‏إظهار الرسائل ذات التسميات اليمن. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اليمن. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 5 أغسطس 2018

عبثية الأمم المتحدة في اليمن!!

لا شيء يهز العالم 15


لا يمكن للأمم المتحدة إن أرادت، إن أرادت!، أن تحل مشكلة اليمن إلا أن تطبق القرار 2216 فبدونه سيستمر سخط العالم عليها، وهي تماطل في حل قضايا الشرق الأوسط، وستزداد نقمة الشعوب المستضعفة عليها، لأن الأمر في النهاية سيتعلق بحياتهم، التي لا تهتم لها هذه الأمم!!

وعندما وافق مجلس الأمن في الخامس عشر من فبراير/شباط 2018 على تعيين مارتن جريفيث مبعوثاً أممياً خاصاُ إلى اليمن خلفاً لولد الشيخ فإن ذلك لن يغير شيئًا، وما هذا التغيير في الأشخاص إلا دلالة على الفشل الذريع، أو المماطلة في تمديد مأساة اليمنيين مع الحوثي. وطالما أن جريفيث يصر كسابقيه على إدخال "الحوثي" في مشاورات قادمة، فإن ذلك يعني الإصرار على إدخال عصابة تطالبها الأمم المتحدة بتسليم السلاح، ويعني أنها تقول شيئًا وتفعل نقيضه، وهل من لعبة مكشوفة أكثر من ذلك، لتدلل على أن من وراء هذه الأمم لا يريد الحل في اليمن؟

 

ودعوة جريفيث لما أسماه بالجهات المتنازعة، للتفاوض يوم السادس من سبتمبر المقبل، ليست صحيّة، ولن تكون كذلك، وليس فيه أدنى فرصة إلا لفك الحصار على الحوثي، وهذا ما يُعتقد أن الأمم المتحدة تعمله، كلما رأت أن الحناق على الحوثيين يزداد، حيث تعمد إلى تأخير حسم المعركة بالمفاوضات.

ومن المعيب أن يؤكد جريفيث ويردد أنه يسعى "للوصول لحل سلمي لأزمة ميناء الحديدة"؛ لأن الأزمة ليست أزمة الميناء بقدر ما هي أزمة عصابة استولت على الدولة، ويجب أن تسلم سلاحها أولاً، وتقف في الصف مع المكون السياسي، أما وهي تمتلك السلاح، ولا يمتلك الحوثي غير السلاح، ولا يعرف ولا يعترف بمباحثات أو مفاوضات أو مشاورات، فذلك يعني أنك منذ الآن يا جريفيث ستلحق بصاحبيك ولن يكون "هنالك فرصة لتحقيق السلام في اليمن"  كما تزعم!! ولن يكون "اجتماع جنيف المزمع بشأن اليمن بمثابة فرصة لبحث إطار للمفاوضات وبناء الثقة بين جميع أطراف النزاع في الأزمة اليمنية".

إن الإعلام برمته عندما زار جريفيث صنعاء[1]، أعلن بصريح العبارة أنه لتهدئة الأوضاع في الحديدة، بمعنى ليخفف الضغط على الحوثي، فلماذا كل هذا؟ والأمور منذ البداية واضحة جدًا لدى الأمم المتحدة وصنّاع القرار فيها وهي تستند على قرارها رقم 2216 ومع ذلك لا تعمل به، وهي مجرد دعوات أطلقها بنعمر ومن بعده ولد الشيخ وها هو جريفيث يعيدها للعالم مرات ومرات، دون أن تطبق الأمم المتحدة أو تتخذ أي خطوات لانتزاع السلاح من يد الحوثي، بل دون أن تترك للتحالف حرية التحرك، وتسعى إلى عرقلة مساعيه في إحلال السلام في اليمن، إلى درجة أن التحالف العربي طالب الأمم المتحدة أن تتسلم وتشرف على ميناء الحديدة ولكن رفضت ذلك، وبعد أن أصبحت الحديدة وميناءها قاب قوسين أو أدنى من التحرر، ظهر جريفيث ليقول "جنيف" ومباحثات ومفاوضات.



إن الأمم المتحدة يزداد فشلها يوما بعد آخر، بل يزداد خداعها يومها بعد آخر، وتتكشف ألاعيبها في العالم أجمع، وعلى الشعوب أن تعمل لتغيير النسق الذي تسير فيه هذه الأمم، وأن تقف أمام هذا العبث الذي تقوم به، فالكلمة الآن للشعوب، وعليها أن تقف ضد ممارساتها، وضد عملها الذي يقوم على تأجيج القضايا، وليس حلها. ولنا مثال في سوريا التي قُتل وجُرح فيها مليون شخص، وشرد ما يقارب 15 مليون، ومع ذلك لم تحرك ساكنًا.

لن يصل العالم إلى نهايته كما يأمل البعض، بل سيعود إلى طريقه الصحيحة إن تخلص من العابثين في هذه الأمم، وإن تخلص العالم من مالكي حق النقض "الفيتو"، ولا بد أن يعاد توزيع حصص حق النقض على دول العالم، كي تكون أممًا بحق، ولا تكون 5 دول هي من يحدد مصير العالم، بل ربما دولة واجدة هي التي تحدد بحسب مسار الأمم المتحدة هذه السنوات. وعلى العالم أن يصحو من غفوته، ويوقف هذا الزحف المغالي الذي يتم انتهاجه تجاه الكرة الأرضية، وإلا فإنه سيصحو على كارثة عالمية، وكأنه مبتغى هذه الأمم ومن وراءها ليصلوا إلى الدمار.

 ــــــــــــــــ

[1]  راجع مثلا قناة الحرة https://www.alhurra.com/a/%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AB-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9/444771.html

الأحد، 24 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 12

الأمم المماطلة المتخاذلة في اليمن

جاء التحالف العربي الذي أطلق بقيادة السعودية عام 2015، بناء على طلب من إدارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كنتيجة حتمية لفشل الأمم المتحدة وتخاذلها، وجاء التخاذل من ممثلها في اليمن جمال بنعمر إبّان الحوار الوطني الذي اتخذ موقفا منحازا ومتخاذلا قبل عام من اجتياح قوات صالح وميليشيات الحوثي المرتبطة بنظام ولي الفقيه في إيران للعاصمة صنعاء والانقلاب على الشرعية، ضاربة العملية الانتقالية في هذا البلد عرض الحائط، ودون التفكير في إنسان اليمن، ولم يكن همهم سوى الاستيلاء على البلاد.

"وسمح موقف الأمم المتحدة المتخاذل، والتي كان من المفترض أن تشرف على العملية الانتقالية بعد تنحي الرئيس علي عبد الله صالح، أن تسقط البلاد في قبضة الميليشيات المذهبية والفوضى بدعم وتخطيط من الراعي الإيراني الذي كان في الوقت نفسه يكافئ على مشاريعه المزعزعة لاستقرار المنطقة باتفاق يخفف عنه العقوبات الاقتصادية ويتيح له بالتالي تمويل مخططه الشيطاني."

وأمام عجز أو حتى تواطؤ الأمم المتحدة على وقف انهيار العملية الانتقالية وانهيار الدولة، طلب هادي مساندة دول الجوار، التي سارعت إلى تشكيل تحالف عربي نجح في الأشهر الأولى في إعادة مناطق واسعة من البلاد إلى حضن الشرعية، وضخ في موازاة ذلك مليارات الدولارات لإعادة إعمار ما دمرته الميليشيات من مرافق عامة وطبية وبنى تحتية وإعادة العجلة الاقتصادية للبلاد.

 

وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراره رقم 2201 في 15 فبراير 2015 وكان بالإجماع في جلسته رقم 7382، طالب فيه جماعة الحوثيين بسحب مسلحيها من المؤسسات الحكومية، واستنكر القرار تحركات الحوثيين الذين تدعمهم إيران لحل البرلمان والسيطرة على مؤسسات الحكومة اليمنية واستخدام أعمال العنف لتحقيق الأهداف السياسية، والاستيلاء على المنابر الإعلامية للدولة ووسائل الاعلام للتحريض على العنف. كما طالب القرار الحوثيين بالانخراط في مفاوضات السلام التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، وبالإفراج عن الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح وأعضاء الحكومة، الموضوعين جميعا تحت الإقامة الجبرية منذ استولى الحوثيون على السلطة. وأعلن المجلس استعداده لاتخاذ "مزيد من الخطوات" إذا لم تنفذ الأطراف في اليمن القرار، بما فيها استخدام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية لفرض تنفيذ القرارات.[1]

وفي تقرير لسكاي نيوز قالت فيه إن سجل الأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945، يحفل بإخفاقات ملموسة، في حل أو حتى إدارة النزاعات حول العالم لاسيما في الشرق الأوسط، وتوجت في السنوات الست الماضية بفشل ذريع في وقف العنف والفوضى بالمنطقة العربية، حيث عملت من حيث تدري أو لا تدري على قلب الحقائق ونشر معلومات مضللة كان آخرها الفضيحة المتمثلة بتقرير "غير دقيق ومضلل" عن التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

طعن التحالف العربي

الأحد، 10 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 11

الأمم المتحدة وتدمير اليمن


من قرأ المشهد في اليمن منذ بدايته سيلحظ أن "الربيع العربي" توقف على أعتابه، عندما أقدمت المملكة العربية السعودية بتحالفها العربي، وبانتزاع قرار أممي (2216) يؤيدها، على شن حرب على الحوثي لإيقاف زحف الخطط الاستعمارية في المنطقة العربية. لتأتي استقالة جمال بنعمر،  بل سحبه من قبل الأمم المتحدة، لتثبت فشله في تحقيق أهداف اليمنيين، أو التي أوجد من أجلها في اليمن، أو أنه حقق المطلوب منه عبر الحوار الوطني الذي استطاع فيه التلاعب بجميع اليمنيين، واستطاع خداع الشعب اليمني باتفاقه مع الحوثي على اجتياح كامل البلاد. واعتبره الكثير من اليمنيين، أي بنعمرـ عار على جبين الأمة العربية، وسبب رئيس في تدهور الأوضاع في البلاد، وبالتالي فشل ذريع للأمم المتحدة ـ كعادتها في البلاد العربية.

الثلاثاء، 9 يناير 2018

أن تكذب أكثر 7

كاترين تكتب على لسان الفرس عن اليمن


كثرت المراكز التي تدعي أنها ثقافية ذات مهنية عالية في البحث، وأنها محايدة، وتقدم مواضيعها ودراساتها بحيادية، وكنتت أطارد موضوعاً عبر الشبكة فوقعت على مركز لم أسمع به من قبل، ولا أعتقد أنكم سمعتم به، ولن أذكره لكم هنا لأنه لا يستحق الذكر، ولكن سأنقل لكم ما كتبته "كاترين شقدم" في هذا الموقع. وكاترين هذه بحثت عن سيرة لها في الـ"قوقل" ولم أجد لها شيئاً سوى ما كتبته في هذا الموقع.

 

بعد قراءتي لموضوعها المعنون:" السر الخفي للحرب في اليمن ـ حرب من أجل إعادة التشكيل الإقليمي" وهو عنوان يصيب الحقيقة كاملة، وهو ما شدني للقراءة، ولكن في متن الموضوع تجد أن ما جاء في المقالة يخدم التوجه الإيراني بالكامل، ولا يخدم العنوان على الاطلاق.

حيث رأت أو رأى من كتب المقالة أن ما يحدث يخدم التوجه الامبريالي وأن من يقوم بهذا الدور هو السعودية، نعم هو يخدم التوجه الامبريالي تماماً ولكن من يقوم بخدمة وينفذ أجندة الغرب وبشكل واضح هي إيران، فكل المآسي التي تحدث في العراق وسوريا ولبنان ومن ثم اليمن سببها إيران، بتدخلاتها غير المبررة في الدول العربية، وبسعيها الحثيث إلى تصدير "ثورة الخرافة الإيرانية" إلى أن وصلت إلى جماعة ساذجة في اليمن لم تقرأ ولم تكتب فطوعتها لخدمة مصالحها من أجل اشغال المملكة العربية السعودية.

السبت، 9 ديسمبر 2017

تساؤلات البردوني تحرض صنعاء القيام من الموت!!

ويل وويل لأعداء البلاد إذا

ضجّ السكون وهبّت غضبة الثار !

البردوني

خطاب الشاعر اليمني عبدالله البردوني عن صنعاء لم يكن يحمل دلالة المكان فقط بل يحمل وجوهاً كثيرة، يخاطب العقل والعاطفة، يخاطب الجسد، يخاطب الإنسان والإنسانية، يستحضر التاريخ فيه ويتنبأ بالمستقبل، ويقرأ الأحداث التي مرت والتي قد تأتي إن ظلت صنعاء على وضعها ولم تتغير. والصبغة التي يحملها هذا الشعر، ليس عن صنعاء فقط، بل بشكل عام في شعره، هي صبغة السؤال الذي يعد متفرداً فيه من بين كل شعراء العربية، فالسؤال في قصيدِهِ يحمل أبعاداً مستمرة لم تتغير ويريدها أن تشعر وأن تحس بما هي فيه:

أصنعا … ولكنّ متى تأنفين

يقولون قد كنت يوما منيفه؟

متى منك تمضين عجلى إليك ؟

ترين اخضرار الحياة النّظيفه

أمن قلب أغنية من دموع .

ستأتين ..؟ أم من حنايا قذيفه؟

ليست هذه الأسئلة الوحيدة التي يطلقها الشاعر عن هذه الخضراء، بل إنه يستبطن بأسئلته ما سيأتي:

ماذا جرى ..؟ لم يجر شيء هنا

صنعاء لا فرحى … ولا آسفه!!

حالة التردد التي تحدث اليوم في قلب صنعاء، ومنذ الثورة تعيش وهي في حالة من الجمود إذ إنها مشلولة لا تدري ماذا جرى؟ ولكنها تجيب في نفس الوقت فهي لم تفرح لما يحدث وفي نفس الوقت لم تأسف له، فأصيبت في مقتل جراء هذا التردد الذي لم يخرجها من الظلمات إلى النور، وكأني به يوجه رسالته وأيضاً عبر السؤال ليقول للشعب:

أتدرين يا صنعاء ماذا الذي يجري

تموتين في شعب يموت ولا يدري؟

وترتفع وتيرة الموت في قصيدته "مدينة بلا وجه" ويحث من يعيشون فيها على أنكم تدارون موتكم وتستحون منه ولا تريدون للعالم أن يراه، لأن هذا الموت الذي حل بكم مزري، ولا تريدون التخلص منه، ومن عبثيته، رغم أنه في أيديكم وهو طاعون يستشري فيكم ولكنكم تبقون على الأمل بين حناياكم معتقدين أن مولد النور سيأتيكم، بينما ما يحدث أمامكم هو الظلام.

تموتين لكن كلّ يوم وبعدما

تموتين تستحين من موتك المزري

ويمتصّك الطاعون لا تسألينه

إلى كم .. ؟ فيستحلي المقام ويشتري

تموتين لكن في ترقب مولد

فتنسين أو ينساك ميعاده المغري

إن شعر البردوني الذي تركه لليمن يغلب عليه الأنين، وصرخته في قصيدة "مواطن بلا وطن" تستقرئ الحاضر عندما يقول:

مواطن بلا وطن

لأنّه من اليمن

واليوم لم تعد له

مزارع ولا سكن

ولا ظلال حائط

ولا بقايا من فنن

فهو يصف الحالة التي تعيشها اليمن وخصوصاً صنعاء المحتلة من قبل جماعة اتخذت من ثورة الملالي شعاراً لها، فلم تبق لأهل صنعاء وما حولها شيئاً. وها هو يقول في قصيدته "سفاح عمران" لأهل اليمن كافة أنظروا من يسرقكم ومن ينكل بكم، ومن يجوعكم؟ ويتساءل في النهاية من يا أهل صنعاء سينقذ المدينة من شرورهم:

يا سارق اللّقمات من

أفواه أطفال المدينه

يا ناهب الغفوات ، من

أجفان صنعاء السّجينه

من ذا يكفّ يديك ، عن عصر الجراحات الثخينه

إن جحيم الدمار الذي خلفه الحوثي في صنعاء، وتفشي الأمراض فيها يحيلنا إلى تساؤليته الكبيرة لأبي تمام التي يقول فيها:

مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟

مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب

مـاتت بصندوق وضـاح بلا ثمن

ولـم يمت في حشاها العشق والطرب

صورة تنبئ عن أن أهل صنعاء يحبون الحياة ويريدون العيش بعيداً عن المنغصات التي هم فيها الآن فرغم الموت إلا العشق والطرب ما زال في الأحشاء.. ولهذا يُوجد الشاعر الأمل وهو يسأل أبو تمام:

ألا تـرى يـا أبـا تـمام بـارقنا

(إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)

وعلى الرغم من هذا التفاؤل الذي وجهه نحو "أبي تمام" كرمز لعروبة اليمن، إلا أنه يرى ببصيرة فظاعة الأمر الذي تمر به صنعاء واليمن هذه الأيام، حين يقول:

فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري

وهل تدرين يا صنعاء من المستعمر السري

غزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري

ولعبة الموت في صنعاء تكررت في قصائد الشاعر وتأخذ عدة نواح، وترتبط بالزمن وبالشخص وبالمكان، وهناك انتظار دوما لميلاد جديد في هذه الخضراء التي تأبى أن تستسلم وأن تبقى على متناقضاتها دون أن تقف ولو للحظة واحدة، وقصيدة "صنعاء والموت والميلاد" تحمل دلالاتها البعد الذي يردده الشاعر وهو أن تكرار الموت والميلاد سمة قائمة في "صنعاء"



ولدت صنعاء بسبتمبر

كي تلقى الموت بنوفمبر

لكن كي تولد ثانية

في مايو … أو في أكتوبر

في أوّل كانون الثاني أو في الثاني من ديسمبر

مادامت هجعتها حبلى

فولادتها لن تتأخّر

رغم الغثيان تحنّ إلى :

أوجاع الطلّق ولا تضجر

ينبي عن مولدها الآتي

شفق دام فجر أشقر

أشلاء تخفق كالذكرى

وتنام لتحلم بالمحشر

ورماد نهار صيفي

ودخان كالحلم الأسمر

ونداء خلف نداءات

لا تنسى (عبلة) يا (عنتر)

وتظلّ تموت لكي تحيا

وتموت لكي تحيا أكثر

وأخيرا هل سنبقى نردد مع الشاعر

يا شمس صنعاء الكسول

أما بدا لكِ أن تدوري

أم أننا سنبقي حالة الموت في صنعاء وسنردد معه:

صنعاء يا أخت القبور

ثوري فإنكِ لم تثوري؟

 

نشرت في ملحق الرياض الثقافي

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

إلى أين يسير اليمن؟

يمثل الرئيس المقتول علي عبدالله صالح حالة خاصة في اليمن ففي موته وفي حياته يستمر في مراوغاته، فهو يقلب الموازين بسرعة دون تردد، فانقلابه على الشرعية وفتحه المسار للحوثي لاحتلال اليمن، وتقلباته في خطاباته حتى آخر لحظة من عمره باتت سمة في شخصيته،


وبعد أن رأى العالم أنه يتجه نحو عروبته ويسعى لإصلاح ما أفسده قلب الطاولة بمقتله، وجعل اليمن يعيش في حالة غير طبيعية، وفي ثورة حقيقية، معظمها حانقاً على ما حدث، والتاريخ سيحمله الكثير مما حدث في اليمن.

إن احتجاز واختطاف ومن ثم قتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ليس مجرد جريمة حرب لدى الشعب العربي اليمني، بل هو جريمة كبرى لا يطفئ نارها سوى الانتقام من قتلته.
وإن خلو الساحة من صالح يعني محاولة الحوثي التفرد بصنعاء، وهو الخط الذي ترسمه الميليشيا سعياً وراء السيطرة عليها، والتي كان يقف في وجهها حليفها الذي مهد لها احتلال اليمن قبل ثلاث سنوات، ولكن الأفعى حتى وإن ملمسها ناعما إلا إنها عند تقلبها يكون في نابها العطب..

وهذا ما حدث للحليف حين حاول الخروج من حلفه معهم، فما كان منهم إلا أن يقتلوه، لأنه لا يتفق مع أجندتهم المرسومة من طهران.

ولا ننسى أن أسلوب مقتل علي صالح في الوقت الذي أراد فيه أن يكفر عن خطأه بتحالفه مع الحوثي ضد شعبه، يشابه أسلوب مقتل رفيق الحريري في لبنان عندما بدأ عملية إصلاح شاملة في لبنان، ومن ذلك أراد تحجيم حزب الله وسحب سلاحه ولكنه اغتيل نهاراً جهاراً. مع فارق أن صالح لم يكن يسعى إلا إلى لعب ورقة ضد الشعب اليمني بعد أن رفضه في ثورته عليه، وبعد أن توج رئيساً جديداً لليمن جراء هذه الثورة ، ولكن هذه الورقة هي التي أحرقته وأخرجته من الدنيا كلها وليس من صنعاء فقط.


ولعل مقتله أخرج اليمنيين، الذين يرون أن ميليشيا الحوثي تعمل لمصلحتهم، من غفوتهم أو غفلتهم التي عاشوها طوال ثلاث سنوات. ولعله درساً لهم ليوضح العدو من الصديق، وستكون المواجهة بين أنصار علي صالح والشعب اليمني وبين الحوثي، وخصوصاً بعد التشفي الذي أظهره عبدالملك الحوثي على الملأ. وسيواجه اليمن صعوبات جمة حتى عودة الشرعية بالكامل لتعيد التوازن لليمن.. ومن ثم البدء في انتخابات لاختيار رئيس له.

تم النشر في صحيفة البلاد

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

الوزير باسيل ودولة الضاحية!!

دعونا، بكل هدوء، نقرأ ما قاله جبران باسيل في تغريدة له ومن ثَمّ وهو في إيطاليا، إذ يبدو أن هناك سوء فهم لدى وزير خارجية لبنان، وفي نفس الوقت متناقض، أو أنه يتغافل عن الحقيقة الماثلة لكل اللبنانيين والعرب والعالم أجمع.

فباسيل يقول:” إنه ليس حزب الله وأن سعد الحريري ليس حزب الله، وأن لبنان بلد حر ومستقل” كلام جميل، وطالما أنه كذلك فما هو موقع حزب الله في الحكومة؟ وإلى أية دولة يتحزب؟ وهل هو تابع للدولة اللبنانية أم أنه دولة مستقلة عن لبنان؟ وهل إطلاق صواريخ باتجاه مكة المكرمة والرياض من اليمن بأيد من حزب الله وبتدريب منه ليس تدخلاً في شؤون الآخرين؟ وهل حرب حزب الله في سوريا ليس تدخلا؟ وهل حربه في العراق ليس تدخلاً؟ وهل تدخله ـ بكل قوة ـ في اليمن ليس تدخلاً؟ وهل أياديه العابثة في البحرين والكويت والخليج ليس تدخلا؟.

يجب يا معالي الوزير أن تجيب عن هذه التساؤلات، وأن تبرر تدخلات الحزب في المنطقة أو أن تعلن أن الضاحية دولة مستقلة تأتمر بأوامر الولي الفقيه ولا شأن للبنان بها، كي تستطيع دول المنطقة التعامل مع تدخلاته السافرة في كل جزء منها. فالإنكار هنا يدلل على أنك تعترف أن الحزب خارج نطاق الدولة، وأنه تابع لإيران، ويأتمر بأوامر الولي الفقيه، وأنه لا شأن لك ولدولة لبنان به، وأنك وأنت وزير الخارجية لا يمثلك هذا الحزب ولا تمثله وإنكارك أنك لست حزب الله هو إنكار الإثبات، فأي عاقل سيقنعه نفي وزير خارجية ما أن أحد مكوناته السياسية لا يمت له بصلة!!
أما نية الحوار فهي معدومة تماماً، واللغو السياسي لا يأتي بفائدة للبلد، لأن حوار الطائف تم نسفه بالكامل من قبل حزب الله، وعلى فكرة يا معالي الوزير: إلى الآن وحزب الله مكون من مكونات الحكومة اللبنانية، كأنك تغاضيت عن ذلك وأنت تبحث عن إيجابية، بينما ما يحدث هو سلبية، إذ لو كان هناك نية للإيجاب لتم تحييد الحزب ومصادرة أسلحته وتسييره ليكون حزباً سياسياً لا جيشاً ينطق باسم الولي الفقيه.
سأضيف يا معالي الوزير ما قاله الكاتب خالد الدخيل عن إطلاقك ” تصريحات فيها من التكاذب والجرأة ما يخرج عن كل الحدود” وتعليقه على حديثك في TRT التركية من أن لبنان يرفض “استعمال سلاح حزب الله خارج الحدود”. اقرأ ما قاله: ” معالي الوزير يعرف أن كلامه لا يمت إلى الواقع جملة وتفصيلاً. وإذا كانت هذه سياسة جديدة يلمح إليها، فالأمر يحتاج إلى توضيح وتفصيل. لكن وزير الخارجية يكذّب نفسه في الحديث ذاته بقوله إن “سلاح حزب الله أدى وظيفة كبيرة في تحرير لبنان”. عمّن يتحدث معالي الوزير؟ ولمن يتحدث؟ هل كان لبنان تحت الاحتلال؟ ومن تكون قوة الاحتلال التي حرّر حزب الله لبنان منها؟ ولماذا حزب الله، وليس الجيش اللبناني، هو الذي حرّر لبنان؟ المدهش أن يصدر مثل هذا الكلام عن وزير ينتمي إلى تيار اسمه التيار الوطني الحر”.
على باسيل أن يضع النقاط فوق الحروف كي يتعامل العرب مع هذه المشكلة التي أوقع لبنان نفسه فيها، فالمملكة العربية السعودية لم ولن تتدخل في شؤون لبنان، وإن تدخلت فإنها تدخل بالتي هي أحسن، وما إعادة إعمار لبنان بعد “مسرحية 2006” من حزب الله إلا دليل على الأيادي البيضاء التي تنتهجها السعودية في هذا البلد. ولكن…!
إن السعوديين أكثر شعب يستوعب اللغة اللبنانية ويعيها ويعي ما تقوله وما ترمي إليه وما تود أن تفعله من بعد الكلام، وليس بخاف على أحد منا ذلك، فدعوا المراوغات في الكلام، وناقشوا أصل المشكلة التي ستعصف بلبنان.

ـــــــــ

نشر هذ المقال في صحيفة البلاد

الوزير باسيل ودولة الضاحية!

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 36



  • أن تكذب أكثر 6




الصراع في اليمن

دراسة معهد بروكنجز تحمل تناقضاتها وتمجد إيران

قراءة ضعيفة جداً لا تحمل فكرا

بعد قراءة لإحدى مقالات قامات أمريكا وهو "معهد كارنيجي" في هذه السلسلة (24)، سنلحظ أن توجه مراكز الدراسات في أمريكا هو مع توجه سياسة الرئيس، في أي منطقة يطرقها، وهذا يمنحنا المؤشر الذي تسير عليه حزمة السياسة الأمريكية بالكامل في كل حصة رئاسية، ومن المهم قراءة مثل هذه المراكز وما تطرحه، لأن ذلك سيعود علينا بالنفع في قراءة التوجه الأمريكي.

السبت، 21 أكتوبر 2017

الثقل السعودي في إدارة أزمة المنطقة

باختصار:


قراءة الواقع تحتم علينا قراءة بعد النظر في السياسة السعودية، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا في عهد أوباما ترتمي في أحضان إيران، كان العمل السعودي على أشده لتغيير مسار اللعبة في الشرق الأوسط، وذلك بمواجهة أمريكا عبر إيران، أي مواجهة إيران في أي موقع ذهبت إليه، وهذا أسلوب ذكي يدلل على الحنكة، بحيث أنها لم تخسر أمريكا وفي نفس الوقت تواجهها عبر من ارتضته وكيلاً لها في المنطقة، أو عن مشروعها الذي يهدف إلى تفتيت المنطقة.

الجمعة، 24 مارس 2017

جامعة الدول العربية..ضعف.. هوان .. فشل

قبل انعقاد القمة العربية القادمة في الأردن، لماذا جامعة الدول العربية تقف وكأن الوضع في العالم العربي لا يعنيها؟ ولماذا هذا الضعف؟ لماذا هذا الفشل؟

لا يختلف إثنان على أن هناك ضعفاً في جامعة الدول العربية تجاه القضايا التي تشهدها منطقتنا العربية، ولإخفاقات متوالية على مر الزمان، بحيث أن الشارع العربي لم يلمس على أرض الواقع ما يفيد بأنها تقوم بدور فاعل وبنّاء تجاه قضايانا العربية.. ولا يظهر على الساحة من قِبلِها سوى الحديث عن القضية الفلسطينية، هذه القضية التي انشغلت بها وكأنها أُسّست من أجل هذه القضية فقط.وانكشف هذا الضعف بعد موجة ما سُمي بـ " الربيع العربي"، واتضحت دلالاته من خلال العراق ثم سوريا فاليمن دون أن يكون لها أي أثرٍ إيجابي في هذه الأحداث الكبيرة التي تجري على الأرض، والجامعة تعيش في غفوة منها وعنها، أو كأنها تتحاشى الدخول في صراع حول هذه القضايا المصيرية التي تهم الأمتين العربية والإسلامية. بل إن مشروع الفرس في المنطقة العربية والذي تلحظه جميع دول العالم ، ومعرفتها الكاملة بأن إيران تصدّر الإرهاب في العالم وتتدخل في شؤون الدول العربية ومع ذلك لم تحرك ساكنا في هذا الإطار.

والقضايا طويلة جداً التي نستطيع الحديث عنها هنا وخذوا أمثلة ونماذج كـ النزاعات الحدودية التي لا تستطيع التدخل فيها الجامعة وجميع المحاولات للتسوية في هذه النزاعات ليست تحت مظلة الجامعة العربية، بل تحمل في طياتها مبادرات شخصية؛ ولو قرأنا قضية النزاع الجزائي المغربي لوجدنا أن منظمة الوحدة الإفريقية حاولت في مؤتمر " باماكو" عام 1963م، بعد طلب الجزائر أنها لا تريد تدخل الجامعة العربية وأنها ستتجه إلى الحل الأفريقي، ونوقشت القضية، ولكنها استعصت.. ويعلم الجميع أن النزاع استمر وتحول إلى يد الإستعمار، بعد أن توجت الجامعة العربية مجهوداتها في حل هذا النزاع إلى أنه " استعماري!، وبما أنه استعماري أصبح الملف لدى الأمم المتحدة بعد ذلك. وأزمة العراق ـ الكويت ، والتي انتهت بغزو العراق للكويت رغم الاتفاقية ـ شهراكتوبر من عام 1963م ـ تحت مظلة الجامعة العربية بأن الكويت دولة مستقلة. وأزمة دارفور... وخذ التصريح الإيراني الذي جاء فيه " إنها تسيطر على أربع عواصم عربية"، وما أعتقده هنا هو أن التقرير الذي وصل للجامعة العربية هو أن إيران صرحت بأنها سيطرت على أربع عواصم "غربية".. حيث من كتب التقرير لها أضاف نقطة، وربما نامت جامعة الدول العربية على هذه النقطة . وخذ التدخلات الإيرانية في البحرين ومحاولة إسقاط الحكم فيها والجامعة وقفت موقف المتفرج، فالجامعة العربية تدرك أن إيران تلعب دوراً خطيراً في دولها، بدلالة أنها اعتبرت الثورة على نظام الأسد مؤامرة إلا أنها في تونس مثلا ساندت الثوار وحيتهم كثيرا، وفي البحرين رأت أنه يجب نصرة المتظاهرين واحتجت على تدخل "درع الجزيرة".. الخ. وخذ مثال الحوثيين في اليمن والمشروع الفارسي عبر ايديلوجية الولي الفقيه. وخذ مشروع " الولي الفقية" في لبنان عبر حزب الله ، وخذ أحداث الصومال وخذ أحداث ليبيا.. حتى بات العرب يرددون :

من يهن يسهل الهوان عليه                 ما لجرح بميت إيلامُ

ولعل العالم العربي يتذكر أنه كان يحمل همّةً وعزما مع بداية إنشاء الجامعة ففي سنتها الرابعة عام 1950م حيث جاءت معاهدة الدفاع المشترك وحملت في طياتها أن ما يقرره مجلس الدفاع المشترك، بأكثر من ثلثي الدول يكون ملزما لجميع الدول المتعاقدة، واستخدمت الجامعة أسلوبا لم يكن موجودا في ميثاقها وهو إرسال قوات عربية لحفظ السلام كما حدث في الأزمة "العراقية-الكويتية" عام 1961 ، والحرب الأهلية اللٌبنانية بين عامي"1975-1976 " تحت مسمى قوات الردع العربية، وكذلك قيام الأمين العام بالمساعي الحميدة بين اليمن الشمالي والجنوبي عام1972 بعد نزاع الحدود بينهما ( صالح الشاعري.. تسوية النزاعات الدولية سلميا، القاهرة، مكتبة مدبولي، 2006م )

ولن ننكر أنه في قمة 2005م صيغت سياسات وأهداف جديدة لتوجه الجامعة العربية، وكان هناك محاولات لإصلاح الخلل، وتفاءل الجميع بالخير في هذه القمة واعتبرت انطلاقة جديدة للجامعة، ولكن دون أن يتم تطبيق أو تفعيل هذه السياسات، وعصف الخريف العربي بكل شيء واتضحت هشاشة الجامعة بعد ذلك.

والمراقب للوضع العربي سيلحظ أن هناك رؤية مشتركة بين الشعوب وترغب الشعوب في أن تتحد كلمتها، وتتلاقى في كثير من الطموحات والتي تصطدم عادة بالقرارات والمصالح السياسية وعدم توحد الرؤية في الأنظمة.

أورد هنا بعض الأسباب في فشل  الجامعة العربية

  1. ميثاق الجامعة الذي يقيدها تماماً.

  2. عدم تبني وجود محكمة عربية تحل النزاعات بين الدول العربية.

  3. عدم وجود مجلس عسكري أو قيادة عسكرية للطواريء للتدخل في حل النزاعات.

  4. خضوع قرارات الجامعة للأنظمة الحاكمة.

  5. الإفتقاد إلى الرؤية المشتركة ومن ثم التوجه لمشروع موحد، وبروز التباين العربي في القرارات.

  6. عدم قدرة الجامعة على تنفيذ القرارات لا تبنّيها فقط.

  7. جميع القمم العربية لم تفصل بين المتفق عليه وأوجه الاختلاف، بل كانت الأجندة تحمل في طياتها ترسبات الماضي وملفاته تنتقل من قمة لأخرى.

  8. العمل قائم على مصالح كل دولة على حدة ولم يتجه نحو العمل الإقليمي.

  9. ضعف بعض الدول العربية بعد ثورة الخريف العربي كمصر وسوريا والعراق.

  10. بنود الميثاق لم تتضمن تطوير الإنسان وحقوقه وهمشت حقوق الإنسان تماماً.

  11. تدخلات اقليمية ودولية في تحريك العمليات السياسية في المنطقة العربية، وعدم مقدرة الجامعة على تحجيمها، وبالتالي إضعاف الجامعة.

  12. بروز مبادرات لإلغاء الجامعة العربية بدلا عن السعي في إصلاحها.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ميثاق جامعة الدول العربية*


مَادَّة (1)

تتألف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة الموقعة على هذا الميثاق.

و لكل دولة عربية مستقلة الحق في أن تنضم إلى الجامعة، فإذا رغبت في الانضمام، قدمت طلباً بذلك يودع لدى الأمانة العامة الدائمة، و يعرض على المجلس في أول اجتماع يعقد بعد تقديم الطلب.

مَادَّة (2)

الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، و تنسيق خططها السياسية، تحقيقاً للتعاون بينها و صيانة لاستقلالها و سيادتها، و النظر بصفة عامة في شئون البلاد العربية و مصالحها.

كذلك من أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً بحسب نظم كل دولة منها و أحوالها في الشئون الآتية:

(1) الشئون الاقتصادية و المالية، و يدخل في ذلك التبادل التجاري والجمارك، والعملة، وأمور الزراعة والصناعة.

(2) شئون المواصلات، و يدخل في ذلك السكك الحديدية، و الطرق، و الطيران، و الملاحة، و البرق، و البريد.

(3) شئون الثقافة

(4) شئون الجنسية، و الجوازات، و التأشيرات، وتنفيذ الأحكام و تسليم المجرمين.

(5) الشئون الاجتماعية.

(6) الشئون الصحية.

مَادَّة (3)

يكون للجامعة مجلس يتألف من ممثلي الدول المشتركة في الجامعة، و يكون لكل منها صوت واحد مهما يكن عدد ممثليها.

وتكون مهمته القيام على تحقيق أغراض الجامعة، و مراعاة تنفيذ ماتبرمه الدول المشتركة فيها من اتفاقات في الشؤون المشار إليها في المَادَّة السابقة،و في غيرها

و يدخل في مهمة المجلس كذلك، تقرير وسائل التعاون مع الهيئات الدولية التي قد تنشأ في المستقبل لكفالة الأمن و السلام، و لتنظيم العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية

مَادَّة (4)

تؤلف لكل من الشئون المبينة في المَادَّة الثانية لجنة خاصة تمثل فيها الدول المشتركة في الجامعة. وتتولى هذِه اللجان وضع قواعد التعاون ومداه، وصياغتها في شكل مشروعات اتفاقات تعرض على المجلس للنظر فيها، تمهيداً لعرضها على الدول المذكورة.

ويجوز أن يشترك في اللجان المتقدم ذكرها أعضاء يمثلون البلاد العربية الأخرى، ويحدد المجلس الأحوال التى يجوز فيها اشتراك أولئك الممثلين، وقواعد التمثيل.

مَادَّة (5)

لايجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين أو أكثر من دول الجامعة، فإذا نشب بينهما خلاف لا يتعلق باستقلال الدولة أو سيادتها أو سلامة أراضيها، ولجأ المتنازعون إلى المجلس لفض هذا الخلاف، كان قراره عندئذ نافذاً وملزماً.

وفي هذِه الحالة لا يكون للدول التي وقع بينها الخلاف الاشتراك في مداولات المجلس وقراراته.

ويتوسط المجلس في الخلاف الذي يخشى منه وقوع حرب بين دولة من دول الجامعة، وبين أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها، للتوفيق بينهما.

وتصدر قرارات التحكيم والقرارات الخاصة بالتوسط بأغلبية الآراء.

مَادَّة (6)

إذا وقع اعتداء من دولة على دولة من أعضاء الجامعة، أو خشي وقوعه فللدولة المعتدى عليها، أو المهددة بالاعتداء، أن تطلب دعوة المجلس للانعقاد فوراً.

ويقرر المجلس التدابير اللازمة لدفع هذا الاعتداء، ويصدر القرار بالإجماع، فإذا كان الاعتداء من إحدى دول الجامعة، لايدخل في حساب الإجماع رأى الدولة المعتدية.

إذا وقع الاعتداء بحيث يجعل حكومة الدولة المعتدى عليها عاجزة عن الاتصال بالمجلس، فلممثل تلك الدولة فيه، أن يطلب انعقاده للغاية المبينة في الفقرة السابقة. وإذا تعذر على الممثل الاتصال بمجلس الجامعة، حق لأي دولة من أعضائها أن تطلب انعقاده.

مَادَّة (7)

ما يقرره المجلس بالإجماع يكون ملزماً لجميع الدول المشتركة في الجامعة، وما يقرره المجلس بالأكثرية يكون ملزماً لمن يقبله. وفي الحالتين تنفذ قرارات المجلس في كل دولة وفقاً لنظمها الأساسية.

مَادَّة (8)

تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمى إلى تغيير ذلك النظام فيها.

مَادَّة (9)

لدول الجامعة العربية الراغبة فيما بينها في تعاون أوثق، وروابط أقوى، مما نص عليه هذا الميثاق، أن تعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذِه الأغراض.

والمعاهدات والاتفاقات التي سبق أن عقدتها، أو التي تعقدها فيما بعد، دولة من دول الجامعة مع أية دولة أخرى، لاتلزم ولاتقيد الأعضاء الآخرين.

مَادَّة (10)

تكون القاهرة المقر الدائم لجامعة الدول العربية، ولمجلس الجامعة أن يجتمع في أي مكان آخر يعينه.

مَادَّة (11)

ينعقد مجلس الجامعة انعقاداً عادياً مرتين في العام، في كل من شهري مارس وسبتمبر، وينعقد بصفة غير عادية كلما دعت الحاجة إلى ذلك بناء على طلب دولتين من دول الجامعة.

مَادَّة (12)

يكون للجامعة أمانة عامة دائمة تتألف من أمين عام وأمناء مساعدين، وعدد كاف من الموظفين.ويعين مجلس الجامعة بأكثرية ثلثي دول الجامعة، الأمين العام، ويعين الأمين العام، بموافقة المجلس، الأمناء المساعدين والموظفين الرئيسيين في الجامعة.

ويضع مجلس الجامعة نظاماً داخلياً لأعمال الأمانة العامة وشئون الموظفين.

ويكون الأمين العام في درجة سفير، والأمناء المساعدون في درجة وزراء مفوضين، ويعين في ملحق لهذا الميثاق أول أمين عام للجامعة.

مَادَّة (13)

يعد الأمين العام مشروع ميزانية الجامعة، ويعرضه على المجلس للموافقة عليه قبل بدء كل سنة مالية.

ويحدد المجلس نصيب كل دولة من دول الجامعة في النفقات، ويجوز أن يعيد النظر فيه عند الاقتضاء.

مَادَّة (14)

يتمتع أعضاء مجلس الجامعة، وأعضاء لجانها وموظفوها اللذين ينص عليهم في النظام الداخلي، بالامتيازات وبالحصانة الدبلوماسية أثناء قيامهم بعملهم.

وتكون مصونة حرمة المباني التي تشغلها هيئات الجامعة.

مَادَّة (15)

ينعقد المجلس للمرة الأولى بدعوة من رئيس الحكومة المصرية، وبعد ذلك بدعوة من الأمين العام. ويتناوب ممثلو دول الجامعة رئاسة المجلس في كل انعقاد عادى.

مَادَّة (16)

فيما عدا الأحوال المنصوص عليها في هذا الميثاق، يكتفي بأغلبية الآراء لاتخاذ المجلس قرارات نافذة في الشئون الآتية:

أ - شئون الموظفين.

ب - إقرار ميزانية الجامعة.

ج- وضع نظام داخلي لكل من المجلس، واللجان،والأمانة العامة.

د- تقرير فض أدوار الاجتماع.

مَادَّة (17)

تودع الدول المشتركة في الجامعة، الأمانة العامة نسخاً من جميع المعاهدات والاتفاقات التى عقدتها أو تعقدها مع أية دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها

مَادَّة (18)

إذا رأت إحدى دول الجامعة أن تنسحب منها، أبلغت المجلس عزمها على الانسحاب قبل تنفيذه بسنة.

ولمجلس الجامعة أن يعتبر أية دولة لاتقوم بواجبات هذا الميثاق منفصلة عن الجامعة، وذلك بقرار يصدره بإجماع الدول عدا الدولة المشار إليها.

مَادَّة (19)

يجوز بموافقة ثلثي دول الجامعة تعديل هذا الميثاق. وعلى الخصوص لجعل الروابط بينها أمتن وأوثق ولإنشاء محكمة عدل عربية ولتنظيم صلات الجامعة بالهيئات الدولية التي قد تنشأ في المستقبل لكفالة الأمن و السلام.

ولا يبت في التعديل إلا في دور الانعقاد التالي للدور الذي يقدم فيه الطلب. وللدولة التي لا تقبل التعديل أن تنسحب عند تنفيذه، دون التقيد بأحكام المَادَّة السابقة.

مَادَّة (20)

يصدق على هذا الميثاق وملاحقه، وفقاً للنظم الأساسية المرعية في كل من الدول المتعاقدة، وتودع وثائق التصديق لدى الأمانة العامة، ويصبح الميثاق نافذً قِبَلَ من صدق عليه بعد انقضاء خمسة عشر يوماً من تاريخ استلام الأمين العام وثائق التصديق من أربع دول.

حرر هذا الميثاق باللغة العربية في القاهرة بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1364هـ (22مارس سنة 1945) من نسخة واحدة تحفظ في الأمانة العامة.

وتسلم صورة منها مطابقة للأصل لكل دولة من دول الجامعة.

________________________________________

الملحق الخاص بالانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة عام 2000

نص قرار مؤتمر القمة العربي غير العادي - القاهرة - جمهورية مصر العربية 23-24 رجب 1421 هـ 21-22 أكتوبر 2000م

(إضافة ملحق بميثاق جامعة الدول العربية حول الانعقاد الدوري لمجلس الجامعة على مستوى القمة).

-إن مؤتمر القمة العربي غير العادي المنعقد بالقاهرة يومى 23-24 رجب 1421 هـ الموافق لـ 21-22 أكتوبر 2000م.

-بعد اطلاعه على:

قرار مجلس جامعة الدول العربية رقم 6007 د.ع (114) بتاريخ 4/9/2001، بالموافقة على أن يكون الملحق المتعلق بالانعقاد الدوري المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة مكملاً لميثاق الجامعة العربية.

تقرير اجتماع وزراء الخارجية التحضيرى لمؤتمر القمة العربي غير العادى المتضمن الموافقة على أن يكون الملحق المتعلق بالانعقاد الدوري المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة مكملا لميثاق الجامعة العربية.

واستنادا إلى مبادئ وأهداف ميثاق الجامعة وعملا في إطاره

وسعيا نحو تطوير وتحديث أساليب وآليات العمل العربي المشترك

ورغبة في تمكين العمل العربي المشترك واجهزته من التعامل مع كل التحديات التى تواجهها الأمة العربية للحفاظ على مصالحها العليا وتحقيق طموحاتها.

وتأكيداً لقراراته السابقة المتعلقة بدورية انعقاد مؤتمرات القمة العربية لمعالجة الوضع العربي، وتعزيزا للتضامن العربي ورسم الخطط الكفيلة بتدعيم قدرات الأمة العربية في مختلف المجالات.

يقرر:

1-الموافقة على ملحق ميثاق جامعة الدول العربية المرفوع من وزراء الخارجية العرب حول الانعقاد الدوري لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة (مرفق)

2-الموافقة على إضافة الملحق إلى ميثاق جامعة الدول العربية واعتباره جزءا مكملا للميثاق.

3-عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بصفة منتظمة في دورة عادية مرة كل عام في شهر مارس، اعتبارا من عام 2001.

4-توزع نفقات إقامة القمة إذا عقدت في مقر جامعة الدول العربية على الدول الأعضاء وفقا لأنصبتها في موازنة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

(ق.ق : 198 د.غ.ع - 22/10/2000)

ملحق خاص بشأن الانعقاد الدوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة

إن القادة العرب، إنطاقا من الإيمان بمبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربة وقرارات القمة العربية، وسعيا نحو تطوير وتحديث أساليب آليات العمل العربي المشترك، فقد أقروا ملحقاً ضمن ميثاق جامعة الدول العربية حول الانعقاد الدوري المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة بصفته أعلى سلطة فيها، كالتالي:

مَادَّة (1)

ينعقد مجلس جامعة الدول العربية على المستويات التالية:

أ-ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية أو من يمثلهم على مستوى القمة

ب-وزراء الخارجية أو من ينوب عنهم

ج- المندوبون الدائمون

مَادَّة (2)

يقوم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالنظر في القضايا المتعلقة باستراتيجيات الأمن القومي العربي بكافة جوانبه، وتنسيق السياسات العليا للدول العربية تجاه القضايا ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وعلى الخصوص النظر في التوصيات والتقارير والمشاريع المشتركة التي يرفعها إليه مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وتعيين الأمين العام وتعديل ميثاق جامعة الدول العربية.

مَادَّة (3)

ينعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بصفة منتظمة، في دورة عادية مرة في السنة في شهر مارس، وله عند الضرورة أو بروز مستجدات تتصل بسلامة الأمن القومي العربي، عقد دورات غير عادية إذا تقدمت إحدى الدول الأعضاء، أو الأمين العام يطلب ذلك ووافق على عقدها ثلثا الدول الأعضاء.

مَادَّة (4)

أ- تعقد الدورات العادية للمجلس على مستوى القمة في مقر الجامعة بالقاهرة، ويجوز للدولة التي ترأس القمة أن تدعو إلى استضافتها إذا رغبت في ذلك، ويتناوب أعضاء المجلس على الرئاسة حسب الترتيب الهجائى لأسماء الدول الأعضاء.

ب- يجوز عقد الدورات غير العادية للمجلس خارج مقر الجامعة بموافقة الدول الأعضاء، على أن تكون الرئاسة للدولة التي ترأس القمة.

ج- تقتصر رئاسة المجلس على ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية.

مَادَّة (5)

تصدر قرارات المجلس على مستوى القمة بتوافق الآراء.

مَادَّة (6)

يقوم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، في دورة مارس بالتحضير لمجلس الجامعة على مستوى القمة، بالإضافة إلى مهامه الأصلية.

مَادَّة (7)

يقوم المجلس على مستوى وزراء الخارجية والأمين العام للجامعة بالتنسيق مع الدولة التى ترأس مجلس الجامعة الدول العربية على مستوى القمة، بمتابعة تنفيذ قرارات القمة وإعداد التقارير الدورية بشأنها، والتحضير للقمة التالية.

مَادَّة (8)

أ- يعتبر هذا الملحق نافذا بعد إقراره من قبل القادة العرب، ويصدق عليه بصفة نهائية من الدول الأعضاء وفق أنظمتها الدستورية.

ب- يعتبر هذا الملحق جزءاً مكملاً لميثاق جامعة الدول العربية.

حرر هذا الملحق بمدينة القاهرة في يوم الأحد 24 رجب 1421هـ الموافق أكتوبر 2000م من أصل واحد يحفظ لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتسلم صورة مطابقة للأصل بكل دولة من الدول الموقعة على هذا الملحق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*من موقع الجامعة العربية على النت