‏إظهار الرسائل ذات التسميات داعش. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات داعش. إظهار كافة الرسائل

السبت، 12 يناير 2019

أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

باختصار


إيحاءات دخول حاملة الطائرات الأميركية John C. Stennis جون سي ستينيس؛ إلى الخليج العربي، تقول إن ذلك من أجل الكلمات النارية التي يرد بها الإيرانيون على التصريحات الأمريكية، وكأنها توضح أننا نفعل ولا نقول، ولكن القارئ لكل التصاريح الأمريكية منذ وصول الملالي إلى الحكومة تخبرنا أنها "جعجعة بلا طحن"، وأن الحرب الكلامية هي سياسة تم أخذها من استراتيجية "العدو الإعلامي" مع تحوير بسيط لها، وهو أن يستمر التراشق بين الدولتين علنًا، ويتم استهداف ما جاور إيران من مناطق ودول.

لكن وصول الحاملة يعد خطوة نحو الأهداف التي تود تحقيقها أمريكا في المنطقة، وليس هدفها مراقبة الأنشطة الإيرانية بعد تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

قبل عشرة أيام قال ترامب في تصريح له إن إيران لم تعد الدولة التي كانت سابقا منذ وصوله الرئاسة، وأنها تراجعت كثيرا، واعتبر ترامب خلال اجتماع مع فريقه الحكومي في البيت الأبيض أن إلغاء الاتفاق النووي فتح الباب أمام وقف طموحات إيران في السيطرة على الشرق الأوسط. وقال ترامب إن إيران لم تعد الدولة التي كانت عليها يوما ما. بالرغم من أنهم لا يزالون يتصرفون كما يحلو لهم في سوريا إلا أنهم يسحبون قواتهم وميليشياتهم من هناك، كما يسحبونها من اليمن.

وأضاف وقتها: أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا بعد فترة زمنية، مشيرا إلى أنه لم يحدد أبدًا أربعة أشهر جدولا زمنيا للانسحاب. وأن واشنطن سوف تستمر في القتال ضد داعش، ولن تخذل أحدا.

القراءة المنطقية لهذا تقول: إن ترامب يقول لإيران سنحارب السنة في سوريا، ولهذا استعدوا لذلك، فنحن معكم، ولسنا ضدكم، ولن نخذلكم، إنما تجهزوا للقادم. فالمفهوم من كلمة "داعش" في السياسة الأمريكية هو "السنّة" لا غير، ولهذا علينا أن نعي الدروس الأمريكية التي تقول شيئًا وهدفها شيئًا آخر.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران.

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

كذبة انتصار حزب الله عام 2006م بالأرقام

لا شيء يهز العالم 23

خسائر لبنان أكثر من 15 مليار دولار


قال حسن نصر الله بعد حرب عام 2006م : "نحن أمام نصر استراتيجي وتاريخي". وهذه حقيقة بالنسبة له ولإيران، فأن يكسر لبنان، وأن يحقق أهداف أعداء الأمّة العربية هو نصر بالنسبة لهم، وهذا ما دعاه إلى استفزاز إسرائيل وربما باتفاق معها ومع إيران على اختطاف جنديين في سبيل تحقيق هدفين: تحرير الأسرى، وتحرير الأرض (بحسب تصريحات حسن نصر الله). وبعد أن عمّ الدمار لبنان، عاد واعتذر، ورأى أنه لم يكن يتصور أنه سيحدث، فما هي حقيقة هذا النصر الذي يتحدث عنه نصر الله، لنقرأ معًا ما جمعته من لفيف من المواقع والكتب الشرخ الذي أحدثته هذه الحرب، والنصر المزعوم، والوهم المزروع في قلوب أتباعه، فبعد انتهاء الحرب:

ـ ازداد عدد الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، ووضعت أراضٍ أخرى تحت قبضة اليونيفل.
ـ  مزارع شبعا لم تحرر، ومقاتلة إسرائيل من أجل المزارع ما عادت ممكنة. فبينه وبين المزارع الحدودية الآن حوالي ثلاثين ألف جندي لبناني ودَولي، وهو محتاجٌ لكي يصل للمزارع إلى الاشتباك معهم قبل الاشتباك مع إسرائيل.

ـ صدر قرار من الامم المتحدة يمنع القرار 1701 الذي مرر في آب/أغسطس 2006، حزب الله من تواجده جنوب نهر الليطاني.

ـ حرر حزب الله الجنوب اللبناني من وجوده اللبناني وأصبح الوجود الأجنبي هو الحاضر فيه.

ـ الأسرى ما يزالون موجودين بيد إسرائيل، بل ازداد عدد الأسرى في سجون الاحتلال.

لغة الأرقام

وأورد موقعًا بلغة الأرقام الخسائر التي خسرها لبنان جراء هذه الحرب، التي كان الهدف منها هو مساعدة الاحتلال الإسرائيلي للتوسع في أمنه، وتحت رعاية حزب الله:

ـ تم إتلاف700 كم من الطرق وتدمير 80 جسرًا.

ـ تم تحطيم 28000منزل وخسائر مالية قدرها 12.9 مليار دولار.

ـ عدد القتلى اللبنانيين 2023

ـ عدد القتلى الاسرائيليين 144

ـ عدد الجرحى اللبنانيين 3740

ـ عدد الجرحى الاسرائيليين: 360

ـ خسائر لبنان الأولية وعن وزارة الصحة والمعالجات الميدانية: 44,880 مليون دولار

ـ تكلفة إصلاح الثمانين جسرًا 504 مليون دولار، ولا جسور اسرائيلية مدمّرة .

ـ منازل مدمرة في اسرائيل 11

ـ 14 ألف منزل متصدع في لبنان وكلفة اعادة ترميمها واصلاحها 673,750 مليون دولار، 141منزلًا اسرائيليًا متصدعًا.

ـ تم تدمير البنية التحتية اللبنانية بنسبة 65%، والإسرائيلية لا شيء.

ـ اغلاق ثلاثة مطارات لإصابتها بأضرار، وخسائر لبنان لإعادة ترميمها 200 مليون دولار، وإسرائيل: لا شيء

ـ تلوث الشواطئ اللبنانية والبحر اللبناني بنسبة 40%، وكلفة تنظيفه تعادل 50 مليون دولار، وإسرائيل لا شيء.

ـ أربعة مرافئ بحرية تضررت وأغلقت بحاجة للترميم، وإسرائيل لا شيء.

ـ 61 معملا دمرت بالكامل في لبنان، والخسارة: 610 مليون دولار، ولا معامل اسرائيلية مدمرة.

ـ 23 معملًا تصدعت، وخسارتها 57.5 مليون دولار، ولا معامل إسرائيلية متصدعة.

ـ 3200 محلا تجاريًا لبنانية مدمرة، خسارتها 80 مليون تقريبًا.

ـ تم تدمير 45% من الطرقات في لبنا وإسرائيل لا شيء.

ـ تم إتلاف ما نسبته 70% من الانتاج الزراعي لشهرين فقط، والخسارة تقدر بحوالي 30 مليون. بخلاف عدم الزراعة في لمدة شهرين متواليين وخسارتها تقارب الـ 15 مليون دولار.

ـ خسارة الانتاج الاقتصادي اللبناني بنسبة 100%  أي ما يعادل 132 مليون دولار. واسرائيل: 5,6 %.

ـ كساد موسم السياحة لسنة 2006 وبلغت خسائر لبنان ما يعادل 4.8 مليار .

تم تدمير 1750 سيارة والخسارة الاولية 8.65 مليون دولار، واسرائيل 67 سيارة.

ـ تم تدمير 57 شاحنة لبنانية، والخسارة 2.85 مليون دولار. واسرائيل لا شيء.

ـ تم تدمير 62 مدرية رسمية لبنانية  والخسارة 186 مليون دولار، واسرائيل لا شيء.

ـ خسارة 5 مليارات بسبب وقف الاستثمارات العربية والعالمية في لبنان 100، وفي اسرائيل لا شيء.

وأعلنت مؤسسات أهلية في لبنان بعد الحرب أن مجموع الخسائر اللبنانية الأولية بلغت

15.297,480,000 دولار، فماذا قدم غير النصر للشيطان؟ وهل لبنا يحتاج مثل هذا المدعي ليدافع عنه؟ وأليس مثل هذا يعد عبئًا على لبنان وعلى الأمة العربية؟

والعجيب في الأمر أنه يتردد "أن إسرائيل حكمت على أمين حزب الله في الاختباء في أحد سراديب الضاحية الجنوبية حتى أنه يخشى ان يلقى خطاب أمام مؤيدينه من حزب الله فكل خطاباته تتم من خلال شاشة تلفزيونية" وقطعًا مثل هذه المقولة ليست صحيحة لأن إسرائيل هي التي تحميه، وهو لا يحتمي منها بل من أفعاله السيئة في لبنان والأمتين العربية والإسلامية، ومثل هذه المقولات من باب الدعاية له من قبل حزبه وأتباعه ومن يواليه.

يتبع...

السبت، 1 سبتمبر 2018

موقف الأمم المتحدة في سوريا

لا شيء يهز العالم 19


 

عام 1945 وبينما كان العالم مجتمعًا في سان فرانسسكو من أجل إعلان سيطرة الدول الخمس العظمى على القرار العالمي، وبينما كانت فرنسا تدافع عن حقوقها اللغوية في المؤتمر فإنها في نفس الوقت كانت تسعى إلى تأكيد حقوقها الاستعمارية في سوريا، أي أن قضية سوريا مع الخمسة الكبار، ومع مجلس الأمن كانت من أول يوم نشأ فيه المجلس، وكان من الواضح أنه لا يبدي اهتمامًا نحوها.

والأمم المتحدة في هذه القضية أصدرت في البدء من 2011 حتى 2013م ستة بيانات، و20 قرارًا لمجلس الأمن، واتخذ مجلس الأمن الدولي القرار الرقم (2043)، والذي صدر يوم السبت 21 أبريل 2012 بإجماع الأعضاء كافة على تخويل الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال 300 مراقب عسكري مبدئيًا، على أن يكونوا غير مسلحين لمدة 3 أشهر، لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، والنظر في التزام سائر الأطراف بخطة عنان للسلام. وأنشئت البعثة للمراقبة في سوريا لفترة أولية مدتها 90 يوما، وبدأت البعثة مهامها، لكنها قررت تعليق أنشطتها في 15 يونيو/حزيران من العام ذاته، قبل أن توقف عملها نهائيا بحلول أغسطس/آب 2013. وفي 22 يناير/كانون الثاني 2014، وعقدت في سويسرا مؤتمرات جنيف من 1 حتى 8 وجميعها باءت بالفشل أو أريد لها الفشل بمعنى واضح، ومؤتمر جنيف 1 الذي استند إلى هذا البيان، والذي حضره لأول مرة ممثلون عن كل من الحكومة السورية والمعارضة. بينما في آخر مؤتمر وهو جنيف 8 أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ختام مفاوضات "جنيف-8"، مبديًا أسفه لعدم تحقيق تقدم في هذه الجولة، وعدم حصول ما وصفها بـ"مفاوضات حقيقة" بين الطرفين.



وفي العام 2013 حدث تطور جديد في دور الامم المتحدة في سوريا عندما، أصدر مجلس الأمن في 27 سبتمبر/أيلول 2013، القرار الرقم (2118)، الذي طالب بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية. واستند هذا القرار إلى الاتفاق الأمريكي الروسي الذي تم في جنيف، قبل نحو أسبوعين من ذلك التاريخ. وأعقبه قرار من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قضى بوضع إجراءات خاصة لتدمير البرنامج الكيميائي السوري، وفق جدول زمني متفق عليه. وقطعًا إلى تاريخه كل ذلك مجرد "حبر على ورق".

إن موقع سوريا الذي يربط بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تعد مركز خطوط التبادل والتجارة بين هذه القارات، جعل أمريكا وبعض الدول الغربية تسعى إلى السيطرة عليها من أجل مد خطوط الطاقة من الخليج العربي إلى أوروبا عبرها لكسر حاجة أوروبا للغاز الروسي، وكذلك جعل الأراضي والمرافئ السورية ممرا لاستيراد وتصدير البضائع إلى دول الخليج العربي.

"كما إن تموضع سوريا في شمال فلسطين جعل منها هدفا أساسيا لحركة الصهيونية العالمية، يجب السيطرة عليه من أجل تنفيذ مخططاتها في المنطقة، هذا العامل يعطي سوريا أهمية جيوسياسية كبيرة جدا، ولكن بنفس الوقت يعطي سوريا نقطة قوة رئيسية تفرضها الحسابات الدولية نظرا لحساسية هذا الملف المفرطة والمؤثرة وعدم إمكانية المغامرة فيه.

سوريا غنية جدا بالثروات الطبيعية والبشرية والحضارية، ويعتبر البترول والغاز الطبيعي من أهم الثروات الطبيعية، وتليها الفوسفات ثم الملح الصخري والجص والإسفلت كما توجد بعض الموارد الهامة التي تستخدم كمواد أولية في الصناعة كالمارن والغضار والرمال وكذلك في أعمال البناء كالصخور الكلسية والبازلتية والمنغنيز والرصاص والنحاس واليورانيوم والمعدنية كالكبريت والتالك والحرير الصخري (الاسبستوس).

حضارة سوريا تعود لعشرات آلاف السنين، إلى عصور ما قبل التاريخ، ودمشق أقدم عاصمة مسكونة في التاريخ، وتعاقبت على سوريا أعظم حضارات الشرق التي أغنت البشرية بالعطاءات في شتى المجالات أهمها أقدم أبجدية في التاريخ، ففي أوغاريت وماري وإبلا، تم اكتشاف آلاف الرُقم والمحفوظات الضخمة التي تضمنت الكثير من النصوص التجارية والسياسية والقانونية والميثولوجية، كذلك كانت الحضارة الفينيقية والآرامية مرورا بأفاميا وتدمر وبصرى، وهذه المواقع والآثار تفوق في قيمتها النفط والغاز.

جغرافيًا تتمتع سوريا بتنوع تضاريسها، حيث توجد الجبال والسهول والصحراء والبحر والأنهار، مناخها متوسطي معتدل جميل وشمسها دافئة، وهذا يساعد على التنوع الكبير في الإنتاج الزراعي والحيواني وكذلك صيد الأسماك، والأرقام الحقيقية لهذا الإنتاج الضخم قد تدهش الكثيرين وتفوق بكثير الإحصائيات الرسمية.

ولذلك كانت الهجمة الشريرة على سوريا في عام 2011 من قبل المحور الأطلسي الذي دعم الإرهاب القادم من خارج حدود سوريا سياسيا ولوجستيا وماليا وإعلاميا سراً وعلانية من أجل السيطرة على سوريا ووضعها في طرفه ضمن المعادلة الدولية، ولكنه اصطدم بوحدة الشعب السوري العريق بكل أطيافه الذي قدم مئات الآلاف من أبناءه لتبقى سوريا، والذي دعمه المحور الأوراسي المقاوم للهيمنة الأميركية بقيادة روسيا الاتحادية، وهنا تترسخ المعادلة الدولية في المعنى الجيوسياسي فالمحور الذي ستكون سوريا طرفا فيه سيكون قادر على التأثير في الكثير من المعطيات الدولية الهامة[1]."

 

في تقريرها لعام 2017م  قالت "هيومن رايتس ووتش":

جهود الولايات المتحدة وروسيا، وتدخلهما المتعاظم بسوريا للتوصل إلى تسوية سياسية عام 2016، فشلت إلى حد كبير في تقليص الانتهاكات الفادحة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي باتت سمة النزاع المسلح هناك.

وكشفت عن أنه بلغ عدد القتلى جراء الصراع 470 ألفا حتى فبراير/شباط 2016، وفقا لمنظمة "المركز السوري لبحوث السياسات" البحثية المستقلة. مما أدى إلى تشرد ما يزيد عن 6.1 مليون نازح، و4.8 مليون طالب لجوء، وفقا لـ "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية". بحلول منتصف عام 2016، كما أظهر التقرير أن هناك ما يقدر بمليون نسمة يعيشون في المناطق المحاصرة ومحرومون من المساعدات الضرورية للحياة والمساعدات الإنسانية.

واعتُقل أو اختفى أكثر من 117 ألف شخص منذ عام 2011، غالبيتهم العظمى على يد القوات الحكومية، من بينهم 4557 شخصا بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2016، وفقا لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان". يتفشى التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز، كما قُتل الآلاف في المعتقلات.[2]

والملاحظة هنا في مثل هذه التقارير أن هذه المنظمات لا تعتمد في تقاريرها على حضورها أو وجودها في قلب الحدث بل تعتمد على ما يبثه الآخرون من الطرفين المتنازعين، سواء من النظام أو من الشعب أو الحركات الشعبية التي تسعى لإسقاط النظام لتعيش حياة حرة وكريمة.

وعلى الرغم من أن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية وأسقط البراميل المحملة بكافة أنواع هذه الأسلحة إلا أن الأمم المتحدة وما يتبعها من منظمات تكتفي بالإشارة إلى ذلك دون أن تسعى إلى تحريك المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الإطار. واستمرار العبث من قبل القوى العالمية في هذه المنطقة واضح وضوح الشمس بدلالة تكيفها مع باصات نقل ما اخترعوه على أرض الواقع تنظيم "داعش"، والعمل على مساعدته للتنقل في أرجاء سوريا دون مضايقة بل وبحماية دولية، استغربها العالم أجمع.

ومع ما خلصت "آلية التحقيق المشتركة" بين "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والأمم المتحدة في تقريرها الرابع، الذي صدر هذا العام، إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت المواد الكيميائية في هجوم في إدلب في مارس/آذار 2015. حدد التحقيق وحدات الجيش المسؤولة عن رحلات جوية مرتبطة بالهجمات، ولكن لم يذكر أسماء قادة الوحدات بسبب عدم رد الحكومة السورية على استفسارات حاسمة. وصلت "آلية التحقيق المشتركة" إلى النتيجة ذاتها حول هجومين آخرين عامي 2014 و2015 في تقرير سابق. وجدت اللجنة أيضا في وقت سابق أن داعش استخدم غاز الخردل الكبريتي في هجوم على مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة مسلحة في أغسطس/آب 2015.

وهيومن رايتس ووتش عام 2016 قالت إنها وثّقت عدة هجمات على المنازل والمرافق الطبية والأسواق والمدارس بدا أنها استُهدِفت عمدا، بما فيها غارة جوية كبرى للتحالف السوري-الروسي قصفت مستشفى القدس والمناطق المحيطة به في 27 أبريل/نيسان 2016، ما أسفر عن مقتل 58 مدنيا ومريضا. وقعت عدة هجمات على المرافق الصحية في أغسطس/آب وحده، بما فيها في إدلب وحلب وحماة وحمص.

وقالت: "إن قوات الحكومة استخدمت ما لا يقل عن 13 نوعا من الذخائر العنقودية المحرمة دوليا في أكثر من 400 هجمة على مناطق تسيطر عليها المعارضة، في الفترة من يوليو/تموز 2012 وحتى أغسطس/آب 2016، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين من بينهم أطفال. استخدمت العمليات العسكرية السورية-الروسية المشتركة، التي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول 2015، الذخائر العنقودية المحرمة دوليا على نطاق واسع. حظرت معظم الدول الذخائر العنقودية لأن القنابل الصغيرة التي ترميها تنتشر في مساحة واسعة ولا تميز بين المقاتلين والمدنيين، ولأن العديد من الذخائر الصغيرة لا تنفجر وتتحول فعليا إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر إذا لُمست، حتى بعد سنوات عديدة.

لجأت القوات الحكومية وحلفاؤها بشكل متزايد إلى استخدام الأسلحة الحارقة، مع ما لا يقل عن 18 هجمة موثقة على معاقل للمعارضة في حلب وإدلب بين 5 يونيو/حزيران و10 أغسطس/آب. بثّ تلفزيون "روسيا اليوم" في يونيو/حزيران لقطات لأسلحة حارقة (من نوع آر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم) محملة على طائرة هجومية مقاتلة طراز من "سو 34" في قاعدة عسكرية سورية. تحفز الأسلحة الحارقة سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تشعل الحرائق صعبة الإطفاء وتسبب حروقا شديدة الإيلام ويصعب علاجها. صادقت 113 دولة من بينها روسيا (ولكن ليس سوريا) على بروتوكول "اتفاقية الأسلحة التقليدية" الذي يحظر استخدام الأسلحة الحارقة التي تلقى من الجو على مناطق "تجمعات المدنيين".



وبينما تواصل روسيا نفي تورطها في هجمات الأسلحة الحارقة في سوريا، تتجاهل سوريا باستمرار دعوات التوقيع على البروتوكول، كما وُثّق استخدام القوات العسكرية للأسلحة الحارقة منذ نهاية عام 2012.

واصلت القوات الحكومية أيضا استخدام المواد الكيميائية السامة في كثير من الهجمات بالبراميل المتفجرة في انتهاك لـ "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية". ألقت مروحيات الحكومة السورية براميل متفجرة تحتوي موادا كيميائية سامة على أحياء سكنية في معاقل للمعارضة في مدينة حلب في 10 أغسطس/آب و6 سبتمبر/أيلول.

ونسبت لجنة التحقيق الأممية في تقرير أصدرته في 24 أغسطس/آب هجومين بالأسلحة الكيميائية عام 2016 إلى الحكومة السورية، وواحد إلى داعش الذي يخضع بالفعل لعقوبات من الأمم المتحدة".[3]

إن التقرير الذي أوردته هيومن رايتس ووتش، وهو ليس الأول ولا الأخير، دوما يتحاشى ذكر إيران وتأثيرها في هذه الحرب، وتعميق جراح السوريين، بل تأجيج الصراع في سوريا، حيث أنها تعد عاملاً رئيسًا فيها، بالإضافة إلى دخول إسرائيل في السنتين الأخيرتين عيانًا بيانًا إلى جانب إيران وروسيا في تدخلهما السافر في هذه الحرب، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة متساهلة في هذا الجانب، بل إنها تعمد إلى عدم ذكر الجانب الإيراني في أي من قراراتها أو من قراءاتها أو تقاريرها الدورية، وهذا يدلل على المنحى الذي تنتهجه الأمم المتحدة تجاه العرب، بحيث أنها تخدم أجندة تسعى إلى هدم الدول العربية، والعمل على دمار المنطقة العربية، دون أن يكون للعدالة أي درب في هذا الصراع.

القيود غير القانونية على المساعدات الإنسانية

وعلى الرغم من الجهود الدولية التي تسعى لمساعدة الشعب المغلوب على أمره إلا إن القوات الحكومية والموالية لها، دومًا تعرقل أي مسار تسير فيه حملات الإغاثة للشعب، وباعتراف صريح قالت الأمم المتحدة: إن الحكومة السورية أزالت العناصر الضرورية للحياة من قوافل المساعدات التي سمحت بدخولها. وأضافت: إنه في شهر فبراير/شباط وحده منعت الحكومة 80 ألف مادة علاجية، من بينها مجموعات علاج الإسهال، واللوازم الصحية في حالات الطوارئ، والمضادات الحيوية وأدوية أخرى، من الدخول إلى المناطق المحاصرة.

 

إن تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية والقوات الموالية لها بسرعة، اضطر سكان داريا ـمثلاـ في ريف دمشق إلى الجلاء عن المدينة في 25 أغسطس/آب بعد حصار 4 سنوات.

كما قصفت طائرات في 19 سبتمبر/أيلول 2016، قافلة معونات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، ومستودع لـ "الهلال الأحمر السوري" في أورم الكبرى بحلب، ما أسفر عن مقتل 20 مدنيا وموظف واحد بينما كانوا يفرغون الشاحنات. كانت معظم المساعدات، بما فيها مواد غذائية وإمدادات طبية، ستوزع على 78 ألف شخص على الأقل، وفقا لبيان "الهلال الأحمر السوري". قالت الأمم المتحدة إن القافلة تلقت التصاريح اللازمة من الحكومة السورية مقدما للعبور من أجزاء حلب التي تسيطر عليها الحكومة إلى أجزاء من حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لتقديم المساعدات. كل هذا يحدث والعالم يقف متفرجًا ويكتفي بالتنديد الخافت، والأمم المتحدة فقط تدعو الأطراف المتنازعة إلى الحوار، وتكرار الحوار لم يفد من جنيف 1 حتى 8 ومع ذلك هناك إصرار عليه، كمن يقول للعالم نريد إطالة أمد الحرب، ولا نريد الفصل في سوريا في الوقت الراهن، بل ننتظر حتى نصل إلى غايتنا التي نريد والتي لم تتحقق إلى الآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]

[2]  راجع موقع المنظمة رابط : https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298280

[3]  نفسه

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 32

· أن تكذب أكثر 5


· القوة الناعمة

نحت أمريكا منحى موازٍ تماماً لأيام الحرب الباردة، وأعادت صياغة مصطلح " الحرب الباردة" ليتحول إلى  القوة الناعمة ( Soft power ) ولعل إيحاءات هذه المرحلة بدأت من عام 1989م عندما سقط جدار برلين دون أن تقام حرب أو تسفك دماء، حيث يشير مؤسس مصطلح " القوة الناعمة " جوزيف ناي ـ وقد كان نائباً لوزير الدفاع الأمريكي، وكتب عنه عام 1990م في كتابه ( ملزمون بالقيادة) ـ إلى أن الجدار تم اختراقه بالتلفزيون والسينما منذ زمن طويل قبل سقوطه، في إشارة إلى تأثير الثقافة الغربية بدلا عن السلاح.

الاثنين، 3 يوليو 2017

أن تكذب أكثر (3)


  • الحرب القذرة على العالم 22


لست حرّاً!!

يرى ليبمان أن المصالح العامة كفيلة بخداع الرأي العام، وليبمان هذا هو الذي درسنا له في الجامعة الكثير من النظريات عن الإعلام، والكثير من التعريفات عن الدعاية والإعلام، والكثير من التنظير عن الرأي العام. ويرى أن من يفهم المصالح العامة هم نخبة متخصصة وهم الوحيدون الذين يدركون الأمور ويعرفون ما هو الصالح العام، ولذلك فإن الاعتماد يرتكز عليهم في إدارة الجماهير. وفي نفس الوقت هم يناقضون فكرة الديمقراطية القائمة على أن المجتمع هو الذي يملك فيه العامة ( الجمهور) الوسائل اللازمة للمشاركة الفعالة في إدارة شئونهم، وأن تكون وسائل الإعلام منفتحة وحرة.. وبالتالي فإن فكرة الديمقراطية هنا تكون كما قال عنها تشومسكي " منع العامة من إدارة شئونهم، وكذلك من إدارة وسائل الإعلام التي يجب أن تظل تحت السيطرة المتشددة"[1]

الاثنين، 5 يونيو 2017

الحرب القذرة على العالم (20)

حصان طروادة أو داعش!!


في خبر تناولته وكالة الأنباء الألمانية قال السكان في العراق : إن تنظيم داعش قام بسحب مئات دواوين الشعر العربي والكتب الأخرى التي تتحدث عن الغزل والغرام وقام بإحراقها في سوق شارع النجيفي وسط الموصل بعد إعلان التنظيم، أن تداول هذه الكتب حرام وعلى أهالي مدينة الموصل عدم قراءة هذا النوع من الكتب.

هذا هو الوجه الآخر والوجه الأول هو : ما اودته صاحبة كتاب " من الذي دفع للزمار" حين قام  السيناتور مكارثي بحملة كبيرة أتلف فيها آلاف الكتب والوثائق من المكتبات العامة والخاصة التي تتحدث عن الشيوعية ، وتم تدمير عشرات اللوحات للرسامين السوفيت الموجودة في المتاحف الأميركية فضلا عن تطهير المكتبات العامة من أعمال  سيجموند فرويد، وكتابات انشتاين وكتابات جون ريد والأعمال الروائية لتوماس مان، كانت عمليات التطهير الثقافي في البلاد تجري بسرعة مخلفة وراءها الحرية التي كانت تدافع عنها، كانت المكارثية قصة بطولة زائفة، والفصل الأكثر بؤسا في التاريخ السياسي والثقافي الأمريكي، بعد أفول نجم مكارثي عام 1957م وموته كمدمن على الكحول، حاولت أمريكا بكل الإمكانيات أن تطرد شياطينه من الحياة العامة وان تتخلص من تلك الحقبة العــــار في تاريخها. هل كانت أمريكا تعاني من الرهاب الشيوعي؟  نعم في تلك الحقبة الملتبسة كانت امريكا تعاني الرعب من الخطر الأحمر الذي التهم العالم. [1]

الأساليب واحدة من أمريكا حتى الموصل، لم تتغير مع داعش أو مع الاستخبارات الأمريكية، فهما وجهان لعملة واحدة.. وإيحاءات أن أمريكا صنعت داعش ليست بعيدة؛ فقد طرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم الأحد (21 سبتمبر 2014)، تحقيقا للكاتب ديفيد كيركباتريك، بدأته بالقول "إن الولايات المتحدة تنفذ حملة متصاعدة من الضربات الجوية القاتلة ضد مسلحي جماعة "داعش" منذ أكثر من شهر، لكن هذا لم يفعل الكثير للقضاء على نظريات المؤامرة التي تدور في شوارع بغداد حتى أعلى مستوى في الحكومة العراقية، من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) تقف سرًّا وراء المسلحين الذين تهاجمهم الآن."

وأوردت الصحيفة من تظاهرة لنائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي دعا إليها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للتحذير من الانتشار المحتمل لجنود مشاة أمريكيين: وقال فيها " نحن نعلم من صنع داعش". وكان الصدر قد وجه اللوم علنًا إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في صناعة داعش في نفس الأسبوع الذي نشر فيه هذا التحقيق.

بينما سمعنا الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وهو يردد أن إدارة أوباما هي التي أوجدت تنظيم داعش، وأن هيلاري كلنتون ساهمت في صناعتها أيضاً.

وفي كتابه " تدمير العالم " أكد المحامي العالمي ، أستاذ القانون الدولي في جامعة الينوى الأمريكية ، البروفيسور فرانسيس بويل أن واشنطن صنعت تنظيم "داعش" وفق مواصفات تخدم أهدافها الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، كما خلقت من قبل القاعدة .

وأشار المحامي، إلى أن لديه من المعطيات والوثائق التي تثبت بأن حروب واشنطن على العراق التي وصفها بأنها حروب إبادة قتلت قرابة ثلاثة ملايين عراقي. واعتبر الاحتلال الفعلي للعراق أنه لا يمكن أن يحفظ سيادة الدولة المحتلة؛ ولا يستطيع نقل ما تبقى من سيادة الدولة إلى أيدي "حكومة شكلية". وقال إن قرارات مجلس الأمن 1441، 1500، 1511، الصادرة عام 2003، توضح إلى أي مدى أصبحت الأمم المتحدة خاضعة لهيمنة الولايات المتحدة. وأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لعب دوراً ضعيفا في فترة التحضير للحرب. كما أن المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة تعطي الأمين العام الصلاحيات لعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن لتفادي الحرب. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبر كبار موظفي الأمم المتحدة وكوفي عنان متواطئين مشاركين في الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق.

وتوقع بويل أن يسقط ألوف المدنيين جراء الحملة الأمريكية الجديدة التي قال إن أحد أهدافها الرئيسة هو إسقاط نظام بشار الأسد في سورية .

خلية التتدمير


أرأيتم الفيروس الذي يعشعش في أجهزتكم ويسمى " حصان طروادة " إنه ذات التنظيم الذي يعشعش في وسط العرب.. بحيث أنه يسير بيننا ولا نعلم في أي مكان هو موجود، إنما هو يسير بهدوء ليدمر فقط، أو ليثقل حركة المجتمعات العربية، حتى تتهالك ومن ثم ينقض عليها.. كانقضاض " الهكر " على جهازك الضعيف.

ومن هنا جاءت تسميته بتنظيم الدولة الإسلامية، أي أن نسبته إلى الإسلام متعمدة، من أجل تحقيق أهدافه، وقد رأينا وقرأنا عن الكثير ممن انتسبوا إليه في البداية وكيف أن شباب الإسلام قد خدعوا فيه، وانخدعوا برسالته، وحين اكتشفوا الكذبة التي صنعتها بدأوا ينسحبون منه واحداً تلو الآخر، إلى أن بدأ السياسيون داخل أمريكا الحديث عنه وعن صناعته، وعمن أوجده، وأظهر له الصفة التي يُراد لها أن تكون لتحقيق أهداف وأجندة أمريكا في المنطقة، بالتعاون مع إيران ومن قبل وباستمرار بالتعاون مع إسرائيل.. بمباركة كاملة لما تفعله الماسونية في العالم من البابا، ولا تستغربوا أن أحشره هنا لأنه في شهر 6 ظهر وهو يقبل يد الماسوني روتشلد، واقرأوا قصة هذه العائلة[2] منذ تأسيس الماسونسة إلى اليوم وما هو الدور الذي تلعبه في العالم.  ( راجع كتاب " أحجار على رقعة الشطرنج" مثلاً.)

إن تنظيم الدولة الإسلامية كما أسموه هو الحركة التي يسعى الغرب بل بالأحرى الفكر الأمريكي عبره إلى تدمير الإسلام والمسلمين، ووجوده وسط الفوضى في العراق وسوريا يدلل على أن من استخدمه يريد تحقيق " فوضاه " في هذا الجزء من العالم، والتنظيم كما هو معروف مسلح ولا أحد يعرف من أين يأتي بالأسلحة، ويعيش على متناقضات ما بين سوريا والعراق، ولكنه أراد التمدد وإلى الآن لم ينجح في دول كاليمن، لأن هناك من يقف أمامه ويعي توجهاته وتحركاته جيداً، بينما في ليبيا المناطق المتحارب فيها تشبه الحرب القبلية وهم لا يستطيعون الخوض فيها لأنها خطرة عليهم ولا يقفون أمامها فالفهم في هذه الحرب لا يقوم على أجندة سياسية مرسومة لهم، بل يقوم على تنافر فيما بينهم أولاً وعلى إملااءات تأتيهم إلى أن يتجهوا ثانياً!!.. لهذا لم يكتب له النجاح في ليبيا حتى الآن، وفي سيناء والصومال ونيجيريا وباكستان جميع التنظيمات تتخذ من العصبية مكاناً لها، وهذا التنظيم لا مكان لهم في عصبياتهم، رغم اعتراف " بوكو حرام" بتنظيم داعش ومبايعته له.

العمليات التي اتبعها هذا التنظيم قامت على تهويل الأمور عبر التطهير العرقي، وعبر ممارسات لا دينية، ولا تمت للإنسانية بصلة. وقد ألمحنا إلى عمليات قطع الرؤوس من قبل التنظيم وبين ما كان يفعله الـ " فارك" في كولومبيا، وعبر انتهاكات جمة لحقوق الإنسان كما قالت المنظمات الأممية، التي تعمل تحت ريموت الولايات المتحدة الأمريكية.

إن الجميع في العالم يعي تمام الوعي أن هذا التنظيم وُلد بيد استخباراتية، لا دين لها، ولا تمتلك أدنى رحمة تجاه الإنسان، بل إن المقدس لديها هو مصالحها فقط، وهذه الشريعة التي تنتهجها هي شريعة أوجدها الطغاة، ولا تحمل رسالة إنسانية في منهجها، بل تحمل التدمير وتدعو إلى انحلال وانحدار الإنسان إلى أدنى مستوى بحيث يشبه الحيوان ويكون مسيراً لا مخيراً بيد زمرة فاسدة في هذا الكون.

كان تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004م، هو الذي في الواجهة فرأت المصالح الأمريكية أنه لم يعد يخدم توجهها وأن أسطورة أسامة بن لادن تلاشت في أذهان العالم، وأنها باتت خدعة ارتبطت في أذهان هذا العالم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولهذا تخلت عنها أمريكا فهي تذكرها بفعل خبيث قامت به، وهو عار على حكومة بوش التي سطرت الدم في قلب أمريكا، وخصوصاً بعد تصاعد القراءات لأحداث سبتمبر وتعددها وتشكيكها في أن الاستخبارات لها يد في حادثة البرجين. فتركت كل هذا جانباً وأظهرت أسطورة جديدة بدأت بوحشية في ظهورها، وفي مشاهد سينمائية لا يصورها إلا أهل هوليوود؛ قطع رؤوس، حرق، رمي من الأسطح، إغراق في المياه، بيع النساء.. أفلام سينمائية كان يقوم بها هذا التنظيم على مرأى ومسمع من عاصمة السينما العالمية. إلى أن فُتحت الممرات له لاحتلال جزء من العراق من أجل تحقيق هدف " الفوضى الخلاقة " التي طبخها بوش وكونداليزا ومررها ورتبها في العراق وسوريا الملا أوباما. وتأكدت فكرة وجود " داعش " بشكل حقيقي عام 2006 حين أعلن مجلس شورى المجاهدين بضم القاعدة عن تأسيس اقليم سنيأو دولة سنية سميت بالدولة الإسلامية في العراق.

ومنذ عام 2014، وتحت قيادة أبو بكر البغدادي، انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب، وتم لها وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة وإدلب ودير الزور وحلب بعد الدخول في الحرب الأهلية السورية.[3]

سنلحظ في التطور الذي ناله التنظيم من عام 2004 حتى عام 2014 أنه قفز في عامه الأخير بعدد جنوده من 4000 إلى 80 ألف ـ بحسب المرصد السوري بحيث ذكر أن 50 الف في سوريا و30 ألف في العراق ـ  وهو عدد كبير جداً يتكون خلال عام واحد، بينما كان في الأعوام التي سبقت يشبه الخلابا النائمة، هذا التطور جاء في عام التدخل الإيراني أو الطبخة الخمينية المالكية الأوبامية وكانت سيطرته على العراق واضحة جداً بعد عودته من سوريا، وحديث المالكي قبيل الانتخابات العراقية الثانية، وهو يقول في حديث تلفزيوني " إن العراق أمام أربعة سيناريوهات " وذكر منها التقسيم الثلاثي بل شدد على هذه الجزئية تماماً " التقسيم الثلاثي" وكأنه يقدم إيحاءاته للتنظيم لكي يهجم على العراق، وهو ما حدث بعد شهر من إعادة انتخاب المالكي رئيسا، حيث فتح المجال للتنظيم لكي يقتطع الجزء السني من أجل تحقيق غاياته في العراق، وإرساء الوجود الفارسي فيه.

إن انطلاقة " داعش " جاءت مع إيحاءات المرحلة الجديدة وهي العمل على استراتيجية " الفوضى الخلاقة" وكان الهدف من ظهوره هو الآتي:

ـ دخوله سوريا وتفتيت المقاومة.

ـ  إقامة الخلافة وفق ما يدعون , في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق.

ـ السعي إلى تقسيم العراق لثلاث مناطق سنية شيعية كردية.

ـ السعي إلى تقسيم سوريا لأربع مناطق، علوية ، سنية، مسيحية.

ـ السعي إلى إثارة الرعب من المسلمين.

ـ العمل على إثارة الرعب في البلاد العربية، والعمل على خلخلة المجتمعات المتماسكة فيها.

ـ اشغال الرأي العام عن الحقيقة التي يعيشها العالم العربي بوهم " داعش".

ـ تقويض كل مساعي السلام في المنطقة التي تدعو لها الأطراف العاقلة، أو التي تسعى لها هذه الأطراف.

ظهور الفيروس


بايعت جماعة التوحيد والجهاد، بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، في عام 2004، زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين٬ وتطور التنظيم وأصبح واحدا من أقوى التنظيمات في ساحة الفوضى التي خلقتها أمريكا في العراق، وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق. ولكن عام 2006م شهد تحولاً في مسيرة هذه الجماعة وذلك حين خرج الزرقاوي على الملإ في شريط مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين٬ بزعامة عبدالله رشيد البغدادي٬ ولكن الزرقاوي قُتل في نفس الشهر واختير أبو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم٬ لتختتم هذه الجماعة تلك السنة بإعلان تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي.

 

التسلسل الزمني لداعش:

ـ في أكتوبر 2004م، أعلن الزرقاوي البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقام بتغيير اسم جماعته لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وعُرفت باسم تنظيم القاعدة في العراق.

ـ في يناير 2006، اندمج التنظيم مع مجموعة من التنظيمات الأخرى وشكلوا مجلس شورى المجاهدين في العراق.

ـ في 12 أكتوبر 2006، اندمج التنظيم مع عدة تنظيمات أخرى، وفي 13 أكتوبر تم إعلان اسمه الجديد دولة العراق الإسلامية.

ـ في ابريل 2010 وبعد مقتل أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر تم اختيار البغدادي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.

ـ في 8 أبريل 2013، توسَّع التنظيم إلى سوريا، وتبنى اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأُطلق عليه اسم داعش اختصارًا من أولى حروف اسمه رفضت داعش هذا الاسم.

ـ في 2014، قام مسؤولون حكوميون أمريكيون بالتحويل من استخدام ISIL اختصارًا لاسم التنظيم (من الإنجليزية: Islmic State of Iraq and the Levant) إلى استخدام DAESH.

ـ في 29 يونيو 2014م، أعلن التنظيم تغيير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية فقط، معلنًا نيته إقامة "خلافة عالمية".

يتبع..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]

[2]

[3]

الخميس، 20 أبريل 2017

ضربة عضلات " بوباي" الكرتونية

إسقاط الأسد يسقط الفوضى..


ماذا استفادت أوروبا من هذه الفوضى؟

( 3 )


الملاحظة المهمة التي يراها المراقب من خلال الطرح الأمريكي الجديد القديم والمتمثل في ضرب "داعش" و"الجهاديين" وإنشاء مناطق آمنة، والسيطرة على مناطق داعش وتسليمها للأهالي.. الخ.. لا تؤتي ثمارها، فهذه الأهداف موجود منذ أن أرسل أوباما من يدرب المعارضة في سوريا لتدخل الحرب بدلا عن أمريكا، ولكنها في النهاية أعلنت أن العدد الذي يحارب، بعد التدريب، 65 ممن دربتهم أمريكا. الركيزة الأساسية في أي خطة مهما كانت تبدأ أولا بإزاحة النظام، وبإسقاط النظام حققت الآتي:

ـ أسقطت كل تنظيم موجود في سوريا.

ـ أزلت السبب الموجود من أجله هذا التنظيم أو ذاك.

ـ أزلت الارضية التي تنمو فيها مثل هذه التنظيمات.

ـ أسكت جميع الدول المتنازعة على كرسي الأسد.

ـ أحلت الأمر إلى شرعية الدولة.

ـ أحلت القضية من عمليات عسكرية إلى عمل سياسي حقيقي.

ـ غيرت نمط التفكير نحو سوريا، للتوجه نحو إعادة الإعمار.

ويجب على صانعي القرارات الغربية أن يقرأوا ما على الأرض، لا أن يقرأوا ما تمليه عليهم أوراق التجار. ويجب عليهم تحديد الأهداف الاستراتيجية وفقاً لمستوى التزامهم بتحقيقها، وبمصداقية كاملة تجاه إيجاد حلول حقيقية للأزمة السورية، لأنه إن استمر الوضع هكذا في سوريا، فالضرر لن يطال أمريكا فهي بعيدة بل سيطال أوروبا وهي التي ستكون في الواجهة.

ويفترض أن أوروبا هنا هي التي تحسم هذا الأمر لا أمريكا، لأنه من مصلحة الولايات المتحدة استمرار الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية، فهي ستشغل العرب عن قضيتهم الأساسية التي ينفخون في كيرها منذ 1948م إلى اليوم دون نتيجة، وستشغل أوروبا بخوفها من انتقال العدوى إليها، وستشغل الشرق بدخولها في فخ الحفاظ على مصالحها في الخط الآسيوي. قفوا يا عقلاء أوروبا واقرأوا الواقع فذلك أفضل لكم.. فماذا استفدتم من دمار ليبيا؟ وماذا استفدتم من دمار العراق؟ وماذا استفدتم من دمار سوريا؟ وماذا ستستفيدون في استمرا الفوضى بهذا الشكل؟

الأربعاء، 19 أبريل 2017

ضربة العضلات " الكبرى" في سوريا..

(2)


إن التوجهات المطروحة نسبيتها ليست في صالح الشعب السوري، والخيارات التي يتحدث عنها الجميع سواء ببقاء الأسد أو رحيله، أو مقاسمة السلطة، أو بتقسيم سوريا من عدمه، لا تجدي نفعاً للداخل السوري.. فالعبث الإيراني في سوريا لا يريد لها أن تقوم من جديد، ويريدها مثل العراق تماماً تحت سيطرته، والتوجه الغربي وعلى رأسه أرميكا لا يقدم ولا يؤخر بقدر ما سيكسب فقط.

