الاثنين، 15 أكتوبر 2018

انتحار قناة الجزيرة

أستطيع القول منذ البدء "إنهم يبحثون عن أنفسهم، ولهذا فهم يصرخون" هذا هو حال من يعمل في قناة الجزيرة التي رسخت مقولة جوزيف جوبلز "اكذب..ثم اكذب حتى تصدق نفسك" وبالتالي حتى يصدقك الناس، ومن يعمل في الجزيرة صدّق نفسه وبدأ يكذب معتقدًا أنه صادق فيما يقول، لن يشعر بأنه كان يكذب إلا بعد أن ينتحر.. وفي نظري أن ذلك سيكون قريبًا هذا اليوم.

في قضية جمال خاشقجي بدأت الجزيرة بإعلان اختفائه ومن ثم مقتله ومن ثم صرخة خطيبته التي لم تظهر أنها خطيبته إلا في ذلك اليوم، ومن ثم تناقض أقوالهم في تقرير واحد حيث يذكرون في التقرير أنه تم منح الأمن التركي في القنصلية السعودية في ذلك اليوم إجازة، ويستضيفوا في التقرير خطيبته المزعومة لتقول فيه: إنها تحدثت مع الأمن التركي أمام القنصلية وقال لها: إنه لا يوجد أحد في الداخل. هل يعقل أن الناس لا تربط الأمور ببعضها أو يعتقد من يعمل في الجزيرة أو من يسوقها أو من يسايرها كالبي بي سي والسي إن إن وغيرها سواء صحف أو فضائيات، هل يعتقدون أن الناس أغبياء لهذه الدرجة؟ أو يرون أن الكذب هو الطريقة المثلى للتشويش على الأذهان، وأن تكريسه باستمرار سيجعل الناس تصدقهم وتسايرهم؟

إن "صناعة الكذب" و"صناعة العدو" تتقارب في المنهج، حيث أن صناعة العدو تقوم على التأثير علىا لناس في كل مكان حتى في مكان الحدث على أن هذا العدو شريرًا، وبالتالي لن يكون شريرًا إلا بالكذب عليهم عبر تمرير رسائل سلبية مستمرة ومتتابعة ولا تتوقف حتى تحقق أهدافها. وهكذا تسير الماكينة الإعلامية التي تسعى إلى تشويه السعودية وجعلها عدوًا في الواجهة، ولكن استطاعت الجماهير وليس الإعلام التصدي لهم وكشف زيفهم عبر تتبع الخيوط الواهية التي يرمونها هنا وهناك، ليشعروا بأن ما يتحدثون عنه هو اوهن من "بيت العنكبوت"، وفعلا ستكون نهايتهم كهذا البيت الذي سينهد في نهاية المطاف.

لقد تمت محاكمة السعودية على هدف لم يثبت، بحيث أنهم قتلوا جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا، وشرحوه وشرشحوه، تارة بالسكين وتارة بالسم وثالثة بالمنشار، وهم لا يعلمون نتائج هذا القول، إلا أن تحتشد ضد السعودية وتؤجج ضدهم، ومهما كانت الأهداف، وعلى أن السهام التي وجهت للملكة العربية السعودية بلغت مداها إلا أنها كانت هادئة راكدة ساكنة، وتعليقاتها تتسم بالدبلوماسية المرنة التي لا تتهم ولا توجه لومًا ولا عتابًا، وترد على مقدار المسائل الرسمية فقط، ولا تلتفت لغوغائية الإعلام الذي تبنته الجزيرة والبي بي سي، أو بعض الصحف الأمريكية التي بدأ يخفت صوتها شيئًا فشيئًا بعد أن أدركوا أن ما يمرر عليهم ما هو إلا صناعة خيال مريض.

إن بلادي دخلت معارك دبلوماسية كبيرة، ولن تؤثر فيها مثل هذه الشوشرة التي يقوم بها ناس امتهنوا الكذب، وكذبوا على الناس أجمعين بكلمات كـ"حرية التعبير" فحرية التعبير ليست بالكذب بل بالصدح بالحقيقة. ومن هنا فإن ما فعلته قناة الجزيرة، وإن كان يفرح البعض من العرب، سيرتد عليها وعليهم بالخيبة والخسران، لأننا كما لا حظنا أن صاحب مقولة "اكذب..اكذب...." انتحر في النهاية، وها هي الجزيرة الآن تنتحر بهذا الفعل الذي تقوم به، وستكون نهايتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك