ما زال يظلمني وأرحمه **** حتى بكيتُ له من الظلمِ (لا أعلم لمن هذا البيت)
أرسطو في " الأخلاق إلى نيقوماخوس" يرى الفضيلة عادة، واستعداد راسخ مكتسب لتجنب أي تطرف، ويرى أن الأهواء "جزء من طبيعتنا"
الإشبيلي يقول:
وكل إلى طـــــــبعه عائد **** وإن صدّهُ المنع عن قصدِهِ
كذا الماءُ من بعد إسخانهِ **** يعود ســــــريعاً على بردِهِ
بالإضافة إلى أنها " محركنا الداخلي" بشرط ألا نطلق العنان لها " لأنها ستطغى على العقل إذ ذاك" غير أنه يرى أن أعلى خلق ما اتسم
بالتأملية التي لا يصل إليها إلا الحكيم.
يقول ابن دريد:
وآفةُ العقلِ الهوى فمنْ علا **** على هواهُ عقلُهُ فقد نجا
إشكالية الفضيلة التي نريد الوصول إليها عبر أرسطو هنا أنها لن تأتي إلا مكتسبة ولن تكون طبيعية، وبالتالي فإن مثلها مثل الأهواء تماماً.
النفس كالطفلِ إن تهملهُ شبَّ على **** حبِّ الرضاعِ وإن تفْطِمْهُ ينفطمِ
الرواقيون، وهي مدرسة فلسفية تنسب إلى زينون الرواقي، ينظرون بعكس رؤية أرسطو حيث أن التأملية لا تأتي بالحكمة فليس هناك نصف فضيلة أو خلق بل هناك فضيلة كاملة " من هو غير حكيم مجنون" .. أيضا، ابن دريد:
وأفضل قسم الله للمرء عقله فليس من الخيرات شيء يقاربهْ
إذا أكمل الرحمن للمرء عقلهُ فقد كملت أخـلاقه ومآربهْ
في فكرة ناحية الأخلاق كلية ولا تقوم على الجزئية، يرون أن الفضائل الجزئية تشكل مجموعة واحدة، ومن لا يمتلكها جميعها فلا يمتلك ولا واحدة.. كأنهم متشددون. ولهذا اعتبروه العلماء والفلاسفة من بعد فكرا منغلقا.
على أية حال الفكرة تحتاج إلى جهد مضاعف وكي أنجز جملة أحتاج إلى قراءة كتاب، وكي أنجز مقالة أحتاج إلى قراءة عشرات الكتب.. الفكرة في ذهني تسطع، ولكن الوقت يقتل، والهموم الحياتية تزداد.. سأعود بين فينة وأخرى لأكون مع بعض الفلاسفة أفلاطون ومن ثم فلاسفتنا العرب، لا يوجد لدينا الآن فلاسفة.. أليس كذلك؟ نحن نقول ذلك، ولكن قد يأتي زمن يقولون إن العصر الذهبي للفكر العربي كان في الألفية الثانية الميلادية حيث برزت مدرسة فلان في المشرق وفلان في المغرب.الخ. قد لأننا لا نرى إلا ما حولنا.
يقول المعري:
قلّ الثقاتُ فما أدري بمن أثقٌ لم يبقَ في الأرضِ إلا الزورُ والملَقٌ
هو يشتكي من سوء الخلق في زمانه، فكيف ستكون شكوانا في هذه الأيام.
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ وأخو الجهالةِ في الشقاوة ينعمُ
لله أنت أيها المتنبي.
بشار بن برد
أنت في معشرٍ إذا غبت عنهمْ بدّلوا كل ما يزيّنُك شــــينا
وإذا ما رأوك قالوا جميــعــــــــأً أنت من أكــــرم البرايا علينا
هذا الذي رموه بالزندقة يقول هذا الشعر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك