تحدّي
(1)
ـ قد ننقسم يا امرأة ونصبح بلا مأوى .
ـ قد يأتينا المطر .
ـ وعندها نصبح فعلاً بلا مأوى .
ـ إن أبي له سبع نخلات سنستظل بواحدة منه .
ـ ان أباك بخيل، ثم ان سطوة الأبناء والمجد تكلفانه الشيء الثمين .
ـ لكن المطر ..
ـ المطر .. المطر .. ما بك ترددين هذه الكلمة وكأن حياتنا سيهلكها المطر . نحن ننتظر ذلك منذ زمن، ونعد له العدة من صيف إلى شتاء .
يا لهذا البيت الذي يستجدي أن يسكنه شخص آخر ! إن أبي، نخلات، المطر، لماذا كل هذا؟ تتحدثين عن الأشياء وكأننا بلا وطن . ما الذي يدور في مخيلتك، بل ما الذي أريده أنا عندما أحاورك، لماذا لا أدعك وشأنك !! إنك ستمطرين أنت وستجدبين فتخليّ عن هذا الحديث .
(2)
ـ إنني أُعدّ العدة للرحيل .
ـ أي رحيل يا امرأة .. رحيلك الأبدي ؟
ـ بل رحيلك أنت أيها الرجل المغوار .
ـ إلى أين سأتجه ؟
ـ نحو المطر .
ضحكة ويا لغبائي !
ـ كأننا بدوٌ رُحّل نطارد المطر .
ـ إنك الآن كذلك .
ـ إنني .. لماذا لا تقولي إننا ؟
ـ لست في حاجة إليك طالما أنني أملك بئراً من خلالها أستطيع إيجاد رجل آخر يرعى بيتي ومزرعتي !!
مزرعتها وبيتها .. وكأنها تملك أرضاً خصبة ً يفوح منها الإخضرار .. لا تدري أنها تملك أمتار من صحراء قاحلة .. ولا تدري أن ذلك الغريب الذي تستقدمه سيرحل .. يا لغباء هذه المرأة .
(3)
ـ اقسمي الزجاجة نصفين نصف لي والآخر لك .
ـ ومن أنت حتى تأخذ النصف؟ لك ما قسم به الشرع بما أنك من العاملين عليها .
ـ أعدّيني مسكيناً ويتيماً مع ذلك .. فكم يصبح نصيبي ؟
أنا معترف ومنذ زمن انني غبي وإلا لما تزوجت بك .. ولكن هذا هو تقسيمي وتصنيفي في هذه الحياة فقد كتب عليَّ أن ارتبط بك إرتباط الأبناء بالآباء وانسياق دم الوريد في الوريد .. لن أغيّر بلّة الطين التي أعيشها ولن أنتمي لزجاج شفاف .. فأنت ناديتني قبل أن أُولد، والآن .. الآن تحددين لي الماء بقطرات .
(4)
(( يجب أن نصنع الصدفة وألاّ ندعها هي تصنعنا. فاستيقظي أيتها الطيور لنصنع المجد ))
(5)
ـ ليس من طبعي أن أحقد على أحد .. فكيف بك؟
ـ إنني لا أستطيع أن أنفثك من حياتي .. لأنني لن أجد من يقف موقفك .
ـ أوَ تقصدين موقف الذل؟
ـ ومن خيّل لك هذا؟
ـ أنت !!
ـ كيف وأنا وأنت تحت سماء واحدة تظلّنا ؟
ـ أنا وأنت .. بل أنت وأنت لوحدكما .
ـ لا .. لا لن أنسى قاطع الطريق الذي وقفت ـ معي ـ ضده .. ولكن يجب ألاّ تتعالى عليّ .
ـ أوَ تذليني بأرض أبيك .. تذكري ماذا .. وأين .. كنت ؟؟ كنت في خيمة في وسط صحراء تطاردين البهم !!
(6)
((إذا تخلّت الأرض عن أحجارها فقدت هيبتها وبريقها))
(7)
سأحكي لك ـ أيتها السيدة ـ حكاية من أفريقيا تقول (( أعطى ثعبان السحلية أمه سبع سلال من الخضروات لتطهوها " وقت الشح " وفي النهاية لم يظهر إلا ثلاث فقتل أمه . ثم أحضر سبع سلال أخرى وطهاها بنفسه ومرة أخرى لم يبق منها سوى ثلاث .. فقتل نفسه ))
فما الذين تحاولين فعله معي ؟ ساجعلك أنت أول من يطبخ وأنت تعلمين أن الرجل لا يطبخ أبداً وإنما يقدم .. وبعدها لن أطبخ بعدك بل سأكتفي بـ (( الثلاث )) .. ودعي صقر الأسطورة يجلب لك المطر !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك