السبت، 10 نوفمبر 2018
مصلحة أمريكا ـ إسرائيل مشتركة مع إيران
أرست الديموقراطية الليبرالية الجديدة قاعدة "مصالحنا"، والولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تفرط في مصالحها من قبل، ولكنها أصبحت أكثر وضوحًا عن السابق فـ " لم نعد نتعامل الآن مع العالم بمفهوم الإيثار" بحسب كلينتون ومستشاريه، واتضحت هذه السياسة فيما يسمى بالشرق الأوسط حيث أن الهدف هو مصلحتها ومصلحتها هي مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، ولهذا فإن تكوّن ثلاثي "الشر" على المنطقة العربية "الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران" لم يكن اعتباطًا، ولم يأت صدفة، ولم يختر الغرب برمته إسقاط الشاه وتنصيب الملالي خبط عشواء، بل للوصول إلى التقسيم الثاني الذي كان يجب أن يتم على رأس مائة سنة من مخطط "سايكس بيكو" ولكن الله أفشله وأفشل مخططهم وأوقف في نحورهم دولة تسمى المملكة العربية السعودية.
يقول الدكتور ضيف الله الضعيان وهو باحث في جامعة الملك سعود بالرياض[1]:" يشعر المراقب للحرب الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بأن حربًا شاملة توشك أن تندلع بين الدولتين (أي أمريكا وإيران)، ولكن ما يلبث أن يدرك أن وراء الأكمة تاريخًا طويلاً من التفاهمات والتعاون، بل والتحالف أحيانًا بينهما، وكل منهما ينطلق بناءً على مصالحه الاستراتيجية. ومنذ ربع قرن والعلاقات الإيرانية الأمريكية تشهد تحالفات وتعاونًا، خاصة بعد أن لعبت أمريكا الدور الأكبر في نجاح ثورة الخميني، وما كان يُتصور نجاح الثورة بمنأى عن الدعم الأمريكي."
وإن فضيحة إيران ـ جت أيام ريجان توضح أن العداء بينهما إنما هو مفتعل، كي يظهروا للعالم العربي العداء بينهما، بينما هما يخططان معًا ويسيران في ذات الاتجاه، فمن غير المنطق أن تقدم أمريكا دعمًا لإيران وهي التي اختطفت 440 شخصًا أمريكيا، إذ يفترض أن واشنطن هنا ستقوم بتدمير طهران بالكامل من أجل هؤلاء الأشخاص، ولكن بدلاً عن ذلك كانت تدعمها في حربها ضد العراق.. أي دور خبيث هذا؟ إن هذا أكبر برهان على حقيقة الدعم العسكري الأمريكي-الإسرائيلي لإيران، فضلا عما نشرته وسائل الإعلام العالمية من إسقاط وسائل الدفاع السوفييتية لطائرة أرجنتينية؛ كانت تتنقل بين إيران و إسرائيل محمَّلة بأنواع السلاح"، آنذاك.
إن البداية الحقيقية للنفوذ الأمريكي جاءت بعد اسقاط مصدق وإحلال مكانه الشاه محمد رضا بهلوي عام 1953، ورغم أن بهلوي كان صديق الأمريكان إلا أنه آثر مصلحة بلاده، على أن تقوى دولة إسرائيل، خصوصًا بعد حرب 67، وعندما شعرت هذه الأخيرة بذلك تم اسقاطه ودعم ثورة الملالي ونقل الخامنئي من باريس إلى قم ليتولى "الثورة" في إيران وبالتالي يصدرها على بقية مناطق المسلمين في العالم ومنها المنطقة العربية.
وبعد المد السوفيتي في المنطقة استطاعت إسرائيل عام 1958م أن تنتزع من أمريكا دعمًا بشكل مباشر لتشكيل حلف أو ما يشبه الحلف مكونا من إيران وتركيا وأثيوبيا وهم خارج النطاق العربي، لأن العرب لم يكونوا ولن يكونون في يوم من الأيام مع الصهاينة. وبالفعل أوعز آيزنهاور لإيران أن تساعد إسرائيل، ولكن قبلها بعامين أي مع أزمة السويس كانت إيران تمد يد المساعدة حيث مولت خط أنابيب بقطر 20 سم لنقل النفط من إيلات جنوب عبر بئر سبع إلى الشريط الساحلي المتوسطي لإسرائيل، وصل هذا الخط الذي أطلق عليه خط أنابيب إيلات ـ أشكلون، خليج العقبة في البحر المتوسط، ومكّن الصادرات الإيرانية من تجاوز قناة السويس. وتم لقاء بعد سنتين من مد هذا الخط بين ليفي اشكول والشاه.[2]" وأصبح خط الأنابيب بقطر 40 سم.
وزار بن غوريون إيران عام 1961م وكانت الزيارة سريّة، أو كانت محاطة بالتكتم كي لا تكشف العلاقة بينهما، إذ إن الإيرانيين كانوا لا يريدون للعرب معرفة هذه العلاقة، وربما أن الخداع الذي تحدث عنه بارسي سابقًا هو أحد أساليب إسرائيل كي تصل إلى البعيد في تاريخها في المنطقة، وأقامت إسرائيل مكتبًا في طهران، وكان فيها سفيرًا معتمدًا وكل هذا من أجل التمويه على العرب، وأنها معهم في قضيتهم ضد إسرائيل. "ومع مرور الوقت، بات الخطر العربي يلعب دورًا أعظم في التفكير الاستراتيجي الإيراني. ومع تزايد الخطر العربي على إيران، زادت حاجة إيران العسكرية إلى إسرائيل ـ بشكل يوحي بالتناقض ـ وزادت حاجتها إلى إبقاء تعاملاتها مع إسرائيل سرًّا."
لنلحظ ما يلي في العلاقة بينهما:
ـ في عام 1957م أي بعد أزمة السويس أمر الشاه "السافاك" إقامة علاقات مع "الموساد" وذلك لإدارة التعاملات الإيرانية الحساسة مع الدولة الصهيونية، وكان يجري تدريب ضباط إيرانيين وعملاء الشرطة السرية على يد ضباط إسرائيليين في كل من البلدين. "ودرب الموساد السافاك على عمليات التعذيب والاستجواب"
ـ كان الإيرانيون ـ في علاقة سرية تامة ـ يمرون للعبور إلى إسرائيل عبر تركيا، " وكان يشار إلى السفارة الإيرانية بإسرائيل ببيرن2"..." وذلك إمعانًا في السرية.
ـ أول خط نفط كان إيراني إلى إسرائيل.
ـ كانت إيران تمد إسرائيل بالمدافع في حرب 73.
ـ أول صاروخ إيراني كان إسرائيليًا سلم في أواخر السبعينات لهم قبل سقوط الشاه.
ـ عندما أقفلت جميع دول العالم خطوطها الجوية أمام إسرائيل خوفًا من الاضطرابات فيها، كانت طهران هي الخط الوحيد المفتوح لها.
ـ منذ أن تسلّم الخميني السلطة لم يدعم فلسطين إلا بالكلام، فبعد شهور من افتتاح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في إيران تم إغلاقها.
ـ لم يرسل الخميني طائرات إف-14 لمساعدة سلاح الجو السوري في القتال المستمر في لبنان. ـ دعم الخميني حركة أمل الشيعية، وقطعوا صلتهم بأمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش. مع استمرار انتقاد منظمة التحرير الفلسطينية. أوجد للفلسطينيين كذبة سماها يوم القدس، وهي مجرد بروباغندا لا قيمة لها.
ـ هبوط القوة الإيرانية بسرعة الصاروخ، مع هبوط الدعم للقوة الدفاعية في أول سنة من حكم الخميني.
ـ مقتل العديد من العلماء والمفكرين والقادة على يد الثورة.
ـ مقتل ما يقارب 100 ألف شخص في أقل من عام في إيران.
ـ بروز الإسلام السياسي بشكل واضح من أول يوم لدى الخميني حين توجه نحو خطاب لتعميم إسلامي لمواجهة إسرائيل، بعيدًا عن الربط بالقضية الفلسطينية.
ـ فضيحة إيران ـ جيت توضح أن صفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران، منذ بداية الثورة، وتدلل على أن العلاقات قوية منذ البداية. ويلخص أبا إيبان وضع إسرائيل مع حكم الخميني بقوله: "عندما يكون النظام الإيراني صديقاً فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة، للاحتفاظ بصداقته، أما عندما لا نعرف ما هو موقفه من إسرائيل فإننا نمكنه من الحصول على الأسلحة لمعرفة ذلك. (الواشنطن بوست 12/12/1986).
ـ يقول شارون في مذكراته : "شخصياً طلبت توثيق الروابط مع الشيعة والدروز، حتى أنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة التي منحتها إسرائيل ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة الذين يعانون هم أيضاً مشاكل خطيرة مع منظمة التحرير الفلسطينية، ومن دون الدخول في أي تفاصيل , لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد[3] "
ـ أثناء الحرب العراقية الايرانية ارسلت إسرائيل أسلحة إلى إيران، منها صفقة سلاح من رومانيا، تبلغ قيمتها 500 مليون دولار. وذلك خلال الفترة بين عامي 1980/1983، وذلك استنادًا إلى معهد يافي للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب. وتأتي هذه الصفقة لتكشف تاريخاً طويلاً من العمل الإسرائيلي المتواصل منذ عام 1980 لتوفير الأسلحة لإيران لكي تواصل حربها ضد العراق والعرب.
ـ تتبعت وكالة الاستخبارات المركزية حوالي 300 مليون دولار من تلك المبيعات، وفوجئ العديد من ضباط الاستخبارات الأمريكية بعدم استعداد ريجان بوقف التعاملات الإسرائيلية الإيرانية. وهذا جزء مما يكشف الشراكة بين هذا الثلاثي (الولايات المتحدة، إسرائيل، إيران).
ـ "كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السماسرة الذين يعملون لتجميع السلاح إلى إيران، وبينهم إسرائيليون، يتخذون من "فيلا شاليه باساغي"، وهي فيللا كانت لشاه إيران وعادت للحكومة الإيرانية الحالية ، الواقعة على الطريق الثاني من بحيرة جنيف، أي من الجهة الفرنسية بالقرب من قرية "سانت بول أن شاليه" والأرض المحيطة بها، ومساحتها 28 ألف متر مربع، يتخذون منها مركزاً لتجميع الأسلحة التي يشتريها الإسرائيليون، تمهيداً لشحنها عن طريق الموانىء الأوروبية إلى إيران، كما يتخذ السماسرة، وبالذات الإسرائيليون، من مزارع مجاورة لتلك الفيللا وهي "مارالي"و "لي هوز" و "لي مويت" مراكزاً لتدريب الإيرانيين على بعض الأسلحة والخطط العسكرية، ويتولى " أوتيون دي بنك سويس " عمليات دفع ثمن الصفقات التي تحولها إسرائيل إلى إيران. (نشرة "ستار" الصادرة بالفرنسية والمتخصصة ببعض الأخبار الخاصة بالأسلحة)."
ـ قدرت مصادر أوروبية متخصصة بالشئون العسكرية أن زيادة الإنتاج العسكري في مجمله، وبنسبة 80 % منها، كانت كلها صادرات أسلحة وقطع غيار إسرائيلية إلى إيران. (مجلة " لوبوان " الفرنسية ومجلة " استراتيجيا " الشهرية اللبنانية مطلع العام 1987).
ـ صرح وزير الخارجية الإسرائيلي في حكومة نتنياهو (ديفيد ليفي) قائلا في عام 1997: إن اسرائيل لم تقل في يوم من الأيام إن إيران هي العدو. (جريدة هآرتس الاسرائيلية في 1-6 – 1997. )
ـ ويقول الصحفي الاسرائيلي أوري شمحوني إسرائيل لم تكن أبداً ولن تكن عدواً لإيران (صحيفة معاريف الإسرائيلية 23 /9/1997.)
ـ أصدرت حكومة نتنياهو أمراً يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري أو تجاري أو زراعي بين إسرائيل وإيران. وجاء هذا المنع لتغطية فضيحة رجل الأعمال الإسرائيلي ناحوم منبار، المتورط بتصدير مواد كيماوية إلى إيران، لأن هذه الفضيحة تشكل خطراً يلحق بإسرائيل وعلاقاتها الخارجية. وقد أدانت محكمة تل أبيب رجل الأعمال الإسرائيلي بالتورط في تزويد إيران بـ 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام. وقد تقدم المحامي الإسرائيلي (امنون زخروني) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية أخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة ايام حرب الخليج الاولى. (جريدة الشرق الأوسط العدد 7359).
ـ قامت شركة كبرى تابعه لموشيه ريجف، الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الاسرائيلي، قامت شركته ما بين(1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى إيران. وقد كشفت عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والاسلحة البيولوجية بوزارة الدفاع الايرانية. (صحيفة هآرتس الاسرائيلية، نقلا عن الشرق الاوسط عدد7170).
ـ قال الصحفي الإسرائيلي يوسي مليمان: "من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعلات الإيرانية" (صحيفة الحياة)
ـ أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بأن إيران -بالرغم من حملاتها الكلامية -تعتبر إسرائيل عدواً لها. وان الشيء الأكثر احتمالاً هو أن الرؤوس النووية الإيرانية هي موجهة للعرب) " (نقلا عن لوس انجلس تايمز... جريدة الانباء العدد 7931)
ـ محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية وقف بفخر في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سنويًا بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004 ليعلن أن بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق"، ومؤكدًا أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة".
ـ كشفت مصادر إسرائيلية (18/ 1/ 2010) عن قيام غرفة تجارة طهران بإبرام صفقة تجارية مع شركة إسرائيلية لتكنولوجيا المعلومات قامت بموجبها الغرفة الإيرانية بشراء نظام لإدارة مواقع الانترنت بقيمة مليون دولار. ونسبت صحيفة جيروسليم بوست عن المتحدث باسم شركةDaroNet الإسرائيلية يوشوا ميري القول إن الشركة قامت ببيع أكثر من 70 رخصة استخدام لغرفة تجارة طهران تمنحها الحق في استخدام برنامج لإدارة المواقع الاليكترونية على شبكة الانترنت المملوك للشركة وذلك في صفقة قيمتها مليون دولار.
ـ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يفتتح منشأة لإنتاج الماء الثقيل بمشروع مفاعل آراك النووي في خطوة جديدة تحدت بها طهران الضغوط الدولية. ويقول في كلمة له إن إيران "ليست تهديدا للدول الأجنبية ولا حتى للنظام الصهيوني"، أي أنها تهديد للشعوب العربية فقط، والهدف من إنشائها هو الدول العربية والإسلامية. فهل بعد هذا الإعلان الصريح من قول يدلل على أن إيران لا تسعى إلا إلى تدمير الإسلام.
ـ السفير الاميركي في العراق "هيل" يقول إن قبول الحكومات السنيّة في منطقة الشرق الأوسط لفكرة وجود حكومة يقودها الشيعة في العراق يبقى "أمراً أساسياً" قبل معرفة ما ستفرزه نتائج الانتخابات.
ـ بثت قناة العربية شريطا مصورا يوثق حوارا إيرانيا - إسرائيليًا مباشرا في أحد مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك، دار بين عضو البعثة الإيرانية الرسمية إلى نيويورك سيد كريمي، والخبير السياسي الإسرائيلي أفنر كوهين بحضور شخصيات أميركية ومسؤولين أمميين. توجه كريمي إلى كوهين بالقول: "نحن ندعوكم للقدوم الى إيران والاستثمار فيها، فآسيا الوسطى تعتبر سوقاً واعداً، ويمكنكم أن تخلقوا فرص عمل هناك". وهو ما أجاب عليه كوهين بالقول: "أعتقد بأن الأوان قد حان، لكن الأمر يصعب تحقيقه مع إيران حالياً، فأحمدي نجاد يرغب في رؤية اسرائيل ملغاة من الوجود[4]".
ـ عام 1994 قال وارن كريستوفر، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، في جامعة جورج تاون" إن إيران هي أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، والمعارض الأكثر شدة للعملية السلمية في الشرق الأوسط. ولا يزال المجتمع الدولي كثير التساهل مع تساهل إيران الخارج عن القانون.. والدلائل التي تشير إلى ذلك كثيرة: إيران مصممة على نشر الإرهاب والتطرّف في كامل الشرق الأوسط وما وراءها. وحده الجهد الدولي المنسّق يمكن أن يوقفها" وبعد ذلك بشهور قليلة قال:" أنظر غلى حيث تشاء، وستجد يد إيران الشريرة في هذه المنطقة"
وكان هذا الحديث وغيره الكثير مما سأورده كان للاستهلاك الإعلامي فقط ففي نفس العام أي 94 بلغ حجم التجارة بين إيران وأمريكا في عهد كلينتون 3.8 مليار دولار، فضلاً عن 1.2 مليار دولار على شكل سلع باعتها شركات أمريكية تابعة أجنبية، مما جعل الولايات المتحدة أحد أكبر شركاء إيران. وفي نفس الوقت ليس هناك أية قوانين إسرائيلية تمنع المتاجرة مع إيران!!
يتبع......
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] بحث العلاقات الأمريكية الإيرانية .. الوجه الآخر دكتور ضيف الله الضعيان، باحث وعضو هيئة التدريس في كلية العلومـ جامع الملك سعود بالرياض.
[2] تريتا بارسي، حلف المصالح المشتركة.. التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة،(سابق) ص17
[3] مذكرات أرييل شارون ص : 583-584 الطبعة الأولى سنة 1412 هـ / 1992 م . ترجمة أنطوان عبيد / مكتبة بيـسان لبنان – بيروت
[4] المصدر: جريدة القبس:
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=49937&highlight=%D3%E6%D1%ED%C7
الأحد، 21 أكتوبر 2018
علاقة حزب الله بإسرائيل
كتب خير الله خير الله مقالة تحت عنوان "ما علاقة إسرائيل بسلاح حزب الله"؟[1] افتتحها بقوله: " لا يستطيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قول الكلام الذي قاله عن أن سلاح “حزب اللّه "لا يتناقض مع مشروع الدولة" مبررا وجود هذا السلاح بوجود احتلال إسرائيلي. هذا عائد أساسا إلى أن الأحداث تجاوزت سلاح حزب الله. لم يعد مطروحا الكلام العام عن دور هذا السلاح في التصدي لإسرائيل، اللهمّ إلا إذا كان مطلوبا افتعال حرب جديدة تعود بالويلات على لبنان كما حصل تماما صيف العام 2006".
وقطعًا كان يسعى عون في تلك الفترة أوائل 2017 عقب التبرع السعودي بتسليح الجيش اللبناني الذي تم سحب هذا التبرع بعد أن علمت السعودية أن الدولة اللبنانية لا تقوم كدولة بل إن مسارها يتخذ شكل العصابات التي يؤلفها حزب الله، وبالتالي فإن المؤسسة العسكرية لن يكون لها وجود على أرض الواقع طالما أن هذا الحزب يتحكم في مصير لبنان، ويساند إسرائيل ويحميها، ويدعي أنه حزب مقاوم في الوقت الذي ينقض فيه كل ما هو في بمصلحة لبنان أولا ثم العالم العربي ثانيًا.
وأضاف خير الله في ذات المقالة " يحتاج هذا التوصيف الدقيق إلى توضيح. فحوى التوضيح أن الربط بين سلاح “حزب الله” وإسرائيل هو ربط في غير محلّه. إنّه ربط لا يقدّم ولا يؤخّر إذا أخذنا في الاعتبار الوظيفة الدائمة لـ“حزب الله” بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، وهي وظيفة تخدم دولة معيّنة اسمها “الجمهورية الإسلامية في إيران” تمتلك مشروعًا خاصًا بها قائمًا على الاستثمار في كلّ ما من شأنه إثارة الغرائز المذهبية".
وربط خير الله بين سوريا وإسرائيل وحزب الله، والذريعة التي تسعى إليها سوريا من أجل إبقاء سلاح هذا الحزب في مكمن التنفيذ عندما تريد هي أو إسرائيل، ولهذا فإن احتلال سوريا لمزارع شبعا هو المبرر الذي يبقي سلاحه جاهزًا، وأفاد إن أي عدوان من قبل إسرائيل لم يحصل ولكن" القوات السورية بقيت في مزارع شبعا التي احتلتها إسرائيل مع الجولان في حرب الأيّام الستة، عندما كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع في “سوريا – البعث” التي صارت لاحقا، بعد العام 1970 “سوريا ـ الأسد".
وأضاف: "تكمن أهميّة سلاح “حزب الله” في أنّه قادر على التماهي باستمرار مع المشروع الإيراني. لم يكن هذا السلاح في يوم من الأيّام، على الرغم من وجود وجهة نظر مخالفة لدى كثيرين، في مواجهة مع إسرائيل. استخدم هذا السلاح في القضاء على أحزاب لبنانية مرتبطة باليسار تمارس المقاومة لإسرائيل. أُسكتت هذه الأحزاب باكرا قبل أن يأتي دور حركة “أمل” التي فضلت في نهاية المطاف، بعد مواجهات عنيفة سقط فيها آلاف القتلى، إيجاد صيغة تعايش مع الحزب تحت شعار ما يسمّى “الثنائية الشيعية".
وسأترككم لتكملة هذه المقالة للكاتب لأنه من المهم قراءته:" في مرحلة معيّنة، قبل الانسحاب الإسرائيلي، كان سلاح “حزب الله” الذي ورث السلاح الفلسطيني وسيلة لتحوّل الطائفة الشيعية في لبنان رهينة لدى إيران. بعد الانسحاب، صارت هناك استخدامات أخرى للسلاح في لبنان وخارج لبنان. الهدف، بكل بساطة، تحويل لبنان مستعمرة إيرانية وقاعدة تعمل منها إيران ضد دول عربية عدة، خصوصا في الخليج.
من يعرف ولو القليل عن اليمن والتطورات فيه، يدرك إلى أيّ حد هناك تورّط لـ”حزب الله” في دعم الحوثيين (أنصار الله) منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة. لا حاجة إلى الدخول في التفاصيل اليمنية، بما في ذلك تدريب الحوثيين على شنّ عمليات عسكرية، وهو تدريب حصل في اليمن وخارجه. ولا حاجة إلى الإشارة إلى العلاقة بين “حزب الله” وما يدور في البحرين أو السعودية، وحتّى الأردن في مرحلة ما. هذه العلاقة حالت دون حضور الملك عبد الله الثاني القمّة العربية التي انعقدت في بيروت في آذار ـ مارس من العام 2002. تجاوز دور “حزب الله” الحدود اللبنانية منذ زمن بعيد. إنّه شريك في الحرب على الشعب السوري. لعب سلاحه دورا مهمّا في تهجير سوريين من أرضهم، وذلك في وقت هناك تنسيق تام في شأن سوريا بين روسيا وإسرائيل!
في الإمكان الاسترسال في الكلام عن أدوار لـ“حزب اللّه” في غير مكان، بما في ذلك السودان، كما يمكن العودة إلى دوره في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك وتهريب السلاح إلى غزّة ومحاولة تهريب السلاح إلى الضفّة الغربية لمصلحة “حماس” وأطراف معادية للسلطة الوطنية الفلسطينية.
على هامش ذلك كلّه، لا يمكن تجاهل دور “حزب الله” في العراق، من زاوية ميليشياوية ومذهبية، وحجم العداء لكلّ ما يربط بين العرب ولبنان، خصوصا أهل الخليج الذين قرّر الحزب جعلهم يزيلون لبنان من خارطة البلدان التي يزورونها. لكنّ ما هناك حاجة إلى التذكير به دائما هو أنّ سلاح “حزب الله” استخدم في لبنان في مناسبات عدّة، وذلك على الصعيد الداخلي. من حماية المتّهمين باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وصولا إلى منع مجلس النواب من انتخاب رئيس للجمهورية طوال سنتين ونصف سنة، مرورا بغزوة بيروت والجبل في أيّار ـ مايو 2008.
هناك آلاف الأمثلة على الأدوار التي لعبها سلاح “حزب الله” لمصلحة نشر ثقافة الموت في لبنان. كذلك يظل مفهوما ومفيدا التذكير بأنّ سلاح “حزب الله” خرق للقرارين 1559 و1701 الصادرين عن مجلس الأمن. وافق “حزب الله” على كلّ حرف في القرار 1701 الذي أوقف “الأعمال العدائية” في صيف العام 2006 نتيجة حرب افتعلها “حزب الله” مع إسرائيل ولم يعد قادرا على الذهاب إلى النهاية، بل حوّلها إلى انتصار على لبنان. لا يزال لبنان يدفع إلى اليوم فواتير تلك الحرب، بما في ذلك فواتير الدور الذي يلعبه السلاح غير الشرعي داخل أراضيه وخارجها، والذي يهدّد كلّ مؤسسة من مؤسساته الوطنية، بما فيها الجيش وقوى الأمن."
بعد هذه المقالة ستقرأون دور إيران في المنطقة، وتماهيها مع إسرائيل ومع المخططات الغربية ضد المنطقة، لتكتشفوا أن ما يفعله حزب الله في لبنان هو نفس ما فعله الملالي في إيران، حيث أن إيران كانت قوة إقليمية يخشاها، لتنهار مع مجيء الملالي إليها، مباشرة، وليتضح عدم قيام دولة فيها بل إنها مجرد عصابة كعصابة حزب الله تتحكم في القرار، فقط. ولكن ما يعجب له القارئ السياسي هو كيف رضي اللبنانيون بعيش كهذا؟ وكيف يعيشون وسط هذه الفوضى؟ ولماذا هذا الصبر على هذا الحزب؟ إذ يفترض أن شعب لبنان مثقف وواعٍ، ولكنه مع ذلك يتماهى مع مشروع العصابات الذي يقوم هذا الحزب. هل من رجل رشيد يدلنا على حل ليكون لبنان دولة، لا حزبا؟!
[1] العرب: https://alarab.co.uk/node/102615
الأحد، 14 أكتوبر 2018
تصاريح الحمقى لا تهز السعودية
باختصار:
المواقف الحازمة التي تنتهجها سياسة المملكة العربية السعودية تجاه أي بلد تدلل على أنها تسير بخطوات الواثق، ففي كل معترك تتصدى له تنجح في نهاية المطاف، ويتساقط من يسعون للنيل منها.
المملكة هي قبلة المسلمين ومهبط الوحي، والعالم كله ينظر إليها لثقلها السياسي والاقتصادي والديني في منطقة مرتكز الأرض، نعم "مرتكز الأرض" فهذه المنطقة التي تقف فيها السعودية هي المكان المرتكز الذي يربط بين الشرق والغرب، بخلاف أنها النواة الحقيقية لأرض، بغض النظر عما يظهره الغرب عبر خطوط الطول والعرض التي تماهى فيها العالم من باب اتباع القوي.
والتصعيد الإعلامي الذي تقوم به وسائل إعلام غربية والذي يستند على الأكاذيب وعلى مصادر وهمية تبيع وتشتري في السوق الإعلامية، لن تهز الملكة ولا حتى تصريح مسؤول أحمق لن يؤثر ذلك على خطها ونهجها الذي انتهجته منذ تكوّنها إلى اليوم.
إن المملكة وهي تلعب " دوراً بارزاً عبر التاريخ في تحقيق أمن واستقرار ورخاء المنطقة والعالم، وقيادة الجهود في مكافحة التطرّف والارهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم" فإنها "لا تزال تعمل مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز هذه الأهداف، مستندة في كل ذلك إلى مكانتها الخاصة، بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين." وهي تنير العالم من أجل السلام وتحقيقه، وتسعى في كل مكان من أجل إحلاله، وهذا ليس بغريب عليها فالدين الإسلامي هو دين سلام، ويود أن يعم السلام في كل أرجاء المعمورة. وتعمل ليل نهار لرفع الظلم عن العباد في كل مكان من العالم، وتسند القضايا التي تساعد على السلام، ولا ترضى أن يعم الاستبداد أو أن تكون هناك تهديدات على أي دولة من دول العالم، فما بالكم والتهديدات تطالها، ففي مثل هذه الحالة فإنها لا بد أن تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية، والدولية، ومآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط." لماذا؟ لأنها تسير في النور ولا تسير في الظلام كما يعمل الآخر، وكل ما تقدمه هو أمام العالم وتعمله ولا تبالي بالنتائج لأنها تعرف وتدرك أنها على حق فيما تعمله، ولهذا فإن التهديدات الواهية لن تؤثر على مسيرتها فهي تمتلك أوراقًا رابحة جدا ضد هذه التهديدات، وعلى ممن يهدد أن يقرأ مواقف المملكة التي أغضبتهم، ولكن من حقها أن تدافع عن حقها وعن كرامتها وكرامة المسلمين في كل مكان من هذا العالم.
التلميحات والتهويشات لا تفيد في موقف يعي أنه على حق، والمملكة بلد له سيادته ولها الحق في الرد على أي محاولة عابثة أو تسعى إلى تشتيت كيانها أو التقليص من فرص عيش مواطنيها، ولهذا فإنها " إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، وأن اقتصاد المملكة لا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي."
ومثلما تسعى دولة كأمريكا إلى مصالحها أيضَا المملكة تسعى إلى ذلك، بل إن همّها أكبر من همّ أمريكا فهي تراعي مصالح المسلمين في أرجاء المعمورة كافة.. فهل هناك رسالة واضحة أوضح من هذه الرسالة؟
السبت، 4 نوفمبر 2017
الحرب القذرة على العالم 35
بريجنسكي وعملية نيويورك الأخيرة!!
أوروبا لا تحتاج لغضب بل إلى عمل للخروج من مأزق أمريكا!!
يلوح بريجنسكي إلى الداخل الأمريكي وأنه ربما قد يكون السبب الرئيس في سقوط الهيمنة الأمريكية، بل إنه يحذر من ذلك، بحيث لا يجب أن تتراخى السياسة الأمريكية تجاه هيمنتها على العالم، وعليها أن تعمد إلى السير قدماً، ليس لقيادة العالم بل للسيطرة عليه" التحدي الرئيسي للقوة الأمريكية لا يمكن أن ينبع إلا من الداخل ـ إما بسبب نبذ الديمقراطية الأمريكية نفسها للقوة، وإما بسبب سوء استخدام أميركا لقوتها في العالم. "[1]
الحرب القذرة على العالم 35
امبريالية الإمبراطورية الأمريكية
بريجنسكي وعملية نيويورك الأخيرة!!
أوروبا لا تحتاج لغضب بل إلى عمل للخروج من مأزق أمريكا!!
يلوح بريجنسكي إلى الداخل الأمريكي وأنه ربما قد يكون السبب الرئيس في سقوط الهيمنة الأمريكية، بل إنه يحذر من ذلك، بحيث لا يجب أن تتراخى السياسة الأمريكية تجاه هيمنتها على العالم، وعليها أن تعمد إلى السير قدماً، ليس لقيادة العالم بل للسيطرة عليه" التحدي الرئيسي للقوة الأمريكية لا يمكن أن ينبع إلا من الداخل ـ إما بسبب نبذ الديمقراطية الأمريكية نفسها للقوة، وإما بسبب سوء استخدام أميركا لقوتها في العالم. "[1]
السبت، 21 أكتوبر 2017
الثقل السعودي في إدارة أزمة المنطقة
باختصار:
قراءة الواقع تحتم علينا قراءة بعد النظر في السياسة السعودية، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا في عهد أوباما ترتمي في أحضان إيران، كان العمل السعودي على أشده لتغيير مسار اللعبة في الشرق الأوسط، وذلك بمواجهة أمريكا عبر إيران، أي مواجهة إيران في أي موقع ذهبت إليه، وهذا أسلوب ذكي يدلل على الحنكة، بحيث أنها لم تخسر أمريكا وفي نفس الوقت تواجهها عبر من ارتضته وكيلاً لها في المنطقة، أو عن مشروعها الذي يهدف إلى تفتيت المنطقة.
الأربعاء، 2 أغسطس 2017
الحرب القذرة على العالم 26
إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية!!
هل كانت ستتغير الاستراتيجية الأمريكية لو لم تحدث أحداث 9/11 ؟
هو سؤال مشروع.. ولكن الملاحظة التي ستبرز هي أن الشواهد والأحداث كلها كانت تسير قبلها ـ أي قبل هذا التاريخ ـ وهي تقدم إيحاءتها نحو عدو بديل للاتحاد السوفيتي، ويسير عبر هيجل "الصراع أو التناقض هو المحرك للتاريخ" فريتشارد نيكسون تحدث عن الخطر الأخضر " أي الاسلامي" بمعنى أن التصور موجود من السابق، وأن هناك خطوات للإتجاه نحو المنطقة العربية وأنها العدو الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.
يقول نيكسون في كتابه " انتهزوا الفرصة" :" إن الكثيرين من الأمريكيين أصبحوا ينظرون إلى كل المسلمين كأعداء، ويتصور الكثير من الأمريكيين أن المسلمين شعوب غير متحضرة، وأنهم دمويون وغير منطقيين."[1] وهو هنا يؤكد أن المسألة مسألة وقت، وحين التخلص من الاتحاد السوفيتي ستبدأ الحملة ضد العدو الجديد، وفعلاً بدأوها قبل أحداث 11/9 عندما رفعوا الصوت حول حقوق الانسان، والتوجه نحو استضافة المناوئين للحكومات العربية، والخارجين عن القانون، والذين يسعون إلى تفتيت الأنظمة، بادعاءات تحت مسمى " حقوق الانسان" وكان وزير الخارجية الأمريكي وارين كريستوفر قال في كلمة له في مؤتمر حقوق الانسان عام 1993: إن علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم ستتحدد على أساس احترامها لمبادئ حقوق الانسان"[2] وهذه الورقة هي إحدى استراتيجيات سياسة أمريكا، وتستغلها واستغلتها بشكل واضح جداً في كثير من البلدان. وتعد هذه من الأوراق التي تتدخل فيها ضد البلدان العربية التي تتمتع بخصوصية ثقافية، وطرح كلمة الخصوصية الثقافية في هذا المجال يعني أن ما يحدث هو نابع من الدين الإسلامي وتعاليمه، وهي ورقة تحتاج إلى مخارج كثيرة وقضية عظمى، لأن الدين الاسلامي منذ إشراقته وهو يراعي حقوق الانسان، ولكن هناك شيء لا بد أن يكون حاضراً من اجل تحقيق الولايات المتحدة أهدافها ومبتغاها تجاه المنطقة العربية، ضاربة بسيادة الدول عرض الحائط، وهذا ما أدى إلى ظهور الجماعات المتطرفة، وما أدى إلى نزوع بعض الأشخاص إلى العنف المسلح، ورغم شكوى الدول من هذا الظهور إلا أن الغرب كان يقف إلى جوارهم وكثيراً ما يلجأون إليه، بحجة حماية الانسان من تغول الحكومات بينما الهدف أكبر من هذا إذ يسعون إلى تجنيد وتوظيف هؤلاء ومن ثم انتهاز الفرصة بعد ذلك للدخول في عمق مشاريعهم التفتيتية للمنطقة، وهذا ما حدث في استغلال " القاعدة " ومن بعد ذلك صناعة " داعش" إلى آخر ما وصلنا إليه في العالم العربي.
الاثنين، 24 يوليو 2017
الحرب القذرة على العالم 25
صناعة الطغيان 2
بعني السلاح أنا جاهز..!
يفترض مؤلف كتاب " صنع العدو" بيار كونسيا أن صنع العدو يحتاج لمراحل شتى؛ أيديولوجيا إستراتيجية محددة، خطاباً، صنّاع رأي ندعوهم المحددين، وأخيراً آليات صعود نحو العنف وحالات الحرب.
صنفها كونسيا كالتالي*[1]:
- عدو قريب .. حدود. كل دول العالم لديها صراعات حدودية، وكنماذج لذلك سنلحظ، بريطانيا والأرجنتين، ونتذكر حرب الفوكلاند التي بدأت تظهر على السطح هذه الأيام مع مد اليمين المتطرف في أوروبا، الجزائر والمغرب، ليبيا وتشاد، الهند والباكستان، الباكستان وأفغانستان، مصر والسودان، الهند والصين، اليابان وروسيا، روسيا وجورجيا، البيرو والأكوادر، بوليفيا والتشيلي، كولومبيا وفنزويلا، العراق وإيران، لم يسلم منها سوى أمريكا، رغم المشاكل الحدودية مع المكسيك إلا أنها تأتي في إطار قمع التهريب فقط!! ولا شك أن ذلك جاء نتيجة الاستعمار، أو أطماع الاحتلال في معظم البلدان، حتى الكبيرة منها، والسبب يعود إلى التقسيم الجغرافي للبلدان، وأيضاً التدخل، فيما بعد، في شؤون الدول من قبل الدول العظمى تحت مؤثرات شتى لمسناها في حالات الفوضى والحروب العسكرية والحروب الاقتصادية، وحرب الغذاء، وحرب المياه، وحرب البحار، وحرب القنوات المائية، وحرب المخدرات، وحرب السلاح، والضغوطات القوية التي يرزح تحتها ـ تحديداً ـ العالم النامي ـ كما أطلقوا عليه ـ هي الديون التي استطاعت أن تلعب أمريكا مع المنظمات الأممية لعبتها لتوقعهم في شراكها.. وكم من الدول وقعت ضحية للبنك الدول.. وغيره من المنظمات. وسياسة فرق تسد البريطانية الصنع.
يقدر ميشال فوشيه في كتابه جبهات وحدود أن 252 ألف كلم هي الحدود التي تقسم الكوكب، ويلاحظ أن أكثر من 60% منها قد رسمتها قوات خارجية[2]
الاثنين، 17 يوليو 2017
أن تكذب أكثر(4)
الحرب القذرة على العالم 24
معهد كارنيجي يقدم دراساته بعيدا عن الحيادية
في عام 1979 حين قامت الثورة الإيرانية أنجبت حكومة ثيوقراطية قدمت إيحاءاتها أنها معادية لأمريكا، وأنها تحارب ما أسمته بـ " الشيطان الأكبر" والعجيب في الأمر أن الغرب جاء بها رغم أن النظام الملكي الإيراني السابق كان متحالفاً مع الولايات المتحدة. وفي الجهة المقابلة سنجد المملكة العربية السعودية ثابتة راسخة على شواطئ الخليج العربي دون أن تقفز على الحواجر، ودون أن تناصب العداء لا أمريكا ولا غيرها، وسنلحظ أن ما يكمل المثلث في ما أسمته أمريكا بـ " الشرق الأوسط " هو دولة الكيان الصهيوني " إسرائيل " وهي الدولة الصديقة لأمريكا دون أي غموض أو رتوش، وكل ما يحدث في المنطقة العربية هو من أجل إرضاء الحركة الصهيونية التي يسيطر اللوبي الصهيوني على قراراتها.
ولكن واشنطن تُظهر في استراتيجيتها منذ الثورة الخمينية عداوتها لإيران، وصداقتها للمملكة العربية السعودية إلى أن تسنم باراك أوباما سدة البيت الأبيض فبدأت أمريكا تظهر وجهها الحقيقي تجاه إيران، وجميع أفعالها أكدت أن العداوة إنما هي عبر الإعلام فقط بينما على الأرض يعملان معاً لتفتيت العالم العربي، ونتج عن تقاربهما بشكل علني أن تم تتويج هذه العلاقة والصداقة المحفورة بالدسائس بالبرنامج النووي الإيراني. وقد ذكرت سابقاً العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وبأي شيء تتصف.
توجه الولايات المتحدة الأمريكية لعقد اتفاق على البرنامج النووي الإيراني أثّر على العلاقة بين السعودية وأمريكا، ولعل التأثير الواضح تماماً في العلاقة بين الطرفين وتوجه أمريكا نحو إيران جاء من خلال المكتشفات الحديثة للنفط والغاز الصخريين في أمريكا، فنظر الأمريكان إلى أنهم ليسوا بحاجة في الوقت الحالي إلى نفط المملكة، وصبوا مخططاتهم من أجل الجيوسياسي وجعلت طهران حليفها الأساسي في المنطقة، وقرنت ذلك ـ أيضاً ـ باعتقادها أن إيران ستحقق طموحها في هذا التغيير، دون أن تدرك أن الفرس لديهم أطماع نحو تكوين دولتهم الفارسية، والعودة إلى الزمن القديم بها.
اتضحت هذه الرؤية في ورقة قدمها معهد كارينغي للسلام الدولي عام 2014، وأيضا حين وضح رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما مقاربة جديدة في الشرق الأوسط، بأنه لن تسعى الولايات المتحدة لعزل إيران لكنها ستحاول بدلا من ذلك " منح إيران فرصة للعمل بطريقة مسؤولة” وذلك لتعزيز "التوازن الجديد" بين إيران والمملكة العربية السعودية الذي يتّسم بالتنافس وربما الشك ولكن ليست الحرب الفعلية أو الحرب بالوكالة." وهذه كلمات " مطاطية" لا تعني شيئاً في السياسة الفارسية على وجه الخصوص، لأن إيران لا تريد سوى الثأر لتاريخها المجيد! الذي أسقطه " عمر بن الخطاب" والذي يتناوله التطرف الإيراني في كل محفل بأبشع ألأوصاف، لأنه أسقط الدولة الفارسية، والذي استغله الملالي بشكل مؤثر وأججوا الطائفية في المنطقة بمباركة من " أوباما".
أوجه الخلاف والاختلاف بين إيران والسعودية واضحة للعيان، حيث أن الملالي أتوا بدين مجوسي جديد قائم على الخرافات وعلى الشحن النفسي، وعلى حشد الطائفية، ورغم معرفة السياسة الأمريكية بذلك إلا أنها تشجعه لخدمة أهدافها التي لم يكتب لها النجاح بعد تصدي السعودية لكل مخططات الملالي وعلى رأسهم الملا أوباما. وقد نظر معهد كارنيجي في العلاقة بين إيران والسعودية كالتالي:
" ستحمل العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية و طهران في طياتها أبعاد و نتائج مهمة لمستقبل المنطقة "الشرق الأوسط" و مصالح الولايات المتحدة ، وتعد طهران والرياض هما الطرفان المتنازعان بشأن كل قضية رئيسة تقريبا في المنطقة مما يربك و يعيق الجهود الأمريكية في تحقيق الاستقرار. وفي الوقت عينه ،فإن كلا من إيران و السعودية خصمان عرقيان"عربي – فارسي" و طائفيان"سني- شيعي" ذات أبعاد جيو سياسية يتنافسان بشدة لامتلاك القوة والهيمنة على أراضي الخليج الفارسي و بلاد الشام و فلسطين و العراق وفضلا عن ذلك داخل منظمة أوبك”OPEC” منظمة البلدان المصدرة للنفط. بالإضافة إلى أن كليهما يتبنى أشكال مختلفة اختلافا كليا من الحكم و تقديم رؤى متباينة ومختلفة لنظام الشرق الأوسط، والخلاف الحاد بشأن مسألة وجود أمريكا في المنطقة."
لقد تعمدت ترك صياغة التقرير كما جاءت من المعهد حيث أنه جاء الوصف على المستقبل عبر استخدام كلمة " ستحمل" وأيضاً التأكيد بمقولة " مهمة لمستقبل المنطقة" وهذا يعني أن القارئ للمنطقة لم يكن دقيقاُ، حيث أن المسألة في ذهن الملالي لا تتعلق بالمستقبل بقدر ما هي متعلقة بالماضي، بدلالة المد الطائفي الخطير الذي ظهر بعد ظهور الملالي، وبدلالة أحاديثهم الخرافية الكثيرة التي تتناولها " السوشل ميديا" هذه الميديا التي لم تعد تخفي شيئاً بل بات كل شيء مكشوفاً للجميع، والعالم يتلقفه ويعي من المتسبب فيه، إلا أمريكا التي تضع يدها في يد هؤلاء النفر في طهران من أجل تحقيق مصالح مرسومة منذ زمن بعيد للكيان الصهيوني، والتي لن تتحقق على الإطلاق، لأن أهل الإسلام الحقيقيين يؤمنون برسالة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولديهم قناعة كاملة بأن ما جاء به هو الدين الصحيح، ولن تتغير فكرة المملكة ولا أهل الإسلام الحقيقي في كل أنحاء العالم عن هذا الاتجاه مهما حاولت أمريكا أو حاول الملالي ذلك. ثم إن صيغة " ستحمل " هنا تعني الأبعاد المنتظرة للمصالح الأمريكية في المنطقة، والتي يجب تأجيجها من اجل الاستفادة بشكل أكبر.. وهي رؤية بالنسبة للدارسين من حقهم أن ينظروا إليها من هذا المنظار، فمصلحة بلدهم فوق أي مصلحة، ولكن ليس مصلحة العالم، في زمن العولمة التي انكسرت هيبتها ولم يمض من عمرها سوى الشيء اليسير أو كأنها ولدت هذه العولمة " خديجا" بل بالأحرى لا يستطيع أن يلد الفكر ألأمريكي مولوداً كاملاً إلا بمواجهة عدوو أمامه، وإلا فإن مولوده لن يكتمل.
لنلحظ الملاحظة الثانية في هذه المقولة من المعهد حيث أشاروا إلى أن الخصام عرقي " سنة وشيعة، عرب وفرس " وبكل أسف لم تتم قراءة ما قبل ذلك على مر التاريخ، حيث أن العرقية والطائفية لم تظهر إلا من عقد الثمانينيات من القرن الماضي وجاءت مع مجيء الملالي وحديثهم عن تصدير الثورة، وهم يعلنون لأمريكا وللعالم إننا سنصدر الثورة، أي بكل بجاحة وأمام هذا العالم كله تعلن ذلك.. ودون أن يلمس التقرير هذا السبب على الإطلاق.
أما الملاحظة الثالثة في هذه الجزئية الصغيرة من الورقة هو مقولة " الخليج الفارسي" مما يؤكد عدم الحيادية على الإطلاق في هذا السياق، وهو صياغة تسند التوجه الأمريكي الأوبامي وتقف إلى جواره وتميل نحو إيران دون أن يراعي أن السعودية دولة صديقة منذ نصف قرن أو أكثر لأمريكا.
المغالطة الرابعة هي في تبني " الفكر الأمريكي" عبر آلة " صنع العدو" حيث أن ما ورد في آخر هذه الجمل للمعهد هو " بالإضافة إلى أن كليهما يتبنى أشكالاً مختلفة اختلافا كليا من الحكم و تقديم رؤى متباينة لنظام الشرق الأوسط، والخلاف الحاد بشأن مسألة وجود أمريكا في المنطقة." وفي ذلك إشارة إلى المملكة وأنها على عداء مع أمريكا ـ طيعاً في مرحلة أوباما ـ ، وهو غير صحيح، ولم يحدث ذلك، والعداء يتوقف على ما تفعله أمريكا في المنطقة، ومحاولة تقسيم الدول، وسعيها الدؤوب إلى صنع الأعداء ومن ثم سيطرتها على العالم، وكل منطقة في العالم ذهبت إليها " الكربورقراطية" الأمريكية وقفت الشعوب ضدها، وهذا ما سيحدث في عالمنا العربي.. فلن يرضى بوجود محتل فيه مثلما حدث في العراق.
والأمرّ من ذلك هو الوصف الذي أورده المعهد، وكأنه يكتب من "قم" اقرأوا ما يلي:
"تملك كلا من المملكة العربية السعودية و إيران موارد فريدة من نوعها. و يشكل العرب السنة الأغلبية الساحقة في الشرق الأوسط.و تضع المملكة العربية السعودية وصايتها على أماكن عبادة لها قدسيتها في الدين الإسلامي ،إلى جانب الإحتياطي الهائل من الطاقة والتي تعد مزايا للملكة. أما بالنسبة لإيران فلديها تاريخ طويل كدولة قومية و تفوقها ديموغرافيا وقدرتها على إبراز قوتها خارج حدودها مما يزيد من مزاياها التنافسية. وتعتبر كل دولة منهما زعيم "مرجع" العالم الإسلامي برمته و ذلك لوجود مقومات دينية لدى السعودية، ومصداقية إيران الأيدلوجية بإعتبارها حصنا للمقاومة ضد أمريكا و إسرائيل."
ألا يعد هذا القول تعدياً على المملكة العربية السعودية حين توصف بأنها ارض الحرمين الشريفين، وهي فعلا كذلك، وحين يقول من كتب الورقة أنها " تضع وصايتها" كيف تضع وصايتها، وهي جزء من أرضها.. إنه وصف غير محايد، ويبتعد كل البعد عن العلمية والمنهجية، التي يفترض أن يتحلى بها المعهد.
ولعل محاولة الانتقاص من السعودية عندما أوردت الورقة مقولة " وذلك لوجود مقومات دينية لدى السعودية، ومصداقية إيران الأيديلوجية باعتبارها حصنا للمقاومة ضد أمريكا وإسرائيل"
الكاتب أعتقد أنه ينتقص من السعودية وهو يقول لديها مقومات دينية، فعلا المقومات الدينية موجودة، وهي ذات أبعاد عالمية ويدركها أهل الكتاب، ويعيها معظم أهل الأرض، ويستوعبها كل ذي عقل، بخلاف الأيديولوجية الإيرانية القائمة على " الخرافة" وعلى " اللطم" و" الشتم".. اما كلمة " مصداقية " فإنها كلمة كبيرة ترد من أروقة المعهد الذي يفترض به أن يتصف بالحيادية، وأن يقرأ قراءة علمية صحيحة تؤكد ربط الأحداث بعضها ببعض، لا أن يخدم أجندة تُملى عليه، فمن " الخرافة" أن إيران تصرخ ليل نهار ضد " إسرائيل " وضد " الشيطان الأكبر" ـ أمريكا ـ ومع ذلك صواريخها وعتادها وحربها التي فتخر بها المعهد " خارج الحدود" كلها ضد المسلمين وليست ضد إسرائيل.. ربما كان يتوجب على المعهد أن يعي أننا في عام 2014م ولسنا في عام إذاعة "هنا لندن"، لقد ولّى ذلك الزمن، وتغيرت أمور وانكشف المستور، فإيران تخدم الأجندة الإسرائيلية وتتعاون معها في كل صغيرة وكبيرة.
جزء يسير أوردته هنا كي تعلموا أين تذهب مراكز الفكر هذه!!