الجمعة، 18 نوفمبر 2016

زلات اللسان الأمريكي وسيغموند فرويد

من "فورد" مرورا بـ "بوش" إلى "كيري": زلات لسان أمريكية تكشف نواياهم تجاه المسلمين


فورد يخاطب السادات على أنه حاكم اسرائيل.. ثم يتراجع!!


بوش يعلنها حرباً صليبية ثم يتراجع


كيري يحذر الأسد من مواجهة المجتمع الدولي ومن مغبة استخدامه للأسلحة المحرمة وسط مفاوضات لشن حرب عليه!!


كيري في شرم الشيخ يريد حماية أمن اسرائيل ثم يتراجع!!


كيري يهندس اتفاقاً مع الحوثي لوحده ويعلن عن ايقاف الحرب في اليمن


الخارجية الأمريكية تعتذر للرئيس اليمني عن تصريح كيري!!



زلات لسان الأمريكان تجاه المنطقة العربية ليست وليدة اليوم بل هي ممتدة منذ نصف قرن تقريباً ،وما تصريح كيري حول اتفاق جميع الأطراف المتحاربة في اليمن على إيقاف الحرب من الخميس الماضي 17/11/2016م، والذي يعد سقطة تضاف إلى سقطاته المتعددة في المنطقة سوى تذكير  بزلات وسقطات ارتبطت بالمنطقة العربية من قبل الأمريكان.


إن أعنف زلة لسان " إن حُسبت هكذا " سمعها المسلمون والعرب من قيادي أمريكي هي مقولة جورج بوش الإبن حين قال بعد أحداث 11 سبتمبر :" سوف اعلنها حربا صليبية"، وتراجع واعتذر في وقتها وكأن جملته أصلاً كانت مدروسة ومخططا لها وله في أن يقولها ومن ثم يتراجع عنها.


وتاريخ السقطات الأمريكية مع المنطقة العربية ليست قليلة وليست حديثة فحينما زار الرئيس السادات ومعه الوفد الحكومي المصري عام 1975م الولايات المتحدة الأمريكية. أقام الرئيس الأمريكي آنذاك " فورد" مأدبة عشاء له وللوفد المرافق، وكالعادة ألقى " فورد" كلمة لتحية ضيوفه، تحدث فيها عن مصر والشعوب العربية. وفي نهاية كلمته قال: "السيد الرئيس السادات.. مسز سادات... يشرفني أن أشرب معكم نخب الصداقة، ومع الوفد الذي يمثل حكومة شعب إسرائيل العظيم.." ثم استدرك: "آسف.. مصر"


هذا الموقف الذي حدث مع الرئيس السادات تكرر بعد 40 عاماً ولكن على لسان أبو السقطات جون كيري الذي قال، وبحضور أكثر من 90 ممثلا دوليا لدولهم في المؤتمر الإقتصادي بشرم الشيخ، عام 2015م: " لابد أن نسعى جميعا لأجل مستقبل إسرائيل" ولكنه استدرك الأمر حين أعاد تكرار الجملة بشكل صحيح ، بقوله: " لابد أن نعمل من أجل مستقبل مصر"، وسط ضحكات الحضور.


ولكنه قبل ذلك وفي عام 2013م والأزمة السورية في أوجها والعالم يسعى لحل لها وأمام وزراء خارجية دول مجلس التعاون وامام وزير الخارجية الفرنسي فابيوس سقط كيري أيضاً سقطة عندما حذر سوريا من مغبة مواجهة المجتمع الدولي ٬وطالب الأسد بتسليم المخزون الذي لديه من الأسلحة المحرمة خلال مدة زمنية لاتتعدى الأسبوع .. وبعدها تبدلت المواقف في سوريا وبدأت روسيا مشروعها.


ولتأتي الطامة الكبرى قبل خروجه من البيت الأبيض بشهر تقريباً حين صرح يوم الإثنين الماضي بأن التحالف العربي والحوثيين اتفقوا مبدئيا على وقف إطلاق النار بداية من 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي. بل وشدد على  أن الأطراف اليمنية اتفقت على تشكيل حكومة وحدة قبل نهاية العام الجاري. يا لهذه الجرأة التي يتحلى بها حين يصرح تصريحاً يجعل منه طامة على الخارجية الأمريكية التي بادرت بالإعتذار من الحكومة اليمنية الشرعية عن هذا التصريح، وهو تصريح غير مسؤول من رجل مسؤول في دولة تعتقد أنها تحكم العالم!!


لست هنا أحلل الموقف تماماً ولكني أضع هذا من ضمن شواهد المرحلة التي نمر بها ، والتي تسجل ضمن السجل الخلاق والأخلاقي لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه العرب وما تكنه صدورهم من ميل للكيان الصهيوني. وأن زلاتهم التي يطلقونها إنما هي الحقيقة التي يضمرونها فهذه الزلات في العرف الفرويدي تعبر عن الحقيقة الكامنة في اللاوعي والتي ينطقها اللسان " إن زلات اللسان هي خلل إجرائي، تكون الزلات أكثر عفوية وبالتالي تكون تعبيراً عن الحقيقة؛ لأنها تصدر عن "العقل الباطن"، من دون تفكير، بل هي بمثابة مرآة تكشف أفكاراً أو أمنيات دفينة في اللاوعي تخرج إلى النور عبر خطأ لغوي".


لأتساءل منذ متى يعتقد الأمريكان أن العالم خاضع لإرادتهم، أو أنه سيقرأ رسائلهم ونياتهم كي ينفذ أجندتهم، الشعوب لها إرادتها أيضاً، والشعوب العربية تقول لكيري وأمثاله كما قال أبو القاسم الشابي:


إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر


أي أن شعوب العالم العربي والشعوب الإسلامية لا تخضع إلا لله وليس لأحد من عباده.. حتى وإن أرسل رسائله عن طريق زلات لسان!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك