الأربعاء، 29 يونيو 2016

الحرب القذرة على العالم ( 4 )

كذبة الحضارة


استغلال النظريات العنصرية
على الضعفاء أن يُتركوا حتى يموتوا، ومن الأفضل أن يموتوا

 هربرت سبنسر  



لو أخذنا نظرية  داروين  Darwin theory) )التي تقول "سيأتي زمن على الأعراق المتحضرة أن تبيد الأعراق الهمجية وترث منها الأرض، إنها جرثومة الفقر والفساد الأخلاقي تجري في دمائهم، ولا بد من القضاء عليها كما ينبغي القضاء على الطاعون"[1] فمن باب أولى أن ننظر إلى الحضارة الفرعونية والحضارة البابلية والحضارة الإسلامية ، وعلى الدول التي تدعي أنها ذات حضارة أن تقف لأنها لا تملك أي إرثٍ يؤهلها لأن تكون متحضرة.


ولعل الهدف الذي تجنح إليه دولة كالولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا يأتي من خلال تبني نظريات يقوم بها أناس مهووسون فها هي نظرية توماس روبرت مالثوس"( Thomas Malthus : Theory Of Population 1766- 1834 ) عن تكاثر السكان وارتباطها بعلم الاقتصاد والعلاقة الوطيدة بين تطور عدد السكان وتطور كمية الإنتاج،حيث يرى " أن زيادة السكان تتم على وفق متوالية هندسية، بينما يزيد الإنتاج الزراعي وفقاً لمتوالية حسابية، الأمر الذي سيؤدي إلى نقص الغذاء" [2]

.. وأورد مالثوس : أن الرجل الذي ليس له من يعيله والذي لا أرضه، فهو عضو زائد في وليمة الطبيعة، حيث لا صحن له بين الصحون، فأن الطبيعة تأمره بمغادرة الزمن. وذهب إلى أن العالم سيتجه نحو مجاعة محققة إذا لم يتم التقليل من البشر، وعلى هذا الأساس لا بد من أن يموت بعض الناس لكي يعيش البعض الآخر.[3]

وعلى الرغم من مرور قرنين على هذه النظرية إلا إن تبني هذه النظرية من قبل الإقطاعيين الذين يسعون إلى تسيد العالم أحياها مجموعة من الإفتعالات التي قامت بها الدول الغنية لا المتحضرة كأمريكا ، حيث تم التركيز الإعلامي على الفقراء في دول العالم وجعلهم هم السبب في الكوارث التي تحل بالكرة الأرضية، وهذا مقصود بحيث أن هذا أحد أساليب المنظمات الأممية التي هي رهن إشارة الدول الغنية، وذلك لممارسة الضغط على الدول التي تسعى للنهوض بإنتاجها بأية طريقة كانت، ولا ننسى هنا أن معظم المجاعات التي حدثت في أفريقيا وبعض المناطق الغنية بالموارد كانت بسبب الحروب الأهلية المفتعلة التي أثارها الغني الباحث عن الرفاه على حساب الآخرين.
وقد نرى ذلك في حرب روامد بوروندي والبلقان وصبرا وشاتيلا.. الى أن وصلنا إلى افغانستان والعراق وسوريا والتطهير العرقي الذي يحدث في هذه الدول.

والعالم كله يعي أن أهم سبب للكوارث البيئية التي تحدث اليوم هو التلوث الصناعي الذي تُحدثة الآلة الغربية في الأجواء، في كل أنحاء العالم، ويدرك العالم بأكمله أن الكوارث جاءت من الآلة الغربية الجرارة التي أحرقت الأخضر في أفريقيا وامتصت موارده في حقبة الإحتلال الأوروبي، وأكملتها أمريكا بامتصاص مورد العراق الطبيعي (البترول) وهيأت لحرب طائفية يتضح مسارها اليوم.

وما هو ظاهر اليوم عبر الإفتعال الذي تسيره السياسة والدول الغنية هو أن هناك أزمة مياه تعم دول منطقتنا العربية وأن هناك موجة جفاف قادمة وكبيرة ستدمر كل شيء على الرغم من إن السبب يكمن في التخطيط والتنظيم واحتكار المياه الدولية عن طريق هذه الدول المسماة بالدول الكبرى. وإيحاءات المرحلة التي نلحظها أمامنا هي أن مصر كانت تصدر القمح والقطن، واليوم هي تستورهما، والمملكة العربية السعودية كانت تصدر القمح والشعير وهي اليوم 100% تستوردهما.. وكل هذا تخوفا من قلة موارد المياه.

بينما الدول التي تدعي الحضارة والإنسانية لم تنظر إلى العالِم نورمان بورلوج (Norman Borlaug)، الحائز على جائزة نوبل في العلوم، الذي أثبت أن العالم استطاع مضاعفة إنتاجه من الحبوب ثلاثة مرات خلال أربعة عقود، وانه يمكن لموارد الأرض إطعام نحو عشرة مليارات إنسان.

ولكن سعي دولة كأمريكا ودول الغرب لا يهدف إلى حل مشكلة الكرة الأرضية بل يسعى إلى فرض الإرادة السياسية والعمل على زيادة الثروة عبر الحروب وافتعالها ، وتقويض أي فكرة سلمية مهما كانت ، ولنا في سوريا المثال الحي حيث بلغت حصيلة هذه الحرب إلى الآن 500 ألف قتيل وما يقارب 14 مليون مشرد ، وكأن نظرية " مالثوس " وموت عدد من السكان عبر الإبادة الجماعية سيحل المعضلة، وكل هذا يأتي بذريعة أنه من المتوقع بعد نصف قرن – أي عام (2050) سيصل سكان الأرض إلى (9.4) مليار نسمة بزيادة (3.3) مليارات نسمة.[4]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك