الاثنين، 16 مايو 2016

سوريا والحكم بن هشام!!

اكتشفت هذه الليلة أنني مريض وأنا أقرأ في كتاب " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب".. تخيلوا كيف يكتشف الإنسان مرضه وهو يقرأ؟ ألا يعد هذا قمة المأساة..؟  لعل قصة الحكم بن هشام أحد الأسباب التي جعلتني اشعر بالمرض، وكأنها قصة موازية لقصة ( وامعتصماه)، التي ذهب سعيد السريحي إلى أنها خيالية،  والقصة تقول:


إن العباس الشاعر توجّه إلى الثّغر، فلمّا نزل بوادي الحجارة سمع امرأة تقول: واغوثاه بك يا حكم، لقد أهملتنا حتى كلب العدوّ علينا، فأيّمنا وأيتمنا، فسألها عن شأنها، فقالت: كنت مقبلة من البادية في رفقة، فخرجت علينا خيل عدو، فقتلت وأسرت، فصنع قصيدته التي أوّلها:

تململت في وادي الحجارة مسهرا  أراعي نجوماً ما يردن تغوّرا

إليك أبا العاصـي نضـــيت مطيّتي  تسير بهم ســــــارياً ومهجّرا

تدارك نســــــاء العالمين بنصـرة فإنّك أحرى أن تغيث وتنصــرا

فلمّا دخل على الحكم بن هشام أنشده القصيدة، ووصف له خوف الثغر واستصراخ المرأة باسمه، فأنف ونادى في الحين بالجهاد والاستعداد، فخرج بعد ثلاث إلى وادي الحجارة ومعه الشاعر، وسأل عن الخيل التي أغارت من أيّ أرض العدوّ كانت، فأعلم بذلك، فغزا بتلك الناحية وأثخن فيها، وفتح الحصون، وخرب الديار، وقتل عدداً كثيراً، وجاء إلى وادي الحجارة فأمر بإحضار المرأة وجميع من أسر له أحد في تلك البلاد، فأحضر، فأمر بضرب رقاب الأسرى بحضرتها، وقال للعباس: سلها: هل أغاثها الحكم؟ فقالت المرأة، وكانت نبيلة: والله لقد شفى الصدور، وأنكى العدوّ، وأغاث الملهوف، فأغاثه الله، وأعزّ نصره؛فارتاح لقولها، وبدا السرور في وجهه وقال:

ألم تر يا عبّاس أنّي أجبتها ... على البعد أقتاد الخميس المظفّرا

فأدركت أوطاراً وبرّدت غلّةً ... ونفّست مكروباً وأغنيت معســــرا

فقال عبّاس: نعم، جزاك الله خيراً عن المسلمين، وقبّل يده.

وكأنني ابتأست فكلما ذكر الأندلس كلما شعرت أن العرب بدأوا في السقوط من هنا.. وأنا أرى سوريا اليوم دون أن أرى لا حكما ولا معتصما ولا نصيرا ولا صلاحاً.عدت إلى كتاب الأغاني، لعل فيه ما يشرح الخاطر وأنا اقرأ عن أخبار المغنين في حضرة الخلفاء!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك