‏إظهار الرسائل ذات التسميات السعودية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات السعودية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 21 يونيو 2019

إنسانية أمريكا بين العراق وإيران

أمريكا لن تضرب إيران

إيران محمية إسرائيلية

4 مليون قتيل عراقي ولم تتوقف أمريكا

150 إيرانيًا أظهروا الوجه الإنساني للبيت الأبيض!!

احتلال أمريكا للعراق منذ 2003 إلى اليوم كلف العراق 4 مليون قتيل بحسب أحد المراكز المتخصصة، واليوم تظهر إنسانية الولايات المتحدة الأمريكية عبر تصريحات السيد ترامب بأنه تراجع عن ضرب إيران لأن الضربة ستقتل 150 مدنيًا! أليست سخرية ما تقوله أمريكا على لسان رئيسها؟ّ وألا يعد هذا خنوعًا من الأمريكان وهم يشاهدون طائرة من طائراتهم الاستطلاعية وهي تتهاوى بصاروخ إيراني ولا تستطيع فعل شيء حياله؟ ماذا تريد أن تثبت أمريكا في المنطقة؟

إن أسلوب تضارب التصاريح، وطريقة التصريحات الرنانة ونقضها من قبل ترامب يقدم دليلاً للعرب أن متخذي القرارات فيها لا يريدون الاقتراب من إيران.. وتوالي كذب الرئيس يدلل على توجه أمريكا نحو تقسيم المنطقة العربية.

ما يجب أن يدركه الجميع، وأن يقرأه بشكل جيد هو:

ـ أمريكا في سياستها الخارجية دولة عصابات، وإيران مثلها دولة عصابات... وتوجههما متفق عليه، فسياستهما واحدة.. ولن يختلفا مهما حدث. ولن تضرب أمريكا إيران مهما امتد الزمن.

ـ متخذو القرار في أمريكا لا يفكرون إلا في مصلحة إسرائيل وطالما أن إيران تخدم هذه المصلحة فلن تقترب منها القوات الأمريكية.

ـ إسرائيل دولة عصابات ولهذا فإن هذا الثالوث متحالف مع بعضه ضد العرب والمسلمين.

ـ إيران لا تتحرك إلا وهي تعلم أنها محمية من إسرائيل!!

ما هو المطلوب الآن:

ـ المطلوب هو أن تخرج أمريكا من المنطقة العربية وستُحل كل مشاكلها، ثقوا تمام الثقة أنه إن لم تخرج أمريكا من المنطقة فإن مشاكلها ستزداد.

ـ المطلوب ألا تدخل المملكة العربية السعودية في حرب مباشرة مع إيران، لأن الهدف الرئيس لإسرائيل هو أن تدخل السعودية في حرب كبيرة في المنطقة، مما يخدم مصالحها.

ـ المطلوب من الدول العربية أن تعود إلى رشدها وتسند المملكة في تصديها لمشروع تقسيم المنطقة "خطة ب" وبوادرها بدأت من هذه السنة ومخطط لها حتى سنة 2026.

مواضيع متعلقة:


راجع الـ”احتراس” الإيراني والـ”انطلاق” الأمريكي!!

واقرأ إيران وجه أمريكا المخادع

و سيفيدك في هذا الشأن موضوع أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

و لعبة القط والفأر بين إيران وأمريكا

وموضوع:” تقية ” توتر العلاقات بين أمريكا وإيران..

 

السبت، 12 يناير 2019

أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

باختصار


إيحاءات دخول حاملة الطائرات الأميركية John C. Stennis جون سي ستينيس؛ إلى الخليج العربي، تقول إن ذلك من أجل الكلمات النارية التي يرد بها الإيرانيون على التصريحات الأمريكية، وكأنها توضح أننا نفعل ولا نقول، ولكن القارئ لكل التصاريح الأمريكية منذ وصول الملالي إلى الحكومة تخبرنا أنها "جعجعة بلا طحن"، وأن الحرب الكلامية هي سياسة تم أخذها من استراتيجية "العدو الإعلامي" مع تحوير بسيط لها، وهو أن يستمر التراشق بين الدولتين علنًا، ويتم استهداف ما جاور إيران من مناطق ودول.

لكن وصول الحاملة يعد خطوة نحو الأهداف التي تود تحقيقها أمريكا في المنطقة، وليس هدفها مراقبة الأنشطة الإيرانية بعد تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

قبل عشرة أيام قال ترامب في تصريح له إن إيران لم تعد الدولة التي كانت سابقا منذ وصوله الرئاسة، وأنها تراجعت كثيرا، واعتبر ترامب خلال اجتماع مع فريقه الحكومي في البيت الأبيض أن إلغاء الاتفاق النووي فتح الباب أمام وقف طموحات إيران في السيطرة على الشرق الأوسط. وقال ترامب إن إيران لم تعد الدولة التي كانت عليها يوما ما. بالرغم من أنهم لا يزالون يتصرفون كما يحلو لهم في سوريا إلا أنهم يسحبون قواتهم وميليشياتهم من هناك، كما يسحبونها من اليمن.

وأضاف وقتها: أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا بعد فترة زمنية، مشيرا إلى أنه لم يحدد أبدًا أربعة أشهر جدولا زمنيا للانسحاب. وأن واشنطن سوف تستمر في القتال ضد داعش، ولن تخذل أحدا.

القراءة المنطقية لهذا تقول: إن ترامب يقول لإيران سنحارب السنة في سوريا، ولهذا استعدوا لذلك، فنحن معكم، ولسنا ضدكم، ولن نخذلكم، إنما تجهزوا للقادم. فالمفهوم من كلمة "داعش" في السياسة الأمريكية هو "السنّة" لا غير، ولهذا علينا أن نعي الدروس الأمريكية التي تقول شيئًا وهدفها شيئًا آخر.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران.

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

الحفاظ الأمريكي على الكيان الصهيوني

لا شيء يهز العالم 27


في خبر تناقلته وكالات الأنباء 2/1/2017 قالت نيكي هيلي، المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قرارا بوقف تمويل برامج دعم اللاجئين الفلسطينيين.

مؤكدة أن الرئيس دونالد ترامب سوف يوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حتى يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى".  وهذا أسلوب ضغط تسعى إليه واشنطن كي يرضخ الفلسطينيون لإرادة إسرائيل وتسريع الأجندة الأمريكية في المنطقة برمتها. (وكالات الأنباء وصحف)

قال الدكتور سامي مشعشع الناطق الرسمي باسم وكالة الأونروا، إن الولايات المتحدة كانت على مدى 7 عقود أكبر متبرع للولاء لأونروا، وكانت دائماً تشيد بفاعليتها وحياديتها، وبين ليلة وضحاها قررت إيقاف 65 مليون دولار، مما يشكل 40 % من إجمالي الميزانية، وضرب خدمات الأونروا العادية والطارئة خصوصاً في فلسطين وسوريا، في مقتل.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة في مصر"، على فضائية "الحياة"، مع الإعلامي كمال ماضي، أنه تم البدء في البحث عن آليات تمويلية جديدة لتعويض الفاقد الأمريكي وخلق ثبات مالي للوكالة.

وأشار الناطق الرسمي باسم وكالة الأونروا، إلى أن القول بأن الوكالة غير كفؤة من نفس الجهة التي كانت تشيد بخدماتها يشير إلى أن القرار سياسي، يتعلق بسياسات أمريكا في المنطقة، والقرار مؤسف وله تداعياته الصعبة على الوكالة، مردفاً: "الوكالة ليست للبيع، وهناك دعم سياسي كبير من الدبلوماسية الأردنية والفلسطينية والمصرية تقف بقوة وراء الأونروا، وتدعمها، وسيكون هناك لقاء هام بالجمعية العمومية لحشد الموارد المالية للوكالة".[1]

يتضح هنا سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، والعمل على دعم المحتل الإسرائيلي بشتى الطرق، والضغط على المنظمات الأممية والتي تناصر القضايا العادلة، وتنحو فيها نحو تحقيق العدالة. بحيث أن أمريكا متى ما رأت أن ذلك لا يخدم إسرائيل فإنها تعمد إلى مثل هذه الأساليب، وتوقف الدعم بغض النظر عن الديمقراطية أو دعم العدالة أو الاستقرار في العالم، وما حكاية حقوق الإنسان التي ترددها الولايات المتحدة سوى فقاعات وإن لم تصب في مصلحة السياسة الأمريكية فإنها تتجاوزها دون الالتفات إل المثاليات التي تدعو إليها ليل نهار.


الاثنين، 19 نوفمبر 2018

خارطة طريق لجمهور قناة الجزيرة "التثبت من المعلومات"

التثبت من معلومات قناة الجزيرة:

إذا كان رئيس دولة كذب على الجماهير فما بالكم بغيره من الأعلام.. فالرئيس بوش أطلق على قانون يتسبب في تلويث الهواء اسم "مبادرة السموات الصافية" وآخر يجتث الغابات "مبادرة الغابات الصحية" وهو قانون يشرع لقتل الغابات.

نموذج:

أورد صاحب كتاب "هندسة الجمهور.. أن القناة العبرية السابعة قالت عند انتخاب تركيا لأردوغان " تركيا تنتخب أول رئيس يكره اليهود، ويتمنى زوال إسرائيل" بينما قالت سي بي سي المصرية:" أردوغان نجح بفضل علاقاته الوثيقة مع إسرائيل وهو أخلص أعوانها" فأين تكمن الحقيقة من هذين النموذجين؟ هل فكرت في عمل قراءة للوقائع التي تحدث والتي حدثت كي تتأكد من مصداقية أي الخبرين أصدق.

هل فكرت وأنت تسمع هذا الخبر أن تتبع ما آلت إليه الأمور؟ أم أنك اكتفيت بتصديق أحدهما وبقيت طوال حياتك خاضعًا لما صدقته. إن التثبت هنا مهم لحياتك كي لا تعيش في قلق، فالأخبار التي تأتيك عادة وراءها شيء يهتم بك، ولهذا عليك أن تكون مع التوجه الصحيح، كي تعيش في سلام. تأكد الآن من الخبرين.. عبر المتواليات التالية:

ـ هل هناك عداء بين إسرائيل وتركيا؟

ـ هل هناك سفارة وعلاقات متبادلة بينهما؟

ـ هل هناك تعاون استراتيجي بينهما؟

ـ هل هناك حرب بينهما؟ أو عداء ظاهر بينهما؟

والأسئلة كثيرة ستكتشف من خلالها.. أيهما أصدق القناة المصرية أم العبرية!!

قناة الجزيرة وخاشقجي:

ـ هل أنت ناقد أم مجرد مستقبل؟

إن استقبلت الصورة التي صنعتها الجزيرة عن جمال خاشقجي وعن الدولة السعودية دون أن تدققها فأنت تسير في ركابها دون أن تشعر بالمؤثرات التي تستخدمها هذه القناة ضدك. وعليك أن تلحق نفسك قبل أن تسقط في الخداع، وتكون أحد الأدوات التي تستخدمها القناة ضد مجتمعك.

ـ لماذا التكرار في قضية خاشقجي؟

هل سألت نفسك هل الجزيرة حريصة على "حرية التعبير" "حرية الرأي" "حقوق الإنسان".. امنحني نموذجًا واحدًا داخليًا يخص بيت الجزيرة في "قطر" تحدثت فيه عن ذلك! امنحني خبرًا واحدًا تحدثت فيه عن حقوق الإنسان في "قطر".. الخ.

لا تستطيع ولن تفعل لأنها لا تستهدف الأخبار بل تستهدف الذين ينساقون خلفها كي تجيّشهم ضد بلدانهم العربية، وبكل أسف أقول العربية فقط.

ـ ماذا تريد من قضية خاشقجي؟

هل سألت نفسك هذا السؤال، وهي تكرر لك كل يوم هذه القضية وتردد اسمه صبح مساء، أم أنك أصبحت تابعًا لبوق ينفخ من أجل إسقاط الدول العربية واحدة تلو الأخرى؟

إن استمرار الجزيرة في اختلاق القصص، والعمل على أن تكون من زوايا مختلفة كلها تصب في مسار واحد وهو خداعك، والعمل على تشتيت ذهنك، وعلى تهميشك ومن ثم الانقضاض عليك كي تكون أداة مطاوعة في يدها.

لاحظ أنني بدأت من الخرافة، ووصلت أنت بتصديقك لما تبثه هذه القناة إلى الخرافة، وأصبحت جزءًا من العملية المخادعة التي تمارسها من أجل تجريدك من عقلك، وكي لا تصبح ناقدًا، وتكون مجرد مستقبِلٍ تمت هندسته بالطريقة النفسية التي تؤدي بك إلى الدمار.

كفانا ما فعلته الجزيرة من دمار في بلادنا العربية، وعلينا أن نصبح أكثر وعيًا مما كنا عليه قبل ما سمّي بـ"الربيع العربي" لأن أحد أسباب الدمار الذي حلّ ببلادنا العربية كانت هذه القناة الموجهة ضدنا، والتي تساعد الاستعمار بحفنة من المرتزقة من أجل تمزيق عالمنا العربي.

الأحد، 21 أكتوبر 2018

علاقة حزب الله بإسرائيل

لا شيء يهز العالم 24




كتب خير الله خير الله مقالة تحت عنوان "ما علاقة إسرائيل بسلاح حزب الله"؟[1] افتتحها بقوله: " لا يستطيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قول الكلام الذي قاله عن أن سلاح “حزب اللّه  "لا يتناقض مع مشروع الدولة" مبررا وجود هذا السلاح بوجود احتلال إسرائيلي. هذا عائد أساسا إلى أن الأحداث تجاوزت سلاح حزب الله. لم يعد مطروحا الكلام العام عن دور هذا السلاح في التصدي لإسرائيل، اللهمّ إلا إذا كان مطلوبا افتعال حرب جديدة تعود بالويلات على لبنان كما حصل تماما صيف العام 2006".

وقطعًا كان يسعى عون في تلك الفترة أوائل 2017 عقب التبرع السعودي بتسليح الجيش اللبناني الذي تم سحب هذا التبرع بعد أن علمت السعودية أن الدولة اللبنانية لا تقوم كدولة بل إن مسارها يتخذ شكل العصابات التي يؤلفها حزب الله، وبالتالي فإن المؤسسة العسكرية لن يكون لها وجود على أرض الواقع طالما أن هذا الحزب يتحكم في مصير لبنان، ويساند إسرائيل ويحميها، ويدعي أنه حزب مقاوم في الوقت الذي ينقض فيه كل ما هو في بمصلحة لبنان أولا ثم العالم العربي ثانيًا.

وأضاف خير الله في ذات المقالة " يحتاج هذا التوصيف الدقيق إلى توضيح. فحوى التوضيح أن الربط بين سلاح “حزب الله” وإسرائيل هو ربط في غير محلّه. إنّه ربط لا يقدّم ولا يؤخّر إذا أخذنا في الاعتبار الوظيفة الدائمة لـ“حزب الله” بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، وهي وظيفة تخدم دولة معيّنة اسمها “الجمهورية الإسلامية في إيران” تمتلك مشروعًا خاصًا بها قائمًا على الاستثمار في كلّ ما من شأنه إثارة الغرائز المذهبية".

وربط خير الله بين سوريا وإسرائيل وحزب الله، والذريعة التي تسعى إليها سوريا من أجل إبقاء سلاح هذا الحزب في مكمن التنفيذ عندما تريد هي أو إسرائيل، ولهذا فإن احتلال سوريا لمزارع شبعا هو المبرر الذي يبقي سلاحه جاهزًا، وأفاد إن أي عدوان من قبل إسرائيل لم يحصل ولكن"  القوات السورية بقيت في مزارع شبعا التي احتلتها إسرائيل مع الجولان في حرب الأيّام الستة، عندما كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع في “سوريا – البعث” التي صارت لاحقا، بعد العام 1970 “سوريا ـ الأسد".

وأضاف: "تكمن أهميّة سلاح “حزب الله” في أنّه قادر على التماهي باستمرار مع المشروع الإيراني. لم يكن هذا السلاح في يوم من الأيّام، على الرغم من وجود وجهة نظر مخالفة لدى كثيرين، في مواجهة مع إسرائيل. استخدم هذا السلاح في القضاء على أحزاب لبنانية مرتبطة باليسار تمارس المقاومة لإسرائيل. أُسكتت هذه الأحزاب باكرا قبل أن يأتي دور حركة “أمل” التي فضلت في نهاية المطاف، بعد مواجهات عنيفة سقط فيها آلاف القتلى، إيجاد صيغة تعايش مع الحزب تحت شعار ما يسمّى “الثنائية الشيعية".

وسأترككم لتكملة هذه المقالة للكاتب لأنه من المهم قراءته:" في مرحلة معيّنة، قبل الانسحاب الإسرائيلي، كان سلاح “حزب الله” الذي ورث السلاح الفلسطيني وسيلة لتحوّل الطائفة الشيعية في لبنان رهينة لدى إيران. بعد الانسحاب، صارت هناك استخدامات أخرى للسلاح في لبنان وخارج لبنان. الهدف، بكل بساطة، تحويل لبنان مستعمرة إيرانية وقاعدة تعمل منها إيران ضد دول عربية عدة، خصوصا في الخليج.

من يعرف ولو القليل عن اليمن والتطورات فيه، يدرك إلى أيّ حد هناك تورّط لـ”حزب الله” في دعم الحوثيين (أنصار الله) منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة. لا حاجة إلى الدخول في التفاصيل اليمنية، بما في ذلك تدريب الحوثيين على شنّ عمليات عسكرية، وهو تدريب حصل في اليمن وخارجه. ولا حاجة إلى الإشارة إلى العلاقة بين “حزب الله” وما يدور في البحرين أو السعودية، وحتّى الأردن في مرحلة ما. هذه العلاقة حالت دون حضور الملك عبد الله الثاني القمّة العربية التي انعقدت في بيروت في آذار ـ مارس من العام 2002. تجاوز دور “حزب الله” الحدود اللبنانية منذ زمن بعيد. إنّه شريك في الحرب على الشعب السوري. لعب سلاحه دورا مهمّا في تهجير سوريين من أرضهم، وذلك في وقت هناك تنسيق تام في شأن سوريا بين روسيا وإسرائيل!

في الإمكان الاسترسال في الكلام عن أدوار لـ“حزب اللّه” في غير مكان، بما في ذلك السودان، كما يمكن العودة إلى دوره في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك وتهريب السلاح إلى غزّة ومحاولة تهريب السلاح إلى الضفّة الغربية لمصلحة “حماس” وأطراف معادية للسلطة الوطنية الفلسطينية.

على هامش ذلك كلّه، لا يمكن تجاهل دور “حزب الله” في العراق، من زاوية ميليشياوية ومذهبية، وحجم العداء لكلّ ما يربط بين العرب ولبنان، خصوصا أهل الخليج الذين قرّر الحزب جعلهم يزيلون لبنان من خارطة البلدان التي يزورونها. لكنّ ما هناك حاجة إلى التذكير به دائما هو أنّ سلاح “حزب الله” استخدم في لبنان في مناسبات عدّة، وذلك على الصعيد الداخلي. من حماية المتّهمين باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وصولا إلى منع مجلس النواب من انتخاب رئيس للجمهورية طوال سنتين ونصف سنة، مرورا بغزوة بيروت والجبل في أيّار ـ مايو 2008.

هناك آلاف الأمثلة على الأدوار التي لعبها سلاح “حزب الله” لمصلحة نشر ثقافة الموت في لبنان. كذلك يظل مفهوما ومفيدا التذكير بأنّ سلاح “حزب الله” خرق للقرارين 1559 و1701 الصادرين عن مجلس الأمن. وافق “حزب الله” على كلّ حرف في القرار 1701 الذي أوقف “الأعمال العدائية” في صيف العام 2006 نتيجة حرب افتعلها “حزب الله” مع إسرائيل ولم يعد قادرا على الذهاب إلى النهاية، بل حوّلها إلى انتصار على لبنان. لا يزال لبنان يدفع إلى اليوم فواتير تلك الحرب، بما في ذلك فواتير الدور الذي يلعبه السلاح غير الشرعي داخل أراضيه وخارجها، والذي يهدّد كلّ مؤسسة من مؤسساته الوطنية، بما فيها الجيش وقوى الأمن."

بعد هذه المقالة ستقرأون دور إيران في المنطقة، وتماهيها مع إسرائيل ومع المخططات الغربية ضد المنطقة، لتكتشفوا أن ما يفعله حزب الله في لبنان هو نفس ما فعله الملالي في إيران، حيث أن إيران كانت قوة إقليمية يخشاها، لتنهار مع مجيء الملالي إليها، مباشرة، وليتضح عدم قيام دولة فيها بل إنها مجرد عصابة كعصابة حزب الله تتحكم في القرار، فقط. ولكن ما يعجب له القارئ السياسي هو كيف رضي اللبنانيون بعيش كهذا؟ وكيف يعيشون وسط هذه الفوضى؟ ولماذا هذا الصبر على هذا الحزب؟ إذ يفترض أن شعب لبنان مثقف وواعٍ، ولكنه مع ذلك يتماهى مع مشروع العصابات الذي يقوم هذا الحزب. هل من رجل رشيد يدلنا على حل ليكون لبنان دولة، لا حزبا؟!

[1]  العرب: https://alarab.co.uk/node/102615

الاثنين، 15 أكتوبر 2018

انتحار قناة الجزيرة

أستطيع القول منذ البدء "إنهم يبحثون عن أنفسهم، ولهذا فهم يصرخون" هذا هو حال من يعمل في قناة الجزيرة التي رسخت مقولة جوزيف جوبلز "اكذب..ثم اكذب حتى تصدق نفسك" وبالتالي حتى يصدقك الناس، ومن يعمل في الجزيرة صدّق نفسه وبدأ يكذب معتقدًا أنه صادق فيما يقول، لن يشعر بأنه كان يكذب إلا بعد أن ينتحر.. وفي نظري أن ذلك سيكون قريبًا هذا اليوم.

في قضية جمال خاشقجي بدأت الجزيرة بإعلان اختفائه ومن ثم مقتله ومن ثم صرخة خطيبته التي لم تظهر أنها خطيبته إلا في ذلك اليوم، ومن ثم تناقض أقوالهم في تقرير واحد حيث يذكرون في التقرير أنه تم منح الأمن التركي في القنصلية السعودية في ذلك اليوم إجازة، ويستضيفوا في التقرير خطيبته المزعومة لتقول فيه: إنها تحدثت مع الأمن التركي أمام القنصلية وقال لها: إنه لا يوجد أحد في الداخل. هل يعقل أن الناس لا تربط الأمور ببعضها أو يعتقد من يعمل في الجزيرة أو من يسوقها أو من يسايرها كالبي بي سي والسي إن إن وغيرها سواء صحف أو فضائيات، هل يعتقدون أن الناس أغبياء لهذه الدرجة؟ أو يرون أن الكذب هو الطريقة المثلى للتشويش على الأذهان، وأن تكريسه باستمرار سيجعل الناس تصدقهم وتسايرهم؟

إن "صناعة الكذب" و"صناعة العدو" تتقارب في المنهج، حيث أن صناعة العدو تقوم على التأثير علىا لناس في كل مكان حتى في مكان الحدث على أن هذا العدو شريرًا، وبالتالي لن يكون شريرًا إلا بالكذب عليهم عبر تمرير رسائل سلبية مستمرة ومتتابعة ولا تتوقف حتى تحقق أهدافها. وهكذا تسير الماكينة الإعلامية التي تسعى إلى تشويه السعودية وجعلها عدوًا في الواجهة، ولكن استطاعت الجماهير وليس الإعلام التصدي لهم وكشف زيفهم عبر تتبع الخيوط الواهية التي يرمونها هنا وهناك، ليشعروا بأن ما يتحدثون عنه هو اوهن من "بيت العنكبوت"، وفعلا ستكون نهايتهم كهذا البيت الذي سينهد في نهاية المطاف.

لقد تمت محاكمة السعودية على هدف لم يثبت، بحيث أنهم قتلوا جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا، وشرحوه وشرشحوه، تارة بالسكين وتارة بالسم وثالثة بالمنشار، وهم لا يعلمون نتائج هذا القول، إلا أن تحتشد ضد السعودية وتؤجج ضدهم، ومهما كانت الأهداف، وعلى أن السهام التي وجهت للملكة العربية السعودية بلغت مداها إلا أنها كانت هادئة راكدة ساكنة، وتعليقاتها تتسم بالدبلوماسية المرنة التي لا تتهم ولا توجه لومًا ولا عتابًا، وترد على مقدار المسائل الرسمية فقط، ولا تلتفت لغوغائية الإعلام الذي تبنته الجزيرة والبي بي سي، أو بعض الصحف الأمريكية التي بدأ يخفت صوتها شيئًا فشيئًا بعد أن أدركوا أن ما يمرر عليهم ما هو إلا صناعة خيال مريض.

إن بلادي دخلت معارك دبلوماسية كبيرة، ولن تؤثر فيها مثل هذه الشوشرة التي يقوم بها ناس امتهنوا الكذب، وكذبوا على الناس أجمعين بكلمات كـ"حرية التعبير" فحرية التعبير ليست بالكذب بل بالصدح بالحقيقة. ومن هنا فإن ما فعلته قناة الجزيرة، وإن كان يفرح البعض من العرب، سيرتد عليها وعليهم بالخيبة والخسران، لأننا كما لا حظنا أن صاحب مقولة "اكذب..اكذب...." انتحر في النهاية، وها هي الجزيرة الآن تنتحر بهذا الفعل الذي تقوم به، وستكون نهايتها.

الأحد، 14 أكتوبر 2018

تصاريح الحمقى لا تهز السعودية

باختصار:


المواقف الحازمة التي تنتهجها سياسة المملكة العربية السعودية تجاه أي بلد تدلل على أنها تسير بخطوات الواثق، ففي كل معترك تتصدى له تنجح في نهاية المطاف، ويتساقط من يسعون للنيل منها.


المملكة هي قبلة المسلمين ومهبط الوحي، والعالم كله ينظر إليها لثقلها السياسي والاقتصادي والديني في منطقة مرتكز الأرض، نعم "مرتكز الأرض" فهذه المنطقة التي تقف فيها السعودية هي المكان المرتكز الذي يربط بين الشرق والغرب، بخلاف أنها النواة الحقيقية لأرض، بغض النظر عما يظهره الغرب عبر خطوط الطول والعرض التي تماهى فيها العالم من باب اتباع القوي.


والتصعيد الإعلامي الذي تقوم به وسائل إعلام غربية والذي يستند على الأكاذيب وعلى مصادر وهمية تبيع وتشتري في السوق الإعلامية، لن تهز الملكة ولا حتى تصريح مسؤول أحمق لن يؤثر ذلك على خطها ونهجها الذي انتهجته منذ تكوّنها إلى اليوم.


إن المملكة وهي تلعب " دوراً بارزاً عبر التاريخ في تحقيق أمن واستقرار ورخاء المنطقة والعالم، وقيادة الجهود في مكافحة التطرّف والارهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم" فإنها "لا تزال تعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز هذه الأهداف، مستندة في كل ذلك إلى مكانتها الخاصة، بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين." وهي تنير العالم من أجل السلام وتحقيقه، وتسعى في كل مكان من أجل إحلاله، وهذا ليس بغريب عليها فالدين الإسلامي هو دين سلام، ويود أن يعم السلام في كل أرجاء المعمورة. وتعمل ليل نهار لرفع الظلم عن العباد في كل مكان من العالم، وتسند القضايا التي تساعد على السلام، ولا ترضى أن يعم الاستبداد أو أن تكون هناك تهديدات على أي دولة من دول العالم، فما بالكم والتهديدات تطالها، ففي مثل هذه الحالة فإنها لا بد أن تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية، والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط." لماذا؟ لأنها تسير في النور ولا تسير في الظلام كما يعمل الآخر، وكل ما تقدمه هو أمام العالم وتعمله ولا تبالي بالنتائج لأنها تعرف وتدرك أنها على حق فيما تعمله، ولهذا فإن التهديدات الواهية لن تؤثر على مسيرتها فهي تمتلك أوراقًا رابحة جدا ضد هذه التهديدات، وعلى ممن يهدد أن يقرأ مواقف المملكة التي أغضبتهم، ولكن من حقها أن تدافع عن حقها وعن كرامتها وكرامة المسلمين في كل مكان من هذا العالم.


التلميحات والتهويشات لا تفيد في موقف يعي أنه على حق، والمملكة بلد له سيادته ولها الحق في الرد على أي محاولة عابثة أو تسعى إلى تشتيت كيانها أو التقليص من فرص عيش مواطنيها، ولهذا فإنها " إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي."


ومثلما تسعى دولة كأمريكا إلى مصالحها أيضَا المملكة تسعى إلى ذلك، بل إن همّها أكبر من همّ أمريكا فهي تراعي مصالح المسلمين في أرجاء المعمورة كافة.. فهل هناك رسالة واضحة أوضح من هذه الرسالة؟

السبت، 28 يوليو 2018

" تقية " توتر العلاقات بين أمريكا وإيران..

الحرب القذرة على العالم ( 12 )
من المهم إعادة قراءة هذه المقالة

الغرب لا يريد سوى العرب فهم مهد الإسلام وإيران المجوسية تخدمهم

العلاقة بين إيران وأمريكا كالعلاقة بين الزوجة وزوجها

التصاريح الرنانة بين الجانبين ينقضها تسليم بغداد وكابول لإيران

مع تصاعد خطابات ترامب ضد طهران هذه الأيام، يلحظ الجميع أن ثلاثة رؤوساء أمريكان قبل ترامب هددوا إيران في مطلع أيامهم في البيت الأبيض وكانت النتائج عكس ما قالوه ، حيث بوش الأب سلم افغانستان لهم والإبن سلم بغداد لهم وأوباما سلم دمشق لهم.

بوضوح تام، ومن خلال المعطيات على أرض الواقع، العلاقة بين أمريكا وإيران كالعلاقة بين الزوج وزوجته طوال النهار في ملاسنات وصخب وفي الليل ينامان على سرير واحد بكل حميمية.

في شهر 10/ 2016م أرسلت عضو لجنة القوات المسلحة لمجلس الشيوخ الامريكي “ كيلى آيوت “رسالة الى مدير المخابرات المركزية الآمريكية مطالبة الجواب الرسمي بشأن العلاقة  بين الدفع النقدي لنظام الملالي والهجوم الصاروخي ضد المدمرة الأمريكية. معلنة قلقها بشأن دفع مبلغ 1.7 مليارمن الدولار نقدا الى نظام الملالي بحيث يمكّن النظام من تمويل الاعمال الارهابية بشكل مباشر او غير مباشر.

وطالبت آيوت في هذه الرسالة الايضاح حول كيفية دعم الحوثيين في اليمن من قبل النظام الايراني. وحشر مثل هذه الجملة في الرسالة يعد عجيباً، فما هو الرابط بين الدفع النقدي وبين دعم طهران للحوثي، إلا إذا كانت الرسالة مفرغة من فحواها، وتم اختيار هذه الجمل للنشر.

كما أظهرت مقابلة تلفزيونية تعود إلى مارس/آب 2015 مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين، وهو يصف النظام الايراني بأنه أخطر من داعش.

وكان فلين يتولى قبلها منصب مدير وكالة استخبارات الدفاع قبل تقاعده في 2014م بعد خلافات مع إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، حول تسوية قضايا المنطقة، بما فيها الوضع في سوريا والتعامل مع إيران.

وقال فلين في المقابلة: ' أعتقد أن إيران هي الخطر الأكبر في مجموع المخاطر التي تواجهنا في ذلك الإقليم، وأنها تشكل تهديداً عالمياً كذلك بسبب قدراتها في تطوير الصواريخ الباليستية'.

وعمليات تبادل الأدوار في المنظومة الأمريكية هو أحد أساليب إدارة البيت الأمريكي، فأنت تخرج اليوم من اللعبة وتعود لها غداً، وهذا ما يحدث في الغالب. مايكل فلين الآن مستشار الأمن القومي الأمريكي لدى ترامب.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس الماضي:  إن إيران كانت على وشك الانهيار قبل أن تزودها الولايات المتحدة بفرصة جديدة للحياة بـ 150 بليون دولار. وأضاف ترامب في حديث له الخميس : على إيران أن تكون ممتنة للاتفاق المريع الذي وقعته الولايات المتحدة معها، العام الماضي.

وبقراءة التسلسل الزمني للأحداث الكبرى التي شهدتها العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، سنلحظ ملاحظات، يجب أن تقرأ بحنكة:

1953 - المخابرات المركزية الأميركية تساعد في الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المحبوب محمد مصدق وتعيد للسلطة الشاه محمد رضا بهلوي.

1967 - الولايات المتحدة تزود إيران بمفاعل طهران للأبحاث، وهو مفاعل نووي بقدرة خمسة ميغاوات يعمل باليورانيوم المخصب بنسبة 93% الذي يصلح لأغراض الأسلحة.

1968 - إيران توقع معاهدة حظر الانتشار النووي التي سمحت لطهران عند التصديق عليها بعد ذلك بعامين بامتلاك برنامج نووي مدني مقابل الالتزام بعدم السعي للحصول على أسلحة نووية.

1979- الثورة الإسلامية الإيرانية ترغم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة على الفرار وآية الله روح الله الخميني يعود من المنفى ويصبح أول مرشد ديني أعلى.

ا1979 حتى 1981 ـ الإستيلاء على السفارة الأميركية في طهران في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979م واحتجاز العاملين فيها رهائن لمدة 444 يوما.

1980 - الولايات المتحدة تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتصادر أصولا إيرانية وتحظر أغلب الأنشطة التجارية معها.

1981 - إيران تفرج عن الرهائن الأميركيين بعد دقائق من انتهاء فترة ولاية كارتر وتنصيب رونالد ريغان رئيسا للولايات المتحدة.

1984ـ أضيفت إيران إلى القائمة الامريكية للدول الراعية للإرهاب الدولي!!

1986-1985ـ فضيحة "إيران كونترا" حيث نقلت السفن الأمريكية سرا أسلحة إلى إيران بزعم مقابل مساعدة طهران في تحرير رهائن أمريكيين احتجزهم حزب الله في لبنان.

2002-  الرئيس جورج دبليو بوش يعلن أن إيران والعراق وكوريا الشمالية تمثل "محور شر"، ومسؤولون أميركيون يتهمون طهران بإدارة برنامج سري للأسلحة النووية.

2002 - جماعة إيرانية في المنفى معارضة للحكومة في طهران تكشف النقاب عن امتلاك إيران منشأتين نوويتين قيد الإنشاء لم تعلن عنهما من قبل، أحدهما مفاعل لتخصيب اليورانيوم في نطنز، والثاني مفاعل يعمل بالماء الثقيل في آراك.

2006 - واشنطن تقول إنها مستعدة للانضمام إلى المحادثات النووية متعددة الأطراف مع إيران إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم على نحو يمكن التحقق من صحته.

2007- في ديسمبر/كانون الأول، تقرير للمخابرات الأميركية يقدر بثقة كبيرة أن إيران كانت تعمل على تطوير أسلحة نووية حتى خريف 2003 حيث أوقف العمل في هذا البرنامج.

2008 - الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يرسل للمرة الأولى مسؤولا هو بيل بيرنز من وزارة الخارجية للمشاركة مباشرة في المفاوضات النووية مع إيران في جنيف.

2009 - الرئيس الأميركي باراك أوباما يتولى منصبه ويبلغ زعماء إيران بأنه سيمد لهم يده إذا فتحوا له أيديهم وأقنعوا الغرب بأنهم لا يحاولون صنع قنبلة نووية.

2009 - بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تعلن أن إيران تبني موقعا سريا لتخصيب اليورانيوم في فوردو قرب مدينة قم المقدسة عند الشيعة، وإيران تقول إنها كشفت عن الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من ذلك الأسبوع.

2009-2012 - تعثر المفاوضات النووية بين القوى الكبرى وإيران.

2012 - بدء سريان قانون أميركي يتيح لأوباما سلطة فرض عقوبات على بنوك أجنبية من بينها بنوك مركزية لدول حليفة للولايات المتحدة إذا لم تنجح في تخفيض وارداتها من النفط الإيراني بشكل ملحوظ.

2013- حسن روحاني ينتخب رئيسا لإيران بناء على برنامج يدعو لتطوير علاقات إيران مع العالم واقتصادها، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

2013- في 28 سبتمبر/أيلول: أوباما وروحاني يتحادثان هاتفيا فيما يمثل أعلى اتصال بين البلدين في 30 عاما.

إيران تتوصل إلى اتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي في يوليو/تموز الماضي  (أسوشيتد برس)

2015 - في 14 يوليو/تموز أبرمت إيران والقوى الست اتفاقا وافقت إيران بمقتضاه على أخذ سلسلة من الخطوات، من بينها تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي وتعطيل جانب رئيسي من جوانب مفاعل آراك النووي مقابل تخفيف العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بدرجة ملموسة.

2016- إيران تطلق سراح عشرة بحارة أميركيين كانوا على متن زورقين في المياه الإقليمية الإيرانية بعد أقل من 24 ساعة من احتجازهم.

2016 ـ كشفت صحيفة “وول ستريت غورنال” الأميركية أن إدارة أوباما أرسلت سرا طائرة محملة بمبلغ 400 مليون دولار، إلى إيران.

2016- في 16 يناير/كانون الثاني الولايات المتحدة وإيران تعلنان تنفيذ اتفاق لتبادل السجناء يتم بموجبه الإفراج عن أربعة أميركيين محتجزين في إيران مقابل العفو عن سبعة على الأقل من الإيرانيين، أغلبهم يحملون الجنسيتين الإيرانية والأميركية إما سبقت إدانتهم في محاكم أميركية أو ينتظرون محاكمتهم. وإطلاق سراح أميركي خامس في خطوة منفصلة.

يقول الباحث السعودي الدكتور ضيف الله الضعيان بجامعة الملك سعود، في بحث نشر في صحيفة البيان الإماراتية بعنوان “العلاقات الأمريكية الإيرانية.. الوجه الآخر" : يشعر المراقب للحرب الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، أن حرباً شاملة توشك أن تندلع بين الدولتين، لكنه ما يلبث أن يدرك أن وراء الأكمة تاريخاً طويلاً من التفاهمات والتعاون، بل التحالف أحياناً بينهما،  وكل منهما ينطلق بناء على مصالحه الاستراتيجية".

وبقراءة التسلسل الزمني للوقائع والأحداث التي مرت بين الدولتين سنلحظ أن القارئ لما تفعله أمريكا وتقوله وتصدره ضد إيران سيقول إنها ستلتهمها قريباً، وأنها ستقوم بشن حرب عليها، وحتى عندما وصف بوش محور الشر وصنف إيران ضمنها كان من المتوقع أن تتجه الأنظار نحو إيران ولكنها بدلاً عن ذلك وجه بوش حربه ضد العراق ليسلمها فيما بعد لإيران على طبق من ذهب.

كما يلحظ المراقب أنه في العام 2008 وأمريكا تعتبر إيران من ضمن محور الشر المهددة للسلم العالمي، ومع ذلك استوردت إيران في ذلك العام مليون طن من القمح الأمريكي، ةاستوردت أدوية أمريكية، وفي المقابل أمريكا تستورد منها السجاد الإيراني الفاخر والفستق.

وقال الدكتور الضعيان، في هذا الشأن تحديداً: “منذ ربع قرن والعلاقات الإيرانية الأمريكية تشهد تحالفات وتعاوناً، خاصة بعد أن لعبت أمريكا الدور الأكبر في نجاح ثورة الخميني، وما كان ليتصور نجاح الثورة بمنأى عن الدعم الأمريكي. وتعد فضيحة إيران جيت أكبر برهان على حقيقة الدعم العسكري الأمريكي الإسرائيلي لإيران، فضلاً عما نشرته وسائل الإعلام العالمية من إسقاط وسائل الدفاع السوفييتية (آنذاك) لطائرة أرجنتينية؛ كانت تتنقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح”.

أي أن التعاون مستمراً بين الجانبين، والتصريحات الرنانة ضد بعضهما في أوجها، والمناوشات والمانشيتتات الصحفية قوية جداً، ولكن ما يحدث هو عكس كل ما يقال وكل ما يكتب.

وأشار الباحث الضعيان في بحثه إلى الاتفاق النووي حين قال: “تكشف قضية الملف النووي الإيراني، طبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية، فأمريكا قد غضّت الطرف عن الأنشطة الإيرانية النووية طيلة عقد من الزمن، ثم بدأت المخاوف الأمريكية على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الخليج الغنية بمصادر الطاقة؛ فضلاً عما يمثله النشاط النووي الإيراني من خطر على أمن إسرائيل، ومع هذا فالخيار العسكري لا يمثل الحل الأمثل لأمريكا أمام طموحات إيران النووية؛ خشية تكرار التجربة العراقية، واتساع رقعة وعدد المنشآت النووية الإيرانية. كما لا يخفى حقيقة الدور الإيراني في مساعدة أمريكا على احتلال العراق، فقد كان لإيران – حسب تصريحات مسؤوليها – من خلال عملائها من الرافضة دور بارز في إغراء حكومة بوش باحتلال العراق؛ حتى تصبح البوابة العربية الشرقية مُشرَعة أمام إيران”.

ما الذي تفعله إيران في المنطقة لخدمة الأجندة الأمريكية أو الغربية؟ وكيف تسندها أمريكا في هذا الجانب؟

1ـ إيران تمول وتسلح جماعات مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

وهنا تزعم وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا الأمر يجعل من إيران راعياً للإرهاب.. وفقا لوزارة الخارجية فإن إيران واصلت "تقديم كميات متفاوتة من التمويل والملاذ الآمن، والتدريب، والأسلحة لحزب الله اللبناني وجماعات الرفض الفلسطينية أبرزها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. كما شجعت حزب الله والفصائل الفلسطينية الرافضة لتنسيق التخطيط وتصعيد أنشطتها.

2 ـ إيران نشطة في العراق، ليست نشطة فقط بل احتلته تماماً بمباركة أمريكية. فببناء فرع رئيسي للبنك الإيراني داخل العراق تم التأكيد على التوجه الإيراني وهو امتصاص اقتصاد العراق. والكل يعلم أن الحزب الرئيسي الذي يدعم الحكومة العراقية وقوات التحالف الأمريكي هو المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو أيضا مقرب من إيران. " فزعيم المجلس عبد العزيز الحكيم تلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض وهو لاجئ في إيران عندما كان صدام حسين على رأس السلطة، وفي 21 فبراير 2007 ألقي القبض على ابنه قادما من إيران مع حراسه المسلحين من قبل قوات الولايات المتحدة وفي وقت لاحق أطلق سراحه مع تقديم الأعذار من قبل قوات الولايات المتحدة".

لتأتي الولايات المتحدة وتدعي أن إيران تدعم بعض الميليشيات الشيعية التي يزعم أنها ضد الحكومة العراقية.

3 ـ ابتداء من عام 2005 فإن العديد من المحللين بما في ذلك الصحافي سيمور هيرش مفتش أسلحة الدمار الشامل السابق للأمم المتحدة في العراق من 1991 إلى 1998 وسكوت ريتر وجوزيف سيرينسيون مدير منع الانتشار النووي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والأستاذ في جامعة سان فرانسيسكو ورئيس تحرير الشرق الأوسط للسياسة الخارجية في مشروع التركيز وستيفن زونس زعموا أن الولايات المتحدة تعتزم شن هجوم عسكري ضد إيران.

ـ 19 ديسمبر 2006: وفقا لتقرير سي بي اس نيوز فإن وزارة الدفاع تخطط لتعزيز وجودها في الخليج العربي الذي سيكون بمثابة تحذير للحكومة الإيرانية وتحديها بشكل مستمر. يقول مراسل الأمن القومي لقناة سي بي اس نيوز ديفيد مارتن أن الولايات المتحدة تقوم بالحشد العسكري والذي يشمل إضافة حاملة طائرات ثانية في منطقة الخليج العربي وهو يعتبر رد على ما يعتبره مسؤولون أمريكيون استفزازية القيادة الإيرانية المتزايدة.

ـ 22 ديسمبر 2006: قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس أن زيادة الوجود البحري الامريكي في الخليج العربي ليست ردا على أي عمل تقوم به ايران لكنها رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ستبقى تحتفظ بوجودها في المنطقة لفترة طويلة.

4 ـ عام 2007م كان حافلا بالنشاط السياسي فقد أكد الرئيس بوش في خطاب إلى الأمة أن النجاح في العراق يبدأ بمعالجة إيران وسوريا: وبعدها تم انتقاد تصريحات بوش ضد إيران من دون موافقة الكونجرس واعتبرت تصرفاته هجومية و واستفزازية". كما اعترف مسؤولون في إدارة بوش أنهم لم يتمكنوا بعد من جمع أدلة قوية بما فيه الكفاية لدعم مطالبتهم علنا بأن ايران تقوم بالتحريض على العنف ضد القوات الاميركية في العراق. وكذلك واجهه نظام الملالي بالكثير من التصريحات التي تصب جميعها في إطار خارج إطار الوجود الإيراني في العراق.. وتدخله في شؤون الدول الأخرى في المنطقة.

ـ " 6 يناير 2007: وفقا لما ذكرته وكالة أنباء أن مصادر عسكرية إسرائيلية قد كشفت عن وجود خطة لضرب مصنع التخصيب في نطنز باستخدام العائد المنخفض النووي الخارق للتحصينات. يمكن أن يتم ذلك من خلال الكشف عن زيادة الضغط على إيران لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. نفت الحكومة الإسرائيلية هذا التقرير. في طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني في مؤتمر صحفي أن تقرير الصحيفة "سيوضح للرأي العام العالمي أن النظام الصهيوني هو الخطر الرئيسي على السلام العالمي والمنطقة. أي إجراء ضد إيران لن يترك دون رد والغزاة سيندمون فورا على هذا الفعل".

ـ 11 يناير 2007: قال مسؤولون في الإدارة الأميركية أن مجموعة قتالية سترابط على مسافة إبحار سريعة من إيران ردا على قلق متزايد من أن إيران تقوم ببناء قدرتها الصاروخية الخاصة والقوة البحرية بهدف الهيمنة العسكرية في الخليج.

ـ 12 يناير 2007: اتهم الرئيس بوش إيران في خطاب هذا الأسبوع في المساعدة على شن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق. أعقبت تصريحاته تعليقات هجومية من كبار مستشاري الحرب وتحركات جديدة للقوات البحرية الامريكية وغارة في يوم الخميس في المدينة التي يسيطر عليها الأكراد في أربيل. حاولت الإدارة نزع فتيل مخاوف من أنه يخطط أو يدعو للمواجهة مع طهران. في مؤتمر صحفي نفى السكرتير الصحفي للبيت الأبيض توني سنو باعتباره اقتراحات "أسطورة" أن الولايات المتحدة تستعد لحرب أخرى. صدر نفي مماثل من قبل وزير الدفاع روبرت غيتس والجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان المشتركة.

ـ 14 يناير 2007: قال قائد الأسطول الروسي السلبق في البحر الأسود الأميرال إدوارد بالتين أنه يعتقد أن وجود هذا العدد الكبير من الغواصات النووية الأمريكية في الخليج العربي يعني أنه من المرجح ضرب إيران.

ـ 24 يناير 2007: قال مسؤولون إيرانيون الأربعاء أنهم تسلموا دفعة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة التي تم تصميمها لحماية منشآتها النووية في أصفهان وبوشهر وطهران وشرق إيران من الهجوم في المقام الأول من الطائرات الإسرائيلية أو الأمريكية.

ـ 24 يناير 2007: الكتاب في الأبحاث العالمية الجنرال ليوند إيفاشوف نائب رئيس الأكاديمية للشؤون الجيوسياسية والرئيس المشترك السابق لهيئة أركان الجيوش الروسية تتنبأ بهجوم نووي أمريكي على إيران بحلول نهاية أبريل. يعتقد أيضا مثل سكوت ريتر أن الولايات المتحدة سوف تستخدم الأسلحة النووية التكتيكية.

ـ 18 فبراير 2007: وفقا لسكوت ريتر الذي أكد وجهة نظره بأن إيران سوف تتعرض لهجوم من قبل الولايات المتحدة فقد تفاوضت وزارة الدفاع الأمريكية على استخدام القواعد العسكرية في رومانيا وبلغاريا.

إلى درجة أن تحدثوا عن ضرب إسرائيل لإيران، ولكن كل هذه مجرد أحاديث للتلاعب بالعقول، لنصل في نهاية المطاف إلى إعلان إيران عن احتلالها لأربع عواصم عربية، والرؤوساء الأمريكان يذهبون ويأتون والسياسة واحدة لا تتغير تجاه المنطقة، بحيث أن الهدف الذي يريدونه هو القضاء على الإسلام الصحيح، فهو الخطر الحقيقي مثلما يقولون على الأمم. والإسلام الصحيح هو في العرب أولاً والحرب هي على العرب، ولكن العرب لا يرون ذلك، ويرون أن المملكة العربية السعودية هي المقصودة بذلك، ولن يصلهم شيئاً، ولكن ما حدث في الربيع العربي دلل على أن السعودية لن تسقط ، وليثق العرب إن لم يعودوا إلى رشدهم أنها لن تسقط إلا بعد سقوط جميع الدول العربية، والمخطط يسير نحو ذلك.. فهل تعيدوا النظر يا حكامنا العرب وتتحدوا ضد المد الصفوي الغربي؟

 

الأحد، 10 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 11

الأمم المتحدة وتدمير اليمن


من قرأ المشهد في اليمن منذ بدايته سيلحظ أن "الربيع العربي" توقف على أعتابه، عندما أقدمت المملكة العربية السعودية بتحالفها العربي، وبانتزاع قرار أممي (2216) يؤيدها، على شن حرب على الحوثي لإيقاف زحف الخطط الاستعمارية في المنطقة العربية. لتأتي استقالة جمال بنعمر،  بل سحبه من قبل الأمم المتحدة، لتثبت فشله في تحقيق أهداف اليمنيين، أو التي أوجد من أجلها في اليمن، أو أنه حقق المطلوب منه عبر الحوار الوطني الذي استطاع فيه التلاعب بجميع اليمنيين، واستطاع خداع الشعب اليمني باتفاقه مع الحوثي على اجتياح كامل البلاد. واعتبره الكثير من اليمنيين، أي بنعمرـ عار على جبين الأمة العربية، وسبب رئيس في تدهور الأوضاع في البلاد، وبالتالي فشل ذريع للأمم المتحدة ـ كعادتها في البلاد العربية.

الجمعة، 25 مايو 2018

لا شيء يهز العالم 9

الأمم المتحدة والعرب


جاء برنامج النقطة الرابعة لتأييد "السلام العالمي"، الذي صنعته أمريكا، وفق أربعة محاور:

  1. التأييد المطلق للأمم المتحدة، فالأمم المتحدة تأتمر بإمرة أمريكا في كل خطواتها، بل إن توجهاتها تساير التوجه الأمريكي خطوة بخطوة، خصوصاً وأنها أُنشئت تحت نظر الغرب، ومن كان يدعمها بقوة في البدء هم الدول الكبرى، ولكننا سنلحظ حالات قليلة تتناقض معها في حالة استخدام روسيا ـ سابقا الاتحاد السوفيتي ـ للفيتو أو الصين.. وتكاد تكون باتفاق بين الطرفين.

  2. كسب الشعوب بالعمل على الإصلاح الاقتصادي، وهي الفكرة الجهنمية التي تسيطر بها الكربورقراطية على مكتسبات الشعوب.

  3. تقوية الأمم التي تعادي الشيوعية. وكانت آنذاك الحرب الباردة مستعرة بين أقوى دولتين، ولهذا فإن العدو الكامن أمام أمريكا هو المد الشيوعي.

  4. تقديم المعونات لتحسين أحوال مختلف البلاد، وهذه المساعدات استغلال فاضح جداً في السياسة الأمريكية، وعبرها تتحكم في الدولة أو تبتزها سواء بإدراك أو بدون إدراك.


وكثيرًا ما نرى التركيز على هذه النقطة لأنها تحمل أبعادًا إنسانية في ظاهرها، بينما أهدافها أو غاياتها هي امتصاص الحقوق في الدول التي تساعدها أمريكا، أو تتدخل الأمم المتحدة أو البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي في المساعدة، وذلك كي توقع الدولة في الفخ، وتبدأ مساومة الشركات العملاقة عليها من كل حدب وصوب، بعد أن تتم السيطرة على بنوك الدولة المعنية ليبدأ البنك الدولي في عمله تجاهها. وليحقق الرؤية السياسية المرسومة لها من قبل الشركات المسيطرة على العالم[1].

وعندما تأسست منظمة الامم المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية فإن حفظ السلم والأمن الدوليين يعدان المشكلة الأهم التي تواجه المجتمع الدولي إلى اليوم، وهو المقصد الرئيسي الذي من اجله انشئت منظمة الأمم المتحدة.  ولأهمية هذا المقصد فإن مؤسسي المنظمة قد ركزوا عليه في الميثاق وخصصوا له الوسائل والإجراءات اللازمة لتحقيقه.

"وكانت خمسة من الدول العربية ضمن مؤسسي الامم المتحدة، وهي: مصر والمملكة العربية السعودية ولبنان وسوريا (كلها انضمت فعليا يوم 24 / 10 / 1945) والعراق (21 / 12 / 1945). ومن دول الشرق الأوسط كانت هناك أيضا إيران وتركيا. ثم إن للعرب ثقلاً إضافيًا يتمثل بأن اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية الست للمنظمة إلى جانب اللغات الإنكليزية والفرنسية والروسية والماندرين الصينية والإسبانية، مع العلم بأن أمينها العام السادس أختير من دولة عربية وهو الدكتور بطرس بطرس غالي الذي تولى المنصب لأربع سنوات بين 1992 و1996. واليوم تضم المنظمة 192 دولة، بينها 22 دولة عربية. وكان للعرب حضور مميز في الوكالات التابعة للأمم المتحدة حيث ترأسها بعضهم مثل الدكتور محمد البرادعي (مصر) والمهندس إدوار صوما (لبنان) وطالب الرفاعي (الأردن)..الخ."

 

القضية الفلسطينية

الإدانات التي يقوم بها مجلس الأمن ضد إسرائيل وما ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني لا فائدة منها، طالما أن القرار يتوقف على استخدام الفيتو الأمريكي في كل مرة تتم الإدانة، أي أن أحد أهم أسباب تكوّن مجلس الأمن من خمس دول عظمى، ومن حق استخدام الفيتو يؤتي ثماره الآن، وفي كل آن، لحماية مصلحة الدول الخمس أو دولة منها أو دولة حليفة مثل إسرائيل. ولعل تقسيم فلسطين عام 1947م يعطي الدلالة الواضحة أن المجلس أو الأمم المتحدة لم يخلقا إلا لحماية المصالح الخاصة للدول العظمى. ولا تحمل همًّا تجاه أي قضية إنسانية في أي جزء من الكرة الأرضية، فما بالكم وهذا الجزء هو المنطقة العربية!!

"لقد صدر ما لا يقل عن 131 قرارا متصلا بالنزاع بين فلسطين وإسرائيل صدرت عن مجلس الأمن الدولي ما بين 1967 و1989 فقط. كما أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اسرائيل بإدانات تزيد على كل الإدانات بحق دول العالم الأخرى مجتمعة. وكان للأمم المتحدة دور وحضور فاعل في حروب العرب مع اسرائيل في الاعوام 1948 و1967 و1973 وغزو لبنان عام 1982 بصفة عامة، وغيرها من الاعتداءات والتجاوزات الاسرائيلية المتعددة على لبنان وسوريا ومصر والاردن والعراق. ومن الجدير بالذكر أن للأمم المتحدة وجودا عسكريا في مناطق النزاع العربي الاسرائيلي متمثلا في قوات الفصل الدولية الأندوف على هضبة الجولان في سوريا، وفي جنوب لبنان تنتشر قوات اليونيفيل، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول المجاورة تعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ناهيك من نشاطات اليونيسيف في مجالات الاهتمامات بالطفولة والأجهزة والوكالات الإقليمية[2]."

(سأتطرق إلى ذلك بشيء من التفصيل عند الحديث عن إسرائيل)

وسنلحظ أن هناك العديد من القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية، وهي من القضايا التي تستخدمها الأمم المتحدة بمطاطية مبالغ فيها، وربما ترى أطراف تؤججها ولكنها تغض الطرف عنهم.. فمثلا: نزاع الصحراء الغربية؛ حيث كان لها دور بارز في التعاطي مع النزاع الحاصل بين المغرب وبين جبهة البوليساريو، وآخرها ما كان من إيران ومن حزب الله حين دعما ودربا هذه الجبهة في فضيحة انكشفت لكل العالم، ولم تتخذ حيالها الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن أي خطوة في هذا الاتجاه بل إن ستيفان دو جاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام الأمم المتحدة، ردّ، خلال الندوة الصحافية الدورية المنعقدة الاثنين 02 أبريل 2018 بمقر المنظمة بنيويورك، ببرودة تامة على احتجاج المغرب من استمرار عمليات التوغل العسكري في المنطقة العازلة، حيث قال جواباً عن سؤال الصحافة: "نعم لديّ معلومات.. زملاؤنا في بعثة المينورسو لم يلاحظوا أي حركة لأي عناصر مسلحة شمال هذا الإقليم، المينورسو تُواصل مراقبة الوضعية عن كثب".

في نفس الوقت أكدت فيه مصادر إعلامية قريبة من "الجبهة" أن "نحو 14 عنصرا مسلحا تابعين للبوليساريو دخلوا المنطقة على متن أربع سيارات من نوع جيب، فقاموا بنصب خيام وتمركزوا فيها لما يناهز ساعة كاملة قبل أن يغادروا المكان ويسحبوا آلياتهم بعدما نصبوا خيامهم".

كما أظهرت صور لمجموعة شبابية محسوبة على جبهة البوليساريو تدعى "صرخة ضد الجدار" تنظيم وقفة احتجاجية يوم 31 مارس الماضي، رفقة أجانب، نددوا فيها باستمرار هذا الجدار الأمني.

وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد أعلن عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بسبب اتهامات لها بدعمها وتسليحها جبهة البوليساريو الراغبة بالانفصال، بدعم ومساندة "حزب الله".

بينما ذكر موقع القوات اللبنانية أن تتجاوز علاقة البوليساريو بـ"حزب الله" تقديم الدعم بتحريض من الجزائر. حيث تربطهما أيضا تجارة السلاح والمخدرات وتبييض الأموال. فشبكة “حزب الله” في تبييض الأموال تمتد من أفريقيا (الغرب أساسا) إلى أميركا اللاتينية، وعلاقة البوليساريو بالتنظيمات الجهادية في المنطقة تفيد عمل “حزب الله” كثيرا.[3]

وقال المحلل الأميركي في صحيفة واشنطن اكزامينور، مايكل روين، أن تلك " لم تكن مجرد عملية مارقة. ففي النهاية ما تعرض له المغاربة ليس أول محاولة من إيران لزعزعة استقرار مملكتهم". أي أنه يناقض تحفظات الأمم المتحدة.

ويضيف روبن أن "الواقع يقول إن سلوك إيران يكتسب طابعا أيديولوجيا، ومشكلة إيران مع المغرب هي أيديولوجية، خصوصا وأن المغرب لا ينتمي إلى معسكر دول الغرب الليبرالي فقط، ولكنه يقف أيضا في طليعة القوات المحاربة للإسلام المتطرف”، مضيفا أنه “على الرغم من اختلاف المذاهب بين إيران والمغرب، إلا أن رجال الدين وقادة إيران لا يريدون رؤية هذا الفرق أو حتى الالتزام به".

وهذا الحدث الأخير يوضح بجلاء موقف الأمم المتحدة المائع تجاه هذه القضية المتعلقة بالشأن العربي. ولن أعود كثيرًا بالتاريخ لأستشهد بمواقفها تجاه هذه القضية لأن السلبية هي ديدنها الدائم تجاه القضايا العربية.

بينما الحرب العراقية الإيرانية لعبت فيها الأمم المتحدة دورًا بارزًا، ويأتي التناقض من الموقف الأمريكي وهو العضو الرئيس في الدول الخمس العظمى أو في "نادي النخبة" الذي يحكم العالم، حيث أنه على مرأى ومسمع من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة ظهر بفضيحة " جيت إيران" أيام دونالد ريجان، ومع ذلك لم يكن هناك ما يثير التساؤل لدى المجلس. ولعل توقف الحرب بينهما جاء بعد خطة بديلة ستظهر في حرب الخليج الثانية حين احتل العراق دولة الكويت وكان للأمم المتحدة دور فاعل في التعاطي مع تداعيات غزو الكويت عام 1990. حيث فوضت الأمم المتحدة يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1990 وعبر قرار مجلس الأمن 678 – استنادا إلى عدة قرارات سابقة – باستخدام القوة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، فشنت قوات متعددة الجنسيات، أمريكية أوروبية وعربية، ما عرف بعملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت يوم 24 فبراير (شباط) 1991، وتم لها ذلك خلال فترة قصيرة.

في المقابل في حرب الخليج الثالثة وهي الغزو الأمريكي للعراق فإن موقف الامم المتحدة كان ضعيفًا ولم تستطع التصدي للغزو الامريكي البريطاني للعراق الذي تم سنة 2003 خارج نطاق الشرعية الدولية ودون تفويض من الامم المتحدة التي باءت جهودها بالفشل لمنعه يوم 20 مارس (آذار) 2003 تحت ذريعة تخزينه أسلحة دمار شامل ممنوعة، وأسقطت الحكم فيه واحتلت البلاد، وبقيت القوات الأمريكية في العراق حتى اليوم.

أما قضية النزاعات في السودان فجميعنا يعي أن "جوبا" تحتضن تل أبيب، بل إن تل أبيب تحتضن جوبا، والتعاون بينهما على أعلى مستوى، وما يخدم إسرائيل لا بد أن تتبناه الأمم المتحدة أو يتبناه مجلس الأمن، ولهم حضور وأجندة بارزة جدا في الجنوب ودارفور. يقول ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي: "نحن شعب صغير، وإمكانياتنا ومواردنا محدودة، ولا بد من العمل على علاج هذه الثغرة في تعاملنا مع أعدائنا من الدول العربية، من خلال معرفة وتشخيص نقاط الضعف لديها. وخاصة العلاقات القائمة بين الجماعات والأقليات العرقية والطائفية، بحيث نسهم في تفخيم وتعظيم هذه النقاط، لتتحول في النهاية إلى معضلات يصعب حلها أو احتواؤها".

ولعل كلينتون بإشارة من رامسفيلد عندما دمر "مصنع الشفاء" بحجة أنه يصنع أسلحة دمار شامل، لم تتخذ الأمم المتحدة أي دور بل قد تكون ذات أدوار ومواقف معاكسة؛ فقد اتهمت مصادر في الأمم المتحدة عام 2004 ميليشيات الجنجويد المناصرين لحكم الرئيس عمر حسن البشير بارتكاب مجازر في الإقليم. ثم فرض مجلس الأمن الدولي في مارس من عام 2005 عقوبات على الخرطوم، وكذلك إحالة المتهمين بجرائم حرب إلى محكمة العدل الدولية. الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات بين الخرطوم والامم المتحدة خصوصا بعد أن رفضت الخرطوم نشر قوات سلام دولية في إقليم دارفور. ثم أصدرت محكمة العدل الدولية عام 2007 أولى مذكرات التوقيف ضد المتهمين بجرائم الحرب، كما أصدر مجلس الأمن قرارا بتشكيل قوة سلام في دارفور. وفي العام التالي 2008 تولت الأمم المتحدة كليا أمر القوات الأفريقية – الدولية اليوناميد في الإقليم، وفي خطوة غير مسبوقة في عام 2009 أصدرت المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة مذكرة اعتقال بحق البشير. ورعت الامم المتحدة عملية استقلال الجنوب عام 2011، كما أعلنت نهاية حرب دارفور.

"بالإضافة إلى ما سبق كان للأمم المتحدة نشاطات ومهام لافتة أخرى تتعلق بالعرب والشرق الاوسط، منها النزاع الحدودي بين البحرين وقطر الذي حسمته قضائيا وتحكيميًا محكمة العدل الدولية عام 2001، بالإضافة الى قضية تورط ليبيا فيما عرف بقضية لوكيربي أصدر المجلس القرار 1506 بغالبية 13 صوتا وامتناع فرنسا والولايات المتحدة عن التصويت برفع العقوبات المفروضة على ليبيا. وغير ذلك من القضايا. ورغم كل ذلك فقد اتسم تعاطي الأمم المتحدة مع القضايا العربية والشرق أوسطية بغير الموضوعي، حيث انطلق دائما من اعتبارات مصالح الدول الكبرى المسيطرة على سياسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الأمر الذي منع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من التصرف والقيام بمسؤوليتها في حفظ الأمن والسلم الدوليين[4]."

يتبع...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الحرب القذرة على العالم، للمؤلف، تحت الطبع.

[2]  عماد علو مقالة في صحيفة الزمان يوم 20 مايو 2014 الرابط: https://www.azzaman.com/?p=72168

[3]  موقع القوات اللبنانية https://www.lebanese-forces.com/2018/05/04/hezbollah-polisario-front/

[4]  عماد علو مقالة في صحيفة الزمان يوم 20 مايو 2014 (سابق).

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

إلى أين يسير اليمن؟

يمثل الرئيس المقتول علي عبدالله صالح حالة خاصة في اليمن ففي موته وفي حياته يستمر في مراوغاته، فهو يقلب الموازين بسرعة دون تردد، فانقلابه على الشرعية وفتحه المسار للحوثي لاحتلال اليمن، وتقلباته في خطاباته حتى آخر لحظة من عمره باتت سمة في شخصيته،


وبعد أن رأى العالم أنه يتجه نحو عروبته ويسعى لإصلاح ما أفسده قلب الطاولة بمقتله، وجعل اليمن يعيش في حالة غير طبيعية، وفي ثورة حقيقية، معظمها حانقاً على ما حدث، والتاريخ سيحمله الكثير مما حدث في اليمن.

إن احتجاز واختطاف ومن ثم قتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ليس مجرد جريمة حرب لدى الشعب العربي اليمني، بل هو جريمة كبرى لا يطفئ نارها سوى الانتقام من قتلته.
وإن خلو الساحة من صالح يعني محاولة الحوثي التفرد بصنعاء، وهو الخط الذي ترسمه الميليشيا سعياً وراء السيطرة عليها، والتي كان يقف في وجهها حليفها الذي مهد لها احتلال اليمن قبل ثلاث سنوات، ولكن الأفعى حتى وإن ملمسها ناعما إلا إنها عند تقلبها يكون في نابها العطب..

وهذا ما حدث للحليف حين حاول الخروج من حلفه معهم، فما كان منهم إلا أن يقتلوه، لأنه لا يتفق مع أجندتهم المرسومة من طهران.

ولا ننسى أن أسلوب مقتل علي صالح في الوقت الذي أراد فيه أن يكفر عن خطأه بتحالفه مع الحوثي ضد شعبه، يشابه أسلوب مقتل رفيق الحريري في لبنان عندما بدأ عملية إصلاح شاملة في لبنان، ومن ذلك أراد تحجيم حزب الله وسحب سلاحه ولكنه اغتيل نهاراً جهاراً. مع فارق أن صالح لم يكن يسعى إلا إلى لعب ورقة ضد الشعب اليمني بعد أن رفضه في ثورته عليه، وبعد أن توج رئيساً جديداً لليمن جراء هذه الثورة ، ولكن هذه الورقة هي التي أحرقته وأخرجته من الدنيا كلها وليس من صنعاء فقط.


ولعل مقتله أخرج اليمنيين، الذين يرون أن ميليشيا الحوثي تعمل لمصلحتهم، من غفوتهم أو غفلتهم التي عاشوها طوال ثلاث سنوات. ولعله درساً لهم ليوضح العدو من الصديق، وستكون المواجهة بين أنصار علي صالح والشعب اليمني وبين الحوثي، وخصوصاً بعد التشفي الذي أظهره عبدالملك الحوثي على الملأ. وسيواجه اليمن صعوبات جمة حتى عودة الشرعية بالكامل لتعيد التوازن لليمن.. ومن ثم البدء في انتخابات لاختيار رئيس له.

تم النشر في صحيفة البلاد

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

الوزير باسيل ودولة الضاحية!!

دعونا، بكل هدوء، نقرأ ما قاله جبران باسيل في تغريدة له ومن ثَمّ وهو في إيطاليا، إذ يبدو أن هناك سوء فهم لدى وزير خارجية لبنان، وفي نفس الوقت متناقض، أو أنه يتغافل عن الحقيقة الماثلة لكل اللبنانيين والعرب والعالم أجمع.

فباسيل يقول:” إنه ليس حزب الله وأن سعد الحريري ليس حزب الله، وأن لبنان بلد حر ومستقل” كلام جميل، وطالما أنه كذلك فما هو موقع حزب الله في الحكومة؟ وإلى أية دولة يتحزب؟ وهل هو تابع للدولة اللبنانية أم أنه دولة مستقلة عن لبنان؟ وهل إطلاق صواريخ باتجاه مكة المكرمة والرياض من اليمن بأيد من حزب الله وبتدريب منه ليس تدخلاً في شؤون الآخرين؟ وهل حرب حزب الله في سوريا ليس تدخلا؟ وهل حربه في العراق ليس تدخلاً؟ وهل تدخله ـ بكل قوة ـ في اليمن ليس تدخلاً؟ وهل أياديه العابثة في البحرين والكويت والخليج ليس تدخلا؟.

يجب يا معالي الوزير أن تجيب عن هذه التساؤلات، وأن تبرر تدخلات الحزب في المنطقة أو أن تعلن أن الضاحية دولة مستقلة تأتمر بأوامر الولي الفقيه ولا شأن للبنان بها، كي تستطيع دول المنطقة التعامل مع تدخلاته السافرة في كل جزء منها. فالإنكار هنا يدلل على أنك تعترف أن الحزب خارج نطاق الدولة، وأنه تابع لإيران، ويأتمر بأوامر الولي الفقيه، وأنه لا شأن لك ولدولة لبنان به، وأنك وأنت وزير الخارجية لا يمثلك هذا الحزب ولا تمثله وإنكارك أنك لست حزب الله هو إنكار الإثبات، فأي عاقل سيقنعه نفي وزير خارجية ما أن أحد مكوناته السياسية لا يمت له بصلة!!
أما نية الحوار فهي معدومة تماماً، واللغو السياسي لا يأتي بفائدة للبلد، لأن حوار الطائف تم نسفه بالكامل من قبل حزب الله، وعلى فكرة يا معالي الوزير: إلى الآن وحزب الله مكون من مكونات الحكومة اللبنانية، كأنك تغاضيت عن ذلك وأنت تبحث عن إيجابية، بينما ما يحدث هو سلبية، إذ لو كان هناك نية للإيجاب لتم تحييد الحزب ومصادرة أسلحته وتسييره ليكون حزباً سياسياً لا جيشاً ينطق باسم الولي الفقيه.
سأضيف يا معالي الوزير ما قاله الكاتب خالد الدخيل عن إطلاقك ” تصريحات فيها من التكاذب والجرأة ما يخرج عن كل الحدود” وتعليقه على حديثك في TRT التركية من أن لبنان يرفض “استعمال سلاح حزب الله خارج الحدود”. اقرأ ما قاله: ” معالي الوزير يعرف أن كلامه لا يمت إلى الواقع جملة وتفصيلاً. وإذا كانت هذه سياسة جديدة يلمح إليها، فالأمر يحتاج إلى توضيح وتفصيل. لكن وزير الخارجية يكذّب نفسه في الحديث ذاته بقوله إن “سلاح حزب الله أدى وظيفة كبيرة في تحرير لبنان”. عمّن يتحدث معالي الوزير؟ ولمن يتحدث؟ هل كان لبنان تحت الاحتلال؟ ومن تكون قوة الاحتلال التي حرّر حزب الله لبنان منها؟ ولماذا حزب الله، وليس الجيش اللبناني، هو الذي حرّر لبنان؟ المدهش أن يصدر مثل هذا الكلام عن وزير ينتمي إلى تيار اسمه التيار الوطني الحر”.
على باسيل أن يضع النقاط فوق الحروف كي يتعامل العرب مع هذه المشكلة التي أوقع لبنان نفسه فيها، فالمملكة العربية السعودية لم ولن تتدخل في شؤون لبنان، وإن تدخلت فإنها تدخل بالتي هي أحسن، وما إعادة إعمار لبنان بعد “مسرحية 2006” من حزب الله إلا دليل على الأيادي البيضاء التي تنتهجها السعودية في هذا البلد. ولكن…!
إن السعوديين أكثر شعب يستوعب اللغة اللبنانية ويعيها ويعي ما تقوله وما ترمي إليه وما تود أن تفعله من بعد الكلام، وليس بخاف على أحد منا ذلك، فدعوا المراوغات في الكلام، وناقشوا أصل المشكلة التي ستعصف بلبنان.

ـــــــــ

نشر هذ المقال في صحيفة البلاد

الوزير باسيل ودولة الضاحية!

الأحد، 19 نوفمبر 2017

لبنان المختطف والهروب للأمام

الرئيس اللبناني ميشيل عون يبدو أنه وقع في ورطة كبيرة عندما اتجه رئيس حكومته المستقيل إلى فرنسا، حيث أنه يعرف باريس جيداً أكثر من غيره من اللبنانيين، فسبق وأن كان هارباً لمدة 15 سنة عن بلاده، فهل يريد للحريري أن يتجرع ذات المر؟.


يعي عون أن وراء كل هذا إيران ومن ثم حزب الله، حيث أنه الآن ـ أي عون ـ يمثل الناطق الإعلامي باسم الحزب وليس رئيس دولة لها سيادتها.

الموقف الآن في لبنان متأزم وبخاصة لرئيس الدولة فذهاب الحريري إلى باريس جعله أمام اختبار صعب، إذ إن عذر أنه محتجز في السعودية انتفى، فكيف يواجه الشعب اللبناني الآن؟ وما هو السيناريو الذي سيتبعه؟ بل ما هو العذر الذي سيقوله لشعبه؟ وهل يستطيع الإعلان أنه ـ أي عون ولبنان ـ يخضع لإرادة حزب الله؟ أم سيصمت؟.

إن الرئيس اللبناني أخطأ من حيث يدري فسيره وراء من يختطف لبنان وترديده معه أن رئيس الحكومة محتجز في السعودية، فهذه هي المشكلة الكبرى التي وقع فيها ويراها أسهل قارئ في السياسة، فبدلاً عن مناقشة أصل المشكلة ولبها ذهب إلى القشور وإلى الشكليات. وبدلاً عن مناقشة لماذا استقال الحريري من الرياض؟ وماهي الأسباب؟ ذهب إلى لماذا هو في الرياض؟.

ولعلنا ندرك أن موقف الرئيس كان واضحا من أول يوم من تقديم الحريري استقالته ففي الوقت الذي يفترض فيه أن يظهر على التلفاز ليقول شيئاً لشعب لبنان ترك نصر الله هو من يقوم بذلك، وفي هذا دلالة واضحة على أن لبنان لا تسير إلا بسلاح حزب الله، وأن الحزب يسيطر على مفاصل الدولة وعلى رئيسها.

إن الهروب إلى الأمام لن يحل المشكلة في لبنان، فالجميع يعلم ويدرك أن أساس بلاء لبنان هو حزب الله وإن لم يتخلص البلد من سلاحه ويعيده إلى وضعه الطبيعي ليكون حزباً سياسياً لا عسكرياً فإن وضع البلد سيكون من سيء إلى أسوأ.. والقادم سيكشف الكثير مما هو مخبأ لمصير لبنان إن بقي هذا الحزب بسلاحه.

ـــــــــــــــــــــــــــ

نشر هذا المقال في صحيفة البلاد

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 36



  • أن تكذب أكثر 6




الصراع في اليمن

دراسة معهد بروكنجز تحمل تناقضاتها وتمجد إيران

قراءة ضعيفة جداً لا تحمل فكرا

بعد قراءة لإحدى مقالات قامات أمريكا وهو "معهد كارنيجي" في هذه السلسلة (24)، سنلحظ أن توجه مراكز الدراسات في أمريكا هو مع توجه سياسة الرئيس، في أي منطقة يطرقها، وهذا يمنحنا المؤشر الذي تسير عليه حزمة السياسة الأمريكية بالكامل في كل حصة رئاسية، ومن المهم قراءة مثل هذه المراكز وما تطرحه، لأن ذلك سيعود علينا بالنفع في قراءة التوجه الأمريكي.

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 31



  • إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية 5




هاتفني أحد الأصدقاء وتحدث معي حول ما كتبته هنا عن نظرية " مجتمع الخوف" .. ورأى أنني ذهبت بها إلى غير محلها عندما عكستها على المجتمع الأمريكي، وقال: إن هناك قانوناً يحكم الجميع فلذلك لا خوف.


قلت متى تحدثت عن ليبرالية فإنني أتفق معك.. أما إن تحدثت عن علمانية فإنني لست معك. فالحرية الفردية تختلف عن الحرية السياسية.. والحديث الأخلاقي الذي طرحته هو عن الحرية السياسية وفسادها وعدم مصداقيتها وبعدها عن الأخلاق تماماً، ولهذا فإن أمريكا تخاف من فقدان هذه الحرية الفاسدة، بالنسبة للنخبة المسيطرة. ومن هذا الجانب فإن الخوف سينعكس على المجتمع على مدى الزمن، وستخشى النخبة انحراف العامة بعد اكتشاف الحرية المخادعة التي تطرحها الليبرالية الحديثة، وتحديداُ ليبرالية " المحافظون الجدد" الذين يرون في هذه الحرية الفردية أنها الدرب الذي يستطيعون عبره السيطرة على الشعب؛ أي كأن عملية رسم الوهم لهؤلاء البشر هي الطريق الحقيقي لبقاء الديكتاتورية، لأنه متى ما كان انسياق المجتمع ككتلة واحدة فإن قدر هؤلاء هو خروجهم من السلطة شاءوا أم أبوا، ومتى ما تمتع الشعب ، بل العالم ، بحرية فردية فإنه من السهولة بمكان انسياقه لقطيع تسيره الديكتاتورية، التي تريد السيطرة على العالم. وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تتنبه له الشعوب لهذا الخطر وسيخرجونهم من السلطة، لأن البناء على " الكذب النبيل"[1] ، الذي يرونه، لا يمكن له الاستمرار.

الاثنين، 17 يوليو 2017

أن تكذب أكثر(4)

الحرب القذرة على العالم 24


معهد كارنيجي يقدم دراساته بعيدا عن الحيادية

في  عام 1979 حين قامت الثورة الإيرانية أنجبت حكومة ثيوقراطية قدمت إيحاءاتها أنها معادية  لأمريكا، وأنها تحارب ما أسمته بـ " الشيطان الأكبر"  والعجيب في الأمر أن الغرب جاء بها رغم أن النظام الملكي الإيراني السابق كان متحالفاً مع الولايات المتحدة. وفي الجهة المقابلة سنجد المملكة العربية السعودية ثابتة راسخة على شواطئ الخليج العربي دون أن تقفز على الحواجر، ودون أن تناصب العداء لا أمريكا ولا غيرها، وسنلحظ أن ما يكمل المثلث في ما أسمته أمريكا بـ " الشرق الأوسط " هو دولة الكيان الصهيوني " إسرائيل " وهي الدولة الصديقة لأمريكا دون أي غموض أو رتوش، وكل ما يحدث في المنطقة العربية هو من أجل إرضاء الحركة الصهيونية التي يسيطر اللوبي الصهيوني على قراراتها.

ولكن واشنطن تُظهر في استراتيجيتها منذ الثورة الخمينية عداوتها لإيران، وصداقتها للمملكة العربية السعودية إلى أن تسنم باراك أوباما سدة البيت الأبيض فبدأت أمريكا تظهر وجهها الحقيقي تجاه إيران، وجميع أفعالها أكدت أن العداوة إنما هي عبر الإعلام فقط بينما على الأرض يعملان معاً لتفتيت العالم العربي، ونتج عن تقاربهما بشكل علني أن تم تتويج هذه العلاقة والصداقة المحفورة بالدسائس بالبرنامج النووي الإيراني. وقد ذكرت سابقاً العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وبأي شيء تتصف.

توجه الولايات المتحدة الأمريكية لعقد اتفاق على البرنامج النووي الإيراني أثّر على العلاقة بين السعودية وأمريكا، ولعل التأثير الواضح تماماً في العلاقة بين الطرفين وتوجه أمريكا نحو إيران جاء من خلال المكتشفات الحديثة للنفط والغاز الصخريين في أمريكا، فنظر الأمريكان إلى أنهم ليسوا بحاجة في الوقت الحالي إلى نفط المملكة، وصبوا مخططاتهم من أجل الجيوسياسي وجعلت طهران حليفها الأساسي في المنطقة، وقرنت ذلك ـ أيضاً ـ باعتقادها أن إيران ستحقق طموحها في هذا التغيير، دون أن تدرك أن الفرس لديهم أطماع نحو تكوين دولتهم الفارسية، والعودة إلى الزمن القديم بها.

 

اتضحت هذه الرؤية في ورقة قدمها معهد كارينغي للسلام الدولي عام 2014، وأيضا حين وضح رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما مقاربة جديدة في الشرق الأوسط، بأنه لن تسعى الولايات المتحدة لعزل إيران لكنها ستحاول بدلا من ذلك " منح إيران فرصة للعمل بطريقة مسؤولة” وذلك لتعزيز "التوازن الجديد" بين إيران والمملكة العربية السعودية  الذي يتّسم بالتنافس وربما  الشك ولكن ليست الحرب الفعلية أو الحرب بالوكالة." وهذه كلمات " مطاطية" لا تعني شيئاً في السياسة الفارسية على وجه الخصوص، لأن إيران لا تريد سوى الثأر لتاريخها المجيد! الذي أسقطه " عمر بن الخطاب" والذي يتناوله التطرف الإيراني في كل محفل بأبشع ألأوصاف، لأنه أسقط الدولة الفارسية، والذي استغله الملالي بشكل مؤثر وأججوا الطائفية في المنطقة بمباركة من " أوباما".

أوجه الخلاف والاختلاف بين إيران والسعودية واضحة للعيان، حيث أن الملالي أتوا بدين مجوسي جديد قائم على الخرافات وعلى الشحن النفسي، وعلى حشد الطائفية، ورغم معرفة السياسة الأمريكية بذلك إلا أنها تشجعه لخدمة أهدافها التي لم يكتب لها النجاح بعد تصدي السعودية لكل مخططات الملالي وعلى رأسهم الملا أوباما. وقد نظر معهد كارنيجي في العلاقة بين إيران والسعودية كالتالي:

" ستحمل العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية و طهران في طياتها أبعاد و نتائج مهمة لمستقبل المنطقة "الشرق الأوسط" و مصالح الولايات المتحدة ، وتعد طهران والرياض هما الطرفان المتنازعان بشأن كل قضية رئيسة تقريبا في المنطقة مما يربك و يعيق الجهود الأمريكية في تحقيق الاستقرار. وفي الوقت عينه ،فإن كلا من إيران و السعودية خصمان عرقيان"عربي – فارسي" و طائفيان"سني- شيعي" ذات أبعاد جيو سياسية  يتنافسان بشدة  لامتلاك القوة والهيمنة على أراضي الخليج الفارسي و بلاد الشام و فلسطين و العراق وفضلا عن ذلك داخل منظمة أوبك”OPEC” منظمة البلدان المصدرة للنفط. بالإضافة إلى أن كليهما يتبنى أشكال مختلفة اختلافا كليا من الحكم و تقديم رؤى متباينة ومختلفة لنظام الشرق الأوسط، والخلاف الحاد  بشأن مسألة وجود أمريكا في المنطقة."

لقد تعمدت ترك صياغة التقرير كما جاءت من المعهد حيث أنه جاء الوصف على المستقبل عبر استخدام كلمة " ستحمل"  وأيضاً التأكيد بمقولة " مهمة لمستقبل المنطقة" وهذا يعني أن القارئ للمنطقة لم يكن دقيقاُ، حيث أن المسألة في ذهن الملالي لا تتعلق بالمستقبل بقدر ما هي متعلقة بالماضي، بدلالة المد الطائفي الخطير الذي ظهر بعد ظهور الملالي، وبدلالة أحاديثهم الخرافية الكثيرة التي تتناولها " السوشل ميديا" هذه الميديا التي لم تعد تخفي شيئاً بل بات كل شيء مكشوفاً للجميع، والعالم يتلقفه ويعي من المتسبب فيه، إلا أمريكا التي تضع يدها في يد هؤلاء النفر في طهران من أجل تحقيق مصالح مرسومة منذ زمن بعيد للكيان الصهيوني، والتي لن تتحقق على الإطلاق، لأن أهل الإسلام الحقيقيين يؤمنون برسالة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولديهم قناعة كاملة بأن ما جاء به هو الدين الصحيح، ولن تتغير فكرة المملكة ولا أهل الإسلام الحقيقي في كل أنحاء العالم عن هذا الاتجاه مهما حاولت أمريكا أو حاول الملالي ذلك. ثم إن صيغة " ستحمل " هنا تعني الأبعاد المنتظرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، والتي يجب تأجيجها من اجل الاستفادة بشكل أكبر.. وهي رؤية بالنسبة للدارسين من حقهم أن ينظروا إليها من هذا المنظار، فمصلحة بلدهم فوق أي مصلحة، ولكن ليس مصلحة العالم، في زمن العولمة التي انكسرت هيبتها ولم يمض من عمرها سوى الشيء اليسير أو كأنها ولدت هذه العولمة " خديجا" بل بالأحرى لا يستطيع أن يلد الفكر ألأمريكي مولوداً كاملاً إلا بمواجهة عدوو أمامه، وإلا فإن مولوده لن يكتمل.

لنلحظ الملاحظة الثانية في هذه المقولة من المعهد حيث أشاروا إلى أن الخصام عرقي " سنة وشيعة، عرب وفرس " وبكل أسف لم تتم قراءة ما قبل ذلك على مر التاريخ، حيث أن العرقية والطائفية لم تظهر إلا من عقد الثمانينيات من القرن الماضي وجاءت مع مجيء الملالي وحديثهم عن تصدير الثورة، وهم يعلنون لأمريكا وللعالم إننا سنصدر الثورة، أي بكل بجاحة وأمام هذا العالم كله تعلن ذلك.. ودون أن يلمس التقرير هذا السبب على الإطلاق.

أما الملاحظة الثالثة في هذه الجزئية الصغيرة من الورقة هو مقولة " الخليج الفارسي" مما يؤكد عدم الحيادية على الإطلاق في هذا السياق، وهو صياغة تسند التوجه الأمريكي الأوبامي وتقف إلى جواره وتميل نحو إيران دون أن يراعي أن السعودية دولة صديقة منذ نصف قرن أو أكثر لأمريكا.

المغالطة الرابعة هي في تبني " الفكر الأمريكي" عبر آلة " صنع العدو" حيث أن ما ورد في آخر هذه الجمل للمعهد هو " بالإضافة إلى أن كليهما يتبنى أشكالاً مختلفة اختلافا كليا من الحكم و تقديم رؤى متباينة لنظام الشرق الأوسط، والخلاف الحاد  بشأن مسألة وجود أمريكا في المنطقة." وفي ذلك إشارة إلى المملكة وأنها على عداء مع أمريكا ـ طيعاً في مرحلة أوباما ـ ، وهو غير صحيح، ولم يحدث ذلك، والعداء يتوقف على ما تفعله أمريكا في المنطقة، ومحاولة تقسيم الدول، وسعيها الدؤوب إلى صنع الأعداء ومن ثم سيطرتها على العالم، وكل منطقة في العالم ذهبت إليها " الكربورقراطية" الأمريكية وقفت الشعوب ضدها، وهذا ما سيحدث في عالمنا العربي.. فلن يرضى بوجود محتل فيه مثلما حدث في العراق.

والأمرّ من ذلك هو الوصف الذي أورده المعهد، وكأنه يكتب من "قم" اقرأوا ما يلي:

"تملك كلا من المملكة العربية السعودية و إيران موارد فريدة من نوعها. و يشكل العرب السنة  الأغلبية الساحقة في الشرق الأوسط.و تضع المملكة العربية السعودية وصايتها على أماكن عبادة لها قدسيتها في الدين الإسلامي ،إلى جانب الإحتياطي الهائل من الطاقة  والتي تعد مزايا للملكة. أما بالنسبة لإيران فلديها تاريخ طويل كدولة قومية و تفوقها ديموغرافيا وقدرتها على إبراز قوتها خارج حدودها  مما يزيد من مزاياها التنافسية. وتعتبر كل دولة منهما زعيم "مرجع" العالم الإسلامي برمته و ذلك لوجود مقومات دينية لدى السعودية، ومصداقية إيران الأيدلوجية  بإعتبارها حصنا للمقاومة ضد أمريكا و إسرائيل."

ألا يعد هذا القول تعدياً على المملكة العربية السعودية حين توصف بأنها ارض الحرمين الشريفين، وهي فعلا كذلك، وحين يقول من كتب الورقة أنها " تضع وصايتها" كيف تضع وصايتها، وهي جزء من أرضها.. إنه وصف غير محايد، ويبتعد كل البعد عن العلمية والمنهجية، التي يفترض أن يتحلى بها المعهد.

ولعل محاولة الانتقاص من السعودية عندما أوردت الورقة مقولة " وذلك لوجود مقومات دينية لدى السعودية، ومصداقية إيران الأيديلوجية باعتبارها حصنا للمقاومة ضد أمريكا وإسرائيل"

الكاتب أعتقد أنه ينتقص من السعودية وهو يقول لديها مقومات دينية، فعلا المقومات الدينية موجودة، وهي ذات أبعاد عالمية ويدركها أهل الكتاب، ويعيها معظم أهل الأرض، ويستوعبها كل ذي عقل، بخلاف الأيديولوجية الإيرانية القائمة على " الخرافة" وعلى " اللطم" و" الشتم".. اما كلمة " مصداقية " فإنها كلمة كبيرة ترد من أروقة المعهد الذي يفترض به أن يتصف بالحيادية، وأن يقرأ قراءة علمية صحيحة تؤكد ربط الأحداث بعضها ببعض، لا أن يخدم أجندة تُملى عليه، فمن " الخرافة" أن إيران تصرخ ليل نهار ضد " إسرائيل " وضد " الشيطان الأكبر" ـ أمريكا ـ ومع ذلك صواريخها وعتادها وحربها التي فتخر بها المعهد " خارج الحدود" كلها ضد المسلمين وليست ضد إسرائيل.. ربما كان يتوجب على المعهد أن يعي أننا في عام 2014م ولسنا في عام إذاعة "هنا لندن"، لقد ولّى ذلك الزمن، وتغيرت أمور وانكشف المستور، فإيران تخدم الأجندة الإسرائيلية وتتعاون معها في كل صغيرة وكبيرة.

جزء يسير أوردته هنا كي تعلموا أين تذهب مراكز الفكر هذه!!

الاثنين، 3 يوليو 2017

أن تكذب أكثر (3)


  • الحرب القذرة على العالم 22


لست حرّاً!!

يرى ليبمان أن المصالح العامة كفيلة بخداع الرأي العام، وليبمان هذا هو الذي درسنا له في الجامعة الكثير من النظريات عن الإعلام، والكثير من التعريفات عن الدعاية والإعلام، والكثير من التنظير عن الرأي العام. ويرى أن من يفهم المصالح العامة هم نخبة متخصصة وهم الوحيدون الذين يدركون الأمور ويعرفون ما هو الصالح العام، ولذلك فإن الاعتماد يرتكز عليهم في إدارة الجماهير. وفي نفس الوقت هم يناقضون فكرة الديمقراطية القائمة على أن المجتمع هو الذي يملك فيه العامة ( الجمهور) الوسائل اللازمة للمشاركة الفعالة في إدارة شئونهم، وأن تكون وسائل الإعلام منفتحة وحرة.. وبالتالي فإن فكرة الديمقراطية هنا تكون كما قال عنها تشومسكي " منع العامة من إدارة شئونهم، وكذلك من إدارة وسائل الإعلام التي يجب أن تظل تحت السيطرة المتشددة"[1]

الاثنين، 5 يونيو 2017

الحرب القذرة على العالم (20)

حصان طروادة أو داعش!!


في خبر تناولته وكالة الأنباء الألمانية قال السكان في العراق : إن تنظيم داعش قام بسحب مئات دواوين الشعر العربي والكتب الأخرى التي تتحدث عن الغزل والغرام وقام بإحراقها في سوق شارع النجيفي وسط الموصل بعد إعلان التنظيم، أن تداول هذه الكتب حرام وعلى أهالي مدينة الموصل عدم قراءة هذا النوع من الكتب.

هذا هو الوجه الآخر والوجه الأول هو : ما اودته صاحبة كتاب " من الذي دفع للزمار" حين قام  السيناتور مكارثي بحملة كبيرة أتلف فيها آلاف الكتب والوثائق من المكتبات العامة والخاصة التي تتحدث عن الشيوعية ، وتم تدمير عشرات اللوحات للرسامين السوفيت الموجودة في المتاحف الأميركية فضلا عن تطهير المكتبات العامة من أعمال  سيجموند فرويد، وكتابات انشتاين وكتابات جون ريد والأعمال الروائية لتوماس مان، كانت عمليات التطهير الثقافي في البلاد تجري بسرعة مخلفة وراءها الحرية التي كانت تدافع عنها، كانت المكارثية قصة بطولة زائفة، والفصل الأكثر بؤسا في التاريخ السياسي والثقافي الأمريكي، بعد أفول نجم مكارثي عام 1957م وموته كمدمن على الكحول، حاولت أمريكا بكل الإمكانيات أن تطرد شياطينه من الحياة العامة وان تتخلص من تلك الحقبة العــــار في تاريخها. هل كانت أمريكا تعاني من الرهاب الشيوعي؟  نعم في تلك الحقبة الملتبسة كانت امريكا تعاني الرعب من الخطر الأحمر الذي التهم العالم. [1]

الأساليب واحدة من أمريكا حتى الموصل، لم تتغير مع داعش أو مع الاستخبارات الأمريكية، فهما وجهان لعملة واحدة.. وإيحاءات أن أمريكا صنعت داعش ليست بعيدة؛ فقد طرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم الأحد (21 سبتمبر 2014)، تحقيقا للكاتب ديفيد كيركباتريك، بدأته بالقول "إن الولايات المتحدة تنفذ حملة متصاعدة من الضربات الجوية القاتلة ضد مسلحي جماعة "داعش" منذ أكثر من شهر، لكن هذا لم يفعل الكثير للقضاء على نظريات المؤامرة التي تدور في شوارع بغداد حتى أعلى مستوى في الحكومة العراقية، من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) تقف سرًّا وراء المسلحين الذين تهاجمهم الآن."

وأوردت الصحيفة من تظاهرة لنائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي دعا إليها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للتحذير من الانتشار المحتمل لجنود مشاة أمريكيين: وقال فيها " نحن نعلم من صنع داعش". وكان الصدر قد وجه اللوم علنًا إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في صناعة داعش في نفس الأسبوع الذي نشر فيه هذا التحقيق.

بينما سمعنا الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وهو يردد أن إدارة أوباما هي التي أوجدت تنظيم داعش، وأن هيلاري كلنتون ساهمت في صناعتها أيضاً.

وفي كتابه " تدمير العالم " أكد المحامي العالمي ، أستاذ القانون الدولي في جامعة الينوى الأمريكية ، البروفيسور فرانسيس بويل أن واشنطن صنعت تنظيم "داعش" وفق مواصفات تخدم أهدافها الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، كما خلقت من قبل القاعدة .

وأشار المحامي، إلى أن لديه من المعطيات والوثائق التي تثبت بأن حروب واشنطن على العراق التي وصفها بأنها حروب إبادة قتلت قرابة ثلاثة ملايين عراقي. واعتبر الاحتلال الفعلي للعراق أنه لا يمكن أن يحفظ سيادة الدولة المحتلة؛ ولا يستطيع نقل ما تبقى من سيادة الدولة إلى أيدي "حكومة شكلية". وقال إن قرارات مجلس الأمن 1441، 1500، 1511، الصادرة عام 2003، توضح إلى أي مدى أصبحت الأمم المتحدة خاضعة لهيمنة الولايات المتحدة. وأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لعب دوراً ضعيفا في فترة التحضير للحرب. كما أن المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة تعطي الأمين العام الصلاحيات لعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن لتفادي الحرب. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبر كبار موظفي الأمم المتحدة وكوفي عنان متواطئين مشاركين في الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق.

وتوقع بويل أن يسقط ألوف المدنيين جراء الحملة الأمريكية الجديدة التي قال إن أحد أهدافها الرئيسة هو إسقاط نظام بشار الأسد في سورية .

خلية التتدمير


أرأيتم الفيروس الذي يعشعش في أجهزتكم ويسمى " حصان طروادة " إنه ذات التنظيم الذي يعشعش في وسط العرب.. بحيث أنه يسير بيننا ولا نعلم في أي مكان هو موجود، إنما هو يسير بهدوء ليدمر فقط، أو ليثقل حركة المجتمعات العربية، حتى تتهالك ومن ثم ينقض عليها.. كانقضاض " الهكر " على جهازك الضعيف.

ومن هنا جاءت تسميته بتنظيم الدولة الإسلامية، أي أن نسبته إلى الإسلام متعمدة، من أجل تحقيق أهدافه، وقد رأينا وقرأنا عن الكثير ممن انتسبوا إليه في البداية وكيف أن شباب الإسلام قد خدعوا فيه، وانخدعوا برسالته، وحين اكتشفوا الكذبة التي صنعتها بدأوا ينسحبون منه واحداً تلو الآخر، إلى أن بدأ السياسيون داخل أمريكا الحديث عنه وعن صناعته، وعمن أوجده، وأظهر له الصفة التي يُراد لها أن تكون لتحقيق أهداف وأجندة أمريكا في المنطقة، بالتعاون مع إيران ومن قبل وباستمرار بالتعاون مع إسرائيل.. بمباركة كاملة لما تفعله الماسونية في العالم من البابا، ولا تستغربوا أن أحشره هنا لأنه في شهر 6 ظهر وهو يقبل يد الماسوني روتشلد، واقرأوا قصة هذه العائلة[2] منذ تأسيس الماسونسة إلى اليوم وما هو الدور الذي تلعبه في العالم.  ( راجع كتاب " أحجار على رقعة الشطرنج" مثلاً.)

إن تنظيم الدولة الإسلامية كما أسموه هو الحركة التي يسعى الغرب بل بالأحرى الفكر الأمريكي عبره إلى تدمير الإسلام والمسلمين، ووجوده وسط الفوضى في العراق وسوريا يدلل على أن من استخدمه يريد تحقيق " فوضاه " في هذا الجزء من العالم، والتنظيم كما هو معروف مسلح ولا أحد يعرف من أين يأتي بالأسلحة، ويعيش على متناقضات ما بين سوريا والعراق، ولكنه أراد التمدد وإلى الآن لم ينجح في دول كاليمن، لأن هناك من يقف أمامه ويعي توجهاته وتحركاته جيداً، بينما في ليبيا المناطق المتحارب فيها تشبه الحرب القبلية وهم لا يستطيعون الخوض فيها لأنها خطرة عليهم ولا يقفون أمامها فالفهم في هذه الحرب لا يقوم على أجندة سياسية مرسومة لهم، بل يقوم على تنافر فيما بينهم أولاً وعلى إملااءات تأتيهم إلى أن يتجهوا ثانياً!!.. لهذا لم يكتب له النجاح في ليبيا حتى الآن، وفي سيناء والصومال ونيجيريا وباكستان جميع التنظيمات تتخذ من العصبية مكاناً لها، وهذا التنظيم لا مكان لهم في عصبياتهم، رغم اعتراف " بوكو حرام" بتنظيم داعش ومبايعته له.

العمليات التي اتبعها هذا التنظيم قامت على تهويل الأمور عبر التطهير العرقي، وعبر ممارسات لا دينية، ولا تمت للإنسانية بصلة. وقد ألمحنا إلى عمليات قطع الرؤوس من قبل التنظيم وبين ما كان يفعله الـ " فارك" في كولومبيا، وعبر انتهاكات جمة لحقوق الإنسان كما قالت المنظمات الأممية، التي تعمل تحت ريموت الولايات المتحدة الأمريكية.

إن الجميع في العالم يعي تمام الوعي أن هذا التنظيم وُلد بيد استخباراتية، لا دين لها، ولا تمتلك أدنى رحمة تجاه الإنسان، بل إن المقدس لديها هو مصالحها فقط، وهذه الشريعة التي تنتهجها هي شريعة أوجدها الطغاة، ولا تحمل رسالة إنسانية في منهجها، بل تحمل التدمير وتدعو إلى انحلال وانحدار الإنسان إلى أدنى مستوى بحيث يشبه الحيوان ويكون مسيراً لا مخيراً بيد زمرة فاسدة في هذا الكون.

كان تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004م، هو الذي في الواجهة فرأت المصالح الأمريكية أنه لم يعد يخدم توجهها وأن أسطورة أسامة بن لادن تلاشت في أذهان العالم، وأنها باتت خدعة ارتبطت في أذهان هذا العالم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولهذا تخلت عنها أمريكا فهي تذكرها بفعل خبيث قامت به، وهو عار على حكومة بوش التي سطرت الدم في قلب أمريكا، وخصوصاً بعد تصاعد القراءات لأحداث سبتمبر وتعددها وتشكيكها في أن الاستخبارات لها يد في حادثة البرجين. فتركت كل هذا جانباً وأظهرت أسطورة جديدة بدأت بوحشية في ظهورها، وفي مشاهد سينمائية لا يصورها إلا أهل هوليوود؛ قطع رؤوس، حرق، رمي من الأسطح، إغراق في المياه، بيع النساء.. أفلام سينمائية كان يقوم بها هذا التنظيم على مرأى ومسمع من عاصمة السينما العالمية. إلى أن فُتحت الممرات له لاحتلال جزء من العراق من أجل تحقيق هدف " الفوضى الخلاقة " التي طبخها بوش وكونداليزا ومررها ورتبها في العراق وسوريا الملا أوباما. وتأكدت فكرة وجود " داعش " بشكل حقيقي عام 2006 حين أعلن مجلس شورى المجاهدين بضم القاعدة عن تأسيس اقليم سنيأو دولة سنية سميت بالدولة الإسلامية في العراق.

ومنذ عام 2014، وتحت قيادة أبو بكر البغدادي، انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب، وتم لها وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة وإدلب ودير الزور وحلب بعد الدخول في الحرب الأهلية السورية.[3]

سنلحظ في التطور الذي ناله التنظيم من عام 2004 حتى عام 2014 أنه قفز في عامه الأخير بعدد جنوده من 4000 إلى 80 ألف ـ بحسب المرصد السوري بحيث ذكر أن 50 الف في سوريا و30 ألف في العراق ـ  وهو عدد كبير جداً يتكون خلال عام واحد، بينما كان في الأعوام التي سبقت يشبه الخلابا النائمة، هذا التطور جاء في عام التدخل الإيراني أو الطبخة الخمينية المالكية الأوبامية وكانت سيطرته على العراق واضحة جداً بعد عودته من سوريا، وحديث المالكي قبيل الانتخابات العراقية الثانية، وهو يقول في حديث تلفزيوني " إن العراق أمام أربعة سيناريوهات " وذكر منها التقسيم الثلاثي بل شدد على هذه الجزئية تماماً " التقسيم الثلاثي" وكأنه يقدم إيحاءاته للتنظيم لكي يهجم على العراق، وهو ما حدث بعد شهر من إعادة انتخاب المالكي رئيسا، حيث فتح المجال للتنظيم لكي يقتطع الجزء السني من أجل تحقيق غاياته في العراق، وإرساء الوجود الفارسي فيه.

إن انطلاقة " داعش " جاءت مع إيحاءات المرحلة الجديدة وهي العمل على استراتيجية " الفوضى الخلاقة" وكان الهدف من ظهوره هو الآتي:

ـ دخوله سوريا وتفتيت المقاومة.

ـ  إقامة الخلافة وفق ما يدعون , في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق.

ـ السعي إلى تقسيم العراق لثلاث مناطق سنية شيعية كردية.

ـ السعي إلى تقسيم سوريا لأربع مناطق، علوية ، سنية، مسيحية.

ـ السعي إلى إثارة الرعب من المسلمين.

ـ العمل على إثارة الرعب في البلاد العربية، والعمل على خلخلة المجتمعات المتماسكة فيها.

ـ اشغال الرأي العام عن الحقيقة التي يعيشها العالم العربي بوهم " داعش".

ـ تقويض كل مساعي السلام في المنطقة التي تدعو لها الأطراف العاقلة، أو التي تسعى لها هذه الأطراف.

ظهور الفيروس


بايعت جماعة التوحيد والجهاد، بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، في عام 2004، زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين٬ وتطور التنظيم وأصبح واحدا من أقوى التنظيمات في ساحة الفوضى التي خلقتها أمريكا في العراق، وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق. ولكن عام 2006م شهد تحولاً في مسيرة هذه الجماعة وذلك حين خرج الزرقاوي على الملإ في شريط مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين٬ بزعامة عبدالله رشيد البغدادي٬ ولكن الزرقاوي قُتل في نفس الشهر واختير أبو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم٬ لتختتم هذه الجماعة تلك السنة بإعلان تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي.

 

التسلسل الزمني لداعش:

ـ في أكتوبر 2004م، أعلن الزرقاوي البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقام بتغيير اسم جماعته لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وعُرفت باسم تنظيم القاعدة في العراق.

ـ في يناير 2006، اندمج التنظيم مع مجموعة من التنظيمات الأخرى وشكلوا مجلس شورى المجاهدين في العراق.

ـ في 12 أكتوبر 2006، اندمج التنظيم مع عدة تنظيمات أخرى، وفي 13 أكتوبر تم إعلان اسمه الجديد دولة العراق الإسلامية.

ـ في ابريل 2010 وبعد مقتل أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر تم اختيار البغدادي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.

ـ في 8 أبريل 2013، توسَّع التنظيم إلى سوريا، وتبنى اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأُطلق عليه اسم داعش اختصارًا من أولى حروف اسمه رفضت داعش هذا الاسم.

ـ في 2014، قام مسؤولون حكوميون أمريكيون بالتحويل من استخدام ISIL اختصارًا لاسم التنظيم (من الإنجليزية: Islmic State of Iraq and the Levant) إلى استخدام DAESH.

ـ في 29 يونيو 2014م، أعلن التنظيم تغيير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية فقط، معلنًا نيته إقامة "خلافة عالمية".

يتبع..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]

[2]

[3]

الاثنين، 15 مايو 2017

الحرب القذرة على العالم (17)

" في النهاية بدأت أفهم أن عليهم واجباً نحو بلادهم ونحو أولادهم ونحو الله حتى يهدي العالم للاقتناع بمذهب الرأسمالية"

 مؤلف كتاب "الاغتيال الاقتصادي للعالم" جون بيركنز

 

الكربورقراطية تزحف إليكم.. فما أنتم فاعلون؟!


تتذكرون فيلم "الشر المميت" أو " Resident Evel " الذي يحمل شعاراً لشركة تسمي نفسها "امبريلا" تقيم أبحاثاً بيولوجية لتطوير عملية الخلق، وتطوير قدرات الإنسان نحو الدمار، وتطويعه للأوامر الشيطانية الخاضعة لإرادة من غير تكوينه، والتي ترمي في تجاربها على تطوير القوة الدفاعية، وصناعة جندي خارق لا يهزم ، وجراء هذه التجارب المميتة تحوّل كل من تعرض للفيروس إلى أموات أحياء أو يسيرون بلا عقول يأكل بعضهم بعضاً، هذه هي الصورة القاتلة التي ترسمها أمريكا للعالم.

ما سجله الفيلم هو أن الناس الأصحاء كان يظهر في طريقهم من يقتلهم، وكانوا لا يعرفون السر وراء ذلك، كانت تظهر وحوشاً من العدم تقضي عليهم، لا يعلمون من أين تأتي!! في نهاية الفيلم تظهر نداءات للجميع بأننا " نوفر لكم العشب والكلأ!! وأنتم في أمان" عليكم التوجه إلى " أركاديا" ليظهر، في نهاية الفيلم للبطلة الخارقة، طبعاً البطلة لا بد أن تكون ذات عيون زرقاء أو خضراء!، عبر منظار أن أركاديا هي سفينة، وتمثل سفينة الإنقاذ من هذا الجحيم الذي يعيشه العالم.. وبعد أن يصلوا إليها وجدوا أنها عبارة عن فخ يتصيدون به الناس الذين لم يصابوا بالفيروس.. ليحيلونهم إلى تجارب جديدة كي يواصلوا السيطرة على الناس.

"لقد دربتني كلودين وقالت: إن مهمتي أن أشكلك لتكون قرصانا اقتصاديا، وهذا الأمر ينبغي ألا يعرفه أي شخص حتى زوجتك.. وأضافت كلودين: إن مهمتي هي تشجيع زعماء العالم ليصبحوا جزءاً من شبكة اتصالات واسعة تروج لمصالح الولايات المتحدة التجارية. وفي النهاية يقع هؤلاء القادة في شراك شبكة من الديون لنضمن خضوعهم لنا"[1]

هكذا يبدأ حديثه أحد قراصنة الكربورقراطية، ليكشف هذا الجاسوس، الذي وظفته وكالة الأمن القومي الأمريكي، في كتابه ما هو الدور الذي لعبه في حياته عندما تم توظيفه في شركة " main " كما أسماها، وهي غطاء لوظيفته الأولى التي كان فيها في الـ NSA " لقد تعاقد معي إينار بصفتي اقتصاديا، لكنني علمت فيما بعد أن وظيفتي أبعد من ذلك، وأنها أقرب مما كنت أظن لمهمة جيمس بوند"[2] وبوند أحد أبطال سلسسلة أفلام، بثت أيام الحرب الباردة، تحكي عن الجاسوسية، وأساليبهم في تدمير الأعداء، وبالطبع هو رجل خارق، ولا بد أن يكون كذلك أيامها كي يقضي على المد الشيوعي!!

شركة MAIN كانت عبارة عن صرح وهمي ينتظم ضمن أنظمة الشركات الخاصة، والتي هي الأذرع أو الستار الذي تُسيّر به الاستخبارات الأمريكية كل مشاريعها ومخططاتها، وهي " في ملعب وحدها، فأغلب موظفينا المهنيين كانوا مهندسين، ومع ذلك فإننا لم نملك أي معدات، ولم نبن حتى حظيرة للتخزين، وأغلب من يعمل فيها عسكريون سابقون، ومع ذلك لم نتعاقد مع وزارة الدفاع، أو نقدم أي خدمات عسكرية."[3]

حدد"بيركنز" نماذج التنبؤ التي يستعين بها الخبير لدراسة تأثير استثمار مليارات الدولارات في بلد ما على النمو الاقتصادي المتوقع لسنوات قادمة ولتقويم المشروعات، ويكشف الطابع المخادع للأرقام الجافة، والجانب غير المرئي في خطة القروض والمشروعات، وهو تكوين مجموعة من العائلات الثرية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي داخل الدولة المدينة تشكل امتدادا للنخبة الأمريكية ليس بصفة التآمر، ولكن من خلال اعتناق نفس أفكار ومبادئ وأهداف النخبة الأمريكية، وبحيث ترتبط سعادة ورفاهية الأثرياء الجدد بالتبعية طويلة المدى للولايات المتحدة. ويدلل بيركنز على ذلك بأن مديونية العالم الثالث وصلت إلى 2.5 تريليون دولار وأن خدمة هذه الديون بلغت 375 مليار دولار سنوياً وهو رقم يفوق ما تنفقه كل دول العالم الثالث على الصحة والتعليم ويمثل عشرين ضعفاً لما تقدمه سنويا الدول المتقدمة من مساعدات خارجية!!.

قرار السيطرة ومعرفة البسطاء!!

يتعرف الكاتب، في جولته على اندونيسيا، وهو موجود هناك لعقد صفقة للشركات الأمريكية، والتي اعتبرها ـ حسب معلمته كلودين ـ من أهم الصفقات التي يجب أن تتم في ذلك الوقت، يتعرف على شاب اندونيسي، ومن سوء حظه أن هذا الشاب ذهب به إلى مناطق أكثر فقراً في هذا البلد، وأيضاً بكل بساطه عرفه على بعض أصدقائه، ومن ضمنهم فتاة، أجرى معها الكاتب هذا الحوار: قالت الشابة، عن سبب وجود الشركات الأمريكية، بل سبب وجوده تحديداً : الهدف الحقيقي هو العالم الإسلامي. فاعترضت قائلاً: مؤكد أنك لا تعتقدين أن الولايات المتحدة ضد الإسلام. فسألت: حقا منذ متى؟ أنت في حاجة لقراءة أحد مؤرخيكم، إنه بريطاني واسمه توينبي، تنبأ في الخمسينيات أن الحرب في القرن القادم لن تكون بين الشيوعيين والرأسماليين بل بين المسيحيين والمسلمين. قلت مصعوقاً: أرنولد توينبي قال ذلك؟ ـ نعم اقرأ كتاب الحضارة وكتاب العالم والغرب. سألت: لكن ما الذي يدعو لمثل هذه العداء الشديد بين المسلمين والمسيحيين؟ قالت ببطء، كما لو كانت تخاطب شخصاً بطيء الفهم أو ضعيف السمع: لأن الغرب وخاصة تحت قيادة أمريكا قد قرر السيطرة على العالم، لكي يصبح أكبر إمبراطورية في التاريخ. إنهم بالفعل قريبون جداً من تحقيق ذلك، فحالياً الاتحاد السوفيتي في طريقها، لكن السوفيت لن يصمدوا. استطاع توينبي التنبؤ بذلك. فليس لدى السوفيت دين، ولا إيمان، ولا جوهر وراء  أيديولوجيتهم. والتاريخ يبرهن أن روح الإيمان والاعتقاد بوجود قوى غيبية أمر ضروري. نحن المسلمون لدينا هذا الإيمان أكثر من أية أمة أخرى في العالم، وأكثر من المسيحيين، لذلك نحن ننتظر، وستنمو قوتنا وتكبر"[4]

هذا الحوار يعطي دلالة واضحة أنه حتى البسطاء من الناس في العالم يعرفون حقيقة ما تفعله أمريكا ومن وراءها، وهو سعيها لأن يصبح العالم لا ديني، ولا يمتلك أدنى معتقد، ولا يؤمن بشيء سوى ملذاته وما يصبو إليه من متع الحياة، وهذا ما يسير عليه المجتمع الأمريكي، الذي بات مفرغا من كتلة الإحساس والشعور بقيمة الحياة عبر قتل الروح فيه، ولا عقيدة لديه سوى عقيدة الدولار.

يقول بيركنز:" الإحصائيات المعتمدة لدينا عن العنف والبطالة والإيذاء الجسدي المترتب على تعاطي المخدرات، والطلاق والجريمة، كل هذا يشير إلى أنه رغم أن مجتمعنا من أغنى المجتمعات في التاريخ إلا أن هذا لا ينفي أنه من أقل المجتمعات إحساساً بالسعادة، فلماذا نريد من الآخرين أن يحاكونا؟" 

"هل ثمة شخص بريء في الولايات المتحدة؟ رغم أن أولئك المتربعين على قمة الهرم الاقتصادي يحصلون على معظم الأموال، فإن الملايين منا يعتمدون في معيشتهم ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ على استغلال شعوب البلاد النامية.

 

الخميس، 9 فبراير 2017

هاجم أعداء العرب .. افتعل .. شتت.. اضرب العرب

سياسة أمريكا تجاه المنطقة العربية لن تتغير


التاريخ عبرة.. فما مدى استفادتنا من هذا التاريخ؟


بالأمس والعراق في أوج الفوضى التي يعيشها، كانت التصريحات الأمريكية الرنانة ضد الوجود الفارسي في العراق قوية، والتوجيهات بضرب كل الناشطين الصفويين فيها تتداوله الصحف والوكالات.. والتصريحات ضد البرنامج النووي الإيراني من قبل الأمريكان على أشدها، ومع ذلك ماذا حدث؟ وماذا نرى الآن؟ ألم تبرم اتفاقية استكمال إيران برنامجها النووي على مرأى ومسمع من العالم؟ ألم تحقق إيران مبتغاها؟ بل ألم تسلم أمريكا العراق للفرس؟

واليوم ها هو يكرر ترامب التصريحات ويقول إن إيران دولة إرهاب بل هي الأولى في العالم.. فهل نصدقه ونكذب التاريخ؟ لن ننكر التقلبات السياسية والمصالح الإستراتيجية للبلدان، وفي نفس الوقت لن ننكر أن هناك هواناً عربياً يعتري الأمة بالكامل، ولهذا فإن عملية الرصد والمقارنة بين الأمس واليوم شيء ضروري جداً، ولا بد أن نتبه إلى خطورة التصريحات، وأن نقرأ السياسة الأمريكية جيداً، بل أن نقرأ المفكرين الأمريكان جيداً فهم اللبنة التي تضع سياسات الدولة ويستغلها السياسيون على أكمل وجه.. كمقولات هينتنجتون وكمقولات تشاومسكي وغيرهم.