أن تكذب أكثر 6
الصراع في اليمن
دراسة معهد بروكنجز تحمل تناقضاتها وتمجد إيران
قراءة ضعيفة جداً لا تحمل فكرا
بعد قراءة لإحدى مقالات قامات أمريكا وهو "معهد كارنيجي" في هذه السلسلة (24)، سنلحظ أن توجه مراكز الدراسات في أمريكا هو مع توجه سياسة الرئيس، في أي منطقة يطرقها، وهذا يمنحنا المؤشر الذي تسير عليه حزمة السياسة الأمريكية بالكامل في كل حصة رئاسية، ومن المهم قراءة مثل هذه المراكز وما تطرحه، لأن ذلك سيعود علينا بالنفع في قراءة التوجه الأمريكي.
"ليست فكرة جيدة أبداً أن تخوض حرباً مبنية على الكبرياء وتفتقد لأي مبرر أخلاقي للحفاظ على الدعم الشعبي أو لأهدافٍ واضحة قابلة للتنفيذ. للأسف، أصبح الشرق الأوسط معروفاً "بالحروب الغامضة". بدءاً من الغزو العراقي للكويت في العام 1990 وصولاً إلى المعارك المتعددة الأوجه ضد الدولة الإسلامية (أو داعش) اليوم، كثيراً ما شُنّت الحروب كردود فعل غير محسوبة يقود معظمها الكبرياء وتستند في غالبيتها على معلومات استخباراتية مضللة. إنّ الارتباك الناتج يشعل حتماً النيران التي تحاصر عاجلاً أو آجلاً كافة الأطراف المعنية (وإن كان ذلك بدرجات مختلفة). والحرب في اليمن هي أحدث مثال على هذه الظاهرة."
أعلاه بداية تقرير لمركز بروكنجز، وهو من المراكز المتطورة في أمريكا، وله فرع في الدوحة.. وهو يحمل عنوان " الصراع في اليمن: على دول الخليج التخلي عن كبريائها وتقديم حلول"!!
وقطعاً هذه ليست دراسة وهي تقريباً أقرب للخاطرة منها لقراءة وضع خطير هكذا، يقترن بـ"حروب غامضة" كما أسماها الكاتب أو الباحث، الذي يعمل في مركز للتفكير بهذا الأسلوب القائم على العاطفة أو الهوى.. وقطعا بما أن الكاتب يقيم في الدوحة فهو ضمن " جوقة " المقاومة والممانعة، ولا شك أنه مشحون تجاه الخليج الغني.
من الغباء أن يعتبر مركز كهذا المركز أن الحرب في اليمن قائمة على الكبرياء، لأن ما يدور هناك يقوم على "احتلال" بلد من بلد آخر عبر ذراع مجند بالطائفية البحتة. وليس الهدف من الانقلاب الذي حدث من قبل "الحوثي" إلى إصلاح وضع البلاد بقدر ما يهدف إلى إيجاد مكان لإيران في هذا البلد بغض النظر عن مستقبل اليمن والشعب اليمني، فسعي إيران إلى حصار السعودية هو السبب الرئيسي لتمدد الحوثي.. وبالتالي فإن هذه الحرب ليست غامضة كما يدعي الكاتب، بل واضحة تماماً.
ومن الغباء أن يُزج ـ في هذه الخاطرة ـ بحرب العراق على الكويت، وتشبيهها بحرب السعودية على اليمن فلا تماثل بينهما على الاطلاق، فالسعودية لم تحتل اليمن ولن يحدث ذلك بل إنها جاءت بناء على طلب من الحكومة الشرعية التي تريد استعادة حقها وبقرار أممي واضح للأعمى. ولكن من الواضح أن الكاتب مشحون ضد السعودية، ومبرمج للكتابة ضد أي توجه سعودي يريد منح السلام للمنطقة.
وفي جزءٍ من هذه الخاطرة يقول الكاتب:
"إلا أن التحالف جعل نفسه بشكلٍ متهور عرضة للتكتيكات التي تتقنها إيران، وذلك بعد أن حشد قوات المشاة بهذا الشكل في اليمن. وبينما هناك أدلة قليلة تشير إلى أن إيران تزوّد الحوثيين بالعدة والعتيد حتى الآن، لا شكّ أن ضربة الرابع من سبتمبر قد فتّحت عيون أولئك العناصر البغيضين في نظام إيران المتعدد على فرصة سريعة التطور لاستنزاف دول الخليج في اليمن، تماماً كما فعلوا مع الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. لا بدّ من تذكير التحالف بمدى مهارة تلك العناصر في الحكومة الإيرانية ومرونتها في تأجيج النار."
مثلما كتبت لكم أعلاه بأنه من الواضح أن الكاتب مشحون بشكل لم يستطع فيه، تركيب جمله بالشكل الصحيح، وحتى أنه في آخر ما كتبه أشار إلى الحلول.. وكتب أولاً.. ولكنه لم يدرك حاله ليكتب ثانياً وثالثاً.. على أية حال هذا الأخ يناقض نفسه في ثوانٍ إذ يقول (إن التحالف جعل نفسه عرضة للتكتيكات التي تتقنها إيران) وقطعا هنا يمجد الأسلوب الإيراني الذي استولى على صنعاء، ثم يضيف: (بعد أن حشد قوات المشاة بهذا الشكل في اليمن) أي إثبات الوجود الإيراني.. ولكنه في الجملة التالية يرى أن الأدلة قليلة على الوجود الإٌيراني في اليمن.. ما هذه العبقرية التي تتحدث بها أيها الكاتب، وما هذا الباحث الذي يعمل في مركز من مراكز تسيير السياسة الأمريكية في المنطقة؟! إنه لشيء عجاب!! كيف تقول " لاستنزاف الخليج في اليمن" ثم تنفي وجود إيران؟! وما الذي فعلته إيران في العراق، وما هو الاستنزاف الذي فعلته للقوات الأمريكية؟ وما هي الدلائل على ذلك؟ وهل صمود السنة في وجه القوات الأمريكية جيرته لإيران!!
هذا الممانع والمقاوم يؤكد وجود المد الفارسي بعدها دون أن يعيد قراءة ما كتبه" لا بدّ من تذكير التحالف بمدى مهارة تلك العناصر في الحكومة الإيرانية ومرونتها في تأجيج النار" ودون أن يكون هناك مراجعاً لما يُكتب.
أعتقد أن مثل هذه المراكز لا تريدك أن تتقن الكتابة الموضوعية يكفي منك أنك تبغض المملكة العربية السعودية ودول الخليج وستكون علماً يشار له بالبنان وأنت تكتب كهذه الكتابة المفككة التي لا تستند سوى على خيال مريض دُفع له أجر علاجه وإرضائه بمثل هذه الكتابات. ولكن في النهاية نعلم أن ما تكتبه ـ أيها المرتزق ـ دفع ثمنه.
ــــــــــــــــــــــــ
*نشرت المقالة يوم الثلاثاء, سبتمبر 22, 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك