الاثنين، 19 أغسطس 2019

18 استراتيجية للسيطرة على البشر في السلم والحرب

الأسلحة الصامتة لحروب هادئة

استراتيجية صناعة العدو


قدم المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي دراسة في استراتيجيات التحكم بالبشر والسيطرة على الجمهور، أو فيما يمكن تسميته على كتاب شيللر "التلاعب بالعقول"، وتعتبر "أجندة" أو دليلاً يقدّم فيه الأساليب التي يمكن التحكم في البشر، ومدركاتهم ومقدراتهم، عن طريقها، بل توجيه سلوكهم عبرها كي يمكن السيطرة عليهم من قبل بعض مراكز النفوذ العالمي.
وهذا الدليل عبارة عن 10 استراتيجيات هي:

1.استراتيجية الإلهاء والتسلية
يتم عبر هذا العنصر تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الهامة والتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية، مع إغراق النّاس بوابل متواصل من وسائل الترفيه، في مقابل شحّ المعلومات وندرتها. وهي استراتيجية ضرورية أيضا لمنع العامة من الوصول إلى المعرفة الأساسية في مجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب، وعلم التحكم الآلي. "حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها. أبقوا الجمهور مشغولا، مشغولا، مشغولا، لا وقت لديه للتفكير، وعليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات.

2.استراتيجيّة افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول
كما يسمّى هذا الأسلوب "المشكلة/ التّفاعل / الحلّ". يبدأ بخلق مشكلة، وافتعال "وضع مّا" الغاية منها انتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور، بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه. على سبيل المثال: السّماح بانتشار العنف في المناطق الحضرية، أو... تنظيم هجمات دموية، حتى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة حتّى على حساب الحرية. أو: خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من الحقوق الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامّة، ويتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا، ومن ثمّة، قبولها على أنّها شرّ لا بدّ منه. راجع (جحا السياسي)

3.استراتيجية التدرّج
لضمان قبول ما لا يمكن قبوله يكفي أن يتمّ تطبيقه تدريجيّا على مدى 10 سنوات. بهذه الطريقة فرضت ظروف اقتصاديّة واجتماعيّة مثّلت تحوّلا جذريّا كالنيوليبراليّة وما صاحبها من معدلات البطالة الهائلة والهشاشة والمرونة ... العديد من التغييرات التي كانت ستتسبّب في ثورة إذا ما طبقت بشكل وحشيّ، يتمّ تمريرها تدريجيّا وعلى مراحل
4.استراتيجية التأجيل
هناك طريقة أخرى لتمرير قرار لا يحظى بشعبية هو تقديمه باعتباره "قرارا مؤلما ولكنّه ضروريّ "، والسّعي إلى الحصول على موافقة الجمهور لتطبيق هذا القرار في المستقبل. ذلك أنّه من الأسهل دائما قبول القيام بالتضحية في المستقبل عوض التضحية في الحاضر. ولأنّ الجهد المطلوب لتخطّي الأمر لن يكون على الفور. ثم لأنّ الجمهور لا يزال يميل إلى الاعتقاد بسذاجة أنّ "كلّ شيء سيكون أفضل غدا"، وهو ما قد يمكّن من تجنّب التضحية المطلوبة. وأخيرا، فإنّ الوقت سيسمح ليعتاد الجمهور فكرة التغيير ويقبل الأمر طائعا عندما يحين الوقت
5.مخاطبة الجمهور على أنّهم  قصّر أو أطفال في سنّ ما قبل البلوغ
معظم الإعلانات الموجّهة للجمهور العريض تتوسّل خطابا وحججا وشخصيات، أسلوبا خاصّا يوحي في كثير من الأحيان أنّ المشاهد طفل في سنّ الرضاعة أو أنّه يعاني إعاقة عقلية. كلّما كان الهدف تضليل المشاهد، إلاّ وتمّ اعتماد لغة صبيانية. لماذا؟ "إذا خاطبت شخصا كما لو كان في سنّ 12 عند ذلك ستوحي إليه أنّه كذلك وهناك احتمال أن تكون إجابته أو ردّ فعله العفوي كشخص في سنّ 12 ". مقتطفات من دليل "الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة
6.مخاطبة العاطفة بدل العقل
التوجّه إلى العواطف هو الأسلوب الكلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني، وبالتالي قتل ملكة النقد. وبالإضافة إلى أنّ استخدام السجل العاطفي يفتح الباب أمام اللاوعي ويعطّل ملكة التفكير، ويثير الرّغبات أو المخاوف والانفعالات
7.إغراق الجمهور في الجهل والغباء
لابدّ من إبقاء الجمهور غير قادر على فهم التقنيات والأساليب المستعملة من أجل السيطرة عليه واستعباده. "يجب أن تكون نوعية التعليم الذي يتوفّر للمستويات التعليميّة الدنيا سطحيّا بحيث تحافظ على الفجوة التي تفصل بين النخبة والعامّة وأن تبقى أسباب الفجوة مجهولة لدى المستويات الدنيا
8.تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة
تشجيع العامّة على أن تنظر بعين الرضا الى كونها غبيّة ومبتذلة وغير متعلّمة
9.تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب
دفع كلّ فرد في المجتمع إلى الاعتقاد بأنّه هو المسؤول الوحيد عن تعاسته، وذلك بسبب عدم محدوديّة ذكائه وضعف قدرته أو جهوده. وهكذا، بدلا من أن يثور على النظام الاقتصادي يحطّ الفرد من ذاته و يغرق نفسه في الشّعور بالذنب، ممّا يخلق لديه حالة اكتئاب تؤثر سلبا على النشاط . و دون نشاط أو فاعليّة لا تتحققّ الثورة..ه
10.معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم
على مدى السنوات ال 50 الماضية، نتج عن التقدّم السّريع في العلوم اتّساع للفجوة بين معارف العامة وتلك التي تملكها و تستخدمها النّخب الحاكمة. فمع علم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم النفس التطبيقي وصل "النظام العالمي" إلى معرفة متقدّمة للإنسان، سواء عضويّا أو نفسيا. لقد تمكّن "النظام" من معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم . وهذا يعني أنه في معظم الحالات، يسيطر "النظام" على الأشخاص ويتحكّم فيهم أكثر من سيطرتهم على أنفسهم.
استراتيجيات صنع العدو
هذا في حالة السلم، وقد يحدث أيضًا في حالة الحرب، ودعوني أقدم لكم نظرة أخرى في حالة الحرب، أو في حالة إرادتك استمرارك في أن تقف على بوابات المدفع، وتكون نشطًا، كي تستطيع الاستمرار في سيطرتك على البشر، وذلك عن طريق صناعة عدو أمامك باستمرار.
يفترض مؤلف كتاب " صنع العدو" بيار كونسيا أن صنع العدو يحتاج لمراحل شتى؛ أيديولوجيا استراتيجية محددة، خطاباً، صنّاع رأي ندعوهم المحددين، وأخيراً آليات صعود نحو العنف وحالات الحرب.
صنفها كونسيا كالتالي*:
1.عدو قريب ..
حدود. كل دول العالم لديها صراعات حدودية، وكنماذج لذلك سنلحظ، بريطانيا والأرجنتين، ونتذكر حرب الفوكلاند التي بدأت تظهر على السطح هذه الأيام مع مد اليمين المتطرف في أوروبا، الجزائر والمغرب، ليبيا وتشاد، الهند والباكستان، الباكستان وأفغانستان، مصر والسودان، الهند والصين، اليابان وروسيا، روسيا وجورجيا، البيرو والأكوادر، بوليفيا والتشيلي، كولومبيا وفنزويلا، العراق وإيران، لم يسلم منها سوى أمريكا، رغم المشاكل الحدودية مع المكسيك إلا أنها تأتي في إطار قمع التهريب فقط!! ولا شك أن ذلك جاء نتيجة الاستعمار، أو أطماع الاحتلال في معظم البلدان، حتى الكبيرة منها، والسبب يعود إلى التقسيم الجغرافي للبلدان، وأيضاً التدخل، فيما بعد، في شؤون الدول من قبل الدول العظمى تحت مؤثرات شتى لمسناها في حالات الفوضى والحروب العسكرية والحروب الاقتصادية، وحرب الغذاء، وحرب المياه، وحرب البحار، وحرب القنوات المائية، وحرب المخدرات، وحرب السلاح، والضغوطات القوية التي يرزح تحتها ـ تحديداً ـ العالم النامي ـ كما أطلقوا عليه ـ هي الديون التي استطاعت أن تلعب أمريكا مع المنظمات الأممية لعبتها لتوقعهم في شراكها.. وكم من الدول وقعت ضحية للبنك الدول.. وغيره من المنظمات. وسياسة فرق تسد البريطانية الصنع.
يقدر ميشال فوشيه في كتابه جبهات وحدود أن 252 ألف كلم هي الحدود التي تقسم الكوكب، ويلاحظ أن أكثر من 60% منها قد رسمتها قوات خارجية[1]
إنها الحرب السهلة التي يعبث بها الأمريكان ومن خلفهم المنظمات الأممية ويحركونها دون أن تشعر الدول وقتها بالمأزق الذي وقعت فيه، ومثال ذلك الحرب التي سمّاها صدام حسين " الحرب الخاطفة " مع إيران، وخطفت 8 سنوات من عمر الشعب العراقي دون العودة بفائدة تذكر. والمثال الصارخ جداً والأنكى من سابقه هو هجوم صدام على الكويت واحتلاله، بسبب دعوى أن الكويت أطلقت النار على العراق في منطقة متنازع عليها، وبإيحاء أن الكويت هي أصلاً محافظة من محافظات العراق.
  1. خصم عالمي..
قوتان، على الرغم تاريخياً ومنذ القدم من وجود قوتين عظميين آخرهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقبلهما فرنسا وبريطانيا إلا إنه قد ينتفي هذا التصور في الوقت الحاضر، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك دوله، رغم بزوغ روسيا، ورغم محاولات الصين، ورغم تحرك بريطانيا التي أرى أنها تريد استعادة أمجادها في العالم هذه الأيام، وأعتقد أن أقرب دولة ستكون نداً لأمريكا هي بريطانيا، ولعل خروجها من الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تحررها من قيوده. وقد تتفكك الولايات المتحدة الأمريكية وتظهر قوى جديدة في العالم تقف مع نظرية الخصم العالمي هنا
  1. عدو حميم ..
حرب أهلية، نموذج الصومال في عالمنا العربي واضح جداً، ويعلم العالم أجمع أن وراء ذلك تقف أمريكا، من أجل السيطرة على القرن الأفريقي، نظراً لتميز مكانية الصومال في هذه البقعة من العالم.
تعتبر العلامات الفارقة في الحروب الأهلية هي: العائلات، المثقفون، المؤسسات الدينية أكثر من الجيوش أو الاستراتيجيين، وكأن كونسيا يعلن هنا أن وقود الحروب الأهلية هم ثلاث فئات تعد إقصائية، أو انتقامية، أو أيديولوجية، بشقيها المثقف أو الديني. وحسب تحليلي هنا هو أن هناك تناقضاً بين الديني والثقافي، ولكن كل يعمل في حالة الحرب الأهلية على حدة، وبالتالي يريد تحقيق أيدلوجيته التي تمتلئ بها نفسه.
" ليست الحرب الأهلية بحرب، إذ لا تعلن أبداً، وتنكرها الكلمات. كما في الجزائر، حيث يدور الحديث عن " السنين السوداء" لذكرى الحرب على الإسلاميين. وقد صرح ميلوسوفيتش في صربيا عام 1992 أيضا، أن" صربيا ليست في حالة حرب" 148
المناطق التي تستطيع العمل عليها الامبريالية: المناطق الحدودية
  1. همجي ..
احتلال ومعاناة المحتل من الشعب الهمجي، والقمع هو إحلال السلام. وكنموذج لذلك في الخليج حرب القواسم لبريطانيا واعتبار أنهم قراصنة، لم يكونوا يقامون الاحتلال، بل كانوا يمثلون الهمجية. ولكن الدليل الصارخ في عالمنا العربي هو إسرائيل واحتلالها لفلسطين والمظلومية التي تشتكي بها دوما من أن هؤلاء إرهابيين لا يريدون لها الاستقرار، والأمم العالمية تبارك لها ذلك وتؤيدها أيما تأييد فيما تفعله ضد الشعب الفلسطيني. وقد لاحظنا هذه الإستراتيجية في العراق أبان الاحتلال الأمريكي، بل إلى اليوم ما زلنا نلحظها عبر إيران وهي تعبث بالعراق دون رقيب.
  1. العدو المحجوب ..
هاجس قائم على نظرية المؤامرة " الحرب هي ذهان هذياني عنيف ينتج انبثاثاً بشكل منتظم".. الملاحظة التي يلحظها المثقف في هذه النقطة بالذات هي ترديده دوما لجملة " حزب المؤامرة" أو ما شابهها من جمل، وكأن العملية المدروسة منذ القدم قائمة على إيهام هذا العقل بأن هناك مؤامرة، وأحياناً تقوم المؤامرة على بناء خرافي عندما تُكتبُ وتأخذ بعداً نفسياً بعدم التصديق، تقترب أحياناً من الواقع، وتبتعد عنه، والعملية النفسية تجعل الكثير ينظر إلى أن هناك مؤامرة. فعلاً هناك مؤامرة، وهي تحدث وتتحرك بيننا، وتسير عبر خططها، ومع ذلك لا أحد يصدق.. لماذا؟ لأن تطريزها بالخرافة جعل منها فعلاً خيالياً، ولعل حكاية الأطباق الفضائية والغزو الفضائي، وتطويق المجتمع الأمريكي بالأفلام السينمائية الموحية بذلك جعلت من الغالب لا يصدق أنه هناك مؤامرة.. أو أن العمل عبر هذه الإستراتيجية غير موجود، وبكل أسف فإن ما يحدث في العالم العربي لا يزال الكثير يردد بأن هذا عمل، يقوم به الأمريكان وليست مؤامرة، ويجب علينا أن نفعل مثله، وهنا تأتي نقطة الثقافة الأمريكية التي أثرت على هذا العقل الذي يردد أن هذا عملاً، فالأمريكي مستعداً أن يقتلك ويقول لك إنني أسف أنا أعمل، لا تأخذ المسألة شخصية.. نعم أيها العقل أنت الآن كذلك لا ترى مؤامرة بل ترى عملاً وعلينا أن نعمل.. التخطيط والدراسات وشراء الذمم، وتحريك الفزاعات، وتفريغ المجتمعات من ثقافتها ومن أخلاقها ليس مؤامرة بل هو عملاً.. أرنا عملك ولا تردد أنها ليست مؤامرة، واجه هذا الأسلوب ولا تخدع نفسك.. أعمل إن كنت ترى أنها عملاً، ولا تنصت لمن يردد كلمة "مؤامرة"!!
  1. حرب الخير والشر..
شيطنة العالم أولا، ومن ثم البدء في حرب الأنظمة الشمولية الكبيرة العلمانية. وهو ما حدث في حادثة الحادي عشر من سبتمبر حيث استطاع بوش وشياطينه لإقناع العالم بأن تدمير البرجين تم على يد إرهابيين إسلاميين، حيث هيئوا أولا الرأي العام الأمريكي لهذه الحرب القائمة الآن على الإسلام بعد سقوط الشيوعية، وهكذا استطاعوا إقناع الشعب المريكي أن الإسلام هو دين إرهاب، مثلما كانت الشيوعية إمبراطورية الشر.
  1. عدو تصوري ..
امبريالية الفعل الواحد، كما حدث في العراق " إنها الحرب الشاملة ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل والإرهاب" بوش، وأيضاً كونسيا هنا برر هذا النوع من الحرب عندما قال إنها " حرب وقاية " وهو يشير إلى حالة العراق حتى لو لم يقل ذلك بكل وضوح.
  1. عدو إعلامي..
اللعبة النفسية التي يجيدها الغرب، وتعمل عليها الاستخبارات الأمريكية جيدا، من خلال برمجة عقول الإعلاميين، والمثقفين المشتتين. يقول " تبدو الحرب كأنها تمثيل نفساني في نظر الغرب"
عملية التصنيف هنا تساعد على تحديد الأهداف، والعمل عليها، وجعل العدو بنية ومن ثم تفكيكها، وكنماذج لذلك اعتبر مؤلف كتاب " صنع العدو " أن حرب الجزائر مجرد حوادث، وافغانستان إرهاب، والعراق حرب استباقية ووقائية، خوفاً من الخطر القادم على أمريكا الشمالية من العراق، وكل ذلك تحت نظر القانون الدولي فـ" هذه الأعمال الحربية موجهة لمجابهة خطر ما، والحيلولة دون زعزعة الاستقرار، وتأمين حرية المرور، وحماية الرعايا.. لكن هذه التقنيات تٌفقد العدو هويته القانونية؛ إذ يصبح ثائراً، وإرهابياً، ومتمرداً، ومتطرفاً، ومثيراً للقلاقل.. وتضعه كل هذه الصفات في وضع الحد الأدني للحقوق"[2]  ولو عكسنا النظرية هنا لوجدنا أن ما تفعله القوى العظمى هو الإرهاب وهو الثورة وهو التمرد، وهو التطرف، وهو الذي يثير القلاقل، فالقوى الغربية ، التي تريد أن تكون دول قانون  تحاول تطبيق القانون الدولي لتبرير الأضرار الجانبية في الحروب غير المتكافئة. فـ "العملية الإسرائلية ( الرصاص المصبوب) على غزة أسفرت عن مقتل 1400 مدني فلسطيني، وفي المقابل قُتل 14 جندياً من الجيش الإسرائيلي. ويفسر هذا إرادة إسرائيل لتعديل اتفاقات جنيف التي تفرق بين المدنيين والمحاربين، مع دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، ما قد يسمح بقتل المدنيين " بصورة أكثر شرعية" ولكن في هذه الحالة كيف نحكم على العمل الإرهابي"[3]   وأمريكا تحايلت على القانون، وهو ديدنها في هذا الإطار، حين ابتكرت فئة أسمتها " المحارب غير الشرعي" ولهذا امتلأ سجن غوانتانامو وقرأنا فضائح سجن أبو غريب في العراق، وقد عللت ذلك بالآتي " بما أن الحرب على الإرهاب ليست حرباً على دولة، فاتفاقات جنيف لا تطبق على هؤلاء الناس الذين تم اعتقالهم في الطرف الثاني من العالم، مع سلاح أو من دونه". وهذا بالضبط ما تفعله اسرائيل في فلسطين، وهذه هي النظرية التي تعمل بها اسرائيل ضمن تصنيف كونسيا " الهمجي" فالمحتل مسكين مغلوب على أمره وهو هنا يواجه الإرهاب، وبالضبط ما حدث في العراق أيضاً.
حمّل الوثيقة السرية التي استقى تشومسكي معلوماته منها من هنا: تحميل السيطرة الصامتة للحروب الهادئة.. لتشومسكي

[1] ص93
[2] 31
 [3]ص32

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك