الثلاثاء، 23 أغسطس 2016
الحرب القذرة على العالم (8)
ماذا لو كتب الإعلام العربي عن تقسيم أمريكا إلى دويلات؟ وما هي ردة فعل الإعلام الغربي وساسة الغرب؟
على روسيا ألا تحقق مطامح أمريكا في المنطقة لأنها إن فعلت فسيأتي الدور عليها عبر مخطط " شرق آسيا الكبرى"
للذين يتابعوني هنا: هذا العمل فيه قفزات، ولا أسير به من بداية فكرة تقسيم العالم العربي، أو من بداية الحرب القذرة على العالم وكسره والهيمنة عليه من قبل المتسلطين، ومن يدّعون الديموقراطية وتثبيت العدل في العالم، وإحقاق حقوق الإنسان، لأنهم هم أول من يدمر الإنسان، فهذا سيكون في الكتاب ، ولكن أختار من العمل ما يظهر إشارات وقتية تذكر فقط ولا تقرر . والقراءة المنهجية المتكاملة ستكون في الكتاب وليس هنا.
كلنا يعلم أن تقسيم الوطن العربي الى دويلات بدأ منذ ما يعرف باتفاقية سايكس بيكو ، حين وافقت بريطانيا وفرنسا على تقسيم العالم العربي بينهما ، فكان البريطانيون يعتزمون السيطرة على العراق والكويت ، والأردن ، بينما يسيطر الفرنسيون على سورية الحديثة ، لبنان ، وجنوب تركيا . وبقيت فلسطين بعيدة عن التقسيم حيث أن هناك وعد بلفور الذي كانت تطبخه الصهيونية وبريطانيا.
هذا المخطط القديم أعادته إلى الأذهان صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية عام 2013م حيث يظهر في المخطط الجديد خمس دول بالشرق الأوسط تم تقسيمها إلى 14 دولة جديدة، وذكر الصحيفة أن السبب في هذا يعود إلى النزاعات الطائفية والسياسية في الوطن العربي.
وطبعاً إظهار هذه الخرائط وتكرارهاعبارة عن رسائل موجهة لبث القلق والشك في نفوس المواطنين في الدول العربية، وهو أسلوب أمريكي بدأ يتبعه أوباما في سياسته وكأنه نضوج فكرة " الفوضى الخلاقة " وبث القلق في الوطن العربي بعيداً عن الإنسانية التي يدعيها الغرب بأكمله ، بل بعيداً عن أي عرف سياسي.
السؤال الآن لو كتبت الصحف العربية تقارير عن تقسيم ولايات أمريكا إلى 50 ولاية أو أكثر أو أقل، وذلك بسبب العرقية والعنصرية الموجودة فيها، والتي يجب حلها بالتقسيم.. ما هو موقف الإعلام الأمركي من هذا؟ وهل سيتعاملون معه باستخفاف؟ وهل الساسة في أمريكا سينظرون إليه على أنه من باب حرية الإعلام؟ أم سيقولون إن الإرهاب يريد تدمير بلادنا؟ وهل تعامل الإعلام الأمريكي بمصداقية وبإنسانية مع هذا الخبر الذي تم تسريبه من الإستخبارات الأمريكية أو من البيت الأبيض أو من صناع القرار في أمريكا؟ بل هل تساءل الإعلام الأمريكي لو أن هذا الكلام موجه إلى دولتنا كيف سننظر إليه؟
هي تساؤلات تمر لم يضعها أحد تحت مجهر التحليل في العالم العربي. لماذا؟ لأن الكل مشغول بإنقاذ نفسه.. أو هذا ما يخيل للإعلام العربي.
قطعا التقرير الذي كتبه المحلل روبرت رايت، تسعى أمريكا الآن إلى تحقيقه ولكنه إلى الآن مستعصياً في العراق، رغم أنه تحت الإحتلال الأمريكي، وتحت وطأة نظام الملالي اليد التي تضرب بها أمريكا في العالم العربي ، والجزء الآخر في سوريا أيضاً لم يتحقق إلى الآن، وها هي أمريكا تسعى لحماية الأكراد لقيام دولتهم ولكن حتى في العراق ، وعلى الرغم من السكون تجاه الأكراد فيها إلا أن دولتهم على أرض الواقع لم تتحقق.. هذا إذا كانت دول تقع تحت وطأة الحرب والإحتلال والفوضى بمعنى الكلمة ، ولم ترضخ للمقياس الأمريكي.. فكيف بالدول التي ليس فيها حروب ولا انقسامات.. جميع المؤشرات التي تسير في العالم العربي ليس مشروعها هذه الأجزاء بل تتجه بأنظارها إلى بقعة الإسلام ومأوى أفئدة المسلمين.
إن على العالم الإسلامي وليس العربي فقط أن يتصدى لهذه المحاولات التي تسعى إلى ضرب الإسلام، ولا يهمهم إن تقسمت الدول أو لم تتقسم، كل ما يعمدون إليه هو إسقاط الإسلام ، بعد أن أسقطوا الشيوعية.
كما أنه يتوجب على روسيا أن تفكر في هذا الأمر بشكل جاد وأن لا تسمح بسقوطها مرتين أمام أمريكا في هذا الجزء من العالم، فقد أسقطت أمريكا الاتحاد السوفيتي بكامله، وهو معتقد ما زال راسخاً في أذهان الروس ، إن تخلوا عنه فهم الخاسرون، لأن أمريكا بعدها ستتجه إلى تحقيق هدفها الثالث وهو " شرق آسيا الكبرى". ويجب على روسيا أن تلعب هنا بذكاء وألا تحقق أطماع أمريكا في المنطقة، لأنها إن فعلت سيأتيها الدور.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك