الثلاثاء، 9 يناير 2018

أن تكذب أكثر 7

كاترين تكتب على لسان الفرس عن اليمن


كثرت المراكز التي تدعي أنها ثقافية ذات مهنية عالية في البحث، وأنها محايدة، وتقدم مواضيعها ودراساتها بحيادية، وكنتت أطارد موضوعاً عبر الشبكة فوقعت على مركز لم أسمع به من قبل، ولا أعتقد أنكم سمعتم به، ولن أذكره لكم هنا لأنه لا يستحق الذكر، ولكن سأنقل لكم ما كتبته "كاترين شقدم" في هذا الموقع. وكاترين هذه بحثت عن سيرة لها في الـ"قوقل" ولم أجد لها شيئاً سوى ما كتبته في هذا الموقع.

 

بعد قراءتي لموضوعها المعنون:" السر الخفي للحرب في اليمن ـ حرب من أجل إعادة التشكيل الإقليمي" وهو عنوان يصيب الحقيقة كاملة، وهو ما شدني للقراءة، ولكن في متن الموضوع تجد أن ما جاء في المقالة يخدم التوجه الإيراني بالكامل، ولا يخدم العنوان على الاطلاق.

حيث رأت أو رأى من كتب المقالة أن ما يحدث يخدم التوجه الامبريالي وأن من يقوم بهذا الدور هو السعودية، نعم هو يخدم التوجه الامبريالي تماماً ولكن من يقوم بخدمة وينفذ أجندة الغرب وبشكل واضح هي إيران، فكل المآسي التي تحدث في العراق وسوريا ولبنان ومن ثم اليمن سببها إيران، بتدخلاتها غير المبررة في الدول العربية، وبسعيها الحثيث إلى تصدير "ثورة الخرافة الإيرانية" إلى أن وصلت إلى جماعة ساذجة في اليمن لم تقرأ ولم تكتب فطوعتها لخدمة مصالحها من أجل اشغال المملكة العربية السعودية.

كما أن التلاعب اذي تحدثت عنه الكاتبة أو من كتب هذا هو التلاعب بالشعب الإيراني بحيث أن الإعلانات المتكررة لقادتهم وللملالي ممن أنهم يسيطرون، هل لاحظ/ت الكاتب/ة هذه الكلمة في تصاريح الإيرانيين؟ أم أرادت أن تمرر عليكم الكذب مثلما يكرره الملالي وحزب الله في لبنان؟، لاحظوا يسيطرون على أربع عواصم عربية، والمملكة العربية السعودية لم تعمل في اليمن إلا تحت مظلة الأمم المتحدة بالقرار 2216 وبحلف عربي وبطلب من الشرعية في هذه الدولة وليس من الانقلابيين الذين تساندهم إيران.

إن الترويج لأكاذيب تصنعها الاستخبارات الإيرانية نحو الأمة العربية يجب أن تعيها الشعوب، فقد انكشف توجه الملالي بوضوح تام أن الهدف من ثورتهم هو مساندة الطغيان للسيطرة على المنطقة، ولم تقم هذه "الثورة" المربوطة بالإسلام زوراً وبهتاناً من أجل حماية الإسلام كما ردد الملالي في بداية ثورتهم، لقد انكشف زيف هذه الثورة، حتى تحرك الشعب الإيراني في مظاهرات واضحة للعيان لإسقاط هذا النظام الظالم، الذي أعاده إلى عصور مظلمة.

لم تتم الخديعة عبر الخطاب السياسي السعودي تجاه اليمن بل كان خطاب السعودية واضحاً للجميع: ـ حماية الشرعية ـ حماية حدودها وسيادتها من المد الإيراني ـ التحرك عبر قرار أممي ـ التحرك عبر مخرجات الحوار الوطني ـ التحرك عبر المبادرة الخليجية، أي لم تخدع اليمن ولا أهل اليمن بل وضحت لهم الحقيقة كاملة. بينما في الخطاب المقابل لمن يسعى إلى تدمير اليمن مثلما دمر لبنان من قبل ودمر العراق وسوريا فإن خطابهم بكل وقاحة يقول : العاصمة العربية الرابعة " صنعاء" سقطت في يد إيران. أي المشروع مشروع احتلال وليس مشروع مساعدة، ولعل ما يدلل على أن المشروع هو احتلال ما فعله الحوثي حين قتل علي عبدالله صالح من أجل التفرد بالسلطة بعد أ، رأى صالح بدأ يكتشف اللعبة الإيرانية في بلاده وأراد الخروج من هذا المأزق الذي وضع نفسه فيه، فأراد أن يعيد اليمن إلى عروبته ولكنهم اغتالوه قبل أن يحقق ذلك، وطريقة الاغتيال هي أسلوب من أساليب الميليشيا الإيرانية كحزب الله في لبنان الذي كان يصفي أي أحد في لبنان يقف أمام توجهه.

