الاثنين، 2 مايو 2016

الحرب القذرة على العالم (1)

عندما أسس "ترومان" مكتب الخدمات الإستراتيجية عام 1941م، كان الهدف منه اكتشاف الخطر قبل وقوعه، أي أن يقوم بعمليات استباقية ، ولهذا كان " كل عضو فيه يحمل حقيبة صغيرة بها بندقية قصيرة وعدد من القنابل اليدوية وبعض العملات الذهبية وحبة دواء قاتلة لتنفيذ عمليات قذرة.."[1].

وأغلق هذا المكتب عام 1947م لكنه اكتشف حاجته إليه أمام المد الشيوعي آنذاك.. واشتعلت الحرب الباردة بينهما والعالم مشغول بمداواة جراحه ، بينما الرأسمالية الأمريكية والشيوعية يخططان كيف يسيطران على العالم.

لتخطو أمريكا في هذا الجانب خطوة جعلتها تسير عليها إلى اليوم ، حيث أعلن ترومان عام 1949م عن برنامج النقطة الرابعة لتأييد "السلام العالمي" وفق أربعة محاور:

  1. التأييد المطلق للأمم المتحدة، ونحن نعلم اليوم أن الأمم المتحدة تأتمر بإمرة أمريكا في كل خطواتها، بل إن توجهتها تساير التوجه الأمريكي خطوة بخطوة ، وحالات قليلة نلحظها تتناقض معها في حالة استخدام روسيا للفيتو أو الصين.. وهي قليلة.

  2. كسب الشعوب بالعمل على الإصلاح الإقتصادي.

  3. تقوية الأمم التي تعادي الشيوعية.

  4. تقديم المعونات لتحسين أحوال مختلف البلاد.


هذا النهج الذي انتهجته أمريكا من منتصف القرن الماضي ما زال ساري المفعول ، مع أنها في خطواتها التي تسير عليها غيرت النقطة الثانية من تقوية الأمم إلى تقوية الدول التي تساير سياستها، بل السعي إلى جارات الدول التي لا تساير سياستها والعمل على تقويتها اقتصادياً من أجل إضعافها وخنقها مثلما فعلت في أوروبا واستقطبتها حتى خنقت الإتحاد السوفيتي إلى أن انهار آواخر 1989م من القرن الماضي. يقول الصحفي ملتون فيورست :" قائد القيادة المركزية بمثابة مراقب لكل الأنشطة العسكرية للولايات المتحدة في 19 دولة بالشرق الأوسط وأفريقيا والخليج العربي". ويضيف فيورست، "قام شوارتسكوف بتحويل اتجاه القيادة المركزية التي كان قد تم تأسيسها عام 1983 لمجابهة التهديد السوفيتي إلى مواجهة العراقيين الذين كان يعتقد بأنهم العدو الحقيقي في المنطقة"[2]
أليس غريباً أن تجد الولايات المتحدة أنه من الضروري تحويل القيادة المركزية في عام 1988 لاستهداف العراق مع الأخذ في الاعتبار أن الإتحاد السوفييتي كان لا زال موجوداً، وكانت القيادة المركزية قد تم تأسيسها لمجابهة التهديد السوفييتي؟

والنقطة الأبرز هنا هو بدلا عن الإصلاح الإقتصادي واجتذاب العالم عبر ثقافتها؛ استخدمت وسيلة ضغط إنسانية وهي الحقوق وهذا أخطر ما في التوجه الأمريكي الذي يُظهر أنه يتعامل إنسانياً ويساند الشعوب بينما دون أن تدرك الشعوب هي تذهب إلى هدم الدول لتحقيق مصالحها.

والملاحظة هي بروز دور الإستخبارات الأمريكية CIA بشكل واضح في التأثير على الشعوب ببث الثقافة الأمريكية،عبر الموسيقى والمسرح والأفلام  ، ولم يتوقف هنا بل مارس أعمال العنف والإغتيالات والإنقلابات بأساليب خفية ، وحرك هذا الجهاز الإعلام لمصلحته بنشر الفضائح وتشويه الشيوعية أو من يتعاطف معها كالروائي الشهير آرنست همنجواي الذي كان يردد قبل انتحاره أن الإستخبارات تطارده لتأييده لكوبا.رغم أن هناك رواية تقول إنه تم استقطابة من ضمن كوكبة كتاب ال cia. وهكذا سارت وتسير الإستراتيجية الأمريكية منذ ترومان إلى اليوم.[3]

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك