‏إظهار الرسائل ذات التسميات السيطرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات السيطرة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 1 مارس 2019

الجمهور.. الحيز غير المرئي (2)






(2)



الجمهور يجب أن يُخترع، أو على الأقل يتم تخيّله، وذلك قبل أن يوجَّه الخطاب إليه.. إنه طيف للخيال الاجتماعي (ليبمان)وهو فكرة أو فرضية (شليجل) هو اللاشيء الهائل (كير كجارد).



هكذا نصنع أصنامنا بشكل واضح، ونوظف فكرنا على شيءٍ نعتبره خياليّا، وهذا الخيال نجعله حقيقة؛ فالمجتمع هو اللقطة التي يجب أن تكون تحفةً فنيّة نترقب ظهورها، كي تسير عبر هذه اللوحة التي نرسمها بأيدينا. سنختصرك في فكرة فرضية، ثم نضع تساؤلاتنا حول هذه الفرضية، ومن خلال نتائجها نرسلك إلى ما نريد، ليست المسألة متعلقة بالسياسة أو بالحزبية أولاً بل إنها متعلقة تمامًا بالاقتصاد، وهو الذي يشطح بالسياسة أو بالحزبيةنحو المادية البحتة، دون أن يفكر في الروح التي افتقدها الإنسان، في زمن "الحداثة السائلة"، وهذا ما تسعى إليه الرأسمالية للسيطرة على العالم.



إن التقاء الحدثين في الداخل والخارج، عبر برامج الواقع -كنموذج - ما هو إلا "كورال عشوائي رمزي موجود ليبين مزاج الرأي العام"، ليس من عشوائية في تحرك الآلة، ولكن يجب أن تسير المجتمعات الإنسانية برمتها في عشوائية، وإلا فإننا لن نصل إلى مبتغانا في السيطرة على هذا الآدمي "لقد تبين أن لعبة تحرير الإنسان كانت في واقع الأمر لعبة السيطرة" (المراقبة السائلة، باومان.9) إن تحوير الفن إلى واقع، وإيهام الجمهور أن هذا هو الواق، إنما هي عملية نحو هذه اللعبة ، وهي لعبة السيطرة، ويدلل ذلك على أن الملايين الذين يتابعون هم مثل هؤلاء. وكأن هذا الدرب هو درب نحو الجمهور الساذج!!



إن الجمهور يتعرض الآن لأسوأ أنواع الصور التي تذهب به نحو الاستهلاك فقط، نحو أن يكون متلقيًّا ودون أن يكون فاعلاً في مجتمعه، ودون أن يكون منتجًا، إنه يسير نحو الرمز الذي وُضع أمامه، بحيث تم وضع الرمز في مثل هذه البرامج بعناية تامة، وتم تقنين توجهه على أنه هو الذي يمثل الجمهور العريض، مثله مثل "جو" السابق الذكر، الذي تمت صياغته بحيث يصبح هو صوت الجمهور أمام أوباما. هذه صورة نمطية تستمر باستمرار المسرح، وهكذا هو الغرب!!



يتبع..