السبت، 30 أكتوبر 2021

غريزة بقاء الدول!

 أريك فروم يمتطي سؤال كيف؟


سؤال أريك فروم : كيف يمكن لأقوى غرائزنا، وهي غريزة البقاء، أن تبدو كأنها فقدت القدرة على الحركة؟” سؤالٌ يدعو للتأمل، ليس من قبل الموظف الصغير أو الذي يعيش حياته البسيطة، ولكن من المسؤول، أو من “الموكلين بشؤونا العامة”.
غريزة بقاء الدول، هي التي يجب أن تتحرك، وأن تتنبه لما يدور، ولما تصدره الرأسمالية، بل لما تصدره الإمبريالية التي تعمل تحت ستار “الرأسمالية”، وتحت الشركات التي تريد أن تمتص رحيق الشعوب، ومتى امتصت رحيق الشعوب فلن يكون هناك دول. فهل يعقل أن الدول فقدت القدرة على الحركة؟ أو يمكن أنها نوّمت بفعل التقنية الحديثة، التي تربك أقوى العقول هذه الأيام.
إن أساليب امتصاص الأخلاق، وخنقها وتبويها وتوجيهها نحو الانحراف، وانتزاع كل ما هو أخلاقي من الشعوب هو خطر قائم على الدول، وإن امتصاص اقتصادات ومدخرات الشعوب تحت مسمى “الرأسمالية” هو امتصاص لهيبة الدول. وإن العمل على تغيير قيم المجتمعات وكسر دينها هو كسر للدول.
على الدول وخصوصًا العربية أن تحيي فيها غريزة البقاء وتتصدى لعجلة الرأسمالية الساعية إلى تفتيتها وتفكيكها، وجعلها دويلات صغيرة، والخط الأول الذي سيساعد على بقائها هو قوة الأخلاق في شعوبها، وتمسكها بما تملكه من قيم وثقافة.. ولكن ما يحدث يسير بعكس هذا إذ إن بعض الدول تساعد على التخلي عن القيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك