‏إظهار الرسائل ذات التسميات الظن. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الظن. إظهار كافة الرسائل

السبت، 24 فبراير 2018

الانحراف5

الظن


لديك مسألة في غاية الخطورة وعليك أن تتصدى لها، وهي؛ إن تأطير العقل 
يعني حجبك، والرأي الظني الذاتي - كثيراً يحضر في الخطاب الديني - يؤطر
العقل ويرى أنه محدود وعاجز عن إدراك الحقيقية ليست النهائية بل اللامتناهية،
ويزعمون أن العقل هو مدعاة للشكوك والتصورات والتخيلات التي تنقض ما يُراد له.

«إن بعض الظن إثم»، لم يقل كل الظن إثم. وتقول العرب «سوء الظن عصمة، وحسن الظن ورطة»، والقولان لا أصادق عليهما -العصمة والورطة- لأن فيهما تقديم على غيبي، ولا يتأتى لك أن تميل إلى أحدهما إلا بعد أن تسمع أو ترى أو تعاشر أو تخالط إلخ. ولا أحدثك هنا عن مسألة دينية، أو أشرع أمامك باب الشرع؛ بل صميم حديثي عن المجتمع وعن محيطك وبيئتك.

وفي كلا القولين حكمتَ إما بهذا أو ذاك، ولا أخفي الحدس. وأكرر لك هنا لا أتحدث عن مسألة كلامية أريد أن أوضحها لك بل أتحدث عن مسألة سيرك في الحياة ومعاشرتك لمن حولك، واهتمامي بك من هذا الباب لأن المسألة الإنسانية هي الثابتة على مدى التاريخ، فعلى مدى التحولات التي تحدث دومًا الطرف الثابت فيه هو الإنسان، ومن هنا ينصب اهتمامي في كل المسائل التي أطرحها عليك هنا.

الأحد، 18 فبراير 2018

الانحراف 4

النية


التوجه نحو قراءة النوايا فيه غلو كبير، إذ إن الشخص الذي أمامك لا يمكن أن تقرأ أفكاره، إلا عن طريق كلماته، أو أفعاله، فبناء على ما يلقيه من قول، أو ما يفعله من فعل، تستطيع أن تحكم عليه، وهذا البناء لا يأتي لك عبر حكم في داخلك، أي سبق وأن قدمت الحكم عليه، ووضعت لازمة أنه ينوي أن يفعل أو يقول كذا وكذا.

الحكم يأتي بناء على متواليات كلماته ومن ثم تركيبات جُملِه، أي تفاصيل حديثه ومن ثَمّ مجمل حديثه له. أما أن تتجه فوراً إلى أن هذا في حديثه كان يقصد كذا وكذا ـ أيضاً ـ فإن هذا من العيوب التي يقع فيها الناس، وقد يقع فيها العلماء وغيرهم، فالنية ليست مطلبك في مثل هذه الحالة، لك الفعل والقول من هذا أو ذاك، ومن ثم الحكم، وتحليل النية لديه عبر فعله أو قوله.