‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحرب الباردة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحرب الباردة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 3 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 10

موقف الأمم المتحدة في العراق


في الصحافة الأمريكية لا تأتي الأسئلة، بعد الحرب على العراق، عن عدد القتلى الذين خلفتهم الحرب ضد العراق أو أفغانستان، ولكنها تأتي على هذا المنوال: لماذا قُتل 760 أمريكياً في حرب العراق؟ الأربعة ملايين الذين قتلوا بسبب الحرب الأمريكية على العراق لا شأن للصحافة الأمريكية بهم، كل ما يهمها هو المواطن الأمريكي. أليس هذا نتاج ما زرعته السياسة والإعلام؟ وأليس هذا يشجع الأمريكان على غزو العالم؟ فهو يقول لهم اذهبوا اقتلوا الناس في كل جزء من المعمورة ولكن احذروا أن يموت أحد منكم أيها الأولاد الصالحون!!  هذه الصورة ـ تماماً ـ التي يتم بها تسيير الأمور في واشنطن، فكذبة الإعلام الحر تحمل معاييرها تجاه الجندي الأمريكي، ولكن تجاه من يَقتلَ هذا الجندي فلا معايير في ذلك أقتل أيها الصالح كما تشاء ولا عليك، المهم ألا تموت. وهذا هو الوجه الحقيقي للإعلام الأمريكي الذي يدّعي الديموقراطية، وأنه يقدم نموذجًا متميزًا في حرية التعبير، وهو يقدم حرية التعبير فعلاً في الداخل فقط، أمّا مساره في الخارج فهو يقدم الوجه السادي للإعلام الأمريكي الحقيقي وللسياسة الأمريكية الطاغية، والتي تريد أن تلتهم العالم كله. بل إن الإعلام في مجموعه سواء عبر مراكز الدراسات أو عبر هوليوود وصناعة السينما وعبر وكالات الأنباء والفضائيات يؤازر الفعل العسكري الاستبدادي الذي تمارسه الحكومة الأمريكية ضد الشعوب.

يقول السيناتور الأمريكي إرنست ف. هولينغز في مقالة نشرتها تشارلستون بوست اند كوريور يوم 6 مايو 2004م " مع مقتل أكثر من 760 جنديا، وإصابة أكثر من 3000 جريح بعاهة مستديمة، يتساءل الناس لماذا ذهبنا إلى العراق؟" وفي النهاية يقول هي " سياسة الرئيس بوش في حماية وتعزيز أمن إسرائيل"[1]

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 36



  • أن تكذب أكثر 6




الصراع في اليمن

دراسة معهد بروكنجز تحمل تناقضاتها وتمجد إيران

قراءة ضعيفة جداً لا تحمل فكرا

بعد قراءة لإحدى مقالات قامات أمريكا وهو "معهد كارنيجي" في هذه السلسلة (24)، سنلحظ أن توجه مراكز الدراسات في أمريكا هو مع توجه سياسة الرئيس، في أي منطقة يطرقها، وهذا يمنحنا المؤشر الذي تسير عليه حزمة السياسة الأمريكية بالكامل في كل حصة رئاسية، ومن المهم قراءة مثل هذه المراكز وما تطرحه، لأن ذلك سيعود علينا بالنفع في قراءة التوجه الأمريكي.

السبت، 4 نوفمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 35

امبريالية الإمبراطورية الأمريكية

بريجنسكي وعملية نيويورك الأخيرة!!

أوروبا لا تحتاج لغضب بل إلى عمل للخروج من مأزق أمريكا!!

يلوح بريجنسكي إلى الداخل الأمريكي وأنه ربما قد يكون السبب الرئيس في سقوط الهيمنة الأمريكية، بل إنه يحذر من ذلك، بحيث لا يجب أن تتراخى السياسة الأمريكية تجاه هيمنتها على العالم، وعليها أن تعمد إلى السير قدماً، ليس لقيادة العالم بل للسيطرة عليه" التحدي الرئيسي للقوة الأمريكية لا يمكن أن ينبع إلا من الداخل ـ إما بسبب نبذ الديمقراطية الأمريكية نفسها للقوة، وإما بسبب سوء استخدام أميركا لقوتها في العالم. "[1]

الخميس، 28 سبتمبر 2017

نتائج خيانة نوري المالكي: سعي الأكراد للانفصال

باختصار:

ما يحدث اليوم في العراق هو نتيجة ما فعلته حكومة نوري المالكي من خيانات في الشعب العراقي، ومن تهميش للأكراد بشكل فاضح، وللسنة بشكل فظيع ، وقد نقرأ يوم غد عن انفصال سني في العراق؛ وكان سبباً حاسماً لدى الأكراد في الوصول إلى هذا القرار، وخصوصاً أن الفساد ينخر قلب العراق، سواء مع المالكي أو مع الميليشيات المدعومة إيرانياً في الوقت الحالي. وتستطيع العودة هنا إلى الرابط الذي يتحدث عن نوري المالكي وهو يقدم تصوراً لتقسيم العراق http://moghamei.com/?p=405

وإيقاف الرحلات إلى مطار اربيل، وإخضاع المنافذ الحدودية البرية مع دول أخرى في إقليم كردستان لإشرافها، وإغلاق المنافذ غير الرسمية،لن يوقف ما يراه الأكراد أنه انتصاراً لهم، وأنهم اختاروا مصيرهم حين صوتوا بالانفصال عن العراق.

المشاكل التي تلوح في الأفق الآن في العراق هي:

أولاً: إيران التي قال حسن روحاني إنها لن تخرج منه.. وهي مقولة لها أبعادها، وأنها متحكمة في القرار السياسي في بغداد، وهذه نقطة خطرة على وحدة العراق، فكيف يدافع العبادي على وحدة بلاده وهو أصلاً تحت سيطرة محتل فارسي، يعبث بها كيفما يريد.

ثانياً: تركيا التي ترى أن الحق في تقرير مصير الأكراد في العراق، وهو حق غير مباح، ومع ذلك لا يمنع أن نسمع الرئيس التركي وهو يقول إنها " خيانة"، وان الشعب الكردي سيتضور جوعاً.

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 32

· أن تكذب أكثر 5


· القوة الناعمة

نحت أمريكا منحى موازٍ تماماً لأيام الحرب الباردة، وأعادت صياغة مصطلح " الحرب الباردة" ليتحول إلى  القوة الناعمة ( Soft power ) ولعل إيحاءات هذه المرحلة بدأت من عام 1989م عندما سقط جدار برلين دون أن تقام حرب أو تسفك دماء، حيث يشير مؤسس مصطلح " القوة الناعمة " جوزيف ناي ـ وقد كان نائباً لوزير الدفاع الأمريكي، وكتب عنه عام 1990م في كتابه ( ملزمون بالقيادة) ـ إلى أن الجدار تم اختراقه بالتلفزيون والسينما منذ زمن طويل قبل سقوطه، في إشارة إلى تأثير الثقافة الغربية بدلا عن السلاح.

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 31



  • إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية 5




هاتفني أحد الأصدقاء وتحدث معي حول ما كتبته هنا عن نظرية " مجتمع الخوف" .. ورأى أنني ذهبت بها إلى غير محلها عندما عكستها على المجتمع الأمريكي، وقال: إن هناك قانوناً يحكم الجميع فلذلك لا خوف.


قلت متى تحدثت عن ليبرالية فإنني أتفق معك.. أما إن تحدثت عن علمانية فإنني لست معك. فالحرية الفردية تختلف عن الحرية السياسية.. والحديث الأخلاقي الذي طرحته هو عن الحرية السياسية وفسادها وعدم مصداقيتها وبعدها عن الأخلاق تماماً، ولهذا فإن أمريكا تخاف من فقدان هذه الحرية الفاسدة، بالنسبة للنخبة المسيطرة. ومن هذا الجانب فإن الخوف سينعكس على المجتمع على مدى الزمن، وستخشى النخبة انحراف العامة بعد اكتشاف الحرية المخادعة التي تطرحها الليبرالية الحديثة، وتحديداُ ليبرالية " المحافظون الجدد" الذين يرون في هذه الحرية الفردية أنها الدرب الذي يستطيعون عبره السيطرة على الشعب؛ أي كأن عملية رسم الوهم لهؤلاء البشر هي الطريق الحقيقي لبقاء الديكتاتورية، لأنه متى ما كان انسياق المجتمع ككتلة واحدة فإن قدر هؤلاء هو خروجهم من السلطة شاءوا أم أبوا، ومتى ما تمتع الشعب ، بل العالم ، بحرية فردية فإنه من السهولة بمكان انسياقه لقطيع تسيره الديكتاتورية، التي تريد السيطرة على العالم. وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تتنبه له الشعوب لهذا الخطر وسيخرجونهم من السلطة، لأن البناء على " الكذب النبيل"[1] ، الذي يرونه، لا يمكن له الاستمرار.

الاثنين، 28 أغسطس 2017

الحرب القذرة على العالم 30

الكذبة الخلاقة وتفتيت المنطقة العربية

يعتبر المفكر الاستراتيجي الأميركي مايكل ليدن الباحث في معهد "أميركا انتربرايز" أول من صاغ مفهوم " الفوضى الخلاقة" عام 2003م، بالشكل الذي يليق بمنطقة الشرق الأوسط "، نعم تحديدا، عندما وضع خطة جديدة للولايات المتحدة لإدارة أهم المناطق حساسية في العالم، وهي المنطقة العربية، بعد أن لاحظ ارتباك السياسة الأميركية في هذه المنطقة، وأعطاها تسميات مرادفة، منها "الفوضى والبناء" و"التدمير والبناء". وينطلق ليدن في نظريته من أفكار تعكس الفلسفة التي تدين بها الطغمة الفاسدة المسيطرة على القرارات والاستراتيجيات الأميركية تجاه العالم والشرق الأوسط بالخصوص، وهي اعتماد الواقع أكثر مما يمليه الذهن، أي جعل له الأسبقية والرجحان. وينطلق ليدن بعد قراءة الواقع وتشخيص البيئة المحددة له ليقول أنه لا بد من التعامل مع معطياته وتطوراته.

الاثنين، 21 أغسطس 2017

الحرب القذرة على العالم 29


  • إمبريالية الامبراطورية الأمريكية 4

  • "مجتمع الخوف" أمريكي


" أعمال الإرهاب تكاد تكون مقصورة على الدول الديمقراطية أو شبه الديمقراطية" هذا كلام نعوم تشومسكي الذي يناقض خطاب السيد بوش، الذي جاء فيه أن "المجتمعات الديمقراطية لا تروج للإرهاب الدولي بينما المجتمعات غير الديمقراطية مؤهلة لتفريخ الإرهاب" هنا وجه يصف أمريكا بأنها تعمل على الديمقراطية، ولكن قد يكون تشومسكي التقط من حديث بوش الوجه الحقيقي للمقولة مسقطاً على المقولة أن السياسة الأمريكية ليست ديمقراطية ولهذا فهي تصدر الإرهاب، وهي التي تفرخ للعنف والتطرف. هذا الإختصار لخطاب بوش تناوله أمير طاهري في مقالة له في الشرق الأوسط وذهب به إلى كتاب ناتان شارانسكي حيث تبنى شارانسكي نظرية بوش بطريقة كاملة ـ من وجهة نظر طاهري ـ واستخدم خبرته الشخصية كمنشق ساهم في هز أسس الخبرة السوفياتية لكي يوضح أن نشر الديمقراطية هو أكثر الدفاعات فاعلية التي يمكن للغرب تبنيها. بينما أرى هنا أن العكس هو الصحيح حيث أن بوش هو الذي تبنى نظرية شارانسكي.

و"يقسم شارانسكي العالم المعاصر الى نوعين: من ناحية توجد «مجتمعات الخوف» التي يختفي فيها مفهوم المواطنة. ففي تلك المجتمعات لا يمكن للفرد التعبير عن وجهات نظره بحرية بدون المخاطرة بإلحاق الضرر بذاته. ومن ناحية أخرى هناك «المجتمعات الحرة» لا يتمتع فيها الفرد بحرية التعبير عن وجهة نظره ولكن ايضا يملك الحق في اختيار الحكومة عبر انتخابات ديمقراطية. ويوضح شارانسكي ان «مجتمعات الخوف»، تعتمد على العنف للحفاظ على سلامها الداخلي وتستخدم الحرب او التهديد بها، والعديد من أشكال الإرهاب كوسيلة في السياسة الخارجية. وثمن الاستقرار داخل النظم غير الديمقراطية كما يوضح هو الإرهاب خارجها. ويعتقد شارانسكي بإمكانية وضرورة هزيمة «مجتمعات الخوف،» اذا ما كان على «المجتمعات الحرة» الحياة بسلام وأمن. واستخدم الاتحاد السوفياتي كنموذج يعرفه جيدا. فقد اظهر كيف فشل الغرب في فهم طبيعة «مجتمعات الخوف» وحاول التعامل معها عبر سلسلة من الوسائل الدبلوماسية، ولاسيما مغامرة نيكسون / كيسينجر ( سبق أن تحدثنا عن ذلك من قبل) المعروفة باسم سياسة الوفاق. ولكن استمر الأمر حتى انحلال الاتحاد السوفياتي كدولة ومسيرة دولة على طريق الديمقراطية قبل ان يتوقف عن تهديد الغرب."[1]

الاثنين، 14 أغسطس 2017

الحرب القذرة على العالم 28

الإرهاب هو " الثورة التي يجري توجيهها الآن بمنتهى الخبث كستار للعنف الذي يمارسه الغرب" نعوم تشومسكي



  •  امبريالية الامبراطورية الأمريكية 3


  • الامبريالية تحارب الوحش


يقول تشومسكي " إن المعايير التي تطبق على الإمبراطور وبلاطه فريدة من نوعها من ناحيتين وثيقتي الصلة ببعضها البعض. أولاهما أن الأعمال الإرهابية التي يقومون بها لا تدخل في قائمة ما يسمى بأعمال الإرهاب، وثانيتهما: أنه في حين ينظر إلى الأعمال الإرهابية الموجهة ضدهم بجدية بالغة، حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى العنف" للدفاع عن النفس ضد خطر هجوم قد يحدث في المستقبل" طبعاً يشير هنا إلى قانون الولايات المتحدة المتعلق بالوقائية أو الحرب الاستباقية.[2] وفي حالة المنطقة العربية ربما هندس الأمريكان بـ " لكل فعل ردة فعل" ولكن الفعل ما هو والذي يحتاج إلى ردة فعل؟ لا بد من إيجاد هذا الفعل، لتتفتق أفكار بوش وزبانيته عن تفجير برجي التجارة، وهو تنفيذ كامل للقطة فيلم(The Long Kiss Goodnight ) الصادر عام 1996م، من بطولة (صامويل إل.جاكسون وجينا ديفيس،والكاتب هو شيم بلاك والمخرج ريني هارلي) شاهد الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=QXoQUmO-DXA

ويظهر فيه التخطيط لهجمة إرهابية على مركز التجارة العالمي و مقتل 4 الآف شخص و الصاق التهمة بالمسلمين. ويكون الفعل لتأتي ردة الفعل، التي تتطلب اللجوء للعنف والعمل بالدفاع عن النفس واستباق حدوث هجمات على الامبراطورية الأمريكية من قَبل المسلمين ولتكون كلمة " الارهاب " هي الكلمة السحرية التي تسير عليها أمريكا إلى اليوم في المنطقة العربية.

وأورد تشومسكي أن سياسة ريجان كانت ملتزمة بثلاث سياسات ، نقل الموارد من الفقراء إلى الأغنياء، وتحقيق زيادة ضخمة في القطاع الحكومي الأمريكي، وثالثاً وهو المهم بالنسبة لنا هنا: إنجاز زيادة كبيرة في التدخلات الأمريكية في شؤون الدول الأخرى والتخريب والإرهاب الدولي ( بالمعنى الحقيقي للكلمة). ويصل تشومسكي إلى لب الموضوع حين اردف: إن مثل هذه السياسات لا يمكن أن تطبق إلا إذا تم تخويف الشعب بصورة صحيحية من وحوش يتعين أن نحمي أنفسنا منها.[3] ويتضح هذا في حيلة الحادي عشر من سبتمبر حين جعل الشعب الأمريكي والعالم ينتظر الوحش متى ينقض مرّة أخرى على الولايات المتحدة، بل صنع إلى جوار الوحش " حشرة" أسماها " الانثراكس" كي تلسع كل من يفكر بشكل منطقي وتشتت ذهنه عن التفكير في مسألة تفجير البرجين، وكيف تمت العملية؟ وما هي الأبعاد المحتملة؟ وما هي أساليب التنفيذ؟ واستطاع الاعلام الأمريكي حشد الجماهير فعلاً ضد هذا العمل، ووجه أنظاره إلى العالم الإسلامي، وأوجد فزاعة بن لادن، ولكن هذا الوحش لا يكفي في الرؤية الأمريكية بعد مرور 12 سنة على حادثة البرجين التي بردت وانتهت بمجرد إعلان مقتل ابن لادن، ليظهر الوحش الجديد " داعش" الذي لا يريد لأمريكا أن تعيش في سلام في العراق، ولا يريد لها أن تعيش في أمان وبحبوحة في المنطقة العربية، ولهذا لا بد من مواجهة الوحش ابن الوحش الذي ولدته القاعدة، أي ابن لادن قبل أن يموت خلف خليفته الذي يكره أمريكا وسيحطم تمثال الحرية إن لم نضربه ضربات استباقية أو وقائية قبل أن يصل إلينا. يسخر تشومسكي هنا وهو يقول: الحيلة النمطية المتبعة لهذا الغرض هي حشد الجماهير ضد التهديد الذي يسميه الرئيس" المؤامرة المتكتلة التي لا ترحم"[4] وهي كلمة استعارها من كيندي ليطلق ريجان ما سماه " امبراطورية الشر" ويطلق بوش " محور الشر".

إن صناعة الوحش من أجل تحقيق ضربات استباقية جاءت من أجل حماية التسلط، لا من أجل قمعه كما تصور لنا الآلة الأمريكية أو كما يدعي من يسير على ركبها و" قضية الإرهاب النابع من العالم الإسلامي والطريقة المثلى للرد عليه من جانب الديمقراطيات التي تدافع عن القيم الحضارية، ما زالت من أبرز موضوعات الاهتمام والجدال؛ وهو ما يتضح من أعداد الكتب والمؤتمرات والمقالات والبرامج التلفزيونية التي تناولت الموضوع... والاهتمام مقصور على إرهاب اللص وليس إرهاب الامبراطور وعملاته؛ اي عليهم وليس علينا"هكذا يؤكد تشومسكي ويعلنها بكل صراحة بأن إرهاب الإمبراطورية الأمريكية ليس إرهاباً، إنما الإرهابيين هم من يدافعون عن أنفسهم وعن بلادهم، وعن حقوقهم حيث استخدمت أمريكا الإرهاب بشكل مقنن، وجعلته سلاحها للقمع في أي مكان تريد التوجه إليه، وخصوصاً منطقة الشرق الأوسط، وليس بغريب على أمريكا أن تستخدم هذا ففي  التاريخ الغربي الحديث والقديم أُستخدمت هذه الكلمة كأداة للصراع السياسي، وربما هي العادة في السلطات على مر التاريخ فمن يقاوم استبداد السلطة يسمى إرهابياً سواء بالكلمة المباشرة أو برديفاتها الكثيرة التي ملأت الكتب بالأشرار الذين لا يريدون الاستقرار للإستبداد في دولهم.

 

والعجيب هنا أن كلمة الارهاب تم عكسها تماماً فقد " بدأ استخدام كلمة إرهاب ( Terrorism) في نهاية القرن الثامن عشر للتعبير بشكل أساسي عن أعمال العنف التي تقوم بها الحكومات لضمان خضوع الشعوب. وكما هو واضح، فإن هذا المفهوم لا ينطوي على كثير من الفائدة لمن يمارسون إرهاب الدولة، الذين بحكم سيطرتهم على السلطة ـ يوجدون في وضع يسمح لهم بالسيطرة على نظام التفكير والتعبير. لذلك فقد أُهمل المعنى الأصلي للكلمة، وأصبحت كلمة " إرهاب" تطلق بشكل اساسي على " إرهاب التجزئة" الذي يقوم به أفراد وجماعات. ففي حين كانت هذه الكلمة تطلق على الأباطرة الذين يعتدون على رعاياهم، بل وعلى العالم بأسره، أصبحت الآن تطلق على اللصوص الذين يعتدون على الأقوياء."[5]

يتبع..

الأربعاء، 2 أغسطس 2017

الحرب القذرة على العالم 26

 

إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية!!

هل كانت ستتغير الاستراتيجية الأمريكية لو لم تحدث أحداث 9/11 ؟

هو سؤال مشروع.. ولكن الملاحظة التي ستبرز هي أن الشواهد والأحداث كلها كانت تسير قبلها ـ أي قبل هذا التاريخ ـ وهي تقدم إيحاءتها نحو عدو بديل للاتحاد السوفيتي، ويسير عبر هيجل "الصراع أو التناقض هو المحرك للتاريخ" فريتشارد نيكسون تحدث عن الخطر الأخضر " أي الاسلامي" بمعنى أن التصور موجود من السابق، وأن هناك خطوات للإتجاه نحو المنطقة العربية وأنها العدو الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.

يقول نيكسون في كتابه " انتهزوا الفرصة" :" إن الكثيرين من الأمريكيين أصبحوا ينظرون إلى كل المسلمين كأعداء، ويتصور الكثير من الأمريكيين أن المسلمين شعوب غير متحضرة، وأنهم دمويون وغير منطقيين."[1]  وهو هنا يؤكد أن المسألة مسألة وقت، وحين التخلص من الاتحاد السوفيتي ستبدأ الحملة ضد العدو الجديد، وفعلاً بدأوها قبل أحداث 11/9 عندما رفعوا الصوت حول حقوق الانسان، والتوجه نحو استضافة المناوئين للحكومات العربية، والخارجين عن القانون، والذين يسعون إلى تفتيت الأنظمة، بادعاءات تحت مسمى " حقوق الانسان" وكان وزير الخارجية الأمريكي وارين كريستوفر قال في كلمة له في مؤتمر حقوق الانسان عام 1993: إن علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم ستتحدد على أساس احترامها لمبادئ حقوق الانسان"[2]  وهذه الورقة هي إحدى استراتيجيات سياسة أمريكا، وتستغلها واستغلتها بشكل واضح جداً في كثير من البلدان. وتعد هذه من الأوراق التي تتدخل فيها ضد البلدان العربية التي تتمتع بخصوصية ثقافية، وطرح كلمة الخصوصية الثقافية في هذا المجال يعني أن ما يحدث هو نابع من الدين الإسلامي وتعاليمه، وهي ورقة تحتاج إلى مخارج كثيرة وقضية عظمى، لأن الدين الاسلامي منذ إشراقته وهو يراعي حقوق الانسان، ولكن هناك شيء لا بد أن يكون حاضراً من اجل تحقيق الولايات المتحدة أهدافها ومبتغاها تجاه المنطقة العربية، ضاربة بسيادة الدول عرض الحائط، وهذا ما أدى إلى ظهور الجماعات المتطرفة، وما أدى إلى نزوع بعض الأشخاص إلى العنف المسلح، ورغم شكوى الدول من هذا الظهور إلا أن الغرب كان يقف إلى جوارهم وكثيراً ما يلجأون إليه، بحجة حماية الانسان من تغول الحكومات بينما الهدف أكبر من هذا إذ يسعون إلى تجنيد وتوظيف هؤلاء ومن ثم انتهاز الفرصة بعد ذلك للدخول في عمق مشاريعهم التفتيتية للمنطقة، وهذا ما حدث في استغلال " القاعدة " ومن بعد ذلك صناعة " داعش" إلى آخر ما وصلنا إليه في العالم العربي.

الأربعاء، 26 يوليو 2017

لعبة القط والفأر بين إيران وأمريكا

مجرد تبادل كلمات، وإرسال تهديدات ووعود في الهواء..

كثيراً ما نقرأ ونسمع عن الاستفزازات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، على صعيد إطلاق النار المتبادل في المياه الإقليمية، وما يلحظه المراقب هو وجود هذه الأخبار بشكل ربع سنوي تقريباً، فبين فترة وأخرى تقرأ عن لعبة القط والفأر بينهما..

آخر خبر هو اليوم حيث اطلقت سفينة تابعة للبحرية الاميركية طلقات تحذيرية في اتجاه قارب تابع للحرس الثوري الايراني الثلاثاء اثناء اقترابه منها حتى مسافة 137 مترا في الخليج العربي، بحسب ما افاد مسؤول عسكري أميركي.

وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "القارب التابع للحرس الثوري الايراني كان يقترب بسرعة كبيرة. ولم يستجب لأية اشارات، ولم يرد على أية اتصالات معه، ولم يترك لنا خيارا سوى اطلاق عيارات تحذيرية".

وبعملية رصد سريعة لمثل هذه الحوادث المتكررة، سنلحظ أن العملية هي مجرد تهويمات عائمة تسير بين الطرفين دون أي ردة فعل ، وكأنها توحي بأنها رسائل متبادلة لا بد أن تحدث، على الرغم من أن أمريكا ترسل تهديداتها مما يشعر من يسمع أو يقرأ التهديدات يتوقع أنها ستدمر إيران في أسرع وقت ممكن، ولكن تتكرر المسألة ويتكرر " الخطر " كما وصفه البعض من السياسيين، دون أن تحرك ساكناً لا في أمريكا ولا في إيران. 

الاثنين، 24 يوليو 2017

الحرب القذرة على العالم 25



  • صناعة الطغيان 2




بعني السلاح أنا جاهز..!


يفترض مؤلف كتاب " صنع العدو" بيار كونسيا أن صنع العدو يحتاج لمراحل شتى؛ أيديولوجيا إستراتيجية محددة، خطاباً، صنّاع رأي ندعوهم المحددين، وأخيراً آليات صعود نحو العنف وحالات الحرب.

صنفها كونسيا كالتالي*[1]:

  1. عدو قريب .. حدود. كل دول العالم لديها صراعات حدودية، وكنماذج لذلك سنلحظ، بريطانيا والأرجنتين، ونتذكر حرب الفوكلاند التي بدأت تظهر على السطح هذه الأيام مع مد اليمين المتطرف في أوروبا، الجزائر والمغرب، ليبيا وتشاد، الهند والباكستان، الباكستان وأفغانستان، مصر والسودان، الهند والصين، اليابان وروسيا، روسيا وجورجيا، البيرو والأكوادر، بوليفيا والتشيلي، كولومبيا وفنزويلا، العراق وإيران، لم يسلم منها سوى أمريكا، رغم المشاكل الحدودية مع المكسيك إلا أنها تأتي في إطار قمع التهريب فقط!! ولا شك أن ذلك جاء نتيجة الاستعمار، أو أطماع الاحتلال في معظم البلدان، حتى الكبيرة منها، والسبب يعود إلى التقسيم الجغرافي للبلدان، وأيضاً التدخل، فيما بعد، في شؤون الدول من قبل الدول العظمى تحت مؤثرات شتى لمسناها في حالات الفوضى والحروب العسكرية والحروب الاقتصادية، وحرب الغذاء، وحرب المياه، وحرب البحار، وحرب القنوات المائية، وحرب المخدرات، وحرب السلاح، والضغوطات القوية التي يرزح تحتها ـ تحديداً ـ العالم النامي ـ كما أطلقوا عليه ـ هي الديون التي استطاعت أن تلعب أمريكا مع المنظمات الأممية لعبتها لتوقعهم في شراكها.. وكم من الدول وقعت ضحية للبنك الدول.. وغيره من المنظمات. وسياسة فرق تسد البريطانية الصنع.


يقدر ميشال فوشيه في كتابه جبهات وحدود أن 252 ألف كلم هي الحدود التي تقسم الكوكب، ويلاحظ أن أكثر من 60% منها قد رسمتها قوات خارجية[2]

الاثنين، 17 يوليو 2017

أن تكذب أكثر(4)

الحرب القذرة على العالم 24


معهد كارنيجي يقدم دراساته بعيدا عن الحيادية

في  عام 1979 حين قامت الثورة الإيرانية أنجبت حكومة ثيوقراطية قدمت إيحاءاتها أنها معادية  لأمريكا، وأنها تحارب ما أسمته بـ " الشيطان الأكبر"  والعجيب في الأمر أن الغرب جاء بها رغم أن النظام الملكي الإيراني السابق كان متحالفاً مع الولايات المتحدة. وفي الجهة المقابلة سنجد المملكة العربية السعودية ثابتة راسخة على شواطئ الخليج العربي دون أن تقفز على الحواجر، ودون أن تناصب العداء لا أمريكا ولا غيرها، وسنلحظ أن ما يكمل المثلث في ما أسمته أمريكا بـ " الشرق الأوسط " هو دولة الكيان الصهيوني " إسرائيل " وهي الدولة الصديقة لأمريكا دون أي غموض أو رتوش، وكل ما يحدث في المنطقة العربية هو من أجل إرضاء الحركة الصهيونية التي يسيطر اللوبي الصهيوني على قراراتها.

ولكن واشنطن تُظهر في استراتيجيتها منذ الثورة الخمينية عداوتها لإيران، وصداقتها للمملكة العربية السعودية إلى أن تسنم باراك أوباما سدة البيت الأبيض فبدأت أمريكا تظهر وجهها الحقيقي تجاه إيران، وجميع أفعالها أكدت أن العداوة إنما هي عبر الإعلام فقط بينما على الأرض يعملان معاً لتفتيت العالم العربي، ونتج عن تقاربهما بشكل علني أن تم تتويج هذه العلاقة والصداقة المحفورة بالدسائس بالبرنامج النووي الإيراني. وقد ذكرت سابقاً العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وبأي شيء تتصف.

توجه الولايات المتحدة الأمريكية لعقد اتفاق على البرنامج النووي الإيراني أثّر على العلاقة بين السعودية وأمريكا، ولعل التأثير الواضح تماماً في العلاقة بين الطرفين وتوجه أمريكا نحو إيران جاء من خلال المكتشفات الحديثة للنفط والغاز الصخريين في أمريكا، فنظر الأمريكان إلى أنهم ليسوا بحاجة في الوقت الحالي إلى نفط المملكة، وصبوا مخططاتهم من أجل الجيوسياسي وجعلت طهران حليفها الأساسي في المنطقة، وقرنت ذلك ـ أيضاً ـ باعتقادها أن إيران ستحقق طموحها في هذا التغيير، دون أن تدرك أن الفرس لديهم أطماع نحو تكوين دولتهم الفارسية، والعودة إلى الزمن القديم بها.

 

اتضحت هذه الرؤية في ورقة قدمها معهد كارينغي للسلام الدولي عام 2014، وأيضا حين وضح رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما مقاربة جديدة في الشرق الأوسط، بأنه لن تسعى الولايات المتحدة لعزل إيران لكنها ستحاول بدلا من ذلك " منح إيران فرصة للعمل بطريقة مسؤولة” وذلك لتعزيز "التوازن الجديد" بين إيران والمملكة العربية السعودية  الذي يتّسم بالتنافس وربما  الشك ولكن ليست الحرب الفعلية أو الحرب بالوكالة." وهذه كلمات " مطاطية" لا تعني شيئاً في السياسة الفارسية على وجه الخصوص، لأن إيران لا تريد سوى الثأر لتاريخها المجيد! الذي أسقطه " عمر بن الخطاب" والذي يتناوله التطرف الإيراني في كل محفل بأبشع ألأوصاف، لأنه أسقط الدولة الفارسية، والذي استغله الملالي بشكل مؤثر وأججوا الطائفية في المنطقة بمباركة من " أوباما".

أوجه الخلاف والاختلاف بين إيران والسعودية واضحة للعيان، حيث أن الملالي أتوا بدين مجوسي جديد قائم على الخرافات وعلى الشحن النفسي، وعلى حشد الطائفية، ورغم معرفة السياسة الأمريكية بذلك إلا أنها تشجعه لخدمة أهدافها التي لم يكتب لها النجاح بعد تصدي السعودية لكل مخططات الملالي وعلى رأسهم الملا أوباما. وقد نظر معهد كارنيجي في العلاقة بين إيران والسعودية كالتالي:

" ستحمل العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية و طهران في طياتها أبعاد و نتائج مهمة لمستقبل المنطقة "الشرق الأوسط" و مصالح الولايات المتحدة ، وتعد طهران والرياض هما الطرفان المتنازعان بشأن كل قضية رئيسة تقريبا في المنطقة مما يربك و يعيق الجهود الأمريكية في تحقيق الاستقرار. وفي الوقت عينه ،فإن كلا من إيران و السعودية خصمان عرقيان"عربي – فارسي" و طائفيان"سني- شيعي" ذات أبعاد جيو سياسية  يتنافسان بشدة  لامتلاك القوة والهيمنة على أراضي الخليج الفارسي و بلاد الشام و فلسطين و العراق وفضلا عن ذلك داخل منظمة أوبك”OPEC” منظمة البلدان المصدرة للنفط. بالإضافة إلى أن كليهما يتبنى أشكال مختلفة اختلافا كليا من الحكم و تقديم رؤى متباينة ومختلفة لنظام الشرق الأوسط، والخلاف الحاد  بشأن مسألة وجود أمريكا في المنطقة."

لقد تعمدت ترك صياغة التقرير كما جاءت من المعهد حيث أنه جاء الوصف على المستقبل عبر استخدام كلمة " ستحمل"  وأيضاً التأكيد بمقولة " مهمة لمستقبل المنطقة" وهذا يعني أن القارئ للمنطقة لم يكن دقيقاُ، حيث أن المسألة في ذهن الملالي لا تتعلق بالمستقبل بقدر ما هي متعلقة بالماضي، بدلالة المد الطائفي الخطير الذي ظهر بعد ظهور الملالي، وبدلالة أحاديثهم الخرافية الكثيرة التي تتناولها " السوشل ميديا" هذه الميديا التي لم تعد تخفي شيئاً بل بات كل شيء مكشوفاً للجميع، والعالم يتلقفه ويعي من المتسبب فيه، إلا أمريكا التي تضع يدها في يد هؤلاء النفر في طهران من أجل تحقيق مصالح مرسومة منذ زمن بعيد للكيان الصهيوني، والتي لن تتحقق على الإطلاق، لأن أهل الإسلام الحقيقيين يؤمنون برسالة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولديهم قناعة كاملة بأن ما جاء به هو الدين الصحيح، ولن تتغير فكرة المملكة ولا أهل الإسلام الحقيقي في كل أنحاء العالم عن هذا الاتجاه مهما حاولت أمريكا أو حاول الملالي ذلك. ثم إن صيغة " ستحمل " هنا تعني الأبعاد المنتظرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، والتي يجب تأجيجها من اجل الاستفادة بشكل أكبر.. وهي رؤية بالنسبة للدارسين من حقهم أن ينظروا إليها من هذا المنظار، فمصلحة بلدهم فوق أي مصلحة، ولكن ليس مصلحة العالم، في زمن العولمة التي انكسرت هيبتها ولم يمض من عمرها سوى الشيء اليسير أو كأنها ولدت هذه العولمة " خديجا" بل بالأحرى لا يستطيع أن يلد الفكر ألأمريكي مولوداً كاملاً إلا بمواجهة عدوو أمامه، وإلا فإن مولوده لن يكتمل.

لنلحظ الملاحظة الثانية في هذه المقولة من المعهد حيث أشاروا إلى أن الخصام عرقي " سنة وشيعة، عرب وفرس " وبكل أسف لم تتم قراءة ما قبل ذلك على مر التاريخ، حيث أن العرقية والطائفية لم تظهر إلا من عقد الثمانينيات من القرن الماضي وجاءت مع مجيء الملالي وحديثهم عن تصدير الثورة، وهم يعلنون لأمريكا وللعالم إننا سنصدر الثورة، أي بكل بجاحة وأمام هذا العالم كله تعلن ذلك.. ودون أن يلمس التقرير هذا السبب على الإطلاق.

أما الملاحظة الثالثة في هذه الجزئية الصغيرة من الورقة هو مقولة " الخليج الفارسي" مما يؤكد عدم الحيادية على الإطلاق في هذا السياق، وهو صياغة تسند التوجه الأمريكي الأوبامي وتقف إلى جواره وتميل نحو إيران دون أن يراعي أن السعودية دولة صديقة منذ نصف قرن أو أكثر لأمريكا.

المغالطة الرابعة هي في تبني " الفكر الأمريكي" عبر آلة " صنع العدو" حيث أن ما ورد في آخر هذه الجمل للمعهد هو " بالإضافة إلى أن كليهما يتبنى أشكالاً مختلفة اختلافا كليا من الحكم و تقديم رؤى متباينة لنظام الشرق الأوسط، والخلاف الحاد  بشأن مسألة وجود أمريكا في المنطقة." وفي ذلك إشارة إلى المملكة وأنها على عداء مع أمريكا ـ طيعاً في مرحلة أوباما ـ ، وهو غير صحيح، ولم يحدث ذلك، والعداء يتوقف على ما تفعله أمريكا في المنطقة، ومحاولة تقسيم الدول، وسعيها الدؤوب إلى صنع الأعداء ومن ثم سيطرتها على العالم، وكل منطقة في العالم ذهبت إليها " الكربورقراطية" الأمريكية وقفت الشعوب ضدها، وهذا ما سيحدث في عالمنا العربي.. فلن يرضى بوجود محتل فيه مثلما حدث في العراق.

والأمرّ من ذلك هو الوصف الذي أورده المعهد، وكأنه يكتب من "قم" اقرأوا ما يلي:

"تملك كلا من المملكة العربية السعودية و إيران موارد فريدة من نوعها. و يشكل العرب السنة  الأغلبية الساحقة في الشرق الأوسط.و تضع المملكة العربية السعودية وصايتها على أماكن عبادة لها قدسيتها في الدين الإسلامي ،إلى جانب الإحتياطي الهائل من الطاقة  والتي تعد مزايا للملكة. أما بالنسبة لإيران فلديها تاريخ طويل كدولة قومية و تفوقها ديموغرافيا وقدرتها على إبراز قوتها خارج حدودها  مما يزيد من مزاياها التنافسية. وتعتبر كل دولة منهما زعيم "مرجع" العالم الإسلامي برمته و ذلك لوجود مقومات دينية لدى السعودية، ومصداقية إيران الأيدلوجية  بإعتبارها حصنا للمقاومة ضد أمريكا و إسرائيل."

ألا يعد هذا القول تعدياً على المملكة العربية السعودية حين توصف بأنها ارض الحرمين الشريفين، وهي فعلا كذلك، وحين يقول من كتب الورقة أنها " تضع وصايتها" كيف تضع وصايتها، وهي جزء من أرضها.. إنه وصف غير محايد، ويبتعد كل البعد عن العلمية والمنهجية، التي يفترض أن يتحلى بها المعهد.

ولعل محاولة الانتقاص من السعودية عندما أوردت الورقة مقولة " وذلك لوجود مقومات دينية لدى السعودية، ومصداقية إيران الأيديلوجية باعتبارها حصنا للمقاومة ضد أمريكا وإسرائيل"

الكاتب أعتقد أنه ينتقص من السعودية وهو يقول لديها مقومات دينية، فعلا المقومات الدينية موجودة، وهي ذات أبعاد عالمية ويدركها أهل الكتاب، ويعيها معظم أهل الأرض، ويستوعبها كل ذي عقل، بخلاف الأيديولوجية الإيرانية القائمة على " الخرافة" وعلى " اللطم" و" الشتم".. اما كلمة " مصداقية " فإنها كلمة كبيرة ترد من أروقة المعهد الذي يفترض به أن يتصف بالحيادية، وأن يقرأ قراءة علمية صحيحة تؤكد ربط الأحداث بعضها ببعض، لا أن يخدم أجندة تُملى عليه، فمن " الخرافة" أن إيران تصرخ ليل نهار ضد " إسرائيل " وضد " الشيطان الأكبر" ـ أمريكا ـ ومع ذلك صواريخها وعتادها وحربها التي فتخر بها المعهد " خارج الحدود" كلها ضد المسلمين وليست ضد إسرائيل.. ربما كان يتوجب على المعهد أن يعي أننا في عام 2014م ولسنا في عام إذاعة "هنا لندن"، لقد ولّى ذلك الزمن، وتغيرت أمور وانكشف المستور، فإيران تخدم الأجندة الإسرائيلية وتتعاون معها في كل صغيرة وكبيرة.

جزء يسير أوردته هنا كي تعلموا أين تذهب مراكز الفكر هذه!!

الاثنين، 10 يوليو 2017

الحرب القذرة على العالم 23

 

  • صناعة الطغيان (1)


سنحرمكم من العدو


" التاريخ هو المنتج الأكثر خطورة من بين ما حضّرته كيمياء العقل،
يبعث على الحلم ويسكر، يولد ذكريات وهمية، ويحافظ على الجروح القديمة، يقود إلى هذيان العظمة أو إلى هذيان الاضطهاد" بول فا يري

صرخ، مستشار الرئيس غورباتشوف، الكسندر أرباتوف الآن " سنقدم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو!"[1] ويا له من مشهد مأساوي أن لا يكون لأمريكا عدواً، ويا لها من ديمقراطية أن لا يقابلها استبداد، وأن يموت طغاة أمريكا اللاتينية أو الوسطى. ستتوقف الآن الشاشة الذهبية عن البث، وستُغلق دور السينما في أمريكا، لم يعد هناك خطر أحمر، ليس من جيمس بوند، لقد انتهى كل شيء.. انتهى الكاوبوي.. انتهى رامبو. شيء محزن للسياسي التاجر أن تتهاوى الكتلة الشيعية هكذا، وأن تموت حرباً عاشت لسنوات كي تحفز كل جانب من أجل أن يحرك الناس، وأن يتلاعب بعقولهم، عبر وهم تم بناؤه لأكثر من خمسين سنة تقريباً.

الخميس، 15 يونيو 2017

الكربورقراطية تزحف إليكم.. (2)

الحرب القذرة على العالم ( 21 )


" وهكذا ترى أننا الجيل التالي لتقاليد عظيمة، بدأت عندما كنت أنت في السنة الأولى ابتدائي"مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادي

يقول الباحث في التاريخ الأمريكي جون فايسك عن حدود امتداد الولايات المتحدة: " الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة التي يحدها الشفق القطبي شمالا، والإعتدالين جنوباً، والعماء البدائي شرقا، ويوم القيامة غرباً"ص161
هذه الحدود التي تحدث عنها من نتائجها أن نمو حصة الفرد الواحد من النواتج القومية المتحققة على مستوى العالم تراجعت تراجعا مخيفاً، منذ أن ظهرت الكربورقراطية. وكان أنغوس ميديسون قد توصل، من خلال البيانات التي جمعها عن تطور الاقتصاد العالمي منذ ألف عام ، إلى نتيجة مفادها :" أن نمو الاقتصاد العالمي قد تباطأ بنحو ملموس منذ عام 1973م.."
التاريخ الأمريكي بالكامل ليس بريئا، ولم يكن في أي عقد من عقوده يتسم بهذه الصفة منذ نشأة الولايات المتحدة، وما المقولة السابقة التي طرحها جون بيركنز:" هل ثمة شخص بريء في الولايات المتحدة؟" إلا سؤال عريض يوجهه للشعب الأمريكي نفسه، الذي يعد مغفلاً أو متغافلاً عما يجري حوله ، وما ترتكبه حكومته من حماقات حول العالم بادعاءات كلها من صنع الشركات الساعية إلى السيطرة على العالم أو بادعاءات من زمرة صغيرة تعبث بالإنسانية وتريد لها أن تعيش في حالة من القلق، مثلما يعيش الشعب الأمريكي، عندما يُراد تهيئته لحدث ما أو لعمليات إرهابية جديدة ستقوم بها دولته. ولكن اكتشفت دراسة أرسلت إلى لجنة الرئيس لاضطرابات الجامعة أن :" ثلاثة أرباع الطلبة يوافقون على الرأي القائل إن الولايات المتحدة هي أساسا مجتمع عنصري." وكأن هذه الدراسة تشير إلى معرفة الشعب، وأنه يعي ما تفعله دولته، ولهذا فهو صامت لأن العنصرية هي التي تجعله يقف موقف المتفرج مما تفعله الشركات الأمريكية واستخباراتها في العالم.

الاثنين، 5 يونيو 2017

الحرب القذرة على العالم (20)

حصان طروادة أو داعش!!


في خبر تناولته وكالة الأنباء الألمانية قال السكان في العراق : إن تنظيم داعش قام بسحب مئات دواوين الشعر العربي والكتب الأخرى التي تتحدث عن الغزل والغرام وقام بإحراقها في سوق شارع النجيفي وسط الموصل بعد إعلان التنظيم، أن تداول هذه الكتب حرام وعلى أهالي مدينة الموصل عدم قراءة هذا النوع من الكتب.

هذا هو الوجه الآخر والوجه الأول هو : ما اودته صاحبة كتاب " من الذي دفع للزمار" حين قام  السيناتور مكارثي بحملة كبيرة أتلف فيها آلاف الكتب والوثائق من المكتبات العامة والخاصة التي تتحدث عن الشيوعية ، وتم تدمير عشرات اللوحات للرسامين السوفيت الموجودة في المتاحف الأميركية فضلا عن تطهير المكتبات العامة من أعمال  سيجموند فرويد، وكتابات انشتاين وكتابات جون ريد والأعمال الروائية لتوماس مان، كانت عمليات التطهير الثقافي في البلاد تجري بسرعة مخلفة وراءها الحرية التي كانت تدافع عنها، كانت المكارثية قصة بطولة زائفة، والفصل الأكثر بؤسا في التاريخ السياسي والثقافي الأمريكي، بعد أفول نجم مكارثي عام 1957م وموته كمدمن على الكحول، حاولت أمريكا بكل الإمكانيات أن تطرد شياطينه من الحياة العامة وان تتخلص من تلك الحقبة العــــار في تاريخها. هل كانت أمريكا تعاني من الرهاب الشيوعي؟  نعم في تلك الحقبة الملتبسة كانت امريكا تعاني الرعب من الخطر الأحمر الذي التهم العالم. [1]

الأساليب واحدة من أمريكا حتى الموصل، لم تتغير مع داعش أو مع الاستخبارات الأمريكية، فهما وجهان لعملة واحدة.. وإيحاءات أن أمريكا صنعت داعش ليست بعيدة؛ فقد طرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم الأحد (21 سبتمبر 2014)، تحقيقا للكاتب ديفيد كيركباتريك، بدأته بالقول "إن الولايات المتحدة تنفذ حملة متصاعدة من الضربات الجوية القاتلة ضد مسلحي جماعة "داعش" منذ أكثر من شهر، لكن هذا لم يفعل الكثير للقضاء على نظريات المؤامرة التي تدور في شوارع بغداد حتى أعلى مستوى في الحكومة العراقية، من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) تقف سرًّا وراء المسلحين الذين تهاجمهم الآن."

وأوردت الصحيفة من تظاهرة لنائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي دعا إليها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للتحذير من الانتشار المحتمل لجنود مشاة أمريكيين: وقال فيها " نحن نعلم من صنع داعش". وكان الصدر قد وجه اللوم علنًا إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في صناعة داعش في نفس الأسبوع الذي نشر فيه هذا التحقيق.

بينما سمعنا الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وهو يردد أن إدارة أوباما هي التي أوجدت تنظيم داعش، وأن هيلاري كلنتون ساهمت في صناعتها أيضاً.

وفي كتابه " تدمير العالم " أكد المحامي العالمي ، أستاذ القانون الدولي في جامعة الينوى الأمريكية ، البروفيسور فرانسيس بويل أن واشنطن صنعت تنظيم "داعش" وفق مواصفات تخدم أهدافها الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، كما خلقت من قبل القاعدة .

وأشار المحامي، إلى أن لديه من المعطيات والوثائق التي تثبت بأن حروب واشنطن على العراق التي وصفها بأنها حروب إبادة قتلت قرابة ثلاثة ملايين عراقي. واعتبر الاحتلال الفعلي للعراق أنه لا يمكن أن يحفظ سيادة الدولة المحتلة؛ ولا يستطيع نقل ما تبقى من سيادة الدولة إلى أيدي "حكومة شكلية". وقال إن قرارات مجلس الأمن 1441، 1500، 1511، الصادرة عام 2003، توضح إلى أي مدى أصبحت الأمم المتحدة خاضعة لهيمنة الولايات المتحدة. وأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لعب دوراً ضعيفا في فترة التحضير للحرب. كما أن المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة تعطي الأمين العام الصلاحيات لعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن لتفادي الحرب. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبر كبار موظفي الأمم المتحدة وكوفي عنان متواطئين مشاركين في الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق.

وتوقع بويل أن يسقط ألوف المدنيين جراء الحملة الأمريكية الجديدة التي قال إن أحد أهدافها الرئيسة هو إسقاط نظام بشار الأسد في سورية .

خلية التتدمير


أرأيتم الفيروس الذي يعشعش في أجهزتكم ويسمى " حصان طروادة " إنه ذات التنظيم الذي يعشعش في وسط العرب.. بحيث أنه يسير بيننا ولا نعلم في أي مكان هو موجود، إنما هو يسير بهدوء ليدمر فقط، أو ليثقل حركة المجتمعات العربية، حتى تتهالك ومن ثم ينقض عليها.. كانقضاض " الهكر " على جهازك الضعيف.

ومن هنا جاءت تسميته بتنظيم الدولة الإسلامية، أي أن نسبته إلى الإسلام متعمدة، من أجل تحقيق أهدافه، وقد رأينا وقرأنا عن الكثير ممن انتسبوا إليه في البداية وكيف أن شباب الإسلام قد خدعوا فيه، وانخدعوا برسالته، وحين اكتشفوا الكذبة التي صنعتها بدأوا ينسحبون منه واحداً تلو الآخر، إلى أن بدأ السياسيون داخل أمريكا الحديث عنه وعن صناعته، وعمن أوجده، وأظهر له الصفة التي يُراد لها أن تكون لتحقيق أهداف وأجندة أمريكا في المنطقة، بالتعاون مع إيران ومن قبل وباستمرار بالتعاون مع إسرائيل.. بمباركة كاملة لما تفعله الماسونية في العالم من البابا، ولا تستغربوا أن أحشره هنا لأنه في شهر 6 ظهر وهو يقبل يد الماسوني روتشلد، واقرأوا قصة هذه العائلة[2] منذ تأسيس الماسونسة إلى اليوم وما هو الدور الذي تلعبه في العالم.  ( راجع كتاب " أحجار على رقعة الشطرنج" مثلاً.)

إن تنظيم الدولة الإسلامية كما أسموه هو الحركة التي يسعى الغرب بل بالأحرى الفكر الأمريكي عبره إلى تدمير الإسلام والمسلمين، ووجوده وسط الفوضى في العراق وسوريا يدلل على أن من استخدمه يريد تحقيق " فوضاه " في هذا الجزء من العالم، والتنظيم كما هو معروف مسلح ولا أحد يعرف من أين يأتي بالأسلحة، ويعيش على متناقضات ما بين سوريا والعراق، ولكنه أراد التمدد وإلى الآن لم ينجح في دول كاليمن، لأن هناك من يقف أمامه ويعي توجهاته وتحركاته جيداً، بينما في ليبيا المناطق المتحارب فيها تشبه الحرب القبلية وهم لا يستطيعون الخوض فيها لأنها خطرة عليهم ولا يقفون أمامها فالفهم في هذه الحرب لا يقوم على أجندة سياسية مرسومة لهم، بل يقوم على تنافر فيما بينهم أولاً وعلى إملااءات تأتيهم إلى أن يتجهوا ثانياً!!.. لهذا لم يكتب له النجاح في ليبيا حتى الآن، وفي سيناء والصومال ونيجيريا وباكستان جميع التنظيمات تتخذ من العصبية مكاناً لها، وهذا التنظيم لا مكان لهم في عصبياتهم، رغم اعتراف " بوكو حرام" بتنظيم داعش ومبايعته له.

العمليات التي اتبعها هذا التنظيم قامت على تهويل الأمور عبر التطهير العرقي، وعبر ممارسات لا دينية، ولا تمت للإنسانية بصلة. وقد ألمحنا إلى عمليات قطع الرؤوس من قبل التنظيم وبين ما كان يفعله الـ " فارك" في كولومبيا، وعبر انتهاكات جمة لحقوق الإنسان كما قالت المنظمات الأممية، التي تعمل تحت ريموت الولايات المتحدة الأمريكية.

إن الجميع في العالم يعي تمام الوعي أن هذا التنظيم وُلد بيد استخباراتية، لا دين لها، ولا تمتلك أدنى رحمة تجاه الإنسان، بل إن المقدس لديها هو مصالحها فقط، وهذه الشريعة التي تنتهجها هي شريعة أوجدها الطغاة، ولا تحمل رسالة إنسانية في منهجها، بل تحمل التدمير وتدعو إلى انحلال وانحدار الإنسان إلى أدنى مستوى بحيث يشبه الحيوان ويكون مسيراً لا مخيراً بيد زمرة فاسدة في هذا الكون.

كان تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004م، هو الذي في الواجهة فرأت المصالح الأمريكية أنه لم يعد يخدم توجهها وأن أسطورة أسامة بن لادن تلاشت في أذهان العالم، وأنها باتت خدعة ارتبطت في أذهان هذا العالم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولهذا تخلت عنها أمريكا فهي تذكرها بفعل خبيث قامت به، وهو عار على حكومة بوش التي سطرت الدم في قلب أمريكا، وخصوصاً بعد تصاعد القراءات لأحداث سبتمبر وتعددها وتشكيكها في أن الاستخبارات لها يد في حادثة البرجين. فتركت كل هذا جانباً وأظهرت أسطورة جديدة بدأت بوحشية في ظهورها، وفي مشاهد سينمائية لا يصورها إلا أهل هوليوود؛ قطع رؤوس، حرق، رمي من الأسطح، إغراق في المياه، بيع النساء.. أفلام سينمائية كان يقوم بها هذا التنظيم على مرأى ومسمع من عاصمة السينما العالمية. إلى أن فُتحت الممرات له لاحتلال جزء من العراق من أجل تحقيق هدف " الفوضى الخلاقة " التي طبخها بوش وكونداليزا ومررها ورتبها في العراق وسوريا الملا أوباما. وتأكدت فكرة وجود " داعش " بشكل حقيقي عام 2006 حين أعلن مجلس شورى المجاهدين بضم القاعدة عن تأسيس اقليم سنيأو دولة سنية سميت بالدولة الإسلامية في العراق.

ومنذ عام 2014، وتحت قيادة أبو بكر البغدادي، انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب، وتم لها وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة وإدلب ودير الزور وحلب بعد الدخول في الحرب الأهلية السورية.[3]

سنلحظ في التطور الذي ناله التنظيم من عام 2004 حتى عام 2014 أنه قفز في عامه الأخير بعدد جنوده من 4000 إلى 80 ألف ـ بحسب المرصد السوري بحيث ذكر أن 50 الف في سوريا و30 ألف في العراق ـ  وهو عدد كبير جداً يتكون خلال عام واحد، بينما كان في الأعوام التي سبقت يشبه الخلابا النائمة، هذا التطور جاء في عام التدخل الإيراني أو الطبخة الخمينية المالكية الأوبامية وكانت سيطرته على العراق واضحة جداً بعد عودته من سوريا، وحديث المالكي قبيل الانتخابات العراقية الثانية، وهو يقول في حديث تلفزيوني " إن العراق أمام أربعة سيناريوهات " وذكر منها التقسيم الثلاثي بل شدد على هذه الجزئية تماماً " التقسيم الثلاثي" وكأنه يقدم إيحاءاته للتنظيم لكي يهجم على العراق، وهو ما حدث بعد شهر من إعادة انتخاب المالكي رئيسا، حيث فتح المجال للتنظيم لكي يقتطع الجزء السني من أجل تحقيق غاياته في العراق، وإرساء الوجود الفارسي فيه.

إن انطلاقة " داعش " جاءت مع إيحاءات المرحلة الجديدة وهي العمل على استراتيجية " الفوضى الخلاقة" وكان الهدف من ظهوره هو الآتي:

ـ دخوله سوريا وتفتيت المقاومة.

ـ  إقامة الخلافة وفق ما يدعون , في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق.

ـ السعي إلى تقسيم العراق لثلاث مناطق سنية شيعية كردية.

ـ السعي إلى تقسيم سوريا لأربع مناطق، علوية ، سنية، مسيحية.

ـ السعي إلى إثارة الرعب من المسلمين.

ـ العمل على إثارة الرعب في البلاد العربية، والعمل على خلخلة المجتمعات المتماسكة فيها.

ـ اشغال الرأي العام عن الحقيقة التي يعيشها العالم العربي بوهم " داعش".

ـ تقويض كل مساعي السلام في المنطقة التي تدعو لها الأطراف العاقلة، أو التي تسعى لها هذه الأطراف.

ظهور الفيروس


بايعت جماعة التوحيد والجهاد، بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، في عام 2004، زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين٬ وتطور التنظيم وأصبح واحدا من أقوى التنظيمات في ساحة الفوضى التي خلقتها أمريكا في العراق، وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق. ولكن عام 2006م شهد تحولاً في مسيرة هذه الجماعة وذلك حين خرج الزرقاوي على الملإ في شريط مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين٬ بزعامة عبدالله رشيد البغدادي٬ ولكن الزرقاوي قُتل في نفس الشهر واختير أبو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم٬ لتختتم هذه الجماعة تلك السنة بإعلان تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي.

 

التسلسل الزمني لداعش:

ـ في أكتوبر 2004م، أعلن الزرقاوي البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقام بتغيير اسم جماعته لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وعُرفت باسم تنظيم القاعدة في العراق.

ـ في يناير 2006، اندمج التنظيم مع مجموعة من التنظيمات الأخرى وشكلوا مجلس شورى المجاهدين في العراق.

ـ في 12 أكتوبر 2006، اندمج التنظيم مع عدة تنظيمات أخرى، وفي 13 أكتوبر تم إعلان اسمه الجديد دولة العراق الإسلامية.

ـ في ابريل 2010 وبعد مقتل أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر تم اختيار البغدادي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.

ـ في 8 أبريل 2013، توسَّع التنظيم إلى سوريا، وتبنى اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأُطلق عليه اسم داعش اختصارًا من أولى حروف اسمه رفضت داعش هذا الاسم.

ـ في 2014، قام مسؤولون حكوميون أمريكيون بالتحويل من استخدام ISIL اختصارًا لاسم التنظيم (من الإنجليزية: Islmic State of Iraq and the Levant) إلى استخدام DAESH.

ـ في 29 يونيو 2014م، أعلن التنظيم تغيير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية فقط، معلنًا نيته إقامة "خلافة عالمية".

يتبع..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]

[2]

[3]

الثلاثاء، 30 مايو 2017

أن تكذب أكثر.. ( 2 )

الحرب القذرة على العالم (19)


صدر قرار الكونجرس رقم 3969 والمعروف باسم " قانون تعزيز الحرية لعام 2002" والذي طالب وزير الخارجية الأمريكي" بجعل الدبلوماسية العامة جزءاً لا يتجزأ من تخطيط وتنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية"[1]

ويقوم هذا القرار على ضرورة تأسيس:

ـ برامج دعائية.

ـ برامج إعلامية.

ـ تنويع أساليب النشر.

ـ تنويع أساليب التوزيع للدعاية والإعلام، حتى بالأقمار الصناعية، والانترنت.

ـ العمل على تمويل وإنتاج التسجيلات الصوتية.

ـ إنتاج تسجيلات الفيديو.

ـ إنتاج نشرات الانترنت.

ـ استخدام البث عبر وكالات الأنباء الأجنبية.

ـ دعم وتبني التبادل الثقافي.

ـ تبني برامج تدريب للصحفيين الأجانب.

ـ تخصيص مبلغ 135 مليون دولار لبث برامج تلفزيونية تدعم أمريكا وتكون موجهة نحو الشرق الأوسط.

من خلال ما سبق تمت التهيئة بالكامل لشن حرب على العراق، المحور الثالث في محاور الشر بعد " كوريا الشمالية و إيران" ولكنه أصبح الأول في نظر أمريكا، وانطلقت الآلة الإعلامية الأمريكية تشن حرباً على صدام حسين، وكما تعلمون أكبر كذبة في التاريخ الأمريكي هي " أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل" ورغم مرور عقد كامل ولجان الرقابة تبحث عن هذه الأسلحة ولم تجدها، إلا أن إدارة بوش قد وضعت الخطة لغزو العراق، وهيأت العالم لذلك.. وتم لها ذلك. لنلاحظ أنه بعد إسقاط تمثال صدام حسين في مشهد لطخه العار باعتراف الكثير من كتاب أمريكا، ولكن ماذا يفيد هذا الاعتراف، وهذا الإقرار السياسي أو الإعلامي، بعد أن احتلت أمريكا العراق؟ وما هي نتائج هذا الغزو المسيء لقوات الاحتلال الأمريكي؟ تمعنوا في مقولة السيد دونالد رامسفيلد وهو وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، وهو يقول:" الشعب العراقي يسير في طريقه إلى الحرية" [2]

الخميس، 25 مايو 2017

الحرب القذرة على العالم (18)

أن تكذب أكثر..


"إن الأكذوبة تقوم بدورة كاملة حول العالم قبل أن تنتهي الحقيقة من ارتداء سروالها"

ونستون تشرشل

(1)


الحرب الباردة أسست لمنهجية إعلامية وثقافية اتبعتها السياسة الأمريكية أثناء حربها ضد الشيوعية، واعتمدت فيها على توظيف الكتاب والفنانين والموسيقيين والإعلاميين ليكونوا " زمارين" لها، مما حدا بإحدى الكاتبات لتأليف كتاب عنونته بـ " من الذي دفع للزمار؟" وكشفت فيه العديد من الأساليب التي تتبعها الاستخبارات الأمريكية في تسيير آلتها الهمجية من أجل السيطرة على العالم، وإبقائه في حالة من الفوضى، كي تسهل السيطرة عليه. وبكل أسف استمرت هذه السياسة معها إلى اليوم،مع تطويرها وتطويعها حسب كل مرحلة، وحسب كل منطقة جغرافية تتجه إليها، فمن المعلوم مثلاً أن العرقيات في أفريقيا كثيرة، ولكثرتها استطاعت التلاعب بالأفكار وتشويش هذه العرقيات حتى أصبحت متحاربة، وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والتي تعد الأصعب في نظر المفكرين والساسة، أو هذا ما ينبئنا به الإعلام الأمريكي، فاللغة والدين والمنطقة تجمع العرب، وتجعلهم من هذه الناحية هم الأصعب، ولكن ما يحدث في المنطقة العربية اليوم، يدلل على أن ما ذهبت إليه الآلة الغربية هو نوع من هذا التضليل الذي تمارسه على العالم، حين استطاعت اختراق جدار العرب وأدخلت الفرس في حرب فكرية مع العرب، بدءاً من حرب الخليج الأولى وانتهاء بسوريا اليوم، والتي استغلت فيه الدين بشكل فاضح وواضح، فصنعت عدواً لها وللعالم من السُنّة، وصنعت عدوا للعالم العربي من الشيعة، وجعلتهما يتحاربان في المنطقة إسلامياً وتحت شعارات زائفة يمثلها الشيعة بكل قوة، ويواجهها السنة بالمثل.

الأحد، 16 أبريل 2017

الحرب القذرة على العالم 15

إرهاب الدولة الأمريكية

وقف تيد كوبيل خطيباً ليقول: " إن مانوويل نورييغا ينتمي إلى جمعية الأوغاد الدوليين، من أمثال عيدي أمين، وسواه، الذين لا يحب الأمريكيون شيئاً أكثر من كرههم، لذا فقد تم ضمان تأييد الجمهور القوي من القيام بعملية انتقامية"172[1] ومن هو نورييغا هذا إنه صديق واشنطن الذي حوله الإعلام إلى شيطان وأسقطته أمريكا عام 1990م " وسربت وسائل الإعلام أسخف القصص من البيت الأبيض إلى الجمهور، عن مورييغا وصورته على أنه شيطان. بغض النظر عمّن  من هو الرئيس البنمي ؟ ومن هو نورييغا مهرب المخدرات أو السلاح ، والذي حُكم عليه من قبل الولايات المتحدة بالسجن.. فهنا صيغة التعامل مع صديق للولايات المتحدة، والذي أثبت أنه لا صديق لها، وأن الصديق عليه أن يخشاها أكثر من العدو. والعجيب أن هذا الصديق لم يسجل عليه أي خطأ أُرتكِب، ولم يجدوا في حوزته ما ادعنه حكومة الولايات المتحدة، ولم يعثروا على مخازن الكوكايين التي تحدثت عنها صحافتهم وإعلامهم الذي يحمل رسالة إيعاز من البيت الأبيض بأن تُشنّ حملة عليه، كنوع من التهيئة للرأي العام العالمي بل المحلي قبل أي شيء، فالرأي العالمي لا يهم الأمريكان مهما فعلوا ومهما ارتكبوا من أخطاء، بل من إرهاب. عن هذا أوردت صحيفة بوسطن غلوب قصة مخازن الكوكايين التي لدى نورييغا، وأظهرت أنها مخازن "طامال" طعام مكسيكي معدّمن دقيق الذرة ومن لحم مفروم مع الفلفل الأحمر.

الجمعة، 14 أبريل 2017

ابو القنابل وأم القنابل ماذا سينجبان؟

 

الحرب الباردة انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي، وها هي حرب جديدة تظهر على السطح من خلال التسابق فب التسلح فبعد أن فيديو نشره البنتاغون لاختبار أجراه سابقا بقاعدة عسكرية في ولاية فلوريدا عام 2003م ، وبعد أن تم تجربة هذه القنبلة الخميس على افغانستان، ظهرت وسائل إعلام روسية لتشير إلى ان هذه القنبلة ليست هي الأكبر بل هناك قنبلة روسية أكبر منها تون 44 طنا.

وربما يخفى على الكثير أن هناك قنبلة " أبو القنابل " أعلنت عنها روسيا بعد أربعة أعوام من تجربة أمريكا لـ " أم القنابل " أي عام 2007م. وما بين الروسية والأمريكية يعيش العالم في حالة صمت، وكأنه ينتظر الحرب الساخنة وليس الباردة مثلما كانت في منتصف القرن الماضي.

وبعد هذه القنبلة التي أسقطتها أمريكا على افغانستان.. هل عدنا إلى حقبة حرب سباق التسلح وإلى أيام الحرب الباردة التي كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي آنذاك؟ وهل روسيا تتدخل في صراع هذا التسابق ؟ وهل تستطيع مسايرة أمريكا في هذا الشأن؟

https://www.youtube.com/watch?v=QBWc5LMcp_w

وأشارت معظم وسائل الإعلام إلى أن " أم القنابل " (GBU-43) ليست على ما يبدو أقوى قنبلة على وجه الأرض، وكشفت التقارير أن " ما يسمى بـ" أبو القنابل" روسية الصنع هي أقوى من مثيلتها الأمريكية بـ4 أضعاف.

https://www.youtube.com/watch?v=pRoCPrZYHD8

وأوضحت التقارير أن "أبو القنابل" الروسية وعلى الرغم من كونها أصغر حجما من نظيرتها الأمريكية، إلا أنها بقوة 44 طنا من مادة تي إن تي، مقابل 11 طنا لدى القنبلة الأمريكية، ناهيك عن أن قطر سطحها التدميري أكبر بمرتين من "أم القنابل". ويمكن للقنبلة الروسية تدمير 180 حيا سكنيا مقابل 9 أحياء للأمريكية وتحقق ذلك بفضل التفجير الحجمي، إذ تشكل أثناء انفجارها في الجو، خليطا من الوقود والهواء يمتد لألف قدم مخلفا غبارا حارقا وإشعاعات حرارية تسحق كل ما يصادفها لحظة الانفجار، والقنبلة قوية لدرجة أن نتيجتها وإمكاناتها تشبه الأسلحة النووية.