والضربة الترامبية التي طالت مستودع الخردة في مطار الشعيرات، لا فائدة منها، فالتوجه الغربي بالكامل نحو سوريا على مدى ست سنوات كان يحمل في طياته الصمت،بل كأنه كان يستمتع بما يحدث فيها، إلى أن بدأ مدّ اللجوء إليه، فاستشعر الخطر وتصاعدت الأصوات ام 2015 إلى أن سمع دويها أوربيا عام 2016م .

في ورقة بحثية أطلقها معهد تشاثام هاوس عن سوريا وسياسة الغرب تجاهها منذ انطلاق الثورة فيها، وبدء الحرب المتعددة الأطراف، حملت الورقة في طياتها عدم وضوح الرؤية لدى الغرب في النزاع السوري، وقد وجهت الورقة إلى أنه يجب اتخاذ الخطوات الآتية:

"· يتعين على صناع القرار مواءمة التدابير المتخذة من القمة إلى القاعدة والعكس، لأنه لا يمكن إيجاد حل وطني في سورية دون كسب المجتمعات المحلية، فقد أغفلت المبادرات على المستوى المحلي في المجال الإنساني والحكم القضايا السياسية إلى حد كبير، بينما ركزت مبادرات السلام على المستوى الوطني على القضايا السياسية لكن بقليل من الاهتمام بالديناميات والجهات الفاعلة المحلية. ومن أجل الوصول إلى استراتيجية غربية ناجحة، يجب تحقيق التوازن بين السياسات على المستوى الوطني مع الأولويات والاهتمامات على المستوى المحلي، من أجل ترسيخ دعم الجهات المحلية.

  • يجب على القوى الغربية-خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا-تحقيق الاستفادة القصوى من نفوذها المحدود من أجل الحصول على "تنازلات" من الدولة السورية وداعميها الدوليين. مع الأخذ بالحسبان أن النفوذ الغربي الأكبر يكمن في الجانب الاقتصادي، وذلك من خلال العقوبات وفرص التبادل التجاري وإعادة الإعمار. ويبدو أن لهذا العامل تأثيراً مهماً في تحديد مستقبل سورية ما بعد التسوية بالنسبة للغرب، لأن روسيا وإيران لا تملكان رأس المال لتمويل جهود إعادة الإعمار، وليستا مهتمتان في ذلك."


بالطبع يعتبر الحديث هنا عن إعادة الإعمار نوع من التنظير الذي يقفز على الحقائق على الأرض ويتجاوزها ليراوغ للخروج من الأزمة الحقيقية في سياسة الغرب تجاه الوضع في سوريا، ومثل هذا هو الرؤية الأمريكية لسبب وجودها في سوريا أو الدخول فيها، والتي تتمثل في محاربة " داعش " ، هذا البعبع الذي جعل 61 دولة تتكاتف من أجل القضاء على هذا التنظيم ، بل إن الدارسين والباحثين والمعاهد وضعت الخطط والاستراتيجيات لمواجهته وشددت علىأن أهمية محاربة داعش تفوق أهمية محاربة النظام في سوريا، وشأن الشعب السوري لا يعنيهم في شيء لا من قريب ولا من بعيد.

وها هو معهد دراسات الحرب يقدم دراسة لمجموعة من الكتاب عن " استراتيجية أمريكا الكبرى.. لتدمير داعش.. طريق أمريكا المقبل في سوريا" ولأهمية هذا المبحث فإنني أنقله مثلما تم تلخيصه من أحد مواقع الدراسات والأبحاث، مع الشكر لهم.

" ضمن سلسلة "استراتيجية أمريكا الكبرى" أعدت مجموعة من الباحثين تقريراً بعنوان "طريق أمريكا المقبل في سورية"، نشره معهد دراسة الحرب في آذار/مارس 2017. تحدثوا فيه عن وضع أمريكا الحالي في سورية وفي العراق، وعن فشل واشنطن في تحقيق أهدافها ومصالحها، واتجاهها نحو الهزيمة هناك. وقدموا بالتالي مجموعة من الخيارات والتوصيات لتغيير هذا الواقع.

تحديد المشكلة

رسم الخطوط العامة للواقع الحالي للوضع الأمريكي في المنطقة، ولخصوه كالتالي:

  • الولايات المتحدة تخوض الحرب الخطأ في الشرق الأوسط، فتنظيما القاعدة و"داعش" يشنان حربهما باستخدام السكان في حين تجري عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية بالوكالة. فإذا أرادت الولايات المتحدة هزيمة هذه التنظيمات عليها مواصلة حربها عبر شركاء في سورية والعراق مقبولين ومؤثرين في المجتمعات "العربية السنيّة".

  • استراتيجية الولايات المتحدة الحالية تقوي تنظيم القاعدة في سورية والذي يعد العدة ليحل محل تنظيم "داعش" عبر استغلال الضعف الذي سيحصل في المجتمعات التي كانت واقعة تحت سيطرة "داعش". لقد أجلت الولايات المتحدة هزيمة تنظيم القاعدة إلى ما بعد الانتهاء من القضاء على "داعش" لكن الأول أخذ يعزز وجوده شمال غرب سورية بعد الانسحاب من حلب ويحضّر لهجوم مضاد في سورية في الوقت الذي يعيد فيه بناء نفسه في العراق.

  • على العمليات الأمريكية أن تستهدف دفاعات العدو الخلفية والأمامية معاً لتشتيتها ووضعها أمام عدة معضلات لا تستطيع مواجهتها على نحو كافٍ.

  • إن "العرب السنة" ينظرون للولايات المتحدة على أنها في صف التحالف الروسي-الإيراني الآخذ بالتعمق وأنها متواطئة مع ما يرتكبه من "فظائع".

  • على الولايات المتحدة استعادة زمام المبادرة وقيادة استراتيجية متعددة الجنسيات. فليس بمقدور أي من الفواعل الإقليمية تطوير ما سماه الكاتب "مقاومة عربية سنية معتدلة" لهزيمة القاعدة و"داعش". فتركيا تدعم "أحرار الشام" المخترق من القاعدة. في حين تغرق السعودية والإمارات في ورطة اليمن كما أصيبتا بخيبة الأمل من وجود “معارضة معتدلة" في سورية. أما الأردن فيواجه تهديداً سلفياً-جهادياً داخلياً كبيراً وموارده قليلة.

  • على الولايات المتحدة نزع فتيل الخلاف السياسي التركي الكردي في سورية لكسب نفوذ على الطرفين. فالأهداف السياسية الكردية في السورية تهدد المصالح الأمريكية. لذا يجب أن توقف الولايات المتحدة تقدم الأكراد بعد أن يُؤمنوا سد الطبقة.

  • روسيا وإيران تقيدان حرية التحرك الأمريكية في سورية وحوض المتوسط ويمكن أن تهددا ثلاثة من سبع منافذ بحرية كبرى وهي قناة السويس، مضيق هرمز، وباب المندب، خلال السنوات الخمس المقبلة.

  • من المرجح خلال السنوات الخمس القادمة نشوب صراع كبير بين الولايات المتحدة وإيران، التي لن تقبل الضغوط الأمريكية حول المسائل غير المتصلة بالملف النووي، وبالتالي ستعمد إلى التصعيد في الخليج والبحر الأحمر وأماكن أخرى.

  • يجب على الولايات المتحدة أن تضع خطة لتحقيق المصالح الأمريكية دون الاتكال التام على التمركز في العراق، فانتخابات عام 2018 قد تأتي برئيس وزراء حليف لإيران ومن المرجح بالتالي أن يخفف أو يمنع التواجد الأمريكي في العراق.


المفهوم العملياتي: المهمة:

الخطة الجديدة التي طرحها الباحثون في هذا التقرير جاءت كالتالي «بالتعاون مع الشركاء المستعدين والمقبولين، تستولي الولايات المتحدة وتؤمن قاعدة عمليات جنوب سورية لتوسيع نطاق حرية تحركاتها، وبناء "شريك عربي سني سوري جديد"، يمكن معه وعبره تدمير تنظيمي القاعدة و"داعش"، وتهيئة الظروف التي تمنع إعادة بنائهما، وأخيراً إعادة توطين اللاجئين».

خطة العمل الموصي بها: المرحلة الأولى في سلسلة من الحملات متعددة المراحل.

ولتحقيق هذه الخطة قدّم الباحثون مقترح السيناريو التالي: تستولي الولايات المتحدة -مع شركائها المقبولين-وتؤمن قاعدة جنوب شرق سورية، في البوكمال على سبيل المثال، وتخلق "منطقة آمنة " بحكم الأمر الواقع. تقوم بعد ذلك بتجنيد وتدريب وتجهيز قوى "عربية سنية" محلية والعمل بالشراكة معها لقتال "داعش". هذه "القوة السنية المستقلة" ستشكل الأساس لحركة مستقبلية لتدمير "داعش" والقاعدة في العراق وسورية. وعلى القوات الأمريكية أن تقاتل مع تلك القوات جنباً إلى جنب للحد من حالة ضعف الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها المحتملين. ويجب على هؤلاء الشركاء ألا يدعموا السلفيين الجهاديين أو "وكلاء إيران" أو النزعة الانفصالية الكردية.

يرى معدو التقرير أن عمليةً في جنوب شرق سورية بدلاً من الرقة هي أكثر ملائمة لأن من شأنها:

-تقليل مخاطر التصعيد على المدى القريب مع روسيا وسورية من خلال التركيز على مناطق ليست حساسة بالنسبة لهم؛

-إنشاء تمركز للقوات الأمريكية في منطقة مستقلة عن المقاتلين بالوكالة الحاليين؛

-نزع فتيل الحرب التركية-الكردية؛

-التخفيف من خطر خسارة امتيازات التمركز في العراق؛

-  خلق ظروف الانتصار على "داعش" في المدن من خلال استهداف مناطق التنظيم الخلفية؛

- تمكين الولايات المتحدة من إسباغ الشرعية على وجودها في "المناطق العربية السنية". والحد من تهديد "داعش" على الأردن.

ويستمر سيناريو معدي التقرير لينتقل إلى مجموعة من الخطوات في المراحل اللاحقة، أهمها:

-تطلق الولايات المتحدة عمليات تطهير على طول وادي الفرات باتجاه الرقة، باستخدام القوات الأمريكية وقواتها الحليفة الجديدة في البوكمال ومحافظة الأنبار العراقية.

-تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط في صفقة سلام بين الأتراك و"قوات حماية الشعب الكردية".

- تنشئ الولايات المتحدة منطقة حظر جوي في درعا "لتسهيل" قيام وقف إطلاق نار ولتأكيد التزام الولايات المتحدة "بالتصدي" لمعاناة سكان المناطق التي تقع تحت سيطرة الجهاديين.  وعلى الولايات المتحدة أن تدعم القوات الشريكة لها على الأرض في درعا في القضاء على القاعدة و"داعش" الأمر الذي من شأنه أن يساعد على التوصل إلى تسوية تفاوضية للأزمة السورية.

-على الولايات المتحدة الربط بين القوة الجديدة والمقاتلين الحاليين المدعومين أمريكياً لخلق شريك واحد قادر على تأمين واستعادة الأراضي من الجهاديين، وخوض التسوية مع الحكومة السورية."

ــــــــــــــــــ

ملحوظة: من يريد المصادر أو المراجع يراسلني على الإيميل أو على تويتر، مع الشكر والتقدير.

ضربة العضلات الترامبية.. ومستقبل سوريا

(1)


الطريق الطويل لم يختصر.. بل ربما انه ازداد طولاً هذا هو حال سوريا بعد " ضربة العضلات الترامبية" فالضربة لم تقدم ولم تؤخر، ولم تغير النتائج على الواقع، بل زادتها تعقيداً، ولم يكن هناك ما يشي بأن ترامب يود السير قدما لحل هذه الأزمة، بل هناك ما يدلل على حسابات أخرى، تدفع به للمسير نحو أن يكون الطريق طويلا.

والمتفائلون الذين يقولون إن هذه الضربة ذات جدوى فيرونها من باب أنها ستقود إلى الحل السياسي، أو أنها ستسرع العملية السياسية التي لم تتزحزح من مكانها طوال أيامها الجنيفية والاستانية على مدى الأشهر الكثيرة، ولكن ليس من دلائل توضح هذا. وحتى ‘لى أرض الواقع فإن عمليات استهداف مواقع مؤثرة أو تعطي نتائج إيجابية على أرض المعركة يصعب الآن فـ  "مايكل أوهانلون" يقول: " لا يبدو أن هنالك خطوة عسكرية واضحة قد تتبعها. فالقوات الروسية الموجودة في القواعد العسكرية السورية تجعل من الصعب على الولايات المتحدة استهدافها".

الأفكار التي يتبعها السياسيون ليست ذات جدوى على الأرض، فأنت تخطط على الورق، وغيرك يخطط على الأرض فأيهما أقوى هنا أن تكون إنساناً نظرياً أو عملياً؟ أو هل تستفيد القوى العالمية من العملي لتنتهج نهجاً نظرياً يقربهم إلى الأرض؟ أم أنها لن تخلو كل توجهاتهم من طريق شاق وطويل؟

الخميس، 9 فبراير 2017

التوتر الأمريكي الإيراني يتجاوز التصريحات والعقوبات 1

 

ملف إعلامي عن أمريكا وتصريحاتها ضد إيران


إعداد : مركز الشرق العربي

4/2/2017

عناوين الملف

الوفد :البيت الأبيض: العقوبات على إيران أعدت قبل رئاسة ترامب

الراية :ترامب: إيران تلعب بالنار ولن أكون طيباً معها

الغد الاردنية:عقوبات أميركية جديدة على إيران بعد تجربة الصاروخ البالستي

الاخبار :اوروبا ــ إيران... ضغوط واشنطن ما زالت وازنة

البوابة :وزير الخارجية الألماني يؤيد العقوبات الجديدة على إيران

عربي 21 :إيران تمنع دخول مصارعين أمريكيين ردا على قرار ترامب

الوئام :إيران تقرر رسمياً فرض عقوبات على شخصيات وشركات أمريكية

الوطن الالكترونية :إيران تعلن "الرد بالمثل" على العقوبات الأمريكية

الوطن السورية ":مسؤول إيراني: أميركا أوجدت تنظيم داعش الإرهابي وأرسلت الإرهابيين إلى سورية لقتل الناس

الوفد :"لوس أنجليس تايمز": عقوبات ترامب ضد إيران لا تمس الاتفاق النووي

العين :إيران تشعل الأوضاع وتتحدى العالم بتجارب صاروخية جديدة

البورصة :النفط يرتفع بعد فرض عقوبات على إيران ونشر بيانات أمريكية

فيتو :إيران ترد على العقوبات الأمريكية بمناورات عسكرية كبيرة

فارس نيوز :مسؤول: اميركا والبلدان المهمشة تحاول اعادة ايران الى صدر التهديدات العالمية

الميادين:طهران تتحدّى واشنطن بمناورات دفاعية شمال إيران

ميدل ايست :لا تتفاءلوا كثيرا بالموقف الأميركي من إيران

عيون الخليج :إيران "أكبر دولة راعية للإرهاب"، بحسب وزير الدفاع الأميركي

مصر العربية :مستشار ترامب للأمن القومي: لن نتساهل مع «استفزازات إيران»

صدى البلد :ترامب يشن حرباً كلامية ضد إيران وروسيا وإسرائيل في ثاني أسبوع له في البيت الأبيض.. أمريكا تهاجم بناء المستوطنات في غزة واستمرار الاحتلال الروسي للقرم.. وتهدد إيرانالوان نيوز :ترامب يدق طبول 3 حروب.. وتحرك خطير بعد اتهام إيران بقصف بارجة سعودية

العربى الجديد   :إيران تواجه ترامب في العراق

قناة العالم :تهديدات ترامب ضد ايران والقراءة الخاطئة

بروفيسور إيراني لـCNN: المتشددون بإيران لا يريدون مواجهة ترامب ويجسون نبضه

الجريدة :وزير خارجية إيران: لا نعبأ بتهديدات أميركا

سي ان ان :إيران لترامب: لا تنخدع بـ"تحريض" الملك سلمان ونتنياهو.. واحذر من جرك إلى التهلكة

مصر العربية :ألمانيا تؤيد العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران

اليوم السابع :البيت الأبيض: سنستمر فى الرد على إيران بما يقتضى بعد العقوبات الجديدة

تسنيم :الخارجية الروسية: فرض عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران "غير بناء"

بويمن :باب المندب عنوان رد ترامب على "رسالة" طهران

اخباركم :دونالد ترامب يلوح بالخيار العسكري ضد إيران وإنقلاب صنعاء يرفض الربط بينه وبين الخلاف الأمريكي السعودي الإيراني

نافذة : ترامب: إيران تحت الملاحظة بسبب التجربة الصاروخية

الشرق السعودية :ترامب يهاجم إيران ويؤكد أن أمريكا أنقذتها من الانهيار بـ 150 مليار دولار

البوابة :"ترامب": إيران تبتلع العراق أكثر فأكثر

سي ان ان: إيران ترد على تحذير إدارة ترامب: سنواصل أنشطتنا الدفاعية بقوة ولا نحتاج إلى إذن

عربي نيوز :«ترامب»: إيران كادت تنهار لولا «أوباما»

اخبار اليمن :الحوثيون يتنصلون من «إيران» بعد بيان ترامب!

العين :صحيفة أمريكية تحذر ترامب من تكرار خطأ أوباما بعد تحذير إيران

الديار :ترامب : جميع الخيارات مطروحة للرد على تجربة إيران الصاروخية

أهل مصر :بعد التصريحات النارية المتبادلة.. هل تُعجل صواريخ إيران بالحرب مع ترامب

تشرين :بالوسيلة ذاتها “ظريف” يردّ على “ترامب”: إيران لا تعير التهدیدات أي اهتمام

صحيفة سبق  :"تغريدات ترامب" تهزّ الملالي فجراً وتكشف عن ضربة عسكرية وشيكة ضد إيران

مهر :الخارجیة الايرانيّة: قرار فرض عقوبات على أشخاص وكيانات ايرانية غير مشروع

المسار ":إيرانيون يخشون هجمات وعزلة مع تبني ترامب نهجًا متشددًا

هاجم أعداء العرب .. افتعل .. شتت.. اضرب العرب

سياسة أمريكا تجاه المنطقة العربية لن تتغير


التاريخ عبرة.. فما مدى استفادتنا من هذا التاريخ؟


بالأمس والعراق في أوج الفوضى التي يعيشها، كانت التصريحات الأمريكية الرنانة ضد الوجود الفارسي في العراق قوية، والتوجيهات بضرب كل الناشطين الصفويين فيها تتداوله الصحف والوكالات.. والتصريحات ضد البرنامج النووي الإيراني من قبل الأمريكان على أشدها، ومع ذلك ماذا حدث؟ وماذا نرى الآن؟ ألم تبرم اتفاقية استكمال إيران برنامجها النووي على مرأى ومسمع من العالم؟ ألم تحقق إيران مبتغاها؟ بل ألم تسلم أمريكا العراق للفرس؟

واليوم ها هو يكرر ترامب التصريحات ويقول إن إيران دولة إرهاب بل هي الأولى في العالم.. فهل نصدقه ونكذب التاريخ؟ لن ننكر التقلبات السياسية والمصالح الإستراتيجية للبلدان، وفي نفس الوقت لن ننكر أن هناك هواناً عربياً يعتري الأمة بالكامل، ولهذا فإن عملية الرصد والمقارنة بين الأمس واليوم شيء ضروري جداً، ولا بد أن نتبه إلى خطورة التصريحات، وأن نقرأ السياسة الأمريكية جيداً، بل أن نقرأ المفكرين الأمريكان جيداً فهم اللبنة التي تضع سياسات الدولة ويستغلها السياسيون على أكمل وجه.. كمقولات هينتنجتون وكمقولات تشاومسكي وغيرهم.

الجمعة، 13 يناير 2017

الحرب القذرة على العالم ( 11 )

بوكو حرام


جميع هجمات بوكو حرام في نيجيريا على الشمال المسلم ولم تضرب الجنوب المسيحي

بوكو حرام .. صنيعة الغرب لوقف التطور النيجيري والأفريقي

منبع التنظيمات الإرهابية واحداً 

" بوكو حرام " الذي يعني بلغة الهوسا "تحريم التعليم الغربي" يذكرنا هذا الاسم بشعار إيران وتوابعها " الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل".. وكأن المصطلحات هذه تأتي من منبع واحد، يريد عبرها أن يشوه سمعة الإسلام، وهي تنظيمات تم صناعتها لخدمة العولمة المتطرفة، التي أثبتت فشلها يوما بعد يوم. وأثبتت الأحداث للعالم أن التطرف لم يأت من الدين بل جاء عبر السياسة، وأن الايديلوجيات التي ذهب بها الغرب كل مذهب تؤسس لهدف واحد هو السيطرة على العالم عبر خلق الفوضى فيه.. وعبر تفتيت المجتمعات المتماسكة.

"كما يذكرنا اسمها وموقفها ذلك، بكتاب المنظّر المتشدد «أبو محمد المقدسي» بعنوان «إعداد القادة الفوارس بهجر فساد المدارس»، وغيره من منظري التطرف باسم "الجهاد"، الذين اتجهواهذا الاتجاه في تحريم التعليم الغربي والمدني. أما اسمها الرسمي فهو أكثر دلالة على هذا الانتماء، فهي حسبما سماها مؤسسها ويدعوها تابعوها "جماعة السنة للدعوة والجهاد"، وهو ما يذكرنا بأسماء تنظيمات شبيهة كـ"القاعدة في المغرب العربي" التي كان اسمها قبل مبايعتها القاعدة عام 2007 هو "الدعوة السلفية للدعوة والقتال" و"جيش أهل السنة في العراق"، الذي أسسه زعيم "داعش" الحالي أبو بكر البغدادي، الذي يحمل شهادة دكتوراه في علم القراءات من جامعة الموصل، وصار بمقتضاه عضوا في "مجلس شورى المجاهدين" الذي أطّره أبو مصعب الزرقاوي (قتل في يونيو/حزيران 2006) جامعا لمختلف الفصائل المتطرفة في العراق. إنها ليست تسميات واحدة، ولكنها توجهات آيديولوجية وعقدية متطابقة، وتأسيسات للروابط التنظيمية في عولمة التطرف باسم الدين فيما قد يفسر صلابة ما يعرف بتنظيمات التطرف المعولمة، وتمدد البيعات من نيجيريا وغرب أفريقيا، حتى إندونيسيا وشرق آسيا، وأهمية الصراع، في ساحة متاحة للتنافس، على قيادة ما يزعم بأنه "الجهاد العالمي" بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الذي يبدو أنه قد كسبه الأخير."

هذا ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية وما نقلته عنها صحيفة الشرق الأوسط، والتي تكرس هنا في تقريرها أو تعريفها لبوكو حرام على أنها سنية جهادية، وأيضا لكم أن تروا التشابه في مقتل مؤسس بوكو حرام محمد يوسف في مسجد ابن تيمية، وهو الذي استسلم لهم وقتها ومع ذلك قتلوه ، ولم يقبضوا عليه حياً كي لا يكشف أسرار بوكو حرام، ومقتل أبو حفص الأنصاري زعيم جماعة أنصار الله في غزة، لاحظوا أنصار الله في غزة، مقتله في مسجد ابن تيمية أيضاً، فالمدقق هنا سيلحظ أن الحبكة باستغلال خونة أو سذج أو سموهم ما شئتم من أجل تحقيق أهداف التطرف المعولم.

الجمعة، 6 يناير 2017

الاستانة.. فشل قريب أم نجاح مريب؟

أطراف متنافرة تتناقش فإلى أين تصل؟

مما يبدو أن المداولات المتكررة تطيل أمد مسبب الدمار في سوريا، ولا شيء آخر قد يفيد في القضية السورية التي يُعقد لها المؤتمر تلو الآخر دون فائدة تذكر.

إن العالم أجمع يعي أن النظام لا مكان له في دمشق، ولكن بعض المريدين ـ فقط بعض ـ يرغبون في بقائه لأطول مدة ممكنة، من أجل الوصول إلى الخطوة التي ستلي سوريا.

اجتماع استانة الكازاخية القادم قد تكون بوادر فشله واضحة للعيان لأن هناك اتفاقاً على وقف النار في سوريا لم يتم الالتزام به، فكيف يتم النقاش وعدم الالتزام هو ديدن وأسلوب النظام وزبانيته على أرض الواقع، لا شيء ملموس على الأرض فكيف سنلمس ما على الورق؟

فصائل المعارضة وعددها 12 فصيلاً ، هذه ليست معارضة بل معارضات قد تعارض بعضها أيضاً، أعلنت تجميد المحادثات في أستانة حتى يتم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عليه في أنقرة في نهاية شهر ديسمبر المنصرم. والجميع يحمل النظام ما يحدث الآن في وادي بردى وغيره من خرق للهدنة.

حيث أصدرت هذه الفصائل المعارضة السورية بيانا أعلنت فيه:" تجميد أية محادثات لها علاقة بالمفاوضات المزمع عقدها في أستانة منتصف يناير، حتى تنفذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عليه في أنقرة في 29 ديسمبر بالكامل، وتوقف النظام السوري عن خروقاته المستمرة للهدنة، لا سيما في وادي بردى، محملة موسكو مسؤولية عدم لجمها للنظام الذي تعهدت بضمانه في اتفاق وقف إطلاق النار بأنقرة"

كما أوضح البيان "أن الفصائل العسكرية للثورة السورية والموقعة على اتفاق أنقرة ملتزمة بوقف إطلاق النار في عموم الأراضي السورية باستثناء المناطق الخاضعة لتنظيم داعش، وتعهد الطرف الضامن بإلزام نظام الأسد والميليشيات التابعة له بالاتفاق، لكن النظام وميليشياته استمروا بخرق الهدنة، وقاموا بخروقات كثيرة منها في وادي بردى وريف حماة والغوطة الشرقية ودرعا."

 

وتابع "أن خروقات النظام ما زالت مستمرة، وهي تهدد حياة آلاف السوريين، لذلك أعلنت الفصائل المعارضة تجميد أية محادثات لها علاقة بمفاوضات أستانة أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف النار حتى تنفيذه بالكامل"

فيما اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن نجاح اجتماع أستانة المرتقب يعتمد على تعزيز اتفاق وقف القتال بسوريا، وقال ميستورا في مؤتمر صحفي :" إن نجاح اجتماع أستانا يعتمد بشكل أساسي على تعزيز وقف القتال الذي أعلنت عنه دولتان مؤثرتان على الأرض هما روسيا وتركيا، مضيفا أن الأمم المتحدة تأمل أن يساهم الاجتماع في تعزيز وقف القتال ويمهد لمحادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة في فبراير/شباط المقبل في جنيف."

ومما يعطي دلالة على فشل المفاوضات في الاستانة هو الأطراف التي ترعى الاجتماع  حيث أنها تتبادل الاتهامات فيما بينها خصوصاً إيران وتركيا، فوزير الخارجية الإيرانية يقول:  “التصريحات غير المسؤولة لتركيا ستزيد من تعقيد الأمور في سوريا وستؤثر على الحل السياسي  للأزمة التي تمر بها البلاد ". وفصائل المعارضة مع بعضها البعض، وروسيا وإيران وتنافرهما على أرض الواقع. أيضا وعلى اعتبار أن النظام وروسيا وإيران حلفاء فإن هناك انفراد بتركيا لوحدها التي بدأت تغطس في القضية السورية ولو من باب " الباب".

كما أن محاولة تركيا إخراج حزب الله من سوريا لها أصداء سلبية لدى الإيرانيين ولدى الروس أيضاً فهو يخدم أهدافهم هناك ولا يريدون إخراجه من المشهد الحربي. بخلاف أن المؤتمر لا يحظى باجماع شرعي دولي!!

الأربعاء، 4 يناير 2017

الحرب القذرة على العالم (9)

11 سبتمبر فاتحة إرهاب دولي


تنظيم داعش يمثّل من؟


أمريكا تدعم إيران ب500 مليون في صناديق

هجوم داعش الإرهابي  على دول الخليج السنية

من يقرأ ما بعد تاريخ 11/سبتمبر/2001م سيلحظ نمو الإرهاب، وبعد سنوات من الهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين من أمريكا وتوابعها بدأت تظهر أصوات في الغرب تقول إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بفعل فاعل محترف، وأن الطائرات التي اصطدمت بالبرجين لا يمكن أن تسقطهما بهذا الشكل، بل إن هناك ما هو أكبر بحيث أنهما سقطا كتلة واحدة..الخ. بخلاف أن محكمة أميركية أعلنت عن ضلوع إيران في إيواء مجموعة القاعدة التي نفذت الهجوم على البرجين. وتوقيت الإعلان كان عجيباً فبعد خمسة عشر عاماً تكشف واشنطن عن ذلك.. وأين كانت طوال هذه السنوات؟ بل وبتناقض عجيب وبعد أن برأت الـ 28 ورقة المملكة العربية السعودية، التي احتفظ بها زبانية بوش، من تحقيقات الحادثة، عادت لتعلن عن قانون " جيستا ".. وكأن العملية هنا مقصودة للإلتفاف على أصل الحادثة ومسببها، خصوصاً وأن كثيراً من المؤسسات العلمية ومن العلماء أفادوا بأن الحادثة قد تكون مدبرة من الداخل الأمريكي بل بعضها لا يستبعد ضلوع الإستخبارات الأمريكية في الهجوم على البرجين. أي إن التناقضات تتوالى ومحالة الإلهاء وتشتيت الإنتباه ، ليس تشتيت انتباه العالم بل تشتيت انتباه الشعب الأمريكي عن الحقيقة المدمرة التي قد تعصف بأمريكا إذا ما تم الكشف عن غموض التنفيذ بهذه الدقة في هذا الهجوم الإرهابي.. إلى هنا ما زلت أميل إلى أن اتهامات جديدة ستظهر لدول أخرى سنة بعد سنة ، وطبخة تلو أخرى.

ولنقف عند نشوء أو ظهور الإرهاب العالمي حيث أنه بدأ من الحادي عشر من سبتمبر، لنلحظ أن المملكة العربية السعودية ، بما أنها في واجهة الحدث ، وكانت التهمة موجهة لها من البدء، وبمخطط مزروع مسبقاً، لتأتي اللحظة في ظهور الإرهاب بشكل متتابع من بعد ذريعة إختلال العراق وسقوط بغداد في يد أمريكا، ومن ثم تسليمها للمد الصفوي، لنلحظ أنه من عام 2003م بدأت العمليات الإرهابية تغزو السعودية وارتفعت وتيرتها بشكل مقلق جداً حيث أنها  إلى 2010م ـ بحسب التقارير الصحفية ـ كان نصيبها 222 عملية إرهابية أُحبط منها في مهدها 194 عملية بينما نُفذ منها 28 عملية. وخلال سبعة أعوام تناثر الإرهاب على منطقة الخليج بشكل غريب على المجتمعات الخليجية المسالمة حيث بلغت العمليات الإرهابية 262 ، أحبط منها 211 بينما نُفذت 51 عملية. وكان نصيب السعودية منها ما سبق ذكره ، بينما سجلت الكويت 20 عملية أُحبط منها 5، فيما تم تنفيذ 15 عملية. وتعرضت الإمارات العربية المتحدة إلى 11 عملية نفذ منها 5 وتم إحباط 6.

وخلال تلك الفترة كانت البحرين تشهد توتراً أمنياً إلا أن العمليات الإرهابية لم تصلها إلا عام 2011م وهي عبارة عن خلايا إيرانية كانت نائمة وبدأت تنشط وكان من أولى الخلايا الارهابية التي ضبطها الامن البحريني في العام نفسه هي  خلية إيرانية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في البحرين وكذلك استهداف  مقر السفارة السعودية في العاصمة المنامة.

بينما قطر شهدت ثلاث عمليات إرهابية نُفذ منها واحدة وأُحبط إثنتان. ولم تشهد سلطنة عمان أية عملية إرهابية في تلك الفترة.

 

لماذا هذا التسلسل؟

الجمعة، 30 ديسمبر 2016

سوريا في مهب الصراعات

لن تُحل كارثة سوريا إلا بزوال مرتكبها، ولعل ما ردده الروس ( أندري كورتونوف المدير العام لمجلس الشؤون الدولية )  في الآونة الأخيرة من إن هناك إسمين مطروحين ليخلف أحدهما الأسد قد يكون بداية الطريق لإنهاء هذا الصراع العنيف في سوريا، وما يناقض هذا القول ما ذكرته رويترز ـ التي لا أثق فيها كثيراً ـ منسوبا إلى مصادر من أن "  سوريا ستقسم مناطق من النفوذ الاقليمي وأن بشار الاسد سيبقى رئيساً لسنوات عدة على الاقل بموجب صفقة بين روسيا وتركيا وايران" . ولن يكون هذا الكلام، أو ما سبقه، هو من ينهي ذلك، ولكن من المحتمل أن يكون اختلاف وجهات النظر في سوريا بين جميع الأقطاب هو الحاسم فيها.

وما يلوح في الأفق وبعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي سرى من منتصف ليلة الجمعة هو أن روسيا تريد أن تكون في موقف قوي لتسويق تسوية تتوافق وما تريده في المنطقة بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص.

وما تتم ملاحظته على مستوى المحللين أن هناك شرارة صغيرة جداً بدأت تظهر بين روسيا وإيران، وبعد حلب أصبح البعض يكتب بكل وضوح عن اقتسام تركة أو غنيمة في هذا البلد المنكوب.. فمثلا سايمون تيزدل كتب في صحيفة الغارديان إن المصالح بين روسيا وإيران ستتضارب في المستقبل بسبب مواقف كل دولة في المنطقة ، ويقول " هناك مؤشرات على أن المنتصرين  يختصمون اليوم مثل اللصوص على اقتسام ما نهبوه".

ويرى الكاتب أن روسيا تنظر إلى هذه الحرب على أنها طائفية بحتة، وهو ضد توجه إيران التي لا تريد إظهار هذا الأمر، رغم أنه على أرض الواقع يسير نحو " الهلال الشيعي" الذي تريده . ولعل هذه النقطة أيضاً هي التي لا تجعل روسيا تثق في توجه الفرس في المنطقة، ولا تريد عداوة العرب بالكامل خصوصاً وأن السنة قوة مؤثرة فيها. وبالتحديد إذا ما علمنا أن السعودية ودول الخليج والغرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث وسيدعمون المعارضة المعتدلة.

واقعيا..

روسيا لا تريد التورط في حرب استنزاف في سوريا وخيبت وجهة نظر أوباما في أنها ستسقط في مستنقع فيها، بل إن إعلان موسكو خفض الوجود العسكري في سوريا يعد صفعة في وجه سياسة أوباما.

كما أن تركيا لها مصلحة في السيطرة على جزء من الشمال السوري لتوفير منطقة آمنة لها، ومدينة " الباب" هي الدلالة الأكيدة والواضحة لهذا التوجه بحيث أن تركيا تريد تهيئتها للمعارضة السورية  المناهضة للنظام.

بينما إيران تنظر من جهة أخرى هي سيطرتها على حلب لتكون ممراً برياً يربط بين طهران وبيروت، وكل ذلك من أجل إمداد حزب الله بالسلاح وبالمخدرات وغير ذلك، مع أن يستمر الحكم للعلويين في سوريا سواء ببشار أو بدونه. وقال دينيس روس الذي عمل مستشارا للإدارات الديمقراطية والجمهورية الأمريكية ويعمل الآن بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في هذا الشأن ": "أشك في أن هذا سينهي الحرب في سوريا. فوجود الأسد سيظل مصدرا للصراع مع المعارضة."

بين إيران وروسيا

والفرس هم الآن حجر عثرة في طريق أي توجه نحو الحل السياسي، ولن يكون هناك سلام بوجود إيران في المنطقة، كما أنهم ضد التوجه الروسي في حل الأزمة أو أن يتقاسموا معهم سوريا، فهي لم تستنجد بهم مع بشار إلا من أجل تحقيق أهدافها وليس أن تكون شريكا معها، أي بشكل واضح جداً أنها جلبت الدب الروسي إلى سوريا كمرتزق يأخذ حسابه نهاية العمل ومن ثم يعود إلى بلاده.. ولكن الموقف الروسي يريد إثبات عودته إلى الساحة الدولية وأنه ما زال قوة مؤثرة فيها، ولن يتراجع عن تحقيق هذا الهدف وإظهاره بشكل جلي ، ولهذا فإن وجهات النظر مختلفة تماماً ، وأرض الواقع تقول إن روسيا لم تدخل سوريا من أجل عيون إيران ولتحقق أهداف الفرس بل من أجل تحقيق أهدافها هي، فروسيا مصالحها مع دول المنطقة وعلى رأسها تركيا أهم من مصالحها مع إيران.

بخلاف أن روسيا اكتشفت الخداع الإيراني بعد أن زج الفرس في سوريا بالمتطوعين السذج من الحشد الشعبي العراقي ومن الفاطميين، ومن فيلق بدر، في الحرب في سوريا، دون أن يملكوا أدنى خبرة أو تدريب وهذا ما اعترض عليه رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال "فاليري غيراسيموف" منتصف 2016م عندما قال: محذرا :" أن صبر بلاده بدأ ينفد" ويقصد سحب قوات النخبة الإيرانية بعيدا عن الحرب.

ولعل الموقف الأمريكي البارد الذي ظهر بشكل جلي في سوريا، رغم تشجيع الأمريكان للروس في البداية بدخول الحرب فيها، وقد حدا بروسيا للتوجه إلى تركيا ضاربة بإيران عرض الحائط . وما يدلل على تقارب وجهات النظر بين موسكو وأنقره هو الغطاء الجوي الروسي للجيش التركي اليوم الجمعة في مدينة " الباب".

داعش

أما " داعش " فالآن لم تعد الورقة التي تلعب عليها واشنطن أو غيرها من الدول الغربية، وتأثيرها في سوريا الآن ينحصر في مدينة " الباب" وسبق أن ذكرت أنها ستخرج للعراق وتعود لسوريا متى أُريد لها ذلك.. كما ذكرت في الأعلى أن الطيران الروسي والجيش التركي يحاصرانها اليوم في مدينة الباب. والتنظيم ورقة باتت مكشوفة للجميع في كل أنحاء العالم، وهدفها الأساس فقط هو تشويه الإسلام فقط، للتبرير للغرب لارتكاب مجازره في العالم الإسلامي بحجة محاربتها.. وأفولها بدأ يتضح ، وينتظر العالم الإسلامي التنظيم البديل الذي سيظهر في المنطقة.

وأعود للقول : إن مشكلة سوريا لن تحل إلا بخروج الفرس منها مع ميليشياتهم ، وخروج الرئيس الذي لا يريده شعبه.. بخلاف هذا ستطول القضية.

 

 

الخميس، 15 ديسمبر 2016

معركة حلب طائفية بامتياز

معركة حلب هدفها كسر عظم السّنة


أمريكا تقف ضد المعارضة


سأبدأ مباشرة بهذا الإهتمام العالمي بمعركة " حلب " فالإعلام المنافق وهو يتحدث عن أهمية المعركة في حلب لم يتطرق إلى أن السبب الرئيس في هذا الإهتمام بحلب يكمن في الطائفية ، حيث أنها سنية ، ومن يقاتل في سوريا مع النظام هم " الفاطميون ، و حزب الله ، والحشد الشعبي العراقي، والحرس الثوري الإيراني، بخلاف روسيا"  ونعلم مدى ميولهم الصفوية التي اتكأت على الشيعة في المنطقة لتحقيق أهدافها. وليس الحديث عن كونها ثاني أكبر المدن السورية وأكبر مدينة اقتصادية في سوريا هو الهدف، ولم يكن كما ذكر بعض المحللين في أن النظام يريد الجلوس على طاولة التفاوض وهو قوياً، فهذا لمجرد ذر الرماد في العيون،الحرب القائمة في هذه المدينة هي طائفية بامتياز.



ميوعة الولايات المتحدة

يعد موقف الولايات المتحدة في حلب مائعاً، وتركيز واشنطن على المعارضة فيه شيء من المبالغة الكاذبة التي توهم العالم أنها تقاوم روسيا في سوريا بينما هي في الخفاء لا تريد من المجتمع الدولي دعم المعارضة بالسلاح، وهو ما يمثل تناقضاً واضحاً للجميع، وأفقدها مصداقيتها أمام أي محاولات لحل الأزمة في سوريا. بخلاف إن واشنطن تمارس ضغوطا على الدول المساندة للمعارضة، وتقف ضد تزويدهم بالسلاح. وهو واضح للعيان تماماً.

تركيا:

لم يمض سوى ساعات قليلة على الاتفاق بين روسيا وتركيا على هدنة في سوريا حتى انهارت، وهو دليل على عدم الفاعلية ، وعدم جدية روسيا في أي هدنة تعلن.

وبحسب الواشنطن بوست فـ" إن سقوط حلب سوف يضع النظام السوري وروسيا في مواجهة مباشرة مع تركيا. وهو يعني وصول الحرب فعليا إلى الأراضي التركية عبر تطويق حدودها بحزام علوي كردي، خاصة في ظل المحاولات التي تشير إلى سعي روسيا لاستقطاب حزب الاتحاد الديموقراطي السوري المعادي لتركيا، بما يعني ذلك أن ريف حلب الشمالي قريب من الوقوع في حصار كامل بين تنظيم الدولة الإسلامية، ووحدات “حماية الشعب”

السعودية:

على الجانب السعودي، وبحسب محللين، "فإن سقوط حلب في يد النظام سوف يجيّر على أنه انتصار لإيران في سوريا، وهو انتصار لحزب الله أيضا، أحد الشركاء الرئيسين في معارك حلب."

وبحسب صحيفة واشنطن بوست ، "فإن كلا من السعودية وتركيا قد تعرضتا لضغوط كبيرة لمنع تقديم الأسلحة للقوى السورية المعارضة، من أجل إجبارها على حضور المفاوضات وهو ما ترك المعارضة في موقف هش في مواجهة الطيران الروسي. "

روسيا والأسد:

لا يهم النظام السوري سوى فرض السيطرة على كافة المناطق، بينما روسيا تريد أن تقف في المنطقة، وحلب تمثل أهمية لكلا الجانبين من ناحية أولى وهي الأهم ألا وهي : أن أهل حلب معظمهم سنة، والسنة في سوريا هم الغالبية، وإيقافهم في هذه المدينة يعني إعتقاداً أنه إيقاف للحرب في سوريا بينما يعلم الجميع أن سوريا ليست حلب فقط.. وهذا الجانب هو ما يمثله التحالف الأسدي أو ما يريده حيث أن الطائفية وعلى رأسها إيران تريد انتزاع هذه المنطقة بأية ثمن حتى لو تمت إبادة جميع سكانها.

ثانياً: يمثل الجانب الروسي فيها تحقيق نفوذ لدولة روسية تقع تحت سيطرتهم، وتحقق نصراً للقوات الروسية بحيث ان هذه المدينة منذ أربع سنوات لم يستطع النظام فرض سيطرته عليها. وسيكون موقعا استراتيجيا لها للبدء في خوض المعارك على بقية المدن التي لا تخضع للنظام.

ثالثاً: كما يُرى قد يكون نصراً رمزيا للنظام ضد داعش ، بينما أرى أن ذهاب بعض المحللين إلى هذه النقطة غير سليم، لأن داعش في مناطق الصراع العراقية والسورية تتحرك بالريموت كنترول، فمتى ما طلب منها الخروج خرجت ، ومتى ما طلب منها الدخول لمنطقة ما دخلت، وهو دليل واضح للعيان بأن هناك عملاً استخبارياً يدور في المنطقة من أجل الوصول إلى أهداف أكبر مما هو موجود على أرض الواقع.. ولهذا أرى ان يتم استبعاد أي تحليل يتطرق لهذا التنظيم المجند لخدمة أجندة تفتيت المنطقة العربية.

أخيرا ... هذا نوع من النفاق الإعلامي :

ـ ديفيد مليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، وصف ما جرى في حلب بأنه "وفاة احترام القانون الدولي وقواعد الحرب"

ـ السيناتور الأمريكي،جون ماكين:" إن حلب سيسجلها التاريخ بأنها أكبر إخفاقات المجتمع الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان، إنها مثل سربرنيتشا ورواندا، شاهد آخر على الفشل الأخلاقي والعار الأبدي".

وغيرهما الكثير من الكلمات التي لا تفيد الشعب السوري.

 

وليس آخرا.. إن سقطت حلب اليوم فإن سوريا ليست حلب فقط.