‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيران. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إيران. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 26 يونيو 2019

تأجيج الحرب بين السعودية وإيران.. السيناريو الثالث لمستقبل المنطقة من معهد راند

مهم قراءة هذا الموضوع:

قدّم معهد راند، عام 2016 أربعة سيناريوهات محتملة في الشرق الأوسط حملت عنوان “مستقبل العلاقات الطائفية في الشرق الأوسط”، كتبها كل من جيفري مارتيني، وهيذر ويليامز، وولياميونغ. وتتكون الدراسة من 16 صفحة، ومن يتابع ما يجري في المنطقة العربية هذه الأيام فلا شك أنه سيستحضر هذه السيناريوهات وخصوصًا الثالث منها، فما هو هذا السيناريو؟

السيناريو الثالث: استراتيجية "حافة الهاوية تجلب الانفراج"، يحمل في طياته رؤية الحرب بين السعودية وإيران عبر تأجيج الصراع والطائفية واستمرار حرب الوكالة في المنطقة العربية. وذلك عبر دافعين ـ كما جاء في التصور: طابع الخطاب الديني، والدول الإقليمية والجهات الفاعلة من خارج المنطقة، و”يتسم هذا السيناريو بتصعيد الصراع الطائفي الذي يتجّه نحو صراع إقليمي يضع السعودية وإيران في مواجهة عسكرية مباشرة قبل أن يتراجع في نهاية المطاف”.

وإيحاءات هذا السيناريو جميعها تتجه إلى حرب في النهاية بين المملكة وإيران، وأوجد في نفس الوقت انفراجة في وسط المعمعة التي تصورها، بحيث يلجأ البلدان إلى التهدئة وعدم الذهاب إلى حافة الهاوية، وتوقف الخطاب الديني المتشدد في السعودية وفي نفس الوقت توقف الباسيج عن أفعالهم في الطرف الإيراني. ورأي السيناريو أن هذا التصور هو الأكثر صعوبة من ناحية تصميم التدخلات السياسية إذ يفيد أحد تفسيراته أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسّن. وكأنه يشير إلى أنه يجب أن تذهب إلى الأسوأ!!

فهل نقرأ ونعي ما نقرأ؟ أم نعتقد أن ما يكتب هو مجرد مرئيات يضعها المنظرون ولا تتم على أرض الواقع؟.. إن هذا السيناريو الذي يعتمد على دافعين: الخطاب الديني، الذي يفترض فيه تأجيج الطائفية. والدول الإقليمية، الدول الإقليمية يا عرب.. أي دول منطقتنا بالإضافة إلى تركيا وقطعًا إسرائيل معها. ويعزز ذلك الجهات الفاعلة من خارج المنطقة، وأمريكا فعلاً تسعى إلى تأجيج الصراع، وتحاول الزج بالسعودية في حرب مع إيران، وبمساندة الخونة من الشعوب العربية والعملاء للإستعمار الغربي.

إلى متى يا عرب؟

ــــــــــ

إقرأ التقرير عبر هذا الرابط


.

.

.

.

.

الجمعة، 21 يونيو 2019

إنسانية أمريكا بين العراق وإيران

أمريكا لن تضرب إيران

إيران محمية إسرائيلية

4 مليون قتيل عراقي ولم تتوقف أمريكا

150 إيرانيًا أظهروا الوجه الإنساني للبيت الأبيض!!

احتلال أمريكا للعراق منذ 2003 إلى اليوم كلف العراق 4 مليون قتيل بحسب أحد المراكز المتخصصة، واليوم تظهر إنسانية الولايات المتحدة الأمريكية عبر تصريحات السيد ترامب بأنه تراجع عن ضرب إيران لأن الضربة ستقتل 150 مدنيًا! أليست سخرية ما تقوله أمريكا على لسان رئيسها؟ّ وألا يعد هذا خنوعًا من الأمريكان وهم يشاهدون طائرة من طائراتهم الاستطلاعية وهي تتهاوى بصاروخ إيراني ولا تستطيع فعل شيء حياله؟ ماذا تريد أن تثبت أمريكا في المنطقة؟

إن أسلوب تضارب التصاريح، وطريقة التصريحات الرنانة ونقضها من قبل ترامب يقدم دليلاً للعرب أن متخذي القرارات فيها لا يريدون الاقتراب من إيران.. وتوالي كذب الرئيس يدلل على توجه أمريكا نحو تقسيم المنطقة العربية.

ما يجب أن يدركه الجميع، وأن يقرأه بشكل جيد هو:

ـ أمريكا في سياستها الخارجية دولة عصابات، وإيران مثلها دولة عصابات... وتوجههما متفق عليه، فسياستهما واحدة.. ولن يختلفا مهما حدث. ولن تضرب أمريكا إيران مهما امتد الزمن.

ـ متخذو القرار في أمريكا لا يفكرون إلا في مصلحة إسرائيل وطالما أن إيران تخدم هذه المصلحة فلن تقترب منها القوات الأمريكية.

ـ إسرائيل دولة عصابات ولهذا فإن هذا الثالوث متحالف مع بعضه ضد العرب والمسلمين.

ـ إيران لا تتحرك إلا وهي تعلم أنها محمية من إسرائيل!!

ما هو المطلوب الآن:

ـ المطلوب هو أن تخرج أمريكا من المنطقة العربية وستُحل كل مشاكلها، ثقوا تمام الثقة أنه إن لم تخرج أمريكا من المنطقة فإن مشاكلها ستزداد.

ـ المطلوب ألا تدخل المملكة العربية السعودية في حرب مباشرة مع إيران، لأن الهدف الرئيس لإسرائيل هو أن تدخل السعودية في حرب كبيرة في المنطقة، مما يخدم مصالحها.

ـ المطلوب من الدول العربية أن تعود إلى رشدها وتسند المملكة في تصديها لمشروع تقسيم المنطقة "خطة ب" وبوادرها بدأت من هذه السنة ومخطط لها حتى سنة 2026.

مواضيع متعلقة:


راجع الـ”احتراس” الإيراني والـ”انطلاق” الأمريكي!!

واقرأ إيران وجه أمريكا المخادع

و سيفيدك في هذا الشأن موضوع أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

و لعبة القط والفأر بين إيران وأمريكا

وموضوع:” تقية ” توتر العلاقات بين أمريكا وإيران..

 

الخميس، 20 يونيو 2019

رسالة للرئيس ترامب

باختصار:

لا أعتقد ـ يا سيادة الرئيس ـ أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ موقفًا من إيران بعد إسقاطها لطائرة مسيّرة عن بعد من طراز تريتون إم كيو-4 سي. والعالم لا ينتظر ردة فعل أمريكية على إسقاط هذه الطائرة، خصوصًا بعد سلسلة الجرائم والإرهاب الذي ارتكبته إيران بعد مجيء 1000 جندي أمريكي وصواريخ باترويت وحاملات طائرات إلى منطقة الخليج، وكأن إيران فهمت من هذا الوجود الأمريكي في الخليج إنما هدفه هو حماية الحرس الثوري، وإلا ماذا يعني هذا الإجرام على مرأى ومسمع من وجود هذه القوات المحتشدة.

أول تعليق لك على ما حدث، حين غردت قائلا "لقد ارتكبت إيران خطأ كبيرا". ونسألك: هل هذا الخطأ الوحيد الذي ترتكبه إيران يا سيادة الرئيس. وهل تكرار الأخطاء يدلل على حسن النوايا؟ بل هل ردة فعل أمريكا تدلل على حسن النوايا في منطقتنا العربية؟

وبعكس ضعف رسالتك يا سيادة الرئيس فإن الحرس الثوري الإيراني يرد بقوة وبتحدٍّ، وربما يعلم أنك لن تفعل شيئًا.. حين قال: إن في إسقاط الطائرة "رسالة واضحة" للولايات المتحدة. وأي رسالة أقوى من إسقاط طائرة أمريكية في المياه الدولية.



(المصدر : بي بي سي)

إيران قامت على مرأى ومسمع من قواتكم يا سيادة الرئيس بـ: تفجير ناقلتي نفط لحلفائك ولم تحرك قواتك ساكنا، وقامت بتخريب ناقلتي نفط أخرى ولم يكن هناك ردة فعل. وإيران زادت من إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، وإن الأسبوع المقبل سوف يشهد زيادة مخزونها ليتجاوز الحدود التي وافقت عليها مع القوى الدولية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

ماذا تنتظر يا سيادة الرئيس؟ هل تتوقع أن المنطقة ستدخل في حرب بالوكالة؟ لا أعتقد ذلك؟ فإما أن ترفعوا أيديكم عن المنطقة تمامًا، وتخرجوا منها، وعندها سترون أن العرب سيحمون منطقتهم. وإما أن تتحركوا بالسرعة التي تحرك بها جيش "بوش" كي يدمر العراق الجريح الذي لاذنب له سوى أن كذبة سيرها بوش وزبانيته عليه كي يسلمه لإيران على طبق من ذهب.. العالم العربي لم يعد يصدق الأقوال يريد أن يرى الأفعال!!

 

الجمعة، 14 يونيو 2019

الـ"احتراس" الإيراني والـ"انطلاق" الأمريكي!!

أرسلت الولايات المتحدة سفنها في الخليج العربي وأساطيلها الهجومية البرمائية وبطاريات صواريخها ال "باتريوت" لتخويف إيران، ولكن لم تتغيّر السياسة الإيرانية، ولن تتغير، وخربت ناقلتي نفط سعودية وإماراتية، وضربت ناقلتي نفط نرويجية وبنمية، والولايات المتحدة تصعّد في كلامها وإيران مثلها. وكي تضغط أكثر على إيران قالت الأخبار: إن الأواكس جاهزة في تكريت، وقد يكون هذا تلميحًا بأن الضربة الأمريكية على إيران ستبدأ من هناك!!

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة له على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قد كتب كلمة تحذيرية يوم (22 الأحد يوليو/ تموز 2018)، تعقيبا على تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني عن الحرب والتهديد بمنع تصدير نفط الخليج. وقال ترامب، الذي انسحب في أيار/ مايو الماضي من الاتفاق النووي الدولي مع طهران المبرم عام 2015، لروحاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إياك وتهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا ستعاني من عقبات وخيمة لم يعان منها سوى القليل عبر التاريخ". وتابع أن الولايات المتحدة "لم تعد دولة تتهاون مع كلماتكم المختلة بشأن العنف والموت". وأضاف ترامب "احترس!". ورغم قوة هذا التصريح إلا أن شيفرة "احترس" تعني "انطلق" لدى الإيرانيين. وانطلقوا وضربوا سفينتين قبل أيام وخربوا قبلهما أخريتين، دون "احتراس"!!

 



الحرب الكلامية مستمرة من الولايات المتحدة، والإستفزاز على الأرض مستمر من إيران، ولكن موقع "ستراتفور" الأمريكي أوضح ؛ أنّ فرص نشوب صراع عسكري بين إيران وأمريكا ارتفعت، ومن المرجح أن تنظر واشنطن على نحو متزايد إلى أيّ نشاط للقوات المسلحة المدعومة، من قبل إيران ضدّ أمريكا أو حلفائها بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كمبرر لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية محدودة محتملة ضدّ طهران وحلفائها.

وقالت وكالة إيرانية، نقلاً عن رجل الدين، آية الله يوسف طبطبائي نجاد، من مدينة أصفهان في وسط البلاد: "أسطولهم ذو المليار (دولار) يمكن تدميره بصاروخ واحد". وسبق أن قال الحرس الثوري الإيراني، وكرر ذلك كثيرًا: إنّ طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة، واستبعد وقوع أيّ هجوم أمريكي، وذلك بعد يوم من حثّ الرئيس دونالد ترامب على إجراء محادثات، وتصريحه بأنه لا يستطيع استبعاد مواجهة عسكرية. وانتقدت إيران الانتشار الأمريكي الجديد، الذي قالت إدارة ترامب؛ إنّه يأتي بعد أن أشارت معلومات للمخابرات الأمريكية إلى استعدادات إيرانية محتملة لمهاجمة القوات أو المصالح الأمريكية. وحذّر موقع "ستراتفور" من أنّ التحركات الإيرانية قد لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تدفع الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات مجدداً وعلى الفور، أو الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية محدودة على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، قد تصبح هذه الخطوات الأوروبية والأمريكية حقيقة بعد ستين يوماً من الآن، في حال نفّذت إيران تهديداتها بشأن تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل. كل هذا وأكثر دون نتائج.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران. (راجع  https://wp.me/p1F8le-vM )

سيلحظ القارئ العربي هنا أن ثلاثة رؤساء أمريكان قبل ترامب هددوا إيران في مطلع أيامهم في البيت الأبيض وكانت النتائج عكس ما قالوه ، حيث بوش الأب سلم افغانستان لهم والإبن سلم بغداد لهم وأوباما سلم دمشق لهم. بوضوح تام، ومن خلال المعطيات على أرض الواقع "ونعيدها ونكررها مرارًا"، العلاقة بين أمريكا وإيران كالعلاقة بين الزوج وزوجته طوال النهار في ملاسنات وصخب وفي الليل ينامان على سرير واحد بكل حميمية. إقرأ https://wp.me/p1F8le-h0

إقرأ باهتمام الموضوع الآتي: إيران وجه أمريكا المخادع

السبت، 12 يناير 2019

أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

باختصار


إيحاءات دخول حاملة الطائرات الأميركية John C. Stennis جون سي ستينيس؛ إلى الخليج العربي، تقول إن ذلك من أجل الكلمات النارية التي يرد بها الإيرانيون على التصريحات الأمريكية، وكأنها توضح أننا نفعل ولا نقول، ولكن القارئ لكل التصاريح الأمريكية منذ وصول الملالي إلى الحكومة تخبرنا أنها "جعجعة بلا طحن"، وأن الحرب الكلامية هي سياسة تم أخذها من استراتيجية "العدو الإعلامي" مع تحوير بسيط لها، وهو أن يستمر التراشق بين الدولتين علنًا، ويتم استهداف ما جاور إيران من مناطق ودول.

لكن وصول الحاملة يعد خطوة نحو الأهداف التي تود تحقيقها أمريكا في المنطقة، وليس هدفها مراقبة الأنشطة الإيرانية بعد تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

قبل عشرة أيام قال ترامب في تصريح له إن إيران لم تعد الدولة التي كانت سابقا منذ وصوله الرئاسة، وأنها تراجعت كثيرا، واعتبر ترامب خلال اجتماع مع فريقه الحكومي في البيت الأبيض أن إلغاء الاتفاق النووي فتح الباب أمام وقف طموحات إيران في السيطرة على الشرق الأوسط. وقال ترامب إن إيران لم تعد الدولة التي كانت عليها يوما ما. بالرغم من أنهم لا يزالون يتصرفون كما يحلو لهم في سوريا إلا أنهم يسحبون قواتهم وميليشياتهم من هناك، كما يسحبونها من اليمن.

وأضاف وقتها: أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا بعد فترة زمنية، مشيرا إلى أنه لم يحدد أبدًا أربعة أشهر جدولا زمنيا للانسحاب. وأن واشنطن سوف تستمر في القتال ضد داعش، ولن تخذل أحدا.

القراءة المنطقية لهذا تقول: إن ترامب يقول لإيران سنحارب السنة في سوريا، ولهذا استعدوا لذلك، فنحن معكم، ولسنا ضدكم، ولن نخذلكم، إنما تجهزوا للقادم. فالمفهوم من كلمة "داعش" في السياسة الأمريكية هو "السنّة" لا غير، ولهذا علينا أن نعي الدروس الأمريكية التي تقول شيئًا وهدفها شيئًا آخر.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران.

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

الحفاظ الأمريكي على الكيان الصهيوني

لا شيء يهز العالم 27


في خبر تناقلته وكالات الأنباء 2/1/2017 قالت نيكي هيلي، المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قرارا بوقف تمويل برامج دعم اللاجئين الفلسطينيين.

مؤكدة أن الرئيس دونالد ترامب سوف يوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حتى يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى".  وهذا أسلوب ضغط تسعى إليه واشنطن كي يرضخ الفلسطينيون لإرادة إسرائيل وتسريع الأجندة الأمريكية في المنطقة برمتها. (وكالات الأنباء وصحف)

قال الدكتور سامي مشعشع الناطق الرسمي باسم وكالة الأونروا، إن الولايات المتحدة كانت على مدى 7 عقود أكبر متبرع للولاء لأونروا، وكانت دائماً تشيد بفاعليتها وحياديتها، وبين ليلة وضحاها قررت إيقاف 65 مليون دولار، مما يشكل 40 % من إجمالي الميزانية، وضرب خدمات الأونروا العادية والطارئة خصوصاً في فلسطين وسوريا، في مقتل.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة في مصر"، على فضائية "الحياة"، مع الإعلامي كمال ماضي، أنه تم البدء في البحث عن آليات تمويلية جديدة لتعويض الفاقد الأمريكي وخلق ثبات مالي للوكالة.

وأشار الناطق الرسمي باسم وكالة الأونروا، إلى أن القول بأن الوكالة غير كفؤة من نفس الجهة التي كانت تشيد بخدماتها يشير إلى أن القرار سياسي، يتعلق بسياسات أمريكا في المنطقة، والقرار مؤسف وله تداعياته الصعبة على الوكالة، مردفاً: "الوكالة ليست للبيع، وهناك دعم سياسي كبير من الدبلوماسية الأردنية والفلسطينية والمصرية تقف بقوة وراء الأونروا، وتدعمها، وسيكون هناك لقاء هام بالجمعية العمومية لحشد الموارد المالية للوكالة".[1]

يتضح هنا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، والعمل على دعم المحتل الإسرائيلي بشتى الطرق، والضغط على المنظمات الأممية والتي تناصر القضايا العادلة، وتنحو فيها نحو تحقيق العدالة. بحيث أن أمريكا متى ما رأت أن ذلك لا يخدم إسرائيل فإنها تعمد إلى مثل هذه الأساليب، وتوقف الدعم بغض النظر عن الديمقراطية أو دعم العدالة أو الاستقرار في العالم، وما حكاية حقوق الإنسان التي ترددها الولايات المتحدة سوى فقاعات وإن لم تصب في مصلحة السياسة الأمريكية فإنها تتجاوزها دون الالتفات إل المثاليات التي تدعو إليها ليل نهار.


السبت، 10 نوفمبر 2018

مصلحة أمريكا ـ إسرائيل مشتركة مع إيران

لا شيء يهز العالم 26

أرست الديموقراطية الليبرالية الجديدة قاعدة "مصالحنا"، والولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تفرط في مصالحها من قبل، ولكنها أصبحت أكثر وضوحًا عن السابق فـ " لم نعد نتعامل الآن مع العالم بمفهوم الإيثار" بحسب كلينتون ومستشاريه، واتضحت هذه السياسة فيما يسمى بالشرق الأوسط حيث أن الهدف هو مصلحتها ومصلحتها هي مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، ولهذا فإن تكوّن ثلاثي "الشر" على المنطقة العربية "الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران" لم يكن اعتباطًا، ولم يأت صدفة، ولم يختر الغرب برمته إسقاط الشاه وتنصيب الملالي خبط عشواء، بل للوصول إلى التقسيم الثاني الذي كان يجب أن يتم على رأس مائة سنة من مخطط "سايكس بيكو" ولكن الله أفشله وأفشل مخططهم وأوقف في نحورهم دولة تسمى المملكة العربية السعودية.

يقول الدكتور ضيف الله الضعيان وهو باحث في جامعة الملك سعود بالرياض[1]:" يشعر المراقب للحرب الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بأن حربًا شاملة توشك أن تندلع بين الدولتين (أي أمريكا وإيران)، ولكن ما يلبث أن يدرك أن وراء الأكمة تاريخًا طويلاً من التفاهمات والتعاون، بل والتحالف أحيانًا بينهما، وكل منهما ينطلق بناءً على مصالحه الاستراتيجية. ومنذ ربع قرن والعلاقات الإيرانية الأمريكية تشهد تحالفات وتعاونًا، خاصة بعد أن لعبت أمريكا الدور الأكبر في نجاح ثورة الخميني، وما كان يُتصور نجاح الثورة بمنأى عن الدعم الأمريكي."

وإن فضيحة إيران ـ جت أيام ريجان توضح أن العداء بينهما إنما هو مفتعل، كي يظهروا للعالم العربي العداء بينهما، بينما هما يخططان معًا ويسيران في ذات الاتجاه، فمن غير المنطق أن تقدم أمريكا دعمًا لإيران وهي التي اختطفت 440 شخصًا أمريكيا، إذ يفترض أن واشنطن هنا ستقوم بتدمير طهران بالكامل من أجل هؤلاء الأشخاص، ولكن بدلاً عن ذلك كانت تدعمها في حربها ضد العراق.. أي دور خبيث هذا؟ إن هذا أكبر برهان على حقيقة الدعم العسكري الأمريكي-الإسرائيلي لإيران، فضلا عما نشرته وسائل الإعلام العالمية من إسقاط وسائل الدفاع السوفييتية لطائرة أرجنتينية؛ كانت تتنقل بين إيران و إسرائيل محمَّلة بأنواع السلاح"، آنذاك.

إن البداية الحقيقية للنفوذ الأمريكي جاءت بعد اسقاط مصدق وإحلال مكانه الشاه محمد رضا بهلوي عام 1953، ورغم أن بهلوي كان صديق الأمريكان إلا أنه آثر مصلحة بلاده، على أن تقوى دولة إسرائيل، خصوصًا بعد حرب 67، وعندما شعرت هذه الأخيرة بذلك تم اسقاطه ودعم ثورة الملالي ونقل الخامنئي من باريس إلى قم ليتولى "الثورة" في إيران وبالتالي يصدرها على بقية مناطق المسلمين في العالم ومنها المنطقة العربية.

وبعد المد السوفيتي في المنطقة استطاعت إسرائيل عام 1958م أن تنتزع من أمريكا دعمًا بشكل مباشر لتشكيل حلف أو ما يشبه الحلف مكونا من إيران وتركيا وأثيوبيا وهم خارج النطاق العربي، لأن العرب لم يكونوا ولن يكونون في يوم من الأيام مع الصهاينة. وبالفعل أوعز آيزنهاور لإيران أن تساعد إسرائيل، ولكن قبلها بعامين أي مع أزمة السويس كانت إيران تمد يد المساعدة حيث مولت خط أنابيب بقطر 20 سم لنقل النفط من إيلات جنوب عبر بئر سبع إلى الشريط الساحلي المتوسطي لإسرائيل، وصل هذا الخط الذي أطلق عليه خط أنابيب إيلات ـ أشكلون، خليج العقبة في البحر المتوسط، ومكّن الصادرات الإيرانية من تجاوز قناة السويس. وتم لقاء بعد سنتين من مد هذا الخط بين ليفي اشكول والشاه.[2]" وأصبح خط الأنابيب بقطر 40 سم.

وزار بن غوريون إيران عام 1961م وكانت الزيارة سريّة، أو كانت محاطة بالتكتم كي لا تكشف العلاقة بينهما، إذ إن الإيرانيين كانوا لا يريدون للعرب معرفة هذه العلاقة، وربما أن الخداع الذي تحدث عنه بارسي سابقًا هو أحد أساليب إسرائيل كي تصل إلى البعيد في تاريخها في المنطقة، وأقامت إسرائيل مكتبًا في طهران، وكان فيها سفيرًا معتمدًا وكل هذا من أجل التمويه على العرب، وأنها معهم في قضيتهم ضد إسرائيل. "ومع مرور الوقت، بات الخطر العربي يلعب دورًا أعظم في التفكير الاستراتيجي الإيراني. ومع تزايد الخطر العربي على إيران، زادت حاجة إيران العسكرية إلى إسرائيل ـ بشكل يوحي بالتناقض ـ وزادت حاجتها إلى إبقاء تعاملاتها مع إسرائيل سرًّا."

لنلحظ ما يلي في العلاقة بينهما:

ـ في عام 1957م أي بعد أزمة السويس أمر الشاه "السافاك" إقامة علاقات مع "الموساد" وذلك لإدارة التعاملات الإيرانية الحساسة مع الدولة الصهيونية، وكان يجري تدريب ضباط إيرانيين وعملاء الشرطة السرية على يد ضباط إسرائيليين في كل من البلدين. "ودرب الموساد السافاك على عمليات التعذيب والاستجواب"

ـ كان الإيرانيون ـ في علاقة سرية تامة ـ يمرون للعبور إلى إسرائيل عبر تركيا، " وكان يشار إلى السفارة الإيرانية بإسرائيل ببيرن2"..." وذلك إمعانًا في السرية.

ـ أول خط نفط كان إيراني إلى إسرائيل.

ـ كانت إيران تمد إسرائيل بالمدافع في حرب 73.

ـ أول صاروخ إيراني كان إسرائيليًا سلم في أواخر السبعينات لهم قبل سقوط الشاه.

ـ عندما أقفلت جميع دول العالم خطوطها الجوية أمام إسرائيل خوفًا من الاضطرابات فيها، كانت طهران هي الخط الوحيد المفتوح لها.

ـ منذ أن تسلّم الخميني السلطة لم يدعم فلسطين إلا بالكلام، فبعد شهور من افتتاح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في إيران تم إغلاقها.

ـ لم يرسل الخميني طائرات إف-14 لمساعدة سلاح الجو السوري في القتال المستمر في لبنان. ـ دعم الخميني حركة أمل الشيعية، وقطعوا صلتهم بأمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش. مع استمرار انتقاد منظمة التحرير الفلسطينية. أوجد للفلسطينيين كذبة سماها يوم القدس، وهي مجرد بروباغندا لا قيمة لها.

ـ هبوط القوة الإيرانية بسرعة الصاروخ، مع هبوط الدعم للقوة الدفاعية في أول سنة من حكم الخميني.

ـ مقتل العديد من العلماء والمفكرين والقادة على يد الثورة.

ـ مقتل ما يقارب 100 ألف شخص في أقل من عام في إيران.

ـ بروز الإسلام السياسي بشكل واضح من أول يوم لدى الخميني حين توجه نحو خطاب لتعميم إسلامي لمواجهة إسرائيل، بعيدًا عن الربط بالقضية الفلسطينية.

ـ فضيحة إيران ـ جيت توضح أن صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران، منذ بداية الثورة، وتدلل على أن العلاقات قوية منذ البداية. ويلخص أبا إيبان وضع إسرائيل مع حكم الخميني بقوله: "عندما يكون النظام الإيراني صديقاً فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة، للاحتفاظ بصداقته، أما عندما لا نعرف ما هو موقفه من إسرائيل فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة لمعرفة ذلك. (الواشنطن بوست 12/12/1986).

ـ يقول شارون في مذكراته : "شخصياً طلبت توثيق الروابط مع الشيعة والدروز، حتى أنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومن دون الدخول في أي تفاصيل , لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد[3] "

ـ أثناء الحرب العراقية الايرانية ارسلت إسرائيل أسلحة إلى إيران، منها صفقة سلاح من رومانيا، تبلغ قيمتها 500 مليون دولار. وذلك خلال الفترة بين عامي 1980/1983، وذلك استنادًا إلى معهد يافي للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب. وتأتي هذه الصفقة لتكشف تاريخاً طويلاً من العمل الإسرائيلي المتواصل منذ عام 1980 لتوفير الأسلحة لإيران لكي تواصل حربها ضد العراق والعرب.

ـ تتبعت وكالة الاستخبارات المركزية حوالي 300 مليون دولار من تلك المبيعات، وفوجئ العديد من ضباط الاستخبارات الأمريكية بعدم استعداد ريجان بوقف التعاملات الإسرائيلية الإيرانية. وهذا جزء مما يكشف الشراكة بين هذا الثلاثي (الولايات المتحدة، إسرائيل، إيران).

ـ "كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السماسرة الذين يعملون لتجميع السلاح إلى إيران، وبينهم إسرائيليون، يتخذون من "فيلا شاليه باساغي"، وهي فيللا كانت لشاه إيران وعادت للحكومة الإيرانية الحالية ، الواقعة على الطريق الثاني من بحيرة جنيف، أي من الجهة الفرنسية بالقرب من قرية "سانت بول أن شاليه" والأرض المحيطة بها، ومساحتها 28 ألف متر مربع، يتخذون منها مركزاً لتجميع الأسلحة التي يشتريها الإسرائيليون، تمهيداً لشحنها عن طريق الموانىء الأوروبية إلى إيران، كما يتخذ السماسرة، وبالذات الإسرائيليون، من مزارع مجاورة لتلك الفيللا وهي "مارالي"و "لي هوز" و "لي مويت" مراكزاً لتدريب الإيرانيين على بعض الأسلحة والخطط العسكرية، ويتولى " أوتيون دي بنك سويس " عمليات دفع ثمن الصفقات التي تحولها إسرائيل إلى إيران. (نشرة "ستار" الصادرة بالفرنسية والمتخصصة ببعض الأخبار الخاصة بالأسلحة)."

ـ قدرت مصادر أوروبية متخصصة بالشئون العسكرية أن زيادة الإنتاج العسكري في مجمله، وبنسبة 80 % منها، كانت كلها صادرات أسلحة وقطع غيار إسرائيلية إلى إيران. (مجلة " لوبوان " الفرنسية ومجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية مطلع العام 1987).

ـ صرح وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة نتنياهو (ديفيد ليفي) قائلا في عام 1997: إن اسرائيل لم تقل في يوم من الأيام إن إيران هي العدو. (جريدة هآرتس الاسرائيلية في 1-6 – 1997. )

ـ ويقول الصحفي الاسرائيلي أوري شمحوني إسرائيل لم تكن أبداً ولن تكن عدواً لإيران (صحيفة معاريف الإسرائيلية 23 /9/1997.)

ـ أصدرت حكومة نتنياهو أمراً يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري أو تجاري أو زراعي بين إسرائيل وإيران. وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الأعمال الإسرائيلي ناحوم منبار، المتورط بتصدير مواد كيماوية إلى إيران، لأن هذه الفضيحة تشكل خطراً يلحق بإسرائيل وعلاقاتها الخارجية. وقد أدانت محكمة تل أبيب رجل الأعمال الإسرائيلي بالتورط في تزويد إيران بـ 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام. وقد تقدم المحامي الإسرائيلي (امنون زخروني) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية أخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة ايام حرب الخليج الاولى. (جريدة الشرق الأوسط العدد 7359).

ـ قامت شركة كبرى تابعه لموشيه ريجف، الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الاسرائيلي، قامت شركته ما بين(1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى إيران. وقد كشفت عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والاسلحة البيولوجية بوزارة الدفاع الايرانية. (صحيفة هآرتس الاسرائيلية، نقلا عن الشرق الاوسط عدد7170).

ـ قال الصحفي الإسرائيلي يوسي مليمان: "من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعلات الإيرانية" (صحيفة الحياة)

ـ أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بأن إيران -بالرغم من حملاتها الكلامية -تعتبر إسرائيل عدواً لها. وان الشيء الأكثر احتمالاً هو أن الرؤوس النووية الإيرانية هي موجهة للعرب) " (نقلا عن لوس انجلس تايمز... جريدة الانباء العدد 7931)

ـ محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية وقف بفخر في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سنويًا بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004 ليعلن أن بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق"، ومؤكدًا أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة".

ـ كشفت مصادر إسرائيلية (18/ 1/ 2010) عن قيام غرفة تجارة طهران بإبرام صفقة تجارية مع شركة إسرائيلية لتكنولوجيا المعلومات قامت بموجبها الغرفة الإيرانية بشراء نظام لإدارة مواقع الانترنت بقيمة مليون دولار. ونسبت صحيفة جيروسليم بوست عن المتحدث باسم شركةDaroNet الإسرائيلية يوشوا ميري القول إن الشركة قامت ببيع أكثر من 70 رخصة استخدام لغرفة تجارة طهران تمنحها الحق في استخدام برنامج لإدارة المواقع الاليكترونية على شبكة الانترنت المملوك للشركة وذلك في صفقة قيمتها مليون دولار.

ـ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يفتتح منشأة لإنتاج الماء الثقيل بمشروع مفاعل آراك النووي في خطوة جديدة تحدت بها طهران الضغوط الدولية. ويقول في كلمة له إن إيران "ليست تهديدا للدول الأجنبية ولا حتى للنظام الصهيوني"، أي أنها تهديد للشعوب العربية فقط، والهدف من إنشائها هو الدول العربية والإسلامية. فهل بعد هذا الإعلان الصريح من قول يدلل على أن إيران لا تسعى إلا إلى تدمير الإسلام.

ـ السفير الاميركي في العراق   "هيل" يقول إن قبول الحكومات السنيّة في منطقة الشرق الأوسط لفكرة وجود حكومة يقودها الشيعة في العراق يبقى "أمراً أساسياً" قبل معرفة ما ستفرزه نتائج الانتخابات.

ـ بثت قناة العربية شريطا مصورا يوثق حوارا إيرانيا - إسرائيليًا مباشرا في أحد مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك، دار بين عضو البعثة الإيرانية الرسمية إلى نيويورك سيد كريمي، والخبير السياسي الإسرائيلي أفنر كوهين بحضور شخصيات أميركية ومسؤولين أمميين. توجه كريمي إلى كوهين بالقول: "نحن ندعوكم للقدوم الى إيران والاستثمار فيها، فآسيا الوسطى تعتبر سوقاً واعداً، ويمكنكم أن تخلقوا فرص عمل هناك". وهو ما أجاب عليه كوهين بالقول: "أعتقد بأن الأوان قد حان، لكن الأمر يصعب تحقيقه مع إيران حالياً، فأحمدي نجاد يرغب في رؤية اسرائيل ملغاة من الوجود[4]".

ـ عام 1994 قال وارن كريستوفر، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، في جامعة جورج تاون" إن إيران هي أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، والمعارض الأكثر شدة للعملية السلمية في الشرق الأوسط. ولا يزال المجتمع الدولي كثير التساهل مع تساهل إيران الخارج عن القانون.. والدلائل التي تشير إلى ذلك كثيرة: إيران مصممة على نشر الإرهاب والتطرّف في كامل الشرق الأوسط وما وراءها. وحده الجهد الدولي المنسّق يمكن أن يوقفها" وبعد ذلك بشهور قليلة قال:" أنظر غلى حيث تشاء، وستجد يد إيران الشريرة في هذه المنطقة"

وكان هذا الحديث وغيره الكثير مما سأورده كان للاستهلاك الإعلامي فقط ففي نفس العام أي 94 بلغ حجم التجارة بين إيران وأمريكا في عهد كلينتون 3.8 مليار دولار، فضلاً عن 1.2 مليار دولار على شكل سلع باعتها شركات أمريكية تابعة أجنبية، مما جعل الولايات المتحدة أحد أكبر شركاء إيران. وفي نفس الوقت ليس هناك أية قوانين إسرائيلية تمنع المتاجرة مع إيران!!

يتبع......

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  بحث العلاقات الأمريكية الإيرانية .. الوجه الآخر دكتور ضيف الله الضعيان، باحث وعضو هيئة التدريس في كلية العلومـ جامع الملك سعود بالرياض.

[2]  تريتا بارسي، حلف المصالح المشتركة.. التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة،(سابق) ص17

[3]  مذكرات أرييل شارون ص : 583-584 الطبعة الأولى سنة 1412 هـ / 1992 م . ترجمة أنطوان عبيد / مكتبة بيـسان لبنان – بيروت

[4]  المصدر: جريدة القبس:

http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=49937&highlight=%D3%E6%D1%ED%C7

الأحد، 21 أكتوبر 2018

علاقة حزب الله بإسرائيل

لا شيء يهز العالم 24




كتب خير الله خير الله مقالة تحت عنوان "ما علاقة إسرائيل بسلاح حزب الله"؟[1] افتتحها بقوله: " لا يستطيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قول الكلام الذي قاله عن أن سلاح “حزب اللّه  "لا يتناقض مع مشروع الدولة" مبررا وجود هذا السلاح بوجود احتلال إسرائيلي. هذا عائد أساسا إلى أن الأحداث تجاوزت سلاح حزب الله. لم يعد مطروحا الكلام العام عن دور هذا السلاح في التصدي لإسرائيل، اللهمّ إلا إذا كان مطلوبا افتعال حرب جديدة تعود بالويلات على لبنان كما حصل تماما صيف العام 2006".

وقطعًا كان يسعى عون في تلك الفترة أوائل 2017 عقب التبرع السعودي بتسليح الجيش اللبناني الذي تم سحب هذا التبرع بعد أن علمت السعودية أن الدولة اللبنانية لا تقوم كدولة بل إن مسارها يتخذ شكل العصابات التي يؤلفها حزب الله، وبالتالي فإن المؤسسة العسكرية لن يكون لها وجود على أرض الواقع طالما أن هذا الحزب يتحكم في مصير لبنان، ويساند إسرائيل ويحميها، ويدعي أنه حزب مقاوم في الوقت الذي ينقض فيه كل ما هو في بمصلحة لبنان أولا ثم العالم العربي ثانيًا.

وأضاف خير الله في ذات المقالة " يحتاج هذا التوصيف الدقيق إلى توضيح. فحوى التوضيح أن الربط بين سلاح “حزب الله” وإسرائيل هو ربط في غير محلّه. إنّه ربط لا يقدّم ولا يؤخّر إذا أخذنا في الاعتبار الوظيفة الدائمة لـ“حزب الله” بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، وهي وظيفة تخدم دولة معيّنة اسمها “الجمهورية الإسلامية في إيران” تمتلك مشروعًا خاصًا بها قائمًا على الاستثمار في كلّ ما من شأنه إثارة الغرائز المذهبية".

وربط خير الله بين سوريا وإسرائيل وحزب الله، والذريعة التي تسعى إليها سوريا من أجل إبقاء سلاح هذا الحزب في مكمن التنفيذ عندما تريد هي أو إسرائيل، ولهذا فإن احتلال سوريا لمزارع شبعا هو المبرر الذي يبقي سلاحه جاهزًا، وأفاد إن أي عدوان من قبل إسرائيل لم يحصل ولكن"  القوات السورية بقيت في مزارع شبعا التي احتلتها إسرائيل مع الجولان في حرب الأيّام الستة، عندما كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع في “سوريا – البعث” التي صارت لاحقا، بعد العام 1970 “سوريا ـ الأسد".

وأضاف: "تكمن أهميّة سلاح “حزب الله” في أنّه قادر على التماهي باستمرار مع المشروع الإيراني. لم يكن هذا السلاح في يوم من الأيّام، على الرغم من وجود وجهة نظر مخالفة لدى كثيرين، في مواجهة مع إسرائيل. استخدم هذا السلاح في القضاء على أحزاب لبنانية مرتبطة باليسار تمارس المقاومة لإسرائيل. أُسكتت هذه الأحزاب باكرا قبل أن يأتي دور حركة “أمل” التي فضلت في نهاية المطاف، بعد مواجهات عنيفة سقط فيها آلاف القتلى، إيجاد صيغة تعايش مع الحزب تحت شعار ما يسمّى “الثنائية الشيعية".

وسأترككم لتكملة هذه المقالة للكاتب لأنه من المهم قراءته:" في مرحلة معيّنة، قبل الانسحاب الإسرائيلي، كان سلاح “حزب الله” الذي ورث السلاح الفلسطيني وسيلة لتحوّل الطائفة الشيعية في لبنان رهينة لدى إيران. بعد الانسحاب، صارت هناك استخدامات أخرى للسلاح في لبنان وخارج لبنان. الهدف، بكل بساطة، تحويل لبنان مستعمرة إيرانية وقاعدة تعمل منها إيران ضد دول عربية عدة، خصوصا في الخليج.

من يعرف ولو القليل عن اليمن والتطورات فيه، يدرك إلى أيّ حد هناك تورّط لـ”حزب الله” في دعم الحوثيين (أنصار الله) منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة. لا حاجة إلى الدخول في التفاصيل اليمنية، بما في ذلك تدريب الحوثيين على شنّ عمليات عسكرية، وهو تدريب حصل في اليمن وخارجه. ولا حاجة إلى الإشارة إلى العلاقة بين “حزب الله” وما يدور في البحرين أو السعودية، وحتّى الأردن في مرحلة ما. هذه العلاقة حالت دون حضور الملك عبد الله الثاني القمّة العربية التي انعقدت في بيروت في آذار ـ مارس من العام 2002. تجاوز دور “حزب الله” الحدود اللبنانية منذ زمن بعيد. إنّه شريك في الحرب على الشعب السوري. لعب سلاحه دورا مهمّا في تهجير سوريين من أرضهم، وذلك في وقت هناك تنسيق تام في شأن سوريا بين روسيا وإسرائيل!

في الإمكان الاسترسال في الكلام عن أدوار لـ“حزب اللّه” في غير مكان، بما في ذلك السودان، كما يمكن العودة إلى دوره في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك وتهريب السلاح إلى غزّة ومحاولة تهريب السلاح إلى الضفّة الغربية لمصلحة “حماس” وأطراف معادية للسلطة الوطنية الفلسطينية.

على هامش ذلك كلّه، لا يمكن تجاهل دور “حزب الله” في العراق، من زاوية ميليشياوية ومذهبية، وحجم العداء لكلّ ما يربط بين العرب ولبنان، خصوصا أهل الخليج الذين قرّر الحزب جعلهم يزيلون لبنان من خارطة البلدان التي يزورونها. لكنّ ما هناك حاجة إلى التذكير به دائما هو أنّ سلاح “حزب الله” استخدم في لبنان في مناسبات عدّة، وذلك على الصعيد الداخلي. من حماية المتّهمين باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وصولا إلى منع مجلس النواب من انتخاب رئيس للجمهورية طوال سنتين ونصف سنة، مرورا بغزوة بيروت والجبل في أيّار ـ مايو 2008.

هناك آلاف الأمثلة على الأدوار التي لعبها سلاح “حزب الله” لمصلحة نشر ثقافة الموت في لبنان. كذلك يظل مفهوما ومفيدا التذكير بأنّ سلاح “حزب الله” خرق للقرارين 1559 و1701 الصادرين عن مجلس الأمن. وافق “حزب الله” على كلّ حرف في القرار 1701 الذي أوقف “الأعمال العدائية” في صيف العام 2006 نتيجة حرب افتعلها “حزب الله” مع إسرائيل ولم يعد قادرا على الذهاب إلى النهاية، بل حوّلها إلى انتصار على لبنان. لا يزال لبنان يدفع إلى اليوم فواتير تلك الحرب، بما في ذلك فواتير الدور الذي يلعبه السلاح غير الشرعي داخل أراضيه وخارجها، والذي يهدّد كلّ مؤسسة من مؤسساته الوطنية، بما فيها الجيش وقوى الأمن."

بعد هذه المقالة ستقرأون دور إيران في المنطقة، وتماهيها مع إسرائيل ومع المخططات الغربية ضد المنطقة، لتكتشفوا أن ما يفعله حزب الله في لبنان هو نفس ما فعله الملالي في إيران، حيث أن إيران كانت قوة إقليمية يخشاها، لتنهار مع مجيء الملالي إليها، مباشرة، وليتضح عدم قيام دولة فيها بل إنها مجرد عصابة كعصابة حزب الله تتحكم في القرار، فقط. ولكن ما يعجب له القارئ السياسي هو كيف رضي اللبنانيون بعيش كهذا؟ وكيف يعيشون وسط هذه الفوضى؟ ولماذا هذا الصبر على هذا الحزب؟ إذ يفترض أن شعب لبنان مثقف وواعٍ، ولكنه مع ذلك يتماهى مع مشروع العصابات الذي يقوم هذا الحزب. هل من رجل رشيد يدلنا على حل ليكون لبنان دولة، لا حزبا؟!

[1]  العرب: https://alarab.co.uk/node/102615

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

كذبة انتصار حزب الله عام 2006م بالأرقام

لا شيء يهز العالم 23

خسائر لبنان أكثر من 15 مليار دولار


قال حسن نصر الله بعد حرب عام 2006م : "نحن أمام نصر استراتيجي وتاريخي". وهذه حقيقة بالنسبة له ولإيران، فأن يكسر لبنان، وأن يحقق أهداف أعداء الأمّة العربية هو نصر بالنسبة لهم، وهذا ما دعاه إلى استفزاز إسرائيل وربما باتفاق معها ومع إيران على اختطاف جنديين في سبيل تحقيق هدفين: تحرير الأسرى، وتحرير الأرض (بحسب تصريحات حسن نصر الله). وبعد أن عمّ الدمار لبنان، عاد واعتذر، ورأى أنه لم يكن يتصور أنه سيحدث، فما هي حقيقة هذا النصر الذي يتحدث عنه نصر الله، لنقرأ معًا ما جمعته من لفيف من المواقع والكتب الشرخ الذي أحدثته هذه الحرب، والنصر المزعوم، والوهم المزروع في قلوب أتباعه، فبعد انتهاء الحرب:

ـ ازداد عدد الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، ووضعت أراضٍ أخرى تحت قبضة اليونيفل.
ـ  مزارع شبعا لم تحرر، ومقاتلة إسرائيل من أجل المزارع ما عادت ممكنة. فبينه وبين المزارع الحدودية الآن حوالي ثلاثين ألف جندي لبناني ودَولي، وهو محتاجٌ لكي يصل للمزارع إلى الاشتباك معهم قبل الاشتباك مع إسرائيل.

ـ صدر قرار من الامم المتحدة يمنع القرار 1701 الذي مرر في آب/أغسطس 2006، حزب الله من تواجده جنوب نهر الليطاني.

ـ حرر حزب الله الجنوب اللبناني من وجوده اللبناني وأصبح الوجود الأجنبي هو الحاضر فيه.

ـ الأسرى ما يزالون موجودين بيد إسرائيل، بل ازداد عدد الأسرى في سجون الاحتلال.

لغة الأرقام

وأورد موقعًا بلغة الأرقام الخسائر التي خسرها لبنان جراء هذه الحرب، التي كان الهدف منها هو مساعدة الاحتلال الإسرائيلي للتوسع في أمنه، وتحت رعاية حزب الله:

ـ تم إتلاف700 كم من الطرق وتدمير 80 جسرًا.

ـ تم تحطيم 28000منزل وخسائر مالية قدرها 12.9 مليار دولار.

ـ عدد القتلى اللبنانيين 2023

ـ عدد القتلى الاسرائيليين 144

ـ عدد الجرحى اللبنانيين 3740

ـ عدد الجرحى الاسرائيليين: 360

ـ خسائر لبنان الأولية وعن وزارة الصحة والمعالجات الميدانية: 44,880 مليون دولار

ـ تكلفة إصلاح الثمانين جسرًا 504 مليون دولار، ولا جسور اسرائيلية مدمّرة .

ـ منازل مدمرة في اسرائيل 11

ـ 14 ألف منزل متصدع في لبنان وكلفة اعادة ترميمها واصلاحها 673,750 مليون دولار، 141منزلًا اسرائيليًا متصدعًا.

ـ تم تدمير البنية التحتية اللبنانية بنسبة 65%، والإسرائيلية لا شيء.

ـ اغلاق ثلاثة مطارات لإصابتها بأضرار، وخسائر لبنان لإعادة ترميمها 200 مليون دولار، وإسرائيل: لا شيء

ـ تلوث الشواطئ اللبنانية والبحر اللبناني بنسبة 40%، وكلفة تنظيفه تعادل 50 مليون دولار، وإسرائيل لا شيء.

ـ أربعة مرافئ بحرية تضررت وأغلقت بحاجة للترميم، وإسرائيل لا شيء.

ـ 61 معملا دمرت بالكامل في لبنان، والخسارة: 610 مليون دولار، ولا معامل اسرائيلية مدمرة.

ـ 23 معملًا تصدعت، وخسارتها 57.5 مليون دولار، ولا معامل إسرائيلية متصدعة.

ـ 3200 محلا تجاريًا لبنانية مدمرة، خسارتها 80 مليون تقريبًا.

ـ تم تدمير 45% من الطرقات في لبنا وإسرائيل لا شيء.

ـ تم إتلاف ما نسبته 70% من الانتاج الزراعي لشهرين فقط، والخسارة تقدر بحوالي 30 مليون. بخلاف عدم الزراعة في لمدة شهرين متواليين وخسارتها تقارب الـ 15 مليون دولار.

ـ خسارة الانتاج الاقتصادي اللبناني بنسبة 100%  أي ما يعادل 132 مليون دولار. واسرائيل: 5,6 %.

ـ كساد موسم السياحة لسنة 2006 وبلغت خسائر لبنان ما يعادل 4.8 مليار .

تم تدمير 1750 سيارة والخسارة الاولية 8.65 مليون دولار، واسرائيل 67 سيارة.

ـ تم تدمير 57 شاحنة لبنانية، والخسارة 2.85 مليون دولار. واسرائيل لا شيء.

ـ تم تدمير 62 مدرية رسمية لبنانية  والخسارة 186 مليون دولار، واسرائيل لا شيء.

ـ خسارة 5 مليارات بسبب وقف الاستثمارات العربية والعالمية في لبنان 100، وفي اسرائيل لا شيء.

وأعلنت مؤسسات أهلية في لبنان بعد الحرب أن مجموع الخسائر اللبنانية الأولية بلغت

15.297,480,000 دولار، فماذا قدم غير النصر للشيطان؟ وهل لبنا يحتاج مثل هذا المدعي ليدافع عنه؟ وأليس مثل هذا يعد عبئًا على لبنان وعلى الأمة العربية؟

والعجيب في الأمر أنه يتردد "أن إسرائيل حكمت على أمين حزب الله في الاختباء في أحد سراديب الضاحية الجنوبية حتى أنه يخشى ان يلقى خطاب أمام مؤيدينه من حزب الله فكل خطاباته تتم من خلال شاشة تلفزيونية" وقطعًا مثل هذه المقولة ليست صحيحة لأن إسرائيل هي التي تحميه، وهو لا يحتمي منها بل من أفعاله السيئة في لبنان والأمتين العربية والإسلامية، ومثل هذه المقولات من باب الدعاية له من قبل حزبه وأتباعه ومن يواليه.

يتبع...

الجمعة، 10 أغسطس 2018

أفكار لمستقبل المنطقة حتى عام 2026.. الصدع السني الشيعي (الجزء الأول)

تقرير معهد راند وقراءة المنطقة حتى ثمان سنوات مقبلة


لا شيء يهز العالم 16


هل نرى سبع سنوات عجاف أم سمان.. 
هذا ما يجب أن نعمل عليه منذ الآن!!

 

قدّم معهد راند أربعة سيناريوهات محتملة في الشرق الأوسط حملت عنوان "مستقبل العلاقات الطائفية في الشرق الأوسط"، كتبها كل من جيفري مارتيني، وهيذر ويليامز، وولياميونغ. وتتكون الدراسة من 16 صفحة، وفيها تقريب بين السنة والشيعة على مستوى الهيمنة العددية، بحيث أن الدراسة اعتبرت أن العدد في المنطقة العربية واحد مقابل واحد، بينما تعلم الدراسة أن السنة يتفوقون عددًا بما يوازي 5 مقابل 1 على مستوى العالم. وهي بما يوازي 3مقابل 1 في منطقتنا العربية. تقول الدراسة: "لا نتوقّع أن يشهد التوازن الطائفي المتساوي تقريبًا بين السنّة والشيعة على طول هذا الصدع تعديلًا أو أن "ينقلب" التوازن الطائفي في بلدان محددة يمر فيها هذا الصدع في الإطار الزمني لسيناريوهاتنا والممتد إلى عشر سنوات". والدراسة بدأت من 2016م راسمة خطوطها إلى 2026م، وأشارت إلى أن الوضع لن يهدأ في اليمن إلى ذلك العام، متوقعة أن هدوءه سيكون عبر قلاقل داخلية في المملكة العربية السعودية، مما سيخفف الوطء في اليمن، ويجعله يتصارع داخليًا. وشددت الدراسة على زارعي الفتن واستغلالهم للوضع، أو بالأصح تقدم إيحاءاتها لهم للاستمرار على ذات النهج هو زرع الطائفية.

(الصورة المرفقة من المعهد وهي تُظهر الصدع الطائفي الذي يخترق قلب الشرق الأوسط)

وحملت الافتراضات الديموغرافية أن "تدفقات اللاجئين والتشرّد الداخلي على التوازن الطائفي بقدر اختلاف معدّل المواليد بين السنة والشيعة أيضا"، وتقريبًا هذا ما يحدث في العراق وسوريا حيث أن اللاجئين الذين يتم الحديث عنهم ليسوا سوى إيرانيين ـبما يقدر بإثنين مليون ـ صدرتهم إيران للعراق وسوريا، ليتم طمس السنة عبر القتل والتجريف والتهجير لهم من بلادهم، ليحل محلهم الفرس. يقابلها افتراضات الهوية التي حملت أنه " سيحاول المستفيدون من الفتنة الطائفية حشد المجتمعات المحلية حول الطائفة والتنافس مع الآخرين الذين سيسعون لحشد الجماهير حول هويات واهتمامات أخرى" أما السياق السياسي والاقتصادي فالفرضيات فيه تؤشر على أن :" الشرق الأوسط سيحفل بالصراعات الطائفية التي سيسعى المستفيدون من الفتنة إلى استغلالها، وسيمرّ الصدع الشيعي السني في دول ضعيفة تفتقر إلى الشرعية الواسعة النطاق والقدرة على التحكم بأراضيها، ستبقى المملكة العربية السعودية وإيران الراعيتين الأساسيتين لطائفتيهما الخاصتين" وقطعًا ومما يبدو أن هناك إشارة إلى البحرين والكويت وإلى اليمن التي عمتها الفوضى وتفتقد إلى الشرعية في الوقت الراهن بعد استيلاء ميليشيا الحوثي على جزء من البلاد، ومحاولة التحكم في القرار فيها، وإلى سوريا والعراق، وسيكون العمل في هذه المناطق قدر المستطاع من أجل زراعة الفتنة فيها كي يزداد الصدع، وتفجر الأوضاع فيها بشكل يساعد على خلخلة منطقة الخليج العربي.

ويشير التقرير إلى الوضع في لبنان، بحيث أنه يبدو متخوفًا، أو يوحي، بأن اللاجئين السوريين قد يرفعون نسبة السنة، وبالتالي لن يتم تحقيق الأهداف المرجوة منها، وهذا ما يحدث الآن من محاولة إخراج اللاجئين السوريين من لبنان، كي لا يتحقق هذا الهدف، وبتنا نلمسه بوضوح تام عبر التحركات التي تشدد على إخراجهم منه. يقول التقرير: " استقبال لبنان لعدد كبير جدًا من اللاجئين السوريين يقضي على أي تأثير للاختلافات في معدّلات المواليد؛ ففي غضون سنوات قليلة بات هؤلاء المهاجرون يشكّلون ربع إجمالي سكان لبنان تقريبًا. (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 2016). ولا تتوفّر معلومات موثوقة حول توزّع الهويات الطائفية للاجئين ولكن يُعتقد أن أغلبيتهم من السنّة وقد يتوافق ذلك مع التوازن الديموغرافي العام في سوريا والتمثيل غير المتناسب لهذه الطائفة في المعارضة. ومن الممكن أن يؤدّي هذا التدفّق إلى تشكّل أغلبية سنية في لبنان علمًا أن تحليلنا لا يمكنه تحديد التوزّع الطائفي الدقيق في البلد." وأسلوب وضع التقرير يؤشر بشكل واضح بل يشدد على تشكّل أغلبية سنية، أي يجب أن يثير المخاوف ويجب ألا يحدث ذلك، لأنه سيرجح غلبة السنة في المستقبل على الشيعة، وهذا ما لا يجب أن يكون في رأي التقرير.

وأورد التقرير تخوفّا أو قدّم إيحاء بأن العملية التي تتم عبر الصدع السني الشيعي قد تواجه أزمة الخروج منها وذلك عبر المكوّن السياسي الذي يذهب بأي بلد إلى الوطنية، وهذا هو الذي لا تريده سياسة "فرق تسد" أو "فرق تهزم" التي ينتهجها الغرب في المنطقة العربية، بحيث أن الشعب العربي ـ أي شعب في أي دولة عربية ـ لو اتجه أو استطاعت الحكومة فيه أن توجهه نحو الدولة الوطنية، فإن ذلك سيكسر هذا الصدع وسيلغيه، لأن الشعب سيلتفت إلى اللحمة الوطنية وسيترك مثل هذه النعرات القائمة على الطائفية، ومثّل التقرير بوضوح بمصر بحيث أورد الآتي: "الفتنة الطائفية ـ قد تواجه ـ منافسة من أمثال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يحشد جمهوره حول رؤية وطنية."

وافترض التقرير استمرا رسمات متعددة في المنطقة من ناحية السياق السياسي والاقتصادي، بحيث أنه يجب أن يبقى "الشرق الأوسط حافلًا بالمظالم والصراعات العنيفة التي ستحاول الجهات الفاعلة طائفيًا استغلالها". وهذا فيه إشارة للجهات الفاعلة التي يجب عليها استغلال الوضع في هذه الفترة الزمنية النموذجية للحروب الأهلية ـ على حد زعم التقرير ـ حيث إن الصراع في أوجه، والظروف تبدو على شفير توليد صراعات جديدة. ويفترض التقرير "أن الشرق الأوسط سيشهد أيضًا نسبة عالية من الصراعات على مدى السنوات العشر القادمة حتى لو كان المستوى المطلق أقلّ مما كان عليه في عام 2016.ويوحي التقرير إلى أنه يجب استغلال هذا الصدع لزرع الحوكمة الإقليمية، " وأن تصبح الدول الإقليمية أكثر شرعية، وأكثر قوة في إطار الثمان سنوات القادمة" ويستثني بمغزىً واضحٍ جدًّا أن المسار المعقول لا تتم رؤيته بالنسبة للدويلات أو دولة الأقاليم، وكأنه يشير إلى أنه يجب البدء في تفعيلها في المنطقة العربية بأية طريقة كانت.

بينما أوجد التقرير دافع "الجهات الفاعلة غير الحكومية" مثل، علماء الدين (الذين يؤججون الصراع الطائفي)، ومنظمات المجتمع المدني، والميليشيات (التي يمكنها تحريك الصراع الطائفي أو إخماده وفق سلوكها، تمامًا مثل علماء الدين المذكورين سابقًا). ونرى مثل هذا في العراق عبر الحشد الشعبي، وفي اليمن عبر ميليشيا الحوثي، وفي سوريا ولبنان عبر "حزب الله". بينما إيحاءات المجتمع المدني ودوره في هذا السياق يمكن أن نلحظها في التالي، من التقرير: "وفي ظلّ الظروف المناسبة تستطيع منظمات المجتمع المدني بناء الجسور بين الطوائف. على سبيل المثال، يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تنظّم المظاهرات ضد الانقسامات التي تزرعها الأعمال الطائفية مثل تفجير مسجد شيعي في بلد ذي أغلبية سنيّة. وبالعكس، قد تلعب الجهات الفاعلة غير الحكومية دور المخرّب وتعطّل المبادرات الحكومية والمجتمعية للحدّ من الطائفية. على سبيل المثال، قد تنفّذ الميليشيات الشيعية – مثل قوات الحشد الشعبي العراقية – عمليات قتل انتقامية ضد الطوائف السنية ما يؤدي إلى استمرار دورات العنف الطائفي." هنا العمل نموذجي وكأن ما يحدث في العراق هو من هذه الإيحاءات، وهنا إيحاء لدور منظمات المجتمع المدني التي يتوجب عليها ـ ليس مثلما قد نفهم أنها ستنظم العملية وتوقف هذا الصراع، بل تقوم بتأجيجه عبر ترتيب تفجير لمسجد سنّي لاتهام الشيعة بذلك، والعكس تفجير حسينية لاتهام السنة بتفجيرها. وقد رأينا هذه الأفعال عيانًا بيانًا. إن هذا التقرير لا يجب أن يقرأ ببراءة على أنه مجرد بحث أو دراسة علينا تقبلها من عدمه، بل إنه يقدّم إيحاءات للاستخبارات للتحرك في هذا الإطار، وبشكل مقنن، بحيث تظهر العمليات في المنطقة العربية وكأنها من أعمال أي طرف من الأطراف، وليبقى الصراع مستمرًا حتى تتحقق دويلات الأقاليم.

السيناريوهات

اختار المعهد في دراسته أربعة احتمالات مستقبلية بديلة للعلاقات الطائفية في الشرق الأوسط على مدى السنوات العشر المقبلة. وقطعًا عندما وضعها أربعة فإنه ليس شرطًا على المنفذين لها أن تنفذ جميعها بل بالإمكان العمل على تنفيذ واحد منها في المنطقة كي تصل إلى ما يريده الغرب فيها، وهو المعني بها، وليس من شأن العرب أن يلتفتوا لهذه السيناريوهات لأنها لا تعنيهم بشيء، ولا تمت لهم بصلة، بل إنها جميعها تصب في خانة الغرب، أما أنتم أيها العرب فهذا لا يعنيكم، ولا يخص منطقتكم، وكأن من قدّم هذه الدراسة يقول إن العرب لا يقرأون.
يقول التقرير:" تعكس السيناريوهات كافة الافتراضات والدوافع التي نوقشت في الأقسام السابقة. وصُممت هذه السيناريوهات لتكون متمايزة من الناحية التحليلية حيث يتمكّن القارئ من التفريق بين المسارات الأساسية المعروضة. ولعب نقاشنا المنظم مع الخبراء في الموضوع – بما في ذلك مشاركة محلّلين من مجموعة الاستخبارات – دورًا رئيسيًا في صياغة هذه السيناريوهات التي نتج عدد منها عن ورشة عمل أقيمت في كانون الأول) ديسمبر (2016 ".

السيناريو 1: بروز النزعة المحلية

الدوافع الأهم: الهوية الذاتية والجهات الفاعلة غير الحكومية ونوعية الحوكمة

في هذا السيناريو، يتراجع عهد الإسلاموية كواحدة من الهويات المهيمنة في الشرق الأوسط. تعاني الحكومات الإسلاموية في

مختلف أنحاء المنطقة من تراجع في الأداء وتظهر نزعات استبدادية متزايدة. وتبرز في أعقاب ذلك ظاهرة نسميها النزعة المحلية تطالب فيها المجتمعات المحلية بدور أكبر في شؤونها وبتقديم الخدمات الرئيسية. إن النزعة المحلية هي ردّ على إخفاقات الأحزاب الإسلاموية بشكل خاص.  حيث عزّز الدستور التركي الجديد سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان بالرغم من تراجع شعبيته وتزايد المعارضة. أما حماس، وبعد عجزها لأشهر عن تأمين الكهرباء أو المياه لأكثر من ساعات قليلة في اليوم، فقد فقدت سيطرتها على قطاع غزة لصالح مجموعة تكنوقراطية تعد بتحسين تقديم الخدمات. وبلغت الخيبة العامة من التحولات التي بدأها الربيع العربي ذروتها. فالأحزاب الإسلاموية تخسر أعضاءها ودعمها في مختلف أنحاء المنطقة. لقد فشلت هذه المجموعات مرارًا وتكرارًا في تقديم إطار عمل لحوكمة الدولة الفعالة ويلقي عدد متزايد من الناس اللوم عليها لمسؤوليتها عن تمكين المتطرفين الإسلاميين المتشددين. ومن أجل ملء الفراغ، تبرز “النزعة المحلية” كدافع مهيمن للهوية الذاتية. إنها بشكل عام ردة فعل على بروز التشدّد الديني وغياب التنوّع المحلّي الذي شهده الشرق الأوسط في العقد الماضي. وتنهار سلطة طهران لبناء معسكر شيعي متماسك إذ ترى الأقليات الشيعية في الدول الأخرى نفسها متمايزة عن القيادة الإيرانية

ومستقلة عنها.  وشهدت المناطق ذات الأغلبية السنيّة بداية عودة متواضعة للصوفية في دليل على تقبّل التغيير المحلي في الأعراف. وتحطّ إعادة التركيز على القضايا المحلية من أهمية الطائفية في دفع الأجندات السياسية وحشد السكان. ويفرض النظام في بغداد ودمشق حكمًا مركزيًا ويعاني بالتالي من مطالبة السكان بدرجة أكبر من الحكم الذاتي المحلي. وعلى النقيض من ذلك، تعطي طهران وبيروت قدرًا أكبر من الاستقلالية للمجالس المحلية والسلطات الإقليمية وتحقق توازنًا أفضل لهذه الضغوطات المحلية. وتتجدّد أيضًا الآمال في احتمال إقامة حوار مثمر بين إسرائيل والفلسطينيين – وتظهر مبادرات سلام شاملة بين المجتمعات المتجاورة المحلية الإسرائيلية والفلسطينية التي تسعى إلى التوصل إلى اتفاق عملي بشأن المياه وقضايا بيئية أخرى. وفي حالات بارزة متعددة، يفوق الإقبال على الانتخابات المحلية الإقبال على الانتخابات الوطنية. وفيما يتعلّق بتصنيفات الأفضلية، تتمتّع الهيئات المحلية بشعبية أكبر من القادة الوطنيين. لقد حققت حملة “بيروت مدينتي” نجاحًا شجع العديد من التحركات لأن تحذو حذوها في مناطق حضرية أخرى في مختلف أنحاء العالم العربي ويشكّل ذلك تحديًا لنفوذ نخب الحرس القديم التقليدية.

وتركز هذه الحركات، تمامًا مثل سلفها “بيروت مدينتي” على تقديم الخدمات العامة العملية وبالتالي الحد من أهمية الأيديولوجية. ولا تطرح النزعة المحلية نفسها دائمًا بطرق إيجابية. حيث تستعيض أحيانًا عن “الأيديولوجيات” السابقة (مثل الوطنية والإسلاموية) بهويات حصرية بالقدر عينه – تؤدي على سبيل المثال إلى تجديد التركيز على العشيرة كهيكلية تنظيمية للمجتمع المحلي. ولكن النزعة المحلية تحدّ بوضوح من تأثير الطائفية وتقلّل من قدرة المستفيدين من الفتن الطائفية على حشد الجماهير بناءً على أسس واسعة مثل الانتماء الديني.

السيناريو 2: معسكر شيعي مترسّخ وسط الفوضى السنية

الدوافع الأهم: الهوية الذاتية والدول الإقليمية والجهات الفاعلة من خارج المنطقة

في هذا السيناريو، يتحرّك المعسكران السني والشيعي في اتجاهين معاكسين. من جهة، يحشد معسكر شيعي أصغر حجمًا ولكن أكثر اتحادًا الأتباع لمواصلة ما يصوّره قادته على أنه إعادة توازن تاريخية متأخرة للقوى الطائفية في الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى، يحدّ الاقتتال الداخلي وتضارب المصالح داخل المعسكر السني من فعاليته ويمّكن الجهات الفاعلة الشيعية من السيطرة شيئًا فشيئًا على مناطق نفوذه.

وبالرغم من التأخير الكبير في إدراك المنافع الاقتصادية لخطة العمل الشاملة المشتركة، يبدأ الرئيس الإيراني المعاد انتخابه بالوفاء بوعوده الاقتصادية ويضمن روحاني مشاريع استثمارية ضخمة متعددة من جانب شركات أوروبية. لقد بدأت زيادة إنتاج النفط ونمو قطاع التكنولوجيا بإنعاش خزينة الحكومة ما يمنح بالتالي طهران جيوبًا عميقة لدعم حلفائها وشركائها في المنطقة. ويتمتع حزب الله، الذي يدعمه أداؤه في الحملات الخارجية، بشعبية واسعة في الداخل ويحافظ على تمثيل قوي في البرلمان اللبناني. وتدعم حيدر العبادي أغلبية قوية وذلك بفضل نجاحاته في استعادة شمال العراق من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). كما أسهمت نجاحاته في مكافحة الفساد السياسي والحفاظ على اتفاق تقاسم السلطة مع الأكراد وإعادة بناء المناطق التي مزّقتها الحروب في تعزيز السلطة المركزية في بغداد، وإن كانت الأحزاب الشيعية تسيطر على

الحكومة.

وحسّنت أيضًا عوامل متعددة العلاقات بين إيران والعراق. فقد أدت وفاة آية الله العظمى علي السيستاني دون أن يخلفه زعيم روحي يتمتّع بمكانته إلى تقليص المنافسة على المكانة الدينية بين النجف وقم. ولم يغيّر آية الله العظمى محمود الذي اختير الهاشمي الشاهرودي مرشدًا أعلى في إيران بعد وفاة علي خامنئي السياسات الوطنية الإيرانية ولكن الشاهرودي استغلّ جنسيته المزدوجة الإيرانية العراقية لبناء العلاقات مع العراق حيث يتمتّع بشعبية واسعة بين العراقيين الشيعة. وتتناقض الوحدة النسبية للجهات الفاعلة الشيعية وثرواتها الوافرة مع الفوضى في المعسكر السني. حيث ستنهي المملكة العربية السعودية عملياتها العسكرية في اليمن بعدما ترغمها التوترات داخل المملكة على إعادة الانتشار للقضاء على التهديد في الداخل. ويضعف القلق من انزلاق اليمن في محور النفوذ الإيراني تماسك مجلس التعاون الخليجي مع إشارات من الإمارات العربية المتحدة بأن اللوم يقع على عاتق الرياض.

كما استعاد الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على المدن السورية الكبرى الرئيسية كافة بالرغم من بعض الجيوب المعارضة الصغيرة. وفي حين تحافظ سوريا على علاقات جيدة مع روسيا وإيران تعتبرها فعّالة لهزيمة تنظيم داعش والمتمردين، لم يوطّد الانتصار المشترك في سوريا العلاقات الروسية الإيرانية. ومكّن استبعاد سوريا كونها نقطة خلاف دائمة في علاقة السعودية مع روسيا من توثيق العلاقات بين موسكو والرياض. ولا تزال العلاقات الأمريكية مع الرياض متزعزعة وساءت مع محاولات واشنطن استثمار تحالفها من خلال طلب مكافأة مقابل انتشارها المستقبلي. وفي غضون ذلك، تنمو العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وقطر مدعومة بالروابط العسكرية الوثيقة.

والنتيجة النهائية هي أن الجهات الفاعلة الشيعية تبحث عن الفرص لتوسيع نفوذها في حين تقف الجهات الفاعلة السنية موقف الدفاع. وتعزّز الديناميكية نفسها إذ تدرك الجماهير الشيعية أن مكاسبها ممكنة بفضل وحدتها ويزيد ذلك من التزامها بهذا المبدأ. وفي المقابل، يؤدي تراجع المعسكر السني إلى المزيد من الاتهامات المتبادلة والخلافات على مستوى القيادة وبالتالي تعميق الشقاق.

السيناريو 3: استراتيجية حافة الهاوية تجلب الانفراج

الدوافع الأهم: طابع الخطاب الديني والدول الإقليمية والجهات الفاعلة من خارج المنطقة

يتسم هذا السيناريو بتصعيد الصراع الطائفي الذي يتجّه نحو صراع إقليمي يضع السعودية وإيران في مواجهة عسكرية مباشرة قبل أن يتراجع في نهاية المطاف. يدفع الخوف من العواقب إلى بذل جهود لاحتواء مناطق الاضطرابات الحرجة قبل أن تتصعّد إلى هذا المستوى. وبلغ الاستثمار السعودي والإيراني في الصراع بالوكالة تحت عنوان الطائفية ذروة جديدة. ويظهر هذا التنافس بشكل خاص في سوريا واليمن حيث يواصل الطرفان تأجيج الصراع عن طريق

شركائهما المختلفين. وتخلّت الولايات المتحدة إلى حدّ كبير عن جهودها الرامية إلى إيجاد حلّ للصراع واختارت بدلً من ذلك السماح للجهات المتحاربة بإرهاق بعضها البعض. وبعدما ضمنت روسيا منفذها البحري على البحر المتوسط عبر طرطوس صبّت تركيزها على أوروبا وتركت الصراعات في المنطقة للمشاركين فيها.

وتزيد طهران والرياض من حدة تأجيج الصراع عبر تمويل الأقليات الطائفية في كل من البلدين – تعيد إيران تأسيس حزب الله السعودي في المنطقة الشرقية وتموّل السعودية القوميين البلوش السنّة في جنوب شرق إيران. ولا تحصر هاتان المجموعتان نفسيهما في المناطق الحدودية بل تشنان بنجاح سلسلة من الهجمات الإرهابية في عاصمتيهما التمثيليتين. وتردّ السعودية وإيران بوضع عدائي للقوات جوًا وبحرًا في الخليج. وفي ظلّ التوترات المتصاعدة تُغرق مقاتلة سعودية عن طريق الخطأ سفينة تجارية إيرانية كبيرة وتردّ إيران بإسقاط الطائرة. وبدلً من أن تؤدّي هذه المواجهة القصيرة للقوتين إلى التصعيد تدفع الصدمة الجانبين إلى وقف مؤقت للعمليات. ويمتدّ هذا التوقف المؤقت ليصبح انفراجًا غير مستقر حيث تسعى السعودية وإيران إلى تهدئة التوترات بدلً من المخاطرة بصراع مباشر طويل الأمد.

وفي الوقت الذي يبحث فيه كل طرف عن سبل للتخفيف من حدّة التوتّر تضيّق الرياض وطهران الخناق على الذين يدفعون باتجاه تنفيذ أجندات طائفية خوفًا من التسبب بأحداث لا تستطيع القوتان الإقليميتان التحكّم بها. ويبدأ البلاط الملكي السعودي بهدوء بإقالة علماء الدين الذين يلهبون الشارع في حين تُنشر قوات الباسيج الإيرانية لتفريق التظاهرات ضد رموز المملكة العربية السعودية. وما زالت الجماهير غير متحمسة لتحقيق الانفراج ولكن الدولتين تتخّذان الإجراءات لفرضه بالقوة. ويشير هذا السيناريو إلى أن احتمال زيادة الصراع الطائفي الذي تتحكم به الدولة قد يدفع في الواقع الجهات الفاعلة الإقليمية إلى التراجع عن حافة الهاوية بعد أن تواجه احتمالات عدم استقرار أكبر. وهذا السيناريو هو الأكثر صعوبة من ناحية تصميم التدخلات السياسية إذ يفيد أحد تفسيراته أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسّن.

السيناريو 4: الصراع الإثني والنزوح يؤديان إلى الفصل الذاتي

الدوافع الأهم: الهوية الذاتية والجهات الفاعلة غير الحكومية واتجاهات الصراع

في هذا السيناريو، لم تخفّ حدّة العنف الناشط تحت راية الطائفية إلا لأن الصراع الإثني والنزوح أدّيا إلى فصل فعلي للطوائف. وعلى غرار السيناريو 3، لا يكمن التأثير الصافي على الطائفية في الحدّ من التوترات بل إن العملية المعتمدة للوصول إلى هذه الغاية تضع الطوائف في خطر فعلي وترتكز على الفصل وليس التقبّل. وبالرغم من تغلّب الحملة الدولية على داعش، شنّ التنظيم حملة دامية ومنفّرة في طريقه نحو الهزيمة وأظهرت نتائجها فعالية عملية التطهير التي استهدف بها التنظيم الأقليات الشيعية. وتظهر هذه الانقسامات بوضوح في العراق حيث قضت تقريبًا عمليات القتل الإثنية والنزوح الداخلي على المجتمعات المحلية المتعددة الطوائف التي كانت موجودة سابقًا. وأصبحت الموصل مثلً مدينة سنيّة بأكملها تقريبًا. وردّت جماعات الميليشيات الشيعية بشنّ عمليات انتقامية ضدّ السكان من السنّة ما دفعهم إلى الخروج من وسط العراق في ما وصفته الأمم المتحدة بالتطهير العرقي. وتبدّد تقريبًا الوعد بحكومة ائتلافية وانسحب الأكراد إلى إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي وبات يشمل كركوك وغادر القادة السنّة ليحكموا الغرب بحكم الأمر الواقع. ومع العلم أن التحالف بقيادة السعودية حال دون سيطرة الحوثيين على الحكم في صنعاء في نهاية المطاف، لم تتصدَّ الحكومة المركزية الجديدة الضعيفة لسيطرة الحوثيين على الشمال وما زالت القوات الحوثية تبسط سيطرتها على مدينة الحُديّدة الساحلية. ويرى الطرفان أنه من المفيد الحفاظ على وهم انتهاء الحرب بالرغم من غياب حلّ سلمي رسمي ولا يبدو أن هذا التقسيم الفعلي لليمن سيتغيّر في المستقبل القريب.

وفي سوريا، أسفرت عملية السلام عن “مناطق سيطرة” معترف بها ومقسمة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام والمعارضة وبعد الإعلان عن المناطق ركزت موجة من النزوح الداخلي السكان الأكراد في منطقة سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي كما تجمعت الأقليات بما في ذلك العلويون والمسيحيون والدروز في منطقة سيطرة النظام أما العرب السنّة فقد تركزوا في منطقة سيطرة المعارضة. وتشكّل المدن المختلطة والمناطق الحدودية حيث تتلاصق مناطق السيطرة مواقع إراقة دماء إثنية طائفية خاصة. وحتى في الدويلات الصغيرة جدًا غير القابلة للتقسيم يفصل السنّة والشيعة أنفسهم ضمن أحياء ولا سيّما في المنامة ومدينة الكويت المقسّمتين إلى أحياء سنيّة بالكامل وأحياء شيعية بالكامل بشكلٍ واضحٍ.

إن الأثر على العلاقات الطائفية شامل. فمن جهة، تخفّض قلة التفاعل بين الطوائف من نسبة حدوث الصراعات يوميًا. ومن جهة أخرى، يرسّخ الفصل بين الطوائف التحيزات وينذر بصراع يتفاقم ببطء ويتّجه نحو الانفجار. هذا نص السيناريوهات الأربعة أوردته هنا مثلما هو للاستفادة منه.

المعنى وليس المبنى

إن استشفاف ما يرنو إليه هذا التقرير، وما كتبناه في الأعلى، جاء بناءً على خاتمته حيث أنها كشفت عبر نقاطها الواردة ما يجب أن يتم عمله لمصلحة الاستخبارات الأمريكية والغربية إذ إن كل ذلك يعتمد على ما تريد عمله في المنطقة، ولها الخيار في ذلك سواء في رفع حدة التوتر أو في خفضها.. ولنقرأ الاستنتاج الأول والثاني في هذه الخاتمة:

"يساعد العرض السابق للافتراضات والدوافع والسيناريوهات على إعداد تقييمات المحلّلين – ومن ضمنها تقييمات مجموعة

الاستخبارات الأمريكية – المتعلّقة بالعلاقات الطائفية في الشرق الأوسط. والاستنتاجات الأساسية من هذه العملية هي التالية:

  • في مدّة زمنية تمتدّ إلى عشر سنوات، تتوفّر احتمالات مستقبلية معقولة متعددة لمسار الطائفية في هذه المنطقة. فمسألة زيادة الطائفية أو انخفاضها في العقد القادم غير حتمية وذلك لأن حدّة الطائفية تعتمد على دوافع قد تشير إلى أي من الاتجاهين."

  • قد تتأثر بعض هذه العوامل بقرارات الولايات المتحدة (والشركاء الدوليين) السياسية. على سبيل المثال، إن نوعية الحوكمة والظروف الاقتصادية والتصدّي للصراعات القائمة لمنع امتدادها كلها عرضة للتدخلات السياسية."؛ أي بوضوح تام القرار هو قرار الدول الغربية وما تريد أن تفعله في هذه المنطقة. وهل ستحولها إلى دويلات خلال الثمان سنوات المقبلة؟ أم ستوجهها نحو الهدوء؟


"ويشجّع المؤلفون أيضًا على إعادة عملية توليد السيناريوهات باستخدام تقنية تحليلية مختلفة – التحليل بأثر رجعي – لتحليل الاحتمالات المستقبلية البديلة الواردة هنا"؛ أي بالإمكان النظر فيما حدث سابقًا من تأجيج للمنطقة وقراءة "الفوضى الخلاقة" وماذا أنتجت فيها، والهدف بقاء الصراع من أجل الوصول إلى الغايات التي يريدها الغرب في منطقتنا العربية.

وأضاف المقررون: "يتمتع التحليل بأثر رجعي الذي يبدأ بالحالة النهائية بمزايا أخرى. فهو يساعد على تسليط الضوء على التدخلات السياسية التي لا بدّ من القيام بها للتوصّل إلى النتيجة المرجوّة أو تجنّب النتيجة الأسوأ."؛ أي أن عملية الركون السياسية أو الهدوء السياسي في هذه الحالة لا ينبغي بل يجب العمل على الوصول إلى النتيجة المرجوّة من وراء ذلك، ألا وهو دول الأقاليم.

 

نهج "ادفنها قبل أن أراها"

بما أن الباحثين اعتمدوا نهج "أعرفها عندما أراها" علينا أن نعمل على نهج " ادفنها قبل أن أراها"، كي لا يعرفوها على الإطلاق.  وذلك بالآتي:

  • مراقبة الجهات الفاعلة والعمل على ألا تسير في خططها، وأن يتم إيقافها قبل أن تنفذ أي مشروع.

  • عدم التهاون في التوجهات لدى أية فئة مهما كانت.

  • تكريس مفهوم الوطنية، ودعم الوطنيين الصادقين الذين ينتهجون توجه دولتهم نحو الوطنية.

  • العمل على تكريس الخطاب الديني الوسطي الهادئ الذي لا يثير النعرات ولا يستدعي الطائفية.

  • التوجه نحو تذويب العلاقة الشائكة بين السنة والشيعة.

  • قراءة توجه إيران بشكل جاد. وماذا يمكنها أن تفعل لتذويب هذه العلاقة الشائكة.

  • قراءة بقية الطوائف في المنطقة والعمل على ألا تنجرف نحو الطائفية.

  • إزالة مشاكل الحدود بين الدول العربية، وحل مشكلاتها من قبل جامعة الدول العربية بأقصى سرعة ممكنة.

  • السعي إلى ألا يكون هناك ضغط اقتصادي على الشعوب.

  • عدم إعطاء الجهات الفاعلة من خارج المنطقة أي مشروعية للدخول للعبث بالبلاد العربية.

  • الربط بين مناطق الصراع، ومحاولة تفتيت هذا الصراع، والتنبه إلى تأجيج الصراع في مكان بينما الهدف في مكان آخر.

  • عدم إعطاء الهويات الطائفية أية مشروعية مهما كانت المسوغات، العمل فقط بالمكون الوطني دون غيره.


 

 

 

الجدول..دوافع الصراع الطائفي
















































تراجع خطر الصراع الطائفي      الدافعتزايد خطر الصراع الطائفي
هيمنة الهويات غير الطائفية (مثلًا؛ ولاءات وطنية، محلية، طبقية)الهوية الذاتيةهيمنة الهويات الطائفية
يدعو الزعماء الدينيون إلى تقبّل الطوائف والديانات الأخرىطابع الخطاب الدينييروّج الزعماء الدينيون لعلاقة عدائية بين الطوائف

 
تبني الجهات الفاعلة غير الحكومية جسورًاالجهات الفاعلة غيرالحكوميةتحشد الجهات الفاعلة غير الحكومية الجماهير حول الطائفة

 
تعمل الدول الإقليمية على الحدّ من الطائفيةالدول الإقليميةتفرض الدول الإقليمية أجندة طائفية

 
تقدّم الدول حوكمة رشيدة دون تمييز بين الطوائف الدينيةنوعية الحوكمةتعجز الدول عن توفير الخدمات الأساسية أو تميّز عند تقديمها الخدمات بناءً على الانتماء الطائفي
يخفّف النمو الاقتصادي من الضغط ويتم تقاسم الأرباحالظروف الاقتصاديةيغذّي الضغط الاقتصادي الانقسام وتشعر المجموعات الدينية بأنها محرومة اقتصاديًا
يحدّ حلّ الصراع من العنف في المنطقةاتجاهات الصراعيمتدّ الصراع في إطار معيّن ويغذّي الصراعات في أماكن أخرى
تمنح الجهات الفاعلة من خارج المنطقة الأولوية للاستقرارالجهات الفاعلة من خارج المنطقةتسعى الجهات الفاعلة من خارج المنطقة إلى فرض نفوذها من خلال اللعب

 

المصدر: تقرير راند

يتبع.....

السبت، 28 يوليو 2018

" تقية " توتر العلاقات بين أمريكا وإيران..

الحرب القذرة على العالم ( 12 )
من المهم إعادة قراءة هذه المقالة

الغرب لا يريد سوى العرب فهم مهد الإسلام وإيران المجوسية تخدمهم

العلاقة بين إيران وأمريكا كالعلاقة بين الزوجة وزوجها

التصاريح الرنانة بين الجانبين ينقضها تسليم بغداد وكابول لإيران

مع تصاعد خطابات ترامب ضد طهران هذه الأيام، يلحظ الجميع أن ثلاثة رؤوساء أمريكان قبل ترامب هددوا إيران في مطلع أيامهم في البيت الأبيض وكانت النتائج عكس ما قالوه ، حيث بوش الأب سلم افغانستان لهم والإبن سلم بغداد لهم وأوباما سلم دمشق لهم.

بوضوح تام، ومن خلال المعطيات على أرض الواقع، العلاقة بين أمريكا وإيران كالعلاقة بين الزوج وزوجته طوال النهار في ملاسنات وصخب وفي الليل ينامان على سرير واحد بكل حميمية.

في شهر 10/ 2016م أرسلت عضو لجنة القوات المسلحة لمجلس الشيوخ الامريكي “ كيلى آيوت “رسالة الى مدير المخابرات المركزية الآمريكية مطالبة الجواب الرسمي بشأن العلاقة  بين الدفع النقدي لنظام الملالي والهجوم الصاروخي ضد المدمرة الأمريكية. معلنة قلقها بشأن دفع مبلغ 1.7 مليارمن الدولار نقدا الى نظام الملالي بحيث يمكّن النظام من تمويل الاعمال الارهابية بشكل مباشر او غير مباشر.

وطالبت آيوت في هذه الرسالة الايضاح حول كيفية دعم الحوثيين في اليمن من قبل النظام الايراني. وحشر مثل هذه الجملة في الرسالة يعد عجيباً، فما هو الرابط بين الدفع النقدي وبين دعم طهران للحوثي، إلا إذا كانت الرسالة مفرغة من فحواها، وتم اختيار هذه الجمل للنشر.

كما أظهرت مقابلة تلفزيونية تعود إلى مارس/آب 2015 مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين، وهو يصف النظام الايراني بأنه أخطر من داعش.

وكان فلين يتولى قبلها منصب مدير وكالة استخبارات الدفاع قبل تقاعده في 2014م بعد خلافات مع إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، حول تسوية قضايا المنطقة، بما فيها الوضع في سوريا والتعامل مع إيران.

وقال فلين في المقابلة: ' أعتقد أن إيران هي الخطر الأكبر في مجموع المخاطر التي تواجهنا في ذلك الإقليم، وأنها تشكل تهديداً عالمياً كذلك بسبب قدراتها في تطوير الصواريخ الباليستية'.

وعمليات تبادل الأدوار في المنظومة الأمريكية هو أحد أساليب إدارة البيت الأمريكي، فأنت تخرج اليوم من اللعبة وتعود لها غداً، وهذا ما يحدث في الغالب. مايكل فلين الآن مستشار الأمن القومي الأمريكي لدى ترامب.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس الماضي:  إن إيران كانت على وشك الانهيار قبل أن تزودها الولايات المتحدة بفرصة جديدة للحياة بـ 150 بليون دولار. وأضاف ترامب في حديث له الخميس : على إيران أن تكون ممتنة للاتفاق المريع الذي وقعته الولايات المتحدة معها، العام الماضي.

وبقراءة التسلسل الزمني للأحداث الكبرى التي شهدتها العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، سنلحظ ملاحظات، يجب أن تقرأ بحنكة:

1953 - المخابرات المركزية الأميركية تساعد في الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المحبوب محمد مصدق وتعيد للسلطة الشاه محمد رضا بهلوي.

1967 - الولايات المتحدة تزود إيران بمفاعل طهران للأبحاث، وهو مفاعل نووي بقدرة خمسة ميغاوات يعمل باليورانيوم المخصب بنسبة 93% الذي يصلح لأغراض الأسلحة.

1968 - إيران توقع معاهدة حظر الانتشار النووي التي سمحت لطهران عند التصديق عليها بعد ذلك بعامين بامتلاك برنامج نووي مدني مقابل الالتزام بعدم السعي للحصول على أسلحة نووية.

1979- الثورة الإسلامية الإيرانية ترغم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة على الفرار وآية الله روح الله الخميني يعود من المنفى ويصبح أول مرشد ديني أعلى.

ا1979 حتى 1981 ـ الإستيلاء على السفارة الأميركية في طهران في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979م واحتجاز العاملين فيها رهائن لمدة 444 يوما.

1980 - الولايات المتحدة تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتصادر أصولا إيرانية وتحظر أغلب الأنشطة التجارية معها.

1981 - إيران تفرج عن الرهائن الأميركيين بعد دقائق من انتهاء فترة ولاية كارتر وتنصيب رونالد ريغان رئيسا للولايات المتحدة.

1984ـ أضيفت إيران إلى القائمة الامريكية للدول الراعية للإرهاب الدولي!!

1986-1985ـ فضيحة "إيران كونترا" حيث نقلت السفن الأمريكية سرا أسلحة إلى إيران بزعم مقابل مساعدة طهران في تحرير رهائن أمريكيين احتجزهم حزب الله في لبنان.

2002-  الرئيس جورج دبليو بوش يعلن أن إيران والعراق وكوريا الشمالية تمثل "محور شر"، ومسؤولون أميركيون يتهمون طهران بإدارة برنامج سري للأسلحة النووية.

2002 - جماعة إيرانية في المنفى معارضة للحكومة في طهران تكشف النقاب عن امتلاك إيران منشأتين نوويتين قيد الإنشاء لم تعلن عنهما من قبل، أحدهما مفاعل لتخصيب اليورانيوم في نطنز، والثاني مفاعل يعمل بالماء الثقيل في آراك.

2006 - واشنطن تقول إنها مستعدة للانضمام إلى المحادثات النووية متعددة الأطراف مع إيران إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم على نحو يمكن التحقق من صحته.

2007- في ديسمبر/كانون الأول، تقرير للمخابرات الأميركية يقدر بثقة كبيرة أن إيران كانت تعمل على تطوير أسلحة نووية حتى خريف 2003 حيث أوقف العمل في هذا البرنامج.

2008 - الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يرسل للمرة الأولى مسؤولا هو بيل بيرنز من وزارة الخارجية للمشاركة مباشرة في المفاوضات النووية مع إيران في جنيف.

2009 - الرئيس الأميركي باراك أوباما يتولى منصبه ويبلغ زعماء إيران بأنه سيمد لهم يده إذا فتحوا له أيديهم وأقنعوا الغرب بأنهم لا يحاولون صنع قنبلة نووية.

2009 - بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تعلن أن إيران تبني موقعا سريا لتخصيب اليورانيوم في فوردو قرب مدينة قم المقدسة عند الشيعة، وإيران تقول إنها كشفت عن الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من ذلك الأسبوع.

2009-2012 - تعثر المفاوضات النووية بين القوى الكبرى وإيران.

2012 - بدء سريان قانون أميركي يتيح لأوباما سلطة فرض عقوبات على بنوك أجنبية من بينها بنوك مركزية لدول حليفة للولايات المتحدة إذا لم تنجح في تخفيض وارداتها من النفط الإيراني بشكل ملحوظ.

2013- حسن روحاني ينتخب رئيسا لإيران بناء على برنامج يدعو لتطوير علاقات إيران مع العالم واقتصادها، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

2013- في 28 سبتمبر/أيلول: أوباما وروحاني يتحادثان هاتفيا فيما يمثل أعلى اتصال بين البلدين في 30 عاما.

إيران تتوصل إلى اتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي في يوليو/تموز الماضي  (أسوشيتد برس)

2015 - في 14 يوليو/تموز أبرمت إيران والقوى الست اتفاقا وافقت إيران بمقتضاه على أخذ سلسلة من الخطوات، من بينها تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي وتعطيل جانب رئيسي من جوانب مفاعل آراك النووي مقابل تخفيف العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بدرجة ملموسة.

2016- إيران تطلق سراح عشرة بحارة أميركيين كانوا على متن زورقين في المياه الإقليمية الإيرانية بعد أقل من 24 ساعة من احتجازهم.

2016 ـ كشفت صحيفة “وول ستريت غورنال” الأميركية أن إدارة أوباما أرسلت سرا طائرة محملة بمبلغ 400 مليون دولار، إلى إيران.

2016- في 16 يناير/كانون الثاني الولايات المتحدة وإيران تعلنان تنفيذ اتفاق لتبادل السجناء يتم بموجبه الإفراج عن أربعة أميركيين محتجزين في إيران مقابل العفو عن سبعة على الأقل من الإيرانيين، أغلبهم يحملون الجنسيتين الإيرانية والأميركية إما سبقت إدانتهم في محاكم أميركية أو ينتظرون محاكمتهم. وإطلاق سراح أميركي خامس في خطوة منفصلة.

يقول الباحث السعودي الدكتور ضيف الله الضعيان بجامعة الملك سعود، في بحث نشر في صحيفة البيان الإماراتية بعنوان “العلاقات الأمريكية الإيرانية.. الوجه الآخر" : يشعر المراقب للحرب الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، أن حرباً شاملة توشك أن تندلع بين الدولتين، لكنه ما يلبث أن يدرك أن وراء الأكمة تاريخاً طويلاً من التفاهمات والتعاون، بل التحالف أحياناً بينهما،  وكل منهما ينطلق بناء على مصالحه الاستراتيجية".

وبقراءة التسلسل الزمني للوقائع والأحداث التي مرت بين الدولتين سنلحظ أن القارئ لما تفعله أمريكا وتقوله وتصدره ضد إيران سيقول إنها ستلتهمها قريباً، وأنها ستقوم بشن حرب عليها، وحتى عندما وصف بوش محور الشر وصنف إيران ضمنها كان من المتوقع أن تتجه الأنظار نحو إيران ولكنها بدلاً عن ذلك وجه بوش حربه ضد العراق ليسلمها فيما بعد لإيران على طبق من ذهب.

كما يلحظ المراقب أنه في العام 2008 وأمريكا تعتبر إيران من ضمن محور الشر المهددة للسلم العالمي، ومع ذلك استوردت إيران في ذلك العام مليون طن من القمح الأمريكي، ةاستوردت أدوية أمريكية، وفي المقابل أمريكا تستورد منها السجاد الإيراني الفاخر والفستق.

وقال الدكتور الضعيان، في هذا الشأن تحديداً: “منذ ربع قرن والعلاقات الإيرانية الأمريكية تشهد تحالفات وتعاوناً، خاصة بعد أن لعبت أمريكا الدور الأكبر في نجاح ثورة الخميني، وما كان ليتصور نجاح الثورة بمنأى عن الدعم الأمريكي. وتعد فضيحة إيران جيت أكبر برهان على حقيقة الدعم العسكري الأمريكي الإسرائيلي لإيران، فضلاً عما نشرته وسائل الإعلام العالمية من إسقاط وسائل الدفاع السوفييتية (آنذاك) لطائرة أرجنتينية؛ كانت تتنقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح”.

أي أن التعاون مستمراً بين الجانبين، والتصريحات الرنانة ضد بعضهما في أوجها، والمناوشات والمانشيتتات الصحفية قوية جداً، ولكن ما يحدث هو عكس كل ما يقال وكل ما يكتب.

وأشار الباحث الضعيان في بحثه إلى الاتفاق النووي حين قال: “تكشف قضية الملف النووي الإيراني، طبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية، فأمريكا قد غضّت الطرف عن الأنشطة الإيرانية النووية طيلة عقد من الزمن، ثم بدأت المخاوف الأمريكية على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الخليج الغنية بمصادر الطاقة؛ فضلاً عما يمثله النشاط النووي الإيراني من خطر على أمن إسرائيل، ومع هذا فالخيار العسكري لا يمثل الحل الأمثل لأمريكا أمام طموحات إيران النووية؛ خشية تكرار التجربة العراقية، واتساع رقعة وعدد المنشآت النووية الإيرانية. كما لا يخفى حقيقة الدور الإيراني في مساعدة أمريكا على احتلال العراق، فقد كان لإيران – حسب تصريحات مسؤوليها – من خلال عملائها من الرافضة دور بارز في إغراء حكومة بوش باحتلال العراق؛ حتى تصبح البوابة العربية الشرقية مُشرَعة أمام إيران”.

ما الذي تفعله إيران في المنطقة لخدمة الأجندة الأمريكية أو الغربية؟ وكيف تسندها أمريكا في هذا الجانب؟

1ـ إيران تمول وتسلح جماعات مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وهنا تزعم وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا الأمر يجعل من إيران راعياً للإرهاب.. وفقا لوزارة الخارجية فإن إيران واصلت "تقديم كميات متفاوتة من التمويل والملاذ الآمن، والتدريب، والأسلحة لحزب الله اللبناني وجماعات الرفض الفلسطينية أبرزها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. كما شجعت حزب الله والفصائل الفلسطينية الرافضة لتنسيق التخطيط وتصعيد أنشطتها.

2 ـ إيران نشطة في العراق، ليست نشطة فقط بل احتلته تماماً بمباركة أمريكية. فببناء فرع رئيسي للبنك الإيراني داخل العراق تم التأكيد على التوجه الإيراني وهو امتصاص اقتصاد العراق. والكل يعلم أن الحزب الرئيسي الذي يدعم الحكومة العراقية وقوات التحالف الأمريكي هو المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو أيضا مقرب من إيران. " فزعيم المجلس عبد العزيز الحكيم تلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض وهو لاجئ في إيران عندما كان صدام حسين على رأس السلطة، وفي 21 فبراير 2007 ألقي القبض على ابنه قادما من إيران مع حراسه المسلحين من قبل قوات الولايات المتحدة وفي وقت لاحق أطلق سراحه مع تقديم الأعذار من قبل قوات الولايات المتحدة".

لتأتي الولايات المتحدة وتدعي أن إيران تدعم بعض الميليشيات الشيعية التي يزعم أنها ضد الحكومة العراقية.

3 ـ ابتداء من عام 2005 فإن العديد من المحللين بما في ذلك الصحافي سيمور هيرش مفتش أسلحة الدمار الشامل السابق للأمم المتحدة في العراق من 1991 إلى 1998 وسكوت ريتر وجوزيف سيرينسيون مدير منع الانتشار النووي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والأستاذ في جامعة سان فرانسيسكو ورئيس تحرير الشرق الأوسط للسياسة الخارجية في مشروع التركيز وستيفن زونس زعموا أن الولايات المتحدة تعتزم شن هجوم عسكري ضد إيران.

ـ 19 ديسمبر 2006: وفقا لتقرير سي بي اس نيوز فإن وزارة الدفاع تخطط لتعزيز وجودها في الخليج العربي الذي سيكون بمثابة تحذير للحكومة الإيرانية وتحديها بشكل مستمر. يقول مراسل الأمن القومي لقناة سي بي اس نيوز ديفيد مارتن أن الولايات المتحدة تقوم بالحشد العسكري والذي يشمل إضافة حاملة طائرات ثانية في منطقة الخليج العربي وهو يعتبر رد على ما يعتبره مسؤولون أمريكيون استفزازية القيادة الإيرانية المتزايدة.

ـ 22 ديسمبر 2006: قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس أن زيادة الوجود البحري الامريكي في الخليج العربي ليست ردا على أي عمل تقوم به ايران لكنها رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ستبقى تحتفظ بوجودها في المنطقة لفترة طويلة.

4 ـ عام 2007م كان حافلا بالنشاط السياسي فقد أكد الرئيس بوش في خطاب إلى الأمة أن النجاح في العراق يبدأ بمعالجة إيران وسوريا: وبعدها تم انتقاد تصريحات بوش ضد إيران من دون موافقة الكونجرس واعتبرت تصرفاته هجومية و واستفزازية". كما اعترف مسؤولون في إدارة بوش أنهم لم يتمكنوا بعد من جمع أدلة قوية بما فيه الكفاية لدعم مطالبتهم علنا بأن ايران تقوم بالتحريض على العنف ضد القوات الاميركية في العراق. وكذلك واجهه نظام الملالي بالكثير من التصريحات التي تصب جميعها في إطار خارج إطار الوجود الإيراني في العراق.. وتدخله في شؤون الدول الأخرى في المنطقة.

ـ " 6 يناير 2007: وفقا لما ذكرته وكالة أنباء أن مصادر عسكرية إسرائيلية قد كشفت عن وجود خطة لضرب مصنع التخصيب في نطنز باستخدام العائد المنخفض النووي الخارق للتحصينات. يمكن أن يتم ذلك من خلال الكشف عن زيادة الضغط على إيران لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. نفت الحكومة الإسرائيلية هذا التقرير. في طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني في مؤتمر صحفي أن تقرير الصحيفة "سيوضح للرأي العام العالمي أن النظام الصهيوني هو الخطر الرئيسي على السلام العالمي والمنطقة. أي إجراء ضد إيران لن يترك دون رد والغزاة سيندمون فورا على هذا الفعل".

ـ 11 يناير 2007: قال مسؤولون في الإدارة الأميركية أن مجموعة قتالية سترابط على مسافة إبحار سريعة من إيران ردا على قلق متزايد من أن إيران تقوم ببناء قدرتها الصاروخية الخاصة والقوة البحرية بهدف الهيمنة العسكرية في الخليج.

ـ 12 يناير 2007: اتهم الرئيس بوش إيران في خطاب هذا الأسبوع في المساعدة على شن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق. أعقبت تصريحاته تعليقات هجومية من كبار مستشاري الحرب وتحركات جديدة للقوات البحرية الامريكية وغارة في يوم الخميس في المدينة التي يسيطر عليها الأكراد في أربيل. حاولت الإدارة نزع فتيل مخاوف من أنه يخطط أو يدعو للمواجهة مع طهران. في مؤتمر صحفي نفى السكرتير الصحفي للبيت الأبيض توني سنو باعتباره اقتراحات "أسطورة" أن الولايات المتحدة تستعد لحرب أخرى. صدر نفي مماثل من قبل وزير الدفاع روبرت غيتس والجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان المشتركة.

ـ 14 يناير 2007: قال قائد الأسطول الروسي السلبق في البحر الأسود الأميرال إدوارد بالتين أنه يعتقد أن وجود هذا العدد الكبير من الغواصات النووية الأمريكية في الخليج العربي يعني أنه من المرجح ضرب إيران.

ـ 24 يناير 2007: قال مسؤولون إيرانيون الأربعاء أنهم تسلموا دفعة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة التي تم تصميمها لحماية منشآتها النووية في أصفهان وبوشهر وطهران وشرق إيران من الهجوم في المقام الأول من الطائرات الإسرائيلية أو الأمريكية.

ـ 24 يناير 2007: الكتاب في الأبحاث العالمية الجنرال ليوند إيفاشوف نائب رئيس الأكاديمية للشؤون الجيوسياسية والرئيس المشترك السابق لهيئة أركان الجيوش الروسية تتنبأ بهجوم نووي أمريكي على إيران بحلول نهاية أبريل. يعتقد أيضا مثل سكوت ريتر أن الولايات المتحدة سوف تستخدم الأسلحة النووية التكتيكية.

ـ 18 فبراير 2007: وفقا لسكوت ريتر الذي أكد وجهة نظره بأن إيران سوف تتعرض لهجوم من قبل الولايات المتحدة فقد تفاوضت وزارة الدفاع الأمريكية على استخدام القواعد العسكرية في رومانيا وبلغاريا.

إلى درجة أن تحدثوا عن ضرب إسرائيل لإيران، ولكن كل هذه مجرد أحاديث للتلاعب بالعقول، لنصل في نهاية المطاف إلى إعلان إيران عن احتلالها لأربع عواصم عربية، والرؤوساء الأمريكان يذهبون ويأتون والسياسة واحدة لا تتغير تجاه المنطقة، بحيث أن الهدف الذي يريدونه هو القضاء على الإسلام الصحيح، فهو الخطر الحقيقي مثلما يقولون على الأمم. والإسلام الصحيح هو في العرب أولاً والحرب هي على العرب، ولكن العرب لا يرون ذلك، ويرون أن المملكة العربية السعودية هي المقصودة بذلك، ولن يصلهم شيئاً، ولكن ما حدث في الربيع العربي دلل على أن السعودية لن تسقط ، وليثق العرب إن لم يعودوا إلى رشدهم أنها لن تسقط إلا بعد سقوط جميع الدول العربية، والمخطط يسير نحو ذلك.. فهل تعيدوا النظر يا حكامنا العرب وتتحدوا ضد المد الصفوي الغربي؟

 

الاثنين، 16 يوليو 2018

الخطة (ب) في المنطقة العربية

لاشيء يهز العالم 13

باختصار:


عام ١٩٤٥، أثناء الإعلان عن نشوء مجلس الأمن، كانت الولايات المتحدة الأمريكية الأمكر من بين الدول الخمس التي لها حق النقض (الفيتو)، ونظرا لأنها تمتلك بعد نظر رسمت خطتها على الخصم العالمي " الاتحاد السوفيتي-آنذاك"، وسوقت لقوته، على اعتباره الأقرب لأوروبا ك "عدو قريب"  لإخافة الدول الأوربية، وهكذا خضعت لها، وسارت تتبعها إلى اليوم.

وبالطبع تجربتهم قامت على حروب أهلية طويلة في البدء ثم على حروبها في أمريكا الجنوبية. هذه الورقة مع أوروبا لعبت بها مع العرب، فجهزت لهم "عدو قريب" عام ١٩٧٩ في طهران، ورمت بالملالي في حلق العرب، وأسفر ذلك عن حرب الثمان سنوات بين العراق وإيران. وأثناء ذلك كان العمل على أشده في العمل على استراتيجية "العدو الحميم" والمتمثل في صناعة خلايا نائمة في كل الدول العربية، وبدأت في العلن عبر حزب الله في لبنان، الذي يمثل الامتداد في الدول العربية، ومنه تسربت خلايا نائمة في العالم العربي عبر الشيعة واستغلالهم مذهبيا، وظهر بعضهم في الدول العربية بعد سنوات من صناعتها وتدريبها، وفي المقابل كانت أمريكا تزرع خلاياها من "الأخوان" في المذهب السني "عدو إعلامي،ثقافي،ديني" وجهزوا حتى ساعة الصفر، التي جاءت بعد حرب النوايا المكشوفة وهي احتلال أمريكا للعراق. (النوايا المكشوفة) حددت أن العراق هي المنطقة المركزية لعملية التغيير في المنطقة العربية، ولهذا تركت للفرس العبث بالعراق وسلمته لهم ولداعش، لنلحظ أن عام ١٩٤٥ وهو عام الإعلان عن مجلس الأمن، كان نقطة جوهرية في المسألة إذ إن فرنسا كانت في سان فرانسسكو تدافع عن حقوقها اللغوية، وفي نفس الوقت كانت تسعى إلى تأكيد حقوقها الاستعمارية في سوريا. سوريا منذ البدء كانت دولة مفصلية في تقسيم العالم العربي، وها هي اليوم تعيش ذات الدور، وخطورة الموقف فيها أن اسرائيل بدأت تدخل عيانا بيانا فيها، ومن هنا فإن التوسع الإسرائيلي سيطال دولا أخرى، واللاعب الأساس هو روسيا التي تخدم الأجندة بشكل مقنن.. وستخرج منها دون مكسب سوى تقوية اقتصادها، ولن يكون لها صوت بعد ذلك لأنها ستربض في مكانها كدول شرق أوروبا. التوقف الغربي في المنطقة العربية أعطى دول شرق آسيا نفَسا للتحرك، وإن لم يقلبوا موازين الخطط الآن فسيندمون كثيرا.

أستطيع القول إن صمود سوريا يأتي لفشل الخطة (أ) فقد أحرقتها السعودية. ولهذا فإن الخطة (ب) ستعمل ولو أنها ستأخذ وقتها، فملالي طهران أدوا ما عليهم، وأوراقهم محروقة، لأنهم انكشفوا للعالم العربي هم واشعال نار الطائفية واستغلال الشيعة؛ ومن هنا فإن اشعال طائفية أو عصبية المذهب الواحد ستأتي، ولو بعد حين.

 

 
https://platform.twitter.com/widgets.js

الأحد، 10 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 11

الأمم المتحدة وتدمير اليمن


من قرأ المشهد في اليمن منذ بدايته سيلحظ أن "الربيع العربي" توقف على أعتابه، عندما أقدمت المملكة العربية السعودية بتحالفها العربي، وبانتزاع قرار أممي (2216) يؤيدها، على شن حرب على الحوثي لإيقاف زحف الخطط الاستعمارية في المنطقة العربية. لتأتي استقالة جمال بنعمر،  بل سحبه من قبل الأمم المتحدة، لتثبت فشله في تحقيق أهداف اليمنيين، أو التي أوجد من أجلها في اليمن، أو أنه حقق المطلوب منه عبر الحوار الوطني الذي استطاع فيه التلاعب بجميع اليمنيين، واستطاع خداع الشعب اليمني باتفاقه مع الحوثي على اجتياح كامل البلاد. واعتبره الكثير من اليمنيين، أي بنعمرـ عار على جبين الأمة العربية، وسبب رئيس في تدهور الأوضاع في البلاد، وبالتالي فشل ذريع للأمم المتحدة ـ كعادتها في البلاد العربية.

الجمعة، 6 أبريل 2018

محمد بن سلمان ل"التايمز"


 


سيكون حجم صندوق الاستثمار  عام 2030  أعلى من 2 تريليون دولار

السعودية لم تستغل إلا 10% من قدرتها

طموحنا  أن نكون ضمن أفضل 30 إلى 20 تعليميًا في السنة القادمة

حتى الآن لم تطلب الحكومة اليمنية وجود جنود سعوديين على أرض المعركة

 

اكد ولي العهد الامير محمد بن سلمان أن السعودية لم تستغل إلا 10% من قدرتها، مبينا "نحن نرسم خُطتنا بناءً على مكامن القوة لدينا. فلا نُريد أن نُقلد غيرنا. ولا نريد أن نبني وادي السيلكون موضحا سموه ان السعودية تمتلك جيشا قويا ومجهزًا للغاية، جيش يحظى بأعلى معايير الجودة وقال : إذا ما نظرنا إلى الجودة والحجم؛ فإن السعودية تملك أفضل جيش وشدد على انه لا يمكن أن يكون للسعودية علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين واكد ان الثراء ليس جريمة. بل الجريمة تكمن في أن تكون فاسدًا.

جاء ذلك في حوار مطول لسموه مع التايم قال فيه : لدينا علاقة جيّدة مع الرئيس ترامب، ومع فريقه، ومع عائلته، ومع جميع الأشخاص المهمين في إدارته، ونحن ننفق 230 مليار دولار سنويًا خارج السعودية. وإن لم نفعل شيئًا؛ فإن هذا الرقم سيرتفع في عام 2030 ليصل إلى ما بين 300 و400 مليار دولار ستصرف خارج السعودية.

وتابع : الخطة هي أن تنفق نصفها في المملكة العربية السعودية. لدينا برامجٌ عدة لتحقيق ذلك. فلدينا الخصخصة. ويأتي على قمة الهرم طرح أرامكو، ضخّ هذه المبالغ وتقديم الأصول الحكومية وغيرها من الأصول والاحتياطيات النقدية الأخرى في صندوق الاستثمارات العامة، ودفعه ليصبح أكبر صندوق على مستوى العالم، بقيمة تتجاوز 2 تريليون دولار.

واضاف سموه : قبل عامين، كان حجم صندوق الاستثمار العام 150 مليار دولار أمريكي. أما اليوم فحجمه 300 مليار دولار أمريكي. وفي نهاية عام 2018 سيبلغ حوالي 400 مليار دولار. وفي عام 2020 سيصل إلى ما بين 600-700 مليار دولار، وفي عام 2030 سيكون أعلى من 2 تريليون دولار. وسنستثمر نصف هذه الأموال لتمكين المملكة العربية السعودية، والـ 50٪ المُتبقية سنستثمرها في الخارج لنضمن أن نكون جزء من القطاعات الناشئة في جميع أنحاء العالم.

وتابع سموه : لدينا أكثر من 10 ملايين أجنبي في السعودية، ومعظمهم يعملون ومن أسر هؤلاء الموظفين. ونحن نعتقد أن [هذا العدد] لن ينخفض، بل سيزداد، لأننا نعتقد أن السعودية، كي [تحقق] طموحها، تحتاج إلى الكثير من الموارد البشرية والقوة البشرية، لذلك سيتم خلق الكثير من الوظائف للسعوديين وللأجانب لتنفيذ ما نحاول بناءه في السعودية.
.
وقال: لا يوجد شيء يُعرف بالوهابي، وإن هذه عبارة عن أحد أفكار المتطرفين بعد عام 79، وذلك لإدخال العامل الوهابي لكي يكون السعوديون جزءًا من شيء لا ينتمون له.لا يوجد شيء يسمى بالوهابي. لدينا في السعودية طائفتين، السنية والشيعية، وهم يعيشون حياة طبيعية في السعودية.

وتابع يقو ل: أنا لا أعمل لوحدي. بل أعمل مع كل الأشخاص الأذكياء حقًا من جيلي في العائلة المالكة. لدينا على سبيل المثال أكثر من 13 أميرا من جيلي ونفس عمري يعملون في 13 منطقة، ويتواجدون أيضاً في مجلس الوزراء وهم يعملون بجد، ويتواجدون أيضاً في مناصب مختلفة

وحول ايران قال ولي العهد : الإيرانيين هم سبب المشاكل في الشرق الأوسط، لكنهم لا يشكلون تهديدًا كبيرًا للمملكة. ولكن إنْ لم تراقبهم؛ فقد يصبحوا يومًا ما تهديدًا وإيران ليست من ضمن الدول الخمس الأكبر في المجال الاقتصادي في العالم الإسلامي. وحجم الاقتصاد السعودي هو ضعف الاقتصاد الإيراني. كما أنه ينمو أسرع بمرتين أو ثلاث مرات من الاقتصاد الإيراني. كما أن الاقتصاد الإماراتي والمصري والتركي أكبر من الاقتصاد الإيراني...وهناك الكثير من الدول الإسلامية التي تحظى باقتصاد أكبر من الاقتصاد الإيراني.

واضاف: ذات الأمر ينطبق على الجيش. فهم ليسوا من ضمن الخمسة جيوش الكبرى في الشرق الأوسط. لذا فهم متخلفون بكثير. لكن مشكلة النظام هي أنهم قد اختطفوا البلاد. فهم يستخدمون أصول دولتهم من أجل تحقيق غاياتهم الأيديولوجية.

وقال : فيما يتعلق بالسلاح النووي، فإننا لن نبدأ بفعل أي شيء.حتى نرى إيران تعلن عن أنها تمتلك سلاح نووي. بالتالي، فما ذكرته لن يحدث حتى يحدث الأمر الأخر. ومما لا شك فيه أننا نقوم بتجهيز جيشنا. نحن نمتلك جيشا قويا ومجهزًا للغاية، جيش يحظى بأعلى معايير الجودة وإذا ما نظرنا إلى الجودة والحجم؛ فإن السعودية تملك أفضل جيش

وحول اليمن قال سموه : لحوثيون لا يهتمون بالمصالح والمصالح اليمنية، إنهم يهتمون فقط بأيديولوجيتهم والأيديولوجية الإيرانية وأيديولوجية حزب الله. أو أنهم يرغبون بالموت. هذا ما يهتمون به. ولهذا السبب من الصعب التفاوض والتوصل لحل معهم، وقد أعلنت الأمم المتحدة ذلك،

وتابع : نحن نعمل من خلال معلومات استخباراتية على تقسيم الحوثيين، لذلك نرغب بمنح الفرصة إذا كان هناك أشخاص في الصف الثاني أو الثالث للحوثيين ويرغبون بمستقبل مغاير فسنساعدهم

وقال : لا يمكن أن يكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، وأهل فلسطين أدرى بشعابها. لذا فكل ما تراه مناسبًا لك، سندعمه. أيا كان ما نسمعه من حلفائنا الأميركيين، أيا كان، سنحاول ايضاحه، وسنحاول دعمه لجعل الأمور تحدث. ولكن إذا لم يناسبكم الحل، فهو حل غير مناسب.

وفي الملف السوري قال : أعتقد أن بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءًا من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جدًا.

وقال : الخطر الأعظم هم الإخوان المسلمون ليسوا في منطقة الشرق الأوسط لأنهم يعلموا أن منطقة الشرق الأوسط تتبع استراتيجيةً جيدة ضدهم في السعودية ومصر والإمارات والأردن والعديد من الدول الأخرى. ولكن هدفهم الرئيسي يتمثل في جعل المجتمعات الإسلامية في أوروبا متطرفة. فهم يأملون بأن تصبح أوروبا قارةً إخوانية بعد 30 عاما.

وحول الاخطاء التي ارتكبتها امريكا قال سموه : أعتقد أن أمريكا اقترفت خطأين: يتمثل الأول بالدخول في العراق، أما الخطـأ الثاني؛ فيتمثل في سحب القوات الأمريكية من العراق وتفكيك الجيش العراقي.

وبشأن ارامكو قال : لقد قُلنا أننا سنكون جاهزين لطرح أسهم أرامكو بحدود العام 2018. ونحن مستعدون. صغنا جميع القوانين. وقمنا بجميع الخطوات التي تجعلنا مستعدين لطرح أسهم أرامكو. أما الآن فالمسألة هي اختيار الوقت المُناسب. نعتقد أن أسعار النفط سترتفع في هذا العام وسترتفع بشكلٍ أكبر في عام 2019، لذا نحن نُحاول أن نختار الوقت المُناسب ونحن ننظر في جميع الخيارات، والفريق الذي يعمل على طرح أرامكو الأولي للاكتتاب العام يظل يقول لي، "لا تقُل شيئاً عن ذلك".

وتابع في رده علي احد اسئلة المحاور :إنني أحب الفن. وأؤمن أن أي شخص يمتلك ذوق رفيع، يجب أن يحب الفن ويقدره. وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم ولا يمكنني أن أحدد شخص واحد ليكون فناني المفضل.

والى تفاصيل الحوار :

المحاور: منذ متى وأنت تفكر بالقيام بهذه الجولة، وماهدفك من وراءها؟

ولي العهد: حينما بدأت أفكر بالقيام بجولة؛ كانت لدينا خطة لأجل السعودية. ونحن نفعل ما بوسعنا لتحقيق وتنفيذ هذه الخطط. ولتنفيذ ما نقوم به؛ توجّب علينا أن نحظى بكثيرٍ من الشركاء من حول العالم. والولايات المتحدة أحد أقدم حلفائنا في العالم بأكمله، ونحن أقدم حلفائها في الشرق الأوسط، والعلاقة الاقتصادية بين البلدين عميقةٌ جدًا.

المحاور: لقد قضيتَ بعضًا من الوقت في واشنطن، كيف كان ذلك؟ إذ يبدو أنك تحظى بعلاقةٍ شخصيةٍ جيدة جدًا مع الرئيس وعائلته.

ولي العهد: بالطبع لدينا علاقة جيّدة مع الرئيس ترامب، ومع فريقه، ومع عائلته، ومع جميع الأشخاص المهمين في إدارته، ولدينا أيضًا علاقة جيدة جدًا مع كثير من أعضاء الكونغرس من كلا الحزبين وكثير مع الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية. والجميعُ يؤمن بأهمية البلدين في مواجهة المخاطر التي تواجهنا، وبأهمية الاستمرار في إيجادِ مستقبلٍ أفضل لكلا البلدين.

المحاور: أثناء عهد الإدارة السابقة، الأمور أصبحت شائكة جدًا في النهاية، خاصة فيما يتعلق بصراع اليمن.

ولي العهد: نعم. قد لا نتّفق حول بعض الأمور مع الرئيس أوباما -- حول بعض آراء الرئيس أوباما، ولكننا أيضًا نتفق حول كثيرٍ من الأمور. ولذلك عملنا سويًا في مكافحة الإرهاب مع الرئيس أوباما في بداية عام 2016 وكانت لدينا وجهات النظر ذاتها تجاه النظام الإيراني والخطر الذي يشكّله النظام الإيراني. كان الفارق الوحيد يتمثل في الطريقة التي يجب أن نتعامل بها مع تلك الرواية الشريرة للنظام الإيراني. وهذا ليس فرقًا كبيرًا. فنحن في صفٍّ واحدٍ بنسبة 99 في المئة، والفارق ما هو إلا 1 في المئة فحسب. ولكن، كما تعلم، الناس تحاول التركيز على الواحد في المئة وتتجاهل التسعة وتسعين في المئة التي نتفق حولها.

المحاور: لقد تطرقت لإيران. أنا متأكد أنك رأيت اختيار الرئيس ترامب مؤخرًا لجون بولتون مستشارًا للأمن الوطني. وجون يشاركك كثيرًا من الآراء التي لديك أنت تحديدًا تجاه إيران. كيف كانت ردّة فعلك عندما تم اختياره؟

ولي العهد: حسنا، نحن نتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأيّاً كان الشخص الذي يمثّلها، فنحن سنعمل معه. ونعتقد أن مصالحنا متماشية مع المصالح الأمريكية. وأعتقد أنه بإمكاننا أن نعمل معه بالطبع. ولا نخوض كثيرًا في آرائه لأنها آراءه الشخصية، ليست آراء الولايات المتحدة. وأنا متأكدٌ أنه عندما يتم تعيينه؛ فإنه سيمثّل أراء الولايات المتحدة الامريكية، وسنتعامل معه وسنرى إلى أين تسير الأمور. ولكننا بالطبع سندعمه.

المحاور: أشعر بالفضول حقًا حول الطريقة التي توصلت بها إلى خطتك في السعودية.

ولي العهد: نحن الآن في عهد الدولة السعودية الثالثة التي أسسها جدي الملك عبد العزيز، والذي يُعرف أيضا بابن سعود. وتأسست السعودية الأولى قبل 300 عام. ولذلك بعد فترة الملك عبدالعزيز وفترة الملك سعود وتأسيس[الدولة] السعودية الثالثة، جاء الملك فيصل بفريق شاب عظيم جداً، وكان من بين فريقه الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله والملك سلمان والأمير سلطان والأمير نايف والكثير من الأشخاص الآخرين. وقد تمكنوا من تحويل البلاد من بيوتٍ طينية إلى مدنٍ حديثة ذات معايير عالمية، بنية تحتية حديثة، وبلاد من ضمن مجموعة 20، وبلدٍ من بين أكبر عشرين اقتصاد في العالم، وغيرها الكثير. ومن الصعوبة إقناعهم بأن هناك الكثير من الأمور ينبغي فعلها، لأن ما حدث في وقتهم خلال تلك الـ 50-60 عامًا هو مثل ما حدث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في الـ 300-400 عام الأخيرة. وقد شاهدوا النقلة بأكملها في حياتهم.

إلا أنه بالنسبة لنا كجيل شاب، فإننا لم نُشاهد ذلك، لأنناوُلدنا في تلك المدينة الحديثة والرائعة، وعشنا في اقتصادٍ يُعدّ بالفعل ضمن أكبر عشرين اقتصاد في العالم، وكان تركيزنا على ما كُنا نفتقده، وما لا نستطيع القيام به. ونؤمن نحن أن السعودية – حتى يومنا هذا – لم تستغل إلا 10% من قدرتها، ولدينا 90% متبقية لنحققها.

وعليه فإن الخطط والرؤية تتمحور حول الـ 90% المفقودة؛ فكيف يمكن لنا تطبيقها بأكبر قدر ممكن وأسرع وقتٍ ممكن. نحن نرسم خُطتنا بناءً على مكامن القوة لدينا. فلا نُريد أن نُقلد غيرنا. ولا نريد أن نبني وادي السيلكون. فهنالك بعض وسائل الإعلام التي تقول إن السعودية تبني وادي سيلكون في السعودية، وهذا غير صحيح. فنحن نرسم اقتصادنا بناءً على مكامن القوة لدينا: تكرير النفط، والمواد، والحركة، والنقل، والمعادن، والغاز. فلدينا العديد من اكتشافات الغاز في البحر الأحمر، ولدينا محتوى محلي وميزان مدفوعات. وننفق 230 مليار دولار سنويًا خارج السعودية. وإن لم نفعل شيئًا؛ فإن هذا الرقم سيرتفع في عام 2030 ليصل إلى ما بين 300 و400 مليار دولار ستصرف خارج السعودية.

والخطة هي أن تنفق نصفها في المملكة العربية السعودية. لدينا برامجٌ عدة لتحقيق ذلك. فلدينا الخصخصة. ويأتي على قمة الهرم طرح أرامكو، ضخّ هذه المبالغ وتقديم الأصول الحكومية وغيرها من الأصول والاحتياطيات النقدية الأخرى في صندوق الاستثمارات العامة، ودفعه ليصبح أكبر صندوق على مستوى العالم، بقيمة تتجاوز 2 تريليون دولار. فقبل عامين، كان حجم صندوق الاستثمار العام 150 مليار دولار أمريكي. أما اليوم فحجمه 300 مليار دولار أمريكي. وفي نهاية عام 2018 سيبلغ حوالي 400 مليار دولار. وفي عام 2020 سيصل إلى ما بين 600-700 مليار دولار، وفي عام 2030 سيكون أعلى من 2 تريليون دولار. وسنستثمر نصف هذه الأموال لتمكين المملكة العربية السعودية، والـ 50٪ المُتبقية سنستثمرها في الخارج لنضمن أن نكون جزء من القطاعات الناشئة في جميع أنحاء العالم.

المحاور: ما مدى التحدي الذي تواجهه في وضعالاستثمار في الأماكن الصحيحة، وما مدى التحدي الذي تواجهه في تغيير طبيعة التعليم في السعودية، وتغيير التوقعات الثقافية حول من يفترض أن يعمل؟

ولي العهد: أولاً وقبل كل شيء، إن تعليمنا ليس سيئًا. إنه جيد. فنحن في المرتبة 41 من بين [أفضل] أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم. وتحتل فرنسا المرتبة 40، لذا فنحن تقريبا مثل فرنسا – وذلك فيما يتعلق بجودة نظام التعليم. ولا يمكن لأي بلدٍ كبير أو اقتصاد كبير أن يكون من بين أفضل 10 دول. إنه أمر صعب للغاية. لأنك إذا نظرت إلى أفضل 10 أنظمة تعليمية، فسوف ترى سنغافورة وسوف ترى الدول الصغيرة التي يمكنها التركيز بسهولة على نظامها التعليمي. ومع ذلك، فإن طموحنا هو ألا نستمر بجانب فرنسا، بل هو أن نكون ضمن أفضل 30 إلى 20 [نظام تعليمي] في السنة القادمة. وخصوصًا أن طريقة التعليم تتغير في العالم. ولذلك، إذا كنا نريد الاحتفاظ بالمرتبة 41 ولم نفعل شيئًا، فإنه مع التغيير الجديد في أسلوب التعليم وفهم التعليم، لن نكون في قائمة أفضل 100 خلال السنوات العشر القادمة؛ ولذلك نحن نعمل على ذلك. كما أننا نُتابع ذلك بعناية ولا نريد الاستمرار في هذه المرتبة. فنحن نريد أن نكون في وضع أفضل في السنوات الـ 12 المقبلة. وطبعًا هذا بخصوص الحديث عن التعليم.

وفيما يتعلق بالجوانب الثقافية والاجتماعية؛ فإننا نريد أن نحصل على أفضل المواهب ونقنعها أن تأتي من الخارج وتعيش وتعمل في السعودية، فيجب أن يكون لديك معايير اجتماعية وثقافية جيدة. ولا يمكن أن يكون لديك معايير معيشة وثقافية سيئة إذا كنت تريد أن تنمو وأن تكون أكبر بكثير اقتصاديًا. لذا، هذا أمر مهم للغاية، فنحننحاول أن نتطور. وأعتقد أنه في السنوات الثلاث الأخيرة، فعلت السعودية أكثر مما حدث في الثلاثين سنة الماضية. وذلك لأن هذا يتماشى مع اهتماماتنا كسعوديين لكي نكون قادرين على المنافسة في الحياة الثقافية والاجتماعية. وإن الإسلام مُنفتح. وليس مثل ما يحاول المتطرفون إظهاره عن الإسلام بعد عام 79.

ولذلك، نحن نعمل جاهدين في هذا المجال، ونحاول أن نبذل قصارى جهدنا. فلدينا أكثر من 10 ملايين أجنبي في السعودية، ومعظمهم يعملون ومن أسر هؤلاء الموظفين. ونحن نعتقد أن [هذا العدد] لن ينخفض، بل سيزداد، لأننا نعتقد أن السعودية، كي [تحقق] طموحها، تحتاج إلى الكثير من الموارد البشرية والقوة البشرية، لذلك سيتم خلق الكثير من الوظائف للسعوديين وللأجانب لتنفيذ ما نحاول بناءه في السعودية.

المحاور: هل تعتقد أنه بإمكانك الحصول على ثقافة العمل؟

ولي العهد: بالطبع. يجب علينا فعل ذلك. ويجب أن نكون منافسين.

المحاور: إن الإسلام الذي تصفه ليس بالضرورة هو الإسلام الذي يرتبط به الجميع في بلدك.

ولي العهد: نعتقد أن الممارسة اليوم في القليل من الدول– من بينها السعودية – ليست ممارسة الإسلام، بل هي من ممارسة الأشخاص الذين اختطفوا الإسلام بعد عام 79. كما أنها ليست من ممارسة الحياة الاجتماعية في السعودية حتى قبل عام 79. بل أنها أيضا لا تتماشى مع فكرة السعودية بأنها دولة تتبع الإسلام منذ الدولة السعودية الأولى. وكما ترى فإن الفكرة هي أن الدولة السعودية الأولى حاولت معالجتها. إن الإسلام مختلف تمامًا عما يحاول المتطرفون الترويج له اليوم. ففي الدولة السعودية الأولى، كانوا يحاولون جعل الناس يعبدون الله، وليس شجرة نخل، لأن الناس في ذلك الوقت كانوا يعبدون النخل لتصبح المرأة حبلى. وحاول المتطرفون الترويج إلى أن الدولة السعودية الأولى ستعود من أجل أن يروجوا لأفكارهم، وهذا ما كان يعملون على بنائه بعد عام 79، خصوصًا أنهم اختطفوا النظام التعليمي وكثيراً من المجالات للتلاعب بذلك.

وهذا ما نحاول إظهاره للشعب السعودي وتحديهمبممارسات الدولة السعودية الأولى والثانية، والدولة السعودية الثالثة قبل عام 79، وأيضًا ممارسات الرسول نفسه خلال حياته. فإذا قال أحدهم إن "النساء لا يحق لهنّ ممارسة الرياضة"؛ فسنقول لهم ماذا عن أن الرسول تسابق مع زوجته؟ وإن قال أحدهم إن "النساء لا يحق لهنّ ممارسة التجارة"؛ فسنسألهم ماذا عن زوجة الرسول، فقد كانت سيدة أعمال وكان يعمل لديها. إذًا حتى ممارسات الرسول في صفّنا. لذا أعتقد أنه بإمكاننا إنجاز ذلك بسرعة كبيرة. أنا لا أريد إضاعة وقتي، فأنت تعلم أني لا أريد إضاعة وقتي. فأنا شابٌ ولا أرغب أن يضيع 70 في المئة من الشعب السعودي حياته محاولًا التخلص من هذا. نرغب بفعل ذلك الآن، نرغب بقضاء 70 في المئة من وقتنا في البناء وفي تطوير اقتصادنا وتوليد الوظائف وإنشاء أشياء جديدة، وتحقيق الأمور.

المحاور: هل ترى بأن هذا الأمر يُشكل خطراً بأي شكل من الأشكال على سلامتك، طبعًا أعني محاولة الابتعاد عن الوهابيين؟

ولي العهد: من هو الوهابي؟ ينبغي عليك أن تشرح من هو الوهابي، لأنه لا يوجد شيء يُعرف بالوهابي، وإن هذه عبارة عن أحد أفكار المتطرفين بعد عام 79، وذلك لإدخال العامل الوهابي لكي يكون السعوديون جزءًا من شيء لا ينتمون له. لذا أحتاج شخصًا يشرح لي ما هي تعاليم الوهابية. لا يوجد شيء يسمى بالوهابي. لدينا في السعودية طائفتين، السنية والشيعية، ولدينا أربع مدارسفكرية سنية، كما أن لدينا مدراس فكرية شيعية كثيرة، وهم يعيشون حياة طبيعية في السعودية. فهم يعيشون باعتبارهم سعوديين في السعودية. وقوانيننا مشتقة من القرآن وممارسات النبي. وهذه القوانين لا تُحدد أي طائفة أو مدرسة فكرية بعينها.

هناك عضو في المجلس، مجلس الوزراء في السعودية،من اتباع الطائفة الشيعية. وهناك عضو في البرلمان[مجلس الشورى] من اتباع الطائفة الشيعية. إن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، وهي أكبر شركة في العالم، من اتباع الطائفة الشيعية. أهم جامعة في الشرق الأوسطـ، وتقع غرب السعودية – جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية"كاوست" – من يترأسها؟ إنه شخص من اتباع الطائفة الشيعية. ولذلك، فإننا لا نميز بين السعوديين بناء على طوائفهم. فنحن نعيش في السعودية باعتبارنا سعوديين.

مما يعني أن فكرة الوهابية تم الترويج لها من قبل طرفين؛ المتطرفون الذين يرغبون في أن تُختطف السعودية من قبلفكرة يروج لها باعتبارها فكرة ليست بجديدة، وأنهم أرادوأمراً قديمًا، وهو أن ذلك أساس السعودية، وأنه يجب علينا أن نلتزم به. هذا هو الطرف الأول. الطرف الثاني هو النظام الإيراني من أجل عزلنا عن العالم الإسلامي بأكمله، وذلك بزعم أننا نختلق طائفة مختلفة في السعودية. وإذا ما نظرت إلى مجلس العلماء الذي يُعد مجلس الإفتاء؛ فإنك ستجد أنه مكون من أشخاص قد يميلون إلى المدرسةالفكرية الحنبلية و بعضهم للمدرسة الفكرية الحنفية أو المالكية أو الشافعية. ونحن نشجع هذا التنوع في المدارس الفكرية في السعودية.

المحاور: هل لديك أي مخاوف بشأن محاولة الانفصال هناك؟

ولي العهد: مخاوف بشأن ماذا؟

المحاور: أمنك الشخصي

ولي العهد: لا، إننا نقوم بالأمور الصحيحة. ولا يُمكن لأي شخص عقلاني أن يجادل مع ما هو صائب، وما هو صحيح، ومع الأمر المهم. لذا، فإن ما نفعله هو الإسلام، وما نفعله هو ممارسة النبي، وما نفعله هو ممارسة أسلافنا في الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة، قبل عام 79. ثانيًا، إن ما نفعله يصب في مصلحة الشعب والعامة. إن غالبية البشر، الغالبية العظمى، واقعيون. وبالطبع إذا عملنا جيدًا، فسوف يفهم الناس ذلك. وبطبيعة الحال، بدون دعم الناس لم نكن لنستطيع فعل ما كنا نفعله في السنوات الثلاث الأخيرة. وفي الواقع، اعتقدنا أن الأمر سيستغرق أكثر من 10 سنوات. لكن لماذا نفعله خلال ثلاث سنوات؟ لأن الناس يدعمون هذه الخطوة.

سأعطيك مثالًا، اليوم الوطني الأخير. كما تعلم، الشعب في السعودية لم يعتد على الاحتفال باليوم الوطني لأن كثيرًا من المتطرفين قد أخبروهم بأن الاحتفال باليوم الوطنيمحرم. وعندما نظّم المسؤولون السعوديون خططًا لليوم الوطني في كل مدينة وقرية في السعودية، هاجم المتطرفون ذلك، وأن ذلك ضد الإسلام، ولن يذهب أحد، هذا ضد رغبة الشعب. وفي اليوم الوطني، يظهر الناس، وهناك الملايين في الطرقات يحتفلون باليوم الوطني. لذا من الواضح أن الشعب يدعم ذلك. ودون دعمهم، من المستحيل، ومن غير الممكن أننا سنحقق أي شيء.

المحاور: هل تظن أن المملكة ستتقدم ويصبح نظامها أقل من كونه ملكي مطلق في المستقبل؟ هل ترغب في أن تكون في يوم ما، مثلما يقول الملك عبد الله ملك الأردن، الذي يرغب في أن يكون ملكًا دستوريًا يومًا ما؟

ولي العهد: ما يجب أن نركز عليه هو الغاية وليس الوسيلة. وهذه الغاية هي حكم القانون، وحرية التعبير، وحرية العمل، والأمن. هذه هي الغايات التي يتفق عليها الجميع، وهي الغايات التي نتفق عليها في السعودية بطريقتنا الخاصة. يجب أن نتبّع هذه الوسائل لنصل إلى تلك الغايات.

ولنذكّر الأمريكيين، لو لم يكن الأمر يتعلق بالملكية المطلقة، لما كان لديكم الولايات المتحدة الأمريكية اليوم. فمن ساعد قبل ثلاثمائة عام في استقلال أمريكا؟ لقد كانت الملكية المطلقة لفرنسا، فبدون مساعدتهم، لكان هذا بلدًا مختلفًا، وكانت المنطقة مختلفة، ولكان التاريخ مختلف.

إذن ما يجب أن نركز عليه هو رؤية أي نوع من النظام الذي يمكن أن يشكل خطرًا على الولايات المتحدة الأمريكية، مثل الاتحاد السوفييتي، عندها ينبغي أن تتعامل معه. ولكن إذا كان هناك نظام يمكن أن يخلق الفرص والتقدم مع الولايات المتحدة الأمريكية أو دول أخرى، فإن هذا يعني أنه نظام يمثل ما يعتقد شعبه بأنه نجاح. ويمكننا أن نرى هذا الأمرفي عام 2011 [مع الربيع العربي]، ماذا حدث لأنظمة ومؤسسات دول لم تتناسب مع شعوبها، وماذا حدث لهم؟

المحاور: أنت لا تمثل فقط الجيل التالي، ولكن أيضًا تمثل عائلة واحدة فقط. لذلك فإنه بالنسبة للشعب فسيبدو أنك قد تكون أكثر حذراً، وربما أقل استقرارًا. ومع ذلك قمت بتحركات قوية جداً.

ولي العهد: لا، في الواقع، أولاً، الملك لديه الحق في اختيار ولي العهد وولي ولي العهد، ولا يمكن لأحد أن يصبح ولي العهد أو ولياً لولي العهد دون إجراء التصويت الذي يتم بين بين 34 ناخباً يمثلون أبناء الملك عبد العزيز. وأنا حصلت على أعلى نسبة أصوات في تاريخ المملكة العربية السعودية، أكثر من أي شخص آخر قبلي. فقد حصلت على 31 من بين 34 صوتًا من مجلس البيعة. لذلكهذه هي الأعلى. وثاني أعلى رقم في المملكة العربية السعودية كان 22 صوتا. لذا، من الناحية التاريخية، لقد حققت رقمًا قياسيًا في الأصوات المؤيدة داخل العائلة المالكة. وهم ينتهي دورهم عندما يقومون بالتصويت. وأصبحت رسمياً ولي ولي العهد ثم ولي العهد.

ثانياً، أنا لا أعمل لوحدي. بل أعمل مع كل الأشخاص الأذكياء حقًا من جيلي في العائلة المالكة. لدينا على سبيل المثال أكثر من 13 أميرا من جيلي ونفس عمري يعملون في 13 منطقة، ويتواجدون أيضاً في مجلس الوزراء وهم يعملون بجد، ويتواجدون أيضاً في مناصب مختلفة في مختلف الدوائر الحكومية. يوجد الكثير منهم. لذا فأنا أعمل مع أكثر من 40 شخصاً من العائلة المالكة من مختلف الفروع لإنجاح الأمور في المملكة العربية السعودية.

المحاور: أنا أريد العودة للحديث عن الصفقة الإيرانية. هل تحدثت إلى البيت الأبيض حول ذلك وإمكانية إلغاء التصديق؟ فأنت ذكرت من قبل أنه إذا كانت إيران تتجه نحو تصنيع السلاح النووي فستقوم السعودية بنفس الشيء. هل وجهت حكومتك للقيام ببعض الأبحاث حول ما يمكن أن يتطلبه الأمر وكيف يمكن الحصول عليه بسرعة؟

ولي العهد: حسنًا، لا يمكنني الحديث عن ذلك، لكن بإمكاني إخبارك أن الإيرانيين هم سبب المشاكل في الشرق الأوسط، لكنهم لا يشكلون تهديدًا كبيرًا للمملكة. ولكن إنْ لم تراقبهم؛ فقد يصبحوا يومًا ما تهديدًا. إنهم السبب الرئيسي في المشاكل، لكنهم لا يشكّلوا تهديدًاللسعودية.

لماذا؟ ببساطة إيران ليست من ضمن الدول الخمس الأكبر في المجال الاقتصادي في العالم الإسلامي. وحجم الاقتصاد السعودي هو ضعف الاقتصاد الإيراني. كما أنه ينمو أسرع بمرتين أو ثلاث مرات من الاقتصاد الإيراني. كما أن الاقتصاد الإماراتي والمصري والتركي أكبر من الاقتصاد الإيراني...وهناك الكثير من الدول الإسلامية التي تحظى باقتصاد أكبر من الاقتصاد الإيراني.

وذات الأمر ينطبق على الجيش. فهم ليسوا من ضمن الخمسة جيوش الكبرى في الشرق الأوسط. لذا فهم متخلفون بكثير. لكن مشكلة النظام هي أنهم قد اختطفواالبلاد. فهم يستخدمون أصول دولتهم من أجل تحقيق غاياتهم الأيديولوجية. وقد شاهدوا كل يوم، منذ ثورة 1979م، وهم يسعون إلى نشر أيديولوجيتهم. حتى في الولايات المتحدة. وبقيامهم بذلك سيخرج إمامهم المختبئليحكم العالم أجمع: الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والعالم ككل. وهم مؤمنون بذلك ويقولون ذلك بكل وضوح. وفي حال كانوا لا يقولون ذلك، فليخرج المرشد الأعلى وينكر كلامي بعد هذه المقابلة ويقول إنه لا يؤمن بما قُلته.

أنهم يقومون بذلك منذ 1979م، ومتى ما رأيت أي مشكلة في الشرق الأوسط فستجد لإيران يداً فيها. ففي العراق؟ كانت إيران متدخلة. وفي اليمن؟ كانت إيران متدخلة. وفي سوريا؟ كانت إيران متدخلة. وفي لبنان؟ كانت إيران متدخلة. أين هي الدول المستقرة؟ مصر؟ إيران لم تكن هناك. السودان؟ إيران لم تكن هناك. الأردن؟ إيران لم تكن هناك. الكويت؟ إيران لم تكن هناك. البحرين؟ إيران لم تكن هناك. لذا فإن جميع الدول المستقرة تنعم بالاستقرار لأن إيران لم تتدخل فيها.

والأمر ليس فقط بين إيران والسعودية. إنه بين إيران والسعودية والإمارات ومصر والكويت والبحرين واليمن، والعديد من الدول في شتى أنحاء العالم. لذا فإن ما نريدضمانه حقًا هو أنه مهما كان الأمر الذي يريدون فعله، يفعلونه داخل حدودهم. وقد أخرجناهم من أفريقيا بشكل قوي بأكثر من 95%. وذات الأمر ينطبق على آسيا. وذات الأمر ينطبق على اليمن. وفي العراق، فقد شاهدنا 70 ألف مشجع يرفعون علم العراق والسعودية معًا في مباراة كرة القدم التي جرت بين المنتخبين السعودي والعراقي.

لذا فإنه يتم إعادتهم إلى داخل إيران تقريباً. ونحن نتمنى أن تحظى إيران كدولة وشعب بمستقبل أفضل بدون أولئك القادة. وفي حال تغير ذلك، فبالتأكيد ستكون إيران مقربة منا كما كانت عليه قبل 1979م. لكن في حال لم يتغير ذلك، فبإمكانهم الاستمتاع بأنفسهم لفترة طويلة من الزمن حتى يتغيروا.

المحاور: وفي هذه الحالة أنت يجب أن تكون مستعدًا للدفاع عن بلادك.

ولي العهد: بالتأكيد.

المحاور: إذا هل بدأت في البحث عن اقتناء سلاح؟

ولي العهد: أتقصد السلاح النووي؟

المحاور: نعم.

ولي العهد: لا، فيما يتعلق بالسلاح النووي، فإننا لن نبدأ بفعل أي شيء.

المحاور: لا.

ولي العهد: -- حتى نرى إيران تعلن عن أنها تمتلك سلاح نووي. بالتالي، فما ذكرته لن يحدث حتى يحدث الأمر الأخر. ومما لا شك فيه أننا نقوم بتجهيز جيشنا. نحن نمتلك جيشا قويا ومجهزًا للغاية، جيش يحظى بأعلى معايير الجودة ويجمع بين الجودة والحجم في الشرق الأوسط. وقد تجدُ في المنطقة جيوشًا أكبر في الحجم، لكن معداتهم ذات جودة منخفضة. ستجد أن هناك فقط جيش واحد يملك تقنيات أفضل منا، لكننا أكبر بكثير في الميزان بخمسة أضعاف. وإذا ما نظرنا إلى الجودة والحجم؛ فإن السعودية تملك أفضل جيش، غير أن ما نريد ضمانه هو ألّا يشعر الشعب السعودي بما قد يحدث.

والاقتصاد يجب ألا يتضرر أو يشعر بذلك. لذلك نحن نحاول التأكد من أننا بعيدون عن أي تصعيد قد يحدث، وألا يؤثر ذلك على الحياة الاجتماعية والحياة الاقتصادية الطبيعية في المملكة. نحن نحظى بذلك بالفعل، ولكننا نود بأن نكون بعيدين عن هذا الأمر بالتأكيد.

المحاور: هل ستستخدم القوات البرية في اليمن؟

ولي العهد: في اليمن، الحرب بين أطراف الشعب اليمني، والحكومة اليمنية هناك تسعى جاهدة من أجل التخلص من الإرهابيين الذين اختطفوا بلادهم وحياتهم الطبيعية. وهي حربهم. ومهما كان الأمر الذي يطلبونه من السعودية أو الدول الاثني عشر في التحالف، سنقدمه. وحتى اليوم لم يطلبوا تواجد جنود على أرض المعركة.

المحاور: هل ستأخذ ذلك الأمر بعين الاعتبار؟

ولي العهد: في حال دعت الحاجة، وفي حال طلبتنا الحكومة اليمنية بذلك، فإننا سنلبي نداء الرئيس اليمني الشرعي المنتخب والمعترف به من قبل جميع دول العالم والمدعوم من قبل مجلس الأمن.

المحاور: تقول الأمم المتحدة أن هناك 10 ألاف تقريباً من المدنيين قد لقوا حتفهم في الصراع، وقد تحدث أيضًا بعض الأعضاء من الكونغرس وجماعات الإغاثة المستقلة عن أن الغارات الجوية التي تُشن من قبل دولتكم قد وصلت إلى حد جرائم الحرب. ما هو ردك على هذه الانتقادات؟

ولي العهد: حسنًا، أولًا الأخطاء واردة في أي عملية عسكرية. ليس بإمكان أحد خوض أي عملية عسكرية في شتى أنحاء العالم، حتى الولايات المتحدة وروسيا وجميع الدول، دون أخطاء. السؤال هو هل كانت تلك الحوادث عن طريق الخطأ أم متعمدة. وبالتأكيد، فإن أي أخطاء ارتكبتهاالمملكة أو دول التحالف هي حقًا أخطاء غير مقصودة تمامًا.

ونحن نعمل مع العديد من الدول في شتى أنحاء العالم من أجل رفع مستوى قواعد الاشتباك لدينا والتأكد من عدم وجود أي وفيات مدنية في العمليات العسكرية. ويجدر الذكر أننا نحن أكبر مانح للمساعدات في تاريخ اليمن. كما أننا لا نزال نقدم أفضل ما لدينا من أجل التأكد من توفر الدعم للاحتياجات الإنسانية ومصالح العامة والرعاية الصحية والتعليم في اليمن. ودائمًا ما نقدم يد العون بشكل مباشر لأي مبادرة تقوم بها منظمة الأمم المتحدة أو أي مجموعة في شتى أنحاء المعمورة، ونسعى للعمل بشكل إيجابي في ذلك الجانب.

لكن أحياناً في الشرق الأوسط لا تكون جميع الخيارات بين جيد وسيء، أحياناً يتوجب علينا أن نختار بين سيء وأسوء. لكن دعني أخبرك بأمر هام، الأزمة الإنسانية اليمنية لم تبدأ في عام 2015، بل بدأت في عام 2014 عندما بدأالحوثيون بالتحرك. ولكن ماذا لو لم يستجب التحالف ومجلس الأمن لنداء الرئيس اليمني والحكومة الشرعية اليمنية؟ سوف ترى اليمن منقسماً بين مجموعتين إرهابيتين، الحوثيين وهم حزب الله الجديد في الشمال، والقاعدة في الجنوب وهم يحاولون استغلال ما يحدث هناك ويحاولون النمو منذ عام 2015. وهكذا سترون اليمن منقسمًا بين هاتين المجموعتين الإرهابيتين.

وكان ليكون الوضع أسوء بكثير جداً مما هو عليه في العراق، لأنه في العراق عام 2013م لديك تنظيم الدولة الإسلامية يستولي على نصف العراق، وفي النصف الآخر لديك حكومة شرعية مع جيش، وقد استغرق الأمر 5 سنوات للتخلص من هؤلاء الأشرار، وخلال هذه السنوات الخمس نزح الملايين من اللاجئين وحدثت الكثير من العمليات الإرهابية حول العالم.

لذلك تخيل أننا طردناهم من العراق ومنحناهم ملاذاً أفضل في اليمن بدون أي حليف ولا حكومة ولا جيش يساعدنا بداخل اليمن، كم ستستغرق عملية التخلص منهم؟ ستستغرق أكثر من 5 سنوات، ستستغرق أكثر من 10 سنوات، ستستغرق حوالي 20 سنة، وستتطلب تحالف أكثر من 60 دولة، تحالف أكبر من الحالي. وستعرقل 13% من التجارة العالمية عبر باب المندب (مضيق بين اليمن وشبه الجزيرة العربية)، وقد حاولت هذه الجماعات الإرهابية عرقلتها، لكنهم فشلوا بسبب جهود التحالف، هل تعرف ما معنى 13% من التجارة العالمية؟ هذا يعني 13% من تجارة الولايات المتحدة الأمريكية و13% من تجارة الصين و13%من تجارة جميع دول العالم، هذا يعني أن حدوث ذلك سيضر بالاقتصاد الدولي.

بالنظر إلى ذلك، هل ينبغي علينا أن ننتظر حتى حدوثه؟ لقد تحققنا من الأمر، ثم تدخلنا، بعد ذلك ستكون الأمور صعبة. لن تحدث أي مشكلة في العشرين سنة القادمة؟ أم يتوجب علينا التصرف؟ هذا هو سبب وجود استخبارات في المملكة العربية السعودية وأمريكا وكل مكان، لكي يقرؤوا المستقبل، ويعرفوا ما يحدث، ويروا السيناريوهات لتجنب حدوثها. وهذا ما حدث في اليمن، فنحن نبذل قصارى جهدنا للدفع من أجل حل إيجابي. نحن نعرف أنها لن تنتهي بدون حل سياسي. ولكن حتى يأتي ذلك اليوم، ليس لدينا خيار سوى مواصلة العملية العسكرية.

المحاور: لقد كان هدف الغارات الجوية هو جلبهم لطاولة المفاوضات، ولقد كنتم تقصفونهم لمدة ثلاث سنوات لأجل ذلك، ولكن يبدو أن استهدافهم لعاصمتكم بالصواريخ الباليستية يتزايد، إذن ما الذي يتطلبه الأمر لإنهاء هذا النزاع؟ أعني، أنت تقول 20 عامًا. هذا جيل من السعوديين الذين سيكونون في حالة حرب دائمة.

ولي العهد: لا لا، لقد قلت 20 سنة إذا لم نتصرف، ولن يستغرقنا الأمر 20 سنة لوحدنا بل سيستغرق العالم أجمع، فالحوثيون لا يهتمون بالمصالح والمصالح اليمنية، إنهم يهتمون فقط بأيديولوجيتهم والأيديولوجية الإيرانيةوأيديولوجية حزب الله. أو أنهم يرغبون بالموت. هذا ما يهتمون به. ولهذا السبب من الصعب التفاوض والتوصل لحل معهم، وقد أعلنت الأمم المتحدة ذلك، كما أن المبعوثأعلن بوضوح شديد أن من يهرب من طاولة المفاوضات هم الحوثيون. إنها ليست الحكومة اليمنية والأحزاب اليمنية الأخرى. لكن علينا بالطبع أن نفتح الباب أمامهم إذا أرادوا العودة والتفاوض.

لكنني سأقولها اليوم بشكل صريح، نحن نعمل من خلال معلومات استخباراتية على تقسيم الحوثيين، لذلك نرغب بمنح الفرصة إذا كان هناك أشخاص في الصف الثاني أو الثالث للحوثيين ويرغبون بمستقبل مغاير فسنساعدهم على فصلهم عن قادة الصف الأول الحوثيين الأيديولوجيين.

المحاور: إلى أي مدى تتوافق مصالح السعودية مع مصالح إسرائيل؟ هل سيكون هناك مجال لإسرائيل في خطتك للتنمية؟

ولي العهد: حسنًا، يبدو أن لدينا عدوًا مشتركًا، ويبدو أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي. ولا يمكن أن يكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن كلا منهما لهما الحق في العيش والتعايش. وحتى حدوث ذلك، سنراقب، وسنحاول دعم حل للسلام. وعندما يحدث ذلك، بالطبع في اليوم التالي سيكون لدينا علاقة جيدة وطبيعية مع إسرائيل، وستكون الأفضل للجميع.

المحاور: هل صحيح بأنكم استدعيتم أبو مازن لتخبروه بأن يقبل بخطة السلام أو يرفضها، هل هذا أفضل ما بإمكانكم فعله؟

ولي العهد: تربطنا علاقة وثيقة بأبو مازن، وأعتقد أنه رد على هذه الشائعات بنفسه ونفى صحتها.

المحاور: إذا لم تكن صحيحة، فما هو الذي حدث فعلاً؟

ولي العهد: في الواقع أخبره الملك سلمان أن هناك مقولة في المملكة العربية السعودية تقول إن أهل مكة أدرى بشعابها. لذلك دائما ما يذكره الملك سلمان ويخبره: كما تعرف يا أبو مازن، أهل مكة أدرى بشعابها، ونقول إن أهل فلسطين أدرى بشعابها. لذا فكل ما تراه مناسبًا لك، سندعمه. أيا كان ما نسمعه من حلفائنا الأميركيين، أيا كان، سنحاول ايضاحه، وسنحاول دعمه لجعل الأمور تحدث. ولكن إذا لم يناسبكم الحل، فهو حل غير مناسب.

المحاور: ما فعله ترامب بالقدس جعلك لحد ما تبدو كالوسيط الجديد.

ولي العهد: في الواقع، نحن نحاول فعل ما بوسعنا، إنني أحاول التركيز بإيجابية على الفرص التي أمامنا، وعلى الخطوة القادمة، وكيف تؤخذ الأمور في وضع أفضل، وليس كيفية المجادلة مع أي خطأ.

المحاور: لنتحدث عن سوريا للحظة، ماهي النهاية الواقعية لتلك المأساة؟

ولي العهد: لا أعلم إن كان بعض الأشخاص سيغضبون حينما أجيب على ذلك السؤال، لكنني لا أكذب. أعتقد أن الكذب على الناس أمرٌ مُخزٍ فعلًا، وخصوصًا في عام2018م، حيث يكاد يكون أمرًا مُستحيلًا أن تُخفي شيئًا عن الناس. أعتقد أن بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءًا من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لفترة طويلة جدًا. ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد، وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيدولوجيتها، حينها بشار، سيكون دُميةً لإيران.

لذا، فمن الأفضل لهُ أن يكون نظامهِ قويًا في سوريا، وهذا الأمر أيضًا سيكون إيجابيًا بالنسبة لروسيا. أما روسيا، فمن الأفضل لهم أن يكون لهم قوة مباشرة وأن يُمكنوابشار ولديهم نفوذ مباشر في سوريا ليس عبر إيران. لذلك، فإن هذه المصالح قد تُقلل من النفوذ الإيراني بشكل كبير، ولكننا لا نعرف ماهي النسبة المئوية لذلك. ولكن بشار لن يرحل في الوقت الحالي. لا أعتقد أن بشار سيرحل دون حرب، ولا أعتقد أنه يوجد أي أحد يريد أن يبدأ هذه الحرب لما ستحدثه من تعارض بين الولايات المتحدة وروسيا ولا أحد يريد رؤية ذلك.

المحاور: لذلك أنت ترغب في رؤية وقف الصراع لأن النتيجة باتت مؤكدة.

ولي العهد: أعتقد أنها اقتربت لتكون كذلك. لدينا الآن أراضي يُسيطر عليها بشار، أما الأراضي الأخرى فهي تحت سيطرة الشعب السوري بدعمٍ من الولايات المتحدةالأمريكية. ونحن نحاول أن نركز في السعودية على كيفية مساعدة الشعب من خلال المعونات، ونحن لا نقوم بإرسالها بشكل مباشر. بل نرسلها عبر الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحلفائنا، ونأمل أن تتوقف الأمور الذي تحدث في سوريا في أقرب فرصة ممكنة. وذلك لأن الناس يُعانون هُناك.

المحاور: قال الرئيس أعتقد اليوم بأنه سيكون هنالك انسحاب للقوات الأمريكية من سوريا. هل ذلك أمرٌ تستحسنه؟

ولي العهد: حسنًا، نعتقد أن على القوات الأمريكية البقاء على المدى المتوسط على الأقل إن لم يكن على المدى الطويل، وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لأن تمتلك أوراقًا للتفاوض وممارسة الضغط. وفي حال إخراج تلك القوات، فأنت تخسر تلك الأوراق. هذا أولًا. أما ثانيًا: تحتاج إلى نقاط تفتيش في الممر بين حزب الله وإيران، لأنك إن أخرجت هذه القوات من شرق سوريا، فستخسر نقطةالتفتيش تلك وسيساهم ذلك الممر في تصعيد أمور أخرى في المنطقة.

المحاور: إذن ذلك أمرٌ تخشاه، ذلك الممر المباشر.

ولي العهد: بالطبع، ولكننا سنتولى أمره-ولكنه سيكون أكثر صرامة.

المحاور: أود العودة إلى اليمن. في ظل إدارة ترامب، ذكرت أن عمليات الاستهداف قد تحسنت. ما الذي تغير في ظل هذه الإدارة والذي خول لكم تحسين عملية الاستهداف أو جمع المعلومات الاستخباراتية وغيرها من الأمور؟

ولي العهد: لا نتلقى الكثير من المساعدة من الولايات المتحدة ولا نطلب الكثير من الدعم منها. نحن نقوم بذلك بأنفسنا عن طريق تحالف من الشرق الأوسط، ونعتقد أن أننا نقوم بذلك بما فيه صالح العالم بأسره ومعظم بلدان العالم، على الصعيد الاقتصادي والأمني، وذلك كما أوضحنا في بداية هذه المقابلة.

المحاور: بالتأكيد. ولكن هنالك دور للولايات المتحدة بالطبع.

ولي العهد: إنهم يراقبون ما يحدث هُناك. نحن نقاتلتنظيم القاعدة معًا. لدينا الكثير من العمليات الجارية في السعودية، الكثير من التخطيط، الكثير من البرامج لنقوم بها ونحن نزيد من أعمالنا لضرب تنظيم القاعدة بقوة في اليمن. وهنالك الكثير من المناطق، والكثير من المدن التي لا يمكن للناس التجول بها بحرية. ثمة مدنٌ خاضعة حاليًا لسيطرة الحكومة الشرعية لأول مرة منذ خمسة عشر عامًا والتي كانت تحت سيطرة تنظيم القاعدة. إذن، فقد تلقى تنظيم القاعدة العديد من الضربات خلال هذه الأعوام الثلاثة الأخيرة، وهو أكثر مما تلقوه في الخمسة عشر الماضية وهُم يوشكون على الاختفاء، ويختبئون في الكهوف ومناطق مختلفة في اليمن. وإن الدور الذي نركز عليه مع الولايات المتحدة هو المزيد من العمل والمزيد ضد تنظيمالقاعدة في اليمن والقيام بالمزيد والمزيد لضمان أن نمحوهم بالكامل بأسرع وقت ممكن.

المحاور: سؤال التطرف. ما الذي يُمكن فعله لعكس آثاره؟أنا أفهم ما تحاول فعله داخل المملكة. ماذا عن الخارج؟

ولي العهد. نعم، بادئًا ذي بدء، السعودية لا تنشر أي أيدلوجية متطرفة. السعودية هي أكبر ضحية للفكر المُتطرف. إن كنت أنا أسامة بن لادن أو أي متطرف أو إرهابي، وأردت نشر الأيدلوجية الخاصة بي وأردت التجنيد، فمن أين سأقوم بالتجنيد؟ سأذهب إلى المغرب للتجنيد ونشر الأيدلوجية أو أذهب إلى ماليزيا؟ بالطبع لا. إن أردت نشر الأيدلوجية فسأذهب إلى السعودية. علي أن أذهب إلى قبلة المسلمين. علي أن أذهب إلى البلاد التي تحتضن المسجد الحرام. وذلك لأنني إن قمت بنشرها هناك، فإنها ستبلغ كل مكان.

وذلك ما حدث بعد 1979. جميع هذه الجماعات المتطرفة، والإرهابيون الذين يستهدفون بلادنا لتجنيد المزيد من الناس من بلادنا، ولنشر أيدولوجيتهم في بلادنا لأنهم يريدون نشرها في جميع أنحاء العالم. وذلك ما حدث ولقد كنا أول وأكبر دولة تدفع الثمن. وكانت أولى العمليات حول العالم قد حدثت في السعودية وفي مصر في التسعينيات الميلادية. وأسامة بن لادن كان يتلاعب بالناس في بداية التسعينيات. ولقد طالبنا باعتقال أسامة بن لادن. لقد كانخارج السعودية. كان ينبغي أن يتم اعتقاله. ولقد ردت ذي صحيفة إندبندنت علينا في عام 93 أن بقولها إن أسامة بن لادن يناضل من أجل الحرية وإنه يمارس حرية التعبير. يُمكنك العودة إلى مقالة ذي إندبندنت في 93، أسامة بن لادن! وهذا الأمر كان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، قبل عشر سنوات منها. لقد كنا نقول إنه رجلٌ خطير. إنه إرهابي. وأنه ينبغي أن يتم اعتقاله فورًا. لقد تعرضنا لهجمات هجمات إرهابية في السعودية، وتعرضتمصر لهجمات إرهابية في التسعينيات، لكن تم اتهامنابأننا نقمع حرية التعبير حتى وقعت أحداث 11 سبتمبر. لذا، فإنه من الواضح جدًا أننا نحن الضحايا، ولكن من الواضح أيضًا أننا في الخطوط الأمامية لأنه لم يعد بإمكانهم التجنيد ونشر الأيدلوجية إن لم يتمكنوا من القيام بذلك في المملكة العربية السعودية، وإذا وقفنا وخضنا الحرب. ونحن نقوم بذلك اليوم في السعودية.

لذا؛ لدينا الكثير من الأمور التي ينبغي علينا القيام بها. أولًا: محاربة الإرهابيين، بالإمساك بهم أو بقتلهم أو بالقبض عليهم. ثانيًا: محاربة المتطرفين؛ نحن نعامل جميع المنظمات المتطرفة في المملكة العربية السعودية كمنظمات إرهابية مثل جماعة الاخوان المسلمين. إن جماعة الاخوان المسلمين خطيرةٌ جدا ومصنّفة في السعودية ومصر والامارات وغيرها العديد من دول منطقة الشرق الأوسط على أنها جماعة إرهابية.

إن المرء لا يتحوّل فجأةً من شخص عادي إلى إرهابي؛ بل يتحوّل من شخص عادي إلى محافظ قليلًا ومن ثم إلى متطرّف قليلًا ويزداد تطرفا وتطرفا حتى يصبح جاهزا لأن يكون إرهابيا. وتعدّ شبكة الاخوان المسلمين جزءًا من هذه الحركة. فلو نظرت إلى أسامة بن لادن، فستجد أنه كان من الاخوان المسلمين... ولو نظرت للبغدادي في تنظيم الدولة الإسلامية، فستجد أنه أيضا كان من الاخوان المسلمين. في الواقع؛ لو نظرت إلى أي إرهابي، فستجد أنه كان من الاخوان المسلمين.

وهل تعلم ما هو الخطر الأعظم؟ الإخوان المسلمون ليسوا في منطقة الشرق الأوسط لأنهم يعلموا أن منطقة الشرق الأوسط تتبع استراتيجيةً جيدة ضدهم في السعودية ومصر والإمارات والأردن والعديد من الدول الأخرى. ولكن هدفهم الرئيسي يتمثل في جعل المجتمعات الإسلامية في أوروبا متطرفة. فهم يأملون بأن تصبح أوروبا قارةً إخوانية بعد 30 عاما، وهم يريدون أن يتحكموا بالمسلمين في أوروبا، من خلال استخدام جماعة الإخوان المسلمين. وهذا سيشكّل خطرًا أكبر بكثيرٍ من الحرب الباردة ومن تنظيم الدولة الإسلامية ومن القاعدة ومن أيِّ أمرٍ شهدناه خلال آخر مئة عام من التاريخ.

لذا؛ فإن محاربة التطرف لا تكون فقط في محاربة المتطرفين، ونشر الحداثة، فهذا الأمر جزء من محاربة التطرف. ولكن هنالك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها: التعرّف على تلك الجماعات؛ وسنّ قوانين لمحاربتها؛ وتوضيح المعايير التي نُميز من خلالها الإرهابيين. هذا لا يعني حرية التعبير. عليك الحذر لأن هذا هو الطريق الذي يوصل الناس للإرهاب.

لذا، هناك العديد من الأمور التي يجب التعامل معها بطريقة مختلفة. ونحن نحاول القيام بواجبنا في السعودية، فقد وضعنا قوانين وحقّقنا إنجازات على مستوى التخطيط الأمني واستراتيجية الأمن واستراتيجية الإعلام ونظام التعليم، لقد قمنا بعمل الكثير. فعلى مدى الثلاث سنوات الأخيرة، حققنا الكثير من الإنجازات، وقبل ذلك أيضا، وسنستمر في المستقبل. كما أننا نقوم بالكثير من الأمورمع العديد من الدول من حول العالم. ولكننا نشعر أن الدول الغربية تحاول محاربة أولئك المتطرفين من خلال تقديم فرصة الاعتدال والانفتاح في الغرب فقط. إذا أردت أن تحاربهم، يجب عليك أن تصنفهم على أنهم مجرمين بموجب قوانينك.

المحاور: هل هذا ما يحدث في السعودية؟

ولي العهد: نعم. لقد تم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية منذ سنين

لدينا جماعة الإخوان المسلمين ومن ضمنهم السروريين.هناك العديد من الأفلام الوثائقية التي شاهدناها حول العالم والتي تصف السروريين بالوهابيين -- نحن في الحقيقة نصفهم بالسروريين في السعودية. هؤلاء أعلى بدرجة من الإخوان المسلمين، حيث أنهم ينظرون إلى الأمور من منظور أكثر تطرفا في الشرق الأوسط. لدينا جماعة الإخوان المسلمين ومن ضمنهم السروريين. ولكنهم بموجب قوانيننا مجرمون، وحينما نملك أدلة كافية ضد أي أحد منهم، نقاضيهم في المحاكم.

المحاور: في وجهة نظرك، ما الخطأ الأكبر الذي اقترفته أمريكا في الشرق الأوسط خلال الخمسة عشر أو العشرين سنة الماضية؟

ولي العهد: أولًا: الأخطاء تحدث، ولن تتوقف عن الحدوثلأننا بشر. وعليه، فإن الدول سترتكب الأخطاء والأفراد سيرتكبون الأخطاء. وتكمن مهمتنا في كيفية تقليل هذه الأخطاء بأكبر قدر ممكن. أعتقد أن أمريكا اقترفت خطأين: يتمثل الأول بالدخول في العراق، إنه خطأٌ فادح. أعتقد أنه كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تتوقف بعد إكمال المهمة في أفغانستان وأن تركز على كيفية تحويل أفغانستان من دولة ضعيفة إلى دولة طبيعية. هذا فيما يتعلق بالخطأ الأول. أما الخطـأ الثاني؛ فيتمثل في سحب القوات الأمريكية من العراق وتفكيك الجيش العراقي.

هذان هما الخطآن الكبيران اللذان تسببا في ظهور مشاكل أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

المحاور: أود العودة إلى الحديث عن المواضيع الداخلية.كنت أتسائل عما إذا كنتم ستتخذون أي خطوات فيما يتعلق بإنهاء أو تقليل الإعدامات وقطع الرؤوس في العلن؟

ولي العهد: أتقصد تنفيذ حكم الإعدام بحق المتطرفين؟

أعتقد أن أمريكا ودولا كثيرة حتى هذه اللحظة تنفذ حكمالإعدام. لقد حاولنا التقليل من ذلك ولدينا قوانين واضحة[لا] يمكن أن نغيّرها. فعلى سبيل المثال، عندما يقدمشخص ما على قتل شخص آخر، يجب أن يُنفّذ حكمالإعدام بحقه في قانوننا. ولكن هنالك جوانب قليلة يمكنتغييرها، بحيث يتم تغيير حكم الإعدام فيها إلى السجنالمؤبد. إن جلالة الملك، لا يستيقظ من نومه ويوقع فقط علىما يريد التوقيع عليه، بل أنه يعمل بما يقتضيه القانونوالكتاب. فهناك قوانين متعلقة بكيف يعمل الملك كملكٍ أوكرئيسٍ للوزراء.

نحن نعمل منذ سنتين في الحكومة وأيضا في البرلمانالسعودي على إقامة قوانين جديدة في هذا الجانب. ونعتقدأن الأمر سيستغرق لإتمامه عاما واحد، أو أكثر قليلا.

المحاور: إذن هي مبادرة.

ولي العهد: نعم بالتأكيد إنها مبادرة. لن نلغيها بنسبة100%، ولكننا سنقلل منها الى حد كبير.

المحاور: ضمن هذا السياق المتعلق بالقانون، تشيرجماعات حقوق الانسان إلى الأشخاص الذين تعتبرهمنشطاء سياسيين أو مدونين وُضِعوا في السجن. هل لديكحساسية من الحديث حول هذا الموضوع؟ تتحدث كثيرا عنالمثل الأعلى المتمثل في حرية التعبير

ولي العهد: اعتدنا على وصفهم - - في التسعينات، اعتادواعلى وصف أسامة بن لادن بالأمر ذاته، ثم تبين أن أسامةبن لادن هو الخطر الأكبر الذي يواجه العالم بأسره. ويصفونهم اليوم بالأمر ذاته، ونحن نصفهم بحزب الاخوانالمسلمين أو حزب السروريين أو الناس المرتبطين بمنظماتعديدة ويعملون لصالح دول كثيرة. وفي كل حالة، عندما تنتهي التحقيقات، نُعلن عن تفاصيلها علنًا.

المحاور: هل هُناك -- بالنسبة لتأخير طرح أرامكو الأولي للاكتتاب العام، لم أخرتموه وهل لا زلتم تدرسون طرحها في بورصة نيويورك؟

ولي العهد: نحن لا نقوم بتأخير الطرح. لقد قُلنا أننا سنكون جاهزين لطرح أسهم أرامكو بحدود العام 2018. ونحن مستعدون. صغنا جميع القوانين. وقمنا بجميع الخطوات التي تجعلنا مستعدين لطرح أسهم أرامكو. أما الآن فالمسألة هي اختيار الوقت المُناسب. نعتقد أن أسعار النفط سترتفع في هذا العام وسترتفع بشكلٍ أكبر في عام 2019، لذا نحن نُحاول أن نختار الوقت المُناسب. لكننا مستعدون للطرح الآن إذا ما أصبح الوقت مناسبًا.

المحاور: أما زلتم تفكرون في إدراجها في بورصة نيويورك؟

ولي العهد: نحن ننظر في جميع الخيارات، والفريق الذي يعمل على طرح أرامكو الأولي للاكتتاب العام يظل يقول لي، "لا تقُل شيئاً عن ذلك".

المحاور: كنت أتساءل في ظل كل هذه المبادرات التي تقومون بها، مبادرة الطاقة الشمسية وبعض الإصلاحات في الداخل، كنت أتساءل حول مدى اعتماد ذلك على طبيعة النفط المحدودة".

ولي العهد: نعم.

المحاور: إذاً ما حجم الدور الذي يلعبه ذلك؟

ولي العهد: لا أعتقد أن ذلك سيضرُّ بالدور الذي يلعبه النفط– دعنا نتحدث قليلاً عن النفط، وبعدها سنتكلم عن المبادرة، إن لم يكن لديك مانع. أولاً، الطلب على النفط يزداد ووفقًا لتوقعات أرامكو فهم يعتقدون أنه سيستمر في الارتفاع حتى عام 2040. لكن في أكثر حالات التحفظ في التحليلات العالمية، يعتقدون أن الطلب سيستمر في الارتفاع حتى عام 2030. والاستمرار في الارتفاع حتى عام 2030 يعني 1.5 بالمائة كل عام. وبعد ذلك سيتراجع.

إذًا الطلب اليوم على النفط يبلغ قرابة مئة مليون برميل يوميًا. في عام 2030 سيكون حوالي 120 مليون برميل. أما في عام 2040 سيعود مرة إلى رقمٍ يُقارب المئة مليون برميل. وفي عام 2050، 2060 سيصل إلى حوالي 80 إلى 70 مليون برميل. 85% -- 85 مليون برميل من هذه الحاجة (الطلب) تقريباً سيذهب إلى الطاقة، ولكن لا أعني طاقة المُدُن. 40 إلى 30 مليون برميل، للسيارات. أما غير ذلك فللطائرات والسُفن.

الذي يتغير اليوم هي السيارات، بسبب التوجه إلى السيارات الكهربائية، لكن لن يكون هناك أثرٌ إلى ما بعد عام 2030. ويبدو أن السفُن والطائرات ستستمر لوقت طويل لأن لا أحد اليوم يتحدث عن طائرات تطير باستخدام طاقة الكهرباء أو سُفنٌ تُبحر حول العالم باستخدام طاقة الكهرباء. فعندما يتحدثون عن هذه الأشياء سيستغرق الأمر 20 سنة.

من الناحية الاُخرى، فإن الطلب المُتمثل بخمسين مليون برميل أو أقل على البتروكيماويات والمواد، يزداد كل عام بنسبة 3.5 بالمائة. لذا سيكون في عام 2030 عند حوالي 20 مليون برميل. وفي عام 2050, 2060، سيكون عند حوالي 50 مليون برميل. إذاً هذه حاجة جديدة إلى النفط.

ولإيضاح هذا بمثال، كل واحدٌ منكم يرتدي جزءاً من البتروكيماويات والمواد. فلديكم بعض هذه الأشياء في أزراركم وأقلامكم وأحذيتكم وأجهزتكم الهاتفية، وسيأتي المزيد. ألياف الكربون على سبيل المثال، ألياف الكربون هي أحد أفضل المواد في العالم. هي مادة غالية الثمن، لكننا نستثمر فيها. وستكون أقل تكلفةً، لذا سنراها تستخدم في كُل طائرة، وكلُ سفينة وكل سيارة. لذا هناك حاجة مُتزايدة ومستمرة.

الأمر الآخر هو العرض، سيختفي الكثير من المعروض في العشرين سنة القادمة. فبعد خمسة سنوات، لن تُنتج الصين أي شيء. اليوم هم يُنتجون حوالي 4 مليون برميل في اليوم. ولن يُنتجوا شيئاً بعد خمس سنوات. والدول الأُخرى. بعد 10 سنوات، ستختفي العديد من الدول. وستختفي كمية كبيرة من العرض القادم من الولايات المُتحدة الأمريكية بعد عشرة سنين.

وبعد 18 عام، سيختفي المعروض الروسي بأكمله, 11 مليون برميل. سيصل إلى الصفر بعد 18 عام. لذا يبدو أننا لا نحتفظ بالعشرة ملايين برميل التي ننتجها فحسب، بل ويبدو أننا سننتج الكثير والكثير جداً من البراميل في المستقبل. لذلك من الواضح جداً استدامة النفط حتى لوأخذنا بالتحليلات المُتحفظة وليس تحليلات أرامكو.

لذا فإن إنتاج الطاقة الشمسية، لا يؤذي النفط لأنه لا يُنتَج للطائرات أو السُفُن، ولن يتعارض مع الطلب المتنامي للبتروكيماويات. في الواقع، نعتقد أن السير بهذا الاتجاه سيساعد على أن يلعب النفط دوراً جيداً في حماية الطبيعة لأنه إذا قمت بإنتاج البلاستيك، فلا يجب عليك التخلص منه. يجب عليك علاجها وإعادة تدويرها بطريقة لا تضر الطبيعة. أفضل من إنتاج النفط للسيارات.

الفرصة التي نتخذها الآن في المملكة العربية السعودية هي في الطاقة الشمسية... ونحن نعتقد أن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تحقق قفزة في هذا المجال ومجال تصنيع الطاقة الشمسية هي المملكة العربية السعودية لأن لدينا جميع عناصر النجاح. لذا هناك الكثير من البلدان التي تكون فيها أشعة الشمس قوية: مثل الجزائر، الهند، سمِ ما شئت. ولدينا شمس قوية أيضاً. لكن ليس لدى كل البلدان طلب محلي. لذلك هناك عدد أقل من الدول التي لديها طلب محلي. لا يمكن لأي بلد أن يكون لديها طلب مُتمَثل بـ 150 غيغاواط، 200 غيغاواط. إنها السعودية والهند وعدد قليل من البلدان. والبلدان الأخرى في الشرق الأوسط لا يمكنها الوصول حتى إلى 30 غيغاواط من الطلب. لذا فإن الطلب الكبير يدفع لتحقيق ذلك.

ثالثاً، لدينا أكثر من ذلك. لدينا سلسلة التوريد بأكملها لتصنيع الألواح الشمسية في المملكة العربية السعودية. رابعًا، لدينا جميع أنواع المواد اللازمة لذلك. لدينا السيليكا، الكثير من السيليكا، لكنها ليست مثل السيليكا في الجزائر وأفريقيا والدول الأخرى، حتى الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى. فإن السيليكا في الجانب الشمالي من المملكة العربية السعودية، تصل نقاوتها لدرجة %99.7. أما غيرها من السيليكا حول العالم لا تصل حتى إلى 90 بالمائة. لذلك لا تكلف السيليكا في السعودية شيئاً لتصنيعها وبناءها. لا تُكلف شيئاً. إذاً هي ليست مجرد مادة. إنها مادة رخيصة وذات جودة عالية.

البلدان الأخرى التي لديها الكثير من السيليكا، تكون فيها أقل جودة بكثير ومكلفة ... سيكون لدينا النوع الآخر من المواد. جزء من تلك المواد، الكابلات، وغطاء الكابلات، لدينا الكثير من الكابلات في المملكة العربية السعودية، الكثير. لتصنيع هذه المواد وتصنيع الألواح الشمسية، يتطلب الأمر الكثير من الغاز، ولدينا الكثير من اكتشافات الغاز في البحر الأحمر.

لذا، الموارد المختلفة، وسلسلة التوريد، والطلب، والشمس جميعها موجودة في السعودية. ولا توجد في أي مكان آخر حول العالم. لذا إذا قلنا، "سنلغي المشروع، ولن نصل إلى 200 جيجا واط"، فلن يقوم أحد آخر به. إننا نبذل جهدًا كبيرًا خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل جمع أفضل الشركاء لهذا المشروع من مختلف أنحاء العالم، من أمريكا والصين واليابان، ونحن الأن في المرحلة الأخيرة لتشكيل أرامكو السعودية الجديدة. وربما، بما أن أكبر شريك لنا هي اليابان، يمكننا أن نطلق عليها Jaramco "يرامكو" أو شيء من هذا القبيل.

وهذا الأمر سيساعد السعودية على توفير 40 مليار دولار سنويًا. وزيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بـ 20 مليار دولار. وسيخلق 100 ألف وظيفة، وسيساعدنا على التصدير لأننا سنصدر للعالم كله أرخص الألواح الشمسية وأكثرها فعالية. لذا فإننا نقدم مساعدة كبيرة وعظيمة للعالم أجمع من أجل إنتاج الطاقة، الطاقة المستمرة بتكلفة أقل من أي وقت مضى. كما أننا سنخاطر بالدفع بكل مطالبنا في تلك المنطقة.

المحاور: لدي سؤال شخصي واحد، كيف أصبحت مهتمًابـ دا فينشي؟

ولي العهد: دا فنشي، لقد قلنا أن هذا حديثٌ ليس دقيق.

المحاور: ليس صحيحًا؟

ولي العهد: ما الذي يجري، لا أعلم كم مرة ينبغي علينا أن نعلن ذلك.

المحاور: الناس تابعوا مقابلة برنامج "60 دقيقة" واعتقدواأنك توافق على كل ما تم نشره من تقارير.

ولي العهد: لقد قلت مسبقًا لبرنامج 60 دقيقة الثراء ليس جريمة. بل الجريمة تكمن في أن تكون فاسدًا. وفي حال كُنت فاسدًا، أرجو أن توضّح لي فسادي وتقدم دليل على ذلك. ولا يبدو أن هناك أي أحد يقدم أدلة. ومن المعروف أن الملك سلمان وأبناؤه وفريقه نزيهون تمامًا والكل يعلم ذلك في السعودية. ويمكننا إعطاءك سجل العائلة، عائلة آل سعود قبل تأسيس المملكة العربية السعودية، وسجل الملك سلمان منذ ولادته. وسجلي أيضًا إنه ناجح في السعودية.

وفي الحقيقة إنني أحب الفن. وأؤمن أن أي شخص يمتلك ذوق رفيع، يجب أن يحب الفن ويقدره. وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم ولا يمكنني أن أحدد شخص واحد ليكون فناني المفضل.

المصدر