هذه هي الخديعة الواضحة أيها الشعب اليمني، وما يكتب لكم من كذب عبر الموالين لهذا المد الطاغية لايخدعنكم، فهم يريدون لكم أن تعيشوا في ظلام مثلما يعيش لبنان الآن، يريدون زراعة حزب لهم كحزب الله تماماً.. وفعلا عليكم أن تواصلوا حربكم ضد الحوثي، وإلا فإنكم إن سيطر عليكم ستعيشون في ذل وهوان لن تخرجوا منه بسهولة، ولعلكم أدركتم أن الحوثيين بعد أن قتلوا 1400 من حزب رئيسكم السابق علي عبدالله صالح يسعون إلى بسط استبدادهم عليكم، فلا تستسلموا لهم، ولا تصغوا لأبواق كهذه الأبواق المتخفية خلف مراكز الدراسات التي تصنعها أيادي للاستخبارات لتحقيق أهدافها.

عندما كتبت لكم الكاتبة أو الكاتب كنت أعني ما أقول، اقرأوا هذه  الجمل وركزوا على الذي تحته خطاً " ونعم هذا يتضمن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، لكني لست متفهما لكيفية تطبيق هذا المبدأ على المملكة العربية السعودية"، أي أن هناك تشويش في تقمص الشخصية لم يستطع الكاتب التخلص منه أثناء كتابته.



وجاء في هذا الخطاب الإعلامي الذي يريد تأجيج الأمور، الموجه إلى الشعب اليمني ما يلي:" حتى الآن صورت حرب اليمن كحرب لاستعادة الديمقراطية ومحاولة لنكران الذات من قبل النظام السعودي من أجل إنقاذ اليمن من طغيان الحوثيين وتطرف تنظيم القاعدة. ونحن أيضا قيل لنا، ولو بشكل أقل، أن الحرب في اليمن كانت حربا للدفاع عن النفس.... ـ إلى أن يصل ـ بينما أملك الالتزام الشخصي والاعتقاد بأن كل دولة ذات سيادة تتمتع بحق طبيعي وغير قابل للتصرف في الدفاع عن النفس. ونعم هذا يتضمن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، لكني لست متفهما لكيفية تطبيق هذا المبدأ على المملكة العربية السعودية." في هذه الجملة أود أن أوضح نقطة في غاية الخطورة على قارئ هذا الخطاب الإعلامي إذ مسألة "نكران الذات" التي جاءت هنا لم تحدث من المملكة العربية السعودية بل وضحت بكل شفافية أنها تدافع عن سيادتها، وهو حق لها، وأنها تساعد الشرعية مثلما ذكرنا سابقا.

ثم يردف الكاتب بعد هذا ما يلي:" وعند هذه النقطة لم أفهم كيف تخشى المملكة العربية السعودية على سيادتها؟ ما لم نفترض بالطبع أن اليمن يملك أطماعا توسعية باتجاه للمملكة. في هذه الحالة أستطيع أن أفهم كيف يهدد الحوثيون الرياض."

وهذا هو التضليل بعينه، فالحديث هنا يصاغ لـ "ذراع" إيران وهو الحوثي، بحيث أن هذا المسكين الذي أطلق صواريخ على مكة المكرمة وعلى الرياض ليس لديه أطماعاً، نعلم أنه غبي وليس لديه أطماع، ولا يستطيع التفكير في الأبعاد السياسية، إنما هو محصور في جبال صعدة ولن يزيد عنها، إنما الأطماع هي أطماع سيدته إيران، التي أعلنت على الملأ أنها استولت على العاصمة الرابعة في العالم العربي، والتي هددت باستيلائها على مكة والرياض، ولهذا تم تصويب الصواريخ الحوثية الإيرانية باتجاههما.

ـ إلى أن يصل هذا الكاتب الفذ " فكيف ببلد لا يسمح للنساء بالحصول على رخصة قيادة السيارة، " أي تحوير الأمور من المسألة السياسية إلى المسألة الاجتماعية، وهي مسألة قد تخص أي دولة ذات سيادة، ولا شأن لحرب اليمن بها، ولكن من باب التأثير على من هو موجه له الخطاب وهو الشعب اليمني. مع العلم أن هذه القضية كانت قضية مجتمع ولم تكن قضية سياسية على الاطلاق، وها هي الآن مفتوحة ويحق للمرأة أن تقود سيارتها دون منغصات اجتماعية.

ثم دخل الكاتب في مسائل تاريخية بعيدة كل البعد عن حديثه في البداية، وكلها مجرد تأليب للشعب اليمني، ولكن شعب اليمن صفعهم وصفع كل الملالي وها هو يردد اليوم "لا حوثي بعد اليوم" اليمن ليست ضاحية لبنان!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك