‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيديولوجيا رقمية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيديولوجيا رقمية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 30 يونيو 2019

الرقمية تقتل الطفولة والإبداع



باختصار:


استقبلت 35 تعليقًا على موضوع "الأدلجة الرقمية"، وجميعها من مواقع ومدونات غير عربية، هذا أسعدني كثيرًا، كون هناك قراء "تترجم" لتقرأ، أو تقرأ بلغتي، والفكرة التي دارت في مخيلتي وأنا أستقبل هذا السيل بشكل مفاجئ هي: أن التواصل بات الآن عبر الانترنت عالميًّا، وأن الدعوة في موضوع الأدلجة، وما تفعله التقنية في الإنسانية يدق ناقوس الخطر، ويدعو إلى تظافر الجهود من أجل الحفاظ على الجيل القادم، إذ إن الأسرة الآن لم تعد تلك الأسرة التي تعتمد "التربية الصلبة" بل إنها الآن تعتمد "تربية سائلة" ماعت مع ميوعة التقنية.

المشروع المتقد هو أن التقنية تسحب الطفولة من شوارعنا، وتذهب بها إلى شوارع لا مرئية وهي مرئية خلف شاشة الكمبيوتر أو الجهاز الصغير الذي نسميه "موبايل/جوال"، وبالتالي فإننا نفلت عقل الطفل لشوارع خلفية لا ندرك ماذا فيها، ولا نصلها نحن كآباء أو أمهات، ولكن هم يصلونها.

الذهن المنشغل بكفاحه اليوم من أجل توفير لقمة عيش لهؤلاء الأطفال سينكسر ذات يوم عندما يلحظ أن كل سعيه ذهب هباءً، ولم يفدهم في شيء حين يجد أنه كان يؤمن لهم المادة، ولم يكن يؤمن أرواحهم، كان يغذي أجسادهم ولا يغذي قلوبهم وعقولهم، وهنا مكمن الخطورة.

أمّا الرقمنة فإنها تُنتج الذهن الفارغ، وتسعى إلى الكسب المادي ولا تفكر في الكسب المعنوي، بل تنمي لدى الأجيال عملية الاستهلاك فقط، ومن هنا فإن المنزلق الذي تسير نحوه الإنسانية هو أنها ستقع في براثن أصحاب رؤوس الأموال الذين يسيرون هذه التقنية، وستدفن كل فكر يريد أن ينمو ويكون مستقلاً لأن الرقمنة لا تحب الاستقلالية، ولا تريد أن يكون الفرد مستقلاً بل تريده أن يكون تابعًا لها.

مع شكري وتقديري لكل من علّق على موضوع الأدلجة الرقمية، إلا أنني آمل منهم أن يقفوا صفًا واحدًا لمواجهة هذا الغول الذي يقتل العقل ويقتل الطفل في داخلنا.