السبت، 20 يناير 2018

لا شيء يهز العالم (3)

" من المؤسف أن الدولة لم تطهر أراضيها من هؤلاء الحشرات، 
رغم علمها ومعرفتها بحقيقتهم.. إن اليهود أعداء سعادة أمريكا ومفسدوا هنائها"
جورج واشنطن

مرتكزات السياسة الأمريكية في المنطقة العربية


بغض النظر عما سمي بـ "الشرق الأوسط" فإن الغرب وعلى رأسه أمريكا لا يهمهم آسيا في الوقت الحالي، وما يهمهم هو المنطقة العربية، ومنها ستكون انطلاقتهم إلى آسيا الوسطى ومشروع أمريكا الكبير فيها، وهو تسلسل لا بد أن يؤخذ في الاعتبار وعلى دول آسيا وروسيا أن تقف ضد المشروع هنا قبل وصوله إليهم، ولا يهم الغرب عدد السنوات التي سيستغرقونها لأن المشروع الإسرائيلي يسير ببطء ومن خلف ستار يتستر به هو الولايات المتحدة، أي أن المشروع في الأصل إسرائيلي، وهذا ليس بخافٍ على أحد ليس في منطقتنا العربية بل في العالم أجمع، فكل العالم يريد أن يتخلص من اليهود، ولا دولة تريدهم أن يكونوا بينهم، حتى الغرب الذي يدعي الديموقراطية لا يحب اليهود يقول جورج واشنطن:" من المؤسف أن الدولة لم تطهر أراضيها من هؤلاء الحشرات، رغم علمها ومعرفتها بحقيقتهم.. إن اليهود أعداء سعادة أمريكا ومفسدوا هنائها[1]".  ونعم هناك رابط بين ما تفعله أمريكا وما يريده اليهود، ولا ترددوا كلمة "مؤامرة" على السنتكم لأنها فعلاً مؤامرات يعمل عليها اليهود، وكرسوا لكم إعلامياً هذه الكلمة كي تستمروا في الخلاف حولها، وهم يعملون، وأعيدوا النظر في كل ما يُرمى لكم إعلامياً ويجذبكم نحو الحوار الذي تختلفون فيه دوماً، وعاكسوا النظريات الإعلامية، فالسياسة الأمريكية تنشر شيئاً وعينها على شيء آخر، وعسكرياً أيضاً تناوء بجهة وعينها على جهة أخرى. ونعم إن مقولة واشنطن تظهر هذه الحقيقة حيث أثبتت أن تحكمهم بالقرار الأمريكي يفسد سعادة الأمريكان فكل ما تفعله السياسة الأمريكية يصب في مصلحة الدولة اليهودية، وتجارياً يصب في مصلحتهم أيضاً لأن معظمهم يسيطر على "شركات الاتحاد الأمريكي"، وكل ما يفعله الأمريكان وما يدفعونه من ضرائب يذهب لهذه الفئة التي قننت لهم أسلوب حياتهم بما يراعي مصالح هؤلاء التجار.

ارتكزت السياسة الأمريكية في المنطقة على أربعة محاور

  1. المنظمات الأممية والاقتصاد. بحيث يتم تحريك الشركات الأمريكية لامتصاص الدول وإنهاك اقتصادها، وبعد ذلك يتحرك البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي لتدمير الدولة المستهدفة اقتصاديا، أو إنهاكها اقتصادياً بإدخالها في حروب أهلية، أو حرب جيران "عدو قريب"، وعمليات استنزاف عبر مساندة حروب قريبة منها كحرب الخليج الأولى "العراق ـ إيران". قطعاً أخطر الحروب هي الثانية أي استخدام منظمات دولية تعمل ضد المجتمع الدولي، ونماذج ذلك في أمريكا اللاتينية واضحة للعيان.

  2. إسرائيل.. وهي المرتكز الأساس في هذه العملية، بل هي المحور الرئيس في كل ما يحدث في المنطقة العربية، ومن ذكاء أوروبا، وليس الأمريكان، أنهم أرادوا التخلص من القلق الصهيوني فرموه في نحور العرب ليضربوا عصفورين بحجر، إبعاد اليهود من أوروبا، واشغال العرب باليهود، بحيث تكون الشبح الذي يطاردهم ليل نهار، ويعملون هم على التقسيم والتوزيع على ما يشتهون، فهم العرب هو التخلص من إسرائيل واخراجهم من منطقتهم، بينما الغرب عمل على التخطيط لعقود قادمة دون أن يتنبه العرب لذلك، هذا العمل يتمثل في أن كل مشكلة تحدث يعيدونها إلى اليهود، ولا أبرئهم هنا، ولكن اللعبة التي لعبها الغرب وبالتحديد بريطانيا وتلقفتها أمريكا هو في انقسام العرب فهم الأمة الوحيدة في العالم التي تستطيع الاجتماع تحت رايتي الدين واللغة، ولو اجتمعوا تحت ذلك لما هزمتهم أي أمة مهما كانت، وهذا ما نجحوا فيه، وجعلوا من إسرائيل "خيال مآته" لهم، فكلما تحركوا في اتجاه تحرك الإسرائيليون كي يشغلوهم.

  3. إيران.. منذ الثورة الإيرانية عام 1979م وفرنسا وأمريكا هدفهما هو زعزعة استقرار المنطقة العربية، ولا أدل على ذلك إلا بالتوافق الدائم مع أمريكا، رغم "الجعجعة" الإعلامية بينهما، إلا أن كل التحركات على أرض الواقع تعطينا مؤشراً على التوافق بينهما، منذ فضيحة "إيران كونترا" إلى فضيحة " حزب الله والمخدرات وداعش" في العهد الأوبامي.

  4. حزب الله وهو الابن المدلل لإيران أو هو الذراع الموجهة نحو المنطقة العربية لتنفيذ مشروع الولي الفقيه، ومن ثم تنفيذ الأجندة الأمريكية الإسرائيلية.


هذه هي المرتكزات بكل وضوح، فلا تغمضوا عيونكم عن ذلك. وسنتحدث عن كل واحد منها بتفصيل في القادم من هذه السلسلة، وسنثبت ذلك عبر مقولات ومقالات من الغرب نفسه وليس عبر ما كتبه العرب في هذا الشأن.

    [1] أحجار على رقعة الشطرنج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك