معركة حلب هدفها كسر عظم السّنة
أمريكا تقف ضد المعارضة
سأبدأ مباشرة بهذا الإهتمام العالمي بمعركة " حلب " فالإعلام المنافق وهو يتحدث عن أهمية المعركة في حلب لم يتطرق إلى أن السبب الرئيس في هذا الإهتمام بحلب يكمن في الطائفية ، حيث أنها سنية ، ومن يقاتل في سوريا مع النظام هم " الفاطميون ، و حزب الله ، والحشد الشعبي العراقي، والحرس الثوري الإيراني، بخلاف روسيا" ونعلم مدى ميولهم الصفوية التي اتكأت على الشيعة في المنطقة لتحقيق أهدافها. وليس الحديث عن كونها ثاني أكبر المدن السورية وأكبر مدينة اقتصادية في سوريا هو الهدف، ولم يكن كما ذكر بعض المحللين في أن النظام يريد الجلوس على طاولة التفاوض وهو قوياً، فهذا لمجرد ذر الرماد في العيون،الحرب القائمة في هذه المدينة هي طائفية بامتياز.
ميوعة الولايات المتحدة
يعد موقف الولايات المتحدة في حلب مائعاً، وتركيز واشنطن على المعارضة فيه شيء من المبالغة الكاذبة التي توهم العالم أنها تقاوم روسيا في سوريا بينما هي في الخفاء لا تريد من المجتمع الدولي دعم المعارضة بالسلاح، وهو ما يمثل تناقضاً واضحاً للجميع، وأفقدها مصداقيتها أمام أي محاولات لحل الأزمة في سوريا. بخلاف إن واشنطن تمارس ضغوطا على الدول المساندة للمعارضة، وتقف ضد تزويدهم بالسلاح. وهو واضح للعيان تماماً.
تركيا:
لم يمض سوى ساعات قليلة على الاتفاق بين روسيا وتركيا على هدنة في سوريا حتى انهارت، وهو دليل على عدم الفاعلية ، وعدم جدية روسيا في أي هدنة تعلن.
وبحسب الواشنطن بوست فـ" إن سقوط حلب سوف يضع النظام السوري وروسيا في مواجهة مباشرة مع تركيا. وهو يعني وصول الحرب فعليا إلى الأراضي التركية عبر تطويق حدودها بحزام علوي كردي، خاصة في ظل المحاولات التي تشير إلى سعي روسيا لاستقطاب حزب الاتحاد الديموقراطي السوري المعادي لتركيا، بما يعني ذلك أن ريف حلب الشمالي قريب من الوقوع في حصار كامل بين تنظيم الدولة الإسلامية، ووحدات “حماية الشعب”
السعودية:
على الجانب السعودي، وبحسب محللين، "فإن سقوط حلب في يد النظام سوف يجيّر على أنه انتصار لإيران في سوريا، وهو انتصار لحزب الله أيضا، أحد الشركاء الرئيسين في معارك حلب."
وبحسب صحيفة واشنطن بوست ، "فإن كلا من السعودية وتركيا قد تعرضتا لضغوط كبيرة لمنع تقديم الأسلحة للقوى السورية المعارضة، من أجل إجبارها على حضور المفاوضات وهو ما ترك المعارضة في موقف هش في مواجهة الطيران الروسي. "
روسيا والأسد:
لا يهم النظام السوري سوى فرض السيطرة على كافة المناطق، بينما روسيا تريد أن تقف في المنطقة، وحلب تمثل أهمية لكلا الجانبين من ناحية أولى وهي الأهم ألا وهي : أن أهل حلب معظمهم سنة، والسنة في سوريا هم الغالبية، وإيقافهم في هذه المدينة يعني إعتقاداً أنه إيقاف للحرب في سوريا بينما يعلم الجميع أن سوريا ليست حلب فقط.. وهذا الجانب هو ما يمثله التحالف الأسدي أو ما يريده حيث أن الطائفية وعلى رأسها إيران تريد انتزاع هذه المنطقة بأية ثمن حتى لو تمت إبادة جميع سكانها.
ثانياً: يمثل الجانب الروسي فيها تحقيق نفوذ لدولة روسية تقع تحت سيطرتهم، وتحقق نصراً للقوات الروسية بحيث ان هذه المدينة منذ أربع سنوات لم يستطع النظام فرض سيطرته عليها. وسيكون موقعا استراتيجيا لها للبدء في خوض المعارك على بقية المدن التي لا تخضع للنظام.
ثالثاً: كما يُرى قد يكون نصراً رمزيا للنظام ضد داعش ، بينما أرى أن ذهاب بعض المحللين إلى هذه النقطة غير سليم، لأن داعش في مناطق الصراع العراقية والسورية تتحرك بالريموت كنترول، فمتى ما طلب منها الخروج خرجت ، ومتى ما طلب منها الدخول لمنطقة ما دخلت، وهو دليل واضح للعيان بأن هناك عملاً استخبارياً يدور في المنطقة من أجل الوصول إلى أهداف أكبر مما هو موجود على أرض الواقع.. ولهذا أرى ان يتم استبعاد أي تحليل يتطرق لهذا التنظيم المجند لخدمة أجندة تفتيت المنطقة العربية.
أخيرا ... هذا نوع من النفاق الإعلامي :
ـ ديفيد مليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، وصف ما جرى في حلب بأنه "وفاة احترام القانون الدولي وقواعد الحرب"
ـ السيناتور الأمريكي،جون ماكين:" إن حلب سيسجلها التاريخ بأنها أكبر إخفاقات المجتمع الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان، إنها مثل سربرنيتشا ورواندا، شاهد آخر على الفشل الأخلاقي والعار الأبدي".
وغيرهما الكثير من الكلمات التي لا تفيد الشعب السوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك