الأربعاء، 4 يناير 2017

الحرب القذرة على العالم (9)

11 سبتمبر فاتحة إرهاب دولي


تنظيم داعش يمثّل من؟


أمريكا تدعم إيران ب500 مليون في صناديق

هجوم داعش الإرهابي  على دول الخليج السنية

من يقرأ ما بعد تاريخ 11/سبتمبر/2001م سيلحظ نمو الإرهاب، وبعد سنوات من الهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين من أمريكا وتوابعها بدأت تظهر أصوات في الغرب تقول إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بفعل فاعل محترف، وأن الطائرات التي اصطدمت بالبرجين لا يمكن أن تسقطهما بهذا الشكل، بل إن هناك ما هو أكبر بحيث أنهما سقطا كتلة واحدة..الخ. بخلاف أن محكمة أميركية أعلنت عن ضلوع إيران في إيواء مجموعة القاعدة التي نفذت الهجوم على البرجين. وتوقيت الإعلان كان عجيباً فبعد خمسة عشر عاماً تكشف واشنطن عن ذلك.. وأين كانت طوال هذه السنوات؟ بل وبتناقض عجيب وبعد أن برأت الـ 28 ورقة المملكة العربية السعودية، التي احتفظ بها زبانية بوش، من تحقيقات الحادثة، عادت لتعلن عن قانون " جيستا ".. وكأن العملية هنا مقصودة للإلتفاف على أصل الحادثة ومسببها، خصوصاً وأن كثيراً من المؤسسات العلمية ومن العلماء أفادوا بأن الحادثة قد تكون مدبرة من الداخل الأمريكي بل بعضها لا يستبعد ضلوع الإستخبارات الأمريكية في الهجوم على البرجين. أي إن التناقضات تتوالى ومحالة الإلهاء وتشتيت الإنتباه ، ليس تشتيت انتباه العالم بل تشتيت انتباه الشعب الأمريكي عن الحقيقة المدمرة التي قد تعصف بأمريكا إذا ما تم الكشف عن غموض التنفيذ بهذه الدقة في هذا الهجوم الإرهابي.. إلى هنا ما زلت أميل إلى أن اتهامات جديدة ستظهر لدول أخرى سنة بعد سنة ، وطبخة تلو أخرى.

ولنقف عند نشوء أو ظهور الإرهاب العالمي حيث أنه بدأ من الحادي عشر من سبتمبر، لنلحظ أن المملكة العربية السعودية ، بما أنها في واجهة الحدث ، وكانت التهمة موجهة لها من البدء، وبمخطط مزروع مسبقاً، لتأتي اللحظة في ظهور الإرهاب بشكل متتابع من بعد ذريعة إختلال العراق وسقوط بغداد في يد أمريكا، ومن ثم تسليمها للمد الصفوي، لنلحظ أنه من عام 2003م بدأت العمليات الإرهابية تغزو السعودية وارتفعت وتيرتها بشكل مقلق جداً حيث أنها  إلى 2010م ـ بحسب التقارير الصحفية ـ كان نصيبها 222 عملية إرهابية أُحبط منها في مهدها 194 عملية بينما نُفذ منها 28 عملية. وخلال سبعة أعوام تناثر الإرهاب على منطقة الخليج بشكل غريب على المجتمعات الخليجية المسالمة حيث بلغت العمليات الإرهابية 262 ، أحبط منها 211 بينما نُفذت 51 عملية. وكان نصيب السعودية منها ما سبق ذكره ، بينما سجلت الكويت 20 عملية أُحبط منها 5، فيما تم تنفيذ 15 عملية. وتعرضت الإمارات العربية المتحدة إلى 11 عملية نفذ منها 5 وتم إحباط 6.

وخلال تلك الفترة كانت البحرين تشهد توتراً أمنياً إلا أن العمليات الإرهابية لم تصلها إلا عام 2011م وهي عبارة عن خلايا إيرانية كانت نائمة وبدأت تنشط وكان من أولى الخلايا الارهابية التي ضبطها الامن البحريني في العام نفسه هي  خلية إيرانية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت حيوية في البحرين وكذلك استهداف  مقر السفارة السعودية في العاصمة المنامة.

بينما قطر شهدت ثلاث عمليات إرهابية نُفذ منها واحدة وأُحبط إثنتان. ولم تشهد سلطنة عمان أية عملية إرهابية في تلك الفترة.

 

لماذا هذا التسلسل؟



أولا: خلق هالة إعلامية من أحداث 11 سبتمبر توجه الخطاب الغربي ضد الإسلام بل ضد قلب العالم الإسلامي " السعودية "، ثم استغلال القاعدة التي أخرجت الاتحاد السوفيتي من افغانستان ومعظم المحاربين فيها من السعودية.

ثانيا: اسقاط القوة الولى في المنطقة بسقوط بغداد وتحولها إلى دولة طائفية بعد أن كانت دولة قانون، ومن ثم تحويلها إلى مركز لتنفيذ أجندة في المنطقة، فمنذ ظهور داعش 2004م بدأت الفوضى تعم العراق  وبعد أن تولي المالكي رئاسة الوزراء بدأت أجندة " بوش " تعمل في المنطقة، فكون داعش تستولي على أكثر من ثلث العراق دون أي تدخل من حكومة المالكي فهذا دليل واضح على التنسيق بين هذا التنظيم الارهابي وبين الحكومة نفسها. يقول ستيف كيليليا المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد علم الاقتصاد والسلام: "بعد هجمات 11 سبتمبر تراجع النشاط الإرهابي إلى ما قبل مستويات عام 2000 حتى غزو العراق ومنذ ذلك الحين تصاعد بشكل كبير."

ثالثاً: إرهاب داعش استهدف جميع دول الخليج إلا الإرهاب في البحرين فإنه كان من خلايا إيرانية. واتضح ذلك من خلال الخلايا الإيرانية التي سعت إلى زعزعة الأمن والإطاحة بالحكومة مما استدعى تدخل قوات درع الجزيرة بطلب من البحرين لإيقاف هذه المحاولة التي جعلت من إيران تصرخ ضد هذا التدخل.

رابعاً: لم يهاجم التنظيم دول عربية أخرى خلال الفترة التي نقرأها.

خامساً: لم يهاجم التنظيم أي دولة في العالم سوى دول الخليج. ( خلال الفترة)

سادساً: تضاعف الإرهاب ـ بحسب دراسات ـ إلى أربعة أضعاف منذ أحداث سبتمبر.

سابعاً: ظهور مثلث للشر ( إيران ـ بغداد ـ ضاحية بيروت).

ثامنا: انكشاف التوجه الإيراني في المنطقة بعد ذلك بالاتفاق مع أمريكا.

وبناء على ثامناً فإن استهداف دول الخليج الغنية التي أكثريتها سُنّة تدلل على الارتباط الوثيق بين إيران وبين " داعش " بل تكشف زراعتها في منطقة الأحداث أنها تخدم التوجه الطائفي وتؤججه، وأن ما تفعله هو جزء من أجندة أراد لها الغرب أن تسير عليه مع تقديم خدمات جليلة للمد الصفوي المجوسي المضلل في منطقتنا العربية بشكل كامل، ولتنفيذ الخارطة الجديدة المزمع إقامتها في المنطقة العربية.

 

شرارة تونس تشعل المنطقة

ما لم يخطر في بال من وضع خطة "غزوة منهاتن!" أن العالم العربي مقبل على تغيير يعصف به.. بل يعد عاملا تمت الاستفادة منه بشكل خطير ألا وهو أنه في آخر شهر من سنة 2011م حدثت شرارة في تونس أطاحت بالحكومة فيها وامتدت هذه الشرارة إلى ليبيا ومصر واليمن وسوريا، وكان الغرب يأمل أن تصل إلى دول الخليج ولكن خيب الله آمالهم، رغم مساعيهم مع المد المجوسي للوصول إلى تفتيت بلدان الخليج ونشر الفوضى فيها. وتواصلت الجهود الإيرانية الغربية بشكل متسارع من أجل أن يعم الخراب جميع الدول العربية ولكن كان هناك دول أكثر وعيا وشعوبها أكثر دراية بالمكر الغربي والفارسي فلم ينجرفوا وراء الشعارات الكاذبة، خصوصاً بعد أن رأوا ما حدث من دمار في بغداد وفي ليبيا وفي سوريا، فشددت أمريكا من دعمها لإيران لتحقيق أهدافها، عبر الاتفاق النووي، فالدعم المادي بتقديم 500 مليون دولار في صناديق وصلت إلى طهران، وكأن العملية عملية مرتزقة وعصابات سرقت بنكاً وتقاسمته.

بل إن موقف أمريكا في سوريا كان مائعاً إلى أقصى درجة مما حدا بروسيا أن تطل على سوريا وتبدأ عملها في المنطقة.

ولتظهر مفاجأة أخرى أمام التوجه الغربي ألا وهي تركيا وتكون طرفاً فاعلا في الفوضى ، وتبدأ العمل للحفاظ على حدودها مع سوريا بعد التدخل الروسي وبعد الصمت الغربي ووقوفه متفرجا على ما يحدث في سوريا.

لنلحظ من بعد عام 2012م أن دولة داعش كانت على وشك أن تكون وذلك بعد أن استولت على جزء من سوريا وجزء من العراق، ولنلحظ أن إيران مع واشنطن سعتا إلى إبعاد السعودية عبر إشغالها بمد طائفي في اليمن قلب الحكم واستولى على السلطة.. وعلى الرغم من تدخل السعودية في اليمن بطلب من الحكومة وبمصادقة الأمم المتحدة إلا أنها لم تنشغل عن بقية المنطقة كما اعتقدت إيران وحلفائها بل وزعت فكرها وجهدها على كامل الأحداث.. وقلبت الكثير من الموازين التي لم تخطر على بال الجميع.. بل استطاعت أن تعمل حلفا إسلاميا ضد الإرهاب مكونا من 41 دولة.

وعلى الرغم من التلاعب بالملف اليمني والأساليب التي تتبعها الأمم المتحدة وتتبعها إدارة أوباما الحليف الاستراتيجي لإيران إلا أن الموقف من اليمن لا زال ثابتاً وتحقيق قرار 2216 هو المطلب الذي لم تتزحزح عنه الحكومة الشرعية.

بعد كل هذا وفي العام الماضي 2016م بحسب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو نجحت السلطات التركية في إحباط 339 هجوما محتملا خلال عام 2016.

وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن السلطات التركية صادرت خلال العام الماضي 247 جهاز تفجير و23 سيارة مفخخة واحتجزت 23 كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات انتحارية بالإضافة إلى احتجاز 3506 أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "داعش" من بينهم 1531 أجنبيا.

ليأتي السؤال المهم هنا: هل داعش استشعرت أن خطر تركيا في الوقت الحالي أكبر من خطر السعودية حين توقفت عن الهجمات على السعودية في العام المنصرم إلا من قليل؟

وليكون السؤال الأهم: ألا تشكل إيران خطراً على تنظيم " داعش" عندما لم يتم توجيه أي ضربة لها؟ وألا يمثل حزب الله تهديدا لها وهو يحارب ضده في سوريا؟ وألا يمثل الحشد الشعبي العراقي تهديداً للتنظيم وهو يحارب ضده؟ وألا يمثل الحرس الثوري الإيراني تهديداً للتنظيم ويقف في وجه دولته؟

لنأتي للسؤال الأخطر: تنظيم " داعش" يمثّل من؟

بربط المصالح والاستهدافات سنجد أنه مع إيران وحلفائها ضد السنة.. وأعتقد أن العالم العربي والعالم الاسلامي أجمع استوعب أن داعش تعمل ضد السنة وأنه يقف جنباً إلى جنب مع إيران ومن يقف وراءها.. وقرب أن يزول فما هو التنظيم البديل ليبدأ حقبة جديدة في المنطقة؟

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك