‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتب. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 19 يوليو 2019

تحميل كتاب من الذي دفع للزمار (مهم)

تأليف: فرنسيس  ستونر سوندرز
ترجمة: طلعت لشايب
تقديم: عاصم دسوقي

من الكتب المهمة التي يجب قراءتها في هذا الوقت الذي يعج بالعديد من الأفكار الخاطئة، بل العديد من الأفكار التي تقصف العقول، وتذهب بها كل مذهب، وتقدم خدعًا للجماهير تجعلهم ينساقون وراءها دون شعور منهم.. إنها حرب باردة ثقافية، إنها حرب تستخدمها الإمبريالية لطمس ثقافات الشعوب


ـــــــــــ
قراءة في الكتاب

مراجعة: عمر سعلي

هذا الكتاب من الكتب الشاهدة على العصر ،و من أشمل الكتب التي تكشف العالم الخفي لتسييس الثقافة والفن والأدب ، خاصّة خلال ما سمته الكاتبة بالحرب الباردة الثقافيّة بين أمريكا والشيوعيّة،وهنا تنبيه على أن انهيار منظومة الإتحاد السفياتي لا يلغي الحرب الثقافيّة ،لأن هذه الأساليب والقواعد إنتاج بشري يصح لمحاربة الشيوعيّة وغيرها وهي باقيّة بقاء اختلاف الأفكار واختلاف الثقافات والأذواق بين الأمم ،خاصّة مع تغول العولمة الثقافيّة وإقران التسويق بالموضة واستبدال ثقافة الشعوب بثقافة القوي المسيطر وهي الثقافة الكونيّة للإستهلاك.

والكتاب يؤرخ بدقّة وإسهاب لحرب الولايات المتحدة الثقافيّة على الشيوعيين الأمريكيين ومحاصرة الشيوعيّة على أرض الولايات المتحدة الأمريكيّة وأروبا ،عبر دعاية احترافيّة تستهدف الأفكار والأشخاص .وتناقض في عمقها مبادئ الحريّة الفرديّة التي تنادي بها أمريكا وغيرها،وأكثر من ذلك يشير الكتاب إلى استخدام المسيحيّة في الحرب على الشيوعيّة ،استخداما رسميّا من طرف الدولة ومؤسساتها في تناقض أيضا مع التبجح بتبني العلمانيّة .

الخميس، 20 يونيو 2019

تحميل كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم

الاغتيال الاقتصادي للأمم

جون بيركنز

سياسة



يأخذك جون بيركنز إلى عالم القرصنة والجاسوسية، وعمل الاستخبارات الأمريكية واغتيالاتها في سبيل مصالح شركاتها، من بنما لغواتيمالا للعراق للأكوادور إلى تشيلي إلى الخليج العربي.. ليس من جزء في المعمورة إلا وفيه حديث عن الهيمنة، وعن العمل الاستخباراتي الذي يحافظ على مصالح "الكوربورقراطية"..




من الكتب المهمة التي يجب أن تقرأ



كتب قد تفيدك:

تحميل كتاب التحالف الغادر بين إسرائيل وإيران وأمريكا

تحميل كتاب التحالف الأسود



تحميل كتاب أحجار على رقعة الشطرنج


حمّل من هنا

السبت، 15 يونيو 2019

تحميل كتاب سيكولوجية الجماهير

الكتاب: سيكولوجية الجماهير
المؤلف: غوستاف لو بون
المترجم: هاشم صالح
الدار: الساقي
الطبعة: ط1، 1991م.


يعد من الكتب المهمة في علم الاجتماع، وفي الاتصال، وفي نفسية الجماهير... أعدّه وكتاب المؤمن الصادق من الكتب الأساسية في مجال الجماهير وتحركاتها وتوجهاتها..
من الكتاب
ـ " إن نفسية الجماهير تبيّن لنا إلى أي مدى يكون تأثير القوانين والمؤسسات ضعيفًا على طبيعتها الغرائزية العنيفة. كما وتبين لنا إلى أي مدى تبدو عاجزة عن تشكيل أي رأي شخصي ما عدا الآراء التي لقنت لها أو أوحيت إليها من قبل الآخرين."
" إن ذوبان الشخصية الواعية للأفراد وتوجيه المشاعر والأفكار في اتجاه واحد يشكّل الخصيصة الأولى للجمهور الذي هو في طور التشكل. ولكن ذلك لا يتطلب بالضرورة الحضور المتزامن للعديد من الأفراد في نقطة واحدة. ذلك أنه يمكن لآلاف الأفراد المنفصلين عن بعضهم بعضا أن يكتسبوا صفة الجمهور النفسي في لحظة ما وذلك تحت تأثير بعض الإنفعالات العنيفة أو تحت تأثير حدث قومي عظيم مثلا."
ـ "شعبًا بأكمله يمكنه أن يصبح جمهورًا بتأثير من هذا العامل أوذاك بدون أن يكون هناك تجمع مرئي.
ـ "الجماهير محكومة كثيرًا باللاوعي"
ـ " التأثير يتم بشكل خاص على الفرد المنخرط في الجمهور وذلك عن طريق التركيز على عواطف المجد والشرف والدين والوطن"
ـ " نادرًا ما تكون المصلحة الشخصية محركًا قويًّا لدى الجماهير، هذا في حين أنها تشكل المحرك الكلي تقريبًا لدوافع الفرد الواحد."

حمّل من هنا

الجمعة، 10 مايو 2019

كتاب المؤمن الصادق

المؤمن الصادق. أفكار حول الحركات الجماهيرية


إيريك هوفر


فكر


لقد تحقق الكثير مما أورده المؤلف من الحركات الجماهيرية، وكثير من المقاربات التي تحدث عنها وقعت.حيث تناول الكاتب ايريك هوفر، الذي أبدع في طرحه إياه في أربعينيات القرن المنصرم، مسألة الحركات الجماهيرية الناتجة عن التطرف وكيف أنها ثمرة الإحباط والتذمر وازدراء الذات عند الأفراد ،الأمر الذي يدفعهم إلى الانصهار والتماهي مع أي جماعة من شأنها نسف ماضيهم المرير والبدء من جديد بغض النظر عن هدف وفكرة الحركة! ما يجعل الكتاب أكثر امتاعاً، كون مترجمه للعربية الدكتور غازي القصيبي يساند الكاتب الذي يستشهد بشخصيات ومواقف من تاريخه القريب آنذاك، بما يوافق الفكرة ويعززها من تاريخنا القريب أيضا


حمّل من هنا



قد يفيدك روح الإرهاب لجان بودريار

الجمعة، 29 مارس 2019

تحميل كتاب أحجار على رقعة الشطرنج

الكاتب وليام جاى كار


يقدم الكتاب تصورًا لتدمير العالم، ويرسل لنا إشارات بأن عائلتين تتحكمان في العالم، وأنهما يسيّران الماسونية نحو هذا الدمار. هناك الكثير من التفاصيل تبدأ من نهاية القرن التاسع عشر حتى تصل إلى ما وصلنا إليه. فعندما بدأت الحرب العالمية الأولى، كان كار قد إنضم إلى البحرية الأمريكية، و في الوقت الذي كان يتدرج في سلم المراتب، ظل يواصل دراسته لأبعاد المؤامرة اليهودية الكبرى.


قبل وفاته الغامضة أصدر كتابه "الشيطان أمير العالم" و "ضباب أحمر فوق أمريكا" بالإضافة إلى كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج" الذي أعتبره المفكرون صوت نذير لعقلاء العالم، لكي يتحدوا في مسيرة الخير و دحر قوى الشر العالمية.

و قد إستغرق إعداد هذا الكتاب أربعة عقود من البحث و التقصي و المتابعة و التحليل ما بين عامي 1911 و 1950 م فظهرت طبعته الأولى في عام 1958 م، و تضمن معلومات خطيرة و حقائق عما قامت به حفنة من الصهاينة اليهود و غير اليهود في كل من إنجلترا و فرنسا و أسبانيا و ألمانيا و روسيا و أوروبا الشرقية و الولايات المتحدة الأمريكية، في فترات مختلفة من تاريخها.

و يتناول هذا الكتاب الصهيونية العالمية و يدرس أصول هذه الحركة الصهيونية العالمية و أهدافها و أساليبها ويناقش كيفية إستقطاب اليهود كبار الشخصيات في العالم و التحكم بمصير الدول بأساليب الخبث و المال و النساء.

حمّل من هنا


قد يناسبك كتاب تنبؤات برنارد لويس

الاثنين، 14 يناير 2019

صفحة كتب

بإذن الله سأضع أسبوعيًا قدر المستطاع الكتب التي أرى أنها مفيدة للقارئ، وتساعد في التنوير، وفي إضاءة العقول


فالكتاب يتنقل بك في عوالم كثيرة، تستطيع عبرها أن تسبر ثقافات الشعوب، وأن تطوّع عقلك لما يريده هو؛ فبالتنوع الذي تتجه له في القراءة تخرج نحو أفق تتميز به لوحدك.


كن قارئًا ولا تكن تابعًا..


https://bloogbooks.blogspot.com/?view=magazine

السبت، 21 أبريل 2018

تحميل كتاب التحالف الغادر بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة (مترجم)

يبحث الكثير منكم عن كتاب حلف المصالح المشتركة.. التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة أو التحالف الغادر بين اسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، ونظرًا لاستغلال الكثير من المواقع وأصحابها، وكونهم يسعون وراء كسب دقائق من وقتكم لبقائكم في مواقعهم للكسب المادي فإنني أضع هذا الكتاب بين أيديكم.. عبر الرابط التالي:

رابط التحميل في أسفل الصفحة

 
كتب قد تفيدك:

من الذي دفع للزمار للبريطانية فرانسيس سوندرز من الكتب المهمة التي يجب قراءتها في هذا الوقت الذي تقوم فيه الإمبريالية تحت غطاء العولمة بالعصف بكل هويات الأمم، وتسعى إلى الاستحواذ على العقول، وتعمل بشكل تقني عال جدًا للوصول إلى أهدافها التوسعية....

الاغتيال الاقتصادي للأمم كتاب مهم يتحدث فيه جاسوس أمريكي عن الطرق التي كانوا يخضعون بها الدول من أجل السيطرة على اقتصاد البلدان إلى درجة القتل مثلما حدث لتوريخوس ورولدس والليندي وغيرهم

تستطيع الإفادة من هذا الموضوع: إيران وجه أمريكا المخادع

قد يلفت انتباهك كتاب (التحالف الأسود...)

قد يناسبك كتاب تنبؤات برنارد لويس

قد يناسبك تحميل كتاب أحجار على رقعة الشطرنج

وهنا صفحة كتب قد تستفيد من بعضها وهي مختارة بعناية

سأكون شاكرًا لك لو نقرت على زر الإعجاب

إذا لم يعمل الرابط أبلغوني.. ولكم الشكر

قراءات عديدة للكتاب أقدمها هنا:


 

التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية

تقديم وعرض: علي حسين باكير

 

هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض "الوهابيين" أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.

انه قنبلة الكتب لهذا الموسم و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.

 

الكاتب هو "تريتا بارسي" أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستكوهولم" لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.

 

و تأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.

كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية "تريتا بارسي". فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس "بارسي" المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث أمريكا، إسرائيل و إيران.

 

يتناول الكاتب العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية خلال الخمسين سنة الماضية و تأثيرها على السياسات الأمريكية وعلى موقع أمريكا في الشرق الأوسط. و يعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاما، الذي يتناول موضوعا حسّاسا جدا حول التعاملات الإيرانية الإسرائيلية و العلاقات الثنائية بينهما.

يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.

 

و يعالج "تريتا بارسي" في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.

وفقا لبارسي فانّ إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاث يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، و قد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:

أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).

ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.

ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين "الأيديولوجية" و "الجيو-ستراتيجية"، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" و ليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.

بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية…الخ.

و في إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على "العصر السابق" أو التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.

و بين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.

 

و استنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.

وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل "خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.

و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.

كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.

في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.

و يشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية "لا حرب، لا سلام". الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية "لا حرب، لا سلام" هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ "العرب يريدون النيل منّا".

الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا و سياسيا. اثنيا، الإسرائيليين محاطين ببحر من العرب و دينيا محاطين بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا. عرقيا هم محاطين بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطين ببحر من المسلمين السنّة. يشير الكاتب إلى أنّه و حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.

و يؤكد الكتاب على حقيقة أنّ إيران و إسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي و بأنّ هذا التنافس طبيعي و ليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه "حليف إسرائيل". فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل و العرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، و في المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة "الإسلامية" التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.

استنادا إلى "بارسي"، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.

و يؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب "انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000" هو أنّ إسرائيل أرادت تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.

و يكشف الكتاب انّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين ايران و اسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع "مؤتمر أثينا" في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.

و يكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق و معلومات سرية جدا و موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.

و بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.

تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن.لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاث مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب و الأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".

وفقا لـ"بارسي", فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.

هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي:[1]

1-عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).

2- عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.

3-عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.

4-التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.

5-قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى "طرح الدولتين" و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.

 

المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".

ينقل "بارسي" في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار "أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر". بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.

و يشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.

و من المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.

 

باختصار، الكتاب من أروع و أهم الدراسات و الأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انّه يكشف جزءا مهما من العلاقات السريّة بين هذا المثلّث الإسرائيلي – الإيراني – الأمريكي. و لا شك انّه يعطي دفعا و مصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي و الذين حرصوا دوما على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنخب و الجمهور على حدا سواء و هو ما استطاع "تريتا بارسي" تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم ، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !!

 

 

 

[1] تناول كاتب المقالة (علي باكير) هذا الموضوع بتفصيل كبير و دقيق -بعد رصد و متابعة لأشهر عديدة- في سلسة مؤلفة من ثلاث تقارير نشرت في جريدة السياسية الكويتية.



 

 

 

 

قراءة ثانية:

العلاقة السرية بين إيران وإسرائيل وأمريكا في سقوط بغداد

كشف كاتب أمريكي للمرة الأولى عن حقائق مثيرة حول العلاقات والاتصالات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا التى تتم خلف الكواليس.

منقول عن موقع اخبار العالم / محيط

ويشرح الكاتب الآليات وطرق الاتصال والتواصل بين الأطراف الثلاثة، التي تبدو ملتهبة على السطح ودافئة خلف الستار في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات والخطابات والتصريحات النارية بينهم.

وقال الكاتب "تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز" في مقدمة كتابه "التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران والولايات المتّحدة الأمريكية"، إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل، مدللا على ذلك بعدم لجوء الطرفين إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.

حقائق مثيرة

وكان أهم ما تضمنه هذا الكتاب هو كشفه عن الاجتماعات السرية العديدة التي عقدت بين إيران وإسرائيل في عواصم أوروبية، اقترح فيها الإيرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة.

ويقول الكاتب "إنّ المسئولين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين".

وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في إبريل من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد "اقتراح" جريء ومتكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد "صفقة كبيرة" مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي - الإيراني.

وشمل العرض الإيراني "والذي أرسل إلى واشنطن عبر وثيقة سريّة"، مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على "الصفقة الكبرى" والتي تتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة تنظيم القاعدة.

كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية - إيرانية بالتوازي للتفاوض على "خارطة طريق" بخصوص ثلاثة مواضيع: "أسلحة الدمار الشامل", "الإرهاب والأمن الإقليمي", "التعاون الاقتصادي".

وتضمّنت الوثيقة السريّة والتي حملها الوسيط السويسري "تيم جولدمان" إلى الإدارة الأمريكية أوائل مايو عام 2003، قيام إيران باستخدام نفوذها في العراق لتحقيق الأمن والاستقرار وتشكيل حكومة غير دينية.

وعرضت إيران شفافية كاملة لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, والإلتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون قيود.

كما وافقت إيران على إيقاف دعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية والضغط عليها لإيقاف عملياتها الفدائية ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وكان من أهم بنود الوثيقة السرية هو إلتزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني. وكذلك قبولها بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, والتي تنص على إقامة دولتين والقبول بعلاقات طبيعية وسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها إلى ما بعد حدود 1967.

المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية، والذي سبّب إحراجا كبيرا لصقور البيت الأبيض بزعامة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، الذين كانوا يناورون على مسألة "تدمير إيران لإسرائيل" و "محوها عن الخريطة".

وقال "بارسي" في كتابه" إنّ صقور الإدارة الأمريكية المتمثلة بديك تشيني ووزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح ورفضه على اعتبار "أن الإدارة الأمريكية ترفض التحدّث إلى ما تسميه بدول محور الشر".

 

ويشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة بعد رفض هذا العرض، التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.

وخلاصة ما توصل اليه بارسي، إنّ إيران ليست "خصما للولايات المتّحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام وأفغانستان بقيادة حركة طالبان".

فطهران تعمد إلى استخدام التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شأنه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور "لا تشكّل خطرا لا يمكن احتواؤه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.

و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.

ويضيف، إن الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب، حيث ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب والجنوب أقل منهم شأنا من الناحية الثقافية والتاريخية وفي مستوى دوني. ويعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.

في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقون على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسئولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، وهو ليس بالشيء الكبير" في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور

اضغط هنا للتحميل

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

نزع سلاح إيران.. وقصة التخريب

بعد 10 سنوات من المحادثات الفاشلة والعقوبات الدولية المكلفة، فالجهود المبذولة لمنع إيران من التوسع في برنامجها النووي أخذت مسار العملية الدبلوماسية، وأدى الاتفاق النووي في العام 2015 إلى تأثير هز منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت بالفعل في حالة اضطراب وأدى إلى تحول في العلاقات المضطربة بين إيران والولايات المتحدة.

وأثر الاتفاق على واشنطن أيضا، في حين أن إيران منذ فترة طويلة كانت مصدرا للاتفاق بين الحزبين والمفاوضات التي على الفور حولت العلاقات مع البلاد إلى قضية مانعة للصواعق بين الجمهوريين والديمقراطيين، وانتشرت حملة كبيرة للرئيس أوباما لمنع الكونغرس من رفض الاتفاقية، وسواء كان جيدًا أو سيّئًا، فالاتفاق النووي الإيراني يحتمل جزءا رئيسيا من إرثه.

وكان هناك كتاب جديد للمراسل بصحيفة “وول ستريت جورنال”، جاي سولومون، بعنوان “حروب إيران”، والذي يعرض التطورات التي مهدت الطريق للاتفاق، ويستكشف الكتاب المناوشات المتنوعة بين الطموحات الإيرانية وإسقاط السلطة الأمريكية على الأزمة النووية لمدة 10 سنوات في ميادين القتال، وفي النظام المصرفي، من خلال المناورات السرية والتوعية العامة، في أفغانستان والعراق وسوريا وفي الحملة المضادة لتنظيم الدولة، وسرد سولومون الاستجابة الأمريكية المبتكرة والتوسعية للتهديد الإيراني الذي شكل مساهمة قيمة في المناقشة التي كثيرا ما قدمت إيران من بعد واحد.

وقام سولومون بتغطية الكثير من النواحي بشكل سريع، واستغنى عن القصة المشحونة للعلاقات الأمريكية مع النظام الملكي في إيران، فضلا عن إثارة ثورة عام 1979 نفسها في أقل من صفحة واحدة، وعلى الرغم من بعض الإسقاطات في بعض الأحيان على طهران، فإن “حروب إيران” لا يبذل الكثير من الجهد في التفكير فيما دفع إلى اتخاذ القرار الإيراني المتعلق بالقضية النووية أو نهجها في العالم.

 

ويقدم الكتاب رؤية مثيرة للاهتمام فينا يتعلق بالمواجهة الثنائية، واصفا نشر واشنطن للعقوبات المالية والهجمات الإلكترونية بأنها “حقبة جديدة في تاريخ الأمن القومي الأمريكي والدبلوماسية”، ولم يكتشف سولومون حينها الآثار المترتبة على تلك التطورات في السياسة المستقبلية.

ويعد هذا أمرا مؤسفا، لأنه كما يؤكد الكتاب، فالحملة التي تقودها الولايات المتحدة لفرض الدبلوماسية الاقتصادية قد تكون هي التطور الأكثر تأثيرا على “حروب إيران”. ومنذ عام 1979، كانت واشنطن دائما ما تعتمد على فرض العقوبات لمواجهة التحدي الإيراني، ولكن التردد الدولي في التعاون أضعف من تأثيرها. وتغير كل ذلك على مدى السنوات الـ15 الماضية، حيث إن استخدام سلطات مكافحة الإرهاب التي نشأت بعد هجمات 11/9، وضعت وزارة الخزانة تدابير مالية ماحقة، والتي قطعت الطريق أمام إيران تدريجيًا للوصول إلى النظام المصرفي الدولي.

وما قام به سولومون بشكل جيد هو ذكر الوقائع المتعلقة بكيفية القيام بذلك بالضبط، وكيف قامت واشنطن بجهود للضغط على خط طهران السفلي، بما في ذلك من دعاوى قضائية، بتأييد من المؤسسات المالية الدولية و”لعبة المطاردة العالمية”.

ويركز الكتاب على المبارزة الشرسة بين الكونغرس والبيت الأبيض في عهد أوباما فيما يتعلق بوتيرة ونطاق العقوبات التي كثفت من السياسات الحزبية خلال المفاوضات النووية الأخيرة. ولكن تركيز سولومون على السياسة الداخلية للعقوبات يتغاضى بشكل كبير عن العوامل التي سهلت من فاعليتها، مثل الدبلوماسية شديدة التدقيق واللازمة لخلق إجماع متعدد الأطراف حول العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وظهور إمدادات الطاقة غير التقليدية وتباطؤ النمو العالمي الذي قلل من الحاجة إلى صادرات النفط الإيراني. وحاليا يتم النظر للعقوبات بشكل واسع على أنها الرصاصة الفضية، عندما يتعلق الأمر بمعاقبة بلد على سلوكها، ولكن تكرار هذه الشروط ومعايرة العقوبات نفسها قد يكون أكثر صعوبة مما تم فهمه في البداية.

كان كتاب “حروب إيران” يشكك بشكل واضح في ارتباط واشنطن بإيران والاتفاق النووي الأخير. وبحسب رواية سولومون، كانت جهود أوباما للوصول إلى طهران بمثابة “هوس”، والإدارة “استسلمت” للمساومة. وينظر إلى تكاليف الاتفاق على أنها “كبيرة”، والنتائج التحذيرية غير معقولة، مثل البرنامج السعودي النووي المحتمل، والذي يعد عمليا أمر لا مفر منه. في حين أن الاتفاق يخضع إلى إجراءات تحقيقية وتدخلية فريدة والتي خلقت تأييدا قويا من خبراء منع انتشار الأسلحة النووية، والذين تغاضوا عنها إلى حد كبير.

وفي بعض الأحيان يتم تشويه التحليلات، كما هو الحال في التلميح المبسط والمتعلق بالتهديدات الإيرانية بمغادرة المحادثات التي أثنت أوباما عن اتخاذ إجراءات ضد سوريا في عام 2013. ومثل هذا الكلام المنمق من طهران كان روتينيا، كما فشل سولومون في ذكر مجموعة العوامل الأخرى التي شكلت خيارات البيت الأبيض، بما في ذلك معارضة الكونغرس الملفوظة للضربات الجوية، والتي ستخدم السجل التاريخي.

إن كتاب “حروب إيران” يطلق أول دفعة في طريق تكملة نقاش العام الماضي حول الاتفاق، متجاوزا المناوشات حول شروط الاتفاق والانتقال إلى سؤال أكثر وضوحا، وهو هل سينجح؟، لقد اقترب سولومون من الاتفاق النووي كإجراء محدد، قام أوباما وغيره من كبار المسؤولين بوصفه مرارا وتكرارا، ولكن كمشروع تحولي يهدف إلى تسهيل التقارب الثنائي ونظام إقليمي جديد. وعلى هذا الأساس، يرى سولومون أن هناك الكثير مما يدعو للتفاؤل، وخلص إلى أن “الإدارة الأمريكية المقبلة ينبغي عليها الاستعداد لمواجهة نظام إيراني فقط كنظام معادي للعرب كما كان سابقا”.

وربما قد يوافق العديد من المؤيدين لدبلوماسية أوباما مع إيران، ورغم ذلك، يعد هدف الإدارة في تأجيل مسار طهران لامتلاك أسلحة نووية يجعل هذا التحدي أقل خطورة مما كان متوقعا لولا ذلك. وسيحتاج من سيخلف أوباما إلى توظيف نهج شامل لإيران، و”حروب إيران” يقدم المفيد.

عن النيويورك تايمز والتقرير