‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدب وثقافة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أدب وثقافة. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 28 مايو 2020

من قارئ كالفينو إلى كاتب ميلر (12)

12ـ الكتابة الظل
قد تضع خطًا تحت عبارات في بعض الكتب التي تقرأها، وأخرى تكتب حاشية بخط يدك، "ثلاثة اتجاهات في الكتابة".. "وجه آخر للبطل".. " لا تعجبني هذه العبارة لكنها تفتح موضوعًا يمكن النقاش حوله".. هذه العبارة التي كتبتها كتعليق على عبارة الكاتب، قد يصفعك كالفينو ويقول لك: " أيها القارئ، انتبه وأرهف السمع. فهذا الشك يندس في عقلك، ليغذي قلقك كرجل حسود ما يزال لا يعترف بأنه كذلك". (لو أن مسافرًا.. 196)، لأنك فعلاً أعجبت بعبارة الكاتب، ولكن لا تريد الاعتراف بذلك، من باب الحسد... إلى آخر التعليقات التي ستكتشف أنها كانت تمثّل قوة، ولكنها كانت فراغًا وقتها في داخلك، ولم تستطع مجاراتها لأنك منحاز تمامًا إلى نفسك الطموحة. هذه العبارات التي تكتبها في الكتاب الذي تعيد قراءته هي "الظل".. وقد يمكن القول هنا أنها "تملأ الفراغ" حيث القارئ هو الظل للكاتب. بين القصرين لنجيب محفوظ جملة "زواج يصفق له أهل المجون" عندما وضعت تحتها خطًّا في فترة عمرية عاصفة، لم أكن أتصور البعد الذي قيلت من أجله وقتها، ولكنها اتضحت لي فيما بعد، فسطوة المجتمع تسيطر، وسطوته تقتل الحب، ولا تفكر بشكل إنساني، وتعمل بأنانية بحتة من أجل الحفاظ على الكيان الصغير المسمى "بيئة"، بيئتنا الاجتماعية التي تدمر المشاعر الإنسانية بشتى الطرق.

السبت، 16 مايو 2020

كاتب كولن ولسن وتحميل كتابه حلم غاية ما

11ـ كاتب كولن ولسون

كتب هنري ميلر في مقدمة كتابه "الكتب في حياتي": إن الهدف من هذا الكتاب، الذي سيتألف من أجزاء عدّة على امتداد السنوات القليلة التالية..." (الكتب في حياتي هنري ميلر، المقدمة. ص9) ومما يبدو أنه لم يضف على ما كتبه أي كلمة أخرى.. وهنا يلتقط كولن ولسن هذا الحدث ليعلق: " في عام 1950 انطلق هنري ميلر في إعداد قائمة بمائة كتاب من الكتب التي عدّها الأكثر تأثيرًا في حياته، ليكتب مجلدًا من 300 صفحة عنوانه "الكتب في حياتي"، وسجل ميلر ملاحظة في مقدمة كتابه هذا يقول فيها أن كتابه سيتطور إلى مجلدات عديدة في خضم السنوات القليلة اللاحقة، ولكن الحقيقة أن المجلد ظل يُطبع بحجمه الأصلي. أضاف ولسون: أرى أن بإمكاني تفهّم دوافع ميلر الكامنة وراء ذلك: فعندما بدأت أنا ذاتي بعمل قائمة لأكثر الكتب تأثيرًا في حياتي كنت توقعت في البدء أن تكون في حدود العشرين كتابًا... وبعدما انطلقت في وضع قائمة أولية بالكتب المطلوبة رأيت نفسي أدوّن خمسين عنوانًا دفعة واحدة، وبدون أن أتوقف لبرهة واحدة، وتبينت أن بالإمكان بكل بساطة أن أضيف خمسين عنوانًا آخر... وكان هذا يعني أن كتابي سيكون مجلدًا ضخمًا بـ 1200 صفحة في أقل تقدير، ولك أن تعلم بعد كل هذا كم كان ينبغي أن أمارس من جهد وانضباط لكي أقلل العناوين بغية جعل الكتاب في حجم مقبول وقابل للتداول السهل" (حلم غاية ما، كولن ولسون، ص73، 74).