باختصار:
المواقف الحازمة التي تنتهجها سياسة المملكة العربية السعودية تجاه أي بلد تدلل على أنها تسير بخطوات الواثق، ففي كل معترك تتصدى له تنجح في نهاية المطاف، ويتساقط من يسعون للنيل منها.
المملكة هي قبلة المسلمين ومهبط الوحي، والعالم كله ينظر إليها لثقلها السياسي والاقتصادي والديني في منطقة مرتكز الأرض، نعم "مرتكز الأرض" فهذه المنطقة التي تقف فيها السعودية هي المكان المرتكز الذي يربط بين الشرق والغرب، بخلاف أنها النواة الحقيقية لأرض، بغض النظر عما يظهره الغرب عبر خطوط الطول والعرض التي تماهى فيها العالم من باب اتباع القوي.
والتصعيد الإعلامي الذي تقوم به وسائل إعلام غربية والذي يستند على الأكاذيب وعلى مصادر وهمية تبيع وتشتري في السوق الإعلامية، لن تهز الملكة ولا حتى تصريح مسؤول أحمق لن يؤثر ذلك على خطها ونهجها الذي انتهجته منذ تكوّنها إلى اليوم.
إن المملكة وهي تلعب " دوراً بارزاً عبر التاريخ في تحقيق أمن واستقرار ورخاء المنطقة والعالم، وقيادة الجهود في مكافحة التطرّف والارهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم" فإنها "لا تزال تعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز هذه الأهداف، مستندة في كل ذلك إلى مكانتها الخاصة، بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين." وهي تنير العالم من أجل السلام وتحقيقه، وتسعى في كل مكان من أجل إحلاله، وهذا ليس بغريب عليها فالدين الإسلامي هو دين سلام، ويود أن يعم السلام في كل أرجاء المعمورة. وتعمل ليل نهار لرفع الظلم عن العباد في كل مكان من العالم، وتسند القضايا التي تساعد على السلام، ولا ترضى أن يعم الاستبداد أو أن تكون هناك تهديدات على أي دولة من دول العالم، فما بالكم والتهديدات تطالها، ففي مثل هذه الحالة فإنها لا بد أن تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية، والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط." لماذا؟ لأنها تسير في النور ولا تسير في الظلام كما يعمل الآخر، وكل ما تقدمه هو أمام العالم وتعمله ولا تبالي بالنتائج لأنها تعرف وتدرك أنها على حق فيما تعمله، ولهذا فإن التهديدات الواهية لن تؤثر على مسيرتها فهي تمتلك أوراقًا رابحة جدا ضد هذه التهديدات، وعلى ممن يهدد أن يقرأ مواقف المملكة التي أغضبتهم، ولكن من حقها أن تدافع عن حقها وعن كرامتها وكرامة المسلمين في كل مكان من هذا العالم.
التلميحات والتهويشات لا تفيد في موقف يعي أنه على حق، والمملكة بلد له سيادته ولها الحق في الرد على أي محاولة عابثة أو تسعى إلى تشتيت كيانها أو التقليص من فرص عيش مواطنيها، ولهذا فإنها " إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي."
ومثلما تسعى دولة كأمريكا إلى مصالحها أيضَا المملكة تسعى إلى ذلك، بل إن همّها أكبر من همّ أمريكا فهي تراعي مصالح المسلمين في أرجاء المعمورة كافة.. فهل هناك رسالة واضحة أوضح من هذه الرسالة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك