حصان طروادة أو داعش!!
في خبر تناولته وكالة الأنباء الألمانية قال السكان في العراق : إن تنظيم داعش قام بسحب مئات دواوين الشعر العربي والكتب الأخرى التي تتحدث عن الغزل والغرام وقام بإحراقها في سوق شارع النجيفي وسط الموصل بعد إعلان التنظيم، أن تداول هذه الكتب حرام وعلى أهالي مدينة الموصل عدم قراءة هذا النوع من الكتب.
هذا هو الوجه الآخر والوجه الأول هو : ما اودته صاحبة كتاب " من الذي دفع للزمار" حين قام السيناتور مكارثي بحملة كبيرة أتلف فيها آلاف الكتب والوثائق من المكتبات العامة والخاصة التي تتحدث عن الشيوعية ، وتم تدمير عشرات اللوحات للرسامين السوفيت الموجودة في المتاحف الأميركية فضلا عن تطهير المكتبات العامة من أعمال سيجموند فرويد، وكتابات انشتاين وكتابات جون ريد والأعمال الروائية لتوماس مان، كانت عمليات التطهير الثقافي في البلاد تجري بسرعة مخلفة وراءها الحرية التي كانت تدافع عنها، كانت المكارثية قصة بطولة زائفة، والفصل الأكثر بؤسا في التاريخ السياسي والثقافي الأمريكي، بعد أفول نجم مكارثي عام 1957م وموته كمدمن على الكحول، حاولت أمريكا بكل الإمكانيات أن تطرد شياطينه من الحياة العامة وان تتخلص من تلك الحقبة العــــار في تاريخها. هل كانت أمريكا تعاني من الرهاب الشيوعي؟ نعم في تلك الحقبة الملتبسة كانت امريكا تعاني الرعب من الخطر الأحمر الذي التهم العالم. [1]
الأساليب واحدة من أمريكا حتى الموصل، لم تتغير مع داعش أو مع الاستخبارات الأمريكية، فهما وجهان لعملة واحدة.. وإيحاءات أن أمريكا صنعت داعش ليست بعيدة؛ فقد طرحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم الأحد (21 سبتمبر 2014)، تحقيقا للكاتب ديفيد كيركباتريك، بدأته بالقول "إن الولايات المتحدة تنفذ حملة متصاعدة من الضربات الجوية القاتلة ضد مسلحي جماعة "داعش" منذ أكثر من شهر، لكن هذا لم يفعل الكثير للقضاء على نظريات المؤامرة التي تدور في شوارع بغداد حتى أعلى مستوى في الحكومة العراقية، من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية(CIA) تقف سرًّا وراء المسلحين الذين تهاجمهم الآن."
وأوردت الصحيفة من تظاهرة لنائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي دعا إليها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للتحذير من الانتشار المحتمل لجنود مشاة أمريكيين: وقال فيها " نحن نعلم من صنع داعش". وكان الصدر قد وجه اللوم علنًا إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في صناعة داعش في نفس الأسبوع الذي نشر فيه هذا التحقيق.
بينما سمعنا الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وهو يردد أن إدارة أوباما هي التي أوجدت تنظيم داعش، وأن هيلاري كلنتون ساهمت في صناعتها أيضاً.
وفي كتابه " تدمير العالم " أكد المحامي العالمي ، أستاذ القانون الدولي في جامعة الينوى الأمريكية ، البروفيسور فرانسيس بويل أن واشنطن صنعت تنظيم "داعش" وفق مواصفات تخدم أهدافها الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، كما خلقت من قبل القاعدة .
وأشار المحامي، إلى أن لديه من المعطيات والوثائق التي تثبت بأن حروب واشنطن على العراق التي وصفها بأنها حروب إبادة قتلت قرابة ثلاثة ملايين عراقي. واعتبر الاحتلال الفعلي للعراق أنه لا يمكن أن يحفظ سيادة الدولة المحتلة؛ ولا يستطيع نقل ما تبقى من سيادة الدولة إلى أيدي "حكومة شكلية". وقال إن قرارات مجلس الأمن 1441، 1500، 1511، الصادرة عام 2003، توضح إلى أي مدى أصبحت الأمم المتحدة خاضعة لهيمنة الولايات المتحدة. وأن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لعب دوراً ضعيفا في فترة التحضير للحرب. كما أن المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة تعطي الأمين العام الصلاحيات لعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن لتفادي الحرب. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبر كبار موظفي الأمم المتحدة وكوفي عنان متواطئين مشاركين في الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق.
وتوقع بويل أن يسقط ألوف المدنيين جراء الحملة الأمريكية الجديدة التي قال إن أحد أهدافها الرئيسة هو إسقاط نظام بشار الأسد في سورية .
خلية التتدمير
أرأيتم الفيروس الذي يعشعش في أجهزتكم ويسمى " حصان طروادة " إنه ذات التنظيم الذي يعشعش في وسط العرب.. بحيث أنه يسير بيننا ولا نعلم في أي مكان هو موجود، إنما هو يسير بهدوء ليدمر فقط، أو ليثقل حركة المجتمعات العربية، حتى تتهالك ومن ثم ينقض عليها.. كانقضاض " الهكر " على جهازك الضعيف.
ومن هنا جاءت تسميته بتنظيم الدولة الإسلامية، أي أن نسبته إلى الإسلام متعمدة، من أجل تحقيق أهدافه، وقد رأينا وقرأنا عن الكثير ممن انتسبوا إليه في البداية وكيف أن شباب الإسلام قد خدعوا فيه، وانخدعوا برسالته، وحين اكتشفوا الكذبة التي صنعتها بدأوا ينسحبون منه واحداً تلو الآخر، إلى أن بدأ السياسيون داخل أمريكا الحديث عنه وعن صناعته، وعمن أوجده، وأظهر له الصفة التي يُراد لها أن تكون لتحقيق أهداف وأجندة أمريكا في المنطقة، بالتعاون مع إيران ومن قبل وباستمرار بالتعاون مع إسرائيل.. بمباركة كاملة لما تفعله الماسونية في العالم من البابا، ولا تستغربوا أن أحشره هنا لأنه في شهر 6 ظهر وهو يقبل يد الماسوني روتشلد، واقرأوا قصة هذه العائلة[2] منذ تأسيس الماسونسة إلى اليوم وما هو الدور الذي تلعبه في العالم. ( راجع كتاب " أحجار على رقعة الشطرنج" مثلاً.)
إن تنظيم الدولة الإسلامية كما أسموه هو الحركة التي يسعى الغرب بل بالأحرى الفكر الأمريكي عبره إلى تدمير الإسلام والمسلمين، ووجوده وسط الفوضى في العراق وسوريا يدلل على أن من استخدمه يريد تحقيق " فوضاه " في هذا الجزء من العالم، والتنظيم كما هو معروف مسلح ولا أحد يعرف من أين يأتي بالأسلحة، ويعيش على متناقضات ما بين سوريا والعراق، ولكنه أراد التمدد وإلى الآن لم ينجح في دول كاليمن، لأن هناك من يقف أمامه ويعي توجهاته وتحركاته جيداً، بينما في ليبيا المناطق المتحارب فيها تشبه الحرب القبلية وهم لا يستطيعون الخوض فيها لأنها خطرة عليهم ولا يقفون أمامها فالفهم في هذه الحرب لا يقوم على أجندة سياسية مرسومة لهم، بل يقوم على تنافر فيما بينهم أولاً وعلى إملااءات تأتيهم إلى أن يتجهوا ثانياً!!.. لهذا لم يكتب له النجاح في ليبيا حتى الآن، وفي سيناء والصومال ونيجيريا وباكستان جميع التنظيمات تتخذ من العصبية مكاناً لها، وهذا التنظيم لا مكان لهم في عصبياتهم، رغم اعتراف " بوكو حرام" بتنظيم داعش ومبايعته له.
العمليات التي اتبعها هذا التنظيم قامت على تهويل الأمور عبر التطهير العرقي، وعبر ممارسات لا دينية، ولا تمت للإنسانية بصلة. وقد ألمحنا إلى عمليات قطع الرؤوس من قبل التنظيم وبين ما كان يفعله الـ " فارك" في كولومبيا، وعبر انتهاكات جمة لحقوق الإنسان كما قالت المنظمات الأممية، التي تعمل تحت ريموت الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الجميع في العالم يعي تمام الوعي أن هذا التنظيم وُلد بيد استخباراتية، لا دين لها، ولا تمتلك أدنى رحمة تجاه الإنسان، بل إن المقدس لديها هو مصالحها فقط، وهذه الشريعة التي تنتهجها هي شريعة أوجدها الطغاة، ولا تحمل رسالة إنسانية في منهجها، بل تحمل التدمير وتدعو إلى انحلال وانحدار الإنسان إلى أدنى مستوى بحيث يشبه الحيوان ويكون مسيراً لا مخيراً بيد زمرة فاسدة في هذا الكون.
كان تنظيم القاعدة في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004م، هو الذي في الواجهة فرأت المصالح الأمريكية أنه لم يعد يخدم توجهها وأن أسطورة أسامة بن لادن تلاشت في أذهان العالم، وأنها باتت خدعة ارتبطت في أذهان هذا العالم بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولهذا تخلت عنها أمريكا فهي تذكرها بفعل خبيث قامت به، وهو عار على حكومة بوش التي سطرت الدم في قلب أمريكا، وخصوصاً بعد تصاعد القراءات لأحداث سبتمبر وتعددها وتشكيكها في أن الاستخبارات لها يد في حادثة البرجين. فتركت كل هذا جانباً وأظهرت أسطورة جديدة بدأت بوحشية في ظهورها، وفي مشاهد سينمائية لا يصورها إلا أهل هوليوود؛ قطع رؤوس، حرق، رمي من الأسطح، إغراق في المياه، بيع النساء.. أفلام سينمائية كان يقوم بها هذا التنظيم على مرأى ومسمع من عاصمة السينما العالمية. إلى أن فُتحت الممرات له لاحتلال جزء من العراق من أجل تحقيق هدف " الفوضى الخلاقة " التي طبخها بوش وكونداليزا ومررها ورتبها في العراق وسوريا الملا أوباما. وتأكدت فكرة وجود " داعش " بشكل حقيقي عام 2006 حين أعلن مجلس شورى المجاهدين بضم القاعدة عن تأسيس اقليم سنيأو دولة سنية سميت بالدولة الإسلامية في العراق.
ومنذ عام 2014، وتحت قيادة أبو بكر البغدادي، انتشر تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب، وتم لها وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة وإدلب ودير الزور وحلب بعد الدخول في الحرب الأهلية السورية.[3]
سنلحظ في التطور الذي ناله التنظيم من عام 2004 حتى عام 2014 أنه قفز في عامه الأخير بعدد جنوده من 4000 إلى 80 ألف ـ بحسب المرصد السوري بحيث ذكر أن 50 الف في سوريا و30 ألف في العراق ـ وهو عدد كبير جداً يتكون خلال عام واحد، بينما كان في الأعوام التي سبقت يشبه الخلابا النائمة، هذا التطور جاء في عام التدخل الإيراني أو الطبخة الخمينية المالكية الأوبامية وكانت سيطرته على العراق واضحة جداً بعد عودته من سوريا، وحديث المالكي قبيل الانتخابات العراقية الثانية، وهو يقول في حديث تلفزيوني " إن العراق أمام أربعة سيناريوهات " وذكر منها التقسيم الثلاثي بل شدد على هذه الجزئية تماماً " التقسيم الثلاثي" وكأنه يقدم إيحاءاته للتنظيم لكي يهجم على العراق، وهو ما حدث بعد شهر من إعادة انتخاب المالكي رئيسا، حيث فتح المجال للتنظيم لكي يقتطع الجزء السني من أجل تحقيق غاياته في العراق، وإرساء الوجود الفارسي فيه.
إن انطلاقة " داعش " جاءت مع إيحاءات المرحلة الجديدة وهي العمل على استراتيجية " الفوضى الخلاقة" وكان الهدف من ظهوره هو الآتي:
ـ دخوله سوريا وتفتيت المقاومة.
ـ إقامة الخلافة وفق ما يدعون , في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق.
ـ السعي إلى تقسيم العراق لثلاث مناطق سنية شيعية كردية.
ـ السعي إلى تقسيم سوريا لأربع مناطق، علوية ، سنية، مسيحية.
ـ السعي إلى إثارة الرعب من المسلمين.
ـ العمل على إثارة الرعب في البلاد العربية، والعمل على خلخلة المجتمعات المتماسكة فيها.
ـ اشغال الرأي العام عن الحقيقة التي يعيشها العالم العربي بوهم " داعش".
ـ تقويض كل مساعي السلام في المنطقة التي تدعو لها الأطراف العاقلة، أو التي تسعى لها هذه الأطراف.
ظهور الفيروس
بايعت جماعة التوحيد والجهاد، بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، في عام 2004، زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين٬ وتطور التنظيم وأصبح واحدا من أقوى التنظيمات في ساحة الفوضى التي خلقتها أمريكا في العراق، وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق. ولكن عام 2006م شهد تحولاً في مسيرة هذه الجماعة وذلك حين خرج الزرقاوي على الملإ في شريط مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين٬ بزعامة عبدالله رشيد البغدادي٬ ولكن الزرقاوي قُتل في نفس الشهر واختير أبو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم٬ لتختتم هذه الجماعة تلك السنة بإعلان تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي.
التسلسل الزمني لداعش:
ـ في أكتوبر 2004م، أعلن الزرقاوي البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقام بتغيير اسم جماعته لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، وعُرفت باسم تنظيم القاعدة في العراق.
ـ في يناير 2006، اندمج التنظيم مع مجموعة من التنظيمات الأخرى وشكلوا مجلس شورى المجاهدين في العراق.
ـ في 12 أكتوبر 2006، اندمج التنظيم مع عدة تنظيمات أخرى، وفي 13 أكتوبر تم إعلان اسمه الجديد دولة العراق الإسلامية.
ـ في ابريل 2010 وبعد مقتل أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر تم اختيار البغدادي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.
ـ في 8 أبريل 2013، توسَّع التنظيم إلى سوريا، وتبنى اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأُطلق عليه اسم داعش اختصارًا من أولى حروف اسمه رفضت داعش هذا الاسم.
ـ في 2014، قام مسؤولون حكوميون أمريكيون بالتحويل من استخدام ISIL اختصارًا لاسم التنظيم (من الإنجليزية: Islmic State of Iraq and the Levant) إلى استخدام DAESH.
ـ في 29 يونيو 2014م، أعلن التنظيم تغيير اسمه مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية فقط، معلنًا نيته إقامة "خلافة عالمية".
يتبع..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]
[2]
[3]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا وسهلاً..سأحتفي برأيك