الأحد، 21 أكتوبر 2018
علاقة حزب الله بإسرائيل
كتب خير الله خير الله مقالة تحت عنوان "ما علاقة إسرائيل بسلاح حزب الله"؟[1] افتتحها بقوله: " لا يستطيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قول الكلام الذي قاله عن أن سلاح “حزب اللّه "لا يتناقض مع مشروع الدولة" مبررا وجود هذا السلاح بوجود احتلال إسرائيلي. هذا عائد أساسا إلى أن الأحداث تجاوزت سلاح حزب الله. لم يعد مطروحا الكلام العام عن دور هذا السلاح في التصدي لإسرائيل، اللهمّ إلا إذا كان مطلوبا افتعال حرب جديدة تعود بالويلات على لبنان كما حصل تماما صيف العام 2006".
وقطعًا كان يسعى عون في تلك الفترة أوائل 2017 عقب التبرع السعودي بتسليح الجيش اللبناني الذي تم سحب هذا التبرع بعد أن علمت السعودية أن الدولة اللبنانية لا تقوم كدولة بل إن مسارها يتخذ شكل العصابات التي يؤلفها حزب الله، وبالتالي فإن المؤسسة العسكرية لن يكون لها وجود على أرض الواقع طالما أن هذا الحزب يتحكم في مصير لبنان، ويساند إسرائيل ويحميها، ويدعي أنه حزب مقاوم في الوقت الذي ينقض فيه كل ما هو في بمصلحة لبنان أولا ثم العالم العربي ثانيًا.
وأضاف خير الله في ذات المقالة " يحتاج هذا التوصيف الدقيق إلى توضيح. فحوى التوضيح أن الربط بين سلاح “حزب الله” وإسرائيل هو ربط في غير محلّه. إنّه ربط لا يقدّم ولا يؤخّر إذا أخذنا في الاعتبار الوظيفة الدائمة لـ“حزب الله” بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، وهي وظيفة تخدم دولة معيّنة اسمها “الجمهورية الإسلامية في إيران” تمتلك مشروعًا خاصًا بها قائمًا على الاستثمار في كلّ ما من شأنه إثارة الغرائز المذهبية".
وربط خير الله بين سوريا وإسرائيل وحزب الله، والذريعة التي تسعى إليها سوريا من أجل إبقاء سلاح هذا الحزب في مكمن التنفيذ عندما تريد هي أو إسرائيل، ولهذا فإن احتلال سوريا لمزارع شبعا هو المبرر الذي يبقي سلاحه جاهزًا، وأفاد إن أي عدوان من قبل إسرائيل لم يحصل ولكن" القوات السورية بقيت في مزارع شبعا التي احتلتها إسرائيل مع الجولان في حرب الأيّام الستة، عندما كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع في “سوريا – البعث” التي صارت لاحقا، بعد العام 1970 “سوريا ـ الأسد".
وأضاف: "تكمن أهميّة سلاح “حزب الله” في أنّه قادر على التماهي باستمرار مع المشروع الإيراني. لم يكن هذا السلاح في يوم من الأيّام، على الرغم من وجود وجهة نظر مخالفة لدى كثيرين، في مواجهة مع إسرائيل. استخدم هذا السلاح في القضاء على أحزاب لبنانية مرتبطة باليسار تمارس المقاومة لإسرائيل. أُسكتت هذه الأحزاب باكرا قبل أن يأتي دور حركة “أمل” التي فضلت في نهاية المطاف، بعد مواجهات عنيفة سقط فيها آلاف القتلى، إيجاد صيغة تعايش مع الحزب تحت شعار ما يسمّى “الثنائية الشيعية".
وسأترككم لتكملة هذه المقالة للكاتب لأنه من المهم قراءته:" في مرحلة معيّنة، قبل الانسحاب الإسرائيلي، كان سلاح “حزب الله” الذي ورث السلاح الفلسطيني وسيلة لتحوّل الطائفة الشيعية في لبنان رهينة لدى إيران. بعد الانسحاب، صارت هناك استخدامات أخرى للسلاح في لبنان وخارج لبنان. الهدف، بكل بساطة، تحويل لبنان مستعمرة إيرانية وقاعدة تعمل منها إيران ضد دول عربية عدة، خصوصا في الخليج.
من يعرف ولو القليل عن اليمن والتطورات فيه، يدرك إلى أيّ حد هناك تورّط لـ”حزب الله” في دعم الحوثيين (أنصار الله) منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة. لا حاجة إلى الدخول في التفاصيل اليمنية، بما في ذلك تدريب الحوثيين على شنّ عمليات عسكرية، وهو تدريب حصل في اليمن وخارجه. ولا حاجة إلى الإشارة إلى العلاقة بين “حزب الله” وما يدور في البحرين أو السعودية، وحتّى الأردن في مرحلة ما. هذه العلاقة حالت دون حضور الملك عبد الله الثاني القمّة العربية التي انعقدت في بيروت في آذار ـ مارس من العام 2002. تجاوز دور “حزب الله” الحدود اللبنانية منذ زمن بعيد. إنّه شريك في الحرب على الشعب السوري. لعب سلاحه دورا مهمّا في تهجير سوريين من أرضهم، وذلك في وقت هناك تنسيق تام في شأن سوريا بين روسيا وإسرائيل!
في الإمكان الاسترسال في الكلام عن أدوار لـ“حزب اللّه” في غير مكان، بما في ذلك السودان، كما يمكن العودة إلى دوره في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك وتهريب السلاح إلى غزّة ومحاولة تهريب السلاح إلى الضفّة الغربية لمصلحة “حماس” وأطراف معادية للسلطة الوطنية الفلسطينية.
على هامش ذلك كلّه، لا يمكن تجاهل دور “حزب الله” في العراق، من زاوية ميليشياوية ومذهبية، وحجم العداء لكلّ ما يربط بين العرب ولبنان، خصوصا أهل الخليج الذين قرّر الحزب جعلهم يزيلون لبنان من خارطة البلدان التي يزورونها. لكنّ ما هناك حاجة إلى التذكير به دائما هو أنّ سلاح “حزب الله” استخدم في لبنان في مناسبات عدّة، وذلك على الصعيد الداخلي. من حماية المتّهمين باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وصولا إلى منع مجلس النواب من انتخاب رئيس للجمهورية طوال سنتين ونصف سنة، مرورا بغزوة بيروت والجبل في أيّار ـ مايو 2008.
هناك آلاف الأمثلة على الأدوار التي لعبها سلاح “حزب الله” لمصلحة نشر ثقافة الموت في لبنان. كذلك يظل مفهوما ومفيدا التذكير بأنّ سلاح “حزب الله” خرق للقرارين 1559 و1701 الصادرين عن مجلس الأمن. وافق “حزب الله” على كلّ حرف في القرار 1701 الذي أوقف “الأعمال العدائية” في صيف العام 2006 نتيجة حرب افتعلها “حزب الله” مع إسرائيل ولم يعد قادرا على الذهاب إلى النهاية، بل حوّلها إلى انتصار على لبنان. لا يزال لبنان يدفع إلى اليوم فواتير تلك الحرب، بما في ذلك فواتير الدور الذي يلعبه السلاح غير الشرعي داخل أراضيه وخارجها، والذي يهدّد كلّ مؤسسة من مؤسساته الوطنية، بما فيها الجيش وقوى الأمن."
بعد هذه المقالة ستقرأون دور إيران في المنطقة، وتماهيها مع إسرائيل ومع المخططات الغربية ضد المنطقة، لتكتشفوا أن ما يفعله حزب الله في لبنان هو نفس ما فعله الملالي في إيران، حيث أن إيران كانت قوة إقليمية يخشاها، لتنهار مع مجيء الملالي إليها، مباشرة، وليتضح عدم قيام دولة فيها بل إنها مجرد عصابة كعصابة حزب الله تتحكم في القرار، فقط. ولكن ما يعجب له القارئ السياسي هو كيف رضي اللبنانيون بعيش كهذا؟ وكيف يعيشون وسط هذه الفوضى؟ ولماذا هذا الصبر على هذا الحزب؟ إذ يفترض أن شعب لبنان مثقف وواعٍ، ولكنه مع ذلك يتماهى مع مشروع العصابات الذي يقوم هذا الحزب. هل من رجل رشيد يدلنا على حل ليكون لبنان دولة، لا حزبا؟!
[1] العرب: https://alarab.co.uk/node/102615
السبت، 28 يوليو 2018
" تقية " توتر العلاقات بين أمريكا وإيران..
من المهم إعادة قراءة هذه المقالة
الغرب لا يريد سوى العرب فهم مهد الإسلام وإيران المجوسية تخدمهم
العلاقة بين إيران وأمريكا كالعلاقة بين الزوجة وزوجها
التصاريح الرنانة بين الجانبين ينقضها تسليم بغداد وكابول لإيران
مع تصاعد خطابات ترامب ضد طهران هذه الأيام، يلحظ الجميع أن ثلاثة رؤوساء أمريكان قبل ترامب هددوا إيران في مطلع أيامهم في البيت الأبيض وكانت النتائج عكس ما قالوه ، حيث بوش الأب سلم افغانستان لهم والإبن سلم بغداد لهم وأوباما سلم دمشق لهم.
بوضوح تام، ومن خلال المعطيات على أرض الواقع، العلاقة بين أمريكا وإيران كالعلاقة بين الزوج وزوجته طوال النهار في ملاسنات وصخب وفي الليل ينامان على سرير واحد بكل حميمية.
في شهر 10/ 2016م أرسلت عضو لجنة القوات المسلحة لمجلس الشيوخ الامريكي “ كيلى آيوت “رسالة الى مدير المخابرات المركزية الآمريكية مطالبة الجواب الرسمي بشأن العلاقة بين الدفع النقدي لنظام الملالي والهجوم الصاروخي ضد المدمرة الأمريكية. معلنة قلقها بشأن دفع مبلغ 1.7 مليارمن الدولار نقدا الى نظام الملالي بحيث يمكّن النظام من تمويل الاعمال الارهابية بشكل مباشر او غير مباشر.
وطالبت آيوت في هذه الرسالة الايضاح حول كيفية دعم الحوثيين في اليمن من قبل النظام الايراني. وحشر مثل هذه الجملة في الرسالة يعد عجيباً، فما هو الرابط بين الدفع النقدي وبين دعم طهران للحوثي، إلا إذا كانت الرسالة مفرغة من فحواها، وتم اختيار هذه الجمل للنشر.
كما أظهرت مقابلة تلفزيونية تعود إلى مارس/آب 2015 مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل فلين، وهو يصف النظام الايراني بأنه أخطر من داعش.
وكان فلين يتولى قبلها منصب مدير وكالة استخبارات الدفاع قبل تقاعده في 2014م بعد خلافات مع إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، حول تسوية قضايا المنطقة، بما فيها الوضع في سوريا والتعامل مع إيران.
وقال فلين في المقابلة: ' أعتقد أن إيران هي الخطر الأكبر في مجموع المخاطر التي تواجهنا في ذلك الإقليم، وأنها تشكل تهديداً عالمياً كذلك بسبب قدراتها في تطوير الصواريخ الباليستية'.
وعمليات تبادل الأدوار في المنظومة الأمريكية هو أحد أساليب إدارة البيت الأمريكي، فأنت تخرج اليوم من اللعبة وتعود لها غداً، وهذا ما يحدث في الغالب. مايكل فلين الآن مستشار الأمن القومي الأمريكي لدى ترامب.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس الماضي: إن إيران كانت على وشك الانهيار قبل أن تزودها الولايات المتحدة بفرصة جديدة للحياة بـ 150 بليون دولار. وأضاف ترامب في حديث له الخميس : على إيران أن تكون ممتنة للاتفاق المريع الذي وقعته الولايات المتحدة معها، العام الماضي.
وبقراءة التسلسل الزمني للأحداث الكبرى التي شهدتها العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، سنلحظ ملاحظات، يجب أن تقرأ بحنكة:
1953 - المخابرات المركزية الأميركية تساعد في الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني المحبوب محمد مصدق وتعيد للسلطة الشاه محمد رضا بهلوي.
1967 - الولايات المتحدة تزود إيران بمفاعل طهران للأبحاث، وهو مفاعل نووي بقدرة خمسة ميغاوات يعمل باليورانيوم المخصب بنسبة 93% الذي يصلح لأغراض الأسلحة.
1968 - إيران توقع معاهدة حظر الانتشار النووي التي سمحت لطهران عند التصديق عليها بعد ذلك بعامين بامتلاك برنامج نووي مدني مقابل الالتزام بعدم السعي للحصول على أسلحة نووية.
1979- الثورة الإسلامية الإيرانية ترغم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة على الفرار وآية الله روح الله الخميني يعود من المنفى ويصبح أول مرشد ديني أعلى.
ا1979 حتى 1981 ـ الإستيلاء على السفارة الأميركية في طهران في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979م واحتجاز العاملين فيها رهائن لمدة 444 يوما.
1980 - الولايات المتحدة تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتصادر أصولا إيرانية وتحظر أغلب الأنشطة التجارية معها.
1981 - إيران تفرج عن الرهائن الأميركيين بعد دقائق من انتهاء فترة ولاية كارتر وتنصيب رونالد ريغان رئيسا للولايات المتحدة.
1984ـ أضيفت إيران إلى القائمة الامريكية للدول الراعية للإرهاب الدولي!!
1986-1985ـ فضيحة "إيران كونترا" حيث نقلت السفن الأمريكية سرا أسلحة إلى إيران بزعم مقابل مساعدة طهران في تحرير رهائن أمريكيين احتجزهم حزب الله في لبنان.
2002- الرئيس جورج دبليو بوش يعلن أن إيران والعراق وكوريا الشمالية تمثل "محور شر"، ومسؤولون أميركيون يتهمون طهران بإدارة برنامج سري للأسلحة النووية.
2002 - جماعة إيرانية في المنفى معارضة للحكومة في طهران تكشف النقاب عن امتلاك إيران منشأتين نوويتين قيد الإنشاء لم تعلن عنهما من قبل، أحدهما مفاعل لتخصيب اليورانيوم في نطنز، والثاني مفاعل يعمل بالماء الثقيل في آراك.
2006 - واشنطن تقول إنها مستعدة للانضمام إلى المحادثات النووية متعددة الأطراف مع إيران إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم على نحو يمكن التحقق من صحته.
2007- في ديسمبر/كانون الأول، تقرير للمخابرات الأميركية يقدر بثقة كبيرة أن إيران كانت تعمل على تطوير أسلحة نووية حتى خريف 2003 حيث أوقف العمل في هذا البرنامج.
2008 - الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يرسل للمرة الأولى مسؤولا هو بيل بيرنز من وزارة الخارجية للمشاركة مباشرة في المفاوضات النووية مع إيران في جنيف.
2009 - الرئيس الأميركي باراك أوباما يتولى منصبه ويبلغ زعماء إيران بأنه سيمد لهم يده إذا فتحوا له أيديهم وأقنعوا الغرب بأنهم لا يحاولون صنع قنبلة نووية.
2009 - بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تعلن أن إيران تبني موقعا سريا لتخصيب اليورانيوم في فوردو قرب مدينة قم المقدسة عند الشيعة، وإيران تقول إنها كشفت عن الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من ذلك الأسبوع.
2009-2012 - تعثر المفاوضات النووية بين القوى الكبرى وإيران.
2012 - بدء سريان قانون أميركي يتيح لأوباما سلطة فرض عقوبات على بنوك أجنبية من بينها بنوك مركزية لدول حليفة للولايات المتحدة إذا لم تنجح في تخفيض وارداتها من النفط الإيراني بشكل ملحوظ.
2013- حسن روحاني ينتخب رئيسا لإيران بناء على برنامج يدعو لتطوير علاقات إيران مع العالم واقتصادها، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
2013- في 28 سبتمبر/أيلول: أوباما وروحاني يتحادثان هاتفيا فيما يمثل أعلى اتصال بين البلدين في 30 عاما.
إيران تتوصل إلى اتفاق مع القوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي في يوليو/تموز الماضي (أسوشيتد برس)
2015 - في 14 يوليو/تموز أبرمت إيران والقوى الست اتفاقا وافقت إيران بمقتضاه على أخذ سلسلة من الخطوات، من بينها تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي وتعطيل جانب رئيسي من جوانب مفاعل آراك النووي مقابل تخفيف العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بدرجة ملموسة.
2016- إيران تطلق سراح عشرة بحارة أميركيين كانوا على متن زورقين في المياه الإقليمية الإيرانية بعد أقل من 24 ساعة من احتجازهم.
2016 ـ كشفت صحيفة “وول ستريت غورنال” الأميركية أن إدارة أوباما أرسلت سرا طائرة محملة بمبلغ 400 مليون دولار، إلى إيران.
2016- في 16 يناير/كانون الثاني الولايات المتحدة وإيران تعلنان تنفيذ اتفاق لتبادل السجناء يتم بموجبه الإفراج عن أربعة أميركيين محتجزين في إيران مقابل العفو عن سبعة على الأقل من الإيرانيين، أغلبهم يحملون الجنسيتين الإيرانية والأميركية إما سبقت إدانتهم في محاكم أميركية أو ينتظرون محاكمتهم. وإطلاق سراح أميركي خامس في خطوة منفصلة.
يقول الباحث السعودي الدكتور ضيف الله الضعيان بجامعة الملك سعود، في بحث نشر في صحيفة البيان الإماراتية بعنوان “العلاقات الأمريكية الإيرانية.. الوجه الآخر" : يشعر المراقب للحرب الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، أن حرباً شاملة توشك أن تندلع بين الدولتين، لكنه ما يلبث أن يدرك أن وراء الأكمة تاريخاً طويلاً من التفاهمات والتعاون، بل التحالف أحياناً بينهما، وكل منهما ينطلق بناء على مصالحه الاستراتيجية".
وبقراءة التسلسل الزمني للوقائع والأحداث التي مرت بين الدولتين سنلحظ أن القارئ لما تفعله أمريكا وتقوله وتصدره ضد إيران سيقول إنها ستلتهمها قريباً، وأنها ستقوم بشن حرب عليها، وحتى عندما وصف بوش محور الشر وصنف إيران ضمنها كان من المتوقع أن تتجه الأنظار نحو إيران ولكنها بدلاً عن ذلك وجه بوش حربه ضد العراق ليسلمها فيما بعد لإيران على طبق من ذهب.
كما يلحظ المراقب أنه في العام 2008 وأمريكا تعتبر إيران من ضمن محور الشر المهددة للسلم العالمي، ومع ذلك استوردت إيران في ذلك العام مليون طن من القمح الأمريكي، ةاستوردت أدوية أمريكية، وفي المقابل أمريكا تستورد منها السجاد الإيراني الفاخر والفستق.
وقال الدكتور الضعيان، في هذا الشأن تحديداً: “منذ ربع قرن والعلاقات الإيرانية الأمريكية تشهد تحالفات وتعاوناً، خاصة بعد أن لعبت أمريكا الدور الأكبر في نجاح ثورة الخميني، وما كان ليتصور نجاح الثورة بمنأى عن الدعم الأمريكي. وتعد فضيحة إيران جيت أكبر برهان على حقيقة الدعم العسكري الأمريكي الإسرائيلي لإيران، فضلاً عما نشرته وسائل الإعلام العالمية من إسقاط وسائل الدفاع السوفييتية (آنذاك) لطائرة أرجنتينية؛ كانت تتنقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح”.
أي أن التعاون مستمراً بين الجانبين، والتصريحات الرنانة ضد بعضهما في أوجها، والمناوشات والمانشيتتات الصحفية قوية جداً، ولكن ما يحدث هو عكس كل ما يقال وكل ما يكتب.
وأشار الباحث الضعيان في بحثه إلى الاتفاق النووي حين قال: “تكشف قضية الملف النووي الإيراني، طبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية، فأمريكا قد غضّت الطرف عن الأنشطة الإيرانية النووية طيلة عقد من الزمن، ثم بدأت المخاوف الأمريكية على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الخليج الغنية بمصادر الطاقة؛ فضلاً عما يمثله النشاط النووي الإيراني من خطر على أمن إسرائيل، ومع هذا فالخيار العسكري لا يمثل الحل الأمثل لأمريكا أمام طموحات إيران النووية؛ خشية تكرار التجربة العراقية، واتساع رقعة وعدد المنشآت النووية الإيرانية. كما لا يخفى حقيقة الدور الإيراني في مساعدة أمريكا على احتلال العراق، فقد كان لإيران – حسب تصريحات مسؤوليها – من خلال عملائها من الرافضة دور بارز في إغراء حكومة بوش باحتلال العراق؛ حتى تصبح البوابة العربية الشرقية مُشرَعة أمام إيران”.
ما الذي تفعله إيران في المنطقة لخدمة الأجندة الأمريكية أو الغربية؟ وكيف تسندها أمريكا في هذا الجانب؟
1ـ إيران تمول وتسلح جماعات مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وهنا تزعم وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا الأمر يجعل من إيران راعياً للإرهاب.. وفقا لوزارة الخارجية فإن إيران واصلت "تقديم كميات متفاوتة من التمويل والملاذ الآمن، والتدريب، والأسلحة لحزب الله اللبناني وجماعات الرفض الفلسطينية أبرزها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. كما شجعت حزب الله والفصائل الفلسطينية الرافضة لتنسيق التخطيط وتصعيد أنشطتها.
2 ـ إيران نشطة في العراق، ليست نشطة فقط بل احتلته تماماً بمباركة أمريكية. فببناء فرع رئيسي للبنك الإيراني داخل العراق تم التأكيد على التوجه الإيراني وهو امتصاص اقتصاد العراق. والكل يعلم أن الحزب الرئيسي الذي يدعم الحكومة العراقية وقوات التحالف الأمريكي هو المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو أيضا مقرب من إيران. " فزعيم المجلس عبد العزيز الحكيم تلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض وهو لاجئ في إيران عندما كان صدام حسين على رأس السلطة، وفي 21 فبراير 2007 ألقي القبض على ابنه قادما من إيران مع حراسه المسلحين من قبل قوات الولايات المتحدة وفي وقت لاحق أطلق سراحه مع تقديم الأعذار من قبل قوات الولايات المتحدة".
لتأتي الولايات المتحدة وتدعي أن إيران تدعم بعض الميليشيات الشيعية التي يزعم أنها ضد الحكومة العراقية.
3 ـ ابتداء من عام 2005 فإن العديد من المحللين بما في ذلك الصحافي سيمور هيرش مفتش أسلحة الدمار الشامل السابق للأمم المتحدة في العراق من 1991 إلى 1998 وسكوت ريتر وجوزيف سيرينسيون مدير منع الانتشار النووي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والأستاذ في جامعة سان فرانسيسكو ورئيس تحرير الشرق الأوسط للسياسة الخارجية في مشروع التركيز وستيفن زونس زعموا أن الولايات المتحدة تعتزم شن هجوم عسكري ضد إيران.
ـ 19 ديسمبر 2006: وفقا لتقرير سي بي اس نيوز فإن وزارة الدفاع تخطط لتعزيز وجودها في الخليج العربي الذي سيكون بمثابة تحذير للحكومة الإيرانية وتحديها بشكل مستمر. يقول مراسل الأمن القومي لقناة سي بي اس نيوز ديفيد مارتن أن الولايات المتحدة تقوم بالحشد العسكري والذي يشمل إضافة حاملة طائرات ثانية في منطقة الخليج العربي وهو يعتبر رد على ما يعتبره مسؤولون أمريكيون استفزازية القيادة الإيرانية المتزايدة.
ـ 22 ديسمبر 2006: قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس أن زيادة الوجود البحري الامريكي في الخليج العربي ليست ردا على أي عمل تقوم به ايران لكنها رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ستبقى تحتفظ بوجودها في المنطقة لفترة طويلة.
4 ـ عام 2007م كان حافلا بالنشاط السياسي فقد أكد الرئيس بوش في خطاب إلى الأمة أن النجاح في العراق يبدأ بمعالجة إيران وسوريا: وبعدها تم انتقاد تصريحات بوش ضد إيران من دون موافقة الكونجرس واعتبرت تصرفاته هجومية و واستفزازية". كما اعترف مسؤولون في إدارة بوش أنهم لم يتمكنوا بعد من جمع أدلة قوية بما فيه الكفاية لدعم مطالبتهم علنا بأن ايران تقوم بالتحريض على العنف ضد القوات الاميركية في العراق. وكذلك واجهه نظام الملالي بالكثير من التصريحات التي تصب جميعها في إطار خارج إطار الوجود الإيراني في العراق.. وتدخله في شؤون الدول الأخرى في المنطقة.
ـ " 6 يناير 2007: وفقا لما ذكرته وكالة أنباء أن مصادر عسكرية إسرائيلية قد كشفت عن وجود خطة لضرب مصنع التخصيب في نطنز باستخدام العائد المنخفض النووي الخارق للتحصينات. يمكن أن يتم ذلك من خلال الكشف عن زيادة الضغط على إيران لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. نفت الحكومة الإسرائيلية هذا التقرير. في طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني في مؤتمر صحفي أن تقرير الصحيفة "سيوضح للرأي العام العالمي أن النظام الصهيوني هو الخطر الرئيسي على السلام العالمي والمنطقة. أي إجراء ضد إيران لن يترك دون رد والغزاة سيندمون فورا على هذا الفعل".
ـ 11 يناير 2007: قال مسؤولون في الإدارة الأميركية أن مجموعة قتالية سترابط على مسافة إبحار سريعة من إيران ردا على قلق متزايد من أن إيران تقوم ببناء قدرتها الصاروخية الخاصة والقوة البحرية بهدف الهيمنة العسكرية في الخليج.
ـ 12 يناير 2007: اتهم الرئيس بوش إيران في خطاب هذا الأسبوع في المساعدة على شن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق. أعقبت تصريحاته تعليقات هجومية من كبار مستشاري الحرب وتحركات جديدة للقوات البحرية الامريكية وغارة في يوم الخميس في المدينة التي يسيطر عليها الأكراد في أربيل. حاولت الإدارة نزع فتيل مخاوف من أنه يخطط أو يدعو للمواجهة مع طهران. في مؤتمر صحفي نفى السكرتير الصحفي للبيت الأبيض توني سنو باعتباره اقتراحات "أسطورة" أن الولايات المتحدة تستعد لحرب أخرى. صدر نفي مماثل من قبل وزير الدفاع روبرت غيتس والجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان المشتركة.
ـ 14 يناير 2007: قال قائد الأسطول الروسي السلبق في البحر الأسود الأميرال إدوارد بالتين أنه يعتقد أن وجود هذا العدد الكبير من الغواصات النووية الأمريكية في الخليج العربي يعني أنه من المرجح ضرب إيران.
ـ 24 يناير 2007: قال مسؤولون إيرانيون الأربعاء أنهم تسلموا دفعة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة التي تم تصميمها لحماية منشآتها النووية في أصفهان وبوشهر وطهران وشرق إيران من الهجوم في المقام الأول من الطائرات الإسرائيلية أو الأمريكية.
ـ 24 يناير 2007: الكتاب في الأبحاث العالمية الجنرال ليوند إيفاشوف نائب رئيس الأكاديمية للشؤون الجيوسياسية والرئيس المشترك السابق لهيئة أركان الجيوش الروسية تتنبأ بهجوم نووي أمريكي على إيران بحلول نهاية أبريل. يعتقد أيضا مثل سكوت ريتر أن الولايات المتحدة سوف تستخدم الأسلحة النووية التكتيكية.
ـ 18 فبراير 2007: وفقا لسكوت ريتر الذي أكد وجهة نظره بأن إيران سوف تتعرض لهجوم من قبل الولايات المتحدة فقد تفاوضت وزارة الدفاع الأمريكية على استخدام القواعد العسكرية في رومانيا وبلغاريا.
إلى درجة أن تحدثوا عن ضرب إسرائيل لإيران، ولكن كل هذه مجرد أحاديث للتلاعب بالعقول، لنصل في نهاية المطاف إلى إعلان إيران عن احتلالها لأربع عواصم عربية، والرؤوساء الأمريكان يذهبون ويأتون والسياسة واحدة لا تتغير تجاه المنطقة، بحيث أن الهدف الذي يريدونه هو القضاء على الإسلام الصحيح، فهو الخطر الحقيقي مثلما يقولون على الأمم. والإسلام الصحيح هو في العرب أولاً والحرب هي على العرب، ولكن العرب لا يرون ذلك، ويرون أن المملكة العربية السعودية هي المقصودة بذلك، ولن يصلهم شيئاً، ولكن ما حدث في الربيع العربي دلل على أن السعودية لن تسقط ، وليثق العرب إن لم يعودوا إلى رشدهم أنها لن تسقط إلا بعد سقوط جميع الدول العربية، والمخطط يسير نحو ذلك.. فهل تعيدوا النظر يا حكامنا العرب وتتحدوا ضد المد الصفوي الغربي؟
الأربعاء، 13 سبتمبر 2017
الحرب القذرة على العالم 32
· أن تكذب أكثر 5
· القوة الناعمة
نحت أمريكا منحى موازٍ تماماً لأيام الحرب الباردة، وأعادت صياغة مصطلح " الحرب الباردة" ليتحول إلى القوة الناعمة ( Soft power ) ولعل إيحاءات هذه المرحلة بدأت من عام 1989م عندما سقط جدار برلين دون أن تقام حرب أو تسفك دماء، حيث يشير مؤسس مصطلح " القوة الناعمة " جوزيف ناي ـ وقد كان نائباً لوزير الدفاع الأمريكي، وكتب عنه عام 1990م في كتابه ( ملزمون بالقيادة) ـ إلى أن الجدار تم اختراقه بالتلفزيون والسينما منذ زمن طويل قبل سقوطه، في إشارة إلى تأثير الثقافة الغربية بدلا عن السلاح.
الأربعاء، 6 سبتمبر 2017
الحرب القذرة على العالم 31
إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية 5
هاتفني أحد الأصدقاء وتحدث معي حول ما كتبته هنا عن نظرية " مجتمع الخوف" .. ورأى أنني ذهبت بها إلى غير محلها عندما عكستها على المجتمع الأمريكي، وقال: إن هناك قانوناً يحكم الجميع فلذلك لا خوف.
قلت متى تحدثت عن ليبرالية فإنني أتفق معك.. أما إن تحدثت عن علمانية فإنني لست معك. فالحرية الفردية تختلف عن الحرية السياسية.. والحديث الأخلاقي الذي طرحته هو عن الحرية السياسية وفسادها وعدم مصداقيتها وبعدها عن الأخلاق تماماً، ولهذا فإن أمريكا تخاف من فقدان هذه الحرية الفاسدة، بالنسبة للنخبة المسيطرة. ومن هذا الجانب فإن الخوف سينعكس على المجتمع على مدى الزمن، وستخشى النخبة انحراف العامة بعد اكتشاف الحرية المخادعة التي تطرحها الليبرالية الحديثة، وتحديداُ ليبرالية " المحافظون الجدد" الذين يرون في هذه الحرية الفردية أنها الدرب الذي يستطيعون عبره السيطرة على الشعب؛ أي كأن عملية رسم الوهم لهؤلاء البشر هي الطريق الحقيقي لبقاء الديكتاتورية، لأنه متى ما كان انسياق المجتمع ككتلة واحدة فإن قدر هؤلاء هو خروجهم من السلطة شاءوا أم أبوا، ومتى ما تمتع الشعب ، بل العالم ، بحرية فردية فإنه من السهولة بمكان انسياقه لقطيع تسيره الديكتاتورية، التي تريد السيطرة على العالم. وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تتنبه له الشعوب لهذا الخطر وسيخرجونهم من السلطة، لأن البناء على " الكذب النبيل"[1] ، الذي يرونه، لا يمكن له الاستمرار.
الخميس، 20 أبريل 2017
ضربة عضلات " بوباي" الكرتونية
إسقاط الأسد يسقط الفوضى..
ماذا استفادت أوروبا من هذه الفوضى؟
( 3 )
الملاحظة المهمة التي يراها المراقب من خلال الطرح الأمريكي الجديد القديم والمتمثل في ضرب "داعش" و"الجهاديين" وإنشاء مناطق آمنة، والسيطرة على مناطق داعش وتسليمها للأهالي.. الخ.. لا تؤتي ثمارها، فهذه الأهداف موجود منذ أن أرسل أوباما من يدرب المعارضة في سوريا لتدخل الحرب بدلا عن أمريكا، ولكنها في النهاية أعلنت أن العدد الذي يحارب، بعد التدريب، 65 ممن دربتهم أمريكا. الركيزة الأساسية في أي خطة مهما كانت تبدأ أولا بإزاحة النظام، وبإسقاط النظام حققت الآتي:
ـ أسقطت كل تنظيم موجود في سوريا.
ـ أزلت السبب الموجود من أجله هذا التنظيم أو ذاك.
ـ أزلت الارضية التي تنمو فيها مثل هذه التنظيمات.
ـ أسكت جميع الدول المتنازعة على كرسي الأسد.
ـ أحلت الأمر إلى شرعية الدولة.
ـ أحلت القضية من عمليات عسكرية إلى عمل سياسي حقيقي.
ـ غيرت نمط التفكير نحو سوريا، للتوجه نحو إعادة الإعمار.
ويجب على صانعي القرارات الغربية أن يقرأوا ما على الأرض، لا أن يقرأوا ما تمليه عليهم أوراق التجار. ويجب عليهم تحديد الأهداف الاستراتيجية وفقاً لمستوى التزامهم بتحقيقها، وبمصداقية كاملة تجاه إيجاد حلول حقيقية للأزمة السورية، لأنه إن استمر الوضع هكذا في سوريا، فالضرر لن يطال أمريكا فهي بعيدة بل سيطال أوروبا وهي التي ستكون في الواجهة.
ويفترض أن أوروبا هنا هي التي تحسم هذا الأمر لا أمريكا، لأنه من مصلحة الولايات المتحدة استمرار الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية، فهي ستشغل العرب عن قضيتهم الأساسية التي ينفخون في كيرها منذ 1948م إلى اليوم دون نتيجة، وستشغل أوروبا بخوفها من انتقال العدوى إليها، وستشغل الشرق بدخولها في فخ الحفاظ على مصالحها في الخط الآسيوي. قفوا يا عقلاء أوروبا واقرأوا الواقع فذلك أفضل لكم.. فماذا استفدتم من دمار ليبيا؟ وماذا استفدتم من دمار العراق؟ وماذا استفدتم من دمار سوريا؟ وماذا ستستفيدون في استمرا الفوضى بهذا الشكل؟
الأربعاء، 19 أبريل 2017
ضربة العضلات " الكبرى" في سوريا..
(2)
إن التوجهات المطروحة نسبيتها ليست في صالح الشعب السوري، والخيارات التي يتحدث عنها الجميع سواء ببقاء الأسد أو رحيله، أو مقاسمة السلطة، أو بتقسيم سوريا من عدمه، لا تجدي نفعاً للداخل السوري.. فالعبث الإيراني في سوريا لا يريد لها أن تقوم من جديد، ويريدها مثل العراق تماماً تحت سيطرته، والتوجه الغربي وعلى رأسه أرميكا لا يقدم ولا يؤخر بقدر ما سيكسب فقط.
والضربة الترامبية التي طالت مستودع الخردة في مطار الشعيرات، لا فائدة منها، فالتوجه الغربي بالكامل نحو سوريا على مدى ست سنوات كان يحمل في طياته الصمت،بل كأنه كان يستمتع بما يحدث فيها، إلى أن بدأ مدّ اللجوء إليه، فاستشعر الخطر وتصاعدت الأصوات ام 2015 إلى أن سمع دويها أوربيا عام 2016م .
في ورقة بحثية أطلقها معهد تشاثام هاوس عن سوريا وسياسة الغرب تجاهها منذ انطلاق الثورة فيها، وبدء الحرب المتعددة الأطراف، حملت الورقة في طياتها عدم وضوح الرؤية لدى الغرب في النزاع السوري، وقد وجهت الورقة إلى أنه يجب اتخاذ الخطوات الآتية:
"· يتعين على صناع القرار مواءمة التدابير المتخذة من القمة إلى القاعدة والعكس، لأنه لا يمكن إيجاد حل وطني في سورية دون كسب المجتمعات المحلية، فقد أغفلت المبادرات على المستوى المحلي في المجال الإنساني والحكم القضايا السياسية إلى حد كبير، بينما ركزت مبادرات السلام على المستوى الوطني على القضايا السياسية لكن بقليل من الاهتمام بالديناميات والجهات الفاعلة المحلية. ومن أجل الوصول إلى استراتيجية غربية ناجحة، يجب تحقيق التوازن بين السياسات على المستوى الوطني مع الأولويات والاهتمامات على المستوى المحلي، من أجل ترسيخ دعم الجهات المحلية.
- يجب على القوى الغربية-خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا-تحقيق الاستفادة القصوى من نفوذها المحدود من أجل الحصول على "تنازلات" من الدولة السورية وداعميها الدوليين. مع الأخذ بالحسبان أن النفوذ الغربي الأكبر يكمن في الجانب الاقتصادي، وذلك من خلال العقوبات وفرص التبادل التجاري وإعادة الإعمار. ويبدو أن لهذا العامل تأثيراً مهماً في تحديد مستقبل سورية ما بعد التسوية بالنسبة للغرب، لأن روسيا وإيران لا تملكان رأس المال لتمويل جهود إعادة الإعمار، وليستا مهتمتان في ذلك."
بالطبع يعتبر الحديث هنا عن إعادة الإعمار نوع من التنظير الذي يقفز على الحقائق على الأرض ويتجاوزها ليراوغ للخروج من الأزمة الحقيقية في سياسة الغرب تجاه الوضع في سوريا، ومثل هذا هو الرؤية الأمريكية لسبب وجودها في سوريا أو الدخول فيها، والتي تتمثل في محاربة " داعش " ، هذا البعبع الذي جعل 61 دولة تتكاتف من أجل القضاء على هذا التنظيم ، بل إن الدارسين والباحثين والمعاهد وضعت الخطط والاستراتيجيات لمواجهته وشددت علىأن أهمية محاربة داعش تفوق أهمية محاربة النظام في سوريا، وشأن الشعب السوري لا يعنيهم في شيء لا من قريب ولا من بعيد.
وها هو معهد دراسات الحرب يقدم دراسة لمجموعة من الكتاب عن " استراتيجية أمريكا الكبرى.. لتدمير داعش.. طريق أمريكا المقبل في سوريا" ولأهمية هذا المبحث فإنني أنقله مثلما تم تلخيصه من أحد مواقع الدراسات والأبحاث، مع الشكر لهم.
" ضمن سلسلة "استراتيجية أمريكا الكبرى" أعدت مجموعة من الباحثين تقريراً بعنوان "طريق أمريكا المقبل في سورية"، نشره معهد دراسة الحرب في آذار/مارس 2017. تحدثوا فيه عن وضع أمريكا الحالي في سورية وفي العراق، وعن فشل واشنطن في تحقيق أهدافها ومصالحها، واتجاهها نحو الهزيمة هناك. وقدموا بالتالي مجموعة من الخيارات والتوصيات لتغيير هذا الواقع.
تحديد المشكلة
رسم الخطوط العامة للواقع الحالي للوضع الأمريكي في المنطقة، ولخصوه كالتالي:
- الولايات المتحدة تخوض الحرب الخطأ في الشرق الأوسط، فتنظيما القاعدة و"داعش" يشنان حربهما باستخدام السكان في حين تجري عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية بالوكالة. فإذا أرادت الولايات المتحدة هزيمة هذه التنظيمات عليها مواصلة حربها عبر شركاء في سورية والعراق مقبولين ومؤثرين في المجتمعات "العربية السنيّة".
- استراتيجية الولايات المتحدة الحالية تقوي تنظيم القاعدة في سورية والذي يعد العدة ليحل محل تنظيم "داعش" عبر استغلال الضعف الذي سيحصل في المجتمعات التي كانت واقعة تحت سيطرة "داعش". لقد أجلت الولايات المتحدة هزيمة تنظيم القاعدة إلى ما بعد الانتهاء من القضاء على "داعش" لكن الأول أخذ يعزز وجوده شمال غرب سورية بعد الانسحاب من حلب ويحضّر لهجوم مضاد في سورية في الوقت الذي يعيد فيه بناء نفسه في العراق.
- على العمليات الأمريكية أن تستهدف دفاعات العدو الخلفية والأمامية معاً لتشتيتها ووضعها أمام عدة معضلات لا تستطيع مواجهتها على نحو كافٍ.
- إن "العرب السنة" ينظرون للولايات المتحدة على أنها في صف التحالف الروسي-الإيراني الآخذ بالتعمق وأنها متواطئة مع ما يرتكبه من "فظائع".
- على الولايات المتحدة استعادة زمام المبادرة وقيادة استراتيجية متعددة الجنسيات. فليس بمقدور أي من الفواعل الإقليمية تطوير ما سماه الكاتب "مقاومة عربية سنية معتدلة" لهزيمة القاعدة و"داعش". فتركيا تدعم "أحرار الشام" المخترق من القاعدة. في حين تغرق السعودية والإمارات في ورطة اليمن كما أصيبتا بخيبة الأمل من وجود “معارضة معتدلة" في سورية. أما الأردن فيواجه تهديداً سلفياً-جهادياً داخلياً كبيراً وموارده قليلة.
- على الولايات المتحدة نزع فتيل الخلاف السياسي التركي الكردي في سورية لكسب نفوذ على الطرفين. فالأهداف السياسية الكردية في السورية تهدد المصالح الأمريكية. لذا يجب أن توقف الولايات المتحدة تقدم الأكراد بعد أن يُؤمنوا سد الطبقة.
- روسيا وإيران تقيدان حرية التحرك الأمريكية في سورية وحوض المتوسط ويمكن أن تهددا ثلاثة من سبع منافذ بحرية كبرى وهي قناة السويس، مضيق هرمز، وباب المندب، خلال السنوات الخمس المقبلة.
- من المرجح خلال السنوات الخمس القادمة نشوب صراع كبير بين الولايات المتحدة وإيران، التي لن تقبل الضغوط الأمريكية حول المسائل غير المتصلة بالملف النووي، وبالتالي ستعمد إلى التصعيد في الخليج والبحر الأحمر وأماكن أخرى.
- يجب على الولايات المتحدة أن تضع خطة لتحقيق المصالح الأمريكية دون الاتكال التام على التمركز في العراق، فانتخابات عام 2018 قد تأتي برئيس وزراء حليف لإيران ومن المرجح بالتالي أن يخفف أو يمنع التواجد الأمريكي في العراق.
المفهوم العملياتي: المهمة:
الخطة الجديدة التي طرحها الباحثون في هذا التقرير جاءت كالتالي «بالتعاون مع الشركاء المستعدين والمقبولين، تستولي الولايات المتحدة وتؤمن قاعدة عمليات جنوب سورية لتوسيع نطاق حرية تحركاتها، وبناء "شريك عربي سني سوري جديد"، يمكن معه وعبره تدمير تنظيمي القاعدة و"داعش"، وتهيئة الظروف التي تمنع إعادة بنائهما، وأخيراً إعادة توطين اللاجئين».
خطة العمل الموصي بها: المرحلة الأولى في سلسلة من الحملات متعددة المراحل.
ولتحقيق هذه الخطة قدّم الباحثون مقترح السيناريو التالي: تستولي الولايات المتحدة -مع شركائها المقبولين-وتؤمن قاعدة جنوب شرق سورية، في البوكمال على سبيل المثال، وتخلق "منطقة آمنة " بحكم الأمر الواقع. تقوم بعد ذلك بتجنيد وتدريب وتجهيز قوى "عربية سنية" محلية والعمل بالشراكة معها لقتال "داعش". هذه "القوة السنية المستقلة" ستشكل الأساس لحركة مستقبلية لتدمير "داعش" والقاعدة في العراق وسورية. وعلى القوات الأمريكية أن تقاتل مع تلك القوات جنباً إلى جنب للحد من حالة ضعف الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها المحتملين. ويجب على هؤلاء الشركاء ألا يدعموا السلفيين الجهاديين أو "وكلاء إيران" أو النزعة الانفصالية الكردية.
يرى معدو التقرير أن عمليةً في جنوب شرق سورية بدلاً من الرقة هي أكثر ملائمة لأن من شأنها:
-تقليل مخاطر التصعيد على المدى القريب مع روسيا وسورية من خلال التركيز على مناطق ليست حساسة بالنسبة لهم؛
-إنشاء تمركز للقوات الأمريكية في منطقة مستقلة عن المقاتلين بالوكالة الحاليين؛
-نزع فتيل الحرب التركية-الكردية؛
-التخفيف من خطر خسارة امتيازات التمركز في العراق؛
- خلق ظروف الانتصار على "داعش" في المدن من خلال استهداف مناطق التنظيم الخلفية؛
- تمكين الولايات المتحدة من إسباغ الشرعية على وجودها في "المناطق العربية السنية". والحد من تهديد "داعش" على الأردن.
ويستمر سيناريو معدي التقرير لينتقل إلى مجموعة من الخطوات في المراحل اللاحقة، أهمها:
-تطلق الولايات المتحدة عمليات تطهير على طول وادي الفرات باتجاه الرقة، باستخدام القوات الأمريكية وقواتها الحليفة الجديدة في البوكمال ومحافظة الأنبار العراقية.
-تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط في صفقة سلام بين الأتراك و"قوات حماية الشعب الكردية".
- تنشئ الولايات المتحدة منطقة حظر جوي في درعا "لتسهيل" قيام وقف إطلاق نار ولتأكيد التزام الولايات المتحدة "بالتصدي" لمعاناة سكان المناطق التي تقع تحت سيطرة الجهاديين. وعلى الولايات المتحدة أن تدعم القوات الشريكة لها على الأرض في درعا في القضاء على القاعدة و"داعش" الأمر الذي من شأنه أن يساعد على التوصل إلى تسوية تفاوضية للأزمة السورية.
-على الولايات المتحدة الربط بين القوة الجديدة والمقاتلين الحاليين المدعومين أمريكياً لخلق شريك واحد قادر على تأمين واستعادة الأراضي من الجهاديين، وخوض التسوية مع الحكومة السورية."
ــــــــــــــــــ
ملحوظة: من يريد المصادر أو المراجع يراسلني على الإيميل أو على تويتر، مع الشكر والتقدير.
ضربة العضلات الترامبية.. ومستقبل سوريا
(1)
الطريق الطويل لم يختصر.. بل ربما انه ازداد طولاً هذا هو حال سوريا بعد " ضربة العضلات الترامبية" فالضربة لم تقدم ولم تؤخر، ولم تغير النتائج على الواقع، بل زادتها تعقيداً، ولم يكن هناك ما يشي بأن ترامب يود السير قدما لحل هذه الأزمة، بل هناك ما يدلل على حسابات أخرى، تدفع به للمسير نحو أن يكون الطريق طويلا.
والمتفائلون الذين يقولون إن هذه الضربة ذات جدوى فيرونها من باب أنها ستقود إلى الحل السياسي، أو أنها ستسرع العملية السياسية التي لم تتزحزح من مكانها طوال أيامها الجنيفية والاستانية على مدى الأشهر الكثيرة، ولكن ليس من دلائل توضح هذا. وحتى ‘لى أرض الواقع فإن عمليات استهداف مواقع مؤثرة أو تعطي نتائج إيجابية على أرض المعركة يصعب الآن فـ "مايكل أوهانلون" يقول: " لا يبدو أن هنالك خطوة عسكرية واضحة قد تتبعها. فالقوات الروسية الموجودة في القواعد العسكرية السورية تجعل من الصعب على الولايات المتحدة استهدافها".
الأفكار التي يتبعها السياسيون ليست ذات جدوى على الأرض، فأنت تخطط على الورق، وغيرك يخطط على الأرض فأيهما أقوى هنا أن تكون إنساناً نظرياً أو عملياً؟ أو هل تستفيد القوى العالمية من العملي لتنتهج نهجاً نظرياً يقربهم إلى الأرض؟ أم أنها لن تخلو كل توجهاتهم من طريق شاق وطويل؟
الأحد، 16 أبريل 2017
الحرب القذرة على العالم 15
وقف تيد كوبيل خطيباً ليقول: " إن مانوويل نورييغا ينتمي إلى جمعية الأوغاد الدوليين، من أمثال عيدي أمين، وسواه، الذين لا يحب الأمريكيون شيئاً أكثر من كرههم، لذا فقد تم ضمان تأييد الجمهور القوي من القيام بعملية انتقامية"172[1] ومن هو نورييغا هذا إنه صديق واشنطن الذي حوله الإعلام إلى شيطان وأسقطته أمريكا عام 1990م " وسربت وسائل الإعلام أسخف القصص من البيت الأبيض إلى الجمهور، عن مورييغا وصورته على أنه شيطان. بغض النظر عمّن من هو الرئيس البنمي ؟ ومن هو نورييغا مهرب المخدرات أو السلاح ، والذي حُكم عليه من قبل الولايات المتحدة بالسجن.. فهنا صيغة التعامل مع صديق للولايات المتحدة، والذي أثبت أنه لا صديق لها، وأن الصديق عليه أن يخشاها أكثر من العدو. والعجيب أن هذا الصديق لم يسجل عليه أي خطأ أُرتكِب، ولم يجدوا في حوزته ما ادعنه حكومة الولايات المتحدة، ولم يعثروا على مخازن الكوكايين التي تحدثت عنها صحافتهم وإعلامهم الذي يحمل رسالة إيعاز من البيت الأبيض بأن تُشنّ حملة عليه، كنوع من التهيئة للرأي العام العالمي بل المحلي قبل أي شيء، فالرأي العالمي لا يهم الأمريكان مهما فعلوا ومهما ارتكبوا من أخطاء، بل من إرهاب. عن هذا أوردت صحيفة بوسطن غلوب قصة مخازن الكوكايين التي لدى نورييغا، وأظهرت أنها مخازن "طامال" طعام مكسيكي معدّمن دقيق الذرة ومن لحم مفروم مع الفلفل الأحمر.
الأحد، 9 أبريل 2017
الحرب القذرة على العالم "14"
أمريكا الفزعة من السلام
" العالم قد افلت أمره، كما أنه قد انحرف عن الخط" تشاومسكي
الداعون إلى الحرية هم الذين يسعون وراء تفكيك العالم، فتنوع ثقافات وديانات الشعوب لا يمكن أن تخضعها لمقياس واحد، وليس من العدل والإنصاف أن تعامل طفلك التوحدي كمعاملة طفلك السوي هذا في أبسط قوانين الإنسانية، فما بالكم بكم كبير من الثقافات والتنوع على وجه الكرة الأرضية، القانون الآن في المعمورة هو شريعة الإنسان القوي يأكل الضعيف، لا ليست شريعة الغاب فهي أهون مما يفعله الإنسان، فالحيوان القوي لا يأكل الحيوان الضعيف إلا إذا جاع، بينما في شريعة الإنسان الدول الغنية تزيد الدول الفقيرة فقراً بل وتسعى لأكلها دون رحمة.
الجمعة، 24 مارس 2017
جامعة الدول العربية..ضعف.. هوان .. فشل
لا يختلف إثنان على أن هناك ضعفاً في جامعة الدول العربية تجاه القضايا التي تشهدها منطقتنا العربية، ولإخفاقات متوالية على مر الزمان، بحيث أن الشارع العربي لم يلمس على أرض الواقع ما يفيد بأنها تقوم بدور فاعل وبنّاء تجاه قضايانا العربية.. ولا يظهر على الساحة من قِبلِها سوى الحديث عن القضية الفلسطينية، هذه القضية التي انشغلت بها وكأنها أُسّست من أجل هذه القضية فقط.وانكشف هذا الضعف بعد موجة ما سُمي بـ " الربيع العربي"، واتضحت دلالاته من خلال العراق ثم سوريا فاليمن دون أن يكون لها أي أثرٍ إيجابي في هذه الأحداث الكبيرة التي تجري على الأرض، والجامعة تعيش في غفوة منها وعنها، أو كأنها تتحاشى الدخول في صراع حول هذه القضايا المصيرية التي تهم الأمتين العربية والإسلامية. بل إن مشروع الفرس في المنطقة العربية والذي تلحظه جميع دول العالم ، ومعرفتها الكاملة بأن إيران تصدّر الإرهاب في العالم وتتدخل في شؤون الدول العربية ومع ذلك لم تحرك ساكنا في هذا الإطار.
والقضايا طويلة جداً التي نستطيع الحديث عنها هنا وخذوا أمثلة ونماذج كـ النزاعات الحدودية التي لا تستطيع التدخل فيها الجامعة وجميع المحاولات للتسوية في هذه النزاعات ليست تحت مظلة الجامعة العربية، بل تحمل في طياتها مبادرات شخصية؛ ولو قرأنا قضية النزاع الجزائي المغربي لوجدنا أن منظمة الوحدة الإفريقية حاولت في مؤتمر " باماكو" عام 1963م، بعد طلب الجزائر أنها لا تريد تدخل الجامعة العربية وأنها ستتجه إلى الحل الأفريقي، ونوقشت القضية، ولكنها استعصت.. ويعلم الجميع أن النزاع استمر وتحول إلى يد الإستعمار، بعد أن توجت الجامعة العربية مجهوداتها في حل هذا النزاع إلى أنه " استعماري!، وبما أنه استعماري أصبح الملف لدى الأمم المتحدة بعد ذلك. وأزمة العراق ـ الكويت ، والتي انتهت بغزو العراق للكويت رغم الاتفاقية ـ شهراكتوبر من عام 1963م ـ تحت مظلة الجامعة العربية بأن الكويت دولة مستقلة. وأزمة دارفور... وخذ التصريح الإيراني الذي جاء فيه " إنها تسيطر على أربع عواصم عربية"، وما أعتقده هنا هو أن التقرير الذي وصل للجامعة العربية هو أن إيران صرحت بأنها سيطرت على أربع عواصم "غربية".. حيث من كتب التقرير لها أضاف نقطة، وربما نامت جامعة الدول العربية على هذه النقطة . وخذ التدخلات الإيرانية في البحرين ومحاولة إسقاط الحكم فيها والجامعة وقفت موقف المتفرج، فالجامعة العربية تدرك أن إيران تلعب دوراً خطيراً في دولها، بدلالة أنها اعتبرت الثورة على نظام الأسد مؤامرة إلا أنها في تونس مثلا ساندت الثوار وحيتهم كثيرا، وفي البحرين رأت أنه يجب نصرة المتظاهرين واحتجت على تدخل "درع الجزيرة".. الخ. وخذ مثال الحوثيين في اليمن والمشروع الفارسي عبر ايديلوجية الولي الفقيه. وخذ مشروع " الولي الفقية" في لبنان عبر حزب الله ، وخذ أحداث الصومال وخذ أحداث ليبيا.. حتى بات العرب يرددون :
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلامُ
ولعل العالم العربي يتذكر أنه كان يحمل همّةً وعزما مع بداية إنشاء الجامعة ففي سنتها الرابعة عام 1950م حيث جاءت معاهدة الدفاع المشترك وحملت في طياتها أن ما يقرره مجلس الدفاع المشترك، بأكثر من ثلثي الدول يكون ملزما لجميع الدول المتعاقدة، واستخدمت الجامعة أسلوبا لم يكن موجودا في ميثاقها وهو إرسال قوات عربية لحفظ السلام كما حدث في الأزمة "العراقية-الكويتية" عام 1961 ، والحرب الأهلية اللٌبنانية بين عامي"1975-1976 " تحت مسمى قوات الردع العربية، وكذلك قيام الأمين العام بالمساعي الحميدة بين اليمن الشمالي والجنوبي عام1972 بعد نزاع الحدود بينهما ( صالح الشاعري.. تسوية النزاعات الدولية سلميا، القاهرة، مكتبة مدبولي، 2006م )
ولن ننكر أنه في قمة 2005م صيغت سياسات وأهداف جديدة لتوجه الجامعة العربية، وكان هناك محاولات لإصلاح الخلل، وتفاءل الجميع بالخير في هذه القمة واعتبرت انطلاقة جديدة للجامعة، ولكن دون أن يتم تطبيق أو تفعيل هذه السياسات، وعصف الخريف العربي بكل شيء واتضحت هشاشة الجامعة بعد ذلك.
والمراقب للوضع العربي سيلحظ أن هناك رؤية مشتركة بين الشعوب وترغب الشعوب في أن تتحد كلمتها، وتتلاقى في كثير من الطموحات والتي تصطدم عادة بالقرارات والمصالح السياسية وعدم توحد الرؤية في الأنظمة.
أورد هنا بعض الأسباب في فشل الجامعة العربية
- ميثاق الجامعة الذي يقيدها تماماً.
- عدم تبني وجود محكمة عربية تحل النزاعات بين الدول العربية.
- عدم وجود مجلس عسكري أو قيادة عسكرية للطواريء للتدخل في حل النزاعات.
- خضوع قرارات الجامعة للأنظمة الحاكمة.
- الإفتقاد إلى الرؤية المشتركة ومن ثم التوجه لمشروع موحد، وبروز التباين العربي في القرارات.
- عدم قدرة الجامعة على تنفيذ القرارات لا تبنّيها فقط.
- جميع القمم العربية لم تفصل بين المتفق عليه وأوجه الاختلاف، بل كانت الأجندة تحمل في طياتها ترسبات الماضي وملفاته تنتقل من قمة لأخرى.
- العمل قائم على مصالح كل دولة على حدة ولم يتجه نحو العمل الإقليمي.
- ضعف بعض الدول العربية بعد ثورة الخريف العربي كمصر وسوريا والعراق.
- بنود الميثاق لم تتضمن تطوير الإنسان وحقوقه وهمشت حقوق الإنسان تماماً.
- تدخلات اقليمية ودولية في تحريك العمليات السياسية في المنطقة العربية، وعدم مقدرة الجامعة على تحجيمها، وبالتالي إضعاف الجامعة.
- بروز مبادرات لإلغاء الجامعة العربية بدلا عن السعي في إصلاحها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميثاق جامعة الدول العربية*
مَادَّة (1)
تتألف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة الموقعة على هذا الميثاق.
و لكل دولة عربية مستقلة الحق في أن تنضم إلى الجامعة، فإذا رغبت في الانضمام، قدمت طلباً بذلك يودع لدى الأمانة العامة الدائمة، و يعرض على المجلس في أول اجتماع يعقد بعد تقديم الطلب.
مَادَّة (2)
الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، و تنسيق خططها السياسية، تحقيقاً للتعاون بينها و صيانة لاستقلالها و سيادتها، و النظر بصفة عامة في شئون البلاد العربية و مصالحها.
كذلك من أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً بحسب نظم كل دولة منها و أحوالها في الشئون الآتية:
(1) الشئون الاقتصادية و المالية، و يدخل في ذلك التبادل التجاري والجمارك، والعملة، وأمور الزراعة والصناعة.
(2) شئون المواصلات، و يدخل في ذلك السكك الحديدية، و الطرق، و الطيران، و الملاحة، و البرق، و البريد.
(3) شئون الثقافة
(4) شئون الجنسية، و الجوازات، و التأشيرات، وتنفيذ الأحكام و تسليم المجرمين.
(5) الشئون الاجتماعية.
(6) الشئون الصحية.
مَادَّة (3)
يكون للجامعة مجلس يتألف من ممثلي الدول المشتركة في الجامعة، و يكون لكل منها صوت واحد مهما يكن عدد ممثليها.
وتكون مهمته القيام على تحقيق أغراض الجامعة، و مراعاة تنفيذ ماتبرمه الدول المشتركة فيها من اتفاقات في الشؤون المشار إليها في المَادَّة السابقة،و في غيرها
و يدخل في مهمة المجلس كذلك، تقرير وسائل التعاون مع الهيئات الدولية التي قد تنشأ في المستقبل لكفالة الأمن و السلام، و لتنظيم العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية
مَادَّة (4)
تؤلف لكل من الشئون المبينة في المَادَّة الثانية لجنة خاصة تمثل فيها الدول المشتركة في الجامعة. وتتولى هذِه اللجان وضع قواعد التعاون ومداه، وصياغتها في شكل مشروعات اتفاقات تعرض على المجلس للنظر فيها، تمهيداً لعرضها على الدول المذكورة.
ويجوز أن يشترك في اللجان المتقدم ذكرها أعضاء يمثلون البلاد العربية الأخرى، ويحدد المجلس الأحوال التى يجوز فيها اشتراك أولئك الممثلين، وقواعد التمثيل.
مَادَّة (5)
لايجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين أو أكثر من دول الجامعة، فإذا نشب بينهما خلاف لا يتعلق باستقلال الدولة أو سيادتها أو سلامة أراضيها، ولجأ المتنازعون إلى المجلس لفض هذا الخلاف، كان قراره عندئذ نافذاً وملزماً.
وفي هذِه الحالة لا يكون للدول التي وقع بينها الخلاف الاشتراك في مداولات المجلس وقراراته.
ويتوسط المجلس في الخلاف الذي يخشى منه وقوع حرب بين دولة من دول الجامعة، وبين أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها، للتوفيق بينهما.
وتصدر قرارات التحكيم والقرارات الخاصة بالتوسط بأغلبية الآراء.
مَادَّة (6)
إذا وقع اعتداء من دولة على دولة من أعضاء الجامعة، أو خشي وقوعه فللدولة المعتدى عليها، أو المهددة بالاعتداء، أن تطلب دعوة المجلس للانعقاد فوراً.
ويقرر المجلس التدابير اللازمة لدفع هذا الاعتداء، ويصدر القرار بالإجماع، فإذا كان الاعتداء من إحدى دول الجامعة، لايدخل في حساب الإجماع رأى الدولة المعتدية.
إذا وقع الاعتداء بحيث يجعل حكومة الدولة المعتدى عليها عاجزة عن الاتصال بالمجلس، فلممثل تلك الدولة فيه، أن يطلب انعقاده للغاية المبينة في الفقرة السابقة. وإذا تعذر على الممثل الاتصال بمجلس الجامعة، حق لأي دولة من أعضائها أن تطلب انعقاده.
مَادَّة (7)
ما يقرره المجلس بالإجماع يكون ملزماً لجميع الدول المشتركة في الجامعة، وما يقرره المجلس بالأكثرية يكون ملزماً لمن يقبله. وفي الحالتين تنفذ قرارات المجلس في كل دولة وفقاً لنظمها الأساسية.
مَادَّة (8)
تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمى إلى تغيير ذلك النظام فيها.
مَادَّة (9)
لدول الجامعة العربية الراغبة فيما بينها في تعاون أوثق، وروابط أقوى، مما نص عليه هذا الميثاق، أن تعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذِه الأغراض.
والمعاهدات والاتفاقات التي سبق أن عقدتها، أو التي تعقدها فيما بعد، دولة من دول الجامعة مع أية دولة أخرى، لاتلزم ولاتقيد الأعضاء الآخرين.
مَادَّة (10)
تكون القاهرة المقر الدائم لجامعة الدول العربية، ولمجلس الجامعة أن يجتمع في أي مكان آخر يعينه.
مَادَّة (11)
ينعقد مجلس الجامعة انعقاداً عادياً مرتين في العام، في كل من شهري مارس وسبتمبر، وينعقد بصفة غير عادية كلما دعت الحاجة إلى ذلك بناء على طلب دولتين من دول الجامعة.
مَادَّة (12)
يكون للجامعة أمانة عامة دائمة تتألف من أمين عام وأمناء مساعدين، وعدد كاف من الموظفين.ويعين مجلس الجامعة بأكثرية ثلثي دول الجامعة، الأمين العام، ويعين الأمين العام، بموافقة المجلس، الأمناء المساعدين والموظفين الرئيسيين في الجامعة.
ويضع مجلس الجامعة نظاماً داخلياً لأعمال الأمانة العامة وشئون الموظفين.
ويكون الأمين العام في درجة سفير، والأمناء المساعدون في درجة وزراء مفوضين، ويعين في ملحق لهذا الميثاق أول أمين عام للجامعة.
مَادَّة (13)
يعد الأمين العام مشروع ميزانية الجامعة، ويعرضه على المجلس للموافقة عليه قبل بدء كل سنة مالية.
ويحدد المجلس نصيب كل دولة من دول الجامعة في النفقات، ويجوز أن يعيد النظر فيه عند الاقتضاء.
مَادَّة (14)
يتمتع أعضاء مجلس الجامعة، وأعضاء لجانها وموظفوها اللذين ينص عليهم في النظام الداخلي، بالامتيازات وبالحصانة الدبلوماسية أثناء قيامهم بعملهم.
وتكون مصونة حرمة المباني التي تشغلها هيئات الجامعة.
مَادَّة (15)
ينعقد المجلس للمرة الأولى بدعوة من رئيس الحكومة المصرية، وبعد ذلك بدعوة من الأمين العام. ويتناوب ممثلو دول الجامعة رئاسة المجلس في كل انعقاد عادى.
مَادَّة (16)
فيما عدا الأحوال المنصوص عليها في هذا الميثاق، يكتفي بأغلبية الآراء لاتخاذ المجلس قرارات نافذة في الشئون الآتية:
أ - شئون الموظفين.
ب - إقرار ميزانية الجامعة.
ج- وضع نظام داخلي لكل من المجلس، واللجان،والأمانة العامة.
د- تقرير فض أدوار الاجتماع.
مَادَّة (17)
تودع الدول المشتركة في الجامعة، الأمانة العامة نسخاً من جميع المعاهدات والاتفاقات التى عقدتها أو تعقدها مع أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها
مَادَّة (18)
إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها، أبلغت المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة.
ولمجلس الجامعة أن يعتبر أية دولة لاتقوم بواجبات هذا الميثاق منفصلة عن الجامعة، وذلك بقرار يصدره بإجماع الدول عدا الدولة المشار إليها.
مَادَّة (19)
يجوز بموافقة ثلثي دول الجامعة تعديل هذا الميثاق. وعلى الخصوص لجعل الروابط بينها أمتن وأوثق ولإنشاء محكمة عدل عربية ولتنظيم صلات الجامعة بالهيئات الدولية التي قد تنشأ في المستقبل لكفالة الأمن و السلام.
ولا يبت في التعديل إلا في دور الانعقاد التالي للدور الذي يقدم فيه الطلب. وللدولة التي لا تقبل التعديل أن تنسحب عند تنفيذه، دون التقيد بأحكام المَادَّة السابقة.
مَادَّة (20)
يصدق على هذا الميثاق وملاحقه، وفقاً للنظم الأساسية المرعية في كل من الدول المتعاقدة، وتودع وثائق التصديق لدى الأمانة العامة، ويصبح الميثاق نافذً قِبَلَ من صدق عليه بعد انقضاء خمسة عشر يوماً من تاريخ استلام الأمين العام وثائق التصديق من أربع دول.
حرر هذا الميثاق باللغة العربية في القاهرة بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1364هـ (22مارس سنة 1945) من نسخة واحدة تحفظ في الأمانة العامة.
وتسلم صورة منها مطابقة للأصل لكل دولة من دول الجامعة.
________________________________________
الملحق الخاص بالانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة عام 2000
نص قرار مؤتمر القمة العربي غير العادي - القاهرة - جمهورية مصر العربية 23-24 رجب 1421 هـ 21-22 أكتوبر 2000م
(إضافة ملحق بميثاق جامعة الدول العربية حول الانعقاد الدوري لمجلس الجامعة على مستوى القمة).
-إن مؤتمر القمة العربي غير العادي المنعقد بالقاهرة يومى 23-24 رجب 1421 هـ الموافق لـ 21-22 أكتوبر 2000م.
-بعد اطلاعه على:
قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 6007 د.ع (114) بتاريخ 4/9/2001، بالموافقة على أن يكون الملحق المتعلق بالانعقاد الدوري المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة مكملاً لميثاق الجامعة العربية.
تقرير اجتماع وزراء الخارجية التحضيرى لمؤتمر القمة العربي غير العادى المتضمن الموافقة على أن يكون الملحق المتعلق بالانعقاد الدوري المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة مكملا لميثاق الجامعة العربية.
واستنادا إلى مبادئ وأهداف ميثاق الجامعة وعملا في إطاره
وسعيا نحو تطوير وتحديث أساليب وآليات العمل العربي المشترك
ورغبة في تمكين العمل العربي المشترك واجهزته من التعامل مع كل التحديات التى تواجهها الأمة العربية للحفاظ على مصالحها العليا وتحقيق طموحاتها.
وتأكيداً لقراراته السابقة المتعلقة بدورية انعقاد مؤتمرات القمة العربية لمعالجة الوضع العربي، وتعزيزا للتضامن العربي ورسم الخطط الكفيلة بتدعيم قدرات الأمة العربية في مختلف المجالات.
يقرر:
1-الموافقة على ملحق ميثاق جامعة الدول العربية المرفوع من وزراء الخارجية العرب حول الانعقاد الدوري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة (مرفق)
2-الموافقة على إضافة الملحق إلى ميثاق جامعة الدول العربية واعتباره جزءا مكملا للميثاق.
3-عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بصفة منتظمة في دورة عادية مرة كل عام في شهر مارس، اعتبارا من عام 2001.
4-توزع نفقات إقامة القمة إذا عقدت في مقر جامعة الدول العربية على الدول الأعضاء وفقا لأنصبتها في موازنة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
(ق.ق : 198 د.غ.ع - 22/10/2000)
ملحق خاص بشأن الانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة
إن القادة العرب، إنطاقا من الإيمان بمبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربة وقرارات القمة العربية، وسعيا نحو تطوير وتحديث أساليب آليات العمل العربي المشترك، فقد أقروا ملحقاً ضمن ميثاق جامعة الدول العربية حول الانعقاد الدوري المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة بصفته أعلى سلطة فيها، كالتالي:
مَادَّة (1)
ينعقد مجلس جامعة الدول العربية على المستويات التالية:
أ-ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية أو من يمثلهم على مستوى القمة
ب-وزراء الخارجية أو من ينوب عنهم
ج- المندوبون الدائمون
مَادَّة (2)
يقوم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالنظر في القضايا المتعلقة باستراتيجيات الأمن القومي العربي بكافة جوانبه، وتنسيق السياسات العليا للدول العربية تجاه القضايا ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وعلى الخصوص النظر في التوصيات والتقارير والمشاريع المشتركة التي يرفعها إليه مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وتعيين الأمين العام وتعديل ميثاق جامعة الدول العربية.
مَادَّة (3)
ينعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بصفة منتظمة، في دورة عادية مرة في السنة في شهر مارس، وله عند الضرورة أو بروز مستجدات تتصل بسلامة الأمن القومي العربي، عقد دورات غير عادية إذا تقدمت إحدى الدول الأعضاء، أو الأمين العام يطلب ذلك ووافق على عقدها ثلثا الدول الأعضاء.
مَادَّة (4)
أ- تعقد الدورات العادية للمجلس على مستوى القمة في مقر الجامعة بالقاهرة، ويجوز للدولة التي ترأس القمة أن تدعو إلى استضافتها إذا رغبت في ذلك، ويتناوب أعضاء المجلس على الرئاسة حسب الترتيب الهجائى لأسماء الدول الأعضاء.
ب- يجوز عقد الدورات غير العادية للمجلس خارج مقر الجامعة بموافقة الدول الأعضاء، على أن تكون الرئاسة للدولة التي ترأس القمة.
ج- تقتصر رئاسة المجلس على ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية.
مَادَّة (5)
تصدر قرارات المجلس على مستوى القمة بتوافق الآراء.
مَادَّة (6)
يقوم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، في دورة مارس بالتحضير لمجلس الجامعة على مستوى القمة، بالإضافة إلى مهامه الأصلية.
مَادَّة (7)
يقوم المجلس على مستوى وزراء الخارجية والأمين العام للجامعة بالتنسيق مع الدولة التى ترأس مجلس الجامعة الدول العربية على مستوى القمة، بمتابعة تنفيذ قرارات القمة وإعداد التقارير الدورية بشأنها، والتحضير للقمة التالية.
مَادَّة (8)
أ- يعتبر هذا الملحق نافذا بعد إقراره من قبل القادة العرب، ويصدق عليه بصفة نهائية من الدول الأعضاء وفق أنظمتها الدستورية.
ب- يعتبر هذا الملحق جزءاً مكملاً لميثاق جامعة الدول العربية.
حرر هذا الملحق بمدينة القاهرة في يوم الأحد 24 رجب 1421هـ الموافق أكتوبر 2000م من أصل واحد يحفظ لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتسلم صورة مطابقة للأصل بكل دولة من الدول الموقعة على هذا الملحق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*من موقع الجامعة العربية على النت
السبت، 3 ديسمبر 2016
"شو" إيراني باتجاه مضيق هرمز
رسالة استعراض للشعب الإيراني لتطمينهم بعد قرار تمديد العقوبات لعشر سنوات
وأنا أقرأ الإعلام الإيراني ألحظ أن هناك علاقة ما بين تأليف القصص ومن يعمل في هذا الإعلام.. ولهذا فهم يسيّرون آلتهم الإعلامية بمساندة من بعض المعادين في الغرب للإسلام والمسلمين.
ففي خبر بحسب وكالة فارس، والذي تلقفته " روسيا اليوم" .."أعلنت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن إيران تسيطر على مضيق هرمز والخليج بشكل كامل، واعتبر مسؤول البحث عن المفقودين في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد باقر زادة، أن مضيق هرمز والخليج "منطقة استراتيجية وأن إيران تبسط سيطرتها في هذه المنطقة بشكل كامل".
ولعل الإعلان هذا يأتي باب تضخيم الأشياء كي يستر عيوبه في الداخل.. وكي لا يتضح مدى فشل الإتفاق النووي مع صدور قرار من الكونجرس الأمريكي بتمديد العقوبات على إيران لعشر سنوات قادمة ، ويأتي كردة فعل على القرار الأمريكي.
ولعل الرسالة التي دمغها زاد بيوم الشهيد حين قال إن الهدف الآخر لذلك هو "نشر ثقافة التضحية والجهاد والشهادة، وذلك بعد ترسيخ هذه الثقافة لدى المقاتلين الموجودين في هذه الجزر، ولحسن الحظ أن هذه الروحية موجودة لدى هؤلاء الأعزاء وتزداد ترسيخاً".تبين مدى محاولة استعطاف الشعب الإيراني واللعب على الوتر الديني والنفسي، وهو ما تجيده السياسة الإيرانية تجاه كبت شعبها عبر هذا الأفيون. مما يؤكد إن هذه الرسالة ضمن الرسائل الموجهة للداخل الإيراني بأننا أقوياء ولا نبالي بعقوبات ولا غيرها.
