‏إظهار الرسائل ذات التسميات امريكا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات امريكا. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

كذبة انتصار حزب الله عام 2006م بالأرقام

لا شيء يهز العالم 23

خسائر لبنان أكثر من 15 مليار دولار


قال حسن نصر الله بعد حرب عام 2006م : "نحن أمام نصر استراتيجي وتاريخي". وهذه حقيقة بالنسبة له ولإيران، فأن يكسر لبنان، وأن يحقق أهداف أعداء الأمّة العربية هو نصر بالنسبة لهم، وهذا ما دعاه إلى استفزاز إسرائيل وربما باتفاق معها ومع إيران على اختطاف جنديين في سبيل تحقيق هدفين: تحرير الأسرى، وتحرير الأرض (بحسب تصريحات حسن نصر الله). وبعد أن عمّ الدمار لبنان، عاد واعتذر، ورأى أنه لم يكن يتصور أنه سيحدث، فما هي حقيقة هذا النصر الذي يتحدث عنه نصر الله، لنقرأ معًا ما جمعته من لفيف من المواقع والكتب الشرخ الذي أحدثته هذه الحرب، والنصر المزعوم، والوهم المزروع في قلوب أتباعه، فبعد انتهاء الحرب:

ـ ازداد عدد الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، ووضعت أراضٍ أخرى تحت قبضة اليونيفل.
ـ  مزارع شبعا لم تحرر، ومقاتلة إسرائيل من أجل المزارع ما عادت ممكنة. فبينه وبين المزارع الحدودية الآن حوالي ثلاثين ألف جندي لبناني ودَولي، وهو محتاجٌ لكي يصل للمزارع إلى الاشتباك معهم قبل الاشتباك مع إسرائيل.

ـ صدر قرار من الامم المتحدة يمنع القرار 1701 الذي مرر في آب/أغسطس 2006، حزب الله من تواجده جنوب نهر الليطاني.

ـ حرر حزب الله الجنوب اللبناني من وجوده اللبناني وأصبح الوجود الأجنبي هو الحاضر فيه.

ـ الأسرى ما يزالون موجودين بيد إسرائيل، بل ازداد عدد الأسرى في سجون الاحتلال.

لغة الأرقام

وأورد موقعًا بلغة الأرقام الخسائر التي خسرها لبنان جراء هذه الحرب، التي كان الهدف منها هو مساعدة الاحتلال الإسرائيلي للتوسع في أمنه، وتحت رعاية حزب الله:

ـ تم إتلاف700 كم من الطرق وتدمير 80 جسرًا.

ـ تم تحطيم 28000منزل وخسائر مالية قدرها 12.9 مليار دولار.

ـ عدد القتلى اللبنانيين 2023

ـ عدد القتلى الاسرائيليين 144

ـ عدد الجرحى اللبنانيين 3740

ـ عدد الجرحى الاسرائيليين: 360

ـ خسائر لبنان الأولية وعن وزارة الصحة والمعالجات الميدانية: 44,880 مليون دولار

ـ تكلفة إصلاح الثمانين جسرًا 504 مليون دولار، ولا جسور اسرائيلية مدمّرة .

ـ منازل مدمرة في اسرائيل 11

ـ 14 ألف منزل متصدع في لبنان وكلفة اعادة ترميمها واصلاحها 673,750 مليون دولار، 141منزلًا اسرائيليًا متصدعًا.

ـ تم تدمير البنية التحتية اللبنانية بنسبة 65%، والإسرائيلية لا شيء.

ـ اغلاق ثلاثة مطارات لإصابتها بأضرار، وخسائر لبنان لإعادة ترميمها 200 مليون دولار، وإسرائيل: لا شيء

ـ تلوث الشواطئ اللبنانية والبحر اللبناني بنسبة 40%، وكلفة تنظيفه تعادل 50 مليون دولار، وإسرائيل لا شيء.

ـ أربعة مرافئ بحرية تضررت وأغلقت بحاجة للترميم، وإسرائيل لا شيء.

ـ 61 معملا دمرت بالكامل في لبنان، والخسارة: 610 مليون دولار، ولا معامل اسرائيلية مدمرة.

ـ 23 معملًا تصدعت، وخسارتها 57.5 مليون دولار، ولا معامل إسرائيلية متصدعة.

ـ 3200 محلا تجاريًا لبنانية مدمرة، خسارتها 80 مليون تقريبًا.

ـ تم تدمير 45% من الطرقات في لبنا وإسرائيل لا شيء.

ـ تم إتلاف ما نسبته 70% من الانتاج الزراعي لشهرين فقط، والخسارة تقدر بحوالي 30 مليون. بخلاف عدم الزراعة في لمدة شهرين متواليين وخسارتها تقارب الـ 15 مليون دولار.

ـ خسارة الانتاج الاقتصادي اللبناني بنسبة 100%  أي ما يعادل 132 مليون دولار. واسرائيل: 5,6 %.

ـ كساد موسم السياحة لسنة 2006 وبلغت خسائر لبنان ما يعادل 4.8 مليار .

تم تدمير 1750 سيارة والخسارة الاولية 8.65 مليون دولار، واسرائيل 67 سيارة.

ـ تم تدمير 57 شاحنة لبنانية، والخسارة 2.85 مليون دولار. واسرائيل لا شيء.

ـ تم تدمير 62 مدرية رسمية لبنانية  والخسارة 186 مليون دولار، واسرائيل لا شيء.

ـ خسارة 5 مليارات بسبب وقف الاستثمارات العربية والعالمية في لبنان 100، وفي اسرائيل لا شيء.

وأعلنت مؤسسات أهلية في لبنان بعد الحرب أن مجموع الخسائر اللبنانية الأولية بلغت

15.297,480,000 دولار، فماذا قدم غير النصر للشيطان؟ وهل لبنا يحتاج مثل هذا المدعي ليدافع عنه؟ وأليس مثل هذا يعد عبئًا على لبنان وعلى الأمة العربية؟

والعجيب في الأمر أنه يتردد "أن إسرائيل حكمت على أمين حزب الله في الاختباء في أحد سراديب الضاحية الجنوبية حتى أنه يخشى ان يلقى خطاب أمام مؤيدينه من حزب الله فكل خطاباته تتم من خلال شاشة تلفزيونية" وقطعًا مثل هذه المقولة ليست صحيحة لأن إسرائيل هي التي تحميه، وهو لا يحتمي منها بل من أفعاله السيئة في لبنان والأمتين العربية والإسلامية، ومثل هذه المقولات من باب الدعاية له من قبل حزبه وأتباعه ومن يواليه.

يتبع...

السبت، 1 سبتمبر 2018

موقف الأمم المتحدة في سوريا

لا شيء يهز العالم 19


 

عام 1945 وبينما كان العالم مجتمعًا في سان فرانسسكو من أجل إعلان سيطرة الدول الخمس العظمى على القرار العالمي، وبينما كانت فرنسا تدافع عن حقوقها اللغوية في المؤتمر فإنها في نفس الوقت كانت تسعى إلى تأكيد حقوقها الاستعمارية في سوريا، أي أن قضية سوريا مع الخمسة الكبار، ومع مجلس الأمن كانت من أول يوم نشأ فيه المجلس، وكان من الواضح أنه لا يبدي اهتمامًا نحوها.

والأمم المتحدة في هذه القضية أصدرت في البدء من 2011 حتى 2013م ستة بيانات، و20 قرارًا لمجلس الأمن، واتخذ مجلس الأمن الدولي القرار الرقم (2043)، والذي صدر يوم السبت 21 أبريل 2012 بإجماع الأعضاء كافة على تخويل الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال 300 مراقب عسكري مبدئيًا، على أن يكونوا غير مسلحين لمدة 3 أشهر، لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، والنظر في التزام سائر الأطراف بخطة عنان للسلام. وأنشئت البعثة للمراقبة في سوريا لفترة أولية مدتها 90 يوما، وبدأت البعثة مهامها، لكنها قررت تعليق أنشطتها في 15 يونيو/حزيران من العام ذاته، قبل أن توقف عملها نهائيا بحلول أغسطس/آب 2013. وفي 22 يناير/كانون الثاني 2014، وعقدت في سويسرا مؤتمرات جنيف من 1 حتى 8 وجميعها باءت بالفشل أو أريد لها الفشل بمعنى واضح، ومؤتمر جنيف 1 الذي استند إلى هذا البيان، والذي حضره لأول مرة ممثلون عن كل من الحكومة السورية والمعارضة. بينما في آخر مؤتمر وهو جنيف 8 أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ختام مفاوضات "جنيف-8"، مبديًا أسفه لعدم تحقيق تقدم في هذه الجولة، وعدم حصول ما وصفها بـ"مفاوضات حقيقة" بين الطرفين.



وفي العام 2013 حدث تطور جديد في دور الامم المتحدة في سوريا عندما، أصدر مجلس الأمن في 27 سبتمبر/أيلول 2013، القرار الرقم (2118)، الذي طالب بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية. واستند هذا القرار إلى الاتفاق الأمريكي الروسي الذي تم في جنيف، قبل نحو أسبوعين من ذلك التاريخ. وأعقبه قرار من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قضى بوضع إجراءات خاصة لتدمير البرنامج الكيميائي السوري، وفق جدول زمني متفق عليه. وقطعًا إلى تاريخه كل ذلك مجرد "حبر على ورق".

إن موقع سوريا الذي يربط بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تعد مركز خطوط التبادل والتجارة بين هذه القارات، جعل أمريكا وبعض الدول الغربية تسعى إلى السيطرة عليها من أجل مد خطوط الطاقة من الخليج العربي إلى أوروبا عبرها لكسر حاجة أوروبا للغاز الروسي، وكذلك جعل الأراضي والمرافئ السورية ممرا لاستيراد وتصدير البضائع إلى دول الخليج العربي.

"كما إن تموضع سوريا في شمال فلسطين جعل منها هدفا أساسيا لحركة الصهيونية العالمية، يجب السيطرة عليه من أجل تنفيذ مخططاتها في المنطقة، هذا العامل يعطي سوريا أهمية جيوسياسية كبيرة جدا، ولكن بنفس الوقت يعطي سوريا نقطة قوة رئيسية تفرضها الحسابات الدولية نظرا لحساسية هذا الملف المفرطة والمؤثرة وعدم إمكانية المغامرة فيه.

سوريا غنية جدا بالثروات الطبيعية والبشرية والحضارية، ويعتبر البترول والغاز الطبيعي من أهم الثروات الطبيعية، وتليها الفوسفات ثم الملح الصخري والجص والإسفلت كما توجد بعض الموارد الهامة التي تستخدم كمواد أولية في الصناعة كالمارن والغضار والرمال وكذلك في أعمال البناء كالصخور الكلسية والبازلتية والمنغنيز والرصاص والنحاس واليورانيوم والمعدنية كالكبريت والتالك والحرير الصخري (الاسبستوس).

حضارة سوريا تعود لعشرات آلاف السنين، إلى عصور ما قبل التاريخ، ودمشق أقدم عاصمة مسكونة في التاريخ، وتعاقبت على سوريا أعظم حضارات الشرق التي أغنت البشرية بالعطاءات في شتى المجالات أهمها أقدم أبجدية في التاريخ، ففي أوغاريت وماري وإبلا، تم اكتشاف آلاف الرُقم والمحفوظات الضخمة التي تضمنت الكثير من النصوص التجارية والسياسية والقانونية والميثولوجية، كذلك كانت الحضارة الفينيقية والآرامية مرورا بأفاميا وتدمر وبصرى، وهذه المواقع والآثار تفوق في قيمتها النفط والغاز.

جغرافيًا تتمتع سوريا بتنوع تضاريسها، حيث توجد الجبال والسهول والصحراء والبحر والأنهار، مناخها متوسطي معتدل جميل وشمسها دافئة، وهذا يساعد على التنوع الكبير في الإنتاج الزراعي والحيواني وكذلك صيد الأسماك، والأرقام الحقيقية لهذا الإنتاج الضخم قد تدهش الكثيرين وتفوق بكثير الإحصائيات الرسمية.

ولذلك كانت الهجمة الشريرة على سوريا في عام 2011 من قبل المحور الأطلسي الذي دعم الإرهاب القادم من خارج حدود سوريا سياسيا ولوجستيا وماليا وإعلاميا سراً وعلانية من أجل السيطرة على سوريا ووضعها في طرفه ضمن المعادلة الدولية، ولكنه اصطدم بوحدة الشعب السوري العريق بكل أطيافه الذي قدم مئات الآلاف من أبناءه لتبقى سوريا، والذي دعمه المحور الأوراسي المقاوم للهيمنة الأميركية بقيادة روسيا الاتحادية، وهنا تترسخ المعادلة الدولية في المعنى الجيوسياسي فالمحور الذي ستكون سوريا طرفا فيه سيكون قادر على التأثير في الكثير من المعطيات الدولية الهامة[1]."

 

في تقريرها لعام 2017م  قالت "هيومن رايتس ووتش":

جهود الولايات المتحدة وروسيا، وتدخلهما المتعاظم بسوريا للتوصل إلى تسوية سياسية عام 2016، فشلت إلى حد كبير في تقليص الانتهاكات الفادحة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي باتت سمة النزاع المسلح هناك.

وكشفت عن أنه بلغ عدد القتلى جراء الصراع 470 ألفا حتى فبراير/شباط 2016، وفقا لمنظمة "المركز السوري لبحوث السياسات" البحثية المستقلة. مما أدى إلى تشرد ما يزيد عن 6.1 مليون نازح، و4.8 مليون طالب لجوء، وفقا لـ "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية". بحلول منتصف عام 2016، كما أظهر التقرير أن هناك ما يقدر بمليون نسمة يعيشون في المناطق المحاصرة ومحرومون من المساعدات الضرورية للحياة والمساعدات الإنسانية.

واعتُقل أو اختفى أكثر من 117 ألف شخص منذ عام 2011، غالبيتهم العظمى على يد القوات الحكومية، من بينهم 4557 شخصا بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2016، وفقا لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان". يتفشى التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز، كما قُتل الآلاف في المعتقلات.[2]

والملاحظة هنا في مثل هذه التقارير أن هذه المنظمات لا تعتمد في تقاريرها على حضورها أو وجودها في قلب الحدث بل تعتمد على ما يبثه الآخرون من الطرفين المتنازعين، سواء من النظام أو من الشعب أو الحركات الشعبية التي تسعى لإسقاط النظام لتعيش حياة حرة وكريمة.

وعلى الرغم من أن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية وأسقط البراميل المحملة بكافة أنواع هذه الأسلحة إلا أن الأمم المتحدة وما يتبعها من منظمات تكتفي بالإشارة إلى ذلك دون أن تسعى إلى تحريك المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الإطار. واستمرار العبث من قبل القوى العالمية في هذه المنطقة واضح وضوح الشمس بدلالة تكيفها مع باصات نقل ما اخترعوه على أرض الواقع تنظيم "داعش"، والعمل على مساعدته للتنقل في أرجاء سوريا دون مضايقة بل وبحماية دولية، استغربها العالم أجمع.

ومع ما خلصت "آلية التحقيق المشتركة" بين "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والأمم المتحدة في تقريرها الرابع، الذي صدر هذا العام، إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت المواد الكيميائية في هجوم في إدلب في مارس/آذار 2015. حدد التحقيق وحدات الجيش المسؤولة عن رحلات جوية مرتبطة بالهجمات، ولكن لم يذكر أسماء قادة الوحدات بسبب عدم رد الحكومة السورية على استفسارات حاسمة. وصلت "آلية التحقيق المشتركة" إلى النتيجة ذاتها حول هجومين آخرين عامي 2014 و2015 في تقرير سابق. وجدت اللجنة أيضا في وقت سابق أن داعش استخدم غاز الخردل الكبريتي في هجوم على مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة مسلحة في أغسطس/آب 2015.

وهيومن رايتس ووتش عام 2016 قالت إنها وثّقت عدة هجمات على المنازل والمرافق الطبية والأسواق والمدارس بدا أنها استُهدِفت عمدا، بما فيها غارة جوية كبرى للتحالف السوري-الروسي قصفت مستشفى القدس والمناطق المحيطة به في 27 أبريل/نيسان 2016، ما أسفر عن مقتل 58 مدنيا ومريضا. وقعت عدة هجمات على المرافق الصحية في أغسطس/آب وحده، بما فيها في إدلب وحلب وحماة وحمص.

وقالت: "إن قوات الحكومة استخدمت ما لا يقل عن 13 نوعا من الذخائر العنقودية المحرمة دوليا في أكثر من 400 هجمة على مناطق تسيطر عليها المعارضة، في الفترة من يوليو/تموز 2012 وحتى أغسطس/آب 2016، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين من بينهم أطفال. استخدمت العمليات العسكرية السورية-الروسية المشتركة، التي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول 2015، الذخائر العنقودية المحرمة دوليا على نطاق واسع. حظرت معظم الدول الذخائر العنقودية لأن القنابل الصغيرة التي ترميها تنتشر في مساحة واسعة ولا تميز بين المقاتلين والمدنيين، ولأن العديد من الذخائر الصغيرة لا تنفجر وتتحول فعليا إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر إذا لُمست، حتى بعد سنوات عديدة.

لجأت القوات الحكومية وحلفاؤها بشكل متزايد إلى استخدام الأسلحة الحارقة، مع ما لا يقل عن 18 هجمة موثقة على معاقل للمعارضة في حلب وإدلب بين 5 يونيو/حزيران و10 أغسطس/آب. بثّ تلفزيون "روسيا اليوم" في يونيو/حزيران لقطات لأسلحة حارقة (من نوع آر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم) محملة على طائرة هجومية مقاتلة طراز من "سو 34" في قاعدة عسكرية سورية. تحفز الأسلحة الحارقة سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تشعل الحرائق صعبة الإطفاء وتسبب حروقا شديدة الإيلام ويصعب علاجها. صادقت 113 دولة من بينها روسيا (ولكن ليس سوريا) على بروتوكول "اتفاقية الأسلحة التقليدية" الذي يحظر استخدام الأسلحة الحارقة التي تلقى من الجو على مناطق "تجمعات المدنيين".



وبينما تواصل روسيا نفي تورطها في هجمات الأسلحة الحارقة في سوريا، تتجاهل سوريا باستمرار دعوات التوقيع على البروتوكول، كما وُثّق استخدام القوات العسكرية للأسلحة الحارقة منذ نهاية عام 2012.

واصلت القوات الحكومية أيضا استخدام المواد الكيميائية السامة في كثير من الهجمات بالبراميل المتفجرة في انتهاك لـ "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية". ألقت مروحيات الحكومة السورية براميل متفجرة تحتوي موادا كيميائية سامة على أحياء سكنية في معاقل للمعارضة في مدينة حلب في 10 أغسطس/آب و6 سبتمبر/أيلول.

ونسبت لجنة التحقيق الأممية في تقرير أصدرته في 24 أغسطس/آب هجومين بالأسلحة الكيميائية عام 2016 إلى الحكومة السورية، وواحد إلى داعش الذي يخضع بالفعل لعقوبات من الأمم المتحدة".[3]

إن التقرير الذي أوردته هيومن رايتس ووتش، وهو ليس الأول ولا الأخير، دوما يتحاشى ذكر إيران وتأثيرها في هذه الحرب، وتعميق جراح السوريين، بل تأجيج الصراع في سوريا، حيث أنها تعد عاملاً رئيسًا فيها، بالإضافة إلى دخول إسرائيل في السنتين الأخيرتين عيانًا بيانًا إلى جانب إيران وروسيا في تدخلهما السافر في هذه الحرب، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة متساهلة في هذا الجانب، بل إنها تعمد إلى عدم ذكر الجانب الإيراني في أي من قراراتها أو من قراءاتها أو تقاريرها الدورية، وهذا يدلل على المنحى الذي تنتهجه الأمم المتحدة تجاه العرب، بحيث أنها تخدم أجندة تسعى إلى هدم الدول العربية، والعمل على دمار المنطقة العربية، دون أن يكون للعدالة أي درب في هذا الصراع.

القيود غير القانونية على المساعدات الإنسانية

وعلى الرغم من الجهود الدولية التي تسعى لمساعدة الشعب المغلوب على أمره إلا إن القوات الحكومية والموالية لها، دومًا تعرقل أي مسار تسير فيه حملات الإغاثة للشعب، وباعتراف صريح قالت الأمم المتحدة: إن الحكومة السورية أزالت العناصر الضرورية للحياة من قوافل المساعدات التي سمحت بدخولها. وأضافت: إنه في شهر فبراير/شباط وحده منعت الحكومة 80 ألف مادة علاجية، من بينها مجموعات علاج الإسهال، واللوازم الصحية في حالات الطوارئ، والمضادات الحيوية وأدوية أخرى، من الدخول إلى المناطق المحاصرة.

 

إن تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية والقوات الموالية لها بسرعة، اضطر سكان داريا ـمثلاـ في ريف دمشق إلى الجلاء عن المدينة في 25 أغسطس/آب بعد حصار 4 سنوات.

كما قصفت طائرات في 19 سبتمبر/أيلول 2016، قافلة معونات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، ومستودع لـ "الهلال الأحمر السوري" في أورم الكبرى بحلب، ما أسفر عن مقتل 20 مدنيا وموظف واحد بينما كانوا يفرغون الشاحنات. كانت معظم المساعدات، بما فيها مواد غذائية وإمدادات طبية، ستوزع على 78 ألف شخص على الأقل، وفقا لبيان "الهلال الأحمر السوري". قالت الأمم المتحدة إن القافلة تلقت التصاريح اللازمة من الحكومة السورية مقدما للعبور من أجزاء حلب التي تسيطر عليها الحكومة إلى أجزاء من حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لتقديم المساعدات. كل هذا يحدث والعالم يقف متفرجًا ويكتفي بالتنديد الخافت، والأمم المتحدة فقط تدعو الأطراف المتنازعة إلى الحوار، وتكرار الحوار لم يفد من جنيف 1 حتى 8 ومع ذلك هناك إصرار عليه، كمن يقول للعالم نريد إطالة أمد الحرب، ولا نريد الفصل في سوريا في الوقت الراهن، بل ننتظر حتى نصل إلى غايتنا التي نريد والتي لم تتحقق إلى الآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]

[2]  راجع موقع المنظمة رابط : https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298280

[3]  نفسه

الاثنين، 10 يوليو 2017

الحرب القذرة على العالم 23

 

  • صناعة الطغيان (1)


سنحرمكم من العدو


" التاريخ هو المنتج الأكثر خطورة من بين ما حضّرته كيمياء العقل،
يبعث على الحلم ويسكر، يولد ذكريات وهمية، ويحافظ على الجروح القديمة، يقود إلى هذيان العظمة أو إلى هذيان الاضطهاد" بول فا يري

صرخ، مستشار الرئيس غورباتشوف، الكسندر أرباتوف الآن " سنقدم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو!"[1] ويا له من مشهد مأساوي أن لا يكون لأمريكا عدواً، ويا لها من ديمقراطية أن لا يقابلها استبداد، وأن يموت طغاة أمريكا اللاتينية أو الوسطى. ستتوقف الآن الشاشة الذهبية عن البث، وستُغلق دور السينما في أمريكا، لم يعد هناك خطر أحمر، ليس من جيمس بوند، لقد انتهى كل شيء.. انتهى الكاوبوي.. انتهى رامبو. شيء محزن للسياسي التاجر أن تتهاوى الكتلة الشيعية هكذا، وأن تموت حرباً عاشت لسنوات كي تحفز كل جانب من أجل أن يحرك الناس، وأن يتلاعب بعقولهم، عبر وهم تم بناؤه لأكثر من خمسين سنة تقريباً.

الأحد، 9 أبريل 2017

الحرب القذرة على العالم "14"

أمريكا الفزعة من السلام


" العالم قد افلت أمره، كما أنه قد انحرف عن الخط"  تشاومسكي

 

الداعون إلى الحرية هم الذين يسعون وراء تفكيك العالم، فتنوع ثقافات وديانات الشعوب لا يمكن أن تخضعها لمقياس واحد، وليس من العدل والإنصاف أن تعامل طفلك التوحدي كمعاملة طفلك السوي هذا في أبسط قوانين الإنسانية، فما بالكم بكم كبير من الثقافات والتنوع على وجه الكرة الأرضية، القانون الآن في المعمورة هو شريعة الإنسان القوي يأكل الضعيف، لا ليست شريعة الغاب فهي أهون مما يفعله الإنسان، فالحيوان القوي لا يأكل الحيوان الضعيف إلا إذا جاع، بينما في شريعة الإنسان الدول الغنية تزيد الدول الفقيرة فقراً بل وتسعى لأكلها دون رحمة.

الأربعاء، 4 يناير 2017

الحرب القذرة على العالم (9)

11 سبتمبر فاتحة إرهاب دولي


تنظيم داعش يمثّل من؟


أمريكا تدعم إيران ب500 مليون في صناديق

هجوم داعش الإرهابي  على دول الخليج السنية

من يقرأ ما بعد تاريخ 11/سبتمبر/2001م سيلحظ نمو الإرهاب، وبعد سنوات من الهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين من أمريكا وتوابعها بدأت تظهر أصوات في الغرب تقول إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بفعل فاعل محترف، وأن الطائرات التي اصطدمت بالبرجين لا يمكن أن تسقطهما بهذا الشكل، بل إن هناك ما هو أكبر بحيث أنهما سقطا كتلة واحدة..الخ. بخلاف أن محكمة أميركية أعلنت عن ضلوع إيران في إيواء مجموعة القاعدة التي نفذت الهجوم على البرجين. وتوقيت الإعلان كان عجيباً فبعد خمسة عشر عاماً تكشف واشنطن عن ذلك.. وأين كانت طوال هذه السنوات؟ بل وبتناقض عجيب وبعد أن برأت الـ 28 ورقة المملكة العربية السعودية، التي احتفظ بها زبانية بوش، من تحقيقات الحادثة، عادت لتعلن عن قانون " جيستا ".. وكأن العملية هنا مقصودة للإلتفاف على أصل الحادثة ومسببها، خصوصاً وأن كثيراً من المؤسسات العلمية ومن العلماء أفادوا بأن الحادثة قد تكون مدبرة من الداخل الأمريكي بل بعضها لا يستبعد ضلوع الإستخبارات الأمريكية في الهجوم على البرجين. أي إن التناقضات تتوالى ومحالة الإلهاء وتشتيت الإنتباه ، ليس تشتيت انتباه العالم بل تشتيت انتباه الشعب الأمريكي عن الحقيقة المدمرة التي قد تعصف بأمريكا إذا ما تم الكشف عن غموض التنفيذ بهذه الدقة في هذا الهجوم الإرهابي.. إلى هنا ما زلت أميل إلى أن اتهامات جديدة ستظهر لدول أخرى سنة بعد سنة ، وطبخة تلو أخرى.

ولنقف عند نشوء أو ظهور الإرهاب العالمي حيث أنه بدأ من الحادي عشر من سبتمبر، لنلحظ أن المملكة العربية السعودية ، بما أنها في واجهة الحدث ، وكانت التهمة موجهة لها من البدء، وبمخطط مزروع مسبقاً، لتأتي اللحظة في ظهور الإرهاب بشكل متتابع من بعد ذريعة إختلال العراق وسقوط بغداد في يد أمريكا، ومن ثم تسليمها للمد الصفوي، لنلحظ أنه من عام 2003م بدأت العمليات الإرهابية تغزو السعودية وارتفعت وتيرتها بشكل مقلق جداً حيث أنها  إلى 2010م ـ بحسب التقارير الصحفية ـ كان نصيبها 222 عملية إرهابية أُحبط منها في مهدها 194 عملية بينما نُفذ منها 28 عملية. وخلال سبعة أعوام تناثر الإرهاب على منطقة الخليج بشكل غريب على المجتمعات الخليجية المسالمة حيث بلغت العمليات الإرهابية 262 ، أحبط منها 211 بينما نُفذت 51 عملية. وكان نصيب السعودية منها ما سبق ذكره ، بينما سجلت الكويت 20 عملية أُحبط منها 5، فيما تم تنفيذ 15 عملية. وتعرضت الإمارات العربية المتحدة إلى 11 عملية نفذ منها 5 وتم إحباط 6.

وخلال تلك الفترة كانت البحرين تشهد توتراً أمنياً إلا أن العمليات الإرهابية لم تصلها إلا عام 2011م وهي عبارة عن خلايا إيرانية كانت نائمة وبدأت تنشط وكان من أولى الخلايا الارهابية التي ضبطها الامن البحريني في العام نفسه هي  خلية إيرانية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في البحرين وكذلك استهداف  مقر السفارة السعودية في العاصمة المنامة.

بينما قطر شهدت ثلاث عمليات إرهابية نُفذ منها واحدة وأُحبط إثنتان. ولم تشهد سلطنة عمان أية عملية إرهابية في تلك الفترة.

 

لماذا هذا التسلسل؟

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

زلات اللسان الأمريكي وسيغموند فرويد

من "فورد" مرورا بـ "بوش" إلى "كيري": زلات لسان أمريكية تكشف نواياهم تجاه المسلمين


فورد يخاطب السادات على أنه حاكم اسرائيل.. ثم يتراجع!!


بوش يعلنها حرباً صليبية ثم يتراجع


كيري يحذر الأسد من مواجهة المجتمع الدولي ومن مغبة استخدامه للأسلحة المحرمة وسط مفاوضات لشن حرب عليه!!


كيري في شرم الشيخ يريد حماية أمن اسرائيل ثم يتراجع!!


