الاثنين، 4 مايو 2020

صدور روايتي طغيان الكائن

صدرت روايتي ” طغيان الكائن” عن دار تكوين في جدة
من الرواية
الحياة “جهاد”، وجهادنا جاء بعد فترة من الجمود فترة من سيطرة الجهاديين على المشهد، بعد فترة من سيطرة “الصحوة” هذه الصحوة التي جرفتني قليلاً، لا أرى أنها استطاعت السيطرة على تفكيري، ولكنها أثّرت كجزء من المجتمع الذي سقط في فخها. ورغم ذلك فإنها في مدينة كجدة لم يكن تأثيرها قويًّا داخل المجتمع الجداوي، ولكن النزوح القبلي نحو جدة غيّر ديموغرافيتها، وجعلها تعيش حالة من “الإسكات الصامت” الذي تغلغل بفعل قوة الخطابة والمنابر.
“هل درست على يد أحد الشيوخ” هكذا كانت تسألني. “وماذا يعني ذلك؟” هكذا أجبت. “مجرد سؤال!”. ـ ألا تريني حليقًا؟
كنت مراوغًا كما تعودت من بعض من يحمل فكر “الصحوة”  عندما يتم حشره في زاوية، فيذهب بالإجابة عن السؤال بسؤال. الحياة “جهاد” في السؤال والجواب أيضًا، حتى في الشارع إن لم تكن مجاهدًا وتسقط على هذا وتزيح ذاك من طريقك، وتصرخ على سائق لم يتحرك، وتتحرش بفتاة كي تثبت أنها فاسدة، وأنه يجب تربيتها، إن لم تكن كذلك فإن لا قيمة للجهاد في حياتك. لم يخلق الله الكون في لحظة بل تأنى فيه وخلقه في ستة أيام، ستة آلاف سنة، ثلاثين ألف سنة مما نعد.. ماذا؟  لا يهم.. المهم أن جهادنا لا يتوقف لأننا سنبلغ آلاف السنين ونحن مخلدون بهذا الجهاد.
“نصيحتي لك لا تناقش المسائل الدينية، لأنك تردد كالببغاء” صدمتني هكذا دون مقدمات على الجوال. “تم.. يا شيخة لن أناقش معك المواضيع الدينية، دعينا نناقش المجتمع فقط.”
نسيت أن أقول لكم إن مشكلتي أيضًا أنني أنظر إلى أشياء يراها الآخرون كبيرة، بينما أراها صغيرة جدًّا.. ماذا يعني أن يسعى البعض إلى إسقاطي من مكانتي العلمية أو من موقعي الوظيفي؟ شيء تافه وصغير يسعون وراءه، وهم يرددون “الرزق بيد الله وليس بيد أحد” ولم يقف أحدهم ليقول ” هل أخذ رزقك حتى تسعى إلى إسقاطه”، أو “لماذا طوال حياتك تردد أن ما كتب لك لن يأخذه أحد غيرك” أو “نصيبك ستراه” أو “حب لأخيك ما تحب لنفسك”…إلى آخر الشعارات التي تعلمناها من مرحلة الصحوة، والتي كثيرًا ما أتحفونا بها، وشددوا علينا بأن الفقر هو نعمة من الله.. وهم من أغنى الأغنياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك