‏إظهار الرسائل ذات التسميات أوروبا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أوروبا. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

لا شيء يهز العالم 20 (إسرائيل)

شوكة في حلوق العرب


بعيدًا عن المقدمات الكلاسيكية في شأن إسرائيل وكيف احتلت فلسطين عبر "وعد بلفور"، والذي لا يخلو من تاريخ في التعليم العربي إلا وهو يُذكر، فإننا سنذهب هنا مباشرة إلى ما تقوم به إسرائيل في المنطقة العربية، والعون الذي تستقبله باستمرار من الغرب،  خصوصًا من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستغل هذه القضية بشكل واضحٍ وفاضحٍ، بل وتقف مع العهر الإسرائيلي في كل صغيرة وكبيرة، ودومًا تسقط "تمثيليات" التهم التي يقوم بها مجلس الأمن أو تقوم به الأمم المتحدة تجاه هذه الدويلة المغتصبة، بل وترعاها ليل نهار، وتسهر على أمنها، لأن أمنها يقوض الأمن العربي ويقلق راحة العرب. ويعي العالم أجمع الذي يخضع الآن للقطبية الأمريكية أن التحرك الأمريكي في المنطقة يقوم كثيرًا على وجود إسرائيل في المنطقة العربية، وأن الكثير من مشاريعها ترى أن من سيحققها لها هم الإسرائيليون، دون إدراك منهم أن هذا الشعب إن تم وفتح المجال له لالتهام أمريكا فإنه سيفعل ذلك، دون تردد، حيث إنهم بحسب وصف رئيسهم الأسبق جورج واشنطن هم "حشرات" ويجب التخلص منهم، ولم يجدوا أفضل من رميهم في حلوق العرب، ولكن طينتهم يعرفها العرب جيدًا ويدركون أنهم عبدة مال، ولهذا لن يقر لهم قرار إلا بالسيطرة على كل ما يمت للمال بصلة، وكأن أمريكا تمهد لهم ذلك دون أن تدرك ما تفعله. ولهذا على العالم أن يراقب سلوك الإسرائيليين وإلا فإنه سيصحو على كارثة تصيبه من حيث لا يدرك، وحديثي هنا ليس من باب العاطفة بل من باب أن أوروبا لو راجعت ملفهم ستجد أن سبب حروبها السابقة، والتي خلفت دمارًا كبيرًا في الأرواح والممتلكات، كان ثلاثة أرباعها بسبب اليهود. وكان لهم دور في تغيير أوروبا المحافظة، وانحرافها إلى الدمار الأخلاقي، وهي الآن تفعل في العالم بيد أمريكية على هذا الانحراف، وتقوم ثلّة منهم متحكمة في رأس المال الأمريكي بهذا الدور، وبكل أسف العالم يتفرج عليه دون أن يواجهه، معتقدًا أن هذه هي الحرية وأن هذه هي الليبرالية أو الديموقراطية التي يجب أن يسير عليها العالم، ومعروف أن القيم إن سقطت في أي مجتمع فلا شك أنه سيسقط ذلك المجتمع، بشهادة الكثير من الفلاسفة، والكثير من علماء الاجتماع في الغرب نفسه.

 

الغضب

كتبت جريدة صنداي تريبيون الصادرة في دبلن، تحت عنوان " الاستنكار الأخلاقي نفاق محض" قالت الجريدة فيه إن ردود الفعل الغربية تجاه غزو العراق إيران وغزو الولايات المتحدة غرينادا وبنما، وغزو إسرائيل لبنان، و"الظلم الواقع على الفلسطينيين، كل هذا سبب مستمر للغضب الذي له ما يبرره في الشرق الأوسط، وسبب سيؤدي إلى اضطراب متواصل[1]"ربما تشومسكي عندما يضع هذا الاستشهاد هنا إنما يريد أن يذكر أن أسباب كل الدمار الذي تعيشه المنطقة العربية هو وعد بلفور، والرمي بإسرائيل في حلوق العرب من أجل التخلص من الشعبين العبري والعربي، فهي الطريقة الأسلم للغرب، والتي من خلالها سيحقق مبتغاه. ويذكر بأن الغضب المستمر هو من السياسة التي تتبعها أمريكا تجاه إسرائيل والوقوف إلى جوارها في كل صغيرة وكبيرة، وهي حقيقة ثابتة يعيها الغرب قبل العرب أنفسهم.

ويعي العرب أن الهدف الأساس من وجود إسرائيل في المنطقة العربية كي تكون شوكة في حلوقهم حيث: "أوصى مجلس الأمن القومي الأمريكي بأن من الممكن أن تكون إسرائيل عائقًا في وجه القومية العربية، وتضع بذلك أسسًا لأحد عناصر منظومة السيطرة على الشرق الأوسط (وهو العنصر المسمى "الأمن" أو "الاستقرار[2])". وهذه الورقة هي التي تعبث بالوطن العربي، وهي التي تعيق التقدم العربي، وتسعى إلى زعزعة استقراره، وتعمل بكل ما أوتيت من أفكار وسلاح تستمدهما من الغرب وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية على ألا يكون هناك أمنًا عربيًا، وأن تكون الفوضى مستمرة في هذه المنطقة من أجل الوصول إلى الغايات التي تريدها إسرائيل من جهة، والتي يريدها الغرب من جهة أخرى. وإنه لمن الحكمة أن يسعى العرب إلى تهميش هذه القضية، مع استمرارية المطالبة بحق الشعب الفلسطيني، وعدم التراجع عن هذا الأمر، ولكن بعيدًا عن الانسياق وراء العاطفة، ورمي التهم ضد بعضهم بعضا، وأنهم يخونون القضية الفلسطينية لأن في هذا شتات للعرب، وهو ما يريده الغرب. عليهم أن يرسموا خطًّا طويل الأجل لتحقيق أهداف تخدم القضية الفلسطينية، وذلك عن طريق جامعة الدول العربية، بشرط أن تكون هذه الجامعة فاعلة في هذا السياق على الأقل، وأن تكون الكلمة لديها، بعد وضع الخطة المناسبة للتصدي للمشروع الإسرائيلي بل المشروع الغربي في المنطقة القائم على إسرائيل بالتحديد.

لم تتوقف إسرائيل عند هذا فسبق وأن غزت لبنان عام 1987 واحتلت القسم الجنوبي منه، وقبلها منذ أوائل السبعينات أخضعت الجنوب اللبناني بهجماتها حيث قتلت الآلاف وشردت مئات الآلاف، وقصفت المناطق المدنية دون رحمة في سبيل اخضاع الجنوب كله لها. وإن غزو إسرائيل للبنان عام 1982م لم يكن له ما يبرره، ولم تجد الصحافة الغربية سوى السكوت عليه، حيث ذهب ضحيته 20 ألف مدني، دون أن يتحدث الدبلوماسيون أو الإعلام الأمريكي أو الغربي بشكل عام عما حدث، وكأنهم يدعمون الجريمة بالصمت وقد" أخفق المعلقون المسؤولون في استذكار غزو إسرائيل لبنان في عام 1982، الذي كان يرمي إلى إقامة حكومة صنيعة في "نظام جديد" يخضع للمصالح الإسرائيلية وإلى إعاقة المبادرات المزعجة كثيرًا التي تطرحها منظمة التحرير الفلسطينية من أجل تسوية دبلوماسية سليمة ـ كل هذا بُحث بصراحة داخل إسرائيل منذ اللحظات الأولى ولكنه ظل محجوبًا عن الجمهور الأمريكي. وذلك العمل الإسرائيلي العدواني الذي ارتكبته دولة عميلة، مؤهل ليوصف بعمل الخير والإحسان. لذلك استفاد من الدعم الناشط لإدارة ريغان التي دانها الديموقراطيون الأحرار وغيرهم من أقصى اليسار لأنها لم تظهر الحماسة اللازمة لهذه الهجمة البربرية التي خلّفت أكثر من عشرين ألف قتيل جلّهم من المدنيين[3].

" في السابع من أكتوبر عام 1985م اجتمع الرئيس ريجان في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز الذي أبلغه إن إسرائيل تستعد للقيام "بخطوات جريئة" في الشرق الأوسط، وأنها ستمد يد "السلام" إلى الأردن" ويضيف: في الواقع، نجد أن وسائل الإعلام الأمريكية قد استقبلت بيريز استقبالاً حارًّا باعتباره رجل سلام، واشادت به لالتزامه الصريح" بتحمل تبعات السلام بدلاً ع تكلفة الحرب" على حد تعبيره. وقال الرئيس الأمريكي إنه بحث مع بيريز" بلاء الإرهاب الذي أودى بحياة العديد من الضحايا الإسرائيليين والأمريكيين والعرب، وجلب المآسي على العديد الآخر" كأنه هنا يشير إلى أن سبب البلاء هم الفلسطينيون، وأن الإرهاب جاء من الشعب الفلسطيني، بينما المحتل والمغتصب للأرض جاء إليها ليمد غصن الزيتون، ويزرع الورود في هذه البلد، وهو أكبر مجرم يقوم ليل نهار بقمع الشعب الفلسطيني، ويُخضعه بالسلاح المتطور الذي تمد به أمريكا لإسرائيل، بل إن الهدف هو  أن يستمر خنوع الفلسطينيين ومن ثم العرب للآلة الغربية التي تريد السيطرة بالكامل على المنطقة العربية، سواء بتحقيق رؤية شمعون بيريز التي وضعها في كتابه: إسرائيل الكبرى، أو بإخضاع العالم العربي كله ليكون تحت سيطرة الغرب، وإشغالهم بإسرائيل التي زج بها في وسطهم من أجل أن يستمروا في خلافهم حول هذا الكائن الدخيل عليهم في منطقتهم.

" لقد اتفقنا على أن الإرهاب يجب ألا يعوق جهودنا المبذولة من أجل السلام في الشرق الأوسط". ويعلق تشومسكي هنا" إن الأمر يتطلب موهبة أشبه بموهبة الروائي الإنجليزي القديم جوناثان سويفت لكي نقدر حق القدر هذا الحديث بين إثنين من أبرز قادة الإرهاب في العالم، يشتركان في الاقتناع بمفهوم واحد "للسلام" يستبعد بشكل كامل إحدى الجماعتين المطالبتين بحقهما في تقرير المصير القومي على أرض فلسطين السابقة؛ وهي جماعة السكان الأصلية. إن وادي الأردن هو" جزء لا يتجزأ من إسرائيل" هذا ما صرح به شمعون بيريز، رجل السلام، خلال جولة قام بها في المستوطنات الإسرائيلية هناك عام 1985م، وهو ما يتماشى مع موقفه الثابت القائل بأن:" الماضي غير قابل للتغيير، وأن التوراة هي الوثيقة الفاصلة في تحديد مصير أرضنا؛ وأن إقامة دولة فلسطينية سوف " يهدد مجرد وجود إسرائيل نفسه" إن تصوره للدولة اليهودية، الذي يُمتدح كثيرًا في الولايات المتحدة بسبب اعتداله، لا يهدد وجود الشعب الفلسطيني فحسب، بل ويلغيه تمامًا[4].

" إن أيًّا من بيريز أو ريجان لم يكن مستعدًا حتى للنظر في المقترحات الواضحة التي تقدمت بها منظمة التحرير الفلسطينية والتي تسعى إلى اعتراف متبادل ضمن تسوية على أساس قيام دولتين وفقًا للإجماع الدولي العريض الذي ظلت الولايات المتحدة وإسرائيل تعترضان سبيله في كل منعطف على مدى أعوام عديدة.

إن هذه الحقائق السياسية الحاسمة توفر الإطار الضروري لأي بحث في "شرور وبلاء الإرهاب" وهي عبارة عنصرية من العبارات المستخدمة في الخطاب السياسي الأمريكي، والتي تشير إلى الأعمال الإرهابية التي يقوم بها العرب لا اليهود، تمامًا كما أن كلمة "سلام" تعني التسوية التي تحترم حق تقرير المصير القومي لليهود وليس للفلسطينيين.

قال الجنرال شلومو إيليا رئيس وحدة الاتصال التابعة للجيش الإسرائيلي في لبنان إن "السلاح المجدي الوحيد لمكافحة الإرهاب هو الإرهاب، وإن إسرائيل لديها خيارات تتخطى ما استخدمته بالفعل من أجل الحديث باللغة التي يفهمها الإرهابيون!"[5]

يتبع...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] نعوم تشومسكي، إعاقة الديموقراطية، (سابق). ص216

[2]  نفسه ص213

[3]  نفسه ص216

 [4]  الإرهاب الدولي.. الأسطورة والواقع، نعوم تشومسكي، ت: لبنى صبري، سينا للنشر القاهرة، ط1،1990م. ص49

[5]  نفسه ص50

السبت، 4 نوفمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 35

امبريالية الإمبراطورية الأمريكية

بريجنسكي وعملية نيويورك الأخيرة!!

أوروبا لا تحتاج لغضب بل إلى عمل للخروج من مأزق أمريكا!!

يلوح بريجنسكي إلى الداخل الأمريكي وأنه ربما قد يكون السبب الرئيس في سقوط الهيمنة الأمريكية، بل إنه يحذر من ذلك، بحيث لا يجب أن تتراخى السياسة الأمريكية تجاه هيمنتها على العالم، وعليها أن تعمد إلى السير قدماً، ليس لقيادة العالم بل للسيطرة عليه" التحدي الرئيسي للقوة الأمريكية لا يمكن أن ينبع إلا من الداخل ـ إما بسبب نبذ الديمقراطية الأمريكية نفسها للقوة، وإما بسبب سوء استخدام أميركا لقوتها في العالم. "[1]

الحرب القذرة على العالم 35

امبريالية الإمبراطورية الأمريكية


بريجنسكي وعملية نيويورك الأخيرة!!

أوروبا لا تحتاج لغضب بل إلى عمل للخروج من مأزق أمريكا!!

يلوح بريجنسكي إلى الداخل الأمريكي وأنه ربما قد يكون السبب الرئيس في سقوط الهيمنة الأمريكية، بل إنه يحذر من ذلك، بحيث لا يجب أن تتراخى السياسة الأمريكية تجاه هيمنتها على العالم، وعليها أن تعمد إلى السير قدماً، ليس لقيادة العالم بل للسيطرة عليه" التحدي الرئيسي للقوة الأمريكية لا يمكن أن ينبع إلا من الداخل ـ إما بسبب نبذ الديمقراطية الأمريكية نفسها للقوة، وإما بسبب سوء استخدام أميركا لقوتها في العالم. "[1]

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 32

· أن تكذب أكثر 5


· القوة الناعمة

نحت أمريكا منحى موازٍ تماماً لأيام الحرب الباردة، وأعادت صياغة مصطلح " الحرب الباردة" ليتحول إلى  القوة الناعمة ( Soft power ) ولعل إيحاءات هذه المرحلة بدأت من عام 1989م عندما سقط جدار برلين دون أن تقام حرب أو تسفك دماء، حيث يشير مؤسس مصطلح " القوة الناعمة " جوزيف ناي ـ وقد كان نائباً لوزير الدفاع الأمريكي، وكتب عنه عام 1990م في كتابه ( ملزمون بالقيادة) ـ إلى أن الجدار تم اختراقه بالتلفزيون والسينما منذ زمن طويل قبل سقوطه، في إشارة إلى تأثير الثقافة الغربية بدلا عن السلاح.

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 31



  • إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية 5




هاتفني أحد الأصدقاء وتحدث معي حول ما كتبته هنا عن نظرية " مجتمع الخوف" .. ورأى أنني ذهبت بها إلى غير محلها عندما عكستها على المجتمع الأمريكي، وقال: إن هناك قانوناً يحكم الجميع فلذلك لا خوف.


قلت متى تحدثت عن ليبرالية فإنني أتفق معك.. أما إن تحدثت عن علمانية فإنني لست معك. فالحرية الفردية تختلف عن الحرية السياسية.. والحديث الأخلاقي الذي طرحته هو عن الحرية السياسية وفسادها وعدم مصداقيتها وبعدها عن الأخلاق تماماً، ولهذا فإن أمريكا تخاف من فقدان هذه الحرية الفاسدة، بالنسبة للنخبة المسيطرة. ومن هذا الجانب فإن الخوف سينعكس على المجتمع على مدى الزمن، وستخشى النخبة انحراف العامة بعد اكتشاف الحرية المخادعة التي تطرحها الليبرالية الحديثة، وتحديداُ ليبرالية " المحافظون الجدد" الذين يرون في هذه الحرية الفردية أنها الدرب الذي يستطيعون عبره السيطرة على الشعب؛ أي كأن عملية رسم الوهم لهؤلاء البشر هي الطريق الحقيقي لبقاء الديكتاتورية، لأنه متى ما كان انسياق المجتمع ككتلة واحدة فإن قدر هؤلاء هو خروجهم من السلطة شاءوا أم أبوا، ومتى ما تمتع الشعب ، بل العالم ، بحرية فردية فإنه من السهولة بمكان انسياقه لقطيع تسيره الديكتاتورية، التي تريد السيطرة على العالم. وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تتنبه له الشعوب لهذا الخطر وسيخرجونهم من السلطة، لأن البناء على " الكذب النبيل"[1] ، الذي يرونه، لا يمكن له الاستمرار.

الأربعاء، 2 أغسطس 2017

الحرب القذرة على العالم 26

 

إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية!!

هل كانت ستتغير الاستراتيجية الأمريكية لو لم تحدث أحداث 9/11 ؟

هو سؤال مشروع.. ولكن الملاحظة التي ستبرز هي أن الشواهد والأحداث كلها كانت تسير قبلها ـ أي قبل هذا التاريخ ـ وهي تقدم إيحاءتها نحو عدو بديل للاتحاد السوفيتي، ويسير عبر هيجل "الصراع أو التناقض هو المحرك للتاريخ" فريتشارد نيكسون تحدث عن الخطر الأخضر " أي الاسلامي" بمعنى أن التصور موجود من السابق، وأن هناك خطوات للإتجاه نحو المنطقة العربية وأنها العدو الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.

يقول نيكسون في كتابه " انتهزوا الفرصة" :" إن الكثيرين من الأمريكيين أصبحوا ينظرون إلى كل المسلمين كأعداء، ويتصور الكثير من الأمريكيين أن المسلمين شعوب غير متحضرة، وأنهم دمويون وغير منطقيين."[1]  وهو هنا يؤكد أن المسألة مسألة وقت، وحين التخلص من الاتحاد السوفيتي ستبدأ الحملة ضد العدو الجديد، وفعلاً بدأوها قبل أحداث 11/9 عندما رفعوا الصوت حول حقوق الانسان، والتوجه نحو استضافة المناوئين للحكومات العربية، والخارجين عن القانون، والذين يسعون إلى تفتيت الأنظمة، بادعاءات تحت مسمى " حقوق الانسان" وكان وزير الخارجية الأمريكي وارين كريستوفر قال في كلمة له في مؤتمر حقوق الانسان عام 1993: إن علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم ستتحدد على أساس احترامها لمبادئ حقوق الانسان"[2]  وهذه الورقة هي إحدى استراتيجيات سياسة أمريكا، وتستغلها واستغلتها بشكل واضح جداً في كثير من البلدان. وتعد هذه من الأوراق التي تتدخل فيها ضد البلدان العربية التي تتمتع بخصوصية ثقافية، وطرح كلمة الخصوصية الثقافية في هذا المجال يعني أن ما يحدث هو نابع من الدين الإسلامي وتعاليمه، وهي ورقة تحتاج إلى مخارج كثيرة وقضية عظمى، لأن الدين الاسلامي منذ إشراقته وهو يراعي حقوق الانسان، ولكن هناك شيء لا بد أن يكون حاضراً من اجل تحقيق الولايات المتحدة أهدافها ومبتغاها تجاه المنطقة العربية، ضاربة بسيادة الدول عرض الحائط، وهذا ما أدى إلى ظهور الجماعات المتطرفة، وما أدى إلى نزوع بعض الأشخاص إلى العنف المسلح، ورغم شكوى الدول من هذا الظهور إلا أن الغرب كان يقف إلى جوارهم وكثيراً ما يلجأون إليه، بحجة حماية الانسان من تغول الحكومات بينما الهدف أكبر من هذا إذ يسعون إلى تجنيد وتوظيف هؤلاء ومن ثم انتهاز الفرصة بعد ذلك للدخول في عمق مشاريعهم التفتيتية للمنطقة، وهذا ما حدث في استغلال " القاعدة " ومن بعد ذلك صناعة " داعش" إلى آخر ما وصلنا إليه في العالم العربي.

الاثنين، 3 يوليو 2017

أن تكذب أكثر (3)


  • الحرب القذرة على العالم 22


لست حرّاً!!

يرى ليبمان أن المصالح العامة كفيلة بخداع الرأي العام، وليبمان هذا هو الذي درسنا له في الجامعة الكثير من النظريات عن الإعلام، والكثير من التعريفات عن الدعاية والإعلام، والكثير من التنظير عن الرأي العام. ويرى أن من يفهم المصالح العامة هم نخبة متخصصة وهم الوحيدون الذين يدركون الأمور ويعرفون ما هو الصالح العام، ولذلك فإن الاعتماد يرتكز عليهم في إدارة الجماهير. وفي نفس الوقت هم يناقضون فكرة الديمقراطية القائمة على أن المجتمع هو الذي يملك فيه العامة ( الجمهور) الوسائل اللازمة للمشاركة الفعالة في إدارة شئونهم، وأن تكون وسائل الإعلام منفتحة وحرة.. وبالتالي فإن فكرة الديمقراطية هنا تكون كما قال عنها تشومسكي " منع العامة من إدارة شئونهم، وكذلك من إدارة وسائل الإعلام التي يجب أن تظل تحت السيطرة المتشددة"[1]

الخميس، 15 يونيو 2017

الكربورقراطية تزحف إليكم.. (2)

الحرب القذرة على العالم ( 21 )


" وهكذا ترى أننا الجيل التالي لتقاليد عظيمة، بدأت عندما كنت أنت في السنة الأولى ابتدائي"مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادي

يقول الباحث في التاريخ الأمريكي جون فايسك عن حدود امتداد الولايات المتحدة: " الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة التي يحدها الشفق القطبي شمالا، والإعتدالين جنوباً، والعماء البدائي شرقا، ويوم القيامة غرباً"ص161
هذه الحدود التي تحدث عنها من نتائجها أن نمو حصة الفرد الواحد من النواتج القومية المتحققة على مستوى العالم تراجعت تراجعا مخيفاً، منذ أن ظهرت الكربورقراطية. وكان أنغوس ميديسون قد توصل، من خلال البيانات التي جمعها عن تطور الاقتصاد العالمي منذ ألف عام ، إلى نتيجة مفادها :" أن نمو الاقتصاد العالمي قد تباطأ بنحو ملموس منذ عام 1973م.."
التاريخ الأمريكي بالكامل ليس بريئا، ولم يكن في أي عقد من عقوده يتسم بهذه الصفة منذ نشأة الولايات المتحدة، وما المقولة السابقة التي طرحها جون بيركنز:" هل ثمة شخص بريء في الولايات المتحدة؟" إلا سؤال عريض يوجهه للشعب الأمريكي نفسه، الذي يعد مغفلاً أو متغافلاً عما يجري حوله ، وما ترتكبه حكومته من حماقات حول العالم بادعاءات كلها من صنع الشركات الساعية إلى السيطرة على العالم أو بادعاءات من زمرة صغيرة تعبث بالإنسانية وتريد لها أن تعيش في حالة من القلق، مثلما يعيش الشعب الأمريكي، عندما يُراد تهيئته لحدث ما أو لعمليات إرهابية جديدة ستقوم بها دولته. ولكن اكتشفت دراسة أرسلت إلى لجنة الرئيس لاضطرابات الجامعة أن :" ثلاثة أرباع الطلبة يوافقون على الرأي القائل إن الولايات المتحدة هي أساسا مجتمع عنصري." وكأن هذه الدراسة تشير إلى معرفة الشعب، وأنه يعي ما تفعله دولته، ولهذا فهو صامت لأن العنصرية هي التي تجعله يقف موقف المتفرج مما تفعله الشركات الأمريكية واستخباراتها في العالم.

الاثنين، 15 مايو 2017

الحرب القذرة على العالم (17)

" في النهاية بدأت أفهم أن عليهم واجباً نحو بلادهم ونحو أولادهم ونحو الله حتى يهدي العالم للاقتناع بمذهب الرأسمالية"

 مؤلف كتاب "الاغتيال الاقتصادي للعالم" جون بيركنز

 

الكربورقراطية تزحف إليكم.. فما أنتم فاعلون؟!


تتذكرون فيلم "الشر المميت" أو " Resident Evel " الذي يحمل شعاراً لشركة تسمي نفسها "امبريلا" تقيم أبحاثاً بيولوجية لتطوير عملية الخلق، وتطوير قدرات الإنسان نحو الدمار، وتطويعه للأوامر الشيطانية الخاضعة لإرادة من غير تكوينه، والتي ترمي في تجاربها على تطوير القوة الدفاعية، وصناعة جندي خارق لا يهزم ، وجراء هذه التجارب المميتة تحوّل كل من تعرض للفيروس إلى أموات أحياء أو يسيرون بلا عقول يأكل بعضهم بعضاً، هذه هي الصورة القاتلة التي ترسمها أمريكا للعالم.

ما سجله الفيلم هو أن الناس الأصحاء كان يظهر في طريقهم من يقتلهم، وكانوا لا يعرفون السر وراء ذلك، كانت تظهر وحوشاً من العدم تقضي عليهم، لا يعلمون من أين تأتي!! في نهاية الفيلم تظهر نداءات للجميع بأننا " نوفر لكم العشب والكلأ!! وأنتم في أمان" عليكم التوجه إلى " أركاديا" ليظهر، في نهاية الفيلم للبطلة الخارقة، طبعاً البطلة لا بد أن تكون ذات عيون زرقاء أو خضراء!، عبر منظار أن أركاديا هي سفينة، وتمثل سفينة الإنقاذ من هذا الجحيم الذي يعيشه العالم.. وبعد أن يصلوا إليها وجدوا أنها عبارة عن فخ يتصيدون به الناس الذين لم يصابوا بالفيروس.. ليحيلونهم إلى تجارب جديدة كي يواصلوا السيطرة على الناس.

"لقد دربتني كلودين وقالت: إن مهمتي أن أشكلك لتكون قرصانا اقتصاديا، وهذا الأمر ينبغي ألا يعرفه أي شخص حتى زوجتك.. وأضافت كلودين: إن مهمتي هي تشجيع زعماء العالم ليصبحوا جزءاً من شبكة اتصالات واسعة تروج لمصالح الولايات المتحدة التجارية. وفي النهاية يقع هؤلاء القادة في شراك شبكة من الديون لنضمن خضوعهم لنا"[1]

هكذا يبدأ حديثه أحد قراصنة الكربورقراطية، ليكشف هذا الجاسوس، الذي وظفته وكالة الأمن القومي الأمريكي، في كتابه ما هو الدور الذي لعبه في حياته عندما تم توظيفه في شركة " main " كما أسماها، وهي غطاء لوظيفته الأولى التي كان فيها في الـ NSA " لقد تعاقد معي إينار بصفتي اقتصاديا، لكنني علمت فيما بعد أن وظيفتي أبعد من ذلك، وأنها أقرب مما كنت أظن لمهمة جيمس بوند"[2] وبوند أحد أبطال سلسسلة أفلام، بثت أيام الحرب الباردة، تحكي عن الجاسوسية، وأساليبهم في تدمير الأعداء، وبالطبع هو رجل خارق، ولا بد أن يكون كذلك أيامها كي يقضي على المد الشيوعي!!

شركة MAIN كانت عبارة عن صرح وهمي ينتظم ضمن أنظمة الشركات الخاصة، والتي هي الأذرع أو الستار الذي تُسيّر به الاستخبارات الأمريكية كل مشاريعها ومخططاتها، وهي " في ملعب وحدها، فأغلب موظفينا المهنيين كانوا مهندسين، ومع ذلك فإننا لم نملك أي معدات، ولم نبن حتى حظيرة للتخزين، وأغلب من يعمل فيها عسكريون سابقون، ومع ذلك لم نتعاقد مع وزارة الدفاع، أو نقدم أي خدمات عسكرية."[3]

حدد"بيركنز" نماذج التنبؤ التي يستعين بها الخبير لدراسة تأثير استثمار مليارات الدولارات في بلد ما على النمو الاقتصادي المتوقع لسنوات قادمة ولتقويم المشروعات، ويكشف الطابع المخادع للأرقام الجافة، والجانب غير المرئي في خطة القروض والمشروعات، وهو تكوين مجموعة من العائلات الثرية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي داخل الدولة المدينة تشكل امتدادا للنخبة الأمريكية ليس بصفة التآمر، ولكن من خلال اعتناق نفس أفكار ومبادئ وأهداف النخبة الأمريكية، وبحيث ترتبط سعادة ورفاهية الأثرياء الجدد بالتبعية طويلة المدى للولايات المتحدة. ويدلل بيركنز على ذلك بأن مديونية العالم الثالث وصلت إلى 2.5 تريليون دولار وأن خدمة هذه الديون بلغت 375 مليار دولار سنوياً وهو رقم يفوق ما تنفقه كل دول العالم الثالث على الصحة والتعليم ويمثل عشرين ضعفاً لما تقدمه سنويا الدول المتقدمة من مساعدات خارجية!!.

قرار السيطرة ومعرفة البسطاء!!

يتعرف الكاتب، في جولته على اندونيسيا، وهو موجود هناك لعقد صفقة للشركات الأمريكية، والتي اعتبرها ـ حسب معلمته كلودين ـ من أهم الصفقات التي يجب أن تتم في ذلك الوقت، يتعرف على شاب اندونيسي، ومن سوء حظه أن هذا الشاب ذهب به إلى مناطق أكثر فقراً في هذا البلد، وأيضاً بكل بساطه عرفه على بعض أصدقائه، ومن ضمنهم فتاة، أجرى معها الكاتب هذا الحوار: قالت الشابة، عن سبب وجود الشركات الأمريكية، بل سبب وجوده تحديداً : الهدف الحقيقي هو العالم الإسلامي. فاعترضت قائلاً: مؤكد أنك لا تعتقدين أن الولايات المتحدة ضد الإسلام. فسألت: حقا منذ متى؟ أنت في حاجة لقراءة أحد مؤرخيكم، إنه بريطاني واسمه توينبي، تنبأ في الخمسينيات أن الحرب في القرن القادم لن تكون بين الشيوعيين والرأسماليين بل بين المسيحيين والمسلمين. قلت مصعوقاً: أرنولد توينبي قال ذلك؟ ـ نعم اقرأ كتاب الحضارة وكتاب العالم والغرب. سألت: لكن ما الذي يدعو لمثل هذه العداء الشديد بين المسلمين والمسيحيين؟ قالت ببطء، كما لو كانت تخاطب شخصاً بطيء الفهم أو ضعيف السمع: لأن الغرب وخاصة تحت قيادة أمريكا قد قرر السيطرة على العالم، لكي يصبح أكبر إمبراطورية في التاريخ. إنهم بالفعل قريبون جداً من تحقيق ذلك، فحالياً الاتحاد السوفيتي في طريقها، لكن السوفيت لن يصمدوا. استطاع توينبي التنبؤ بذلك. فليس لدى السوفيت دين، ولا إيمان، ولا جوهر وراء  أيديولوجيتهم. والتاريخ يبرهن أن روح الإيمان والاعتقاد بوجود قوى غيبية أمر ضروري. نحن المسلمون لدينا هذا الإيمان أكثر من أية أمة أخرى في العالم، وأكثر من المسيحيين، لذلك نحن ننتظر، وستنمو قوتنا وتكبر"[4]

هذا الحوار يعطي دلالة واضحة أنه حتى البسطاء من الناس في العالم يعرفون حقيقة ما تفعله أمريكا ومن وراءها، وهو سعيها لأن يصبح العالم لا ديني، ولا يمتلك أدنى معتقد، ولا يؤمن بشيء سوى ملذاته وما يصبو إليه من متع الحياة، وهذا ما يسير عليه المجتمع الأمريكي، الذي بات مفرغا من كتلة الإحساس والشعور بقيمة الحياة عبر قتل الروح فيه، ولا عقيدة لديه سوى عقيدة الدولار.

يقول بيركنز:" الإحصائيات المعتمدة لدينا عن العنف والبطالة والإيذاء الجسدي المترتب على تعاطي المخدرات، والطلاق والجريمة، كل هذا يشير إلى أنه رغم أن مجتمعنا من أغنى المجتمعات في التاريخ إلا أن هذا لا ينفي أنه من أقل المجتمعات إحساساً بالسعادة، فلماذا نريد من الآخرين أن يحاكونا؟" 

"هل ثمة شخص بريء في الولايات المتحدة؟ رغم أن أولئك المتربعين على قمة الهرم الاقتصادي يحصلون على معظم الأموال، فإن الملايين منا يعتمدون في معيشتهم ـ بشكل مباشر أو غير مباشر ـ على استغلال شعوب البلاد النامية.

 

الخميس، 20 أبريل 2017

ضربة عضلات " بوباي" الكرتونية

إسقاط الأسد يسقط الفوضى..


ماذا استفادت أوروبا من هذه الفوضى؟

( 3 )


الملاحظة المهمة التي يراها المراقب من خلال الطرح الأمريكي الجديد القديم والمتمثل في ضرب "داعش" و"الجهاديين" وإنشاء مناطق آمنة، والسيطرة على مناطق داعش وتسليمها للأهالي.. الخ.. لا تؤتي ثمارها، فهذه الأهداف موجود منذ أن أرسل أوباما من يدرب المعارضة في سوريا لتدخل الحرب بدلا عن أمريكا، ولكنها في النهاية أعلنت أن العدد الذي يحارب، بعد التدريب، 65 ممن دربتهم أمريكا. الركيزة الأساسية في أي خطة مهما كانت تبدأ أولا بإزاحة النظام، وبإسقاط النظام حققت الآتي:

ـ أسقطت كل تنظيم موجود في سوريا.

ـ أزلت السبب الموجود من أجله هذا التنظيم أو ذاك.

ـ أزلت الارضية التي تنمو فيها مثل هذه التنظيمات.

ـ أسكت جميع الدول المتنازعة على كرسي الأسد.

ـ أحلت الأمر إلى شرعية الدولة.

ـ أحلت القضية من عمليات عسكرية إلى عمل سياسي حقيقي.

ـ غيرت نمط التفكير نحو سوريا، للتوجه نحو إعادة الإعمار.

ويجب على صانعي القرارات الغربية أن يقرأوا ما على الأرض، لا أن يقرأوا ما تمليه عليهم أوراق التجار. ويجب عليهم تحديد الأهداف الاستراتيجية وفقاً لمستوى التزامهم بتحقيقها، وبمصداقية كاملة تجاه إيجاد حلول حقيقية للأزمة السورية، لأنه إن استمر الوضع هكذا في سوريا، فالضرر لن يطال أمريكا فهي بعيدة بل سيطال أوروبا وهي التي ستكون في الواجهة.

ويفترض أن أوروبا هنا هي التي تحسم هذا الأمر لا أمريكا، لأنه من مصلحة الولايات المتحدة استمرار الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية، فهي ستشغل العرب عن قضيتهم الأساسية التي ينفخون في كيرها منذ 1948م إلى اليوم دون نتيجة، وستشغل أوروبا بخوفها من انتقال العدوى إليها، وستشغل الشرق بدخولها في فخ الحفاظ على مصالحها في الخط الآسيوي. قفوا يا عقلاء أوروبا واقرأوا الواقع فذلك أفضل لكم.. فماذا استفدتم من دمار ليبيا؟ وماذا استفدتم من دمار العراق؟ وماذا استفدتم من دمار سوريا؟ وماذا ستستفيدون في استمرا الفوضى بهذا الشكل؟

الأحد، 2 أبريل 2017

الحرب القذرة على العالم (13)

 الـ  pax Americana


إن لدينا أفضل الصلات في أفضل بقاع العالم... نحن على قمة العالم .       


ريدرز دايجست ، الطبعة العالمية " اﻟﻤﺠلة الأكثر رواجا في العالم " 23 أكتوبر 1972


يقول ريتشارد نيكسون:"من السمات الأساسية لأسلوبنا في الحياة إيماننا بأنه عندما يعمد الحكام إلى الإستئثار المنظم بالمعلومات، التي هي حق خالص لجمهور الشعب، فإن أفراد الشعب سرعان ما يصبحون في وضع يجهلون معه كل ما يتعلق بشؤونهم الخاصة... وسيفتقرون في نهاية الأمر إلى القدرة على تحديد مصائرهم الخاصة[1] " وهذا القول لم يكن وليد تلك اللحظة فسبق وأن أشرنا أنه عندما أسس "ترومان" مكتب الخدمات الإستراتيجية عام 1941م، كان الهدف منه اكتشاف الخطر قبل وقوعه، أي أن يقوم بعمليات استباقية ، ولهذا كان " كل عضو فيه يحمل حقيبة صغيرة بها بندقية قصيرة وعدد من القنابل اليدوية وبعض العملات الذهبية وحبة دواء قاتلة لتنفيذ عمليات قذرة.."[2].

ونعلم أنه أغلق هذا المكتب ولكنه عاد حين اكتشف ترومان حاجته إليه أمام المد الأحمر آنذاك.. واشتعلت الحرب الباردة بينهما والعالم مشغول بمداواة جراحه، بينما الرأسمالية الأمريكية والشيوعية يخططان كيف يسيطران على العالم.

لتخطو أمريكا في هذا الجانب خطوة جعلتها تسير عليها إلى اليوم ، حيث أعلن ترومان عام 1949م عن برنامج النقطة الرابعة لتأييد "السلام العالمي" وفق محاوره الأربعة [3]

وتنبه الأمريكان لخطورة الثقافة منذ بداية تكوين الدولة، فقتلهم في ( هولوكست الهنود الحمر) لـ 112 مليون هندي لا يعني محو حضارة الهنود الحمر، فتاريخياً يصعب محوها، ولا يعني تحرير وتوحيد البلاد، ولكن بقتل هذا العدد الكبير فهو يؤشر إلى الرغبة في محو الثقافة، فمن تبقى من الهنود الحمر لا بد أن ينخرط في الثقافة الجديدة أو مصيره الموت. [4]

وما مقولة نيكسون أعلاه سوى إحدى علامات التوجه الذي تنتهجه أمريكا في العمل على محاربة الثقافات، حتى في الداخل الأمريكي، الذي كان يزخر بالمبادئ الشيوعية آنذاك. ومن هنا فإن الثقافة هي العنصر الأساس في عملية السيطرة على العالم، وجعل العالم يعيش في فوضى أو جعله مستقراً، والغالب أن الفوضى هي التي يجب أن تستمر، وبالفعل الثقافي تستطيع تغيير المفاهيم وتغيير السلوكيات، وتوجيه الوهم حسب متطلبات الفرد، وحسب رغباته وتوجهاته، بعد دراسة سلوك المجتمعات، وسعي الشعوب نحو وهم صناعة العقول، والاتجاه في الطريق الصحيح للوصول إلى قمة الحرية، التي تصنعها الآلة الغربية وعلى رأسها أمريكا.

الجمعة، 13 يناير 2017

الحرب القذرة على العالم ( 11 )

بوكو حرام


جميع هجمات بوكو حرام في نيجيريا على الشمال المسلم ولم تضرب الجنوب المسيحي

بوكو حرام .. صنيعة الغرب لوقف التطور النيجيري والأفريقي

منبع التنظيمات الإرهابية واحداً 

" بوكو حرام " الذي يعني بلغة الهوسا "تحريم التعليم الغربي" يذكرنا هذا الاسم بشعار إيران وتوابعها " الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل".. وكأن المصطلحات هذه تأتي من منبع واحد، يريد عبرها أن يشوه سمعة الإسلام، وهي تنظيمات تم صناعتها لخدمة العولمة المتطرفة، التي أثبتت فشلها يوما بعد يوم. وأثبتت الأحداث للعالم أن التطرف لم يأت من الدين بل جاء عبر السياسة، وأن الايديلوجيات التي ذهب بها الغرب كل مذهب تؤسس لهدف واحد هو السيطرة على العالم عبر خلق الفوضى فيه.. وعبر تفتيت المجتمعات المتماسكة.

"كما يذكرنا اسمها وموقفها ذلك، بكتاب المنظّر المتشدد «أبو محمد المقدسي» بعنوان «إعداد القادة الفوارس بهجر فساد المدارس»، وغيره من منظري التطرف باسم "الجهاد"، الذين اتجهواهذا الاتجاه في تحريم التعليم الغربي والمدني. أما اسمها الرسمي فهو أكثر دلالة على هذا الانتماء، فهي حسبما سماها مؤسسها ويدعوها تابعوها "جماعة السنة للدعوة والجهاد"، وهو ما يذكرنا بأسماء تنظيمات شبيهة كـ"القاعدة في المغرب العربي" التي كان اسمها قبل مبايعتها القاعدة عام 2007 هو "الدعوة السلفية للدعوة والقتال" و"جيش أهل السنة في العراق"، الذي أسسه زعيم "داعش" الحالي أبو بكر البغدادي، الذي يحمل شهادة دكتوراه في علم القراءات من جامعة الموصل، وصار بمقتضاه عضوا في "مجلس شورى المجاهدين" الذي أطّره أبو مصعب الزرقاوي (قتل في يونيو/حزيران 2006) جامعا لمختلف الفصائل المتطرفة في العراق. إنها ليست تسميات واحدة، ولكنها توجهات آيديولوجية وعقدية متطابقة، وتأسيسات للروابط التنظيمية في عولمة التطرف باسم الدين فيما قد يفسر صلابة ما يعرف بتنظيمات التطرف المعولمة، وتمدد البيعات من نيجيريا وغرب أفريقيا، حتى إندونيسيا وشرق آسيا، وأهمية الصراع، في ساحة متاحة للتنافس، على قيادة ما يزعم بأنه "الجهاد العالمي" بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الذي يبدو أنه قد كسبه الأخير."

هذا ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية وما نقلته عنها صحيفة الشرق الأوسط، والتي تكرس هنا في تقريرها أو تعريفها لبوكو حرام على أنها سنية جهادية، وأيضا لكم أن تروا التشابه في مقتل مؤسس بوكو حرام محمد يوسف في مسجد ابن تيمية، وهو الذي استسلم لهم وقتها ومع ذلك قتلوه ، ولم يقبضوا عليه حياً كي لا يكشف أسرار بوكو حرام، ومقتل أبو حفص الأنصاري زعيم جماعة أنصار الله في غزة، لاحظوا أنصار الله في غزة، مقتله في مسجد ابن تيمية أيضاً، فالمدقق هنا سيلحظ أن الحبكة باستغلال خونة أو سذج أو سموهم ما شئتم من أجل تحقيق أهداف التطرف المعولم.

الأربعاء، 4 يناير 2017

الحرب القذرة على العالم (9)

11 سبتمبر فاتحة إرهاب دولي


تنظيم داعش يمثّل من؟


أمريكا تدعم إيران ب500 مليون في صناديق

هجوم داعش الإرهابي  على دول الخليج السنية

من يقرأ ما بعد تاريخ 11/سبتمبر/2001م سيلحظ نمو الإرهاب، وبعد سنوات من الهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين من أمريكا وتوابعها بدأت تظهر أصوات في الغرب تقول إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بفعل فاعل محترف، وأن الطائرات التي اصطدمت بالبرجين لا يمكن أن تسقطهما بهذا الشكل، بل إن هناك ما هو أكبر بحيث أنهما سقطا كتلة واحدة..الخ. بخلاف أن محكمة أميركية أعلنت عن ضلوع إيران في إيواء مجموعة القاعدة التي نفذت الهجوم على البرجين. وتوقيت الإعلان كان عجيباً فبعد خمسة عشر عاماً تكشف واشنطن عن ذلك.. وأين كانت طوال هذه السنوات؟ بل وبتناقض عجيب وبعد أن برأت الـ 28 ورقة المملكة العربية السعودية، التي احتفظ بها زبانية بوش، من تحقيقات الحادثة، عادت لتعلن عن قانون " جيستا ".. وكأن العملية هنا مقصودة للإلتفاف على أصل الحادثة ومسببها، خصوصاً وأن كثيراً من المؤسسات العلمية ومن العلماء أفادوا بأن الحادثة قد تكون مدبرة من الداخل الأمريكي بل بعضها لا يستبعد ضلوع الإستخبارات الأمريكية في الهجوم على البرجين. أي إن التناقضات تتوالى ومحالة الإلهاء وتشتيت الإنتباه ، ليس تشتيت انتباه العالم بل تشتيت انتباه الشعب الأمريكي عن الحقيقة المدمرة التي قد تعصف بأمريكا إذا ما تم الكشف عن غموض التنفيذ بهذه الدقة في هذا الهجوم الإرهابي.. إلى هنا ما زلت أميل إلى أن اتهامات جديدة ستظهر لدول أخرى سنة بعد سنة ، وطبخة تلو أخرى.

ولنقف عند نشوء أو ظهور الإرهاب العالمي حيث أنه بدأ من الحادي عشر من سبتمبر، لنلحظ أن المملكة العربية السعودية ، بما أنها في واجهة الحدث ، وكانت التهمة موجهة لها من البدء، وبمخطط مزروع مسبقاً، لتأتي اللحظة في ظهور الإرهاب بشكل متتابع من بعد ذريعة إختلال العراق وسقوط بغداد في يد أمريكا، ومن ثم تسليمها للمد الصفوي، لنلحظ أنه من عام 2003م بدأت العمليات الإرهابية تغزو السعودية وارتفعت وتيرتها بشكل مقلق جداً حيث أنها  إلى 2010م ـ بحسب التقارير الصحفية ـ كان نصيبها 222 عملية إرهابية أُحبط منها في مهدها 194 عملية بينما نُفذ منها 28 عملية. وخلال سبعة أعوام تناثر الإرهاب على منطقة الخليج بشكل غريب على المجتمعات الخليجية المسالمة حيث بلغت العمليات الإرهابية 262 ، أحبط منها 211 بينما نُفذت 51 عملية. وكان نصيب السعودية منها ما سبق ذكره ، بينما سجلت الكويت 20 عملية أُحبط منها 5، فيما تم تنفيذ 15 عملية. وتعرضت الإمارات العربية المتحدة إلى 11 عملية نفذ منها 5 وتم إحباط 6.

وخلال تلك الفترة كانت البحرين تشهد توتراً أمنياً إلا أن العمليات الإرهابية لم تصلها إلا عام 2011م وهي عبارة عن خلايا إيرانية كانت نائمة وبدأت تنشط وكان من أولى الخلايا الارهابية التي ضبطها الامن البحريني في العام نفسه هي  خلية إيرانية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في البحرين وكذلك استهداف  مقر السفارة السعودية في العاصمة المنامة.

بينما قطر شهدت ثلاث عمليات إرهابية نُفذ منها واحدة وأُحبط إثنتان. ولم تشهد سلطنة عمان أية عملية إرهابية في تلك الفترة.

 

لماذا هذا التسلسل؟

الجمعة، 16 ديسمبر 2016

صحف غربية تهاجم حكوماتها على صمتها على أسوأ جريمة في القرن الحالي

كاتب ألماني : حلب نكسة أثبتت عجز الغرب إنسانياً

تناول كاتب ألماني خسارة حلب لصالح النظام السوري، “ما يشكل نكسة كبيرة للعواصم الغربية التي لم تجرؤ، باستثناء التعبير عن إدانتها، على التحرك ضد موسكو في مواجهة مجزرة لم تحرك الرأي العام”، وفق قوله.

وتحت عنوان “حلب.. رمز لعجز و عدم مبالاة الغرب”، قال الكاتب الصحفي داميان ستروكا، إن حلب بوصفها “أسوأ مأساة في القرن الواحد والعشرين” أو “حمام الدم” أو “المجزرة” أو “سريبرينتسا الجديدة”، لم يحرك الغرب ساكنا لأجلها، واكتفى بالتنديد جراء هجوم قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد، التي تتلقى دعما من إيران وروسيا.

وأضاف أنه “حتى مع إداناتهم المتكررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ظل عجز الغرب واضحا للغاية”.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وصفت مؤخرا الوضع في حلب بأنه “عار”، وانتقدت دعم روسيا وإيران لـ”نظام الأسد في تحركه الوحشي ضد شعبه”.

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في برلين، الثلاثاء أنه “من واجبنا التصرف، انتظرنا كثيرا للقيام بذلك على المستوى السياسي (…) علينا التصرف على المستوى الإنساني”، مذكرا أنه دعم القيام بتدخل عسكري في عام 2013 بعد مقتل المئات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، قبل تخلي الولايات المتحدة عن ذلك في اللحظة الأخيرة، إلا أن الغرب لم يحرك ساكنا حتى اليوم.

من جهته، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، الخميس، أن من واجبه التأكيد على أن أوروبا “ليست غير مبالية بمعاناة الشعب السوري”، وفق زعمه.

وفي الأيام الماضية، كتبت صحف مختلفة في القارة العجوز افتتاحيات عدة تدين ذلك. وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إن حلب هي “مقبرة الشرق الأوسط للأوهام الغربية”.

بينما نددت صحيفة “دي فيلت” الألمانية بالصمت، مشيرة إلى أن “المجتمع الدولي كرر أنه لن يقف متفرجا مرة أخرى أمام سقوط مدنيين عزل ضحايا لاستبداد قادة دمويين. ولكن هذا كان نفاقا. لأن هذا ما يحدث تماما أمام أعيننا في حلب”.

تضامن خجول

ونقل الكاتب الألماني عن لوران جوفرين من صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، قوله: “يمكن للرجال والنساء والاطفال في حلب أن يموتوا، فنحن لن نحرك ساكنا”، محملا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسؤولية “تراجع المشاعر الإنسانية في الكوكب”.

ولم يكن هناك أي ضغوطات شعبية تذكر على القادة الغربيين. وعلى الرغم من تكرار صور الرعب والمأساة في حلب، ومشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص صورا لأطفال قتلى أو مصابين أو مبتوري الأطراف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن هناك موجة تضامن واسعة مع المدينة السورية، مثل تلك التي انطلقت في التسعينيات مع البوسنة والهرسك.

ومن لندن إلى وراسو، كانت موجة الاحتجاجات صغيرة للغاية، وحتى في ألمانيا حيث يقيم مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، لم يتم تنظيم أي تحرك كبير.

وأعربت المستشارة الألمانية مؤخرا عن صدمتها من تظاهر مئات الآلاف من الألمانيين للتنديد بمشروع معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي الذي تؤيده، مقابل الصمت على ما يجري في سوريا.

ونقل ستروكا عن السباحة السورية، يسرى مارديني، التي شاركت في أولمبياد ريو دي جانيرو الماضي ضمن فريق اللاجئين، التي أثارت قصة هروبها من بلادها الممزقة بالحرب تعاطفا دوليا، قولها أنها تتفق مع ميركل.

ولكنها تعترف بأنه “عندما أشاهد ما يحدث في سوريا، أذهب للبكاء في غرفتي كل يوم (…) المشكلة أنه لا يمكنني القيام بأي شيء”.

بينما يتهم محمد أبو حجر، وهو لاجئ سوري في برلين، الحكومات الغربية بالتواطؤ مع النظام السوري.

وقال اللاجىء بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”: “الحكومات الغربية متورطة لدرجة أنها لم تقم بأي شيء لوقف المجازر. واختارت (الجماهير) تجاهل أسوأ جريمة في هذا القرن”.

وفي سراييفو فقط، تجمع آلاف من المتظاهرين للتضامن مع حلب.

ويوضح موجو أغونيتش، الذي خبر حصار المدينة البوسنية الذي استمر 43 شهرا، وأدى إلى مقتل 10 آلاف شخص بينهم طفلته ابنة الثماني سنوات، “نحن في سراييفو ونفهم ماذا يحدث. لا يمكننا البقاء صامتين”.

- أ ف ب

السبت، 3 ديسمبر 2016

"شو" إيراني باتجاه مضيق هرمز

رسالة استعراض للشعب الإيراني لتطمينهم بعد قرار تمديد العقوبات لعشر سنوات


وأنا  أقرأ الإعلام الإيراني ألحظ أن هناك علاقة ما بين تأليف القصص ومن يعمل في هذا الإعلام.. ولهذا فهم يسيّرون آلتهم الإعلامية بمساندة من بعض المعادين في الغرب للإسلام والمسلمين.


ففي خبر بحسب وكالة فارس، والذي تلقفته " روسيا اليوم" .."أعلنت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن إيران تسيطر على مضيق هرمز والخليج بشكل كامل، واعتبر مسؤول البحث عن المفقودين في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد باقر زادة، أن مضيق هرمز والخليج "منطقة استراتيجية وأن إيران تبسط سيطرتها في هذه المنطقة بشكل كامل".


ولعل الإعلان هذا يأتي باب تضخيم الأشياء كي يستر عيوبه في الداخل.. وكي لا يتضح مدى فشل الإتفاق النووي مع صدور قرار من الكونجرس الأمريكي بتمديد العقوبات على إيران لعشر سنوات قادمة ، ويأتي كردة فعل على القرار الأمريكي.


ولعل الرسالة التي دمغها زاد بيوم الشهيد حين قال إن الهدف الآخر لذلك هو "نشر ثقافة التضحية والجهاد والشهادة، وذلك بعد ترسيخ هذه الثقافة لدى المقاتلين الموجودين في هذه الجزر، ولحسن الحظ أن هذه الروحية موجودة لدى هؤلاء الأعزاء وتزداد ترسيخاً".تبين مدى محاولة استعطاف الشعب الإيراني واللعب على الوتر الديني والنفسي، وهو ما تجيده السياسة الإيرانية تجاه كبت شعبها عبر هذا الأفيون. مما يؤكد إن هذه الرسالة ضمن الرسائل الموجهة للداخل الإيراني بأننا أقوياء ولا نبالي بعقوبات ولا غيرها.


ومن يقرأ تاريخ العداء العربي الفارسي سيلحظ أنه منذ زمن بعيد ، ولكنه اتخذ منحى آخر بعد الثورة الإيرانية، ومع ذلك فإن مثل هذا الإعلان ليس موجها ـ في اعتقادي ـ نحو الخليج العربي، للأسباب السابقة وعلى الخليج ألا ينساق وراء فقاعة إعلامية تطلقها استخبارات الحرس الثوري..لأن الجميع يعي أن المضيق لا تستطيع إيران السيطرة عليه.. ولا تستطيع إعاقة حركة الملاحة فيه. كما يدرك الجميع أن المضيق تحت نظر السفن الحربية العالمية وعلى رأسها أمريكا.


أهمية مضيق هرمز للخليج

-          ٩٠٪ من ناقلات نفط الخليج العربي تمر عبر المضيق ، كما أن مستورداتها من دول شرق آسيا تأتي عبره.


-          النفط الخام السعودي يمر منه ما ياقارب ال 85% ولكن تستطيع التحول عبر بحر العرب والبحر الأحمر.. بينما المتضرر الأكبر في المنطقة هي ثلاث دول " الكويت، قطر، البحرين".


-          ستتأثر دول الصين وايطاليا واسبانيا واليونان بإغلاق المضيق بخلاف دول أوربية أخرى ولكن لن يكون التأثير عليها كبيراً.. ولكن الدول السابقة هي ألأكثر تضرراً .

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

جاستا.. إرهاب أمريكي جديد

اتفاقية الأمم المتحدة لحصانات الدول وممتلكاتها من الولاية القضائية


العالم كله يئن من أمريكا


دول العالم جميعها ترفض القانون


القانون يحمل صيغة ابتزاز مكشوفة


السؤال بعد قانون "جاستا" هو ما هو الإرهاب؟ .. كان على أمريكا أولاً تعريف الإرهاب، ووقتها ستجد أنها أعظم دولة في تصدير الارهاب. خصوصاً إذا ما علمنا أن معظم التعريفات توافقت على " أنه وسيلة إكراه، وتخويف الناس بمساعدة أعمال العنف،  الاستخدام الممنهج للتأثير على الآخرين بالترهيب ، ووسيلة من وسائل الإكراه في المجتمع الدولي.والعمل الذي يخالف الأخلاق الاجتماعية". إن كل هذه المقاربات لو تأملها المشرع الأمريكي لعلم أن هذا الوصف ينطبق على دولته تماماً. والأمثلة والنماذج كثيرة بدءاً من قنبلة هيرشيما وانتهاء باحتلال العراق، والطائرة من دون طيار. مروراً بمسميات وتقسيم للكرة الأرضية عبر مساندة أهل الجريمة في كل مكان في العالم.. لخدمة ما يسمونه " المصالح الأمريكية" لنلحظ أن تعريف الإرهاب هو : المصالح الأمريكية.. ولو توقفت هذه المصالح عند حدودها لن نجد أية حروب أو مشاكل بعدها.


الاثنين، 2 مايو 2016

الحرب القذرة على العالم (1)

عندما أسس "ترومان" مكتب الخدمات الإستراتيجية عام 1941م، كان الهدف منه اكتشاف الخطر قبل وقوعه، أي أن يقوم بعمليات استباقية ، ولهذا كان " كل عضو فيه يحمل حقيبة صغيرة بها بندقية قصيرة وعدد من القنابل اليدوية وبعض العملات الذهبية وحبة دواء قاتلة لتنفيذ عمليات قذرة.."[1].

وأغلق هذا المكتب عام 1947م لكنه اكتشف حاجته إليه أمام المد الشيوعي آنذاك.. واشتعلت الحرب الباردة بينهما والعالم مشغول بمداواة جراحه ، بينما الرأسمالية الأمريكية والشيوعية يخططان كيف يسيطران على العالم.

لتخطو أمريكا في هذا الجانب خطوة جعلتها تسير عليها إلى اليوم ، حيث أعلن ترومان عام 1949م عن برنامج النقطة الرابعة لتأييد "السلام العالمي" وفق أربعة محاور:

  1. التأييد المطلق للأمم المتحدة، ونحن نعلم اليوم أن الأمم المتحدة تأتمر بإمرة أمريكا في كل خطواتها، بل إن توجهتها تساير التوجه الأمريكي خطوة بخطوة ، وحالات قليلة نلحظها تتناقض معها في حالة استخدام روسيا للفيتو أو الصين.. وهي قليلة.

  2. كسب الشعوب بالعمل على الإصلاح الإقتصادي.

  3. تقوية الأمم التي تعادي الشيوعية.

  4. تقديم المعونات لتحسين أحوال مختلف البلاد.


هذا النهج الذي انتهجته أمريكا من منتصف القرن الماضي ما زال ساري المفعول ، مع أنها في خطواتها التي تسير عليها غيرت النقطة الثانية من تقوية الأمم إلى تقوية الدول التي تساير سياستها، بل السعي إلى جارات الدول التي لا تساير سياستها والعمل على تقويتها اقتصادياً من أجل إضعافها وخنقها مثلما فعلت في أوروبا واستقطبتها حتى خنقت الإتحاد السوفيتي إلى أن انهار آواخر 1989م من القرن الماضي. يقول الصحفي ملتون فيورست :" قائد القيادة المركزية بمثابة مراقب لكل الأنشطة العسكرية للولايات المتحدة في 19 دولة بالشرق الأوسط وأفريقيا والخليج العربي". ويضيف فيورست، "قام شوارتسكوف بتحويل اتجاه القيادة المركزية التي كان قد تم تأسيسها عام 1983 لمجابهة التهديد السوفيتي إلى مواجهة العراقيين الذين كان يعتقد بأنهم العدو الحقيقي في المنطقة"[2]
أليس غريباً أن تجد الولايات المتحدة أنه من الضروري تحويل القيادة المركزية في عام 1988 لاستهداف العراق مع الأخذ في الاعتبار أن الإتحاد السوفييتي كان لا زال موجوداً، وكانت القيادة المركزية قد تم تأسيسها لمجابهة التهديد السوفييتي؟

والنقطة الأبرز هنا هو بدلا عن الإصلاح الإقتصادي واجتذاب العالم عبر ثقافتها؛ استخدمت وسيلة ضغط إنسانية وهي الحقوق وهذا أخطر ما في التوجه الأمريكي الذي يُظهر أنه يتعامل إنسانياً ويساند الشعوب بينما دون أن تدرك الشعوب هي تذهب إلى هدم الدول لتحقيق مصالحها.

والملاحظة هي بروز دور الإستخبارات الأمريكية CIA بشكل واضح في التأثير على الشعوب ببث الثقافة الأمريكية،عبر الموسيقى والمسرح والأفلام  ، ولم يتوقف هنا بل مارس أعمال العنف والإغتيالات والإنقلابات بأساليب خفية ، وحرك هذا الجهاز الإعلام لمصلحته بنشر الفضائح وتشويه الشيوعية أو من يتعاطف معها كالروائي الشهير آرنست همنجواي الذي كان يردد قبل انتحاره أن الإستخبارات تطارده لتأييده لكوبا.رغم أن هناك رواية تقول إنه تم استقطابة من ضمن كوكبة كتاب ال cia. وهكذا سارت وتسير الإستراتيجية الأمريكية منذ ترومان إلى اليوم.[3]