‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سياسة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 14 ديسمبر 2019

كتابي: الخروج من الخلوات إلى الجلوات في معرض القاهرة



صدر كتابي الأول، الخروج من الخلوات إلى الجلوات.. الصوفية معركة الأفكار الغربية الجديدة.
عن دار تكوين في جدة. ويباع الآن في معرض القاهرة.


والكتاب موضوعه شاقًّا وليس سهلاً، وعملية الرصد مضنية حيث تم رصد التوجه الغربي نحو استخدام الصوفية لتكون بديلة في
المعركة الطائفية المقبلة، ودلل على ذلك بكثرة الزيارات للسفارات والقنصليات الغربية للزوايا والمجالس، وقدمها عبر تسلسل في كتابه. وأورد في رصده الكثير من المقولات التي قيلت من الجانبين الصوفي والغربي تجاه بعضهما البعض.
وجاء الكتاب في خمسة فصول بدأت بمقدمة عن معركة الأفكار استعرضت فيها بعض التقارير وعلى رأسها تقرير معهد راند "بناء شبكات مسلمة معتدلة" عن العلاقات الطائفية في المنطقة العربية، الذي أورد فيه التقرير أن المعركة كانت مع الاتحاد السوفيتي هي دولة في مواجهة دولة بينما هنا الوضع مختلفًا حيث أن هناك غموضًا في المواجهة ولهذا كأنه يدعو للفوضى في المنطقة. ويشير التقرير "إلى استخدام التيار التقليدي والصوفي في مواجهة الإسلام السلفي، ويؤكد أن من مصلحة الغرب إيجاد أرضية تفاهم مشتركة مع التيار الصوفي التقليدي من أجل التصدي للتيار الإسلامي" وبعد استعراض الكاتب سيناريوهات التقرير أوضح أنه على الدول العربية أن تعمل على نهج "ادفنها قبل أن أراها" والمتمثل في النقاط التالية:

الخميس، 4 يوليو 2019

قناة الجزيرة تسقط أمام إسرائيل

باختصار:

يومًا بعد آخر تكتشف الشعوب العربية أن قناة الجزيرة تسعى إلى هدم الدول العربية، وأنها مشروع إمبريالي زُرع في المنطقة العربية يهدف إلى المساعدة في تأليب الشعوب العربية ضد بعضها البعض. لقد قدمت قناة الجزيرة درسًا في " كذبها" ولا مهنيتها ولا موضوعيتها حين تغاضت عن "مظاهرات إسرائيل" ولم تتناولها كتناولها للأحداث في البلدان العربية.



رأينا كيف كانت تغطية الجزيرة لشعلة البوعزيزي في تونس، وشاهدنا توسعها في الحدث ومباركتها باستضافة العديد من المحللين والنقاد والسياسيين والشارع. ورأينا كيف غطت أحداث الربيع العربي "ليبيا، مصر، سوريا، اليمن" بل ما نعجب له هو أنها في أي شارع يحدث فيه "عراك" بين إثنين في أي دولة عربية فإنها تركز كاميراتها في جوانب هذا الشارع لتأخذ اللقطات من عدة زوايا.. وما ميدان التحرير في القاهرة إلا خير دليل على ذلك. وما بين أيدينا اليوم في السودان، وما هو واضح تمامًا أن كاميرات الجزيرة كانت مركزة في شوارع مدن السودان، ثم أصبحت تستعين بجوالات المناوئين للحكومة كي توضح استمرار المظاهرة، وكي تصعد المواقف بين الحكومة والشعب. وبكل أسف هناك من يرى أن القناة تمثل إعلامًا حرًّا في منطقتنا، ولكن أحداث "إسرائيل" والتظاهرة الكبيرة والعنف الذي حدث فيها، والشغب الذي حدث فيها بعد مقتل شاب أثيوبي إسرائيلي يبلغ من العمر 19 عامًا، على يد ضابط إسرائيلي، والذي على إثره تم حرق سيارات وتعرض هؤلاء لعنف من قبل الشرطة والمواجهات التي نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، لم تظهر "الرأي والرأي الآخر" ولم نرى أي وجه من وجوه الجزيرة يتناول هذا الموضوع. لماذا يا سادة لأنها أصلاً مشروع صهيوني مدعوم من قبل الصهاينة لخراب المنطقة.

الخميس، 20 يونيو 2019

تحميل كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم

الاغتيال الاقتصادي للأمم

جون بيركنز

سياسة



يأخذك جون بيركنز إلى عالم القرصنة والجاسوسية، وعمل الاستخبارات الأمريكية واغتيالاتها في سبيل مصالح شركاتها، من بنما لغواتيمالا للعراق للأكوادور إلى تشيلي إلى الخليج العربي.. ليس من جزء في المعمورة إلا وفيه حديث عن الهيمنة، وعن العمل الاستخباراتي الذي يحافظ على مصالح "الكوربورقراطية"..




من الكتب المهمة التي يجب أن تقرأ



كتب قد تفيدك:

تحميل كتاب التحالف الغادر بين إسرائيل وإيران وأمريكا

تحميل كتاب التحالف الأسود



تحميل كتاب أحجار على رقعة الشطرنج


حمّل من هنا

الجمعة، 10 أغسطس 2018

أفكار لمستقبل المنطقة حتى عام 2026.. الصدع السني الشيعي (الجزء الأول)

تقرير معهد راند وقراءة المنطقة حتى ثمان سنوات مقبلة


لا شيء يهز العالم 16


هل نرى سبع سنوات عجاف أم سمان.. 
هذا ما يجب أن نعمل عليه منذ الآن!!

 

قدّم معهد راند أربعة سيناريوهات محتملة في الشرق الأوسط حملت عنوان "مستقبل العلاقات الطائفية في الشرق الأوسط"، كتبها كل من جيفري مارتيني، وهيذر ويليامز، وولياميونغ. وتتكون الدراسة من 16 صفحة، وفيها تقريب بين السنة والشيعة على مستوى الهيمنة العددية، بحيث أن الدراسة اعتبرت أن العدد في المنطقة العربية واحد مقابل واحد، بينما تعلم الدراسة أن السنة يتفوقون عددًا بما يوازي 5 مقابل 1 على مستوى العالم. وهي بما يوازي 3مقابل 1 في منطقتنا العربية. تقول الدراسة: "لا نتوقّع أن يشهد التوازن الطائفي المتساوي تقريبًا بين السنّة والشيعة على طول هذا الصدع تعديلًا أو أن "ينقلب" التوازن الطائفي في بلدان محددة يمر فيها هذا الصدع في الإطار الزمني لسيناريوهاتنا والممتد إلى عشر سنوات". والدراسة بدأت من 2016م راسمة خطوطها إلى 2026م، وأشارت إلى أن الوضع لن يهدأ في اليمن إلى ذلك العام، متوقعة أن هدوءه سيكون عبر قلاقل داخلية في المملكة العربية السعودية، مما سيخفف الوطء في اليمن، ويجعله يتصارع داخليًا. وشددت الدراسة على زارعي الفتن واستغلالهم للوضع، أو بالأصح تقدم إيحاءاتها لهم للاستمرار على ذات النهج هو زرع الطائفية.

(الصورة المرفقة من المعهد وهي تُظهر الصدع الطائفي الذي يخترق قلب الشرق الأوسط)

وحملت الافتراضات الديموغرافية أن "تدفقات اللاجئين والتشرّد الداخلي على التوازن الطائفي بقدر اختلاف معدّل المواليد بين السنة والشيعة أيضا"، وتقريبًا هذا ما يحدث في العراق وسوريا حيث أن اللاجئين الذين يتم الحديث عنهم ليسوا سوى إيرانيين ـبما يقدر بإثنين مليون ـ صدرتهم إيران للعراق وسوريا، ليتم طمس السنة عبر القتل والتجريف والتهجير لهم من بلادهم، ليحل محلهم الفرس. يقابلها افتراضات الهوية التي حملت أنه " سيحاول المستفيدون من الفتنة الطائفية حشد المجتمعات المحلية حول الطائفة والتنافس مع الآخرين الذين سيسعون لحشد الجماهير حول هويات واهتمامات أخرى" أما السياق السياسي والاقتصادي فالفرضيات فيه تؤشر على أن :" الشرق الأوسط سيحفل بالصراعات الطائفية التي سيسعى المستفيدون من الفتنة إلى استغلالها، وسيمرّ الصدع الشيعي السني في دول ضعيفة تفتقر إلى الشرعية الواسعة النطاق والقدرة على التحكم بأراضيها، ستبقى المملكة العربية السعودية وإيران الراعيتين الأساسيتين لطائفتيهما الخاصتين" وقطعًا ومما يبدو أن هناك إشارة إلى البحرين والكويت وإلى اليمن التي عمتها الفوضى وتفتقد إلى الشرعية في الوقت الراهن بعد استيلاء ميليشيا الحوثي على جزء من البلاد، ومحاولة التحكم في القرار فيها، وإلى سوريا والعراق، وسيكون العمل في هذه المناطق قدر المستطاع من أجل زراعة الفتنة فيها كي يزداد الصدع، وتفجر الأوضاع فيها بشكل يساعد على خلخلة منطقة الخليج العربي.

ويشير التقرير إلى الوضع في لبنان، بحيث أنه يبدو متخوفًا، أو يوحي، بأن اللاجئين السوريين قد يرفعون نسبة السنة، وبالتالي لن يتم تحقيق الأهداف المرجوة منها، وهذا ما يحدث الآن من محاولة إخراج اللاجئين السوريين من لبنان، كي لا يتحقق هذا الهدف، وبتنا نلمسه بوضوح تام عبر التحركات التي تشدد على إخراجهم منه. يقول التقرير: " استقبال لبنان لعدد كبير جدًا من اللاجئين السوريين يقضي على أي تأثير للاختلافات في معدّلات المواليد؛ ففي غضون سنوات قليلة بات هؤلاء المهاجرون يشكّلون ربع إجمالي سكان لبنان تقريبًا. (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 2016). ولا تتوفّر معلومات موثوقة حول توزّع الهويات الطائفية للاجئين ولكن يُعتقد أن أغلبيتهم من السنّة وقد يتوافق ذلك مع التوازن الديموغرافي العام في سوريا والتمثيل غير المتناسب لهذه الطائفة في المعارضة. ومن الممكن أن يؤدّي هذا التدفّق إلى تشكّل أغلبية سنية في لبنان علمًا أن تحليلنا لا يمكنه تحديد التوزّع الطائفي الدقيق في البلد." وأسلوب وضع التقرير يؤشر بشكل واضح بل يشدد على تشكّل أغلبية سنية، أي يجب أن يثير المخاوف ويجب ألا يحدث ذلك، لأنه سيرجح غلبة السنة في المستقبل على الشيعة، وهذا ما لا يجب أن يكون في رأي التقرير.

وأورد التقرير تخوفّا أو قدّم إيحاء بأن العملية التي تتم عبر الصدع السني الشيعي قد تواجه أزمة الخروج منها وذلك عبر المكوّن السياسي الذي يذهب بأي بلد إلى الوطنية، وهذا هو الذي لا تريده سياسة "فرق تسد" أو "فرق تهزم" التي ينتهجها الغرب في المنطقة العربية، بحيث أن الشعب العربي ـ أي شعب في أي دولة عربية ـ لو اتجه أو استطاعت الحكومة فيه أن توجهه نحو الدولة الوطنية، فإن ذلك سيكسر هذا الصدع وسيلغيه، لأن الشعب سيلتفت إلى اللحمة الوطنية وسيترك مثل هذه النعرات القائمة على الطائفية، ومثّل التقرير بوضوح بمصر بحيث أورد الآتي: "الفتنة الطائفية ـ قد تواجه ـ منافسة من أمثال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يحشد جمهوره حول رؤية وطنية."

وافترض التقرير استمرا رسمات متعددة في المنطقة من ناحية السياق السياسي والاقتصادي، بحيث أنه يجب أن يبقى "الشرق الأوسط حافلًا بالمظالم والصراعات العنيفة التي ستحاول الجهات الفاعلة طائفيًا استغلالها". وهذا فيه إشارة للجهات الفاعلة التي يجب عليها استغلال الوضع في هذه الفترة الزمنية النموذجية للحروب الأهلية ـ على حد زعم التقرير ـ حيث إن الصراع في أوجه، والظروف تبدو على شفير توليد صراعات جديدة. ويفترض التقرير "أن الشرق الأوسط سيشهد أيضًا نسبة عالية من الصراعات على مدى السنوات العشر القادمة حتى لو كان المستوى المطلق أقلّ مما كان عليه في عام 2016.ويوحي التقرير إلى أنه يجب استغلال هذا الصدع لزرع الحوكمة الإقليمية، " وأن تصبح الدول الإقليمية أكثر شرعية، وأكثر قوة في إطار الثمان سنوات القادمة" ويستثني بمغزىً واضحٍ جدًّا أن المسار المعقول لا تتم رؤيته بالنسبة للدويلات أو دولة الأقاليم، وكأنه يشير إلى أنه يجب البدء في تفعيلها في المنطقة العربية بأية طريقة كانت.

بينما أوجد التقرير دافع "الجهات الفاعلة غير الحكومية" مثل، علماء الدين (الذين يؤججون الصراع الطائفي)، ومنظمات المجتمع المدني، والميليشيات (التي يمكنها تحريك الصراع الطائفي أو إخماده وفق سلوكها، تمامًا مثل علماء الدين المذكورين سابقًا). ونرى مثل هذا في العراق عبر الحشد الشعبي، وفي اليمن عبر ميليشيا الحوثي، وفي سوريا ولبنان عبر "حزب الله". بينما إيحاءات المجتمع المدني ودوره في هذا السياق يمكن أن نلحظها في التالي، من التقرير: "وفي ظلّ الظروف المناسبة تستطيع منظمات المجتمع المدني بناء الجسور بين الطوائف. على سبيل المثال، يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تنظّم المظاهرات ضد الانقسامات التي تزرعها الأعمال الطائفية مثل تفجير مسجد شيعي في بلد ذي أغلبية سنيّة. وبالعكس، قد تلعب الجهات الفاعلة غير الحكومية دور المخرّب وتعطّل المبادرات الحكومية والمجتمعية للحدّ من الطائفية. على سبيل المثال، قد تنفّذ الميليشيات الشيعية – مثل قوات الحشد الشعبي العراقية – عمليات قتل انتقامية ضد الطوائف السنية ما يؤدي إلى استمرار دورات العنف الطائفي." هنا العمل نموذجي وكأن ما يحدث في العراق هو من هذه الإيحاءات، وهنا إيحاء لدور منظمات المجتمع المدني التي يتوجب عليها ـ ليس مثلما قد نفهم أنها ستنظم العملية وتوقف هذا الصراع، بل تقوم بتأجيجه عبر ترتيب تفجير لمسجد سنّي لاتهام الشيعة بذلك، والعكس تفجير حسينية لاتهام السنة بتفجيرها. وقد رأينا هذه الأفعال عيانًا بيانًا. إن هذا التقرير لا يجب أن يقرأ ببراءة على أنه مجرد بحث أو دراسة علينا تقبلها من عدمه، بل إنه يقدّم إيحاءات للاستخبارات للتحرك في هذا الإطار، وبشكل مقنن، بحيث تظهر العمليات في المنطقة العربية وكأنها من أعمال أي طرف من الأطراف، وليبقى الصراع مستمرًا حتى تتحقق دويلات الأقاليم.

السيناريوهات

اختار المعهد في دراسته أربعة احتمالات مستقبلية بديلة للعلاقات الطائفية في الشرق الأوسط على مدى السنوات العشر المقبلة. وقطعًا عندما وضعها أربعة فإنه ليس شرطًا على المنفذين لها أن تنفذ جميعها بل بالإمكان العمل على تنفيذ واحد منها في المنطقة كي تصل إلى ما يريده الغرب فيها، وهو المعني بها، وليس من شأن العرب أن يلتفتوا لهذه السيناريوهات لأنها لا تعنيهم بشيء، ولا تمت لهم بصلة، بل إنها جميعها تصب في خانة الغرب، أما أنتم أيها العرب فهذا لا يعنيكم، ولا يخص منطقتكم، وكأن من قدّم هذه الدراسة يقول إن العرب لا يقرأون.
يقول التقرير:" تعكس السيناريوهات كافة الافتراضات والدوافع التي نوقشت في الأقسام السابقة. وصُممت هذه السيناريوهات لتكون متمايزة من الناحية التحليلية حيث يتمكّن القارئ من التفريق بين المسارات الأساسية المعروضة. ولعب نقاشنا المنظم مع الخبراء في الموضوع – بما في ذلك مشاركة محلّلين من مجموعة الاستخبارات – دورًا رئيسيًا في صياغة هذه السيناريوهات التي نتج عدد منها عن ورشة عمل أقيمت في كانون الأول) ديسمبر (2016 ".

السيناريو 1: بروز النزعة المحلية

الدوافع الأهم: الهوية الذاتية والجهات الفاعلة غير الحكومية ونوعية الحوكمة

في هذا السيناريو، يتراجع عهد الإسلاموية كواحدة من الهويات المهيمنة في الشرق الأوسط. تعاني الحكومات الإسلاموية في

مختلف أنحاء المنطقة من تراجع في الأداء وتظهر نزعات استبدادية متزايدة. وتبرز في أعقاب ذلك ظاهرة نسميها النزعة المحلية تطالب فيها المجتمعات المحلية بدور أكبر في شؤونها وبتقديم الخدمات الرئيسية. إن النزعة المحلية هي ردّ على إخفاقات الأحزاب الإسلاموية بشكل خاص.  حيث عزّز الدستور التركي الجديد سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان بالرغم من تراجع شعبيته وتزايد المعارضة. أما حماس، وبعد عجزها لأشهر عن تأمين الكهرباء أو المياه لأكثر من ساعات قليلة في اليوم، فقد فقدت سيطرتها على قطاع غزة لصالح مجموعة تكنوقراطية تعد بتحسين تقديم الخدمات. وبلغت الخيبة العامة من التحولات التي بدأها الربيع العربي ذروتها. فالأحزاب الإسلاموية تخسر أعضاءها ودعمها في مختلف أنحاء المنطقة. لقد فشلت هذه المجموعات مرارًا وتكرارًا في تقديم إطار عمل لحوكمة الدولة الفعالة ويلقي عدد متزايد من الناس اللوم عليها لمسؤوليتها عن تمكين المتطرفين الإسلاميين المتشددين. ومن أجل ملء الفراغ، تبرز “النزعة المحلية” كدافع مهيمن للهوية الذاتية. إنها بشكل عام ردة فعل على بروز التشدّد الديني وغياب التنوّع المحلّي الذي شهده الشرق الأوسط في العقد الماضي. وتنهار سلطة طهران لبناء معسكر شيعي متماسك إذ ترى الأقليات الشيعية في الدول الأخرى نفسها متمايزة عن القيادة الإيرانية

ومستقلة عنها.  وشهدت المناطق ذات الأغلبية السنيّة بداية عودة متواضعة للصوفية في دليل على تقبّل التغيير المحلي في الأعراف. وتحطّ إعادة التركيز على القضايا المحلية من أهمية الطائفية في دفع الأجندات السياسية وحشد السكان. ويفرض النظام في بغداد ودمشق حكمًا مركزيًا ويعاني بالتالي من مطالبة السكان بدرجة أكبر من الحكم الذاتي المحلي. وعلى النقيض من ذلك، تعطي طهران وبيروت قدرًا أكبر من الاستقلالية للمجالس المحلية والسلطات الإقليمية وتحقق توازنًا أفضل لهذه الضغوطات المحلية. وتتجدّد أيضًا الآمال في احتمال إقامة حوار مثمر بين إسرائيل والفلسطينيين – وتظهر مبادرات سلام شاملة بين المجتمعات المتجاورة المحلية الإسرائيلية والفلسطينية التي تسعى إلى التوصل إلى اتفاق عملي بشأن المياه وقضايا بيئية أخرى. وفي حالات بارزة متعددة، يفوق الإقبال على الانتخابات المحلية الإقبال على الانتخابات الوطنية. وفيما يتعلّق بتصنيفات الأفضلية، تتمتّع الهيئات المحلية بشعبية أكبر من القادة الوطنيين. لقد حققت حملة “بيروت مدينتي” نجاحًا شجع العديد من التحركات لأن تحذو حذوها في مناطق حضرية أخرى في مختلف أنحاء العالم العربي ويشكّل ذلك تحديًا لنفوذ نخب الحرس القديم التقليدية.

وتركز هذه الحركات، تمامًا مثل سلفها “بيروت مدينتي” على تقديم الخدمات العامة العملية وبالتالي الحد من أهمية الأيديولوجية. ولا تطرح النزعة المحلية نفسها دائمًا بطرق إيجابية. حيث تستعيض أحيانًا عن “الأيديولوجيات” السابقة (مثل الوطنية والإسلاموية) بهويات حصرية بالقدر عينه – تؤدي على سبيل المثال إلى تجديد التركيز على العشيرة كهيكلية تنظيمية للمجتمع المحلي. ولكن النزعة المحلية تحدّ بوضوح من تأثير الطائفية وتقلّل من قدرة المستفيدين من الفتن الطائفية على حشد الجماهير بناءً على أسس واسعة مثل الانتماء الديني.

السيناريو 2: معسكر شيعي مترسّخ وسط الفوضى السنية

الدوافع الأهم: الهوية الذاتية والدول الإقليمية والجهات الفاعلة من خارج المنطقة

في هذا السيناريو، يتحرّك المعسكران السني والشيعي في اتجاهين معاكسين. من جهة، يحشد معسكر شيعي أصغر حجمًا ولكن أكثر اتحادًا الأتباع لمواصلة ما يصوّره قادته على أنه إعادة توازن تاريخية متأخرة للقوى الطائفية في الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى، يحدّ الاقتتال الداخلي وتضارب المصالح داخل المعسكر السني من فعاليته ويمّكن الجهات الفاعلة الشيعية من السيطرة شيئًا فشيئًا على مناطق نفوذه.

وبالرغم من التأخير الكبير في إدراك المنافع الاقتصادية لخطة العمل الشاملة المشتركة، يبدأ الرئيس الإيراني المعاد انتخابه بالوفاء بوعوده الاقتصادية ويضمن روحاني مشاريع استثمارية ضخمة متعددة من جانب شركات أوروبية. لقد بدأت زيادة إنتاج النفط ونمو قطاع التكنولوجيا بإنعاش خزينة الحكومة ما يمنح بالتالي طهران جيوبًا عميقة لدعم حلفائها وشركائها في المنطقة. ويتمتع حزب الله، الذي يدعمه أداؤه في الحملات الخارجية، بشعبية واسعة في الداخل ويحافظ على تمثيل قوي في البرلمان اللبناني. وتدعم حيدر العبادي أغلبية قوية وذلك بفضل نجاحاته في استعادة شمال العراق من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). كما أسهمت نجاحاته في مكافحة الفساد السياسي والحفاظ على اتفاق تقاسم السلطة مع الأكراد وإعادة بناء المناطق التي مزّقتها الحروب في تعزيز السلطة المركزية في بغداد، وإن كانت الأحزاب الشيعية تسيطر على

الحكومة.

وحسّنت أيضًا عوامل متعددة العلاقات بين إيران والعراق. فقد أدت وفاة آية الله العظمى علي السيستاني دون أن يخلفه زعيم روحي يتمتّع بمكانته إلى تقليص المنافسة على المكانة الدينية بين النجف وقم. ولم يغيّر آية الله العظمى محمود الذي اختير الهاشمي الشاهرودي مرشدًا أعلى في إيران بعد وفاة علي خامنئي السياسات الوطنية الإيرانية ولكن الشاهرودي استغلّ جنسيته المزدوجة الإيرانية العراقية لبناء العلاقات مع العراق حيث يتمتّع بشعبية واسعة بين العراقيين الشيعة. وتتناقض الوحدة النسبية للجهات الفاعلة الشيعية وثرواتها الوافرة مع الفوضى في المعسكر السني. حيث ستنهي المملكة العربية السعودية عملياتها العسكرية في اليمن بعدما ترغمها التوترات داخل المملكة على إعادة الانتشار للقضاء على التهديد في الداخل. ويضعف القلق من انزلاق اليمن في محور النفوذ الإيراني تماسك مجلس التعاون الخليجي مع إشارات من الإمارات العربية المتحدة بأن اللوم يقع على عاتق الرياض.

كما استعاد الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على المدن السورية الكبرى الرئيسية كافة بالرغم من بعض الجيوب المعارضة الصغيرة. وفي حين تحافظ سوريا على علاقات جيدة مع روسيا وإيران تعتبرها فعّالة لهزيمة تنظيم داعش والمتمردين، لم يوطّد الانتصار المشترك في سوريا العلاقات الروسية الإيرانية. ومكّن استبعاد سوريا كونها نقطة خلاف دائمة في علاقة السعودية مع روسيا من توثيق العلاقات بين موسكو والرياض. ولا تزال العلاقات الأمريكية مع الرياض متزعزعة وساءت مع محاولات واشنطن استثمار تحالفها من خلال طلب مكافأة مقابل انتشارها المستقبلي. وفي غضون ذلك، تنمو العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وقطر مدعومة بالروابط العسكرية الوثيقة.

والنتيجة النهائية هي أن الجهات الفاعلة الشيعية تبحث عن الفرص لتوسيع نفوذها في حين تقف الجهات الفاعلة السنية موقف الدفاع. وتعزّز الديناميكية نفسها إذ تدرك الجماهير الشيعية أن مكاسبها ممكنة بفضل وحدتها ويزيد ذلك من التزامها بهذا المبدأ. وفي المقابل، يؤدي تراجع المعسكر السني إلى المزيد من الاتهامات المتبادلة والخلافات على مستوى القيادة وبالتالي تعميق الشقاق.

السيناريو 3: استراتيجية حافة الهاوية تجلب الانفراج

الدوافع الأهم: طابع الخطاب الديني والدول الإقليمية والجهات الفاعلة من خارج المنطقة

يتسم هذا السيناريو بتصعيد الصراع الطائفي الذي يتجّه نحو صراع إقليمي يضع السعودية وإيران في مواجهة عسكرية مباشرة قبل أن يتراجع في نهاية المطاف. يدفع الخوف من العواقب إلى بذل جهود لاحتواء مناطق الاضطرابات الحرجة قبل أن تتصعّد إلى هذا المستوى. وبلغ الاستثمار السعودي والإيراني في الصراع بالوكالة تحت عنوان الطائفية ذروة جديدة. ويظهر هذا التنافس بشكل خاص في سوريا واليمن حيث يواصل الطرفان تأجيج الصراع عن طريق

شركائهما المختلفين. وتخلّت الولايات المتحدة إلى حدّ كبير عن جهودها الرامية إلى إيجاد حلّ للصراع واختارت بدلً من ذلك السماح للجهات المتحاربة بإرهاق بعضها البعض. وبعدما ضمنت روسيا منفذها البحري على البحر المتوسط عبر طرطوس صبّت تركيزها على أوروبا وتركت الصراعات في المنطقة للمشاركين فيها.

وتزيد طهران والرياض من حدة تأجيج الصراع عبر تمويل الأقليات الطائفية في كل من البلدين – تعيد إيران تأسيس حزب الله السعودي في المنطقة الشرقية وتموّل السعودية القوميين البلوش السنّة في جنوب شرق إيران. ولا تحصر هاتان المجموعتان نفسيهما في المناطق الحدودية بل تشنان بنجاح سلسلة من الهجمات الإرهابية في عاصمتيهما التمثيليتين. وتردّ السعودية وإيران بوضع عدائي للقوات جوًا وبحرًا في الخليج. وفي ظلّ التوترات المتصاعدة تُغرق مقاتلة سعودية عن طريق الخطأ سفينة تجارية إيرانية كبيرة وتردّ إيران بإسقاط الطائرة. وبدلً من أن تؤدّي هذه المواجهة القصيرة للقوتين إلى التصعيد تدفع الصدمة الجانبين إلى وقف مؤقت للعمليات. ويمتدّ هذا التوقف المؤقت ليصبح انفراجًا غير مستقر حيث تسعى السعودية وإيران إلى تهدئة التوترات بدلً من المخاطرة بصراع مباشر طويل الأمد.

وفي الوقت الذي يبحث فيه كل طرف عن سبل للتخفيف من حدّة التوتّر تضيّق الرياض وطهران الخناق على الذين يدفعون باتجاه تنفيذ أجندات طائفية خوفًا من التسبب بأحداث لا تستطيع القوتان الإقليميتان التحكّم بها. ويبدأ البلاط الملكي السعودي بهدوء بإقالة علماء الدين الذين يلهبون الشارع في حين تُنشر قوات الباسيج الإيرانية لتفريق التظاهرات ضد رموز المملكة العربية السعودية. وما زالت الجماهير غير متحمسة لتحقيق الانفراج ولكن الدولتين تتخّذان الإجراءات لفرضه بالقوة. ويشير هذا السيناريو إلى أن احتمال زيادة الصراع الطائفي الذي تتحكم به الدولة قد يدفع في الواقع الجهات الفاعلة الإقليمية إلى التراجع عن حافة الهاوية بعد أن تواجه احتمالات عدم استقرار أكبر. وهذا السيناريو هو الأكثر صعوبة من ناحية تصميم التدخلات السياسية إذ يفيد أحد تفسيراته أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسّن.

السيناريو 4: الصراع الإثني والنزوح يؤديان إلى الفصل الذاتي

الدوافع الأهم: الهوية الذاتية والجهات الفاعلة غير الحكومية واتجاهات الصراع

في هذا السيناريو، لم تخفّ حدّة العنف الناشط تحت راية الطائفية إلا لأن الصراع الإثني والنزوح أدّيا إلى فصل فعلي للطوائف. وعلى غرار السيناريو 3، لا يكمن التأثير الصافي على الطائفية في الحدّ من التوترات بل إن العملية المعتمدة للوصول إلى هذه الغاية تضع الطوائف في خطر فعلي وترتكز على الفصل وليس التقبّل. وبالرغم من تغلّب الحملة الدولية على داعش، شنّ التنظيم حملة دامية ومنفّرة في طريقه نحو الهزيمة وأظهرت نتائجها فعالية عملية التطهير التي استهدف بها التنظيم الأقليات الشيعية. وتظهر هذه الانقسامات بوضوح في العراق حيث قضت تقريبًا عمليات القتل الإثنية والنزوح الداخلي على المجتمعات المحلية المتعددة الطوائف التي كانت موجودة سابقًا. وأصبحت الموصل مثلً مدينة سنيّة بأكملها تقريبًا. وردّت جماعات الميليشيات الشيعية بشنّ عمليات انتقامية ضدّ السكان من السنّة ما دفعهم إلى الخروج من وسط العراق في ما وصفته الأمم المتحدة بالتطهير العرقي. وتبدّد تقريبًا الوعد بحكومة ائتلافية وانسحب الأكراد إلى إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي وبات يشمل كركوك وغادر القادة السنّة ليحكموا الغرب بحكم الأمر الواقع. ومع العلم أن التحالف بقيادة السعودية حال دون سيطرة الحوثيين على الحكم في صنعاء في نهاية المطاف، لم تتصدَّ الحكومة المركزية الجديدة الضعيفة لسيطرة الحوثيين على الشمال وما زالت القوات الحوثية تبسط سيطرتها على مدينة الحُديّدة الساحلية. ويرى الطرفان أنه من المفيد الحفاظ على وهم انتهاء الحرب بالرغم من غياب حلّ سلمي رسمي ولا يبدو أن هذا التقسيم الفعلي لليمن سيتغيّر في المستقبل القريب.

وفي سوريا، أسفرت عملية السلام عن “مناطق سيطرة” معترف بها ومقسمة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام والمعارضة وبعد الإعلان عن المناطق ركزت موجة من النزوح الداخلي السكان الأكراد في منطقة سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي كما تجمعت الأقليات بما في ذلك العلويون والمسيحيون والدروز في منطقة سيطرة النظام أما العرب السنّة فقد تركزوا في منطقة سيطرة المعارضة. وتشكّل المدن المختلطة والمناطق الحدودية حيث تتلاصق مناطق السيطرة مواقع إراقة دماء إثنية طائفية خاصة. وحتى في الدويلات الصغيرة جدًا غير القابلة للتقسيم يفصل السنّة والشيعة أنفسهم ضمن أحياء ولا سيّما في المنامة ومدينة الكويت المقسّمتين إلى أحياء سنيّة بالكامل وأحياء شيعية بالكامل بشكلٍ واضحٍ.

إن الأثر على العلاقات الطائفية شامل. فمن جهة، تخفّض قلة التفاعل بين الطوائف من نسبة حدوث الصراعات يوميًا. ومن جهة أخرى، يرسّخ الفصل بين الطوائف التحيزات وينذر بصراع يتفاقم ببطء ويتّجه نحو الانفجار. هذا نص السيناريوهات الأربعة أوردته هنا مثلما هو للاستفادة منه.

المعنى وليس المبنى

إن استشفاف ما يرنو إليه هذا التقرير، وما كتبناه في الأعلى، جاء بناءً على خاتمته حيث أنها كشفت عبر نقاطها الواردة ما يجب أن يتم عمله لمصلحة الاستخبارات الأمريكية والغربية إذ إن كل ذلك يعتمد على ما تريد عمله في المنطقة، ولها الخيار في ذلك سواء في رفع حدة التوتر أو في خفضها.. ولنقرأ الاستنتاج الأول والثاني في هذه الخاتمة:

"يساعد العرض السابق للافتراضات والدوافع والسيناريوهات على إعداد تقييمات المحلّلين – ومن ضمنها تقييمات مجموعة

الاستخبارات الأمريكية – المتعلّقة بالعلاقات الطائفية في الشرق الأوسط. والاستنتاجات الأساسية من هذه العملية هي التالية:

  • في مدّة زمنية تمتدّ إلى عشر سنوات، تتوفّر احتمالات مستقبلية معقولة متعددة لمسار الطائفية في هذه المنطقة. فمسألة زيادة الطائفية أو انخفاضها في العقد القادم غير حتمية وذلك لأن حدّة الطائفية تعتمد على دوافع قد تشير إلى أي من الاتجاهين."

  • قد تتأثر بعض هذه العوامل بقرارات الولايات المتحدة (والشركاء الدوليين) السياسية. على سبيل المثال، إن نوعية الحوكمة والظروف الاقتصادية والتصدّي للصراعات القائمة لمنع امتدادها كلها عرضة للتدخلات السياسية."؛ أي بوضوح تام القرار هو قرار الدول الغربية وما تريد أن تفعله في هذه المنطقة. وهل ستحولها إلى دويلات خلال الثمان سنوات المقبلة؟ أم ستوجهها نحو الهدوء؟


"ويشجّع المؤلفون أيضًا على إعادة عملية توليد السيناريوهات باستخدام تقنية تحليلية مختلفة – التحليل بأثر رجعي – لتحليل الاحتمالات المستقبلية البديلة الواردة هنا"؛ أي بالإمكان النظر فيما حدث سابقًا من تأجيج للمنطقة وقراءة "الفوضى الخلاقة" وماذا أنتجت فيها، والهدف بقاء الصراع من أجل الوصول إلى الغايات التي يريدها الغرب في منطقتنا العربية.

وأضاف المقررون: "يتمتع التحليل بأثر رجعي الذي يبدأ بالحالة النهائية بمزايا أخرى. فهو يساعد على تسليط الضوء على التدخلات السياسية التي لا بدّ من القيام بها للتوصّل إلى النتيجة المرجوّة أو تجنّب النتيجة الأسوأ."؛ أي أن عملية الركون السياسية أو الهدوء السياسي في هذه الحالة لا ينبغي بل يجب العمل على الوصول إلى النتيجة المرجوّة من وراء ذلك، ألا وهو دول الأقاليم.

 

نهج "ادفنها قبل أن أراها"

بما أن الباحثين اعتمدوا نهج "أعرفها عندما أراها" علينا أن نعمل على نهج " ادفنها قبل أن أراها"، كي لا يعرفوها على الإطلاق.  وذلك بالآتي:

  • مراقبة الجهات الفاعلة والعمل على ألا تسير في خططها، وأن يتم إيقافها قبل أن تنفذ أي مشروع.

  • عدم التهاون في التوجهات لدى أية فئة مهما كانت.

  • تكريس مفهوم الوطنية، ودعم الوطنيين الصادقين الذين ينتهجون توجه دولتهم نحو الوطنية.

  • العمل على تكريس الخطاب الديني الوسطي الهادئ الذي لا يثير النعرات ولا يستدعي الطائفية.

  • التوجه نحو تذويب العلاقة الشائكة بين السنة والشيعة.

  • قراءة توجه إيران بشكل جاد. وماذا يمكنها أن تفعل لتذويب هذه العلاقة الشائكة.

  • قراءة بقية الطوائف في المنطقة والعمل على ألا تنجرف نحو الطائفية.

  • إزالة مشاكل الحدود بين الدول العربية، وحل مشكلاتها من قبل جامعة الدول العربية بأقصى سرعة ممكنة.

  • السعي إلى ألا يكون هناك ضغط اقتصادي على الشعوب.

  • عدم إعطاء الجهات الفاعلة من خارج المنطقة أي مشروعية للدخول للعبث بالبلاد العربية.

  • الربط بين مناطق الصراع، ومحاولة تفتيت هذا الصراع، والتنبه إلى تأجيج الصراع في مكان بينما الهدف في مكان آخر.

  • عدم إعطاء الهويات الطائفية أية مشروعية مهما كانت المسوغات، العمل فقط بالمكون الوطني دون غيره.


 

 

 

الجدول..دوافع الصراع الطائفي
















































تراجع خطر الصراع الطائفي      الدافعتزايد خطر الصراع الطائفي
هيمنة الهويات غير الطائفية (مثلًا؛ ولاءات وطنية، محلية، طبقية)الهوية الذاتيةهيمنة الهويات الطائفية
يدعو الزعماء الدينيون إلى تقبّل الطوائف والديانات الأخرىطابع الخطاب الدينييروّج الزعماء الدينيون لعلاقة عدائية بين الطوائف

 
تبني الجهات الفاعلة غير الحكومية جسورًاالجهات الفاعلة غيرالحكوميةتحشد الجهات الفاعلة غير الحكومية الجماهير حول الطائفة

 
تعمل الدول الإقليمية على الحدّ من الطائفيةالدول الإقليميةتفرض الدول الإقليمية أجندة طائفية

 
تقدّم الدول حوكمة رشيدة دون تمييز بين الطوائف الدينيةنوعية الحوكمةتعجز الدول عن توفير الخدمات الأساسية أو تميّز عند تقديمها الخدمات بناءً على الانتماء الطائفي
يخفّف النمو الاقتصادي من الضغط ويتم تقاسم الأرباحالظروف الاقتصاديةيغذّي الضغط الاقتصادي الانقسام وتشعر المجموعات الدينية بأنها محرومة اقتصاديًا
يحدّ حلّ الصراع من العنف في المنطقةاتجاهات الصراعيمتدّ الصراع في إطار معيّن ويغذّي الصراعات في أماكن أخرى
تمنح الجهات الفاعلة من خارج المنطقة الأولوية للاستقرارالجهات الفاعلة من خارج المنطقةتسعى الجهات الفاعلة من خارج المنطقة إلى فرض نفوذها من خلال اللعب

 

المصدر: تقرير راند

يتبع.....

الأربعاء، 25 أبريل 2018

الصوفية: الخروج من الخلوات إلى الجلوات

لا شيء يهز العالم 6



حين خبت تلك النار داخل الصدور بدأ المسلمون يزحفون
إلى المقامات. محمد إقبال

بعد هذه اللمحة السريعة على التحركات الأمريكية وما يوازيها من تحركات روسية، حتى لو لم تظهر إلا عبر مؤتمر الشيشان، إلا أن هناك تحركًا غربيًا واضحًا في إعلاء شأن التصوف؛ وهذا يوضح مدى التنسيق القائم لإسقاط الإسلام، والمتمثل في المملكة العربية السعودية، لأنها هي الواجهة الحقيقية للإسلام، وأعتقد أن هناك تعمّدًا في خلط أوراق الإسلام وتقسيمه إلى فئات انساق وراءه الكثير ـ بكل أسف ـ حيث أنه لا يوجد إسلام سني وإسلام شيعي وإسلام صوفي، ولكن المسميات تجبرنا على أن نتحرك في ضوئها من أجل تبيان وشرح الأهداف من وراء كل ذلك، حتى لو تم ذلك بإشارات سريعة في هذا الكتاب، بين فينة وأخرى، لأن ما أكتبه هنا ليس مهمته هو تبيان الإسلام الصحيح من غيره، أو الحديث عن الفرق أو الملل والنحل، بل من أجل إيضاح الصوفية واستغلالها كبديل عن الشيعة لهدم ما تبقى من الدول العربية.

" في اغسطس 2011 نشر البيت الأبيض استراتيجيته الجديدة لمنع التطرف العنيف داخل الولايات المتحدة، وتمت الإشارة فيه إلى ضرورة مكافحة نشر الأيديولوجية المتطرفة بين المسلمين الأمريكيين"[1]

هذه الإشارة لنشر الإيديولوجيا المتطرفة تخص أمريكا وحدها، بحيث أنها تسعى لعدم انتشارها داخلها، أما خارجها فزراعتها واجبة، بدلالة التوجه نحو الصوفية، بعد أن استنزفوا المد الفارسي وشيعته، وبعد أن حققوا جزء من أهدافهم في المنطقة العربية بدأوا في التوجه نحو المد الصوفي، وإظهاره الآن للعلن من أجل تحقيق ما تبقى من الأهداف التي لم تستطع إيران تحقيقها. كما أن الفكر الغربي براغماتي ولا يفكر بمبدأ إنساني بقدر ما يفكر في مصالحه، ولا تهيمن عليه على الإطلاق الفكرة الإنسانية الشاملة التي تعيش وتجعل غيرها يعيش، ولهذا فإن التوجه نحو إيديولوجيات هدّامة في المجتمعات الأخرى هو استراتيجية تسير عليها بشكل قوي. " حظيت فكرة نشر الصوفية باهتمام كبير من قبل المفكرين الغربيين فالاتجاهات الصوفية ظهرت وما تزال تظهر في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. يقول مارتن لينجز الذي أعجبني في الحركة الصوفية هو أنني كأوروبي وجدت خلاص روحي ونجاتها في التصوف وهذا بالضبط ما نريده."[2]

الأحد، 11 مارس 2018

لا شيء يهز العالم (4)

الصوفية معركة الأفكار الغربية البديلة لمعركة الشيعة


إنَّ معركتنا هي معركة الأفكار ومعركة العقُول,
ولكي ننتصر على الإرهاب لا بد من الانتصار في ساحة الحرَب على الأفكار

 بول ولفويتز

مقدمة

تعد الطريقة التيجانية في السودان والجزائر والمغرب أكثر طرق التصوف تأثيرًا في العالم العربي، والنقشبندية في آسيا والعالم هي الأكبر والأكثر انتشارًا. ويأتي ذلك من بين ما يقارب 280 طريقة صوفية، كل طريقة تحمل طابعها وتتمتع بحيوية ونفوذ في بيئتها. وتعد الرفاعية والعزمية في مصر، والتيجانية والعلوية في الجزائر والمغرب، والبرهانية في تونس والشاذلية في سوريا والسنوسية والعيساوية في ليبيا، والغزالية في اليمن من أهم الطرق في القطر العربي، بينما تنتشر وبشكل غير واضح الطريقتين النقشبندية والقادرية في بعض دول الخليج العربي، ولعل مرد ذلك إلى وجود جاليات من آسيا ومن موريتانيا في هذه الدول.

وتقترب عدد الطرق الصوفية فى مصر من 76 طريقة، تنتشر في محافظات “,”الصعيد“,”، وفي مدن الدلتا، وفي عشوائيات القاهرة الكبرى ، ومن أشهر تلك الطرق في مصر العزمية والسعدية والرفاعية والنقشبندية والشهاوية والشبراوية .

الأحد، 31 ديسمبر 2017

الصليب الأحمر يتستر على الحوثي!!

العمل الإنساني الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في اليمن لا يعجب بعض المنظمات الأممية، وتوخي الحذر في العمل العسكري والتصويب المباشر على الأهداف العسكرية ودقتها، أيضاً لا يناسب هؤلاء ولا يعجبهم، ولن يعجبهم بدلالة أنهم كانوا يقيمون في صنعاء، وهو دليل على إعلان توجههم منذ البداية وأنهم مع الانقلابيين، وليسوا مع الحقيقة ولا الشرعية، فلو أنهم مع الحقيقة لكانوا يتحركون في كامل اليمن، أما أن يستقبلوا تقاريرهم من الحوثي ومن ثم يبثونها على العالم، فهذا هو الميل الواضح.

وكي أدلل بوضوح تام، في عام 2015 تم التفاوض بين لجنة الصليب الأحمر والحوثيين لاستعادة نوران حواس أحد أفراد المنظمة المحتجزين لدى الانقلابيين، وتم ذلك في سرية كاملة دون أن تعلن المنظمة عن ذلك، ومر الموضوع مرور الكرام، دون أثر يذكر، أو دون الإشارة إليه في مداراة للحوثي واضحة تماماً.

وقبل أيام عادت مليشيات الحوثي في التفاوض مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بخصوص أحد العاملين التابعين للمنظمة والذي اختطفته المليشيات منذ ما يقارب عاما كاملا وتتحفظ المنظمة عن الإدلاء بأي تصريح أو أية معلومات تشير إلى المختطف. وقطعاً لم يتحدث الصليب الأحمر عن ذلك، لأنه ليس من مصلحة الانقلابيين أن يفتح عليهم باباً من الأبواب التي تسدها، إذ أن اللجنة تعلم مخالفات وانتهاكات الحوثي كبيرة وكثيرة، ولكنها تتعامل معهم برحابة صدر.بل قد لا يستبعد أن مسألة الاختطاف هي مجرد مسرحية بينهما.

بغض النظر عما تفعلة اللجنة في اليمن، فإننا نتساءل: هل بعد هذه الأنباء اتخذت الأمم المتحدة موقفاً من هذا التستر الذي يقوم به أفراد لجنة الصليب؟ وهل حققت في الموضوع؟ نعلم جميعا الإجابة!!

مشكلة المنظمات وعلى رأسها الأمم المتحدة أنها لا تريد لأية حرب أن تكون إنسانية، وأنه يجب على الدول أن تتبع الأساليب الإنسانية فيها مثلما يعمل التحالف العربي، بل يريدون أية حرب أن تكو حرب إبادة مثل البراميل التي يرميها بشار الأسد على شعبه، فهم يقفون يتفرجون دون أن يرتفع لهم صوت، ولن يرتفع لهم صوت طالما عملية إبادة الشعب السوري مستمرة.

نشر هذا المقال في صحيفة اللبلاد

السبت، 4 نوفمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 35

امبريالية الإمبراطورية الأمريكية


بريجنسكي وعملية نيويورك الأخيرة!!

أوروبا لا تحتاج لغضب بل إلى عمل للخروج من مأزق أمريكا!!

يلوح بريجنسكي إلى الداخل الأمريكي وأنه ربما قد يكون السبب الرئيس في سقوط الهيمنة الأمريكية، بل إنه يحذر من ذلك، بحيث لا يجب أن تتراخى السياسة الأمريكية تجاه هيمنتها على العالم، وعليها أن تعمد إلى السير قدماً، ليس لقيادة العالم بل للسيطرة عليه" التحدي الرئيسي للقوة الأمريكية لا يمكن أن ينبع إلا من الداخل ـ إما بسبب نبذ الديمقراطية الأمريكية نفسها للقوة، وإما بسبب سوء استخدام أميركا لقوتها في العالم. "[1]

السبت، 21 أكتوبر 2017

الثقل السعودي في إدارة أزمة المنطقة

باختصار:


قراءة الواقع تحتم علينا قراءة بعد النظر في السياسة السعودية، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا في عهد أوباما ترتمي في أحضان إيران، كان العمل السعودي على أشده لتغيير مسار اللعبة في الشرق الأوسط، وذلك بمواجهة أمريكا عبر إيران، أي مواجهة إيران في أي موقع ذهبت إليه، وهذا أسلوب ذكي يدلل على الحنكة، بحيث أنها لم تخسر أمريكا وفي نفس الوقت تواجهها عبر من ارتضته وكيلاً لها في المنطقة، أو عن مشروعها الذي يهدف إلى تفتيت المنطقة.

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

اﻻنحراف 1

سأبدأ معكم رحلة هنا، بين فينة وأخرى،أتحدث فيها عن اﻻنحراف.. قد نصل سوية إلى مفهوم يقوم اﻹعوجاج.


1 _ السؤال


 


تخامرني الشكوك أن الشعر فن التزييف، حيث أنه يقدم الفراغ اللامتناهي للقارئ، ويقدم الخيال .الكبير للشاعر. كأنه نوع من الانحراف عن جادة الطريق، أو بالفعل  هو يشبه من يركب خيلا ووجهه للخلف ولا يعلم أين تسير به هذه الخيل. ولكن في النهاية ليس على الإنسان سوى أن يشفي نفسه مما هو فيه في هذه الحياة، وعملية الاستشفاء قد تكون عبر الخيال، وعبر انحراف العقل إلى الشك كي يذهب إلى اليقين. " وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال أولم تؤمن؟ قال :بلى ولكن ليطمئن قلبي" سورة البقرة آية 260 ليس شرطاً أن تكون صاحب رغبة جامحة كي تتساءل، ومتى ما تساءلت ستصل.


 


 الفرق بين الرغبة والسؤال كالفرق بين أن تحتضن امرأة وأن تكتب قصيدة، فاحتضان المرأة يتطلب تحقُّق الواقع، وكتابة القصيدة يتطلب استحضار الخيال، وهناك فرق بين الواقع والخيال..  عليك أن تمسك الهواء إذن هو أجدى لك، فلا أبسط من تحوير الأشياء أو تحويلها أو إسقاطها على الآخرين، كي تكون منحرفا. الانحراف هو نهاية الأشياء، عليك أن تؤمن بهذا، نعم قد تنحرف عن الحياة وتذهب إلى الموت، ولكن إياك أن تموت وأنت حي لأن هذا لا يعد انحرافاً بل هو ذبول يجعلك تعيش ساكناً، وتتلقى  أشياءك من الآخرين دون أن تقدم ما يشفع لهذه الحياة من تساؤلات. نعم الانحراف هو نهاية الأشياء، فكونك بدأت مشروعاً تجارياً بعد أن كنت هادئاً ساكنا في منزلك ، فهذا يعني أنك انحرفت عن عادة كانت تلازمك، واستغنيت عن حياة الدعة والركون إلى المنزل إلى هذا المشروع الذي سيشغل وقتك، ويبعدك عن تفقد ضوء الغرفة لماذا هو خافت، أو لماذا لا يكون لونه أصفراً أو أبيضاً، لماذا لا أضع شجرة في هذا الركن أو أضع تحفة على الطاولة؟ وكثير من الأسئلة التي كانت تراودك وأنت جالس في منزلك. الآن أسئلتك ستختلف، خرجت عن المسار الذي كنت تعيشه إلى مسار آخر: ما هو العائد الذي سيعود، ماذا لو اشتريت هذا الصنف وتركت الآخر، ماذا لو تعاقدت مع جهة أخرى لأحقق أرباحا أكبر؟ ولا يتوقف الأمر عند نهاية حياة المنزل، بل سيذهب إلى أنك ستلتقي وجوها جديدة، وكلمات جديدة لم تكن تسمعها من عائلتك في المنزل، وسيتغير مفهومك في الحياة، وستبدأ في قياس الأشياء بناء على الخارج، وليس على الداخل الذي كنت تعيش فيه. ومن هنا فإنك انحرفت عن حياة كنت تعيشها لتذهب إلى حياة أخرى تعيشها بملء إرادتك، والأسئلة أيضاً تطاردك في ذات السياق، ولا تنفك عنك في أي لحظة تعيشها سواء مع زملائك أو لوحدك وأنت تتأمل مشروعك الجديد. هو مشروع انتقال من فكر لفكر. لم تلغ حياة المنزل ولكنك انحرفت عن أسئلة هذا المنزل.


ليس كل أهل الأرض شعراء كي يزيفوا لنا الكلمات، فجزء منهم يغتصب حقوقك كي يعيش هو في مستوى معين من الحياة، ولهذا تتملكه الرغبة في القضاء عليك، هم لا يكتبون الشعر لك بل يكتبون خطواتك التي يريدونها، وانحرافك هنا هو خنوعك وخروجك عن الطبيعة التي أرادها لك الله، ولهذا فإن هذه الرغبة تزداد كلما ازددت خنوعاً لهم، وسيوصلون إلى الانحراف النهائي عن الحياة. أرأيت رغبة احتضان المرأة إنها تتكرر من قبلهم باتجاهك، فكلما هجعت كلما ازدادوا شيطنة عبر رغباتهم. وانحرافهم هم يكمن في أنهم لم يسيروا وفق طبيعة الأشياء بل وفق الرغبة الداعية إلى السيطرة عليك.


 


ومنظومة الأخلاق التي يكتب عنها الفلاسفة، والتي يستطيعون إقناعك بها، يؤخذ منها ما يتوافق وتسيير حياتك، بل ربما تسيير أحلامك، فقراءة أسئلتك الضعيفة التي لا ترى إلا ما بين يديها، ولا تنظر إلى طبيعة الكون كاملة، سيستغلونها ويرون أنها نقطة ضعفك، وينقضون عليك، أما ما يتوافق مع طبيعة الحياة الحرة فإنهم يضربون به عرض الحائط، ويتركونه لتحليلاتك، والاستمتاع بما كُتب عن الأخلاق، ويتركون لك مناقشة هذه النظريات والسعي لتطبيقها على المجتمع، بينما هم يسيرون في خطى غير التي تفكر بها أنت. إنهم يبتكرون لك الوهم في طريقك ويجعلونك تصغي له، بل يجعلونك تجادل وتشعر أن هذا هو الصح وهذا هو الخطأ، وأنه يجب فعل هذا وتجنب هذا، دون أن يكون لردة فعلك أي تأثير، فهم ضمنوا أنك دخلت إلى شارع الوهم برغبة منك، ولم تأت هذه الرغبة من أجل الحصول على إجابة لأسئلتك التي تدور حولها، بل أتيت مستسلما لإجاباتهم التي وضعوها لك وأنت تعتقد أنها هي الإجابة الحقيقية، والتي توصل إلى المراد الذي تريده.. وما هو هذا المُراد؟


ابتكر سؤالك ولا تجعل أحداً آخر هو من يبتكر لك، لا تخشى شيئاً عن السؤال الذي ابتكرته لأنك ستجد الإجابة، ليس من كتب المفكرين أو الفلاسفة أو واضعي النظريات أمامك، بل من الحياة ذاتها، الحياة سترسل لك إشاراتها وتقول لك هذا هو جواب سؤالك، فلا تتعطل، ولا تشغل ذهنك بما هو مقرر لك وما هو مقرر عليك، لأنك أنت وحدك صاحب الإرادة الحرة، أنت وحدك صاحب السؤال وصاحب الجواب ولا أحد يستطيع تسييرك.