مواجهة الحضارات وتفتيت المنطقة العربية
إن سقوط سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في وحل "الشر" الذي تدعي أنها تحاربه مكشوف للعالم، والعالم برمته يئن من أسلوب المكر والخداع الذي تتبعه أمريكا ضده، وسعيها الحثيث لبقاء الكون تحت سيطرتها كما تعتقد، ولن يأتي ذلك إلا ببقاء شركاتها ومصانعها تدور وتنتج السلاح " ما هو في صالح جنرال موتورز فهو في صالح أمريكا[1]". وأيضاً سعيها نحو إرساء حريتها هي ومعاييرها ومقاييسها من أجل أن يكون العالم مثلها، أو يتجه نحو ما تتجه إليه من انحلال أخلاقي، ومن قيم لا تمت إلى الإنسانية بصلة. فالجهود التي تبذلها أمريكا من أجل أن تتجمع جميع الدول حولها وتخضع لإرادتها هي جهود فاشلة بالتأكيد، لماذا؟ لأن الغرب في قيمه يتدهور ويتراجع بشكل ملحوظ، والعالم من حولها يعيد تكوين ثقافته الخاصة به، ولا يريد الخروج عنها لأنها فلسفة قائمة على معتقدات يصعب الفكاك منها في النهاية.