‏إظهار الرسائل ذات التسميات ماذا ايضاً. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ماذا ايضاً. إظهار كافة الرسائل

السبت، 3 أغسطس 2019

وجهة نظر ماكوي: سقوط الولايات المتحدة عام 2030 وصعود الصين



فصل أستاذ التاريخ في جامعة ويسكونسن ألفريد ويليام ماكوي، التطور الواعي لمكونات ما يسمية الآن الإمبراطورية الأمريكية في كتابه " في ظلال القرن الأمريكي.. صعود وتراجع القوة الأمريكية العالمية"، والكاتب منذ أربعين سنة وهو يسعى لتوعية الشعب الأمريكي لما تفعله حكومته حول العالم، ففي كتابه "سياسات الهيروين في جنوب شرق آسيا" كشف الكثير مما تفعله حكومته هناك في هذه التجارة.. وغيره الكثير.

في كتابه في ظلال القرن الأمريكي يناقش ثلاث مسائل:

  • للولايات المتحدة إمبراطورية وهي الأرض الأم.

  • أن هذه الإمبراطورية ستبدأ بالتهاوي والتفكك بعد مرور 70 سنة.

  • وأنها في طور التخلي عن مكانتها كأقوى دولة في العالم لتحل الصين محلها. الثقافة العالمية ع197 ص 191

الخميس، 4 يوليو 2019

قناة الجزيرة تسقط أمام إسرائيل

باختصار:

يومًا بعد آخر تكتشف الشعوب العربية أن قناة الجزيرة تسعى إلى هدم الدول العربية، وأنها مشروع إمبريالي زُرع في المنطقة العربية يهدف إلى المساعدة في تأليب الشعوب العربية ضد بعضها البعض. لقد قدمت قناة الجزيرة درسًا في " كذبها" ولا مهنيتها ولا موضوعيتها حين تغاضت عن "مظاهرات إسرائيل" ولم تتناولها كتناولها للأحداث في البلدان العربية.



رأينا كيف كانت تغطية الجزيرة لشعلة البوعزيزي في تونس، وشاهدنا توسعها في الحدث ومباركتها باستضافة العديد من المحللين والنقاد والسياسيين والشارع. ورأينا كيف غطت أحداث الربيع العربي "ليبيا، مصر، سوريا، اليمن" بل ما نعجب له هو أنها في أي شارع يحدث فيه "عراك" بين إثنين في أي دولة عربية فإنها تركز كاميراتها في جوانب هذا الشارع لتأخذ اللقطات من عدة زوايا.. وما ميدان التحرير في القاهرة إلا خير دليل على ذلك. وما بين أيدينا اليوم في السودان، وما هو واضح تمامًا أن كاميرات الجزيرة كانت مركزة في شوارع مدن السودان، ثم أصبحت تستعين بجوالات المناوئين للحكومة كي توضح استمرار المظاهرة، وكي تصعد المواقف بين الحكومة والشعب. وبكل أسف هناك من يرى أن القناة تمثل إعلامًا حرًّا في منطقتنا، ولكن أحداث "إسرائيل" والتظاهرة الكبيرة والعنف الذي حدث فيها، والشغب الذي حدث فيها بعد مقتل شاب أثيوبي إسرائيلي يبلغ من العمر 19 عامًا، على يد ضابط إسرائيلي، والذي على إثره تم حرق سيارات وتعرض هؤلاء لعنف من قبل الشرطة والمواجهات التي نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، لم تظهر "الرأي والرأي الآخر" ولم نرى أي وجه من وجوه الجزيرة يتناول هذا الموضوع. لماذا يا سادة لأنها أصلاً مشروع صهيوني مدعوم من قبل الصهاينة لخراب المنطقة.

الأحد، 30 يونيو 2019

الرقمية تقتل الطفولة والإبداع



باختصار:


استقبلت 35 تعليقًا على موضوع "الأدلجة الرقمية"، وجميعها من مواقع ومدونات غير عربية، هذا أسعدني كثيرًا، كون هناك قراء "تترجم" لتقرأ، أو تقرأ بلغتي، والفكرة التي دارت في مخيلتي وأنا أستقبل هذا السيل بشكل مفاجئ هي: أن التواصل بات الآن عبر الانترنت عالميًّا، وأن الدعوة في موضوع الأدلجة، وما تفعله التقنية في الإنسانية يدق ناقوس الخطر، ويدعو إلى تظافر الجهود من أجل الحفاظ على الجيل القادم، إذ إن الأسرة الآن لم تعد تلك الأسرة التي تعتمد "التربية الصلبة" بل إنها الآن تعتمد "تربية سائلة" ماعت مع ميوعة التقنية.

المشروع المتقد هو أن التقنية تسحب الطفولة من شوارعنا، وتذهب بها إلى شوارع لا مرئية وهي مرئية خلف شاشة الكمبيوتر أو الجهاز الصغير الذي نسميه "موبايل/جوال"، وبالتالي فإننا نفلت عقل الطفل لشوارع خلفية لا ندرك ماذا فيها، ولا نصلها نحن كآباء أو أمهات، ولكن هم يصلونها.

الذهن المنشغل بكفاحه اليوم من أجل توفير لقمة عيش لهؤلاء الأطفال سينكسر ذات يوم عندما يلحظ أن كل سعيه ذهب هباءً، ولم يفدهم في شيء حين يجد أنه كان يؤمن لهم المادة، ولم يكن يؤمن أرواحهم، كان يغذي أجسادهم ولا يغذي قلوبهم وعقولهم، وهنا مكمن الخطورة.

أمّا الرقمنة فإنها تُنتج الذهن الفارغ، وتسعى إلى الكسب المادي ولا تفكر في الكسب المعنوي، بل تنمي لدى الأجيال عملية الاستهلاك فقط، ومن هنا فإن المنزلق الذي تسير نحوه الإنسانية هو أنها ستقع في براثن أصحاب رؤوس الأموال الذين يسيرون هذه التقنية، وستدفن كل فكر يريد أن ينمو ويكون مستقلاً لأن الرقمنة لا تحب الاستقلالية، ولا تريد أن يكون الفرد مستقلاً بل تريده أن يكون تابعًا لها.

مع شكري وتقديري لكل من علّق على موضوع الأدلجة الرقمية، إلا أنني آمل منهم أن يقفوا صفًا واحدًا لمواجهة هذا الغول الذي يقتل العقل ويقتل الطفل في داخلنا.

الأربعاء، 26 يونيو 2019

تأجيج الحرب بين السعودية وإيران.. السيناريو الثالث لمستقبل المنطقة من معهد راند

مهم قراءة هذا الموضوع:

قدّم معهد راند، عام 2016 أربعة سيناريوهات محتملة في الشرق الأوسط حملت عنوان “مستقبل العلاقات الطائفية في الشرق الأوسط”، كتبها كل من جيفري مارتيني، وهيذر ويليامز، وولياميونغ. وتتكون الدراسة من 16 صفحة، ومن يتابع ما يجري في المنطقة العربية هذه الأيام فلا شك أنه سيستحضر هذه السيناريوهات وخصوصًا الثالث منها، فما هو هذا السيناريو؟

السيناريو الثالث: استراتيجية "حافة الهاوية تجلب الانفراج"، يحمل في طياته رؤية الحرب بين السعودية وإيران عبر تأجيج الصراع والطائفية واستمرار حرب الوكالة في المنطقة العربية. وذلك عبر دافعين ـ كما جاء في التصور: طابع الخطاب الديني، والدول الإقليمية والجهات الفاعلة من خارج المنطقة، و”يتسم هذا السيناريو بتصعيد الصراع الطائفي الذي يتجّه نحو صراع إقليمي يضع السعودية وإيران في مواجهة عسكرية مباشرة قبل أن يتراجع في نهاية المطاف”.

وإيحاءات هذا السيناريو جميعها تتجه إلى حرب في النهاية بين المملكة وإيران، وأوجد في نفس الوقت انفراجة في وسط المعمعة التي تصورها، بحيث يلجأ البلدان إلى التهدئة وعدم الذهاب إلى حافة الهاوية، وتوقف الخطاب الديني المتشدد في السعودية وفي نفس الوقت توقف الباسيج عن أفعالهم في الطرف الإيراني. ورأي السيناريو أن هذا التصور هو الأكثر صعوبة من ناحية تصميم التدخلات السياسية إذ يفيد أحد تفسيراته أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسّن. وكأنه يشير إلى أنه يجب أن تذهب إلى الأسوأ!!

فهل نقرأ ونعي ما نقرأ؟ أم نعتقد أن ما يكتب هو مجرد مرئيات يضعها المنظرون ولا تتم على أرض الواقع؟.. إن هذا السيناريو الذي يعتمد على دافعين: الخطاب الديني، الذي يفترض فيه تأجيج الطائفية. والدول الإقليمية، الدول الإقليمية يا عرب.. أي دول منطقتنا بالإضافة إلى تركيا وقطعًا إسرائيل معها. ويعزز ذلك الجهات الفاعلة من خارج المنطقة، وأمريكا فعلاً تسعى إلى تأجيج الصراع، وتحاول الزج بالسعودية في حرب مع إيران، وبمساندة الخونة من الشعوب العربية والعملاء للإستعمار الغربي.

إلى متى يا عرب؟

ــــــــــ

إقرأ التقرير عبر هذا الرابط


.

.

.

.

.

الجمعة، 21 يونيو 2019

إنسانية أمريكا بين العراق وإيران

أمريكا لن تضرب إيران

إيران محمية إسرائيلية

4 مليون قتيل عراقي ولم تتوقف أمريكا

150 إيرانيًا أظهروا الوجه الإنساني للبيت الأبيض!!

احتلال أمريكا للعراق منذ 2003 إلى اليوم كلف العراق 4 مليون قتيل بحسب أحد المراكز المتخصصة، واليوم تظهر إنسانية الولايات المتحدة الأمريكية عبر تصريحات السيد ترامب بأنه تراجع عن ضرب إيران لأن الضربة ستقتل 150 مدنيًا! أليست سخرية ما تقوله أمريكا على لسان رئيسها؟ّ وألا يعد هذا خنوعًا من الأمريكان وهم يشاهدون طائرة من طائراتهم الاستطلاعية وهي تتهاوى بصاروخ إيراني ولا تستطيع فعل شيء حياله؟ ماذا تريد أن تثبت أمريكا في المنطقة؟

إن أسلوب تضارب التصاريح، وطريقة التصريحات الرنانة ونقضها من قبل ترامب يقدم دليلاً للعرب أن متخذي القرارات فيها لا يريدون الاقتراب من إيران.. وتوالي كذب الرئيس يدلل على توجه أمريكا نحو تقسيم المنطقة العربية.

ما يجب أن يدركه الجميع، وأن يقرأه بشكل جيد هو:

ـ أمريكا في سياستها الخارجية دولة عصابات، وإيران مثلها دولة عصابات... وتوجههما متفق عليه، فسياستهما واحدة.. ولن يختلفا مهما حدث. ولن تضرب أمريكا إيران مهما امتد الزمن.

ـ متخذو القرار في أمريكا لا يفكرون إلا في مصلحة إسرائيل وطالما أن إيران تخدم هذه المصلحة فلن تقترب منها القوات الأمريكية.

ـ إسرائيل دولة عصابات ولهذا فإن هذا الثالوث متحالف مع بعضه ضد العرب والمسلمين.

ـ إيران لا تتحرك إلا وهي تعلم أنها محمية من إسرائيل!!

ما هو المطلوب الآن:

ـ المطلوب هو أن تخرج أمريكا من المنطقة العربية وستُحل كل مشاكلها، ثقوا تمام الثقة أنه إن لم تخرج أمريكا من المنطقة فإن مشاكلها ستزداد.

ـ المطلوب ألا تدخل المملكة العربية السعودية في حرب مباشرة مع إيران، لأن الهدف الرئيس لإسرائيل هو أن تدخل السعودية في حرب كبيرة في المنطقة، مما يخدم مصالحها.

ـ المطلوب من الدول العربية أن تعود إلى رشدها وتسند المملكة في تصديها لمشروع تقسيم المنطقة "خطة ب" وبوادرها بدأت من هذه السنة ومخطط لها حتى سنة 2026.

مواضيع متعلقة:


راجع الـ”احتراس” الإيراني والـ”انطلاق” الأمريكي!!

واقرأ إيران وجه أمريكا المخادع

و سيفيدك في هذا الشأن موضوع أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

و لعبة القط والفأر بين إيران وأمريكا

وموضوع:” تقية ” توتر العلاقات بين أمريكا وإيران..

 

الخميس، 20 يونيو 2019

رسالة للرئيس ترامب

باختصار:

لا أعتقد ـ يا سيادة الرئيس ـ أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ موقفًا من إيران بعد إسقاطها لطائرة مسيّرة عن بعد من طراز تريتون إم كيو-4 سي. والعالم لا ينتظر ردة فعل أمريكية على إسقاط هذه الطائرة، خصوصًا بعد سلسلة الجرائم والإرهاب الذي ارتكبته إيران بعد مجيء 1000 جندي أمريكي وصواريخ باترويت وحاملات طائرات إلى منطقة الخليج، وكأن إيران فهمت من هذا الوجود الأمريكي في الخليج إنما هدفه هو حماية الحرس الثوري، وإلا ماذا يعني هذا الإجرام على مرأى ومسمع من وجود هذه القوات المحتشدة.

أول تعليق لك على ما حدث، حين غردت قائلا "لقد ارتكبت إيران خطأ كبيرا". ونسألك: هل هذا الخطأ الوحيد الذي ترتكبه إيران يا سيادة الرئيس. وهل تكرار الأخطاء يدلل على حسن النوايا؟ بل هل ردة فعل أمريكا تدلل على حسن النوايا في منطقتنا العربية؟

وبعكس ضعف رسالتك يا سيادة الرئيس فإن الحرس الثوري الإيراني يرد بقوة وبتحدٍّ، وربما يعلم أنك لن تفعل شيئًا.. حين قال: إن في إسقاط الطائرة "رسالة واضحة" للولايات المتحدة. وأي رسالة أقوى من إسقاط طائرة أمريكية في المياه الدولية.



(المصدر : بي بي سي)

إيران قامت على مرأى ومسمع من قواتكم يا سيادة الرئيس بـ: تفجير ناقلتي نفط لحلفائك ولم تحرك قواتك ساكنا، وقامت بتخريب ناقلتي نفط أخرى ولم يكن هناك ردة فعل. وإيران زادت من إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، وإن الأسبوع المقبل سوف يشهد زيادة مخزونها ليتجاوز الحدود التي وافقت عليها مع القوى الدولية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

ماذا تنتظر يا سيادة الرئيس؟ هل تتوقع أن المنطقة ستدخل في حرب بالوكالة؟ لا أعتقد ذلك؟ فإما أن ترفعوا أيديكم عن المنطقة تمامًا، وتخرجوا منها، وعندها سترون أن العرب سيحمون منطقتهم. وإما أن تتحركوا بالسرعة التي تحرك بها جيش "بوش" كي يدمر العراق الجريح الذي لاذنب له سوى أن كذبة سيرها بوش وزبانيته عليه كي يسلمه لإيران على طبق من ذهب.. العالم العربي لم يعد يصدق الأقوال يريد أن يرى الأفعال!!

 

الجمعة، 14 يونيو 2019

الـ"احتراس" الإيراني والـ"انطلاق" الأمريكي!!

أرسلت الولايات المتحدة سفنها في الخليج العربي وأساطيلها الهجومية البرمائية وبطاريات صواريخها ال "باتريوت" لتخويف إيران، ولكن لم تتغيّر السياسة الإيرانية، ولن تتغير، وخربت ناقلتي نفط سعودية وإماراتية، وضربت ناقلتي نفط نرويجية وبنمية، والولايات المتحدة تصعّد في كلامها وإيران مثلها. وكي تضغط أكثر على إيران قالت الأخبار: إن الأواكس جاهزة في تكريت، وقد يكون هذا تلميحًا بأن الضربة الأمريكية على إيران ستبدأ من هناك!!

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة له على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قد كتب كلمة تحذيرية يوم (22 الأحد يوليو/ تموز 2018)، تعقيبا على تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني عن الحرب والتهديد بمنع تصدير نفط الخليج. وقال ترامب، الذي انسحب في أيار/ مايو الماضي من الاتفاق النووي الدولي مع طهران المبرم عام 2015، لروحاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إياك وتهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا ستعاني من عقبات وخيمة لم يعان منها سوى القليل عبر التاريخ". وتابع أن الولايات المتحدة "لم تعد دولة تتهاون مع كلماتكم المختلة بشأن العنف والموت". وأضاف ترامب "احترس!". ورغم قوة هذا التصريح إلا أن شيفرة "احترس" تعني "انطلق" لدى الإيرانيين. وانطلقوا وضربوا سفينتين قبل أيام وخربوا قبلهما أخريتين، دون "احتراس"!!

 



الحرب الكلامية مستمرة من الولايات المتحدة، والإستفزاز على الأرض مستمر من إيران، ولكن موقع "ستراتفور" الأمريكي أوضح ؛ أنّ فرص نشوب صراع عسكري بين إيران وأمريكا ارتفعت، ومن المرجح أن تنظر واشنطن على نحو متزايد إلى أيّ نشاط للقوات المسلحة المدعومة، من قبل إيران ضدّ أمريكا أو حلفائها بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كمبرر لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية محدودة محتملة ضدّ طهران وحلفائها.

وقالت وكالة إيرانية، نقلاً عن رجل الدين، آية الله يوسف طبطبائي نجاد، من مدينة أصفهان في وسط البلاد: "أسطولهم ذو المليار (دولار) يمكن تدميره بصاروخ واحد". وسبق أن قال الحرس الثوري الإيراني، وكرر ذلك كثيرًا: إنّ طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة، واستبعد وقوع أيّ هجوم أمريكي، وذلك بعد يوم من حثّ الرئيس دونالد ترامب على إجراء محادثات، وتصريحه بأنه لا يستطيع استبعاد مواجهة عسكرية. وانتقدت إيران الانتشار الأمريكي الجديد، الذي قالت إدارة ترامب؛ إنّه يأتي بعد أن أشارت معلومات للمخابرات الأمريكية إلى استعدادات إيرانية محتملة لمهاجمة القوات أو المصالح الأمريكية. وحذّر موقع "ستراتفور" من أنّ التحركات الإيرانية قد لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تدفع الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات مجدداً وعلى الفور، أو الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية محدودة على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، قد تصبح هذه الخطوات الأوروبية والأمريكية حقيقة بعد ستين يوماً من الآن، في حال نفّذت إيران تهديداتها بشأن تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل. كل هذا وأكثر دون نتائج.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران. (راجع  https://wp.me/p1F8le-vM )

سيلحظ القارئ العربي هنا أن ثلاثة رؤساء أمريكان قبل ترامب هددوا إيران في مطلع أيامهم في البيت الأبيض وكانت النتائج عكس ما قالوه ، حيث بوش الأب سلم افغانستان لهم والإبن سلم بغداد لهم وأوباما سلم دمشق لهم. بوضوح تام، ومن خلال المعطيات على أرض الواقع "ونعيدها ونكررها مرارًا"، العلاقة بين أمريكا وإيران كالعلاقة بين الزوج وزوجته طوال النهار في ملاسنات وصخب وفي الليل ينامان على سرير واحد بكل حميمية. إقرأ https://wp.me/p1F8le-h0

إقرأ باهتمام الموضوع الآتي: إيران وجه أمريكا المخادع

الأربعاء، 12 يونيو 2019

الإعلام بين الـ"ورق" والـ"com"

طُرحت كثيرًا مسألة انتهاء "الصحف الورقية" ونوقشت كثيرًا، على مستوى العالم وليس على مستوى المملكة فقط. وما أعجب له هو أن هذه النقاشات انصبت في إطار واحد فقط، وهو الحديث عن كيفية إنقاذ هذه الصحف، أو ما هو المخرج الذي يجب أن تتخذه كي تنقذ نفسها؟ إن الجانب الذي يجب مناقشته هو هل البديل لهذه الصحافة سيقوم بالدور الذي كانت تقوم به؟ وهل سيخدم المجتمع مثلما فعلت الصحافة الورقية؟ هل سيخدم السياسة مثلما فعل الإعلام التقليدي "البليد الآن"؟!

أجيب في التالي:
إن "الكوم" يمثل إغراء للآخر ويعطي الهيمنة والتأثير على الدوام، ولكن التقنية تقدّم الالتباس بشكل واضح، فمع "التقنية كل شيء يميل إلى البساطة أما مع البشر والمجتمعات فكل شيء يميل إلى التعقيد." (دومينيك وولتون، الإعلام ليس تواصلاً). العقدة الأخطر في التقنية هي "عدم التواصل" وفي نفس الوقت الاتصال والتأثير السريع، لا تنسوا كلمة السريع هنا، وهو تناقض مكشوف تمامًا لنا، والعملية التبادلية هي التي تحقق الرضا لدى التقني كونه يرى الإغراءات أو الهالة التي حوله، ويعتقد أنه يقدّم عملاً إعلاميًّا أو ثقافيًّا أو اقتصاديًّا أو حتى سياسيًّا، بينما هو في الحقيقة يقدم خوارزميات ولكنها سطحية لا ترتقي إلى "الفكر" بل إنها تدور في فلك الدوائر التشعبية المرتبطة بالتقنية، والمحتوى يأتي مترابطًا مع هذا التشعب، ويسعى إلى الإشباع السريع للمتلقي، ليدور في خوارزمية حتى تنتهي وينتهي دورها، ويكون التأثير هنا وقتيًّا كون الرسالة سيتبعها رسالة تُنسينا الرسالة الأولى، وركزُوا جيدًا في هذا، إذ إن الإعلام التقليدي كان يمنحنا فرصة، ويعطينا الوقت كي نتأمل ونتفحص ونحفظ الرسالة، حتى تأتي بعدها رسالة أخرى بعد فترة من الزمن، وهذا ما لا يفعله الـ "com"؛ ولهذا فإن المشكلة تبدو واضحة في أن الحاضر سرعان ما يصبح ماضيًا. ولا يعني أن 5.6 مليار إنسان يستخدمون الانترنت "أن ذلك يفضي إلى التواصل" بقدر ما يعني أننا "نختفي في قلب ما يمكن رؤيته" (زيجموند باومان، الرقابة السائلة)، بحيث أن الإنسان لا يقدّم رسالته بل إنها تختفي بمجرد رؤيتها، وبالتالي فإن التأثير ليس قياسيًّا مثلما نرى، ولكنه زمنيًّا، ويتوقف بمجرد اختفائه، وبمجرد ظهور رسالة أخرى.


كما أن "الكوم" لا تقدم خدمة للتعايش بقدر ما تفصل المجتمع عن بعضه البعض وتجعل عملية التواصل ـ مثلما قلت سابقًا ـ غير موجودة، وهذا ما يفضي إلى خلو المجتمع من الروابط الاجتماعية وانحصاره في الروابط التقنية عبر "الكوم". في هذا النموذج كنت أجلس في المقهى أحدهم يقرأ صحيفة كنت أنتظره حتى ينتهي منها فأقرأها ونبدأ بعدها في النقاش حول ما جاء فيها. الآن أجلس في مقهي يجلس صاحبي إلى جواري يقرأ في جهازه وأنا أقرأ في جهازي وكل واحد منّا لا يدري ماذا قرأ الآخر. قريبان ولكنّا بعيدان عن بعضنا بهذه الأجهزة.
بوضوح تام لا يهمني أن أتواصل مع بعيد من عالم آخر، بقدر ما يهمني أن أتواصل أولاً مع من هو إلى جانبي، وهذا هو الرمز المعياري للمجتمع الواحد، وليس الرمز المعياري للعولمة، لأنني أخدع نفسي إن نصبتها على أن تعيش في مجتمع آخر عبر "الكوم" وتعتقد أنها تعيش حياتها، بينما هي أصلاً منفصمة عن مجتمعها مما يؤدي في النهاية إلى انفصامها حتى عن المجتمعات الأخرى.

نشر في صحيفة الرياض

الجمعة، 31 مايو 2019

الأدلجة الرقمية

لم يعد المجتمع هو المصنع الأخلاقي، بل بات الإعلام ووسائل الاتصال هي المصنع الحقيقي، وعملية استلاب الطفولة تتجلى في تهيئة المشاعر له وتسوقه نحوها سوقًا، بحيث لم يعد التأثير من المكون الصغير أو النواة وهو الأسرة، ولم يعد للبيئة مكان في التحكم بعواطف هذا الطفل، وبالتالي سيأتي في السياق المجتمع برمته ليجد نفسه لا حول له ولا قوة تجاه هذا الطفل المراهق الكهل.
الآلة الآن تتحرك بشكل خطير تجاه بناء مجتمع واحد خاوٍ من كل شيء.. لا رموز سوى ما تصدره هذه الآلة إلى هذا الصغير المتلقي، "فتتحول فتيات الليل إلى ملهمات" ويتحول "الصراخ" إلى غناء، ويصبح الكاذب والمنافق مشهورًا، وتستجيب عواطف الصغار لهكذا مسيرة يسطرها الإنسان بيديه.
ليس من كاريزما، ولا صورة في الإطار يستطيع الصغير الاتكاء عليهما، كل ما يملكه هو ساعات قليلة في مدرسته وأضعافها خلف جهازه الذي بلا مشاعر.. لن نلمس مشاعرًا في القريب، ولن ننظر نحو مشعوذٍ كنّا نرى أنه "الفقيه" الذي يشفينا، حتى لو بالوهم، وكما استشهد ايزايا برلين بمقولة تولستوي" إن الحرية وهم لا يستطيع المرء أن يعيش أو يفكر من دونه" فإن الوهم الذي تعيشه المجتمعات اليوم هو الذي يجعلها تعتقد أن حياتها الآن هي ذاهبة نحو الحرية دون أن تدرك أنها تدخل القفص بهواها، وتسير نحو نهايتها لا محالة، بل بتنا نعتقد أننا نفهم كل شيء، ونحن كل شيء، ونحن فوق كل شيء، دون أن ندرك أننا لا شيء، وأن هناك من يسيرنا إلى فضاء "الرغبات الكونية"، و"فيديوهات، الفرجة الرقمية" ترسلنا إلى القاع، وإلى فقد الإحساس، وتحفيز الغرائز، دون تحفيز العقل. ليس من نهاية للتاريخ مثلما اعتقد البعض أن فوكاياما رأى يوم القيامة بل إنه التوقف نحو الواحدية التي تريد انتاج البشرية بطريقة صناعية مذهلة، ومؤدلجة بشكل مقنن، تسعى لاكتساح العالم.

الجمعة، 10 مايو 2019

كتاب المؤمن الصادق

المؤمن الصادق. أفكار حول الحركات الجماهيرية


إيريك هوفر


فكر


لقد تحقق الكثير مما أورده المؤلف من الحركات الجماهيرية، وكثير من المقاربات التي تحدث عنها وقعت.حيث تناول الكاتب ايريك هوفر، الذي أبدع في طرحه إياه في أربعينيات القرن المنصرم، مسألة الحركات الجماهيرية الناتجة عن التطرف وكيف أنها ثمرة الإحباط والتذمر وازدراء الذات عند الأفراد ،الأمر الذي يدفعهم إلى الانصهار والتماهي مع أي جماعة من شأنها نسف ماضيهم المرير والبدء من جديد بغض النظر عن هدف وفكرة الحركة! ما يجعل الكتاب أكثر امتاعاً، كون مترجمه للعربية الدكتور غازي القصيبي يساند الكاتب الذي يستشهد بشخصيات ومواقف من تاريخه القريب آنذاك، بما يوافق الفكرة ويعززها من تاريخنا القريب أيضا


حمّل من هنا



قد يفيدك روح الإرهاب لجان بودريار

الأحد، 21 أبريل 2019

نساء الباشتون.. قصائد وحياة من لهب


كن تلميذ أبي


سيعلمك هو الدروس، وأنا الحياة!!




شعر نساء الباشتون كالدعاية يستثير العاطفة ويحرك الغريزة ويدعو المحب إلى النزول إلى ساحة الحرب، وهي ساحة حرب حقيقية لا مجازية، فالحبيب ليس زوجًا، إذ أن الزوج هو المفروض عليهن:

إذا كنت تبحث عن دفء ذراعي، ينبغي أن تخاطر بحياتك،

لكن إذا كنت تحرص على سلامتك، قبّل الغبار عوض الحب.

استفزاز للعاشق، دعوة للمخاطرة

اعطني يدك يا حبيبي واذهب إلى الحقول

لنحب بعضنا أو نسقط معًا تحت نصل السكين.

لكن هناك صورة أخرى موازية للعشيق وهي الزوج حيث تظهر قصائد "اللانداي" أن الزوجة أيضًا تُرسل زوجها للحرب وتفتخر بذلك:

اسرع يا حبيبي، قم بسرعة بالهجوم،

لقد راهنت عليك مع فتيات القرية.

بل إنها تتنكر للزوج الجبان أو الهارب من مواجهة العدو:

إذا أعرضت عن العدو، يا حبيبي، لا ترجع إليّ!

اذهب وابحث لك عن مأوى في بلد بعيد

إنها قصة حرب ترتمي في أحضانها نساء البشتون، حياتها تبدأ من الموت وتنتهي عند الموت، فهي ميتة عندما تتزوج من هو أصغر منها وبشع دميم:

ينام البشع الدميم بجانبي متناسيًا المعركة.

لن يحظى بالنوم قربي سوى من كان مستعدًا للموت في سبيل الوطن.

وميتة عندما تتزوج من لا تريد:

البشع الدميم لا يفعل شيئًا: لا الحب ولا الحرب.

وميتة عندما تعشق آخر، وميتة عندما ترسل زوجها وأبنائها الكثر إلى ساحة الحرب. روح منفصلة عن الجسد تمامًا.. هكذا هي حياتها. لكنها تظل محبة وعاشقة، وتتلهف وتسعى إلى كسب بعض الوقت من أجل هذا الحب:

أسرع يا حبيبي، أريد أن أهبك شفتي!

يجول الموت في القرية ويمكن أن يأخذك.

فقط أريدك للحظات وأنا مقتنعة بذلك:

تعال واجلس لحظة بجانبي يا حبيبي.

الحياة سريعة مثل أفول أمسية شتائية ماضية.

قصص تروى عبر شعر اللانداي تعكس التاريخ، ويوضح الأدب في هذا الشعر أنه هو التاريخ:

تموت هذه المرأة المنفية كل لحظة

تدير وجهها نحو مسقط رأسها،

كي تتحرر من الشهيق الأخير.

هكذا كنّ نساء البشتون فيما مضى، وسيبقين رمزًا للحب وللتضحية.

إذا لم تعرف كيف تحب،

لماذا أيقظت قلبي النائم.

*

على وجهي تسيل الدموع،

ليس بوسعي نسيان جبال كابول ذات القمم المكسوة بالثلوج.

*

في منتصف الليل ذكرياتك هي الزائر الوحيد

الذي يعذبني ويمنعني من النوم.

*

يفضل حبيبي العيون بلون السماء

وأنا لا أعرف أين أبدّل عيني السوداوين

*

أواه يا ربيع الرغبات غير المشبعة

تعال، اسع في طلب من لا زالوا يحتفظون بنشوة الثمالة في قلوبهم!

*

ما بوسعك فعله سوى القتال!

خانع، ستبقى عبدًا وابن عبد!!

*

لو عرفت كيف يحل وقت المعركة

لأخذت يد حبيبي حتى ساحة الوغى.

*

أمسيت أكثر المجنونات جنونًا

حين أمرّ بضريح ولي، أرميه بالحجارة، لأن كل نذر نذرته لم يستجب.

*

خفية أكتوي، خفية أبكي

أنا امرأة الباشتون التي لا تقدر الإفصاح عن حبها.


*

كن متسولاً ودرويشًا، واذهب للقائي،

ليس بوسع أحد سد طريق المتدينين الهائمين على وجوههم.

*

يمكن لهذه الصخرة أن تسحقني بثقلها

لكن لن تلمسني قط يد زوج عجوز.

*

دافعوا عني، أيها الشباب، دافعوا عن شرفكم

أبي الظالم يرميني في سرير عجوز.

سأقول: لو نقلت لكم كل الشعر فلا شك أنكم تريدون أكثر، لأنه مشبع بالشوق واللهفة، بالموت والحياة، بكل تناقضات الحياة، وبكل تضاريس الكون والطبيعة.

يا الله تخيّلوا صورة هذه الجميلة التي تحمل في داخلها الإنسانية بالكامل تريد أن تموت قبل أن تقتل الآخرين:

يا الهي، بدّد شبابي كاللهب

بعض الرجال، الوسيمين والمزهوين، يتقاتلون من أجلي ـ سأصبح قاتلة.

 

 

الجمعة، 29 مارس 2019

تحميل كتاب أحجار على رقعة الشطرنج

الكاتب وليام جاى كار


يقدم الكتاب تصورًا لتدمير العالم، ويرسل لنا إشارات بأن عائلتين تتحكمان في العالم، وأنهما يسيّران الماسونية نحو هذا الدمار. هناك الكثير من التفاصيل تبدأ من نهاية القرن التاسع عشر حتى تصل إلى ما وصلنا إليه. فعندما بدأت الحرب العالمية الأولى، كان كار قد إنضم إلى البحرية الأمريكية، و في الوقت الذي كان يتدرج في سلم المراتب، ظل يواصل دراسته لأبعاد المؤامرة اليهودية الكبرى.


قبل وفاته الغامضة أصدر كتابه "الشيطان أمير العالم" و "ضباب أحمر فوق أمريكا" بالإضافة إلى كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج" الذي أعتبره المفكرون صوت نذير لعقلاء العالم، لكي يتحدوا في مسيرة الخير و دحر قوى الشر العالمية.

و قد إستغرق إعداد هذا الكتاب أربعة عقود من البحث و التقصي و المتابعة و التحليل ما بين عامي 1911 و 1950 م فظهرت طبعته الأولى في عام 1958 م، و تضمن معلومات خطيرة و حقائق عما قامت به حفنة من الصهاينة اليهود و غير اليهود في كل من إنجلترا و فرنسا و أسبانيا و ألمانيا و روسيا و أوروبا الشرقية و الولايات المتحدة الأمريكية، في فترات مختلفة من تاريخها.

و يتناول هذا الكتاب الصهيونية العالمية و يدرس أصول هذه الحركة الصهيونية العالمية و أهدافها و أساليبها ويناقش كيفية إستقطاب اليهود كبار الشخصيات في العالم و التحكم بمصير الدول بأساليب الخبث و المال و النساء.

حمّل من هنا


قد يناسبك كتاب تنبؤات برنارد لويس

الأربعاء، 27 مارس 2019

الجمهور.. الحيز غير المرئي (4)

من خلال الشكل السابق سنلحظ أن المعلومات في تزايد مستمر، والتأثيرات الكامنة تسير بتسارع، وخلال ثلاثة عقود أو تزيد لم نستطع قراءة هذا، ولم نضرب حسابًا لأن العملية هنا ليست في صناعة "حشود" بل في تزايد القطيعة بين الجمعي والفردي، إذ إنه مع تزايد المعلومات فإن هناك تزايدًا في عدم التواصل، وبالتالي فإن عملية الدعاية الإعلامية لم تعد مثلما كانت عليه في العقود الثلاثة الماضية، بل بدأت تتشكل بطريقة مختلفة عمّا كانت عليه. لنلحظ الآتي:

دعاية إعلامية: تأثيرات كامنة

دفق إعلامي: يعمل ضوضاء

جمهور: متأثر بالدفق الإعلامي

مشاهد: داعم للرسالة



إن الدعاية: فكرة تنبع من فكر واحد، وليس مقدّرًا لها أن تكون عن طريق فريق كامل متناقض، فالفكر المتناقض أو المختلف في وجهات النظر يؤدي إلى المنطق، وبالتالي إلى العقلانية، ولن يتخذ طريقه نحو العاطفة، والذي يجب أن يتخذ مساره بناء على رغبة نحو تنفيذ قرار، أو توجيه أجندة، أو تجسير فجوة، أو ترتيب أولويات، أو تنميط استهلاك...الخ. والأسلوب المتبع الآن في الدعاية يقارب أسلوب "إعادة التنظيم الاجتماعي" التي استلهمها كلود هنري دي سان سيمون (منتصف القرن التاسع عشر) والذي يُعنى بقراءة الواقع الاجتماعي باستلهام الفكرة المجازية عن العالم الحي، التي أدت إلى ميلاد الفكر المرتكز على "المؤسسة/ الشبكة" حيث شكلت "الفيزيولوجيا الاجتماعية" قاعدة لعلم أطلق عليه اسم "إعادة التنظيم الاجتماعي" وقد سعى إلى إعادة ترتيب الأمور، وذلك بالانتقال من "قيادة الأفراد" إلى "إدارة الأشياء".(آرمان وميشال مالاتر، تاريخ نظريات الاتصال)

وبما أن الدعاية: تعبئة القوى العاطفية والمصالح الفردية، بقصد حالة من التشتت الذهني أو الغموض الفكري التي تسمح بتسيير عملية الإقناع لفكرة معينة أو بمبدأ ما. وأنها "العملية النفسية والتي يقوم على أساسها الشخص إلى تغيير الرأي أو السلوك أو تعديل أي منهما أو كليهما استنادًا إلى الكذب أو إلى خلق نوع من الإثارة النفسية بحيث أنه كان يمكن أن يميل الفرد إلى ذلك الرأي لو لم يخضع لعملية تشويه للوقائع أو لنطق الحقائق (د. منال طلعت، مدخل إلى علم الاتصال)؛ فإنها من حيث جوهرها هي عملية تشتت ذهني تؤدي إلى تشويه في المنطق وبالتالي أي نوع من التشتت بغض النظر عن أسلوب العملية الدعائية. فالغاية النهائية للدعاية هي تغيير الاستجابة السلوكية في الموقف من مشكلة أو موضوع أو مسار ما.

ولا شك أن الدعاية في هذه الحالة ستستهدف في البدء "قادة الرأي" أو "قادة المجتمع" أو "رؤساء المجموعات" كي يؤثروا على الجمهور، ودومًا الهدف النهائي للدعاية ليس هذه الرؤوس بل هم الجمهور، وهو الشغل الشاغل للدعاية، وأيضًا حتى للإعلام لتغيير اتجاهات الرأي مع تغير بسيط وهو أن الإعلام يُفترض أنه يخاطب العقول في العادة بينما الدعاية تخاطب الغرائز.

من هنا فإن التأثيرات الكامنة للدعاية تتمحور حول العاطفة، وتستحضر الماضي البعيد، وتثير الغرائز، ويكون الدفق الإعلامي هو عملية التشويش على عقول الجماهير عبر الرسائل التي تسيّرها، وذلك للتأثير على الجمهور، ومن ثمّ ـ الآن ـ فإن المشاهد هو داعم للرسالة إن لم يكن هو الوسيلة، التي تتخذ مسارها لتكثيف الدعاية، دون أن تشعر بذلك، فتحول الفرد ـ هذه الأيام ـ إلى "مجموعة بيانات" أو إلى "رقم" يساعد على أن يكون هو المركب الذي تسير عليه الدعاية، فمن خلال دفق المعلومات التي تصلنا، وخط سير هذا "الرقم" نستطيع توجيه رسالتنا لنعبر إلى ما نريد.

الأحد، 3 مارس 2019

الجمهور.. الحيّز غير المرئي (3)

(3)


"السعادة صورة والمستقبل صورة أخرى. ثم يصبح الواقع بعد ذلك زائدًا" (الموجز في الإهانة 29) وصناعة صورة السعادة تأتي مشوهةً لأنها قائمة على الاستهلاك فقط، ورغم أن الجماهير ليس لديها ذاكرة فهي تنسى سريعًا، ورغم أنه "ليس لها سمعة تاريخية وسجل سلوكها ـ كما يصفه كولمان وكارين ـ تحكمه سلسلة من الصور السيئة؛ إلا أنها تحاول الخروج من أزماتها متى ما استوطنت فيها. وليس صحيحًا ما ذهب إليه الكاتبان في "الإعلام والجمهور" من أن "الجماهير يتم وصفها بأنها أساس ثابت للوحشية وللطبائع المدمرة والعنيفة" لأنها في الأصل تستقبل الصور التي ترد إليها، أو تمتلك الادعاءات التي تسيّرها، لأنها حالة من الجمعية، ولم تستطع الصورة فصلها عن هذه الحالة إلى الآن، رغم التكثيف الكبير لهذه الصناعة المقننة نحو الاستهلاك. وهم في هذه الحالة يأتون على تعبير جوستاف لوبون " حائز على نوع من التفكير الجماعي، يجعلهم يشعرون، ويفكرون، ويتصرفون بطريقة مختلفة تمامًا عن تلك التي يشعر، ويفكر، ويتصرف بها كل واحد منهم عندما يكون في حالة من العزلة." ,وبالتالي إن كانت الجماهير حالة من الوحشية والعنف، أو تقديس الأشخاص؛ فإن ذلك يأتي حسب الرسالة التي تصله.

إن الجمهور شكل لكيان غير محدد، تُرسل إليه الرسائل التواصلية الموجهة نحو العالمية" (كلايف بارنيت) هنا تحوّل في التعريف، وتحوّل في الرسالة ذاتها. أسلوب التعريف ينزلق نحو "الحداثة السائلة" فأن تتحدث إلى غرباء في الفضاء المفتوح، وتذهب نحو العالمية، فمعنى ذلك لا بد أن تغير خطابك!! "وارنر" يقول "إن أي نداء يوجه للجماهير يجب أن يكون موجهًا إلى غرباء، دون الإشارة إلى شخص معين. "نحن" بتنا غرباء في مفهوم وارنر، مثلنا مثل غيرنا، وهكذا يجب أن تؤخذ الرسالة كي تصل إلى العالمية، وكي نؤكد على أن الرسالة هي التي تسوق الجمهور نحو أهدافها، ولكنه لا تسوقه نحو أهدافه هو، ولا تريد له أن يفكر عند عزلته، ويحرّك عقله!!

إن خطاب الجمهور هو خطاب من المنبر إلى الشارع، حيث توجّه الكلمات إلى كل من يمر في الشارع أكثر من توجيهها إلى نادي النبلاء، الذي يعرف كل واحد منهم الآخر. وإن التفكير في الجمهور كمنتج للدورة الاجتماعية يساعد في مواجهة أفكار الجمهور ككيان موجود مسبقًا، ينتظر أن يتم اكتشافه. إنه يمكننا من التفكير في الجمهور كوجود إعلامي يظهر ويتوقف عن الظهور، ويعيد تشكيل نفسه من جديد، ردًّا على مجموعة متنوعة من الرسائل التي تُوجه إليه. والجمهور عرضة لأن يتلاعب به خطباء الإثارة الجماهيرية، كما أنه غير قادر على التمييز بين الخيال الجماعي، والحقيقة.

ومما سبق نلحظ أن عملية عزل الفرد عن طريق دمجه في الجمع، وهذا محور يحتاج إلى تكنيكٍ عالٍ جدًّا، ويرتبط بكاريزما مرسومة بعناية فائقة من قبل المرسِل، وهو المهم في صناعة الصورة الآن، لأنه سيسهل اصطياده، وسيتم تقييده وفق الرسائل التي تصله، وفي نفس السياق يمكن تسييره وفق "دائرة" صغيرة تملي عليه ما تريد، وفي كلا الحالتين فإن الجمهور هو: العملية المستهدفة من قبل الساسة ومن في حكمهم. وهو بالتالي يجب أن ينصب في أحد الخانات الأربع التالية:

الحشد المتخيّل: يعمل ضوضاء.

الجمهور: متأثر بالدعاية الإعلامية.

المشاهد: داعم للدعاية الإعلامية.

الدعاية الإعلامية: التأثيرات الكامنة.

[caption id="attachment_1987" align="alignnone" width="266"]جمهور الدعاية الإعلامية[/caption]

وتتحدد هنا شخصية الجمهور، في الحشود، ليس بحضوره الجسماني، ولكن بحضوره الجمعي. كأن الحشود والجماهير مجرد ادعاء، عبر العرض الرمزي لهم، أو التمثيل الحاشد. لا شيء يستقطب سوى الحاجة الفردية، لتكوّن حالة رأي عام.

 

الجمهور.. الحيز غير المرئي (2)

الجمهور.. الحيز غير المرئي

الجمعة، 1 مارس 2019

الجمهور.. الحيز غير المرئي (2)






(2)



الجمهور يجب أن يُخترع، أو على الأقل يتم تخيّله، وذلك قبل أن يوجَّه الخطاب إليه.. إنه طيف للخيال الاجتماعي (ليبمان)وهو فكرة أو فرضية (شليجل) هو اللاشيء الهائل (كير كجارد).



هكذا نصنع أصنامنا بشكل واضح، ونوظف فكرنا على شيءٍ نعتبره خياليّا، وهذا الخيال نجعله حقيقة؛ فالمجتمع هو اللقطة التي يجب أن تكون تحفةً فنيّة نترقب ظهورها، كي تسير عبر هذه اللوحة التي نرسمها بأيدينا. سنختصرك في فكرة فرضية، ثم نضع تساؤلاتنا حول هذه الفرضية، ومن خلال نتائجها نرسلك إلى ما نريد، ليست المسألة متعلقة بالسياسة أو بالحزبية أولاً بل إنها متعلقة تمامًا بالاقتصاد، وهو الذي يشطح بالسياسة أو بالحزبيةنحو المادية البحتة، دون أن يفكر في الروح التي افتقدها الإنسان، في زمن "الحداثة السائلة"، وهذا ما تسعى إليه الرأسمالية للسيطرة على العالم.



إن التقاء الحدثين في الداخل والخارج، عبر برامج الواقع -كنموذج - ما هو إلا "كورال عشوائي رمزي موجود ليبين مزاج الرأي العام"، ليس من عشوائية في تحرك الآلة، ولكن يجب أن تسير المجتمعات الإنسانية برمتها في عشوائية، وإلا فإننا لن نصل إلى مبتغانا في السيطرة على هذا الآدمي "لقد تبين أن لعبة تحرير الإنسان كانت في واقع الأمر لعبة السيطرة" (المراقبة السائلة، باومان.9) إن تحوير الفن إلى واقع، وإيهام الجمهور أن هذا هو الواق، إنما هي عملية نحو هذه اللعبة ، وهي لعبة السيطرة، ويدلل ذلك على أن الملايين الذين يتابعون هم مثل هؤلاء. وكأن هذا الدرب هو درب نحو الجمهور الساذج!!



إن الجمهور يتعرض الآن لأسوأ أنواع الصور التي تذهب به نحو الاستهلاك فقط، نحو أن يكون متلقيًّا ودون أن يكون فاعلاً في مجتمعه، ودون أن يكون منتجًا، إنه يسير نحو الرمز الذي وُضع أمامه، بحيث تم وضع الرمز في مثل هذه البرامج بعناية تامة، وتم تقنين توجهه على أنه هو الذي يمثل الجمهور العريض، مثله مثل "جو" السابق الذكر، الذي تمت صياغته بحيث يصبح هو صوت الجمهور أمام أوباما. هذه صورة نمطية تستمر باستمرار المسرح، وهكذا هو الغرب!!



يتبع..

الأربعاء، 27 فبراير 2019

الجمهور.. الحيز غير المرئي


(1)

التصورات التي تنتابنا كإعلاميين هي أننا نفهم الجمهور، ونفهم طبيعته وعلاقاته، لأن بعضنا يتخذ الأمور على علاتها، ويعتقد أنه استوعب هذه الكلمة بشكل جيد إلى درجة أنه بات ينظر إليه كمستقبِل للرسائل فقط.. ورغم أن ذلك فيه شيء من الصحة بدلالة أننا كنا نعمل في الصحافة ولا ننظر إلى الجمهور، ولا ننتظر رأيه فيما نود نشره، بل إن عملية التوزيع للصحف هي التي تعكس لنا ما نتجه نحوه. يتصور كاتبا "الإعلام والجمهور" نحن مقابل هم. الجمهور مقابل الساسة، قطعًا هما ينظران إلى الانتخابات الأمريكية.." لكن صورة السيادة الشعبية تكون مرتبطة بصورة مكان خالٍ، لا يمكن شغله.."، أي أن ما يمكن قوله هو أن الجمهور: ليس كيانًا يمكن توصيفه، لكنه فراغ يجب ملؤه!!، وهو تعريف يؤدي إلى الصدمة، لأن المشهد الذي قدماه هو أن "جو" رجل غير معروف، يقف أمام أوباما ويسأله، وهو يمثل الجمهور، والصورة تُظهر أوباما وكأنه  مشهد في شاشة، وهو وسط الجماهير، التي ترى حضوره في قالب إعلامي. وبمثل هذه الصورة يظهر الجمهور " في المجتمع المعاصر، على أنه موجود في كل مكان، لكنه غير مرئي" فإلى أي مدى يمكن تجاهل الجمهور؟ وهل ستتغير أساليب الاتصال.. وتعكس النظريات بحيث يصبح اللامرئي هو المتحكم ؟ كأن "الحداثة السائلة" تريد أن تطغى هنا، وتقلب الموازين.

السبت، 12 يناير 2019

أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

باختصار


إيحاءات دخول حاملة الطائرات الأميركية John C. Stennis جون سي ستينيس؛ إلى الخليج العربي، تقول إن ذلك من أجل الكلمات النارية التي يرد بها الإيرانيون على التصريحات الأمريكية، وكأنها توضح أننا نفعل ولا نقول، ولكن القارئ لكل التصاريح الأمريكية منذ وصول الملالي إلى الحكومة تخبرنا أنها "جعجعة بلا طحن"، وأن الحرب الكلامية هي سياسة تم أخذها من استراتيجية "العدو الإعلامي" مع تحوير بسيط لها، وهو أن يستمر التراشق بين الدولتين علنًا، ويتم استهداف ما جاور إيران من مناطق ودول.

لكن وصول الحاملة يعد خطوة نحو الأهداف التي تود تحقيقها أمريكا في المنطقة، وليس هدفها مراقبة الأنشطة الإيرانية بعد تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

قبل عشرة أيام قال ترامب في تصريح له إن إيران لم تعد الدولة التي كانت سابقا منذ وصوله الرئاسة، وأنها تراجعت كثيرا، واعتبر ترامب خلال اجتماع مع فريقه الحكومي في البيت الأبيض أن إلغاء الاتفاق النووي فتح الباب أمام وقف طموحات إيران في السيطرة على الشرق الأوسط. وقال ترامب إن إيران لم تعد الدولة التي كانت عليها يوما ما. بالرغم من أنهم لا يزالون يتصرفون كما يحلو لهم في سوريا إلا أنهم يسحبون قواتهم وميليشياتهم من هناك، كما يسحبونها من اليمن.

وأضاف وقتها: أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا بعد فترة زمنية، مشيرا إلى أنه لم يحدد أبدًا أربعة أشهر جدولا زمنيا للانسحاب. وأن واشنطن سوف تستمر في القتال ضد داعش، ولن تخذل أحدا.

القراءة المنطقية لهذا تقول: إن ترامب يقول لإيران سنحارب السنة في سوريا، ولهذا استعدوا لذلك، فنحن معكم، ولسنا ضدكم، ولن نخذلكم، إنما تجهزوا للقادم. فالمفهوم من كلمة "داعش" في السياسة الأمريكية هو "السنّة" لا غير، ولهذا علينا أن نعي الدروس الأمريكية التي تقول شيئًا وهدفها شيئًا آخر.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران.

الاثنين، 19 نوفمبر 2018

خارطة طريق لجمهور قناة الجزيرة "التثبت من المعلومات"

التثبت من معلومات قناة الجزيرة:

إذا كان رئيس دولة كذب على الجماهير فما بالكم بغيره من الأعلام.. فالرئيس بوش أطلق على قانون يتسبب في تلويث الهواء اسم "مبادرة السموات الصافية" وآخر يجتث الغابات "مبادرة الغابات الصحية" وهو قانون يشرع لقتل الغابات.

نموذج:

أورد صاحب كتاب "هندسة الجمهور.. أن القناة العبرية السابعة قالت عند انتخاب تركيا لأردوغان " تركيا تنتخب أول رئيس يكره اليهود، ويتمنى زوال إسرائيل" بينما قالت سي بي سي المصرية:" أردوغان نجح بفضل علاقاته الوثيقة مع إسرائيل وهو أخلص أعوانها" فأين تكمن الحقيقة من هذين النموذجين؟ هل فكرت في عمل قراءة للوقائع التي تحدث والتي حدثت كي تتأكد من مصداقية أي الخبرين أصدق.

هل فكرت وأنت تسمع هذا الخبر أن تتبع ما آلت إليه الأمور؟ أم أنك اكتفيت بتصديق أحدهما وبقيت طوال حياتك خاضعًا لما صدقته. إن التثبت هنا مهم لحياتك كي لا تعيش في قلق، فالأخبار التي تأتيك عادة وراءها شيء يهتم بك، ولهذا عليك أن تكون مع التوجه الصحيح، كي تعيش في سلام. تأكد الآن من الخبرين.. عبر المتواليات التالية:

ـ هل هناك عداء بين إسرائيل وتركيا؟

ـ هل هناك سفارة وعلاقات متبادلة بينهما؟

ـ هل هناك تعاون استراتيجي بينهما؟

ـ هل هناك حرب بينهما؟ أو عداء ظاهر بينهما؟

والأسئلة كثيرة ستكتشف من خلالها.. أيهما أصدق القناة المصرية أم العبرية!!

قناة الجزيرة وخاشقجي:

ـ هل أنت ناقد أم مجرد مستقبل؟

إن استقبلت الصورة التي صنعتها الجزيرة عن جمال خاشقجي وعن الدولة السعودية دون أن تدققها فأنت تسير في ركابها دون أن تشعر بالمؤثرات التي تستخدمها هذه القناة ضدك. وعليك أن تلحق نفسك قبل أن تسقط في الخداع، وتكون أحد الأدوات التي تستخدمها القناة ضد مجتمعك.

ـ لماذا التكرار في قضية خاشقجي؟

هل سألت نفسك هل الجزيرة حريصة على "حرية التعبير" "حرية الرأي" "حقوق الإنسان".. امنحني نموذجًا واحدًا داخليًا يخص بيت الجزيرة في "قطر" تحدثت فيه عن ذلك! امنحني خبرًا واحدًا تحدثت فيه عن حقوق الإنسان في "قطر".. الخ.

لا تستطيع ولن تفعل لأنها لا تستهدف الأخبار بل تستهدف الذين ينساقون خلفها كي تجيّشهم ضد بلدانهم العربية، وبكل أسف أقول العربية فقط.

ـ ماذا تريد من قضية خاشقجي؟

هل سألت نفسك هذا السؤال، وهي تكرر لك كل يوم هذه القضية وتردد اسمه صبح مساء، أم أنك أصبحت تابعًا لبوق ينفخ من أجل إسقاط الدول العربية واحدة تلو الأخرى؟

إن استمرار الجزيرة في اختلاق القصص، والعمل على أن تكون من زوايا مختلفة كلها تصب في مسار واحد وهو خداعك، والعمل على تشتيت ذهنك، وعلى تهميشك ومن ثم الانقضاض عليك كي تكون أداة مطاوعة في يدها.

لاحظ أنني بدأت من الخرافة، ووصلت أنت بتصديقك لما تبثه هذه القناة إلى الخرافة، وأصبحت جزءًا من العملية المخادعة التي تمارسها من أجل تجريدك من عقلك، وكي لا تصبح ناقدًا، وتكون مجرد مستقبِلٍ تمت هندسته بالطريقة النفسية التي تؤدي بك إلى الدمار.

كفانا ما فعلته الجزيرة من دمار في بلادنا العربية، وعلينا أن نصبح أكثر وعيًا مما كنا عليه قبل ما سمّي بـ"الربيع العربي" لأن أحد أسباب الدمار الذي حلّ ببلادنا العربية كانت هذه القناة الموجهة ضدنا، والتي تساعد الاستعمار بحفنة من المرتزقة من أجل تمزيق عالمنا العربي.

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

خارطة طريق لهندسة جمهور قناة الجزيرة

صيغت النظريات الإعلامية لتنطلق من اللاوعي وتقرأ من أمامها بشكل جيد، وعلم النفس له دور كبير في هذا، والإذاعي إدوارد بيرنيز، الذي برز في منتصف القرن الميلادي الماضي، استخدم تقنيات خاله سيغموند فرويد ونظرياته في اللاوعي، وبرمج الجمهور عبر نظريته، مما جعله رجلا مطلوبًا من كل الشركات العالمية بل من حكومة الولايات المتحدة آنذاك.

وعندما انتشرت في القرن الماضي أسطورة الصحون الطائرة والغزو الفضائي تأثر العالم كله، فالتكريس لهذه الكذبة أتى من جميع الاتجاهات، وكرّس هذه النظرية "الكذبة" ما فعلته هوليوود عبر أفلامها إلى درجة أن تم هندسة الناس في أمريكا وجزء من العالم على أنها صحيحة، ولعل ما ساعد على انتشارها هو أن الميثولوجيا لعبت دورًا بارزًا لتؤثر بقوة؛ فالناس تحب الخرافات والأساطير، وحكاياتنا للأطفال عادة ما تتسم بمثل هذه الأساطير.

إن التكرار المستمر للكذبة يؤدي بالمتلقي إلى الشك، ومتى تحول المتلقي من عدم التصديق إلى الشك فإنه يدخل دائرة الخداع، وكلنا يدرك أن الحرب على العراق قامت على خدعة الجماهير الأمريكية والبريطانية ومن ثم العالم.

لماذا أنت مخدوع؟

قدمت قناة الجزيرة كتابًا عنوانه "البحث عن الحقيقة في كومة الأخبار الكاذبة" وكأنها بهذا صدقت حالها قبل غيرها بأن بث الأخبار الكاذبة يوصل إلى الحقيقة، وهي بهذا تعكس توجهها الحقيقي الذي يقوم على الكذب فقط، ولا شيء غير الكذب من أجل الوصول إلى الحقيقة، أي أنها تمرر للمشاهد الكذب حتى تصل إلى الحقيقة. لاحظوا خطورة الوضع هنا؛ إذ إن تكرار الكذب سيوصل المشاهد إلى الحقيقة، وركزوا هنا جيدًا فالحقيقة التي سيصل إليها المشاهد بعد كومة الكذب هذه هي أنه كان مخدوعًا، وأنها طوال الفترة التي عاشها معها كانت تكذب عليه، ليكتشف أن الحقيقة هي عكس ما كانت تقوله له هذه القناة المخادعة. العجيب في هذا البحث الذي كتبه مجموعة ممن يعملون في الجزيرة يعلمك كيف تتبع الأخبار وكيف توثقها وتطارد مصادرها، ومع ذلك يعون أنك لن تفعل لأنك ببساطة تسمع الخبر وتصدقه منهم، دون أن تشغّل عقلك وتتأكد من مصداقيته!

سأسأل سؤالاً: كم عدد سكان الأرض؟ ستة مليارات سبعة.. ما هو تأثير قصة طفل أو رجل أو امرأة أو عشر قصص أو مائة على سبعة مليارات؟ وهل الحكم على الكرة الأرضية برمتها أنها خيّرة أو شريرة بناء على هذه القصص؟

المحتوى لا يكمن في الانتقائية بقدر ما يكمن في الموضوعية التي تربط الأحداث ببعضها بعضًا، لتؤلف المصداقية المنتظرة منها، وليس لتكرر القصة ذاتها من عدة اتجاهات من أجل أن نصدقها. وهذا بالضبط ما تفعله قناة الجزيرة في عقولكم ـ يا شعبنا العربي ـ حيث أنها تكرر من أجل أن تصدقوا، ولكنها لا تعطيكم القياس الحقيقي للمصداقية، ولا تنشر لكم بموضوعية، بقدر ما تكرّس للوصول إلى أهدافها التي تريدها منكم، فتنساقون وراءها معتقدين أنها تقدم الدليل تلو الآخر، بينما هي "تكرر" لكم من أجل أن تقتنعوا وليس من اجل الحقيقة كما يتم تصويره لكم.

وتعمل قناة الجزيرة على تكرار الكذبة مهما كانت صغيرة. وتستمر في ترديدها حتى يدخل الشك قلب المستمع، فيبدأ يبني على ما يسمعه باستمرار حتى يقتنع بأن ما يقال هو الحقيقة، والتكرار يوصل المتلقي إلى:

أولا: الشك، ومتى وصل إلى هذه المرحلة فيعني أنه اقترب من الوقوع في الفخ.

ثانيًا: الاقتناع، بعد الشك يستمر التكرار إلى أن يصل إلى الاقتناع، وهو هنا يكون قد وقع في الشبكة وتمت السيطرة عليه.

ثالثًا: بعد الاقتناع تأتي التبعية. ويكون ذلك أيضًا عبر التكرار لعدم النسيان واستمراره كأحد الجماهير الذين يتم اخضاع عقولها لهذه التجارة الرائدة في قناة الجزيرة، وتصديق كل ما تقوله.

رابعًا: التحول من مستقبل إلى مرسل وذلك عبر إرسال قناعاته لآخرين كي يسيروا معه وراء هذه الخدعة دون أن يشعر أنه مخدوع.

هنا: لا أوجهك إلى عدم التصديق بل إلى التدقيق

ـ دقق في الرسائل التي تتكرر.

ـ اربط بينها.

ـ قارن مع الوسائل الأخرى.

كيف تسير في هذا الطريق:

ـ لا تتابع ما ترغب في أن تسمعه فقط.

ـ توجه إلى كل الإعلام حتى ما لا يتفق معك كي تصل إلى الحقيقة.

ـ استقلاليتك تتم عبر نقدك، وليس عبر تبعيتك لما يقال.

ـ لا تصدق كل ما تقوله الجزيرة.

ـ اقرأ تاريخ المصادر التي تنقل لك المعلومات.

ـ تثبت من المعلومة، فليس شرطًا أن علمًا من الأعلام يقول لك الحقيقة.