الأحد، 10 يوليو 2016
الحرب القذرة على العالم (5)
ينبغي حرمان الفقراء من البيوت النظيفة والرعاية الصحية، وحرمانهم من الحياة، فقط ليموتوا!!
المؤرخ الأمريكي ريشارد هوفستادتر
حرب البذور والاستغلال الاقتصادي
ماذا عن 800 مليون جائع؟!
كما ورد سابقاً هنا فإن رئيس مجلس النواب الأرجنتيني السيد جوليان دومينيك في الردز كارلتون قال لي : " المؤسسات والهيئات العالمية أنظمة تكنوقراط ساعدت على حدوث الأزمة المالية العالمية" والأهم والأخطر هنا هو قوله : " إنها تقف ضد عمليات الإنتاج التي تقوم بها الشعوب"[1].
وسبق أن قال وزير الغذاء الهندي أمام ممثلي العالم " إن إعطاء احتكار إنتاج الأرز المعالج جينياً لشركة أمريكية ، يجعلها تتحكم في إنتاجه وتسويقه، يعد مثالاً للقرصنة الاقتصادية، وينبئ عن انتكاسة كبيرة للجهود الهادفة إلى خلق ظروف مواتية لتجارة عالمية نزيهة وعادلة.[2]
والأخطر من هذا القول توجه الولايات المتحدة الأمريكية وبمباركة من منظمة الفاو ومنظمة الفاو الى عقمنة الحبوب أي جعلها عقيمة بحيث ان المزارع الذي يستورد هذه الحبوب لايستطيع أن يحتفظ بكميات منها بعد الحصاد كبذور للزراعة للموسم القادم لأنه قد تم تعديل جيناتها لتصبح عقيمة الإنتاج[3]
قال رئيس معهد عالمي لدراسات القمح " إن اليابان وأوروبا تحتاجان لتبني القمح المعدل وراثيا لمكافحة نقص الغذاء في الدول الفقيرة بدلا من محاولة استرضاء المستهلكين وكانت معارضة الرأي العام وجماعات المستهلكين في الدول الغنية للقمح المعالج وراثيا قد دفعت كبرى الدول المنتجة مثل استراليا والولايات المتحدة وكندا للابتعاد عن زراعته وقال طومسون لومبكين رئيس المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح ومقره المكسيك إن المحاصيل المعالجة وراثيا يمكنها زيادة الانتاجية ومساعدة الدول الفقيرة على اطعام شعوبها في وقت نقص الغذاء وارتفاع الاسعار العالمية." [4]
وقال ولومبكين في مقابلة : الحكومات يجب أن تحاول مساعدة الناس على تقدير إلى أي مدى يؤثر ارتفاع أسعار الاغذية على الفقراء في الدول النامية. وأضاف بحرمانهم من هذه التكنولوجيا نبقيهم جياعا ومهددين بالموت وتمثل محاصيل الذرة والقمح نحو 40 بالمئة من الغذاء العالمي و25 بالمئة من السعرات الحرارية التي تستهلك في الدول النامية حسب منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) وارتفعت أسعار القمح بحدة في العامين الماضيين فزادت على مثليها بالمقارنة بمستواها في عام 2006 حتى بلغت ذروتها في مارس عام 2008 عند 545 دولارا للطن قبل ان تتراجع بعض الشيء. وارتفعت أسعار الغذاء بنحو 50 بالمئة على مستوى العالم خلال الفترة نفسها ومركز تحسين الذرة والقمح هو مركز دراسات عالمي عن القمح له مكاتب في مئة دولة نامية ويهدف إلى تحسين مستويات المعيشة ودعم الأمن الغذائي في الدول النامية وليس هناك قمح معالج وراثيا في اسواق العالم في الوقت الراهن بسبب المعارضة القوية من جانب المستهلكين والجماعات المدافعة عن البيئة في العديد من الدول لكن العديد من الشركات المطورة للتكنولوجيا الحيوية الزراعية وبخاصة شركة مونسانتو وشركة سينجنتا قامت بابحاث مكثفة على تطوير أنواع مختلفة من القمح المعالج. غير ان مونسانتو نحت جانبا مشروعها لتطوير القمح وسينجنتا أبطأت خطاها فيما يتعلق بقمح مقاوم للافات بسبب المعارضة القوية ولم يوافق الاتحاد الأوروبي على أي محاصيل معدلة وراثيا على مدى عشر سنوات والدول الاعضاء وعددها 27 دولة كثيرا ما تتشاحن بسبب هذا الامر. وتدعم اليابان البحوث في هذا المجال لكن الرأي العام معارض بشدة للقمح والارز المعالجين وراثيا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي شكل فريق العمل الذي اعد التقرير: هذا التقرير نداء للاستيقاظ واضاف، انه يقدم نظرة قيمة لموقع المجتمع الدولي على طريق الوفاء بالتزاماته وللميادين التي نحتاج فيها إلى تعزيز جهودنا خلال النصف الثاني من الجدول الزمني للاهداف الانمائية للالفية ويؤكد التقرير ما ذكرته وكالات الاغاثة ومسؤولون في الامم المتحدة طوال شهور من ان العالم يواجه خطر عدم الوفاء بالاهداف الانمائية للامم المتحدة وقال كوفي عنان سلف بان الذي كان يشغل منصب الامين العام للامم المتحدة عندما وضعت الاهداف الانمائية للالفية عام 2000 ان معظم التقدم الذي احرز في سبيل تحقيق الاهداف تحقق في آسيا.[5]
هذا النموذج الذي يقدمه مثلاً البنك الدولي أو منظمة الغذاء أو منظمة الأمم المتحدة يسعى إلى العمل على تضخيم الأمر وتهويله على الحكومات والشعوب، ويؤدي في النهاية إلى عدم الإنتاج والخوف من المستقبل، لتترنح الشعوب وتعيش في حالة من الفقر المدقع وكي تخضع للإرادة السياسية التي يريدها عمالقة الإقتصاد، لتزداد الشركات الغنية غنى ويزداد الفقير فقراً في نهاية المطاف
كما الولايات المتحدة نفوذها في منظمة التجارة العالمية لاستصدار قرار بالموافقة على تسويق المنتجات البايوتكنولوجية، "وذلك بإلغاء تصنيف المنتجات الزراعية إضافة إلى إلغاء الدعم الذي تقدمه الحكومات الأجنبية للمزارعين وخفض التعريفات الجمركية أو إلغائها وإلغاء نظام الكوتات بما يتوافق مع مصالح شركاتها لترويج منتوجاتها التي تحتكر أكثر من 70 % من بذور العالم حالياً ، مع تعدد وكلائها في معظم أنحاء العالم بما فيها الدول العربية"[6]
وهذه النقطة من أخطر العوامل التي تساعد دولة كأمريكا على السيطرة على العالم ، وهي لعبة الأمم التي تمارسها بكل اتقان. وأعود إلى دومينيك الذي دعا يومها: إلى السعي لإنقاذ الشعوب من هيمنة الهيئات المالية العالمية التي تكاد تخنق الشعوب بشروطها وبسياساتها، وبالمزيد من العمالة والمزيد من فرص العمل، وتوليد الثروات في العالم، وليس عبر الوصفات التقشفية التي تقدمها الهيئات المالية الدولية، وهي وصفات تخضع الشعوب لظروف وشروط لا تجعلها تعيش في ظلها بكرامة وبحرية"[7]
هنا أورد لكم السخرية التي يطلقها أحد مطاعم واشنطن بعد تناول طعام العشاء في مطعم كلايدز في الحي الصيني الأنيق حيث ينهض فتى صغير متكاسلا ليلحق بأسرته عند باب الخروج. وتمازحه النادلة قائلة: أنت متخم أليس كذلك؟ ويتنهد الفتى قائلا: أجل إنني ممتلئ. أشعر وكأنني سأنفجر، وهو يتجه إلى الباب.
وتصف سلسلة مطاعم للوجبات السريعة البرجر الضخم الذي تصنعه بأنه مثال للانغماس في الملذات فيما تصف سلسلة مطاعم ويندي شطيرتها التي تسمى باكونيتور بأنها جبل من المذاق الذي يسيل له اللعاب. ويتجاوز حجم وجبات الطعام في الولايات المتحدة تلك الموجودة في الدول الاقل تقدما بل وفي العالم المتقدم ايضا.
وواقع الامر أن الامريكيين يتمتعون بأعلى معدل للاستهلاك اليومي للفرد في العالم حيث يتناول الفرد 3770 سعرا حراريا يوميا وهو ما يزيد عن معدل استهلاك المواطن الكندي البالغ 3590 سعرا او الهندي الذي يبلغ 2440 سعرا وفقا لبيانات من منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو).
ولكن ماذا عن معاناة اكثر من 800 مليون شخص من الجوع يوميا يا بلد الحضارة والحرية والمساواة !!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك