عادة القراءات المعرفية تتوقف على سلطة اللغة وسلطة التأليف وسلطة الحقيقة.. وتذهب في الواقع إلى الإدراك وإلى الذهنية للقارئ. وتخضع في بعض مستوياتها إلى النفسية. وأحيانًا إلى السلوك؛ أي أن القارئ يسير على نمط محددٍ في قراءته للنص، قد نسميها ما يشبه العادة التي تعوّد عليها، وإن كانت متطورة فإننا نسميها "منهجية"، وعندما تصل إلى هذا المستوى فإنها تحمل سلطة مقابلة لسلطة المؤلف، ويكون التفاعل مع النص في أوجه، وفي هذه الحالة فإن المهارة تتكون ليتحقق المعنى في الذهنية، وهو معنىً تقبليٍّ يعتمد التأويل والتخزين، قد ينصب بعد ذلك في خانة الإنتاج عبر النقد أو التأويل مثلاً، وعدم الوقوف على حد نهائي للنص. وبهذا نضيف سلطة رابعة وهي سلطة القارئ.
لا أمتلك مخزونًا كافيًّا في هذا المسألة؛ أي بكل وضوح لست متخصصًا في النقد أو اللغة أو حتى في القانون، ولكني متخصصًا في القراءة كقارئ، وهذا هو الأهم لدي.. ومن هنا فإن عمليات التأويل لدي أو في أبسط الحدود التخمين تتجه بي نحو تنامي الأجزاء كي تصل إلى المعنى الكلي. وعوامل التحريض التي تنتابني لا شك أنها توقعني في مسائل سلبية وإيجابية، ولهذا فإن النص الذي أمامي مهما كان لن يكون كاملاً، لأنني كمتلقٍ أمتلك هدفًا أريد الوصول إليه وسيرتسم أمامي المتن الذي سأتفاعل معه، قد يكون تفاعلي بصريّا يمرّ على السطور ليلتقط جملة واحدة، وقد يكون شكاكًا مدققًا يشدّد على الكلمة الواحدة في النص. وليس من نظرية اتصالية هنا أتحدث عنها، تتمحور حول المرسل والرسالة والوسيلة، أو الكاتب والنص والقارئ، بل إنها عملية انتقائية في هذه المرحلة التي أعيشها، والتي يجب فيها أن أكون امتلك المهارة اللازمة لتحديد الهدف من قراءتي، سواء كان يأتي في إطار المتعة أو إطار الفائدة أو إطار استعراض ترفيهي، أستطيع أن أسلي به من في المجلس الذي اقتعده.
وغالب الخطباء يمتلكون ميزة القراءة الترفيهية التي تنصب في تقديم الشواهد التي تعينهم على لفت انتباه جماهيرهم، ولهذا ألحظ أن تقلّب القارئ أو تحوّله من حالة إلى حالة وهو يسمع أو يقرأ لهؤلاء تكون سريعة، وبإمكانهم الانتقال من حالة إلى أخرى، دون أن تترسخ في أذهانهم حالة من الإبداع، أو حالة من الإنتاج؛ وهذا هو ديدن الخطابة يؤثر زمانيًّا ولا يدرك ثقل المكان الذي يجب أن يتحوّل إلى حالة ثقافية منتجة، لأنه لا يريد من المستقبل أن يُنتج بل يريده أن يستمر مستهلكًا لكلماته فقط، وهذه الحالة تشبه الطبيب الذي يمنح مريضه دواء هو الداء كي يستمر المريض في زيارة الطبيب ولا ينقطع عنه. إن الجرعات المسمومة المطعمة بجرعات من العلاج تبقي الشخص على حاله ولا تغيّره إلى الأحسن، واستمراريته على هذه الحالة تفيد الطبيب/الخطيب المجيد للتوصيف وللبلاغة. ولا تعتقدون هنا أن ما أرسمه هو ضد الخطابة، ولكنها مع القارئ وليست مع الخطيب، فالقارئ يستمتع هنا بما يستقبله، ويشعر أنه يعيش الوعي الذي يريده.
لا أمتلك مخزونًا كافيًّا في هذا المسألة؛ أي بكل وضوح لست متخصصًا في النقد أو اللغة أو حتى في القانون، ولكني متخصصًا في القراءة كقارئ، وهذا هو الأهم لدي.. ومن هنا فإن عمليات التأويل لدي أو في أبسط الحدود التخمين تتجه بي نحو تنامي الأجزاء كي تصل إلى المعنى الكلي. وعوامل التحريض التي تنتابني لا شك أنها توقعني في مسائل سلبية وإيجابية، ولهذا فإن النص الذي أمامي مهما كان لن يكون كاملاً، لأنني كمتلقٍ أمتلك هدفًا أريد الوصول إليه وسيرتسم أمامي المتن الذي سأتفاعل معه، قد يكون تفاعلي بصريّا يمرّ على السطور ليلتقط جملة واحدة، وقد يكون شكاكًا مدققًا يشدّد على الكلمة الواحدة في النص. وليس من نظرية اتصالية هنا أتحدث عنها، تتمحور حول المرسل والرسالة والوسيلة، أو الكاتب والنص والقارئ، بل إنها عملية انتقائية في هذه المرحلة التي أعيشها، والتي يجب فيها أن أكون امتلك المهارة اللازمة لتحديد الهدف من قراءتي، سواء كان يأتي في إطار المتعة أو إطار الفائدة أو إطار استعراض ترفيهي، أستطيع أن أسلي به من في المجلس الذي اقتعده.
وغالب الخطباء يمتلكون ميزة القراءة الترفيهية التي تنصب في تقديم الشواهد التي تعينهم على لفت انتباه جماهيرهم، ولهذا ألحظ أن تقلّب القارئ أو تحوّله من حالة إلى حالة وهو يسمع أو يقرأ لهؤلاء تكون سريعة، وبإمكانهم الانتقال من حالة إلى أخرى، دون أن تترسخ في أذهانهم حالة من الإبداع، أو حالة من الإنتاج؛ وهذا هو ديدن الخطابة يؤثر زمانيًّا ولا يدرك ثقل المكان الذي يجب أن يتحوّل إلى حالة ثقافية منتجة، لأنه لا يريد من المستقبل أن يُنتج بل يريده أن يستمر مستهلكًا لكلماته فقط، وهذه الحالة تشبه الطبيب الذي يمنح مريضه دواء هو الداء كي يستمر المريض في زيارة الطبيب ولا ينقطع عنه. إن الجرعات المسمومة المطعمة بجرعات من العلاج تبقي الشخص على حاله ولا تغيّره إلى الأحسن، واستمراريته على هذه الحالة تفيد الطبيب/الخطيب المجيد للتوصيف وللبلاغة. ولا تعتقدون هنا أن ما أرسمه هو ضد الخطابة، ولكنها مع القارئ وليست مع الخطيب، فالقارئ يستمتع هنا بما يستقبله، ويشعر أنه يعيش الوعي الذي يريده.