كنت في غرفة الأخبار أتابع أحداث الانقلاب في تركيا من أول رصاصة سُمع دويها على جسر البسفور حتى انتهاء الحدث.
قبل أسبوع من هذا الحدث حذرت الولايات المتحدة رعاياها من احتمال وجود هجوم كبير على تركيا، وقبله بثلاثة أيام سحبت فرنسا رعاياها من سفارتها وقنصليتها.
أثناء الحدث :
ـ أعلنت السفارة الأمريكية عن " انتفاضة" في تركيا.
ـ أعلن الجيش عبر القناة الرسمية عن سيطرته على الحكم.. وأعلن الأحكام العرفية في البلاد.
ـ وسائل التواصل مغلقة .
ـ ظهر أردوغان عبر ال "فيس تايم" ليطلب من الشعب الخروج إلى الشارع. وكانت بداية نهاية الانقلاب من هنا.
بعد الحدث
كيري يقول " إن التنفيذ لم يكن جيدا " وكذلك يدعو اردوغان إلى الحكمة والتروي بعد أن هدد أردوغان بإعادة حكم الإعدام. وكذلك فعل اوبااما ومثله ميركل والسلسلة الغربية تتابعت. أي أنها تدعو أردوغان إلى العفو عن الانقلابيين.
لمن يرى أن أردوغان خطط لهذا الانقلاب سأقرأ الأحداث متسلسلة.
أولا: إغلاق الجسر ما بين آسيا وأوروبا
سنلحظ أن توجه الانقلابيين نحو أوروبا أكثر ، وكأن هناك إشارة لترك الأمور في القسم الآسيوي تحتكم للشارع أو تكون فوضوية إلى أقصى حد دون أن يتدخلوا فيها.. وفيها دلالة على نية التقسيم من قبل.. فهل كان أردوغان يخطط لهذا؟
ثانياً: إشارة السفارة الأمريكية
حين قالت السفارة الأمريكية إنها " انتفاضة" فإن هذا يأتي ممن باب التطمين بأن الأمور تحت السيطرة ولا يجب على رعاياها الخوف من ذلك .. أو كأنها لا تملك علما عن الانقلاب الذي دبره أردوغان ضد نفسه والمرجح الأكبر من هذه الكلمة هو التطمين!!
ثالثاً: الاستيلاء على قناة trt
المعروف أن بقية القنوات ليست تابعة للدولة وليست رسمية ك تي آر تي ولهذا توجه الانقلابيون إليها وسيطروا عليها لعلمهم أن الشعب يعرف أنها هي القناة الرسمية.
رابعاً: ظهور أردوغان عبر الفيس تايم
لم يظهر أردوغان من قناة تحت سيطرته بل ظهر من قناة تعتبر تابعة للمعارضة فهل يعقل أن المعارضة مع أردوغان في عملية الانقلاب.
خامساً: ردود الفعل ..
ردة فعل السفارة الأمريكية ، ردة فعل كيري ، تحذيرات الأمم الأوربية لأردوغان المدعية أنها تحافظ على حقوق الانسان في تركيا.. كلها تشي بأن الحيلة لم تنجح، فلا بد أن تمارس الضغط الآن كي تظهر الجانب الانساني فيها وتواري سوأتها!!