ومن يقرأ تاريخ العداء العربي الفارسي سيلحظ أنه منذ زمن بعيد ، ولكنه اتخذ منحى آخر بعد الثورة الإيرانية، ومع ذلك فإن مثل هذا الإعلان ليس موجها ـ في اعتقادي ـ نحو الخليج العربي، للأسباب السابقة وعلى الخليج ألا ينساق وراء فقاعة إعلامية تطلقها استخبارات الحرس الثوري..لأن الجميع يعي أن المضيق لا تستطيع إيران السيطرة عليه.. ولا تستطيع إعاقة حركة الملاحة فيه. كما يدرك الجميع أن المضيق تحت نظر السفن الحربية العالمية وعلى رأسها أمريكا.
أهمية مضيق هرمز للخليج
- ٩٠٪ من ناقلات نفط الخليج العربي تمر عبر المضيق ، كما أن مستورداتها من دول شرق آسيا تأتي عبره.
- النفط الخام السعودي يمر منه ما ياقارب ال 85% ولكن تستطيع التحول عبر بحر العرب والبحر الأحمر.. بينما المتضرر الأكبر في المنطقة هي ثلاث دول " الكويت، قطر، البحرين".
- ستتأثر دول الصين وايطاليا واسبانيا واليونان بإغلاق المضيق بخلاف دول أوربية أخرى ولكن لن يكون التأثير عليها كبيراً.. ولكن الدول السابقة هي ألأكثر تضرراً .
الجمعة، 30 سبتمبر 2016
جاستا.. إرهاب أمريكي جديد
اتفاقية الأمم المتحدة لحصانات الدول وممتلكاتها من الولاية القضائية
العالم كله يئن من أمريكا
دول العالم جميعها ترفض القانون
القانون يحمل صيغة ابتزاز مكشوفة
السؤال بعد قانون "جاستا" هو ما هو الإرهاب؟ .. كان على أمريكا أولاً تعريف الإرهاب، ووقتها ستجد أنها أعظم دولة في تصدير الارهاب. خصوصاً إذا ما علمنا أن معظم التعريفات توافقت على " أنه وسيلة إكراه، وتخويف الناس بمساعدة أعمال العنف، الاستخدام الممنهج للتأثير على الآخرين بالترهيب ، ووسيلة من وسائل الإكراه في المجتمع الدولي.والعمل الذي يخالف الأخلاق الاجتماعية". إن كل هذه المقاربات لو تأملها المشرع الأمريكي لعلم أن هذا الوصف ينطبق على دولته تماماً. والأمثلة والنماذج كثيرة بدءاً من قنبلة هيرشيما وانتهاء باحتلال العراق، والطائرة من دون طيار. مروراً بمسميات وتقسيم للكرة الأرضية عبر مساندة أهل الجريمة في كل مكان في العالم.. لخدمة ما يسمونه " المصالح الأمريكية" لنلحظ أن تعريف الإرهاب هو : المصالح الأمريكية.. ولو توقفت هذه المصالح عند حدودها لن نجد أية حروب أو مشاكل بعدها.
الأحد، 31 يوليو 2016
الافتعال الاعلامي وسينما أمريكا..
الإعلام الغربي يفبرك القصص بلمسات حقوقية وانسانية وادعاء مكافحة الارهاب
هل العالم يصدق ما ينشر في الصحف؟ وهل يعيش الناس في ظل وسائل اتواصل السريعة في خديعة من وسائل الإعلام التقليدية كالتلفزيونات والصحف؟ وهل يرضخ الناس تحت وطأة التحليل السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ويشيرون إلى ما يقوله أهل التحليل؟
فعندما تنشر التايمز موضوعاً بعنوان " القاعدة ستستولي على سوريا من الأسد وداعش" ما الذي يتبادر إلى ذهن القارئ ؟ وهل ، هو الذي يتابع أخبار سوريا بالثانية وليس بالدقيقة الواحدة، سيصدقها؟ وهل تعتقدون أن " بعبع " القاعدة أصبح يخيف القارئ العادي قبل السياسي؟
كأن لعبة الإعلام الغربي هنا باتت فجة، وتحولت بقدرة قادر إلى عمليات استخبارية تقدم فيها الجهات المعنية بتدوير الحروب، أو الفوضى، اشارات ، إلى المعنيين فقط؛ والمعنيون هنا هم أهل السياسة بالتحديد ومن ثمّ أهل التجارة، بأن "الافتعال" يجب أن يسير عبر تكوين تعددية تنظيمية يسقط واحداً ويظهر آخر وهكذا.. وأن نذهب بهذا التشفير إلى " الإلهاء" نثير الغبار في جهة ما ، ونضرب في جهة أخرى.
الواقع اليوم في ظل قرب انهيار العولمة التي سعى إليها الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفيتي يشير إلى أن الخطة مع ثورة الاتصالات وجهت أهل السياسة إلى خطط لم تخطر لهم على بال قبل هذه الثورة، ولم يتوقعوا نتائجها وهم يضعون أسس العولمة، التي لاح في أفقها أنها تنهار منذ الأزمة الإقتصادية عام 2008م .
العالم يتدهور والسياسيون فقدوا حماستهم تجاه الحروب، ولكن الضغوطات الاقتصادية تجبرهم على صنع الخراب في مكان ما لينتعش مكان آخر، وضغوطات تجار السلاح تجبرهم على استمرار الحروب كي تنتعش السوق قليلاً.
ولم تعد الآلة الإعلامية التقليدية مجدية في هذا الزمن، كما أن الخطب الرنانة بل باتت كلمات شعبية مثل الذي يحدث بين ترامب وكلينتون على موقع التواصل " تويتر" تحولت رئاسة أكبر دولة في العالم إلى مهزلة يتداولها الناس ويسخرون منها ، والاعلام الرصين يتناقل ما يقوله الناس وكأنه سبق صحفي كبير.
بات الاعتماد في نشر الفوضى على الإعلام الجديد وليس التقليدي ، وبات الإعلام التقليدي يسعى إلى ابهار متابعيه عبر تحليل هو عبارة عن رسالة مشفرة للسياسيين فقط دون أن تهم القارئ في أي شيء. بات يظهر للجميع أنه يكذب على الناس ويأخذون كلمات التحليل من باب النكتة فقط..
بالطبع أتحدث هنا عن المنطقة العربية تحديداً، بينما في دولة كالولايات المتحدة ستنقلب النظرية لتقول إن الشعب يعيش في بحبوحة من أمره ولا همه هل هناك مراوغات أو حروب إعلامية ، وكل ما يتبقى له هو ضوء آلة السينما تصيبه بغشاوة بعد أن يخرج إلى شمس النهار من صالة السينما، ليجد أن كل ما يحدث هو خططاً تعصف بمستقبله دون أن يدرك ما تفعله سياسة بلده في بلدان أخرى.
هل تصدقون هذا الكلام؟
الاثنين، 2 مايو 2016
الحرب القذرة على العالم (1)
وأغلق هذا المكتب عام 1947م لكنه اكتشف حاجته إليه أمام المد الشيوعي آنذاك.. واشتعلت الحرب الباردة بينهما والعالم مشغول بمداواة جراحه ، بينما الرأسمالية الأمريكية والشيوعية يخططان كيف يسيطران على العالم.
لتخطو أمريكا في هذا الجانب خطوة جعلتها تسير عليها إلى اليوم ، حيث أعلن ترومان عام 1949م عن برنامج النقطة الرابعة لتأييد "السلام العالمي" وفق أربعة محاور:
- التأييد المطلق للأمم المتحدة، ونحن نعلم اليوم أن الأمم المتحدة تأتمر بإمرة أمريكا في كل خطواتها، بل إن توجهتها تساير التوجه الأمريكي خطوة بخطوة ، وحالات قليلة نلحظها تتناقض معها في حالة استخدام روسيا للفيتو أو الصين.. وهي قليلة.
- كسب الشعوب بالعمل على الإصلاح الإقتصادي.
- تقوية الأمم التي تعادي الشيوعية.
- تقديم المعونات لتحسين أحوال مختلف البلاد.
هذا النهج الذي انتهجته أمريكا من منتصف القرن الماضي ما زال ساري المفعول ، مع أنها في خطواتها التي تسير عليها غيرت النقطة الثانية من تقوية الأمم إلى تقوية الدول التي تساير سياستها، بل السعي إلى جارات الدول التي لا تساير سياستها والعمل على تقويتها اقتصادياً من أجل إضعافها وخنقها مثلما فعلت في أوروبا واستقطبتها حتى خنقت الإتحاد السوفيتي إلى أن انهار آواخر 1989م من القرن الماضي. يقول الصحفي ملتون فيورست :" قائد القيادة المركزية بمثابة مراقب لكل الأنشطة العسكرية للولايات المتحدة في 19 دولة بالشرق الأوسط وأفريقيا والخليج العربي". ويضيف فيورست، "قام شوارتسكوف بتحويل اتجاه القيادة المركزية التي كان قد تم تأسيسها عام 1983 لمجابهة التهديد السوفيتي إلى مواجهة العراقيين الذين كان يعتقد بأنهم العدو الحقيقي في المنطقة"[2]
أليس غريباً أن تجد الولايات المتحدة أنه من الضروري تحويل القيادة المركزية في عام 1988 لاستهداف العراق مع الأخذ في الاعتبار أن الإتحاد السوفييتي كان لا زال موجوداً، وكانت القيادة المركزية قد تم تأسيسها لمجابهة التهديد السوفييتي؟
والنقطة الأبرز هنا هو بدلا عن الإصلاح الإقتصادي واجتذاب العالم عبر ثقافتها؛ استخدمت وسيلة ضغط إنسانية وهي الحقوق وهذا أخطر ما في التوجه الأمريكي الذي يُظهر أنه يتعامل إنسانياً ويساند الشعوب بينما دون أن تدرك الشعوب هي تذهب إلى هدم الدول لتحقيق مصالحها.
والملاحظة هي بروز دور الإستخبارات الأمريكية CIA بشكل واضح في التأثير على الشعوب ببث الثقافة الأمريكية،عبر الموسيقى والمسرح والأفلام ، ولم يتوقف هنا بل مارس أعمال العنف والإغتيالات والإنقلابات بأساليب خفية ، وحرك هذا الجهاز الإعلام لمصلحته بنشر الفضائح وتشويه الشيوعية أو من يتعاطف معها كالروائي الشهير آرنست همنجواي الذي كان يردد قبل انتحاره أن الإستخبارات تطارده لتأييده لكوبا.رغم أن هناك رواية تقول إنه تم استقطابة من ضمن كوكبة كتاب ال cia. وهكذا سارت وتسير الإستراتيجية الأمريكية منذ ترومان إلى اليوم.[3]