‏إظهار الرسائل ذات التسميات صنعاء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات صنعاء. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 24 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 12

الأمم المماطلة المتخاذلة في اليمن

جاء التحالف العربي الذي أطلق بقيادة السعودية عام 2015، بناء على طلب من إدارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كنتيجة حتمية لفشل الأمم المتحدة وتخاذلها، وجاء التخاذل من ممثلها في اليمن جمال بنعمر إبّان الحوار الوطني الذي اتخذ موقفا منحازا ومتخاذلا قبل عام من اجتياح قوات صالح وميليشيات الحوثي المرتبطة بنظام ولي الفقيه في إيران للعاصمة صنعاء والانقلاب على الشرعية، ضاربة العملية الانتقالية في هذا البلد عرض الحائط، ودون التفكير في إنسان اليمن، ولم يكن همهم سوى الاستيلاء على البلاد.

"وسمح موقف الأمم المتحدة المتخاذل، والتي كان من المفترض أن تشرف على العملية الانتقالية بعد تنحي الرئيس علي عبد الله صالح، أن تسقط البلاد في قبضة الميليشيات المذهبية والفوضى بدعم وتخطيط من الراعي الإيراني الذي كان في الوقت نفسه يكافئ على مشاريعه المزعزعة لاستقرار المنطقة باتفاق يخفف عنه العقوبات الاقتصادية ويتيح له بالتالي تمويل مخططه الشيطاني."

وأمام عجز أو حتى تواطؤ الأمم المتحدة على وقف انهيار العملية الانتقالية وانهيار الدولة، طلب هادي مساندة دول الجوار، التي سارعت إلى تشكيل تحالف عربي نجح في الأشهر الأولى في إعادة مناطق واسعة من البلاد إلى حضن الشرعية، وضخ في موازاة ذلك مليارات الدولارات لإعادة إعمار ما دمرته الميليشيات من مرافق عامة وطبية وبنى تحتية وإعادة العجلة الاقتصادية للبلاد.

 

وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراره رقم 2201 في 15 فبراير 2015 وكان بالإجماع في جلسته رقم 7382، طالب فيه جماعة الحوثيين بسحب مسلحيها من المؤسسات الحكومية، واستنكر القرار تحركات الحوثيين الذين تدعمهم إيران لحل البرلمان والسيطرة على مؤسسات الحكومة اليمنية واستخدام أعمال العنف لتحقيق الأهداف السياسية، والاستيلاء على المنابر الإعلامية للدولة ووسائل الاعلام للتحريض على العنف. كما طالب القرار الحوثيين بالانخراط في مفاوضات السلام التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، وبالإفراج عن الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح وأعضاء الحكومة، الموضوعين جميعا تحت الإقامة الجبرية منذ استولى الحوثيون على السلطة. وأعلن المجلس استعداده لاتخاذ "مزيد من الخطوات" إذا لم تنفذ الأطراف في اليمن القرار، بما فيها استخدام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية لفرض تنفيذ القرارات.[1]

وفي تقرير لسكاي نيوز قالت فيه إن سجل الأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945، يحفل بإخفاقات ملموسة، في حل أو حتى إدارة النزاعات حول العالم لاسيما في الشرق الأوسط، وتوجت في السنوات الست الماضية بفشل ذريع في وقف العنف والفوضى بالمنطقة العربية، حيث عملت من حيث تدري أو لا تدري على قلب الحقائق ونشر معلومات مضللة كان آخرها الفضيحة المتمثلة بتقرير "غير دقيق ومضلل" عن التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

طعن التحالف العربي

الأحد، 10 يونيو 2018

لا شيء يهز العالم 11

الأمم المتحدة وتدمير اليمن


من قرأ المشهد في اليمن منذ بدايته سيلحظ أن "الربيع العربي" توقف على أعتابه، عندما أقدمت المملكة العربية السعودية بتحالفها العربي، وبانتزاع قرار أممي (2216) يؤيدها، على شن حرب على الحوثي لإيقاف زحف الخطط الاستعمارية في المنطقة العربية. لتأتي استقالة جمال بنعمر،  بل سحبه من قبل الأمم المتحدة، لتثبت فشله في تحقيق أهداف اليمنيين، أو التي أوجد من أجلها في اليمن، أو أنه حقق المطلوب منه عبر الحوار الوطني الذي استطاع فيه التلاعب بجميع اليمنيين، واستطاع خداع الشعب اليمني باتفاقه مع الحوثي على اجتياح كامل البلاد. واعتبره الكثير من اليمنيين، أي بنعمرـ عار على جبين الأمة العربية، وسبب رئيس في تدهور الأوضاع في البلاد، وبالتالي فشل ذريع للأمم المتحدة ـ كعادتها في البلاد العربية.

السبت، 9 ديسمبر 2017

تساؤلات البردوني تحرض صنعاء القيام من الموت!!

ويل وويل لأعداء البلاد إذا

ضجّ السكون وهبّت غضبة الثار !

البردوني

خطاب الشاعر اليمني عبدالله البردوني عن صنعاء لم يكن يحمل دلالة المكان فقط بل يحمل وجوهاً كثيرة، يخاطب العقل والعاطفة، يخاطب الجسد، يخاطب الإنسان والإنسانية، يستحضر التاريخ فيه ويتنبأ بالمستقبل، ويقرأ الأحداث التي مرت والتي قد تأتي إن ظلت صنعاء على وضعها ولم تتغير. والصبغة التي يحملها هذا الشعر، ليس عن صنعاء فقط، بل بشكل عام في شعره، هي صبغة السؤال الذي يعد متفرداً فيه من بين كل شعراء العربية، فالسؤال في قصيدِهِ يحمل أبعاداً مستمرة لم تتغير ويريدها أن تشعر وأن تحس بما هي فيه:

أصنعا … ولكنّ متى تأنفين

يقولون قد كنت يوما منيفه؟

متى منك تمضين عجلى إليك ؟

ترين اخضرار الحياة النّظيفه

أمن قلب أغنية من دموع .

ستأتين ..؟ أم من حنايا قذيفه؟

ليست هذه الأسئلة الوحيدة التي يطلقها الشاعر عن هذه الخضراء، بل إنه يستبطن بأسئلته ما سيأتي:

ماذا جرى ..؟ لم يجر شيء هنا

صنعاء لا فرحى … ولا آسفه!!

حالة التردد التي تحدث اليوم في قلب صنعاء، ومنذ الثورة تعيش وهي في حالة من الجمود إذ إنها مشلولة لا تدري ماذا جرى؟ ولكنها تجيب في نفس الوقت فهي لم تفرح لما يحدث وفي نفس الوقت لم تأسف له، فأصيبت في مقتل جراء هذا التردد الذي لم يخرجها من الظلمات إلى النور، وكأني به يوجه رسالته وأيضاً عبر السؤال ليقول للشعب:

أتدرين يا صنعاء ماذا الذي يجري

تموتين في شعب يموت ولا يدري؟

وترتفع وتيرة الموت في قصيدته "مدينة بلا وجه" ويحث من يعيشون فيها على أنكم تدارون موتكم وتستحون منه ولا تريدون للعالم أن يراه، لأن هذا الموت الذي حل بكم مزري، ولا تريدون التخلص منه، ومن عبثيته، رغم أنه في أيديكم وهو طاعون يستشري فيكم ولكنكم تبقون على الأمل بين حناياكم معتقدين أن مولد النور سيأتيكم، بينما ما يحدث أمامكم هو الظلام.

تموتين لكن كلّ يوم وبعدما

تموتين تستحين من موتك المزري

ويمتصّك الطاعون لا تسألينه

إلى كم .. ؟ فيستحلي المقام ويشتري

تموتين لكن في ترقب مولد

فتنسين أو ينساك ميعاده المغري

إن شعر البردوني الذي تركه لليمن يغلب عليه الأنين، وصرخته في قصيدة "مواطن بلا وطن" تستقرئ الحاضر عندما يقول:

مواطن بلا وطن

لأنّه من اليمن

واليوم لم تعد له

مزارع ولا سكن

ولا ظلال حائط

ولا بقايا من فنن

فهو يصف الحالة التي تعيشها اليمن وخصوصاً صنعاء المحتلة من قبل جماعة اتخذت من ثورة الملالي شعاراً لها، فلم تبق لأهل صنعاء وما حولها شيئاً. وها هو يقول في قصيدته "سفاح عمران" لأهل اليمن كافة أنظروا من يسرقكم ومن ينكل بكم، ومن يجوعكم؟ ويتساءل في النهاية من يا أهل صنعاء سينقذ المدينة من شرورهم:

يا سارق اللّقمات من

أفواه أطفال المدينه

يا ناهب الغفوات ، من

أجفان صنعاء السّجينه

من ذا يكفّ يديك ، عن عصر الجراحات الثخينه

إن جحيم الدمار الذي خلفه الحوثي في صنعاء، وتفشي الأمراض فيها يحيلنا إلى تساؤليته الكبيرة لأبي تمام التي يقول فيها:

مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟

مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب

مـاتت بصندوق وضـاح بلا ثمن

ولـم يمت في حشاها العشق والطرب

صورة تنبئ عن أن أهل صنعاء يحبون الحياة ويريدون العيش بعيداً عن المنغصات التي هم فيها الآن فرغم الموت إلا العشق والطرب ما زال في الأحشاء.. ولهذا يُوجد الشاعر الأمل وهو يسأل أبو تمام:

ألا تـرى يـا أبـا تـمام بـارقنا

(إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)

وعلى الرغم من هذا التفاؤل الذي وجهه نحو "أبي تمام" كرمز لعروبة اليمن، إلا أنه يرى ببصيرة فظاعة الأمر الذي تمر به صنعاء واليمن هذه الأيام، حين يقول:

فظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري

وهل تدرين يا صنعاء من المستعمر السري

غزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري

ولعبة الموت في صنعاء تكررت في قصائد الشاعر وتأخذ عدة نواح، وترتبط بالزمن وبالشخص وبالمكان، وهناك انتظار دوما لميلاد جديد في هذه الخضراء التي تأبى أن تستسلم وأن تبقى على متناقضاتها دون أن تقف ولو للحظة واحدة، وقصيدة "صنعاء والموت والميلاد" تحمل دلالاتها البعد الذي يردده الشاعر وهو أن تكرار الموت والميلاد سمة قائمة في "صنعاء"



ولدت صنعاء بسبتمبر

كي تلقى الموت بنوفمبر

لكن كي تولد ثانية

في مايو … أو في أكتوبر

في أوّل كانون الثاني أو في الثاني من ديسمبر

مادامت هجعتها حبلى

فولادتها لن تتأخّر

رغم الغثيان تحنّ إلى :

أوجاع الطلّق ولا تضجر

ينبي عن مولدها الآتي

شفق دام فجر أشقر

أشلاء تخفق كالذكرى

وتنام لتحلم بالمحشر

ورماد نهار صيفي

ودخان كالحلم الأسمر

ونداء خلف نداءات

لا تنسى (عبلة) يا (عنتر)

وتظلّ تموت لكي تحيا

وتموت لكي تحيا أكثر

وأخيرا هل سنبقى نردد مع الشاعر

يا شمس صنعاء الكسول

أما بدا لكِ أن تدوري

أم أننا سنبقي حالة الموت في صنعاء وسنردد معه:

صنعاء يا أخت القبور

ثوري فإنكِ لم تثوري؟

 

نشرت في ملحق الرياض الثقافي

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

إلى أين يسير اليمن؟

يمثل الرئيس المقتول علي عبدالله صالح حالة خاصة في اليمن ففي موته وفي حياته يستمر في مراوغاته، فهو يقلب الموازين بسرعة دون تردد، فانقلابه على الشرعية وفتحه المسار للحوثي لاحتلال اليمن، وتقلباته في خطاباته حتى آخر لحظة من عمره باتت سمة في شخصيته،


وبعد أن رأى العالم أنه يتجه نحو عروبته ويسعى لإصلاح ما أفسده قلب الطاولة بمقتله، وجعل اليمن يعيش في حالة غير طبيعية، وفي ثورة حقيقية، معظمها حانقاً على ما حدث، والتاريخ سيحمله الكثير مما حدث في اليمن.

إن احتجاز واختطاف ومن ثم قتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ليس مجرد جريمة حرب لدى الشعب العربي اليمني، بل هو جريمة كبرى لا يطفئ نارها سوى الانتقام من قتلته.
وإن خلو الساحة من صالح يعني محاولة الحوثي التفرد بصنعاء، وهو الخط الذي ترسمه الميليشيا سعياً وراء السيطرة عليها، والتي كان يقف في وجهها حليفها الذي مهد لها احتلال اليمن قبل ثلاث سنوات، ولكن الأفعى حتى وإن ملمسها ناعما إلا إنها عند تقلبها يكون في نابها العطب..

وهذا ما حدث للحليف حين حاول الخروج من حلفه معهم، فما كان منهم إلا أن يقتلوه، لأنه لا يتفق مع أجندتهم المرسومة من طهران.

ولا ننسى أن أسلوب مقتل علي صالح في الوقت الذي أراد فيه أن يكفر عن خطأه بتحالفه مع الحوثي ضد شعبه، يشابه أسلوب مقتل رفيق الحريري في لبنان عندما بدأ عملية إصلاح شاملة في لبنان، ومن ذلك أراد تحجيم حزب الله وسحب سلاحه ولكنه اغتيل نهاراً جهاراً. مع فارق أن صالح لم يكن يسعى إلا إلى لعب ورقة ضد الشعب اليمني بعد أن رفضه في ثورته عليه، وبعد أن توج رئيساً جديداً لليمن جراء هذه الثورة ، ولكن هذه الورقة هي التي أحرقته وأخرجته من الدنيا كلها وليس من صنعاء فقط.


ولعل مقتله أخرج اليمنيين، الذين يرون أن ميليشيا الحوثي تعمل لمصلحتهم، من غفوتهم أو غفلتهم التي عاشوها طوال ثلاث سنوات. ولعله درساً لهم ليوضح العدو من الصديق، وستكون المواجهة بين أنصار علي صالح والشعب اليمني وبين الحوثي، وخصوصاً بعد التشفي الذي أظهره عبدالملك الحوثي على الملأ. وسيواجه اليمن صعوبات جمة حتى عودة الشرعية بالكامل لتعيد التوازن لليمن.. ومن ثم البدء في انتخابات لاختيار رئيس له.

تم النشر في صحيفة البلاد