‏إظهار الرسائل ذات التسميات العالم الإسلامي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العالم الإسلامي. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 25 أبريل 2018

الصوفية: الخروج من الخلوات إلى الجلوات

لا شيء يهز العالم 6



حين خبت تلك النار داخل الصدور بدأ المسلمون يزحفون
إلى المقامات. محمد إقبال

بعد هذه اللمحة السريعة على التحركات الأمريكية وما يوازيها من تحركات روسية، حتى لو لم تظهر إلا عبر مؤتمر الشيشان، إلا أن هناك تحركًا غربيًا واضحًا في إعلاء شأن التصوف؛ وهذا يوضح مدى التنسيق القائم لإسقاط الإسلام، والمتمثل في المملكة العربية السعودية، لأنها هي الواجهة الحقيقية للإسلام، وأعتقد أن هناك تعمّدًا في خلط أوراق الإسلام وتقسيمه إلى فئات انساق وراءه الكثير ـ بكل أسف ـ حيث أنه لا يوجد إسلام سني وإسلام شيعي وإسلام صوفي، ولكن المسميات تجبرنا على أن نتحرك في ضوئها من أجل تبيان وشرح الأهداف من وراء كل ذلك، حتى لو تم ذلك بإشارات سريعة في هذا الكتاب، بين فينة وأخرى، لأن ما أكتبه هنا ليس مهمته هو تبيان الإسلام الصحيح من غيره، أو الحديث عن الفرق أو الملل والنحل، بل من أجل إيضاح الصوفية واستغلالها كبديل عن الشيعة لهدم ما تبقى من الدول العربية.

" في اغسطس 2011 نشر البيت الأبيض استراتيجيته الجديدة لمنع التطرف العنيف داخل الولايات المتحدة، وتمت الإشارة فيه إلى ضرورة مكافحة نشر الأيديولوجية المتطرفة بين المسلمين الأمريكيين"[1]

هذه الإشارة لنشر الإيديولوجيا المتطرفة تخص أمريكا وحدها، بحيث أنها تسعى لعدم انتشارها داخلها، أما خارجها فزراعتها واجبة، بدلالة التوجه نحو الصوفية، بعد أن استنزفوا المد الفارسي وشيعته، وبعد أن حققوا جزء من أهدافهم في المنطقة العربية بدأوا في التوجه نحو المد الصوفي، وإظهاره الآن للعلن من أجل تحقيق ما تبقى من الأهداف التي لم تستطع إيران تحقيقها. كما أن الفكر الغربي براغماتي ولا يفكر بمبدأ إنساني بقدر ما يفكر في مصالحه، ولا تهيمن عليه على الإطلاق الفكرة الإنسانية الشاملة التي تعيش وتجعل غيرها يعيش، ولهذا فإن التوجه نحو إيديولوجيات هدّامة في المجتمعات الأخرى هو استراتيجية تسير عليها بشكل قوي. " حظيت فكرة نشر الصوفية باهتمام كبير من قبل المفكرين الغربيين فالاتجاهات الصوفية ظهرت وما تزال تظهر في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. يقول مارتن لينجز الذي أعجبني في الحركة الصوفية هو أنني كأوروبي وجدت خلاص روحي ونجاتها في التصوف وهذا بالضبط ما نريده."[2]

الثلاثاء، 10 أبريل 2018

لا شيء يهز العالم (5)


الصوفية معركة الأفكار الغربية البديلة لمعركة الشيعة (2)


الحركات الباطنية واستغلال الغرب لها

أيضًا في مؤتمر 2003م في واشنطن كانت الكلمات كلها تبجل في الصوفية وأنها توجه ديني متسامح، والعجيب في الأمر أن لويس ناقضهم جميعًا، وذهب إلى أهدافه بخبرة تدلل على الخبث الذي يمتطيه يقول: "أود أن أتحدث عن نقطة أو نقطتين. نحن نتحدث في هذه الأيام كثيراً حول "التسامح" ونسمع كثيراً عن تراث التسامح الذي وجد في إسبانيا الإسلامية في القرون الوسطى، دعوني أوضح ما يعني هذا. إن التسامح جوهرياً مثال غير متسامح. ماذا نعني عندما نقول تسامح؟ إنها تعني أساساً: سأسمح لك ببعض الحقوق وليس كل الحقوق التي أتمتع بها ما دمت تتصرف وفق القوانين التي وضعتها" أعتقد أن هذا تعريف معقول للتسامح كما مورس في أوروبا ومناطق أخرى من العالم. من الواضح أن هذا أفضل من اللاتسامح. بعد ذلك يقول: ولكن الصوفية رائعة، إنها تقدم شيئاً أفضل من التسامح، إن الموقف من الآخرين من الأديان الأخرى كما تعكسه الكتابات الصوفية لا مثيل له. إنه ليس مجرد تسامح إنه القبول."

مهم جدًا أن نستوعب الكلمات وأن نعي أبعادها، وأن نعمل على تقنين الأهداف من خلال الكلمات، فالإيحاء بالقبول يعني أنه بإمكان الصوفية وضع أيديهم في يد أي محتل وقبوله، ماذا يهم أي محتل سوى قبوله في المجتمع الذي أحتله، وهذه هي الغاية التي يسعى إليها الغرب وليس كما يدعي، أنه يريد دين تسامح وسلام.

الخميس، 25 مايو 2017

الحرب القذرة على العالم (18)

أن تكذب أكثر..


"إن الأكذوبة تقوم بدورة كاملة حول العالم قبل أن تنتهي الحقيقة من ارتداء سروالها"

ونستون تشرشل

(1)


الحرب الباردة أسست لمنهجية إعلامية وثقافية اتبعتها السياسة الأمريكية أثناء حربها ضد الشيوعية، واعتمدت فيها على توظيف الكتاب والفنانين والموسيقيين والإعلاميين ليكونوا " زمارين" لها، مما حدا بإحدى الكاتبات لتأليف كتاب عنونته بـ " من الذي دفع للزمار؟" وكشفت فيه العديد من الأساليب التي تتبعها الاستخبارات الأمريكية في تسيير آلتها الهمجية من أجل السيطرة على العالم، وإبقائه في حالة من الفوضى، كي تسهل السيطرة عليه. وبكل أسف استمرت هذه السياسة معها إلى اليوم،مع تطويرها وتطويعها حسب كل مرحلة، وحسب كل منطقة جغرافية تتجه إليها، فمن المعلوم مثلاً أن العرقيات في أفريقيا كثيرة، ولكثرتها استطاعت التلاعب بالأفكار وتشويش هذه العرقيات حتى أصبحت متحاربة، وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والتي تعد الأصعب في نظر المفكرين والساسة، أو هذا ما ينبئنا به الإعلام الأمريكي، فاللغة والدين والمنطقة تجمع العرب، وتجعلهم من هذه الناحية هم الأصعب، ولكن ما يحدث في المنطقة العربية اليوم، يدلل على أن ما ذهبت إليه الآلة الغربية هو نوع من هذا التضليل الذي تمارسه على العالم، حين استطاعت اختراق جدار العرب وأدخلت الفرس في حرب فكرية مع العرب، بدءاً من حرب الخليج الأولى وانتهاء بسوريا اليوم، والتي استغلت فيه الدين بشكل فاضح وواضح، فصنعت عدواً لها وللعالم من السُنّة، وصنعت عدوا للعالم العربي من الشيعة، وجعلتهما يتحاربان في المنطقة إسلامياً وتحت شعارات زائفة يمثلها الشيعة بكل قوة، ويواجهها السنة بالمثل.