كيري يهندس اتفاقاً مع الحوثي لوحده ويعلن عن ايقاف الحرب في اليمن


الخارجية الأمريكية تعتذر للرئيس اليمني عن تصريح كيري!!


الأحد، 21 أغسطس 2016

الحرب القذرة على العالم ( 7 )

 

لعبة الشرق الأوسط

عندما صنع الغرب مصطلح الشرق الأوسط الجديد، بشكل مختلف عما كان عليه ، بعد سقوط العراق في يد أمريكا، وبدأ التخطيط لتقاسم مناطق النفوذ في كل من آسيا وأفريقيا، مع وجود مصطلحات وإضافات أخرى كالشرق الأوسط الكبير والشرق الأدنى وشرق آسيا الكبرى والشرق الأقصى ، يتضح أن العالم دمية تحركها أيادي العبث الغربية .

وقطعاً يسعى نظام الشرق الأوسط المطروح إلى إعادة صياغة المنطقة جغرافياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً، وإقامة ترتيبات أمنية جديدة يفرضها، ولتأتي ثورات الربيع العربي وتساند هذا التوجه حتى استمرأ الغرب اللعبة وأشعل المنطقة عبر ذريعة محاربة الإرهاب.

وعندما قال تيودور هرتسل، مؤسس الصهيونية عام 1897م في يومياته: " يجب قيام كومنولث شرق أوسطي، يكون لدولة اليهود فيه شأن قيادي فاعل، ودور اقتصادي قائد، وتكون المركز لجلب الاستثمارات والبحث العلمي والخبرة الفنية".[1]‏ فكأنما فيه دلالة أو إشارة إلى أن الهدف الذي يسعى إليه الغرب هو تعزيز نفوذ الصهيونية في المنطقة العربية.. ولكن هل تسير الخطة الآن على ما يريدون عندما يقول عراب الصهيونية هنري كيسنجر إن دولة اليهود لن يكون لها وجود بعد 25 سنة ![2]

ومع ما يحدث في العالم العربي فإن كلام المكر يتضح في حديث كيسنجر لأن الشواهد كلها مصبوغة بذهاب المنطقة العربية نحو التفكك كما كان يشتهي الغرب.. بيد أن ظهور قوة واقعة بين آسيا وأوروبا ، ممثلة في تركيا ، سبب قلقاً في منظومة الشرق الأوسط الكبير ، بل سبب حرجاً حتى للعراب الأكبر في لعبة الشطرنج التي تمارسها أمريكا عندما حاولت اسقاط هذه القوة عبر الإنقلاب على رئيسها، بخلاف أن تدخل التحالف العربي قبلها بسنة ونصف في اليمن ، أيضاً "شخبط" الخارطة الغربية الجديدة التي كان متجهاً نحوها هذا الشرق..

ولعل تقرير كامبل بنرمان وزير المستعمرات آنذاك في عام 1907 من لندن ، الذي جاء فيه:‏ " يكمن الخطر على الغرب في البحر المتوسط، لكونه همزة وصل بين الشرق والغرب. ويعيش في شواطئه الجنوبية والشرقية شعب واحد، تتوافر له وحدة التاريخ واللغة والجغرافية وكل مقوّمات التجمع والترابط، وذلك فضلاً عن نزعاته الثورية وثرواته الطبيعية الكبيرة "‏[3] لعله يشي بأن الغرب يستهدف المنطقة العربية منذ زمن بعيد. وقد جاء فيه نقطة جوهرية هي تجزئة الوطن العربي إلى دول وكيانات متعددة.. وحصل ذلك عبر سايكس بيكو لكنه لم يرضي أطماع الغرب في هذه المنطقة فعرض خطة أخرى لهذا التقسيم ولم يكتب لها النجاح ولله الحمد حتى الآن بسبب تدخل المملكة العربية السعودية في اليمن، وسعيها الحثيث في قلب موازنة الحرب القائمة في سوريا، لتأتي ضربة فشل الانقلاب على تركيا وتعطل المشروع القذر للغرب.

وهذه الخطة الجديدة ـ ربما ، وحسب ما يقول مراقبون ـ أن أفكارها الأساسية انطلقت من " الثورة الخمينية "[4] عام 1979م بحيث جعل الغرب اللاعب العقلاني فيها هو إيران، وهي ثورة تحلم في إعادة الإمبراطورية الفارسية الممتدة من حدود الصين حتى شمال افريقيا، وبدأ العمل على الخطة الجديدة من احتلال أمريكا للعراق ورميها في يد المجوسي الفارسي لتتحكم عبرها دولة الملالي في الجزء العربي وتثير الفوضى فيه، وارتفعت وتيرة عمل هذه الخطة مع الاتفاق النووي عبر أجندة مرسومة للمد الفارسي للعمل عليها.

قطعا اللاعب الرئيس هو ما تردده إيران منذ قيام الثورة " الشيطان الأكبر" وهذا الشيطان هو المفكر بينما الشيطان المنفذ والذي يقوم بدور الشر في المنطقة العربية يتمثل في "إيران".. وبما إن الشيطان المفكر رأى أن خطة الشرق الأوسط الجديد لم تنجح، أو على الأقل تم تعطيلها في الوقت الحالي، إتجه إلى خطة بديلة أو خطة " إلهاء " تكمن في بروز مصطلح " آسيا الوسطى الكبرى" وذلك لإيقاف صعود الصين وروسيا والهند والعمل على تدميرها من جديد.

والشيطان الأكبر كما يعلم الجميع لديه نظرية يسير عليها وهي " استمر في صناعة الأعداء كي تستمر في المقدمة" ولهذا فإن البدائل لهذه الصناعة دوماً جاهزة، وسنتذكر هنا أن هجمات 11 سبتمبر 2001م كانت الخطوة الأولى للمشروع الجديد وتم تفعيلها بعد غزو افغانستان ومن ثم العراق وبعد موجة " الخريف العربي ". وقد رسمت عام 2006 مجلة القوات المسلحة الأمريكية صورة أوضح لاستراتيجية الشرق الأوسط الكبير في مقال تحت عنوان "الحدود الدموية" (Blood Borders)،[5] وفيه " أكدت على ضرورة تغيير الخارطة السياسية للمنطقة العربية على أسس عرقية وإثنية وطائفية، وعرض المقال الخريطة الأولية التي تحاول الولايات المتحدة أن تطبقها على الأرض، وفي 28 كانون الأول/ ديسمبر 2013، ظهر جزء آخر من المشروع الأمريكي من خلال المقال التي عنونته صحيفة نيويورك تايمز Imagining a Remapped Middle East"[6]

واستغلت الولايات المتحدة العراق أسوأ استغلال وألحقت به سوريا حين انكشف أمام ناظريها أن إيران تحقق أهدافها بشكل مفضوح ، وأصبحت الحرب تقريباً من عام 2013م عياناً بياناً لتظهر النوايا السيئة عن تفكيك المملكة العربية السعودية إلى دوليات وهي الدولة التي تعد قلب العالم الاسلامي ، والتي أصبحت الوحيد الفاعل في المنطقة العربية بعد تساقط مصر وسوريا ومن قبل العراق ، حيث اتخذت ايران ذراعاً لها في اليمن وأرادت بهذا تطويق المملكة وهذا ما تبجح به الإيرانيون حين قالوا أربع عواصم عربية نحتلها الآن ، بل ويزيدون تبجحهم والبقية في الطريق.. كل هذا طبعا بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية والشركاء الغربيين الذين سعوا إلى تحقيق أطماع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنحها الضوء الأخضر لترفع من وتيرة مشروعها التوسعي العابر للقارات ذات البعد الطائفي، وكرست نفوذها في شمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وحركت دماها في دول الخليج العربية، وصدرت ثورتها إلى العالم.

الملاحظة هنا التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار هي إن الساسة في العالم يراقبون هذا دون أن يفعلوا شيئاً منذ حادثة سبتمبر، والعجيب أن الشعب الأمريكي ، نعم الشعب الأمريكي الذي يدعي أنه مع الحريات، لم تكشف له حكومته مساندة إيران لمن فجّر البرجين إلا بعد مضي ما يقارب ال 14 عاماً ولم يحرك ساكنا، وقد تكشف أوراق فساد حكام أمريكا أن اسرائيل لها اليد الطولى في هذه الحادثة وبمساندة من استخبارات بلدها، أي المفروض أن الذي يثور في البدء هو الشعب الأمريكي ، وليس الشعوب التي يتآمر عليها حكامه. كما أن الملاحظة الأخرى هي رؤية العالم لما يفعله حزب الله في لبنان وفي البلاد العربية ومع ذلك لم يحرك ساستها شيئاً إلى أن اجتاح مد الثورة الإيرانية البلاد والعباد وبدأ يعيث فسادا في الأرض. وليلحظ ساسة بعض البلاد كنيجيريا ولبنان والعراق وسوريا أن إيران لم تدخل بلداً إلا ودمرته ، وأرادت أن تلحق اليمن بالركب ولكن عاصفة الحزم أوقفت مشروع هذا التمدد، ومع ذلك فإن الحوثيين والمخلوع يرون أنها المنقذ لهم.

النفوذ الإيراني المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل فاضح سطى ويسطو بل بات يفعل ما يحلو له في المنطقة ، وخصوصاً بعد الاتفاق الصوري النووي.. يقول عضو مجلس خبراء القيادة ووزير المخابرات الإيراني الأسبق، علي فلاحيان، عبر وكالة تسنيم نيوز التابعة للحرس الثوري :الاتفاق النووي بين إيران والغرب سينتج تحالفًا جديدًا بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة للمزيد من التعاون في أفغانستان والعراق، وتريد واشنطن وضع حد لتوسع الصين التجاري عبر فتح أسواق جديدة في آسيا الوسطى من خلال الاستعانة بقدرات طهران، وستمثل إيران البوابة التي ستعمل من خلالها أمريكا على لجم تحالف الصين والهند وروسيا الصاعد.[7]

هكذا وبكل وضوح يكشف عن أن دور إيران مع أمريكا بات محوريا، ولا بد من تصدير الشر  في كل بقاع الأرض كي تبقى أمريكا سيدة العالم، وليؤكد هذا القول أحمد بخشايش أردستاني عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، حين قال: إن إيران وأمريكا قد أدركتا أنهما لا تستطيعان التخلي عن بعضهما البعض، ويجب أن يتعاونا معًا لخلق الأمن والاستقرار في المنطقة.[8]

ولكن هناك أكثر من طاولة انقلبت، ولعل أهمها هو حضور الدب الروسي إلى المنطقة وتدخله المباشر في سوريا ليقول للعالم إن روسيا ما زالت قوة ولن تلعبوا في هذه المنطقة لوحدكم، وسأستعيد أمجاد الاتحاد السوفيتي، وتوجه بوتين على ذات الرتم الذي تلعبه أمريكا وهو " محاربة الإرهاب" وقال: سنتدخل عسكريا في جميع مناطق لمحاربة الإرهاب[9]، وكأنه يلمّح إلى إرهاب الكاوبوي الأمريكي ولا شيء غيره.

"هذا التدخل أرغم واشنطن على التخلي عن مشروع الشرق الأوسط الكبير وإحداث الفراغ في المنطقة العربية بشكل مؤقت، وتبنيها سياسة جديدة لكنها قديمة ألا وهي إعادة الترتيبات السياسية والأمنية في المنطقة إلى عهد حكم الشاه الإيراني، محمد رضا بهلوي، وفترة ما قبل ثورة 1979."[10]  واستغلت أمريكا والغرب إيران استغلالا خطيراً وسعت لأن تكون شرطي المنطقة، لتأتي حادثة الإعتداء على السفارة السعودية في طهران، وتظهر الغباء الغربي الذي وقع فيه حين اعتقد أن شرطي المنطقة واللاعب العقلاني فيها سيكون لاعباً خبيثاً متحرراً من عقيدته التي يؤمن بها وهي بناء الإمبراطورية الكبرى لفارس من جديد، ودون أن يدرك أن لدى إيران ايديلوجيتها التي لا تستطيع الفكاك منها.. وبحنكة الساسة السعوديين كشفت الحمق الإيراني عبر توظيف هذه الحادثة بشكل لفت انتباه العالم الغربي إلى الخطأ الذي وقع فيه الكاوبوي الأمريكي

 

وأيضا لتتراجع أمريكا عدة خطوات في هذا السياق عن تنفيذ مشروع «الشرق الأوسط الكبير» وتفكيك المنطقة العربية وسعت إلى تفعيل مشروع آسيا الوسطى الكبرى، مما حدى بموسكو أن تعرب على لسان الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، عن قلق الكرملين إزاء ظهور مصطلح جديد في عالم التوصيف السياسي يرمي إلى إعادة تسمية آسيا الوسطى وتصنيفها، ولفت النظر إلى أن تسمية "آسيا الوسطى الكبرى" تعيد إلى الأذهان مصطلح "الشرق الأوسط الكبير" الذي غرقت البلدان المشمولة به في حالة من الفوضى والأزمات السياسية وما تمخض عنها.[11]

 

الأربعاء، 10 يونيو 2015

"شخبطات" أمريكا على جدران العرب

قيل إن «السياسة هي فن تأجيل القرارات حتى لا تعد ذات جدوى» والتسلسل الزمني لهذا الفن الأمريكي انطلق من أفغانستان بقيام طالبان فظهور القاعدة ثم تأجيل إسقاط أسامة بن لادن رمز القاعدة إلى أن ظهر البغدادي لتظهر «داعش».. وما الذي جد في الأمر في المنطقة العربية ـ وليس الشرق الأوسط ـ ألا نرى أن ظهور الحوثي فيه قراءة لتاريخ

سابق انطلق من إسرائيل ومر بالحرب الباردة التي استفاد منها الأمريكان بشكل كامل، بحيث إنهم يسعون إلى تعطيل القرارات وتأجيلها إلى أن تصبح غير ذات جدوى؟
وأليست قرارات مجلس الأمن المتتابعة منذ 2011م حول اليمن أصبحت ضمن أجندة التأجيل، التي يتبعها المجلس العالمي الموقر، هذه الأجندة التي تخص المنطقة العربية لوحدها، التي يجب أن تخضع لقرارات الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا.
لا تعجبوا فالرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان قال ذات يوم « إذا كنت لا تستطيع إقناعهم، حاول أن تسبب لهم الإرباك». فجنيف المؤجل كانت مرفوضة من الطرف اليمني الشرعي والمستند على قرارات متتالية من مجلس الأمن، آخرها القرار 2216 الذي أجمع الجميع فيه على أحقية استعادة الشرعية وعلى تسليم الحوثي كامل البلاد والعتاد

للسلطة الشرعية. بل إن أمريكا والعالم دعموا قوات التحالف في استعادة الحكومة الشرعية سلطتها عبر التأييد العريض لـ «عاصفة الحزم» ولكن يبدو أن الأمريكان تذكروا مقولة رئيسهم الأسبق أعلاه وقالوا دعونا نسبب لهم الإرباك. وذلك بجنيف آخر يحضر فيه الطرف المعتدي دون شرط أو قيد بل قد يحضر فيه الداعم للاعتداء وهو إيران، ولعله من البديهي أن يكون هذا نوعاً من الإرباك لـ «إعادة الأمل» في اليمن التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق العدالة للشعب اليمني.
قطعاً نحن العرب أو المثقف العربي قد يصرخ هنا ويقول إنك من حزب «كل شيء مؤامرة»، وأنا أقول إنه لا مؤامرة هنا ولكن وقائع واضحة للعيان هذه الوقائع، تقول إن أمريكا تكتب في الجدران العربية «شخبطات» وتقول إنه «فن». بل إنها تضع المبراة والممحاة أمام الرسام وتقول له اشطب هذا الخط وارسم خطاً آخر؛ ومن هذا الفن ما حدث في العراق عندما

أسقط صدام حسين بحجة النووي، واكتشف العالم أنه لا يوجد نووي، فقالوا إن هذا من أجل إحلال العدالة في العراق واكتشف العالم بعد ذلك أنه لا عدالة، لترمي بالعراق في أتون الطائفية والتقسيمات العرقية وتستمر فوضى كونداليزا رايس في هذا البلد، لتتوسع وتطال ليبيا ومن ثم سوريا وكادت تدخل جدران مصر ولكن.. لنرى الرسم الآن في جدار يمن

العروبة التي عاث فيها الرئيس المخلوع والحوثي بمساندة فارسية الفساد، الذي أصدر بسببها مجلس الأمن الموقر خمسة قرارات جميعها تطالب بالالتزام بالشرعية فيه. فأي رسم سيرسم في محادثات جنيف؟ وهل أعتقد أن هناك مؤامرة على العالم العربي بعد هذا؟ حاشا وكلا لست من المتشائمين في أن الديمقراطية الأمريكية تعبث بأمن المنطقة العربية، ولست متشائماً في أن لغة الدم التي في سوريا هدفها هو العربي، وأن داعش وهي تتمدد تسعى إلى خلخلة الأنظمة العربية، وأن شبح القاعدة الذي تحاربه أمريكا يجب أن تتوقف عنه!!
جنيف ما هي إلا نقطة تأجيل أخرى تريدها أمريكا، وليس من مصلحة الحكومة الشرعية اليمنية أن تذهب إليها، فكون المعتدي يجلس على طاولة الحوار دون أن يلتزم بالقرارات الأممية السابقة فإنه لن يلتزم أيضاً بأي قرار سيصدر عنها، وقد يتفق ويوافق ولكن الحوثي وعلي صالح دوما يعدون ويخلفون، وما الحوار الوطني والإنقلاب على الشرعية إلا دليل واضح وضوح الشمس للعدالة الأمريكية ومن يتبعها.
أيضاً يا سادة الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن يقول: «قد تخدع كل الناس بعض الوقت، ويمكنك حتى أن تخدع بعض الناس كل الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت». ألا ترون مدى نجاعة الحكم الأمريكية؟