‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحديدة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحديدة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 5 أغسطس 2018

عبثية الأمم المتحدة في اليمن!!

لا شيء يهز العالم 15


لا يمكن للأمم المتحدة إن أرادت، إن أرادت!، أن تحل مشكلة اليمن إلا أن تطبق القرار 2216 فبدونه سيستمر سخط العالم عليها، وهي تماطل في حل قضايا الشرق الأوسط، وستزداد نقمة الشعوب المستضعفة عليها، لأن الأمر في النهاية سيتعلق بحياتهم، التي لا تهتم لها هذه الأمم!!

وعندما وافق مجلس الأمن في الخامس عشر من فبراير/شباط 2018 على تعيين مارتن جريفيث مبعوثاً أممياً خاصاُ إلى اليمن خلفاً لولد الشيخ فإن ذلك لن يغير شيئًا، وما هذا التغيير في الأشخاص إلا دلالة على الفشل الذريع، أو المماطلة في تمديد مأساة اليمنيين مع الحوثي. وطالما أن جريفيث يصر كسابقيه على إدخال "الحوثي" في مشاورات قادمة، فإن ذلك يعني الإصرار على إدخال عصابة تطالبها الأمم المتحدة بتسليم السلاح، ويعني أنها تقول شيئًا وتفعل نقيضه، وهل من لعبة مكشوفة أكثر من ذلك، لتدلل على أن من وراء هذه الأمم لا يريد الحل في اليمن؟

 

ودعوة جريفيث لما أسماه بالجهات المتنازعة، للتفاوض يوم السادس من سبتمبر المقبل، ليست صحيّة، ولن تكون كذلك، وليس فيه أدنى فرصة إلا لفك الحصار على الحوثي، وهذا ما يُعتقد أن الأمم المتحدة تعمله، كلما رأت أن الحناق على الحوثيين يزداد، حيث تعمد إلى تأخير حسم المعركة بالمفاوضات.

ومن المعيب أن يؤكد جريفيث ويردد أنه يسعى "للوصول لحل سلمي لأزمة ميناء الحديدة"؛ لأن الأزمة ليست أزمة الميناء بقدر ما هي أزمة عصابة استولت على الدولة، ويجب أن تسلم سلاحها أولاً، وتقف في الصف مع المكون السياسي، أما وهي تمتلك السلاح، ولا يمتلك الحوثي غير السلاح، ولا يعرف ولا يعترف بمباحثات أو مفاوضات أو مشاورات، فذلك يعني أنك منذ الآن يا جريفيث ستلحق بصاحبيك ولن يكون "هنالك فرصة لتحقيق السلام في اليمن"  كما تزعم!! ولن يكون "اجتماع جنيف المزمع بشأن اليمن بمثابة فرصة لبحث إطار للمفاوضات وبناء الثقة بين جميع أطراف النزاع في الأزمة اليمنية".

إن الإعلام برمته عندما زار جريفيث صنعاء[1]، أعلن بصريح العبارة أنه لتهدئة الأوضاع في الحديدة، بمعنى ليخفف الضغط على الحوثي، فلماذا كل هذا؟ والأمور منذ البداية واضحة جدًا لدى الأمم المتحدة وصنّاع القرار فيها وهي تستند على قرارها رقم 2216 ومع ذلك لا تعمل به، وهي مجرد دعوات أطلقها بنعمر ومن بعده ولد الشيخ وها هو جريفيث يعيدها للعالم مرات ومرات، دون أن تطبق الأمم المتحدة أو تتخذ أي خطوات لانتزاع السلاح من يد الحوثي، بل دون أن تترك للتحالف حرية التحرك، وتسعى إلى عرقلة مساعيه في إحلال السلام في اليمن، إلى درجة أن التحالف العربي طالب الأمم المتحدة أن تتسلم وتشرف على ميناء الحديدة ولكن رفضت ذلك، وبعد أن أصبحت الحديدة وميناءها قاب قوسين أو أدنى من التحرر، ظهر جريفيث ليقول "جنيف" ومباحثات ومفاوضات.



إن الأمم المتحدة يزداد فشلها يوما بعد آخر، بل يزداد خداعها يومها بعد آخر، وتتكشف ألاعيبها في العالم أجمع، وعلى الشعوب أن تعمل لتغيير النسق الذي تسير فيه هذه الأمم، وأن تقف أمام هذا العبث الذي تقوم به، فالكلمة الآن للشعوب، وعليها أن تقف ضد ممارساتها، وضد عملها الذي يقوم على تأجيج القضايا، وليس حلها. ولنا مثال في سوريا التي قُتل وجُرح فيها مليون شخص، وشرد ما يقارب 15 مليون، ومع ذلك لم تحرك ساكنًا.

لن يصل العالم إلى نهايته كما يأمل البعض، بل سيعود إلى طريقه الصحيحة إن تخلص من العابثين في هذه الأمم، وإن تخلص العالم من مالكي حق النقض "الفيتو"، ولا بد أن يعاد توزيع حصص حق النقض على دول العالم، كي تكون أممًا بحق، ولا تكون 5 دول هي من يحدد مصير العالم، بل ربما دولة واجدة هي التي تحدد بحسب مسار الأمم المتحدة هذه السنوات. وعلى العالم أن يصحو من غفوته، ويوقف هذا الزحف المغالي الذي يتم انتهاجه تجاه الكرة الأرضية، وإلا فإنه سيصحو على كارثة عالمية، وكأنه مبتغى هذه الأمم ومن وراءها ليصلوا إلى الدمار.

 ــــــــــــــــ

[1]  راجع مثلا قناة الحرة https://www.alhurra.com/a/%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AB-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9/444771.html

الأحد، 10 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 11

الأمم المتحدة وتدمير اليمن


من قرأ المشهد في اليمن منذ بدايته سيلحظ أن "الربيع العربي" توقف على أعتابه، عندما أقدمت المملكة العربية السعودية بتحالفها العربي، وبانتزاع قرار أممي (2216) يؤيدها، على شن حرب على الحوثي لإيقاف زحف الخطط الاستعمارية في المنطقة العربية. لتأتي استقالة جمال بنعمر،  بل سحبه من قبل الأمم المتحدة، لتثبت فشله في تحقيق أهداف اليمنيين، أو التي أوجد من أجلها في اليمن، أو أنه حقق المطلوب منه عبر الحوار الوطني الذي استطاع فيه التلاعب بجميع اليمنيين، واستطاع خداع الشعب اليمني باتفاقه مع الحوثي على اجتياح كامل البلاد. واعتبره الكثير من اليمنيين، أي بنعمرـ عار على جبين الأمة العربية، وسبب رئيس في تدهور الأوضاع في البلاد، وبالتالي فشل ذريع للأمم المتحدة ـ كعادتها في البلاد العربية.