الأربعاء، 21 يونيو 2023

دوائر الدائرة الأكاديمية

الدوائر التي يعيش فيها الأكاديمي لا تمنحه الرؤية الشاملة، إذ إنه يغوص في ذات السياق الذي تسير عليه هذه الدوائر، وهي الأكاديمية، المرتبطة تمامًا بهذا المجتمع فقط، وقد يرى المجتمع من خلالها، ولا يعني حضوره على المنبر أو عبر الدوريات الأكاديمية، أنه غاص في عمق المجتمع، ولا يعني أنه يدرس مائة طالب المامه أيضًا بدوائر المجتمع,

الميزة التي تتمتع بها الدراسات المقننة، أنها تنظر بشمولية، ولا تنظر من خرم ضيق، أو من مجموعة صغيرة في دائرة، مكوّنة لعدة دوائر في داخلها، معتقدة أنها هي دوائر المجتمع، بينما هي تنحصر وسط هذه الدائرة.


سأدلل بأحدهم وهو يقدم رسالة ماجستير في الاتصال والإعلام، حيث أن رسالته عبارة عن استطلاع رأي لعدد 15 إعلاميًا، ليس صحفيًا بل إعلاميًا، يقرأ هذا الاستطلاع فيخرج برسالته وهو يحمل الماجستير، وبعدها يقدم رسالة دكتوراة في ذات الدائرة الضيقة، والتي لا تنبئ بشيء، بل تخبر أنه يمتلك شهادة دكتوراه.. وبعدها تستطيع أن تقيس قيمة البحوث التي سيقدمها بعد ذلك، بل قيمة الفائدة التي سيقدمها لطلابه..

إن أردنا بحثًا علميًا مقننًا علينا أن نخرج من هذه الدائرة، كي نقرأ المجتمع بشكل واع، بعيدًا عن الهشاشة.

إن ما يتم تقديمه من الدرس الأكاديمي ما هو إلا زوبعة يعتقد أصحابها أنهم نظّروا للمجتمع بما يفيده، بينما هم نظروا لأنفسهم ولمن حولهم في هذه الدائرة. بقي أن أقول إنني لا أعمم على الكل، وهناك من تجاوز وخرج من هذه الدائرة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك