الجمعة، 1 سبتمبر 2017

أوروبا ونار داعش وفوضى اللجوء وضعف القرار

المؤشرات في سوريا وفي المنطقة العربية تدلل على استمرار الفوضى فيها، فالتحرك نحو أن يكون الأسد جزءا من العملية السياسية فيه إجحاف لسنوات عجاف قضاها الشعب السوري تحت وطأة البراميل التي كان يلقيها عليهم دون رحمة، فبدلا عن تصنيفه كمجرم حرب، يتم الزج به في مستقبل سوريا، بخلاف أن إيران وهي المصنفة كراعية للإرهاب في دول العالم، ومع هذا فهي جزء من العملية السياسية.. وكأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول العظمى تريد للمنطقة أن تبقى في حُرقة واحتراق حتى آخر طفل فيها. والأمر مثلما أشرت في مقالة سابقة تحت عنوان" اسقاط الأسد يسقط الفوضى"وهو كالتالي:

"يجب على صانعي القرارات الغربية أن يقرأوا ما على الأرض، لا أن يقرأوا ما تمليه عليهم أوراق التجار. ويجب عليهم تحديد الأهداف الاستراتيجية وفقاً لمستوى التزامهم بتحقيقها، وبمصداقية كاملة تجاه إيجاد حلول حقيقية للأزمة السورية، لأنه إن استمر الوضع هكذا في سوريا، فالضرر لن يطال أمريكا فهي بعيدة بل سيطال أوروبا وهي التي ستكون في الواجهة.

ويفترض أن أوروبا هنا هي التي تحسم هذا الأمر لا أمريكا، لأنه من مصلحة الولايات المتحدة استمرار الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية، فهي ستشغل العرب عن قضيتهم الأساسية التي ينفخون في كيرها منذ 1948م إلى اليوم دون نتيجة، وستشغل أوروبا بخوفها من انتقال العدوى إليها، وستشغل الشرق بدخولها في فخ الحفاظ على مصالحها في الخط الآسيوي. قفوا يا عقلاء أوروبا واقرأوا الواقع فذلك أفضل لكم.. فماذا استفدتم من دمار ليبيا؟ وماذا استفدتم من دمار العراق؟ وماذا استفدتم من دمار سوريا؟ وماذا ستستفيدون في استمرار الفوضى بهذا الشكل؟"اتبع الرابط  http://moghamei.com/?p=992

والعالم كله لمس من أسلوب تهريب " داعش " من الحدود اللبنانية إلى الحدود العراقية فيه دلالة واضحة جداً لما تفعله إيران في سوريا، والدور الذي يلعبه حزب الله لرعاية المصالح الإيرانية ومن يقف خلفها، بل إن ميوعة الرد والردع الأمريكي تدللان على تواطؤ الأمريكان مع التنظيم ومن يشرف عليه، وأقول هنا وأصر على أن سياسة أمريكا تعملأو تأتمر  بنظرية ليو شتراوس " الإيزوتيرية " وبشقيها الباطني والظاهري ( الظاهري هنا عدم افتعال السرية، بل إن السرية تأتي من تلقاء ذاتها، أي عدم وجودها بالرغم من وجودها)، وهذا يدعونا إلى الشقين الآخرين الأسطرة وحكم الأقلية. ( سأتحدث عن هذه الفلسفة في القادم).

بكل وضوح يجب على أوروبا أن تتخذ قرارها بمنأى عن أمريكا، وإلا فإنها ستكتوي بما يحدث في المنطقة، إذ إن انعكاساتها واضحة تماماً عليها، بينما أمريكا البعيدة لا يهمها سوى مصلحتها المنصبة في السيطرة على العالم فقط بأي ثمن حتى لو حساب حلفائها في الناتو.

وأشدد هنا إن قضية أوروبا في الشرق الأوسط، وفي سوريا الآن بالتحديد لا تتوقف على العمل الإنساني ومؤازرته، ومشكلة تدفق اللاجئين إليها بل يجب أن تدخل بقوة في العمل على إيجاد حلول، لأن الوقوف كمتفرج، وفي انتظار حلول، لا يفيدها بشيء فهي التي وصل الإرهاب إلى أراضيها، ويضربها بين فينة وأخرى، وسيكون التأثير مستقبلاً أكبر إن استمرت الفوضى هكذا في الشرق الأوسط:

ومن خلال ما سبق اتضح الآتي:

ـ اجتماع الاتحاد الأوروبي لتقرير مصير المهاجرين.

ـ السعي إلى إيقاف تدفق اللاجئين السوريين ـ بالتحديد ـ إلى أوروبا بدعم الأردن وتركيا ولبنان.

ـ  تتحدث أوروبا عن الحلول السياسية دون أن تطرح أوراقها الجادة في هذه العمليات.

ـ لم تُقدم أوروبا على أي عمل يتسق وأهدافها السياسية نحو الديمقراطية والعدالة، بل تقف في موقف دفاع من أجل مواجهة اللاجئين فقط.

وعلى أوروبا أن تتخذ الآتي:

ـ الدخول بقوة في المفاوضات السياسية حول تقرير مصير الأسد.

ـ الوقوف إلى جوار الدول التي تسعى إلى تحييد إيران في المنطقة وإخراجها من لعبة المفاوضات، بل من سوريا والعراق بالكامل.

ـ الضغط على الحليف الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ مسار سلمي بدلاً عن اللعب على أوراق عبث باتت مكشوفة للعالم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك