية الألفية الثانية، وكونه اتخذ طابع الانفتاح الكامل منذ ذلك العام، وكانت الصوفية تعد من المسكوت عنه، في الصحف أو الإعلام، وفيما أرى أن السبب يعود إلى عدم التخصص من قبل الإعلاميين، وهو من المواضيع التي لا تثير، أو لا تكوّن جمهورًا لدى الكاتب، بقدر ما كان الصراع مثلًا بين الأصالة والحداثة يجلب الكثير من المتابعين للصحيفة أو للإعلام بشكل عام. وربما لأن هذا المكوّن لم يكن يظهر في العلن وكانت كل أعماله سرية، ويقوم بطقوسه في دور مخصصة أو فيلل لكبارهم، في "البدرومات" المغلقة التي لا تظهر الأصوات. حيث "ظل أتباع الصوفية في المملكة ولزمن قريب جداً يتلقون التهم المختلفة بأنهم "قبوريون" و"بدعيون" و"شركيون"، إلا أن هذه التهم لم تجد دفاعاً قوياً في حينها، بل مارس كثير من الصوفيين الرياضة التي تعلقوا بها وهي الصمت، إلا أنه مع كثرة مؤتمرات وحوارات المذاهب والطوائف في الوطن العربي،  وكثرة وسائل الاتصال، بخلاف الاهتمام الغربي منذ أحداث 11/9 بالصوفية، بدأ الحديث ينشط عن الصوفية في المملكة."

وتتمركز الصوفية في المملكة في مكة والمدينة وجدة والمنطقة الشرقية(الأحساء)، ولا وجود لإحصاءات دقيقة توضح حجم وجود الصوفية في المملكة، ويكاد يكون نشاطهم الديني قليلاً مقارنة بالصوفية في الوطن العربي والعالمي، إلا أن ذلك لم يؤثر في بقائهم ضمن الخريطة الدينية.
الأمانة العلمية تتطلب منكم الإشارة للمدونة عند النقل منها.. ولكم الشكر

الحجاز

" في الحجاز كانت مظاهر التصوف ظاهرة قبل دخول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إليها. ففي جدة: كانت هناك قبة على القبر المنسوب لحواء، وقبة قبر الشيخ العلوي، القريب من باب مكة، وضريح الشيخ أبو سرير في آخر سوق الندا، وقبر الشيخ أبو حنة، والقبر الشهير المعروف بالمظلوم[1] " كما كانت الزوايا المنسوبة للطرق الصوفية منتشرة في أحياء جدة، ففي محلة المظلوم قرب سوق الجامع زاوية السيد البدري، وكانت تعلق فيها مسبحة كبيرة حجم حباتها كالبيضة، كما كان في حارة المظلوم زاوية أخرى للطريقة القادرية، وفي العيدروس قريبًا من مستشفى جدة الحكومي زاوية العيدروس. ومنها زاوية: الشاذلية بحارة اليمن بناها محمد بن محمد الفاسي الشاذلي، ومنها زاوية السنوسي، ومنها زاوية الأسنوي بحارة اليمن أيضا، وكذا زاوية الميرغني. وكانت الزوايا كثيرة والطرق عديدة، وكانت لهم احتفالات كثيرة.



وفي مكة كانت القباب تعلو أكثر القبور... ومن القبور التي كانت عليها قباب في مقبرة المعلاة آمنة وعبد المطلب وأبو طالب () ويطلق عليها المكيون قبور الهواشم. كما أن على قبر عبد الله بن الزبير وعبدالرحمن بن أبي بكر بنايات تميزها، كما كانت على قبر السيد عبد الرحمن المحجوب بناية، وبجواره مسجد، وعلى قبر الشيخ محمود بمقبرة جرول بناية أو قبة وبجواره مسجد، وكانت تقام لكليهما حفلات خصوصًا الشيخ محمود.

وفي كل ليلة إحدى عشر من كل شهر يخرج الناس إلى قبر خديجة رضي الله عنها بالمعلاة، ويقرؤون القرآن، ويذكرون الله تعالى، وتظهر عليهم البركات والخيرات بسببها.

وكان يعلو قبر آمنة بنت وهب ـ المزعوم ـ بمقبرة الحجون قبة، وفي كل ليلة ثمان من كل شهر يقرأ الناس عند القبر القرآن ويذكرون الله تعالى، وتظهر عليهم البركات.

وكان من مظاهر التصوف في المجتمع المكي الاحتفال بالمولد النبوي، الذي يحضره حاكم الحجاز بأداء صلاة المغرب في الحرم المكي، بعد ذلك يتقدم العلماء والقضاة لتهنئته بالعيد، وقد أُوقدت الشموع من دار الندوة ومجلس الحاكم، بعد ذلك يتوجه العلماء والقضاة والمسؤولون إلى مكان المولد النبوي، فيقف أحد الخطباء ويدعو ويؤمن الجميع على دعائه، ثم يسير الناس إلى مكان المولد وكان مزدانًا من داخله وخارجه بالسرج الوهاجة من الجانبين. وفي بيت المولد تتلى قصة المولد النبوي. وعقب ذلك يزور الحاضرون موضع الولادة واحدًا واحدا ثم يعودون إلى الحرم الشريف لأداء صلاة العشاء، ويجتمعون بعده في رواق الحرم لسماع قصة المولد النبوي وتختم بالدعاء.. ثم يتوجهون نحو الكعبة ويقفون أمام بابها، وكان الشيخ محمد الشيبي واقفًا من داخل بابها فتلا دعاء بليغا.

كما يحتفل أهل مكة بمولد ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند مدفنها بسرف، فينصبون الخيام بتلك الصحراء، ويتفاخرون بكثرة الطعام والشراب. ويحتفل أهل مكة بليلة الإسراء والمعراج. وذكر المستشرق "سنوك" أن الناس في مكة كانوا يحتفلون في أواخر القرن الثالث عشر بذكرى الشيخ (محمود بن إبراهيم الأدهم) وذكرى الشيخ (المهدلي) عند ضريحهما، حيث يوزعون الطعام بجوار الضريحين إضافة إلى إلقاء القصائد.



وكانت بعض الدور والجبال في مكة تتخذ مزارًا، فقد وفد محمد بن جعفر الكتاني المغربي (ت:1345هـ) على مكة المكرمة سنة 1321هـ فذكر أن من مزاراتها: دار الأرقم، وجبل أبي قبيس، ومولد علي، ومولد النبي، ومولد فاطمة بدار خديجة، ودار أبي سفيان، وغار حراء وغار ثور. وذكر هذه المزارات أيضًا محمد بن عبد الكبير الكتاني (ت:1321هـ) في رحلته للحجاز[2].

ولعل حمد الجاسر في البحث الذي ألقاه في جامعة أم القرى، ليلة الأربعاء 13 جمادى الآخرة سنة 1402هـ، ثم نشره في مجلته مجلة العرب، أراد أن يوضح أن المواقع التي يشير إليها الصوفية في الحجاز غير صحيحة وأنها محرفة، ولا أساس لها، وأنها مختلف عليها. وأنه ليس كل من مات في مكة قُبر فيها. يقول الجاسر:

"ومن أشهر المواضع الأثرية جبلا حِراء وثور –من جبال أم القرى- ففي غار الأول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعبد، وفيه نزل عليه الوحي. وفي غار الثاني اختبأ هو وأبو بكر حين هاجرا من مكة، وفيه نزل قوله تعالى: ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )."

ويضيف: "من أشهر المواضع الأثرية قرب مكة وادي حُنين (يدعان) أعلى وادي الشرائع، الذي حدثت فيه الوقعة المذكورة في القرآن الكريم: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً) الآية. وتحسن الإشارة إلى التفريق بين موضعي حُنينٍ وأوطاس، حيث وقع من بعض المؤرخين ما يُفهم منه اعتبارهما موضعاً واحداً، مع تغايرهما، فأوطاس يقع شرق سلسلة جبال الحجاز، أقرب المواضع المأهولة منه عُشيرة، يقع غرب وادي العقيق، على مقربة من البركة شمالها بميل نحو الغرب."
الأمانة العلمية تتطلب منكم الإشارة للمدونة عند النقل منها.. ولكم الشكر

القبور:

أما عن القبور فقد قال: "لا شك أن مقبرة المعلاة في مكة المشرفة حوت من رفات الأجسام الطاهرة من المؤمنين ما لم تحوه مقبرة من حيث الفضل، باستثناء مقبرة البقيع.

وقد ألف الفيروز آبادي صاحب "القاموس المحيط" رسالة دعاها: "إثارة الحَجون، لزيارة الحَجون" ذكر الصحابة المدفونين في تلك المقبرة، ونظم هذه الرسالة علي بن أبي بكر الصايغ، أحد علماء مكة في صفر سنة 1287 بأرجوزة سماها: "اللؤلؤ المكنون، في ذكر أسماء أهل الحجون" وذكر أن عدد الصحابة المدفونين في مقبرة الحجون ثمانية وثلاثون رجلاً وسبع نسوة، سرد جميع أسمائهم نقلاً عن رسالة الفيروز آبادي، التي تضمنت تراجم أولئك.

ليورد الجاسر الملاحظات التالية:

1-الاختلاف في موقع الحجون الوارد في كتب المتقدمين، فقد ذكر الفاسي أن الحجون جبل على يسار الداخل إلى مكة، ويمين الخارج منها إلى منى على ما ذكر الأزرقي والفاكهي، وهما أقدم مؤرخي مكة ممن وصلت إلينا مؤلفاتهم(2).

وإذن فهو مخالف لما عليه الناس من أن الحجون الثنية التي يهبط منها إلى مقبرة المعلاة. وأضاف الفاسي: ولعل الحجون على مقتضى كلام الأزرقي والفاكهي والخزاعي هو الجبل الذي يقال: فيه قبر ابن عمر رضي الله عنهما أو الجبل المقابل له، الذي بينهما الشعب المعروف بشعب العفاريت انتهى.

ويرى مؤرخ مكة في عصرنا الأستاذ الشيخ أحمد السباعي أن ثنية الحجون تقع في الجبل المتصل بشعب عامر، وأن إطلاق اسم الحجون على ما هو معروف عند الناس الآن حدث بعد الإسلام(3).

2- ليس كل من مات في مكة قبر في مقبرة الحجون كما يُفهم من رسالة صاحب "القاموس" إذ لمكة عند ظهور الإسلام مقابر غير مقبرة الحجون التي هي مقبرة المعلاة؛ منها: المقبرة العليا بين المعابدة وثنية الحرمانية –ثنية أذاخر- وكان يدفن فيها في الجاهلية وصدر الإسلام.

ومنها: مقبرة المهاجرين، بالحصحاص، بين فخّ والزاهر (الشهداء).

ومنها: مقبرة الشبيكة، وكانت تعرف بمقبرة الأحلاف، بينما تعرف مقبرة المعلاة بمقبرة المطيبين.

لهذا لا يمكن الجزم بأن من توفي في مكة مقبور بمقبرة المعلاة (الحجون)

3- نص المتقدمون من مؤرخي مكة على عدم معرفة قبر أحدٍ من الصحابة إلا قبر ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في سرف.

قال الفاسي: ولا أعلم في مكة، ولا فيما قرب منها قبر أحد ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم سوى قبر ميمونة، لأن الخلف يأثره عن السلف، وقال ابن ظهيرة في "الجامع اللطيف": عن مقبرة المعلاة: لما حوته من سادات الصحابة والتابعين، وكبار العلماء والصالحين، وإن لم يعرف قبر أحد من الصحابة تحقيقاً الآن. انتهى

وفي عصرنا –بل قبله بنحو ستة قرون- عُرف قبر أم المؤمنين خديجة- رضي الله عنها ، معرفة قائمة على أساس من الجهل، إن صحَّ أن للجهل أساساً، فشُيِّدت قبة عظيمة تحمل ذلك الاسم الطاهر، ثم أقيم بجوار تلك القبة في أول القرن الحادي عشر قُبَّتان تحمل إحداهما اسم (عبد المطلب) وتعرف الأخرى باسم قبة (أبي طالب) !!

وارتباط هذه الأسماء الثلاثة بحياة المصطفى عليه الصلاة والسلام أضفى عليها هالة من الإجلال، حتى اعتقد كثير من الجهال صحة وجود قبر خديجة وقبر عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي طالب عمه، وهو اعتقاد خاطيء كما أشرت إلى ذلك في كلمة لي بعنوان: (خرافة قبة اليهودية) (4) قلت فيها: (من الأمور التي لا حقيقة لها ما يصبح بمرور الزمان ذا تاريخ تتناقله الأجيال، حتى يُعد بطول الزمن وبتناقل ذكره بين الناس من الأمور الثابتة التي لا يسوغ إنكارها.

فقبر أم المؤمنين خديجة –رضي الله عنها- كان مجهولاً لدى مؤرخي مكة حتى القرن الثامن الهجري ، أي طيلة سبعة قرون بل تزيد، ثم أصبح معروفاً محدد المكان، في القرون الخمسة الماضية حتى يومنا هذا، بعد أن رأى أحد العارفين في المنام(5) كأن نوراً ينبعث من شُعبة النور، في مقبرة المعلاة، ولما علم أمير مكة في ذلك العهد بخبر تلك الرؤيا أمر ببناء قبة فوق المكان الذي رأى ذلك العارف أن النور ينبعث منه، جازماً ذلك الأمير أن ذلك المكان ما هو سوى قبر خديجة رضي الله عنها(6) !!!

ويورد المرجاني في كتاب "بهجة النفوس والأسرار" الخبر باختصار ويعقب عليه: (ولا كان ينبغي تعيينه على الأمر المجهول).

ويدور الزمان فيصبح المكان وما حوله مقبرة للعظماء من أهل مكة ! ؛ فيقبر فيه في القرن الحادي عشر في سنة 1010هـ عبد المطلب بن حسن بن أبي نُمي، ثم في سنة 1012هـ يموت أحد أمراء مكة ممن عرف بالظلم والجبروت، وهو أبو طالب بن حسن بن أبي نمي، وتُبنى فوقه قبة تعرف بقبة أبي طالب، بجوار قبة خديجة الخرافية وقبة عبدالمطلب، ويدور الزمان فيُجهل أمر صاحبي القبة، فتنشأ خرافة قبة عبدالمطلب جد الرسول  صلى الله عليه وسلم  الذي مات في زمن الفترة، وقبة أبي طالب بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام، الذي مات مشركاً بنص القرآن الكريم.

ويُدون التاريخ تلك الخرافات الثلاث باعتبارها حقائق تاريخية، وتتناقلها الأجيال إلى يومنا هذا، بل تزداد رسوخاً وقوة حين تصدى عالم جليل من علماء العصر(7) بكتابة سفر نفيس دعاه "في منـزل الوحي" إذ تطغى عاطفة التدين على ذلك العالم حين يشاهد مقبرة مكة (المعلاة) فتنتابه الذكريات عمن ضمَّت من أجساد عظماء الأمة خلال الثلاثة عشر قرناً وما فوقها من السنين، وتنطلي عليه خرافة قبر عبدالمطلب جد النبي عليه الصلاة والسلام، وقبر أبي طالب عمه، وقبر أم المؤمنين خديجة زوجه، فيتقبل القول على عِلاَّته، ويريح نفسه من عناء البحث والتحقيق، فيجري يراعه السيال بكتابة الصفحات التي يعدد فيها أمجاد السادة الذين ضم تراب تلك المقبرة رفاتهم !!

ويخص بالذكر منهم أولئك الثلاثة، وينحي باللائمة على من أزال تلك القباب الخرافية !!

وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل إن الباحثين ممن جاؤوا بعد ذلك العالم اتخذوا كتابه مصدراً يُعتمد عليه في آثار مكة وأخبارها، بحيث أن إحدى المجلات(8) الدينية تقوم بنشر كُتيب عن الحج في كل عام منذ بضع سنوات، وتعدد فيه آثار قبور المعلاة الثلاثة القبور الخرافية !

وقل أن كتب عن هذه البلدة الكريمة أحدٌ من غير العارفين من أهلها فلم ينظر إلى هذه الآثار ونحوها نظرة الواثق بصحة ما يقال عنها، لِمُلامستها للعواطف.

أما مثقفو هذه البلاد، وأولوا الرأي فيها؛ فهم يدركون أنها لا سند لها من التاريخ، وأن ما يروى عنها غير صحيح[3] (9)"[4].

الأحساء والحجاز فقط

يقول الدكتور سمير برقه في تصريح لصحيفة الحياة: قدرنا أن نكون في الحجاز، لذا لم يكن لدينا التشدد لأننا نستقبل جميع الناس في موسم الحج بجميع مذاهبهم وطرقهم ومعتقداتهم، وكلهم بالنسبة لنا سواء من دون تفرقة". ويعترف بأن "التصوف في مراحله الأخيرة مال أتباعه للخوف والسكينة، بعد تسيد المشهد المتشدد في فترة من الفترات، فأصبح مسمى صوفي تهمة لا تغتفر، وجاء ذلك نتيجة الإقصاء الذي تمت ممارسته على أتباع الصوفية". ويوضح برقه أن "المجتمع مبرمج على بعض الكلمات، وهناك مراجعة للصوفية وتصحيح، وها أنا محسوب عليها ولا أميل للانطواء والوحدة، لكن المجتمع محتاج إلى التواصل وإظهار الصورة التي غُيّبتْ عنه لزمن". وعن تصنيف الصوفية أنهم شيعة، يقول: "نحن هوانا شيعي إذ ما علمنا أن الشيعة يذوبون في محبة أهل البيت، ونحن في الحجاز كذلك نشترك معهم في هذا الجانب، ونختلف معهم في جوانب أخرى وجزئيات بسيطة، ونشترك مع السلفية بالتمسك بالدين وتعاليمه، فتصنيفنا بما يشاع خطأ يجب تصحيحه.

ويوضح أن الصوفية في الحجاز والأحساء، وهما المنطقتان اللتان تحتضنان أتباع الصوفية، وتميلان إلى التصوف المعتدل، وتجمعنا علاقة قوية، حتى إنني كتبتُ عن رحلتي إلى الأحساء وعنونتها برحلة الحبايب الأحساء والحجاز.

ويقول برقه: نحن عانينا من التيارات الإسلامية المتشددة لزمن طويل، وألصقت بنا تهم باطلة، منها أننا قبوريون وغيرها، ونحن دائماً نطالب بأن يبقى الوطن محتضناً لكل أطيافه، وأن يكون وطناً فيه فسيفساء متنوعة وجميلة متعايشة بحب وسلام". ويتفق بحسب قوله مع "الدعوة إلى فتح الملفات التي علاها الغبار، ومناقشة كل الأزمات والدراسات والأفكار والرؤى في وطننا ومن بينها التصوف والصوفية، ذلك لأنه الأسهل والأقرب، فنحن في أمسِّ الحاجة إلى قراءته قراءة جديدة وصحيحة ومن منابعه الصافية، ومن دون أحكام مسبقة أو أقوال مقتبسة، أو تهم ملفقة أو ادعاء باطل". ويطالب برقه بـ"وجوب فتح باب الحوار، والفرصة مفتوحة ومتاحة لمن يريد أن يدلي بدلوه بموضوعية وعقلانية ومنطقية مقبولة، تقرّب ولا تباعد، وتعذر ولا تُخطِّئ، وتنتقد ولا تجرح، وتناقش ولا تجامل"، مضيفاً: "ندعو بصدق إلى إظهار الحقائق، وألا نسهم كما حاول البعض في ما سبق إلى الإسقاط والاستبعاد والاستقصاء، وآن الأوان لحماية الأجيال المقبلة بأن نعيد القراءة وبنظرة تكاملية شاملة لنكرّس المفهوم الوطني بإيجابية". وينفي برقه أن يكون التصوف "اتحاداً أو حلولاً أو شطحات أو قفزات، بل هو توحيد وإخلاص وحقائق ومعارف ومعالم على منهج النبوة والسلف الصالح، وكل ما خالف ذلك متروك ومطروح، وفي هذا قول الإمام الجنيد حين قال: "مذهبنا - أي التصوف - تقيد بأصول الكتاب والسنة". ويقول ابن خلدون في مقدمته عن التصوف: "هذا علم من العلوم الشرعية، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة"، ويوضح الدكتور برقه أن هذا "كان عاماً في الصحابة والسلف، ولما زاد الإقبال على الدنيا في القرن الثالث وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على الله باسم الصوفية، وهذا العلم لا يزال قائماً حتى اليوم". ويوضح أنه "مهما قيل عن التصوف فإنه يظل منبعاً صافياً من منابع الإسلام وقواعده العامة، متماشياً مع تعاليم الدين المسايرة للشريعة، ومن قواعدها الأساسية صفاء النفس ومحاسبتها، والتمسك بالفقر، وتوطين القلب على الرحمة والمحبة، والتجمل بمكارم الأخلاق النبوية".

ويوضح أن "التصوف ثمرة كبرى من المعارف والعلوم، وثروة ضخمة بما أثاره خصومه من معارك ومجادلات حوله، ويكفيه فخراً أن الفضل يعزو إليه في الفلسفة المادية التي غرقت فيها الأمة، ويكفيه فخراً أيضاً أنه أسهم إسهاماً كبيراً في نشر الإسلام في أفريقيا وآسيا من خلال فكره ورجاله وزواياه، ونادراً في الكوكب الأرضي الذي نعيش فيه ما يعرف بمدارس الشيخ والمريد التي كانت نواة لمدارس فكرية شاملة".

ويقول: "أمام هذه التحديات التي تعصف بنا من كل جانب، أدعو العقلاء إلى درس المعطيات بمداخلها ومخارجها والتي تراكمت علينا على مرّ السنين نتيجة التعامل مع الأزمات سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم فكرية، ووجدنا أنفسنا أمام تحديات وأزمات وملفات مرحلة، نطالب اليوم بفتحها وإزالة الغبار عنها". ويوضح: "أدعو إلى الانفتاح على المستقبل، وعدم الانسلاخ من الماضي بفكره ورجاله وعلومه". مضيفاً: "التصوف ليس دخيلاً على الإسلام، ولا يزال علماء الأمة يقبلونه لأنه يمثل التربية والسلوك والترقي والاعتدال ومعالجة النفس، وكون هناك من يشكك في التصوف بممارسات خاطئة فهذا لا يقدح في أصله ولا منبعه، طالما سلك جانب تربية النفس والروح والقلب والجسد من القرآن والسنة".

ويرى أن معظم علماء الحرمين الشريفين في مكة والمدينة وما حولهما جمعوا بين الشريعة، و"الطريقة في الطرح والمناقشة والتربية والتعليم والسلوك والاستنباط والاستدلال، فهم يجمعون بين الروح والجسد من دون طغيان، وكتبهم ناطقة بذلك، ومن ساحات الحرمين الشريفين تخرّج الربانيون"[5].

شاهد فيديو متداول عن بعض الطقوس الصوفية في مكة https://www.youtube.com/watch?v=eK4iCH94[youtube https://www.youtube.com/watch?v=eK4iCH94dAo&w=560&h=315]
الأمانة العلمية تتطلب منكم الإشارة للمدونة عند النقل منها.. ولكم الشكر

الزوايا الصوفية في الحجاز

في بحث لمحمود عبد الغني الصباغ 'الصوفية ومؤثراتها ومجالسها في الحجاز'، ضمن الكتاب 56 الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي(أغسطس 2011).'التصوف في الخليج العربي' يورد الكاتب أن الزوايا الصوفية ازدهرت في الحجاز خلال العصر العثماني، لتحسن الأوضاع المعيشية والاقتصاديّة عمَّا كانت عليه في العصور السابقة، حتى لقي بناؤها اشتراكاً من طوائف المجتمع المحلي ومن خارجه كافة، فكان هناك ما أنشأه كبار شيوخ الطُّرق، والعلماء، وأعيان الأهالي، والتجّار، وأمراء المقاطعات الإسلامية والمحسنون وفاعلو الخير – كما ترسخت متانتها الوقفية مع صدور قوانين التنظيمات العثمانية للأراضي والأوقاف منتصف القرن التاسع عشر.

وأوضح فيه أن العهد السعودي في الحجاز كان ، بمثابة عهد إبدال قيمي جذري، نتيجة اتباع الدولة السعودية المنهج السلفي ذي التعاليم الإصلاحية الصارمة، والمتصادمة في جوهرها مع المظاهر الصوفية والطُرقية. يقول الشيخ محمد العربي التبّاني: "وفي سنة دخول السعوديين لمكة المكرمة 1343هـ الموافق 1924، رأيت عند الأشراف وأنا ذاهب الى المعلا رجلاً من أهل مكة خارجاً من المسعى من زقاق المليبارية الضيّق قائلا: اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد، وصادف نزوله جماعة من الغُطْغُط الى الحرم فالتفت اليه رئيسهم حنِقاُ مشيراً اليه بعصاه قائلا : "اذكرون ولا تعبدون" أي "اذكرونه ولا تعبدونه"، فبُهت الرجل خائفا منهم".

وقد فسح الاخوان للكُتبيين في السنين الأولى من دخولهم الحجاز بجلب كتاب "دلائل الخيرات" غير المُهمّش، فيما منعوا النسخة التي تحتوي على الهوامش. ومن ثم منعوا جلبه مهمّشاً أو غير مهمّش. وقد جلب منه الكُتبي المكّي الشهير عبدالصمد فدا أربعمائة نسخة فألزموه بإرجاعها إلى مصر أو يتلفونها، فتركها لهم. وقد نشرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إعلانا بمكة حذرت فيه الناس من كتاب "دلائل الخيرات". وفي سنة 1376هـ [1956] نُشر في جريدة "البلاد" السعودية، تحذيراً مُبالَغاً في صياغته حذرتهم فيه من "دلائل الخيرات"، و"أنه أشد ضرراً على الأمة من كتب الزندقة والإلحاد وأن مؤلفه يهودي". وبعد دخول مكة في العهد السعودي، في أكتوبر 1924، جرت مناظرة بين كتلة علماء مكة وكتلة علماء نجد، في الأصول والفروع، أُرغم علماء مكة بعدها على إصدار بيان يُبطلون فيه "البدع" التي تُنافي التوحيدَ.

وذكر أنه في حدود عام 1928، أمر رئيس هيئة مراقبة القضاء الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ بحصر الزوايا التي بمكة، ثم دعا مشايخها بعد أن كان قد رتّب لكل زاوية رجلاً من أهل السلف، وقد حاول بعضهم مقاومة ذلك الإحلال، بذريعة تملكهم المباشر للزوايا، التي تلاصق دورهم فعلاً، وأنها ليست أوقافاً عامة. ولكن ذلك لم يُجد نفعاً.

وفي أكتوبر 1926، وصل فضيلة الشيخ عبد الظاهر أبو السمح الحجاز، فعُيّن إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام. وكان به أئمة كثيرون، فألغوا جميعاً، ونُصّب وحده – وكان من أهل السلف. وكان أبو السمح يخطب ارتجالاً حسب الأحوال والظروف، ومضى على ذلك قريباً من عام، ثم جاء الأمر من الملك بالتزام ديوان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.

واندلعت أزمة كبرى في المدينة المنورة حين طلب رهطٌ من علماء الحنبلية الكلاسيكية من السيّد أحمد الشريف السنوسي، المُجاهد الليبي الشهير، الذي كان قد انتقل للمكوث بالمدينة المنورة منذ عام 1924 طلبوا منه التبرءَ من أوراد السنوسية، ومن كتابات السيّد محمد المهدي السنوسي، وإعلان التوبة منها. وقد شقّ على أحمد الشريف ذلك، وهو المجاهد الإسلامي والسياسي العربي الكبير، والمرجع الديني العريض، فأعلن عن رفضه للامتثال للتعاليم الوهابيّة، فما كان من مشائخ الحنبلية إلاّ تكثيف الطلب من الملك عبدالعزيز بإخراجه من المملكة، ولكن الملك عبدالعزيز تباطأَ في الامتثال لرغبتهم، حتى جاء حتف السيّد السنوسي صبيحة يوم الجمعة 10 مارس 1933، وهو بالزاوية السنوسية بالمدينة المنورة، فدُفن ببقيع الغرقد.

أما ذروة الجفوة فقد تصاعدت مع الاقصاء الرسمي الذي تعرض له السيّد محمد علوي مالكي عشية قرار هيئة كبار العلماء الصادر عام 1981، الذي جاء فيه: بنشر المالكي "للضلال والبدع والخرافات والدعوة إلى السوء والشرك والوثنية"، واعتبار الصوفية رديفا للإلحاد.[6]

مجالس الذكر الصوفية

ويورد الصباغ في بحثه الآنف الذكر مجالس الذِكر في مكة عام 2011 فهي:

  1. مجلس السيّد عباس بن علوي مالكي (الستين) هو أبرز– وأعرق- المجالس المكيّة القائمة والسيّد عباس يُلقّب بـ(مُنشد الحجاز)، وهو أبرز روّاد فن الإنشاد والذكر والتصوف والمديح في الحجاز. يُتلى في مجلسه أوراد من دلائل الخيرات، وفيه الصلاة على النبي، وإنشاد المجّسات على الطريقة المكيّة التقليدية لقصائد المديح للبرعي، والبوصيري، ومحمد أمين كُتبي، وابن الفارض، وعبدالغني النابلسي، والحِبشي، والشاطري، والحميدي، والبزار والدنجلاوي، وسفينة الفلك.

  2. مجلس السيّد حسن فدعق (الرصيفة)، وهو من أعرق مجالس الذكر في مكة. يُعقد كل أربعاء للأوراد والأدعية، وهو مجلس مكّي عريق، أقامه الشيخ حسن فدعق منذ عام 1924م ويُسمى بالـ(الروحة)، وكان يُعقد في حارة الباب بمكة المكرمة، ومن مؤسسيه أيضاً السيّد محمد بن عبدالله العيدروس، والشيخ عمراليافعي، والشيخ زيني بويان المقرئ المكّي الشهير، وكان من روّاده أيضاً الشيخ عبدالله دردوم، إبراهيم مجلد، سالم باحشوان، عمر عيديد عبدالكريم فلمبان، عبدالرحيم ملاه وغيرهم. ويديره راهناً ابنا السيد حسن فدعق؛ طه فدعق وعُمر فدعق.. ويعاونهما إخوانهم عثمان وأحمد وعلوي وإبراهيم.

  3. مجلس السيد جعفرشيخ جمل الليل (الرصيفة).. ويديره حاليا ابنه اللواء محمد جمل الليل.

  4. مجلس حُسني سابق (العُمرة).

  5. مجلس عبدالرحمن شلي (الستين).

  6. مجلس زيني بويان (الششة).

  7. مجلس محمد كلنتن (النوارية).

  8. مجلس إبراهيم الصائغ (الستين).

  9. مجلس ذاكر خوج (النزهة).

  10. مجلس إبراهيم الأسطة (الستين)، ومن أبرز روّاده الشيخ عبدالعزيز عرفة.

  11. مجلس عبدالرحمن خوقير (الزاهر)، ترتفع فيه القصائد والمدائح والدانات يحييها المُنشد محمد ملا.


أما مجالس الذكر في جدة مطلع عام 2011 فهي:

  1. مجلس الحبيب عبد القادر السقاف (1913-2010). مفتى حضرموت سابقاً، استقر في جدة بعد مضايقات الاشتراكيين للنشاط الصوفي في سيئون.

  2. مجلس السيّد عبد الله فدعق (مجلس الروحة). فقيه شافعي، وداعية إسلامي معروف.لازم شيخه محمد علوي مالكي طيلة ثلاث سنوات وأخذ عنه الأسانيد العالية، كما لازم جده السيّد حسن فدعق، الذي جعله يتصل بمشايخ الحجاز المتقدمين: عيدروس البار، حسين الحِبشي، ومحمد بابصيل، والشيخ عمر حمدان المحرسي، والشيخ عمر باجنيد.

  3. مجلس الشيخ عبد الله بن بيّة (حي مشروع الأمير فواز). وزير العدل الموريتاني السابق، رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد، ونائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلف الشيخ القرضاوي، والمُحاضِر بجامعة الملك عبد العزيز.

  4. مجلس الدكتور عبدالعزيز عرفة. وهو درسه ببيت التركستاني في جدة. ومن أبرز طلابه: صادق السنوسي، وموفق السنوسي، وغالي العطاس (وقد أخذ التحقيق منه)، ومجموعة من الطلاب البُخارية، حيث يعمل عرفة كمسؤول عن أوقاف البخارية في مكة. وللدكتور عرفة نشاط تدريسي موازٍ في جدة بسكن الجامعة لتدريس بعض أساتذة جامعة الملك عبدالعزيز.

  5. مجلس الدكتور عمر عبدالله كامل (التحلية). وهو مجلس لتحضير الطلاب. والدكتور كامل مُتخصص في علم المنطق وعلم الرجال، وله إنتاج غزير في علم الكلام والمنطق والفرائض والسلوك. وهو من عائلة تجارية معروفة في الحجاز، يملك نفوذاً وتغلغلاً بين الطبقات التجارية والأُسر الحجازية. يعينه في التدريس الشريف عبدالله فراج الشريف العبدلي، في تخصص أصول الفقه. ولكامل نزعة طُرقيّة مُعلنة في التسلك النقشبندي.

  6. مجلس الدكتور هاشم مهدي (حي مشروع الأمير فواز).. وهو القيّم على المجلس العلمي للمهندس عادل محمد فقيه.

  7. مجلس عدنان بن علي بن [الحبيب] أحمد مشهور بن طه الحداد . يُدرس فيه الفقه الشافعي يومين في الأسبوع.

  8. محمد عبد الرحمن السقاف. الحضرمي مولداً، الحجازي نشأةً. أخذ العلم من الحبيب عبدالقادر السقّاف، والحبيب أحمد مشهور الحداد، وأبوبكر العدني المشهور. له نشاط علمي دولي واسع. يشتهر أكثر بإقامته لعصريات طيلة شهر رمضان.

  9. مجلس آل بترجي (صاري). يديره الدكتور فهد الخياط.

  10. مجلس الأحدية. وهو مجلس مُتنقّل بشكل دوري بين بيوت محمد عجاج وواصف أحمد فاضل كابلي، وعبد الملك نمنكاني، ويوسف بشناق، وأحمد سمباوة –كان يعقد برئاسة للشيخ المكّي الراحل: عبد العزيز بن محمد خليل طيبة، وهو مستمر بدونه.

  11. مجلس الشيخ عبد القادر خِردْ. وهو من المجالس الممتدة منذ كان في مكة - أُوقف أخيراً.

  12. ثمة دروس فردية أيضاً للشريف أحمد العرضاوي، وللشيخ غسان القين، وهو من أهل القصيم أصلاً، ومن سُكان المدينة المنورة قبل انتقاله إلى جدة ومن تلاميذ الشيخ حسين أيوب.

  13. مجموعة من الأهالي والأعيان يقيمون مواسم للذكر والسيرة النبوية والموالد النبوية، من أبرزهم: حامد فايز، أحمد زكي يماني، صالح كامل، زكي مصطفى إدريس، محمد عبده يماني (مجلس البدرية)، بيت الدباغ: مجموعة الطيّب الدباغ، ثم مجموعة عدنان الدباغ، بيت أبو زنادة ماجد طيّب، أجواد الفاسي، أحمد عقاد، الدكتور عاد لأبو العلا، عبد الحميد بشناق وعادل بخش– وغيرهم.


مجالس الذِكر في المدينة مطلع العام 2011:

  1. الحبيب زين بن ابراهيم بن سميط. فقيه شافعي، مجاور في المدينة المنورة منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود. كان له درس شهير في مسجد قُباء، ثم تعرض لتضييق شديد. توَّسط له في الآونة الأخيرة الشيخ محمد عبده يماني، وكفله لدى السلطات أمين العاصمة المُقدسة السيّد أسامة بن فضل البار.

  2. الشيخ خليل ملا خاطر، فقيه شافعي كبير، أصلاً من أهل الشام. وهو عالم سيرة نبوية متخصص في فضائل المدينة المنورة.

  3. مجلس الشيخ محمد عوّامة الحلبي، وهو من كبار المُحدثين. لديه مركز خدمة السنة والسيرة النبوية لتحقيق كتب السيرة النبوية، مثل كتاب "إتحاف المهرة"، كما أسس مكتبا لتحقيق التراث الإسلامي، الذي يمولّه رجل الأعمال صالح كامل.

  4. الشيخ ابراهيم الإبن. وهو مُحدّث، وعالم فقيه يعتمد المذهب المالكي. تجاوز التسعين عاما.

  5. الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي (من مواليد 1966). من علماء المالكيّة في الحجاز. مُدرّس في الحرم النبوي، وعضو هيئة كبار العلماء في تشكيلته (14-2-2009م). تتلمذ على يد والده، المدرس بدوره بالمسجد النبوي، يعتمد مذهب المالكية في التقرير والتفريع.

  6. مجلس أبناء السيّد محمد صالح المحضار المَدَني، وكان والدهم الشيخ محمد صالح المحضار من علماء الحديث، ومن كبار مقيمي الموالد النبويّة بالمدينة المنورة.

  7. مجلس بيت الشقرون .. وهو التقاء الطريقتين الشاذليّة المَدنية، والرفاعية في المدينة المنورة.

  8. الشيخ المُحدث مالك بن العربي بن أحمد الشريف السنوسي.. يُعتبر مسندا في الحديث ويستقبل في داره طلاب الرواية بشكل دوري.

  9. الشيخ عدنان السقاف. مُحدث ولديه إسناد عالي. وهو من تلاميذ [الحبيب] أبوبكر العدني المشهور.

  10. حضرات عبد العزيز بن عبد الرحمن كعكي. وهي امتداد لموالد والده عبد الرحمن كعكي الشهيرة منذ كانت تقام في فناء حوش المنّاع.

  11. حضرات تقام في مجلس الشيخ عبد العزيز المِكوار.

  12. حضرات تقام في منزل الشيخ عبد الوهاب بن إبراهيم فقيه، ببستان آل الفقيه.

  13. حضرات بيت الميمني. يقيمها حالياً فريد بن عبد الستار الميمني، وأخوه يوسف، ومقرها بباب العوالي.

  14. حضرات بيت أحمد غلام.

  15. حضرات رضوان شيخ. امتداد لمجلس جده أحد علماء المدينة. مقرّها بالحرّة الشرقية.

  16. مجلس أبناء محمود كظلّي. وهم يتبعون الطريقة الشاذلية.

  17. مجلس البدريّة، ويشرف عليه أحمد الدبابش، ومقرّه عند بير جروان. وهو فرع لمجلس البدريّة الذي كان قائماً في مكة حتى عهد قريب، وكان يشرف عليه في نسخته المكيّة، حسن عايش القرشي، وحامد فتّة.

  18. ومن رموز الإنشاد الصوفي بالمدينة المنورة: عبدالله فرج الزامل (وهو رجل مُعمر) يحظى بشعبية جارفة، كانت والدته: سعيّدة أُم خلف، سيدة تحظى بـ"كرامات" - كما في الوعي الشعبي.[7]


صوفية نجد

" وكان هناك متصوفة ضلال في معكال (وهو حي قديم ممن أحياء الرياض الجنوبية) وغيره مثل ولد موسى ابن جوعان وسلامة بن مانع وغيرهما يتبعون مذهب ابن عربي وابن الفارض" مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب إعداد عبدالعزيز بن زيد الرومي وآخرون، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ط10، 1397هـ. (6_26_52)، وكتب الشيخ كتابًا إلى سليمان بن سحيم جاء فيه:" والناس يشهدون عليك أنك تروح للمولد، وتقرأه لهم، وتحضرهم وهم ينخون ويندبون مشايخهم، ويطلبون منهم الغوث والمدد، وتأكل اللقم من الطعام المعد لذلك" وأنكر عليه في رسالته هذه ما يصنعه وأتباعه من الاجتماع ليلة الجمعة للذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر الشيخ أن هناك قومًا ظالمين ينصرون ابن عربي وابن الفارض، ويدعون إليه. ونظرا لوجود مظاهر التصوف ورجاله في نجد في زمان الشيخ تبرأ الشيخ عند حديثه عن دعوته أن يكون داعية إلى مذهب صوفي أو فقيه متكلم" مؤلفات (6/252)

وكتب الشيخ عبدالله بن سحيم[8] كتابا إلى الشيخ عبد الوهاب بن سليمان ( هو عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن مشرف التميمي، ولد في العيينة من أعمال نجد، أخذ عن والده وعلماء بلده، درس وأفتى وكتب بعض المسائل الفقهية، تولى القضاء ببلده، وهو والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب)يسأله عن أحوال هؤلاء الفقراء المنكرة من أخذهم النار، وضربهم أنفسهم بالحديد، ونطوطهم من السطوح، ولعبهم بذكر الله حتى أنهم يفعلونه كالنبح.ص45 و46

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن( هو عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، ولد في الدرعية، انتقل مع والده إلى مصر بعد خرابها على يد إبراهيم باشا، ودرس على علمائها، كما درس على والده وعلماء بلده، له مؤلفات منها: منهاج التأسيس، الرد على الصحاف، توفي في الرياض سنة:1293هـ) عن أحوال الناس في نجد:"كانوا من أمر دينهم في جاهلية: يدعون الصالحين، ويعتقدون في الأشجار والأحجار والغيران، يطوفون بقبور الأولياء، ويرجون الخير من جهتها، وفيهم من كفر الاتحادية والحلولية وجهالة الصوفية.ص47

وفي الأحساء كانت هناك عين تسمى "عين نجم" يعتقد العوام أن من به عاهة إذا اغتسل منها يبرأ، ودُفنت لما دخلت الأحساء تحت حكم الإمام فيصل ابن تركي سنة 1277 هـ، وبعد عودة الأحساء للحكم العثماني أعادوها كما كانت، وبنوا عليها قبة، فعاد الناس ينتابونها.

وكان جملة ممن علماء الأحساء المؤثرين فيها موصوفين بالتصوف منهم محمد بن عبد الله بن فيروز[9] فقد قال محمد بن عبد الله بن حميد عنه بأنه:"ذو مشرب من منهج الصوفية.

وكان محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم الملا الحنفي الأحسائي ( ت:1100هـ)يلقب بالقطب، وقد كتب رسالة في آداب سالكي الطريقة النقشبندية سماها" منارة الإرادة في سلوك طريق السادة". وله كتاب آخر بعنوان:" إرشاد الطالبين إلى أم البراهين" في شرح متن الأشعري المسمى: السنوسية الصغرى.

وكان محمد بن عمر الملا الحنفي الأحسائي (ت:1206هـ) مقصدًا للزيارة والتبرك في زمانه.

وكتب الشيخ إبراهيم بن عمر الملا الأحسائي رسالة سماها" الرسالة الذهبية في طريق مشايخ النقشبندية[10].


وهابيون صوفيون

وليس بغريب أن يقدم منصور النقيدان في بحث له منشور في موقعه وبأسلوبه القصصي المميز، وديباجته الرصينة في انتقاء الكلمات، وحياكته للجمل المؤثرة، والتي تنتمي غالبًا إلى ما يشبه القصة الخبرية، يورد مجموعة من القصص عن حياة أناس قد يكونون عاشوا الصوفية في القصيم ـ كما يرى ـ فمنهم من مات ومنهم من انحرف عن جادة التصوف.

يقول النقيدان:" مرة قال لي واحد منهم هو محمد الأحمدي[11] وهو شاب دون الأربعين: إن في المسجد الحرام شيوخاً لم يفارقوه منذ ثلاثين عاماً قدموا من شرق آسيا ومن القوقاز بعد أن عقدوا عزمهم وودعوا أحبابهم، وذات ليلة باردة شدوا الرحال مهاجرين إلى مهبط الوحي ليفنوا الباقي من أعمارهم في مكة أو في طيبة حيث رسم للرسول ومعهدُ.

وفي مسجد عيسى جنوب بريدة كان إبراهيم بن عثمان القرعاوي يندِّي الرمل الذي يعفر فيه وجهه، كنا نعرف مصلاه بعد انفضاض المصلين، ليس عليك إلا أن تبحث في روضة المسجد خلف الإمام موضع ثلاثة عن يساره أومثلهم عن يمينه، هناك دائما بقعة مبللة بالماء، كانت تلك دموعه التي روَّى بها الأرض، كان يهمس همساً يلتقطه كل من حوله، أحيانا أميزه بين الصف وهو ساجد قبل الإقامة لأنه كان يرتجف وتنوء أشواقه بجسده الضخم، وما أكثر ماسمعت كلماته الوجلة وأنا على بعد خطوات منه. قال لي حفيده: سافرت معه بالسيارة إلى العمرة فكان يأمرني بالوقوف كل ساعتين فيجدد وضوءه ثم يعمد إلى الصلاة في ظل شجرة أو ناحية من الصحراء في ظلمة الليل، ولاتهدأ روحه حتى يرى أستار الكعبة.

كنت أعجب كيف لمثل هؤلاء أن يحتملوا العيش، ـ والحديث للنقيدان ـ فقلوبهم منكسرة وأحزانهم لا تنقضي، حتى جاء اليوم الذي انكشفت لي فيه حقيقة القوم. فلم يكن ما يكابدونه حزناً، بل غبطة وسلوى. كان غسيلا لقلوبهم ونسيماً باردًا يهدهد أرواحهم المستوحشة من كل من حولهم.

ويورد: قال لي صديق قديم اسمه صالح الحصان: شكا جدي مرة جدتي إلى فقيه الشماسية ضيف الله اليوسف وقال: إنها خير النساء ولكنها لا تلقي لي بالاً حين يأتيني الضيوف وهي منشغلة بصلاة الضحى. إنها تستمر في صلاتها حتى تنهيها والضيف ينتظر، وطاعتي أولى من نافلة الضحى، فتلطف معها الشيخ ونقل إليها ظُلامة زوجها، فكان ردها:  "عندما أكبِّر تكبيرة الإحرام أرى كوة من النور تفتح لي من السماء، وتغشاني هالته وتغمرني تهاويله، فكيف لي بأن أسمع نداء زوجي ولو سمعته لأجبته. " فلزم جدي الصمت وتركها لعشقها السماوي، وبعد موتها عاش تسعين ليلة محطم القلب، كان يأوي كل يوم إلى غرفته، فيندس منعزلاً ويبكي حرقة على فراقها حتى لفظ أنفاسه.

ويزيد: كان معتق الحربي وهو بدوي من قبيلة حرب يحكي قصة كالحُلم والأساطير، أنه كان يرعى غنيمات له في بادية حائل فعصفت الريح ذات يوم وحملته كالقشة وألقته عند الجامع الكبير في بريدة، نفض ثيابه ونهض. لم يفكر بالعودة إلى مرابعه، بل قنع بقدره ومنتهى حاله واستوطن أرضه الجديدة وعاش طوال عمره مخبتاً قانعاً."

خبايا الزوايا والسياسة

مما يبدو أن الصوفية في المملكة العربية السعودية لم ترتبط بمبدأ سياسي، ولم تجعل همها هو السياسة، وربما يعود ذلك إلى التضييق عليها، وأيضًا كونهم متعددي التوجهات في النواحي الفقهية، حيث ملتقى العالم الإسلامي كله، بمذاهبه ومختلف أطيافه، ولهذا تنوعت لديهم التوجهات، واستمروا فقط في أداء طقوسهم دون أن يدخلوا في متاهات السياسة، وإن كان مؤتمر الشيشان الأخير يعد من علامات التأثر والتأثير فيهم، من بعيد، ولعل مرد ذلك أن المؤتمر برمته موجه ضد المملكة العربية السعودية، بدلالة الكثير مما نشر حوله في الصحف الغربية، واحتفاؤهم به، وبما ذهب إليه، بل والتطرق بشكل مباشر عبر النقاشات الإعلامية في الفضائيات عن المملكة.

وفي مقالة له في صحيفة الوسط البحرينية يقول الكاتب السعودي جعفر الشايب " وهو شيعي" أن أتباع الصوفية السعوديون مع الشيعة الإمامية يلتقون في محبة أهل البيت وجواز زيارة القبور والأضرحة والاحتفال بالمولد النبوي والمناسبات الدينية، ولكنهم يختلفون عنهم في ما عدا ذلك كما هو الحال بالنسبة لبقية المدارس المذهبية السنية. ولعل هذه الأمور المشتركة بين الصوفية والشيعة هي ما جعلتهم يشتركون أيضا في عداء السلفية لهم، وهي التي تعتبر كل هذه الأعمال من البدع الشركية التي تُخرج من يقوم بها من دائرة الإسلام. ويتضح من هذه الجُمل أن هناك عداء للسلفية، والسلف هم الصحابة رضوان الله عليهم، دون استثناء أحد عن أحد. وهذا يشي أن هناك توجهًا سياسيًا مختلفًا عما كانت عليه الصوفية في الحجاز والأحساء.

ويضيف: أن الشيخ حسن العجيمي (ت 1692م) ذكر في مخطوطته "خبايا الزوايا لأهل الكرامات والمزايا" أن في مكة المكرمة أكثر من أربعين طريقة صوفية وثلاثمئة تكية وزاوية تقوم بخدمة التابعين لها من كل مناطق العالم الإسلامي خلال موسم الحج بخاصة، وتحظى بالرعاية المالية المستدامة من الأوقاف المخصصة لها بمكة وخارجها، علاوة على ما يُجلب إليها من أموال الصدقة والهبة. وأن الزوايا الصوفية هذه في الحجاز لم تقتصر على جلسات الذكر فقط، بل تحولت على مدى العصور إلى مدارس، ومحطات قوافل، ومراكز تجارية، ومراكز اجتماعية، وحصون، ومحاكم، ومصارف نقدية، ومستودعات، ومأوى للفقراء، ومواطن حمى، ومدافن. كما أنه لم يقتصر وجودها على المدينتين المقدستين (مكة والمدينة) فقط بل تعدتهما لتشمل كل طرق مرور قوافل الحجاج والموانئ البحرية كجدة وينبع، والمدن الساحلية والجبلية أيضا وصولا إلى عسير.

وذكر أن من أبرز الطرق الصوفية التي كانت سائدة في الحجاز وتهامة والأحساء (شرق السعودية) طريقة السادة آل باعلوي التي أسس معالمها محمد بن علي باعلوي (1180-1255م) وانطلقت من جنوب اليمن، والطريقة البرهانية الدسوقية التي أسسها ابراهيم بن عبدالعزيز الدسوقي (1255-1296م)، والطريقة الإدريسية التي أسسها الإمام المتصوف أحمد بن إدريس من أهل فاس (1758-1837م)، والطريقة السنوسية التي أسسها محمد بن علي السنوسي (1787-1855م) وبنيت لأتباعها زوايا عديدة في مختلف مناطق الحجاز، والطريقة التيجانية التي تزعمها في الحجاز العلامة هاشم بن أحمد سعيد الفوتي (1865-1931م)، بالإضافة إلى العديد من الطرق الصوفية الأخرى، ومنها الطريقة النونية الرفاعية الشافعية التي تأسست في مكة المكرمة.

ويظهر من تعدد الطرق الصوفية في الحجاز أنها لم ترتبط بمذهب فقهي محدد، وانما عكست حالة من التنوع في الفهم والممارسة، على خلاف الطرق الصوفية التي سادت في بلاد أخرى كالشام وخراسان ودسوق والقدس والبصرة وبغداد وفاس. فقد حافظت الصوفية في الحجاز على حيادية معقولة من المذاهب الفقهية المختلفة، حيث برزت حالات عديدة لطلبة من مذهب فقهي معين يتبعون طريقة لشيخ من مذهب فقهي مختلف. ويعود ذلك لكون المجتمع الحجازي يمتلك بواعث التنوع والتعددية في داخله بسبب طبيعة العوامل المؤثرة فيه كالتجارة والانفتاح على الثقافات المتعددة، والتعاطي المستمر مع الحجاج والزوار على مختلف مذاهبهم وتوجهاتهم. "قدرنا أن نكون في الحجاز، لذا لم يكن لدينا التشدد لأننا نستقبل جميع الناس في موسم الحج بجميع مذاهبهم وطرقهم ومعتقداتهم، وكلهم بالنسبة لنا سواء من دون تفرقة"، هكذا يقول الدكتور سمير برقة أحد أبرز المتحدثين عن الصوفية.

وعاد الشايب ليقول: من الناحية العملية، بقيت الصوفية في الحجاز ملتزمة بمبادئ التحلي (البعد السلوكي والأخلاقي) باعتباره معالجة للقلوب وتأكيداً للتسامح المطلق انطلاقاً من مفهوم الإحسان الذي يعتبرونه من أركان الدين. ومن أجل المحافظة على حالة الاعتدال، لم يتعمق صوفيو الحجاز في طرح أفكار التجلي (البعد الفلسفي للصوفية) والتأكيد عليها بصورة جريئة وواضحة، مما جعلهم منفتحين على مختلف التيارات والاتجاهات، أو "التصوف المعتدل" الذي يتقاطع ويتداخل مع مختلف المذاهب الإسلامية، ولا يتناقض معها أو يصطدم بها، وهو ما يعبِّر عنه أبرز مراجعهم بالجمع بين "الشريعة والطريقة". وتنعكس هذه الحالة الإيجابية بين أطياف المجتمع الحجازي حتى في ما يرتبط بالعلاقة بين الصوفية والاتجاهات الليبرالية وغير الدينية، خلاف ما نلحظه في مناطق أخرى كنجد على سبيل المثال[12].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك