الأحد، 15 مايو 2016

الحرب القذرة على العالم (3)

 

أسلحة صامتة لدمار شامل


فقاقيع أغرقت ليبيا ومصر واليمن فاحذروها!!


تغيير استراتيجية  الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية عام 1949م.. كما ذكرت سابقاً.. اتجهت إلى منهج في غاية الخطورة يتمثل في  " تأييد السلام" بحيث أنها تعمل على تأييد مطلق للأمم المتحدة، وتدعم الشعوب التي تعادي من يعادي، العمل على وتيرة تنمية الإقتصاد العالمي وكسب الشعوب بالعمل على الإصلاح المجتمعي والحقوقي والإقتصادي. وتقديم المعونات لتحسين أحوال مختلف البلاد. وقطعاً هذا ستار تلاه الكثير من الجدران التي استندت عليها في سبيل الهيمنة على العالم ، وما زاد أطماعها سوى سقوط الإتحاد السوفيتي حيث أن الأزمات العالمية بدأت تظهر بعد ذلك نتيجة السيطرة الآحادية على هذه المنظمات التي تعمل تحت إمرة أمريكا.

وهي فعلت الكثير في هذا الإتجاه حيث أنها تقدم المعونات بيد وتسحبها بيد أخرى؛ ففي أوائل عام 2012م قابلت رئيس مجلس النواب الأرجنتيني السيد جوليان دومينيك في الردز كارلتون في الرياض وسألته ما هي أسباب أزمة الأرجنتين؟ فاتجه مباشرة في إجابته إلى المؤسسات والهيئات العالمية ووصفها بأنظمة التكنوقراط التي ساعدت على حدوث الأزمة المالية العالمية، بحيث أنها كانت تقف ضد عمليات الإنتاج التي تقوم بها الشعوب.. وهذه النقطة من أخطر العوامل التي تساعد دولة كأمريكا على السيطرة على العالم ، وهي لعبة الأمم التي تمارسها بكل اتقان. وأضاف دومينيك يومها: هذه الأنظمة فرضت أسلوبها وطرقها الباحثة عن الحفاظ على النظام المصرفي العالمي دون العمل على النهوض بالشعوب"ودعا أيضاً إلى السعي لإنقاذ الشعوب من هيمنة الهيئات المالية العالمية التي تكاد تخنق الشعوب بشروطها وبسياساتها، وبالمزيد من العمالة والمزيد من فرص العمل، وتوليد الثروات في العالم، وليس عبر الوصفات التقشفية التي تقدمها الهيئات المالية الدولية، وهي وصفات تخضع الشعوب لظروف وشروط لا تجعلها تعيش في ظلها بكرامة وبحرية"

وأضاف "كل الوصفات التي قدمتها هذه الهيئات التكنوقراطية لدول أمريكا اللاتينية فشلت فشلاً ذريعاً، وبدأت دول أمريكا اللاتينية تستعيد قوتها وتستعيد دورها الاقتصادي عندما تحررت من القيود التي فرضتها عليها هذه الهيئات التكنوقراطية". وأرجع دومينيك سبب الأزمة العالمية إلى أن "الهيئات والمنظمات العالمية، وعلى رأسها البنك الدولي، تريد من الشعوب أن تدفع ما لا تستطيع أن تدفعه، وأن تحافظ على نظام مصرفي يخنق النظام الإنتاجي"، مشدداً على أن العالم اليوم ودوله "مدعوّة إلى التركيز على الإنتاج، وعلى العمل وعلى النهوض بشعوبها، بدلاً من الحفاظ على ما تقدمه الوصفات العالمية الهادفة أساساً إلى الحفاظ على النظام المصرفي الاستغلالي، وعلى هذه الفقاقيع المصرفية والأزمات التي تحدث في العالم بين الحين والآخر، التي مصدرها ليس مصدر الاقتصاد الحقيقي، وإنما مصدرها مصدر مالي ومصرفي استغلالي وانتهازي".

وأكد رئيس مجلس النواب الأرجنتيني وقتها أن البنك الدولي كان أحد أسباب الأزمة الدولية، ولم يتجه نحو إيجاد حلول لها، ولم يقدم الوصفات التي تحاول إنقاذ العالم، بل قدم الوصفات التي تسعى إلى إنقاذ النظام المصرفي على حساب النظام الإنتاجي الذي يوفر الدخل وفرص العمل.

بعد هذا أرأيتم تساقط الحكومات واحدة تلو الأخرى.. ليبيا ، مصر ، اليمن.. كل ذلك جاء نتيجة الإستشارات المالية لشركات تعمل تحت تصرف هذا النظام الذي يود السيطرة على العالم. ولو قرأنا بتؤدة كيف وصل الحال بهذه الدول إلى ما وصلت إليه ، سنلحظ كذبة الإصلاح الإقتصادي سيطرت على تلك الدول فغرقت في فقاقيع لا أول لها ولا آخر.

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك